عليك رب الجبروت والقهر يا بلوجر بظلمك لي وحذفك لصفحات تدويني يا طالم وغبي .

فوضت أمري الي الله الجبار فيك يا بلوجر هو وحده اللي حيهدَّك باضطهادك لي وحذفك لصفحات مدوناتي ينتقم منك ربنا بظلمك لي يا أرعن يا مُحدث يا ظالم أنصحك أن تعرض نفسك علي طبيب نفسي حاذق ليخضعك لعلاج علة النقص والتعقيد التي أصابتك لا أدري من كم سنة ؟

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 فبراير 2024

7.صحيح البخاري كتاب الرقاق وكتاب القدء وكتاب الأيمان والنذور وكتاب كفارات الأيمان وكتاب الفرائض وكتاب الحدود .

صحيح البخاري كتاب الرقاق وكتاب القدء وكتاب الأيمان والنذور وكتاب كفارات الأيمان وكتاب الفرائض وكتاب الحدود  .

84 - كتاب الرقاق.

  1 - باب: ما جاء في الصحة والفراغ، وأن لا عيش إلا عيش الآخرة. 6049 - حدثنا المكي بن إبراهيم: أخبرنا عبد الله بن سعيد، وهو ابن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي ﷺ: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ). قال عباس العنبري: حدثنا صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه: سمعت ابن عباس، عن النبي ﷺ: مثله. 6050 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شُعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة. فأصلح الأنصار والمهاجرة). [ر:2679] 6051 - حدثني أحمد بن المقدام: حدثنا الفضيل بن سليمان: حدثنا أبو حازم: حدثنا سهل بن سعد الساعدي: كنا مع رسول الله ﷺ في الخندق، وهو يحفر ونحن ننقل التراب، وبصر بنا، فقال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة. فاغفر للأنصار والمهاجرة). تابعه سهل بن سعد، عن النبي ﷺ مثله. [ر:3586] 2 - باب: مثل الدنيا في الآخرة. وقوله تعالى: {أنَّما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} /الحديد: 20/. 6052 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها). [ر:2641] 3 - باب: قول النبي ﷺ: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). 6053 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي، عن سليمان الأعمش قال: حدثني مجاهد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله ﷺ بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. 4 - باب: في الأمل وطوله. وقول الله تعالى: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغُرور} /آل عمران: 185/. وقوله: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون} /الحجر: 3/. وقال علي بن أبي طالب: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل. {بمزحزحه} /البقرة: 96/: بمباعده. 6054 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدثني أبي، عن منذر، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله رضي الله عنه قال: خط النبي ﷺ خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به - أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا). 6055 - حدثنا مسلم: حدثنا همَّام، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: خط النبي ﷺ خطوطاً، فقال: (هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب). 5 - باب: من بلغ ستين سنة، فقد أعذر الله إليه في العمر. لقوله: {أولم نعمِّركم ما يتذكَّر فيه من تذكَّر وجاءكم النَّذير} /فاطر: 37/: يعني الشيب. 6056 - حدثني عبد السلام بن مطهر: حدثنا عمر بن علي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلَّغه ستين سنة). تابعه أبو حازم وابن عجلان، عن المقبري. 6057 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل). قال الليث: حدثني يونس وابن وهب: عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد وأبو سلمة. 6058 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنتان: حبُّ المال وطول العمر). رواه شُعبة، عن قتادة. 6 - باب: العمل الذي يبتغي به وجه الله. فيه سعد. [ر:1233] 6059 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري قال: أخبرني محمود بن الربيع، وزعم محمود أنه عقل رسول الله ﷺ، وقال: وعقل مَجَّةً مجَّها من دلو كانت في دارهم، قال: سمعت عتبان بن مالك الأنصاري، ثم أحد بني سالم، قال: غدا علي رسول الله ﷺ، فقال: (لن يوافي عبد يوم القيامة، يقول: لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه الله، إلا حرم الله عليه النار). [ر:414] 6060 - حدثنا قتيبة: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء، إذا قبضت صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه، إلا الجنة). 7 - باب: ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها. 6061 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة: قال ابن شهاب: حدثني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة أخبره: أن عمرو بن عوف، وهو حليف لبني عامر بن لؤي، كان شهد بدراً مع رسول الله ﷺ، أخبره: أن رسول الله ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله ﷺ هو صالح أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصبح مع رسول الله ﷺ، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله ﷺ حين رآهم وقال: (أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة، وأنه جاء بشيء). قالوا: أجل يا رسول الله، قال: (فأبشروا وأمِّلوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم). [ر:2988] 6062 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر: أن رسول الله ﷺ خرج يوماً، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: (إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها). [ر:1279] 6063 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: (إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض). قيل: وما بركات الأرض؟ قال: (زهرة الدنيا). فقال له رجل: هل يأتي الخير بالشر؟ فصمت النبي ﷺ حتى ظننت أنه ينزل عليه، ثم جعل يمسح عن جبينه، فقال: (أين السائل). قال: أنا. قال أبو سعيد: لقد حمدناه حين طلع لذلك. قال: (لا يأتي الخير إلا بالخير، إن هذا المال خضرة حلوة، وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطاً أو يُلِمُّ، إلا آكلة الخضر، أكلت حتى إذا امتدَّت خاصرتاها، استقبلت الشمس، فاجْتَرَّت وثلطت وبالت، ثم عادت فأكلت. وإن هذا المال حلوة، من أخذه بحَقِّه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع). [ر:879] 6064 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر محمد بن جعفر: حدثنا شُعبة قال: سمعت أبا حمزة قال: حدثني زهدم بن مضَّرب قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران: فما أدري: قال النبي ﷺ بعد قوله مرتين أو ثلاثاً - ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السِّمَن). [ر:2508] 6065 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء من بعدهم قوم: تسبق شهادتهم أيمانهم، وأيمانهم شهادتهم). [ر:2509] 6066/6067 - حدثني يحيى بن موسى: حدثنا وكيع: حدثنا إسماعيل، عن قيس قال: سمعت خبَّاباً، وقد اكتوى يومئذ سبعاً في بطنه، وقال: لولا أن رسول الله ﷺ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت بالموت، إن أصحاب محمد ﷺ مضوا، ولم تنقصهم الدنيا بشيء، وإنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب. (6067) - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس قال: أتيت خباباً، وهو يبني حائطاً له، فقال: إن أصحابنا الذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئاً، وإنا أصبنا من بعدهم شيئاً، لا نجد له موضعاً إلا التراب. [ر:5348] 6068 - حدثنا محمد بن كثير: عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن خباب رضي الله عنه قال: هاجرنا مع رسول الله ﷺ، قصَّه. [ر:1217] 8 - باب: قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنَّ وعد الله حق فلا تغرَّنكم الحياة الدنيا ولا يغرَّنكم بالله الغَرور. إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} /فاطر: 5 - 6/. جمعه سعر، قال مجاهد: الغَرور: الشيطان. 6069 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم القرشي قال: أخبرني معاذ بن عبد الرحمن: أن ابن أبان أخبره قال: أتيت عثمان بن عفان بطهور وهو جالس على المقاعد، فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: رأيت النبي ﷺ يتوضأ وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء ثم قال: (من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد، فركع ركعتين، ثم جلس، غفر له ما تقدم من ذنبه). قال: وقال النبي ﷺ: (لا تغترُّوا). [ر:158] 9 - باب: ذهاب الصالحين. ويقال: الذهاب المطر. 6070 - حدثني يحيى بن حمَّاد: حدثنا أبو عوانة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن مرداس الأسلمي قال: قال النبي ﷺ: (يذهب الصالحون، الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير، أو التمر، لا يباليهم الله بالة). قال أبو عبد الله: يقال حفالة وحثالة. [ر:3925] 10 - باب: ما يتقى من فتنة المال. وقول الله تعالى: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} /التغابن: 15/. 6071 - حدثني يحيى بن يوسف: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض). [ر:2730] 6072/6073 - حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن عطاء قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب). (6073) - حدثني محمد: أخبرنا مخلد: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لو أن لابن آدم مثل واد مالاً لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب). قال ابن عباس: فلا أدري من القرآن هو أم لا. قال: وسمعت ابن الزبير يقول ذلك على المنبر. 6074 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عباس بن سهل بن سعد قال: سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول: يا أيها الناس، إن النبي ﷺ كان يقول: (لو أن ابن آدم أعطي وادياً ملأى من ذهب أحب إليه ثانياً، ولو أعطي ثانياً أحب إليه ثالثاً، ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب). 6075 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ قال: (لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب). وقال لنا أبو الوليد: حدثنا حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي قال: كنا نرى هذا من القرآن، حتى نزلت: {ألهاكم التكاثر}. 11 - باب: قول النبي ﷺ: (هذا المال خضرة حلوة). وقال الله تعالى: {زُيِّنَ للناس حُبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذَّهب والفضَّة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا} /آل عمران: 14/. قال عمر: اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه. 6076 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: سمعت الزُهري يقول: أخبرني عروة وسعيد بن المسيَّب، عن حكيم بن حزام قال: سألت النبي ﷺ فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: (هذا المال). وربما قال سفيان: قال لي: (يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى). [ر:1361] 12 - باب: ما قدم من ماله فهو له. 6077 - حدثني عمرو بن حفص: حدثني أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد: قال عبد الله: قال النبي ﷺ: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله). قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: (فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر). 13 - باب: المكثرون هم المقلون. وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوَفِّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} /هود: 15 - 16/. 6078 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله ﷺ يمشي وحده، وليس معه إنسان، قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني، فقال: (من هذا). قلت: أبو ذر، جعلني الله فداءك، قال: (يا أبا ذر تعال). قال: فمشيت معه ساعة، فقال: (إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيراً، فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيراً). قال: فمشيت معه ساعة، فقال لي: (اجلس ها هنا). قال: فأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: (اجلس ها هنا حتى أرجع إليك). قال: فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول: (وإن سرق، وإن زنى). قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداءك، من تكلم في جانب الحرة، ما سمعت أحداً يرجع إليك شيئا؟ قال: (ذلك جبريل عليه السلام، عرض لي في جانب الحرة، قال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت: يا جبريل، وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم). قال: قلت: وإن سرق، وإن زنى؟ قال: (نعم، وإن شرب الخمر). قال النضر: أخبرنا شُعبة، وحدثنا حبيب بن أبي ثابت، والأعمش، وعبد العزيز بن رفيع: حدثنا زيد بن وهب: بهذا. قال أبو عبد الله: حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء، مرسل لا يصح، إنما أردنا للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر. قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال: مرسل أيضا لا يصح، والصحيح حديث أبي ذر، وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا: إذا مات قال: لا إله إلا الله، عند الموت. [ر:2258] 14 - باب: قول النبي ﷺ: (ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً). 6079 - حدثنا الحسن بن الربيع: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: قال أبو ذر: كنت أمشي مع النبي ﷺ في حرة المدينة، فاستقبلنا أحد، فقال: (يا أبا ذر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئاً أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا). عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه، ثم مشى ثم قال: (إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا - عن يمينه وعن شماله ومن خلفه - وقليل ما هم). ثم قال لي: (مكانك لا تبرح حتى آتيك). ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى، فسمعت صوتاً قد ارتفع، فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي ﷺ، فأردت أن آتيه فذكرت قوله لي: (لا تبرح حتى آتيك). فلم أبرح حتى أتاني، قلت: يا رسول الله لقد سمعت صوتاً تخوفت، فذكرت له، فقال: (وهل سمعته). قلت: نعم. قال: (ذاك جبريل أتاني، فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق). [ر:2258] 6080 - حدثنا أحمد بن شبيب: حدثنا أبي، عن يونس. وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله ﷺ: (لو كان لي مثل أحد ذهباً، لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء، إلا شيئاً أرصده لدين). [ر:2259] 15 - باب: الغنى غنى النفس. وقال الله تعالى: {أيحسبون أن ما نُمِدُّهم به من مال وبنين - إلى قوله تعالى - هم لها عاملون} /المؤمنون: 55 - 63 /. قال ابن عيينة: لم يعملوها، لا بد من أن يعملوها. 6081 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر: حدثنا أبو حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنَّ الغنى غنى النفس). 16 - باب: فضل الفقر. 6082 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: مر رجل على رسول الله ﷺ، فقال لرجل عنده جالس: (ما رأيك في هذا). فقال: (رجل من أشراف الناس، هذا والله حريُّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشَفَّع، قال: فسكت رسول الله ﷺ ثم مر رجل، فقال له رسول الله ﷺ: (ما رأيك في هذا). فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريُّ إن خطب أن لا يُنكح، وإن شفع أن لا يُشَفَّع، وإن قال أن لا يُسمع لقوله، فقال رسول الله ﷺ: (هذا خير من ملء الأرض مثل هذا). [ر:4803] 6083 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا وائل قال: عدنا خباباً فقال: هاجرنا مع النبي ﷺ نريد وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأخذ من أجره شيئاً، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد وترك نمرة، فإذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فأمرنا النبي ﷺ أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه من الإذخر، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها. [ر:1217] 6084 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا سلم بن زرير: حدثنا أبو رجاء، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (اطَّلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطَّلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء). تابعه أيوب وعوف. وقال صخر وحمَّاد بن نجيح، عن أبي رجاء، عن ابن عباس. [ر:3069] 6085 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: لم يأكل النبي ﷺ على خوان حتى مات، وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات. 6086 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد توفي النبي ﷺ وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رفٍّ لي، فأكلت منه، حتى طال علي، فكلته ففني. [ر:2930] 17 - باب: كيف كان عيش النبي ﷺ وأصحابه، وتخليهم من الدنيا. 6087 - حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث: حدثنا عمر بن ذر: حدثنا مجاهد: أن أبا هريرة كان يقول: آلله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم ﷺ، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق). ومضى فاتَّبعته، فدخل، فأستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبناً في قدح، فقال: (من أين هذا اللبن). قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: (أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي). قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (خذ فأعطهم). قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي ﷺ وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إليَّ فتبسم، فقال: ( أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت). قلت: صدقت يا رسول الله، قال: (اقعد فاشرب). فقعدت فشربت، فقال: (اشرب). فشربت، فما زال يقول: (اشرب). حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكاً، قال: (فأرني). فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة. [ر:5892] 6088 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل: حدثنا قيس قال: سمعت سعداً يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ورأيتنا نغزو وما لنا طعام إلا ورق الحبلة، وهذا السَّمُرُ، وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزِّرني على الإسلام، خبت إذاً وضل سعيي. [ر:3522] 6089 - حدثنا عثمان: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: ما شبع آل محمد ﷺ منذ قدم المدينة، من طعام بر ثلاث ليال تباعاً، حتى قبض. [ر:5100] 6090 - حدثني إسحق بن إبراهيم بن عبد الرحمن: حدثنا إسحق، هو الأزرق، عن مسعر بن كدام، عن هلال، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما أكل آل محمد ﷺ أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر. 6091 - حدثني أحمد بن رجاء: حدثنا النضر، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة قالت: كان فراش رسول الله ﷺ من أدم، وحشوه من ليف. 6092 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همَّام بن يحيى: حدثنا قتادة قال: كنا نأتي أنس بن مالك وخبَّازه قائم، وقال: كلوا، فما أعلم النبي ﷺ رأى رغيفاً مرققا حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطاً بعينه قط. [ر:5070] 6093/6094 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا هشام: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه ناراً، إنما هو التمر والماء، إلا أن نؤتى باللُّحَيم. (6094) - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثني ابن أبي حازم، عن أبيه، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة: أنها قالت لعروة: ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله ﷺ نار، فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله ﷺ جيران من الأنصار، كان لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله ﷺ من أبياتهم فيسقيناه. [ر:2428] 6095 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا محمد بن فضيل: عن أبيه، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (اللهم ارزق آل محمد قوتاً). 18 - باب: القصد والمداومة على العمل. 6096/6097 - حدثنا عبدان: أخبرنا أبي، عن شُعبة، عن أشعث قال: سمعت أبي قال: سمعت مسروقاً قال: سألت عائشة رضي الله عنها: أي العمل كان أحب إلى النبي ﷺ؟ قالت: الدائم، قال: قلت: فأي حين كان يقوم؟ قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخ. (6097) - حدثنا قتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: كان أحب العمل إلى رسول الله ﷺ الذي يدوم عليه صاحبه. [ر:1080] 6098 - حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (لن ينجي أحداً منكم عمله). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشئ من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا). [ر:5349] 6099 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا سليمان، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة: أن رسول الله ﷺ قال: (سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن يُدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل). [6102] 6100 - حدثني محمد بن عرعرة: حدثنا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سئل النبي ﷺ: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أدومها وإن قل). وقال: (اكلفوا من الأعمال ما تطيقون). 6101 - حدثني عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عمل النبي ﷺ، هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع. [ر:1886] 6102 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن الزبرقان: حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: (سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يُدخل أحداً الجنةَ عملُه). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة). قال: أظنه: عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة. وقال عفان: حدثنا وهيب، عن موسى بن عقبة قال: سمعت أبا سلمة، عن عائشة، عن النبي ﷺ: (سددوا وأبشروا). [ر:6099] وقال مجاهد: {سديداً} /النساء: 9/: سداداً: صدقاً. 6103 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح قال: حدثني أبي، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعته يقول: إن رسول الله ﷺ صلى لنا يوماً الصلاة، ثم رقي المنبر، فأشار بيده قبل قبلة المسجد، فقال: (قد أريت الآن منذ صليت لكم الصلاة، الجنة والنار، ممثلتين في قبل هذا الجدار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، فلم أر كاليوم في الخير والشر). [ر:409] 19 - باب: الرجاء مع الخوف. وقال سفيان: ما في القرآن آية أشد علي من: {لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم} /المائدة: 68/. 6104 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار). [ر:5654] 20 - باب: الصبر عن محارم الله. وقوله عز وجل: {إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب} /الزمر:10/. وقال عمر: وجدنا خير عيشنا بالصبر. 6105 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي: أن أبا سعيد الخدري أخبره: أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ، فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه: (ما يكون عندي من خير لا أدَّخره عنكم، وإنه من يستعفَّ يعفَّه الله، ومن يتصبَّر يصبِّره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيراً وأوسع من الصبر). [ر:1400] 6106 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا مسعر: حدثنا زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: كان النبي ﷺ يصلي حتى ترم، أو تنتفخ، قدماه، فيقال له، فيقول: (أفلا أكون عبداً شكوراً). [ر:1078] 21 - باب: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) /الطلاق: 3/. وقال الربيع بن خثيم: من كل ما ضاق على الناس. 6107 - حدثني إسحق: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا شعبة قال: سمعت حصين بن عبد الرحمن قال: كنت قاعداً عند سعيد بن جبير فقال: عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ قال: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون). [ر:3229] 22 - باب: ما يكره من قيل وقال: 6108 - حدثنا علي بن مسلم: حدثنا هشيم: أخبرنا غير واحد، منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أيضاً، عن الشعبي، عن ورَّاد، كاتب المغيرة بن شعبة: أن معاوية كتب إلى المغيرة: أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله ﷺ، قال: فكتب إليه المغيرة: إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير). ثلاث مرات، قال: وكان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات. وعن هشيم: أخبرنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت ورَّاداً يحدث هذا الحديث، عن المغيرة، عن النبي ﷺ. [ر:808] 23 - باب: حفظ اللسان. وقول النبي ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت). وقوله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} /ق: 18/. 6109 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي: حدثنا عمر بن علي: سمع أبا حازم، عن سهل بن سعد، عن رسول الله ﷺ قال: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة). [6422] 6110 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه). [ر:3153] 6111 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا ليث: حدثنا سعيد المقبري، عن أبي شريح الخزاعي قال: سمع أذناي ووعاه قلبي: النبي ﷺ يقول: (الضيافة ثلاثة أيام، جائزته). قيل: ما جائزته؟ قال: (يوم وليلة، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت). [ر:5673] 6112/6113 - حدثني إبراهيم بن حمزة: حدثني ابن أبي حازم، عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة التيمي، عن أبي هريرة: سمع رسول الله ﷺ يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق). (6113) - حدثني عبد الله بن منير: سمع أبا النضر: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم). 24 - باب: البكاء من خشية الله. 6114 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (سبعة يظلهم الله: رجل ذكر الله ففاضت عيناه). [ر:629] 25 - باب: الخوف من الله. 6115 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، عن النبي ﷺ قال: (كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مت فخذوني فذرُّوني في البحر في يوم صائف، ففعلوا به، فجمعه الله ثم قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: ما حملني إلا مخافتك، فغفر له). [ر:3292] 6116 - حدثنا موسى: حدثنا معتمر: سمعت أبي: حدثنا قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي ﷺ ذكر رجلاً: (فيمن كان سلف، أو قبلكم، آتاه الله مالاً وولداً - يعني أعطاه - قال: فلما حضر قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه لم يبتئر عند الله خيراً - فسرها قتادة: لم يدخر - وإن يقدم على الله يعذبه، فانظروا فإذا مت فأحرقوني، حتى إذا صرت فحماً فاسحقوني، أو قال: فاسهكوني، ثم إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك - وربي - ففعلوا، فقال الله: كن، فإذا رجل قائم، ثم قال: أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك، أو فرق منك، فما تلافاه أن رحمه الله). فحدثت أبا عثمان فقال: سمعت سلمان، غير أنه زاد: (فأذروني في البحر). أو كما حدث. وقال معاذ: حدثنا شعبة، عن قتادة: سمعت عقبة: سمعت أبا سعيد الخدري، عن النبي ﷺ. [ر:3291] 26 - باب: الانتهاء عن المعاصي. 6117 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله ﷺ: (مثلي ومثل ما بعثني الله، كمثل رجل أتى قوماً فقال: رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العُريان، فالنجاء النجاء، فأطاعه طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا، وكذبته طائفة فصبَّحهم الجيش فاجتاحهم). [6854] 6118 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن أنه حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقحَّمون فيها). [ر:3244] 6119 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا زكرياء، عن عامر قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال النبي ﷺ: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه). [ر:10] 27 - باب: قول النبي ﷺ: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً). 6120 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول: قال رسول الله ﷺ: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً). [6261] 6121 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً). [ر:4345] 28 - باب: حجبت النار بالشهوات. 6122 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره). 29 - باب: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك). 6123 - حدثني موسى بن مسعود: حدثنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك). 6124 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (أصدق بيت قاله الشاعر: ألا كل شيء ما خلا الله باطل). [ر: 3628] 30 - باب: لينظر إلى من هو أسفل منه، ولا ينظر إلى من هو فوقه. 6125 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه). 31 - باب: من همَّ بحسنة أو بسيئة. 6126 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا جعد أبو عثمان: حدثنا أبو رجاء العطاردي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ، فيما يروي عن ربه عز وجل. قال: قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة). [ر:7062] 32 - باب: ما يُتَّقى من محقَّرَات الذنوب. 6127 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا مهدي، عن غيلان، عن أنس رضي الله عنه قال: إنكم لتعملون أعمالاً، هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي ﷺ من الموبقات. قال أبو عبد الله: يعني بذلك المهلكات. 33 - باب: الأعمال بالخواتيم، وما يخاف منها. 6128 - حدثنا علي بن عيَّاش الألهاني الحمصي: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: نظر النبي ﷺ إلى رجل يقاتل المشركين، وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم، فقال: (من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا). فتبعه رجل، فلم يزل على ذلك حتى جرح، فاستعجل الموت، فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه، فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه، فقال النبي ﷺ: (إن العبد ليعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار، ويعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها). [ر:2742] 34 - باب: العزلة راحة من خلاط السوء. 6129 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: حدثني عطاء بن يزيد: أن أبا سعيد حدثه قال: قيل يا رسول الله. وقال محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي: حدثنا الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: (رجل جاهد بنفسه وماله، ورجل في شعب من الشعاب: يعبد ربه، ويدع الناس من شره). تابعه الزبيدي وسليمان بن كثير، والنعمان، عن الزُهري. وقال معمر، عن الزُهري، عن عطاء، أو عبيد الله، عن أبي سعيد، عن النبي ﷺ. وقال يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن عطاء، عن بعض أصحاب النبي ﷺ، عن النبي ﷺ [ر:2634] 6130 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا الماجشون، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري أنه سمعه يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: (يأتي على الناس زمان، خير مال الرجل المسلم الغنم، يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفرُّ بدينه من الفتن). [ر:19] 35 - باب: رفع الأمانة. 6131 - حدثنا محمد بن سنان: حدثنا فليح بن سليمان: حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة). قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة). [ر:59] 6132 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب: حدثنا حذيفة قال: حدثنا رسول الله ﷺ حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: (أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة). وحدثنا عن رفعها قال: (ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبراً وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان). ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلماً رده علي الإسلام، وإن كان نصرانياً رده علي ساعيه، فأما اليوم: فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً. قال الفِرَبري: قال أبو جعفر: حدثت أبا عبد الله فقال: سمعت أبا أحمد بن عاصم يقول: سمعت أبا عبيد يقول: قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما: جذر قلوب الرجال: الجذر الأصل من كل شيء، والوكت أثر الشيء اليسير منه، والمجل أثر العمل في الكف إذا غلظ. [6675 - 6848] 6133 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة). 36 - باب: الرياء والسمعة. 6134 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني سلمة بن كهيل. وحدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن سلمة قال: سمعت جندباً يقول: قال النبي ﷺ، ولم أسمع أحداً يقول: قال النبي ﷺ غيره، فدنوت منه، فسمعته يقول: قال النبي ﷺ: (من سَمَّع سَمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به). [6733] 37 - باب: من جاهد نفسه في طاعة الله. 6135 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بينا أنا رديف النبي ﷺ، ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: (يا معاذ بن جبل). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: (هل تدري ما حق الله على عباده). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً). ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ بن جبل). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: (هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (حق العباد على الله أن لا يعذبهم). [ر:2701] 38 - باب: التواضع. 6136 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا زهير: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: كان للنبي ﷺ ناقة. قال: وحدثني محمد: أخبرنا الفزاري وأبو خالد الأحمر، عن حميد الطويل، عن أنس قال: كانت ناقة لرسول الله ﷺ تسمى العضباء، وكانت لا تُسبَق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين، وقالوا: سُبِقَت العضباء، فقال رسول الله ﷺ: (إن حقاً على الله أن لا يَرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه). [ر:2716] 6137 - حدثني محمد بن عثمان بن كرامة: حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان بن بلال: حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته). 39 - باب: قول النبي ﷺ: (بعثت أنا والساعة كهاتين). {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شئ قدير} /النحل: 77/. 6138 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان: حدثنا أبو حازم، عن سهل قال: قال رسول الله ﷺ: (بعثت أنا والساعة كهاتين). يشير بإصبعيه فيمدهما. [ر:4652] 6139 - حدثني عبد الله بن محمد هو الجعفي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا شعبة، عن قتادة وأبي التَّيَّاح، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (بعثت أنا والساعة كهاتين). 6140 - حدثني يحيى بن يوسف: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (بعثت أنا والساعة كهاتين). يعني إصبعين. تابعه إسرائيل، عن أبي حصين. 40 - باب: طلوع الشمس من مغربها. 6141 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين: {لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}. ولتقومَنَّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه، ولا يطويانه، ولتقومَنَّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لِقحته فلا يطعمه، ولتقومَنَّ الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومَنَّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها). [ر:4359] 41 - باب: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. 6142 - حدثنا حجَّاج: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس، عن عبادة بن الصامت، عن النبي ﷺ قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه). قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: (ليس ذاك، ولكنَّ المؤمن إذا حضره الموت بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه). اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة. وقال سعيد: عن قتادة، عن زرارة، عن سعد، عن عائشة، عن النبي ﷺ. 6143 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه). [ر:7065] 6144 - حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيَّب، وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم: أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: كان رسول الله ﷺ يقول وهو صحيح: (إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يُخيَّر). فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة، ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: (اللهم الرفيق الأعلى). قلت: إذاً لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به، قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها النبي ﷺ قوله: (اللهم الرفيق الأعلى). [ر:4171] 42 - باب: سكرات الموت. 6145 - حدثني محمد بن عبيد بن ميمون: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: أن أبا عمرو، ذكوان، مولى عائشة أخبره: أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: إن رسول الله ﷺ كان بين يديه ركوة، أو: علبة فيها ماء - يشك عمر - فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه، ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت سكرات). ثم نصب يده فجعل يقول: (في الرفيق الأعلى). حتى قبض ومالت يده. قال أبو عبد الله: العلبة من الخشب، والركوة من الأدم. [ر:850] 6146 - حدثني صدقة: أخبرنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رجال من الأعراب جفاة، يأتون النبي ﷺ فيسألونه: متى الساعة، فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: (إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم). قال هشام: يعني موتهم. 6147/6148 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدث: أن رسول الله ﷺ مُرَّ عليه بجنازة، فقال: (مستريح ومستراح منه). قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: (العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب). (6148) - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة: حدثني ابن كعب، عن أبي قتادة، عن النبي ﷺ قال: (مستريح ومستراح منه، المؤمن يستريح). 6149 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم: سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله ﷺ: (يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله). 6150 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده، غدوة وعشية، إما النار وإما الجنة، فيقال: هذا مقعدك حتى تبعث إليه). [ر:1313] 6151 - حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال النبي ﷺ: (لا تسبُّوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدَّموا). [ر:1329] 43 - باب: نفخ الصور. قال مجاهد: الصور كهيئة البوق. {زجرة} /الصافات: 19/: صيحة. وقال ابن عباس: {الناقور} /المدثر: 8/: الصور. {الراجفة} /النازعات: 6/: النفخة الأولى، و{الرادفة} النازعات: 7/: النفخة الثانية. 6152 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج أنهما حدثاه: أن أبا هريرة قال: استب رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، قال: فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله ﷺ، فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله ﷺ: (لا تُخَيِّروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون في أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله). [ر:2280] 6153 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: قال النبي ﷺ: (يصعق الناس حين يصعقون، فأكون أول من قام، فإذا موسى آخذ بالعرش، فما أدري أكان فيمن صعق). رواه أبو سعيد، عن النبي ﷺ. [ر:2280 - 2281] 44 - باب: يقبض الله الأرض يوم القيامة. رواه نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ. [ر:6977] 6154 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري: حدثني سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض). [ر:4534] 6155 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: قال النبي ﷺ: (تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتَكَفَّؤُها الجبَّار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلاً لأهل الجنة). فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: (بلى). قال: تكون الأرض خبزة واحدة، كما قال النبي ﷺ، فنظر النبي ﷺ إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال: إدامهم بالام ونون، قالوا: وما هذا؟ قال: ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا. 6156 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثني أبو حازم قال: سمعت سهل بن سعد قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقرصة نقي). قال سهل أو غيره: (ليس فيها معلم لأحد). 45 - باب: كيف الحشر. 6157 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير. وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا). 6158 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يونس بن محمد البغدادي: حدثنا شيبان، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة). قال قتادة: بلى وعزة ربنا. [ر:4482] 6159/6161 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: قال عمرو: سمعت سعيد بن جبير: سمعت ابن عباس: سمعت النبي ﷺ يقول: (إنكم ملاقوا الله حفاة عراة مشاة غرلاً). قال سفيان: هذا مما نعدُّ أن ابن عباس سمعه من النبي ﷺ. (6160) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يقول: (إنكم ملاقوا الله حفاة عراة غرلاً). (6161) - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قام فينا النبي ﷺ يخطب فقال: (إنكم تحشرون حفاة عراة غرلاً: {كما بدأنا أول خلق نعيده}. الآية، وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا ربَّ أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: (وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم - إلى قوله - الحكيم). قال: فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم). [ر:3171] 6162 - حدثنا قيس بن حفص: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: حدثني القاسم بن محمد بن أبي بكر: أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: (تحشرون حفاة عراة غرلاً). قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: (الأمر أشد من أن يهمهم ذاك). 6163 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله قال: كنا مع النبي في قبَّة، فقال: (أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة). قلنا: نعم، قال: (أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قلنا: نعم، قال: (أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة). قلنا: نعم، قال: (والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر). [6266] 6164 - حدثنا إسماعيل: حدثني أخي، عن سليمان، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال: (أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب كم أخرج، فيقول: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين). فقالوا: يا رسول الله، إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون، فماذا يبقى منا؟ قال: (إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود). 46 - باب: قوله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} /الحج: 1/. {أزفت الآزفة} /النجم: 57/. {اقتربت الساعة} /القمر: 1/. 6165 - حدثني يوسف بن موسى: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: (يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى، ولكنَّ عذاب الله شديد). فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: (أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجلاً، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قال: فحمدنا الله وكبَّرنا، ثم قال: (والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار). [ر:3170] 47 - باب: قول الله تعالى: {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين} /المطففين: 4 - 6/. وقال ابن عباس: {وتقطَّعت بهم الأسباب} /البقرة: 166/: قال: الوُصُلات في الدنيا. 6166 - حدثنا إسماعيل بن أبان: حدثنا عيسى بن يونس: حدثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ: (يوم يقوم الناس لرب العالمين). قال: يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه). [ر:4654] 6167 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم). 48 - باب: القصاص يوم القيامة. وهي الحاقَّة، لأن فيها الثواب وحواقَّ الأمور. الحقَّة والحاقَّة واحد، والقارعة والغاشية والصَّاخَّة، والتَّغابن: غبن أهل الجنة أهلَ النار. 6168 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثني شقيق: سمعت عبد الله رضي الله عنه: قال النبي ﷺ: (أول ما يقضى بين الناس بالدماء). [6471] 6169 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه). [ر:2317] 6170 - حدثني الصلت بن محمد: حدثنا يزيد بن زريع: {ونزعنا ما في صدورهم من غل}. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي: أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا). [ر:2308] 49 - باب: من نوقش الحساب عُذَّب. 6171/6172 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: (من نوقش الحساب عُذِّب). قالت: قلت: أليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}. قال: (ذلك العرض). حدثني عمرو بن علي: حدثنا يحيى، عن عثمان بن الأسود: سمعت ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي ﷺ: مثله. وتابعه ابن جريج، ومحمد بن سليم، وأيوب، وصالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي ﷺ. [ر:103] (6172) - حدثني إسحق بن منصور: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة: حدثنا عبد الله بن أبي مليكة: حدثني القاسم بن محمد: حدثتني عائشة: أن رسول الله ﷺ قال: (ليس أحد يُحاسَب يوم القيامة إلا هلك). فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً}. فقال رسول الله ﷺ: (إنما ذلك العرض، وليس أحد يُنَاقَشُ الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب}. [ر:103] 6173 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ (ح). وحدثني محمد بن معمر: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا سعيد، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه: أن نبي الله ﷺ كان يقول: (يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً، أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقال له: قد كنت سُئِلت ما هو أيسر من ذلك). [ر:3156] 6174 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي قال: حدثني الأعمش قال: حدثني خيثمة، عن عدي بن حاتم قال: قال النبي ﷺ: (ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئاً قُدَّامَهُ، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة). قال الأعمش: حدثني عمرو، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم قال: قال النبي ﷺ: (اتقوا النار). ثم أعرض وأشاح، ثم قال: (اتقوا النار). ثم أعرض وأشاح ثلاثاً، حتى ظننا أنه ينظر إليها، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة). [ر:1347] 50 - باب: يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب. 6175 - حدثنا عمران بن ميسرة: حدثنا ابن فضيل: حدثنا حصين. قال أبو عبد الله: وحدثني أسيد بن زيد: حدثنا هشيم، عن حصين قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: حدثني ابن عباس قال: قال النبي ﷺ: (عرضت علي الأمم، فأجد النبي يمر معه الأمة، النبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفا قُدَّامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون). فقام إليه عُكَّاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (اللهم اجعله منهم). ثم قام إليه رجل آخر قال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (سبقك بها عُكَّاشة). [ر:3229] 6176 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري قال: حدثني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة حدثه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفاً، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر). وقال أبو هريرة: فقام عكَّاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (اللهم اجعله منهم). ثم قام رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (سبقك عكَّاشة). [ر:5474] 6177 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: قال النبي ﷺ: (ليدخلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألف - شك في أحدهما - متماسكين، آخذ بعضهم ببعض، حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة، ووجوههم على ضوء القمر ليلة البدر). [ر:3075] 6178 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح: حدثنا نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقوم مؤذن بينهم: يا أهل النار لا موت، ويا أهل الجنة لا موت، خلود). [6182] 6179 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: (يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار: يا أهل النار خلود لا موت). 51 - باب: صفة الجنة والنار. وقال أبو سعيد: قال النبي ﷺ: (أول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد حوت). [ر:6155] {عدن} /التوبة: 72/: خلد، عدنت بأرض: أقمت، ومنه المعدن. {في مقعد صدق} /القمر: 55/: في منبت صدق. 6180 - حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن أبي رجاء، عن عمران، عن النبي ﷺ قال: (اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء). [ر: 3069] 6181 - حدثنا مسدد: حدثنا إسماعيل: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة، عن النبي ﷺ قال: (قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجدِّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء). [ر:4900] 6182 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه أنه حدثه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم). [ر:6178] 6183 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة؟ فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً). [7080] 6184 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا أبو إسحق، عن حميد قال: سمعت أنساً يقول: أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع؟ فقال: (ويحك، أوَهَبِلْتِ، أوَجَنَّة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس). [ر:2654] 6185 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا الفضل بن موسى: أخبرنا الفضيل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع). 6186 - وقال إسحق بن إبراهيم: أخبرنا المغيرة بن سلمة: حدثنا وهيب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن رسول الله ﷺ قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها). قال أبو حازم: فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال: حدثني أبو سعيد، عن النبي ﷺ قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب الجواد المضَمَّر السريع مائة عام ما يقطعها). 6187 - حدثنا قتيبة: حدثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: أن رسول الله ﷺ قال: (ليدخلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألف - لا يدري أبو حازم أيهما قال - متماسكون، آخذ بعضهم بعضاً، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر). [ر:3075] 6188 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز، عن أبيه، عن سهل، عن النبي ﷺ قال: (إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة، كما تتراءون الكوكب في السماء). قال أبي: فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال: أشهد لسمعت أبا سعيد يحدثه ويزيد فيه: (كما تراءون الكوكب الغارب في الأفق: الشرقي والغربي). 6189 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي عمران قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذاباً يوم القيامة: لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقول: أردت منك أهون من هذا، وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي). [ر:3156] 6190 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: (يخرج من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير). قلت: وما الثعارير؟ قال: الضغابيس، وكان قد سقط فمه، فقلت لعمرو بن دينار: يا أبا محمد، سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: (يخرج بالشفاعة من النار). قال: نعم. 6191 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همام، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال: (يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع، فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة: الجهنميين). [7012] 6192 - حدثنا موسى: حدثنا وهيب: حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يقول الله: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمماً، فيلقون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، أو قال: حمية السيل - وقال النبي ﷺ - ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية). [ر:22] 6193/6194 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحق قال: سمعت النعمان: سمعت النبي ﷺ يقول: (إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل، توضع في أخمص قدميه جمرة، يغلي منها دماغه). (6194) - حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحق، عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة رجل، على أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم). 6195 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم: أن النبي ﷺ ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة). [ر:1347] 6196 - حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم، والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله ﷺ، وذكر عنده عمه أبو طالب، فقال: (لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه أم دماغه). [ر:3672] 6197 - حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا. فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ويقول: ائتوا نوحاً، أول رسول بعثه الله، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلاً، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا موسى الذي كلمه الله، فيأتونه فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته، ائتوا عيسى فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا محمداً ﷺ، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال لي: ارفع رأسك: سل تُعطه، وقل يُسمع، واشفع تُشَفَّع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمني، ثم أشفع فيحد لي حداً، ثم أخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً مثله في الثالثة، أو الرابعة، حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن). وكان قتادة يقول عند هذا: أي وجب عليه الخلود. [ر:4206] 6198 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن الحسن بن ذكوان: حدثنا أبو رجاء: حدثنا عمران بن حصين رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - ﷺ - فيدخلون الجنة، يسمون الحهنميين). 6199 - حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس: أن أم حارثة أتت رسول الله ﷺ، وقد هلك حارثة يوم بدر، أصابه غرب سهم، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف ترى ما أصنع؟ فقال لها: (هبلت، أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي الفردوس الأعلى). وقال: (غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم، أو موضع قدم من الجنة، خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها - يعني الخمار - خير من الدنيا وما فيها). [2639 - 2654] 6200 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: قال النبي ﷺ: (لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكراً، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليكون عليه حسرة). 6201 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: (لقد ظننت، يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصاً من قبل نفسه). [ر:99] 6202 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه: قال النبي ﷺ: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً، رجل يخرج من النار حبواً، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربي وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو: إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر مني، أو: تضحك مني وأنت الملك). فلقد رأيت رسول الله ﷺ ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة. [7073] 6203 - حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن عبد الله بن الحارث ابن نوفل، عن العباس رضي الله عنه: أنه قال للنبي ﷺ: هل نفعت أبا طالب بشيء. [ر:3670] 52 - باب: الصراط جسر جهنم. 6204 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني سعيد وعطاء بن يزيد: أن أبا هريرة أخبرهما: عن النبي ﷺ. وحدثني محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة قال: قال أناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: (هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتَّبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتَّبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غيرالصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله ﷺ: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان). قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل، ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول: يا رب، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعو الله، فيقول: لعلك إن أعطيتك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيصرف وجهه عن النار، ثم يقول بعد ذلك: يا رب قربني إلى باب الجنة، فيقول: أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك ابن آدم ما أغدرك، فلا يزال يدعو، فيقول: لعلي إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: رب أدخلني الجنة، ثم يقول: أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها، فإذا دخل فيها قيل: تمن من كذا، فيتمنى، ثم يقال له: تمن من كذا، فيتمنى، حتى تنقطع به الأماني، فيقول له: هذا لك ومثله معه). قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً. قال: وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغيِّر عليه شيئاً من حديثه، حتى انتهى إلى قوله: (هذا لك ومثله معه). قال أبو سعيد: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (هذا لك وعشرة أمثاله). قال أبو هريرة حفظت: (مثله معه). [ر:773] 53 - باب: في الحوض. وقول الله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} /الكوثر: 1/. وقال عبد الله بن زيد: قال النبي ﷺ: (اصبروا حتى تلقوني على الحوض). [ر:4075] 6205 - حدثني يحيى بن حماد: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن شقيق، عن عبد الله، عن النبي ﷺ: (أنا فرطكم على الحوض). وحدثني عمرو بن علي: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن المغيرة قال: سمعت أبا وائل، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنَّ رجال منكم ثم ليختلجنَّ دوني، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك). تابعه عاصم، عن أبي وائل. وقال حصين، عن أبي وائل، عن حذيفة، عن النبي ﷺ. [6642] 6206 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرح). 6207 - حدثني عمرو بن محمد: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: الكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد: إن أناساً يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه. [ر:4682] 6208 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن عمرو: قال النبي ﷺ: (حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبداً). 6209 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني ابن وهب، عن يونس: قال ابن شهاب: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (إنَّ قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء). 6210 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ. وحدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال: (بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر، حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر، الذي أعطاك ربك، فإذا طينه، أو طيبه، مسك أذفر). شك هدبة. [ر:4680] 6211 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا وهيب: حدثنا عبد العزيز، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصيحابي؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك). 6212 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا محمد بن مطَّرف: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: قال النبي ﷺ: (إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردنَّ علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم). قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته وهو يزيد فيها: (فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي). [6643] وقال ابن عباس: {سحقاً} /الملك: 11/: بعداً، يقال: {سحيق} /الحج: 31/: بعيد، سحقه وأسحقه أبعده. 6213/6214 - وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة: أنه كان يحدث: أن رسول الله ﷺ قال: (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى). (6214) - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيَّب أنه كان يحدث، عن أصحاب النبي ﷺ: أن النبي ﷺ قال: (يرد علي الحوض رجال من أصحابي، فيحلَّؤون عنه، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى). وقال شعيب: عن الزُهري: كان أبو هريرة يحدث عن النبي ﷺ: (فيجلون). وقال عقيل: (فيحلَّؤون). وقال الزبيدي، عن الزُهري، عن محمد بن علي، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. 6215 - حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح: حدثنا أبي قال: حدثني هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (بينا أنا نائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وينهم، فقال: هلم، قلت أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم). 6216 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي). [ر:1138] 6217 - حدثنا عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عبد الملك قال: سمعت جندباً قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (أنا فرطكم على الحوض). 6218 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا الليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ خرج يوماً، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف على المنبر، فقال: (إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها). [ر:1279] 6219 - حدثنا علي بن عبدالله: حدثنا حرمي بن عمارة: حدثنا شعبة، عن معبد بن خالد: أنه سمع حارثة بن وهب يقول: سمعت النبي ﷺ وذكر الحوض فقال: (كما بين المدينة وصنعاء). وزاد ابن أبي عدي، عن شعبة، عن معبد بن خالد، عن حارثة: سمع النبي ﷺ قوله: (حوضه ما بين صنعاء والمدينة). فقال له المستورد: ألم تسمعه؟ قال: الأواني؟ قال: لا، قال المستورد: (ترى فيه الآنية مثل الكواكب). 6220 - حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قال النبي ﷺ: (إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم). فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن عن ديننا. [6641] {أعقابكم تنكصون} /المؤمنون: 66/: ترجعون على العقب. =================== صحيح البخاري/كتاب القدر 85 - كتاب القدر. 6221 - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك: حدثنا شعبة: أنبأني سليمان الأعمش قال: سمعت زيد بن وهب، عن عبد الله قال: 1226 - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك: حدثنا شعبة: أنبأني سليمان الأعمش قال: سمعت زيد بن وهب، عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله ﷺ، وهو الصادق المصدوق، قال: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربعة: برزقه وأجله، وشقي أو سعيد، فوالله إن أحدكم - أو: الرجل - يعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها). قال آدم: (إلا ذراع). [ر:3036] 6222 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (وكَّل الله بالرحم ملكاً، فيقول: أي رب نطفة، أي رب علقة، أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها، قال: أي رب، ذكر أم أنثى، أشقي أم سعيد، فما الرزق، فما الأجل، فيكتب كذلك في بطن أمه). [ر:312] 1 - باب: جف القلم على علم الله. {وأضلَّه الله على علم} /الجاثية: 23/. وقال أبو هريرة: قال لي النبي ﷺ: (جفَّ القلم بما أنت لاق). [ر:4788] قال ابن عباس: {لها سابقون} /المؤمنون: 61/: سبقت لهم السعادة. 6223 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا يزيد الرِّشك قال: سمعت مطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير يحدِّث، عن عمران بن حصين قال: قال رجل: يا رسول الله، أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال: (نعم). قال: فلم يعمل العاملون؟ قال: (كل يعمل لما خلق له، أو: لما ييسَّر له). [7112] 2 - باب: الله أعلم بما كانوا عاملين. 6224 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سئل النبي ﷺ عن أولاد المشركين، فقال: (الله أعلم بما كانوا عاملين). [ر:1317] 6225 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: وأخبرني عطاء بن يزيد: أنه سمع أبا هريرة يقول: سئل رسول الله ﷺ عن ذراري المشركين، فقال: (الله أعلم بما كانوا عاملين). [ر:1318] 6226 - حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همَّام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، وينصِّرانه، كما تنتجون البهيمة، هل تجدون فيها من جدعاء، حتى تكونوا أنتم تجدعونها). قالوا: يا رسول الله: أفرأيت من يموت وهو صغير؟ قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين). [ر:1292] 3 - باب: {وكان أمر الله قدراً مقدوراً} /الأحزاب: 38/. 6227 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها، ولتنكح، فإن لها ما قُدِّر لها). [ر:4857] 6228 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا إسرائيل، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أسامة قال: كنت عند النبي ﷺ إذ جاءه رسول إحدى بناته، وعنده سعد وأبي بن كعب ومعاذ، أن ابنها يجود بنفسه، فبعث إليها: (لله ما أخذ ولله ما أعطى، كل بأجل، فلتصبر ولتحتسب). [ر:1224] 6229 - حدثنا حبَّان بن موسى: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري قال: أخبرني عبد الله بن محيريز الجمحي: أن أبا سعيد الخدري أخبره: أنه بينما هو جالس عند النبي ﷺ جاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، إنا نصيب سبياً ونحب المال، كيف ترى في العزل؟ فقال رسول الله ﷺ: (أوَإنكم تفعلون ذلك، لا عليكم أن لا تفعلوا، فإنه ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا هي كائنة). [ر:2116] 6230 - حدثنا موسى بن مسعود: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة رضي الله عنه قال: لقد خطبنا النبي ﷺ خطبة، ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيت، فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه. 6231 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: كنا جلوساً مع النبي ﷺ ومعه عود ينكت في الأرض، وقال: (ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو من الجنة). فقال رجل من القوم: ألا نتكل يا رسول الله؟ قال: (لا، اعملوا فكل ميسَّر. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى}. الآية). [ر:1296] 4 - باب: العمل بالخواتيم. 6232 - حدثنا حبَّان بن موسى: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله ﷺ خيبر، فقال رسول الله ﷺ لرجل ممن معه يدَّعي الإسلام: (هذا من أهل النار). فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال، وكثرت به الجراح فأثبتته، فجاء رجل من أصحاب النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، أرأيت الذي تحدثت أنه من أهل النار، قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال، فكثرت به الجراح، فقال النبي ﷺ: (أما إنه من أهل النار). فكاد بعض المسلمين يرتاب، فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح، فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر بها، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله ﷺ فقالوا: يا رسول الله صدَّق الله حديثك، قد انتحر فلان فقتل نفسه، فقال رسول الله ﷺ: (يا بلال، قم فأذِّن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن الله ليؤيِّد هذا الدين بالرجل الفاجر). [ر: 2897] 6233 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان: حدثني أبو حازم، عن سهل: أن رجلاً من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين، في غزوة غزاها مع النبي ﷺ، فنظر النبي ﷺ فقال: (من أحبَّ أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا). فاتَّبعه رجل من القوم، وهو على تلك الحال من أشد الناس على المشركين، حتى جرح، فاستعجل الموت، فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه، فأقبل الرجل إلى النبي ﷺ مسرعاً، فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: (وما ذاك). قال: قلتَ لفلان: (من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه). وكان من أعظمنا غناء عن المسلمين، فعرفت أنه لا يموت على ذلك، فلما جرح استعجل الموت فقتل نفسه، فقال النبي ﷺ عند ذلك: (إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، الأعمال بالخواتيم). [ر:2742] 5 - باب: إلقاء العبد النَّذر إلى القدر. 6234 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن منصور، عن عبد الله بن مُرَّة، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى النبي ﷺ عن النذر، قال: (إنه لا يرد شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل). [6314 - 6315] 6235 - حدثنا بشر بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (لا يأتي ابن آدم النَّذر بشيء لم يكن قد قَدَّرْتُه، ولكن يلقيه القدر وقد قَدَّرْتُه له، أستخرج به من البخيل). [6316] 6 - باب: لا حول ولا قوة إلا بالله. 6236 - حدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا خالد الحذَّاء، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى قال: كنا مع رسول الله ﷺ في غزاة، فجعلنا لا نصعد شرفاً، ولا نعلو شرفاً، ولا نهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير، قال: فدنا منا رسول الله ﷺ فقال: (يا أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً بصيراً). ثم قال: (يا عبد الله بن قيس، ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة، لا حول ولا قوة إلا بالله). [ر:2830] 7 - باب: المعصوم من عصم الله. {عاصم} /هود: 43/: مانع. قال مجاهد: {سداً} /يس: 9/: عن الحق، يترددون في الضلالة. {دسَّاها} /الشمس: 10/: أغواها. 6237 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري قال: حدثني أبو سلمة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ قال: (ما استخلف خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضُّه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضُّه عليه، والمعصوم من عصم الله). [6773] 8 - باب: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} /الأنبياء: 95/. {أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن} /هود: 36/. {ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً} /نوح: 27/. وقال منصور بن النعمان، عن عكرمة، عن ابن عباس: وِحرْمُُ بالحبشية وجب. 6238 - حدثني محمود بن غيلان: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم، مما قال أبو هريرة عن النبي ﷺ: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنَّى وتشتهي، والفرج يصدِّق ذلك أو يكذِّبه). وقال شبابة: حدثنا ورقاء، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. [ر:5889] 9 - باب: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} /الإسراء: 60/. 6239 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو: عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}. قال: هي رؤيا عين، أريها رسول الله ﷺ ليلة أسري به إلى بيت المقدس، قال: {والشجرة الملعونة في القرآن}. قال: هي شجرة الزقُّوم. [ر:3675] 10 - باب: تحاج آدم وموسى عند الله. 6240 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: حفظناه من عمرو، عن طاوس: سمعت أبا هريرة، عن النبي ﷺ قال: (احتجَّ آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيَّبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه، وخطَّ لك بيده، أتلومني على أمر قدَّره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ فحجَّ آدم موسى، فحجَّ آدم موسى). ثلاثاً. وقال سفيان: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ مثله. [ر:3228] 11 - باب: لا مانع لما أعطى الله. 6241 - حدثنا محمد بن سنان: حدثنا فليح: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن ورَّاد، مولى المغيرة بن شعبة، قال: كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي ما سمعت النبي ﷺ يقول خلف الصلاة، فأملى علي المغيرة قال: سمعت النبي ﷺ يقول خلف الصلاة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد). وقال ابن جريج: أخبرني عبدة: أن ورَّاداً أخبره بهذا. ثم وفدت بعد إلى معاوية، فسمعته يأمر الناس بذلك القول. [ر:808] 12 - باب: من تعوذ بالله من درك الشقاء، وسوء القضاء. وقوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق. من شرِّ ما خلق} /الفلق: 1 - 2/. 6242 - حدثنا مسدد: حدثنا سفيان، عن سميٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء). [ر:5987] 13 - باب: {يحول بين المرء وقلبه} /الأنفال: 24/. 6243 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا موسى بن عقبة، عن سالم، عن عبد الله قال: كثيراً مما كان النبي ﷺ يحلف: (لا ومقلِّب القلوب). [6253 - 6956] 6244 - حدثنا علي بن حفص وبشر بن محمد قالا: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي ﷺ لابن صياد: (خبأت لك خبيئاً). قال: الدُّخُّ، قال: (اخسأ، فلن تعدو قدرك). قال عمر: ائذن لي فأضرب عنقه، قال: (دعه، إن يكنه فلا تطيقه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله). [ر:1289] 14 - باب: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} /التوبة: 51/: قضى. قال مجاهد: {بفاتنين} /الصافات: 162/: بمضلِّين إلا ما كتب الله أنه يصلى الجحيم. {قدَّر فهدى} /الأعلى: 3/: قدَّر الشقاء والسعادة، وهدى الأنعام لمراتعها. 6245 - حدثني إسحق بن إبراهيم الحنظلي: أخبرنا النضر: حدثنا داود بن أبي الفرات، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته: أنها سألت رسول الله ﷺ عن الطاعون، فقال: (كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد يكون فيه، ويمكث فيه لا يخرج من البلد، صابراً محتسباً، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر شهيد). [ر:3287] 15 - باب: {وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} /الأعراف: 43/. {لو أن الله هداني لكنت من المتقين} /الزمر: 57/. 6246 - حدثنا أبو النعمان: أخبرنا جرير، هو ابن حازم، عن أبي إسحق، عن البراء ابن عازب قال: رأيت النبي ﷺ يوم الخندق ينقل معنا التراب، وهو يقول: (والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا صمنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا *** وثبِّت الأقدام إن لاقينا والمشركون قد بغوا علينا *** إذا أرادوا فتنة أبينا). [ر:2681] ===================== صحيح البخاري/كتاب الأيمان والنذور 86 - كتاب الأيمان والنذور. قول الله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقَّدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين 6247 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن يحنث في يمين قط، حتى أنزل الله كفارة اليمين، وقال: لا أحلف على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، إلا أتيت الذي هو خير، وكفرت عن يميني. [ر:4338] 6248 - حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل: حدثنا جرير بن حازم: حدثنا الحسن: حدثنا عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي النبي ﷺ: (يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، فكفِّر عن يمينك وأت الذي هو خير). [6343 - 6727 - 6728] 6249 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه قال: أتيت النبي ﷺ في رهط من الأشعريين أستحمله، فقال: (والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم عليه). قال: ثم لبثنا ما شاء الله أن نلبث، ثم أتي بثلاث ذود غرِّ الذرى، فحملنا عليها، فلما انطلقنا قلنا، أو قال بعضنا: والله لا يبارَك لنا، أتينا النبي ﷺ نستحمله فحلف أن لا يحملنا، ثم حملنا، فارجعوا بنا إلى النبي ﷺ فنذكره، فأتيناه فقال: (ما أنا حملتكم، بل الله حملكم، وإني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيراً منها، وإلا كفَّرت عن يميني وأتيت الذي هو خير، أو: أتيت الذي هو خير وكفَّرت عن يميني). [ر:2964] 6250/6251 - حدثني إسحق بن إبراهيم: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام بن منبِّه قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة، عن النبي ﷺ قال: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة). وقال رسول الله ﷺ: (والله، لأن يلجَّ أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطي كفَّارته التي افترض الله عليه). (6251) - حدثنا إسحق، يعني ابن إبراهيم: حدثنا يحيى بن صالح: حدثنا معاوية، عن يحيى، عن عكرمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (من استلجَّ في أهله بيمين فهو أعظم إثماً، ليبرَّ). يعني الكفَّارة. [ر:236] 1 - باب: قول النبي ﷺ: (وايم الله). 6252 - حدثنا قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله ﷺ بعثاً، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمرته، فقام رسول الله ﷺ فقال: (إن كنتم تطعنون في إمرته، فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده). [ر:3524] 2 - باب: كيف كانت يمين النبي ﷺ. ؟؟ نقص 6243 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا موسى بن عقبة، عن سالم، عن عبد الله قال: كثيراً مما كان النبي ﷺ يحلف: (لا ومقلِّب القلوب). وقال سعد: قال النبي ﷺ: (والذي نفسي بيده). [ر:3480] وقال أبو قتادة: قال أبو بكر عند النبي ﷺ: لاها الله إذاً. [ر:2973] يقال: والله وبالله وتالله. 6253 - حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر قال: كانت يمين النبي ﷺ: (لا ومقلِّب القلوب). [ر:6243] 6254 - حدثنا موسى: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن جابر بن سمرة، عن النبي ﷺ قال: (إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي بيده، لتُنْفَقَنَّ كنوزهما في سبيل الله). [ر:2953] 6255 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده، لتُنْفَقَنَّ كنوزهما في سبيل الله). [ر:2864] 6256 - حدثني محمد: أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي ﷺ أنه قال: (يا أمَّة محمد، والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً). 6257 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني حيوة قال: حدثني أبو عقيل، زهرة بن معبد: أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي ﷺ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي ﷺ: (لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك). فقال له عمر: فإنه الآن، والله، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي ﷺ: (الآن يا عمر). [ر:3491] 6258 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة وزيد بن خالد أنهما أخبراه: أن رجلين اختصما إلى رسول الله ﷺ، فقال أحدهما: اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر، وهو أفقههما: أجل يا رسول الله، فاقض بيننا بكتاب الله وأذن لي أن أتكلم، قال: (تكلم). قال: إن ابني كان عسيفاً على هذا - قال مالك: والعسيف الأجير - زنى بامرأته، فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة وجارية لي، ثم أني سألت أهل العلم، فأخبروني أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام، وإنما الرجم على امرأته، فقال رسول الله ﷺ: (أما والذي نفسي بيده لأقضينَّ بينكما بكتاب الله، أما غنمك وجاريتك فردُُّ عليك). وجلد ابنه مائة وغربه عاماً، وأمر أنيس الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، فإن اعترفت رجمها، فاعترفت فرجمها. [ر:2190] 6259 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا وهب: حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي ﷺ قال: (أرأيتم إن كان أسلم وغفار ومزينة وجهينة خيراً من تميم، وعامر بن صعصعة، وغطفان، وأسد، خابوا وخسروا). قالوا: نعم، فقال: (والذي نفسي بيده إنهم خير منهم). [ر:3324] 6260 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عروة، عن أبي حميد الساعدي أنه أخبره: أن رسول الله ﷺ استعمل عاملاً، فجاءه العامل حين فرغ من عمله، فقال: يا رسول الله، هذا لكم وهذا أهدي لي. فقال له: (أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك، فنظرت أيهدى لك أم لا). ثم قام رسول الله ﷺ عشية بعد الصلاة، فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: (أما بعد، فما بال العامل نستعمله، فيأتينا فيقول: هذا من عملكم، وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر: هل يهدى له أم لا، فوالذي نفس محمد بيده، لا يغلُّ أحدكم منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، إن كان بعيراً جاء به له رغاء، وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار، وإن كانت شاة جاء بها تيعر، فقد بَلَّغْتُ). فقال أبو حميد: ثم رفع رسول الله ﷺ يده، حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه. قال: أبو حميد: وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت، من النبي ﷺ، فسلوه. [ر:883] 6261 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، هو ابن يوسف، عن معمر، عن همَّام، عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم ﷺ: (والذي نفس محمد بيده، لو تعلمون ما أعلم، لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً). [ر:6120] 6262 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش، عن المعرور، عن أبي ذر قال: انتهيت إلى رسول الله ﷺ وهو يقول في ظل الكعبة: (هم الأخسرون وربِّ الكعبة، هم الأخسرون وربِّ الكعبة). قلت: ما شأني أيُرى فيَّ شيء، ما شأني؟ فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت، وتغشَّاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: (الأكثرون أموالاً، إلا من قال: هكذا، وهكذا، وهكذا). [ر:1391] 6263 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة: قال رسول الله ﷺ: (قال سليمان: لأطوفنَّ الليلة على تسعين امرأة، كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله، فلم يقل إن شاء الله، فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الذي نفس محمد بيده، لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون). [ر:3242] 6264 - حدثنا محمد: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحق، عن البراء بن عازب قال: أهدي إلى النبي ﷺ سرقة من حرير، فجعل الناس يتداولونها بينهم ويعجبون من حسنها ولينها، فقال رسول الله ﷺ: (أتعجبون منها). قالوا: نعم يا رسول الله، قال: (والذي نفسي بيده، لمناديل سعد في الجنة خير منها). لم يقل شعبة وإسرائيل، عن أبي إسحق: (والذي نفسي بيده). [ر:3077] 6265 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب: حدثني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها قالت: إن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت: يا رسول الله، ما كان مما على ظهر الأرض أهل أخباء، أو خباء، أحب إلي أن يذلُّوا من أهل أخبائك، أو خبائك - شك يحيى - ثم ما أصبح اليوم أهل أخباء، أو خباء، أحب إلي من أن يعزُّوا من أهل أخبائك، أو خبائك. قال رسول الله ﷺ: (وأيضا، والذي نفس محمد بيده). قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل مسِّيك، فهل علي من حرج أن أطعم من الذي له؟ قال: (لا، إلا بالمعروف). [ر:2097] 6266 - حدثنا أحمد بن عثمان: حدثنا شريح بن مسلمة: حدثنا إبراهيم، عن أبيه، عن أبي إسحق: سمعت عمرو بن ميمون قال: حدثني عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما رسول الله ﷺ مضيف ظهره إلى قبة من أدم يمان، إذ قال لأصحابه: (أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة). قالوا: بلى. قال: (أفلم ترضوا أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قالوا: بلى. قال: (فوالذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة). [ر:6163] 6267 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي سعيد: أن رجلاً سمع رجلا يقرأ: {قل هو الله أحد}. يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالُّها، فقال رسول الله ﷺ: (والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن). [ر:4726] 6268 - حدثني إسحق: أخبرنا حبَّان: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه سمع النبي ﷺ يقول: (أتمُّوا الركوع والسجود، فوالذي نفسي بيده، إني لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم، وإذا ما سجدتم). [ر:409] 6269 - حدثنا إسحق: حدثنا وهب بن جرير: أخبرنا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك: أن امرأة من الأنصار أتت النبي ﷺ معها أولادها، فقال النبي ﷺ: (والذي نفسي بيده، إنكم لأحب الناس إلي). قالها ثلاث مرار. [ر:3575] 3 - باب: لا تحلفوا بآبائكم. 6270/6272 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ أدرك عمر بن الخطاب، وهو يسير في ركب، يحلف بأبيه، فقال: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت). (6271) - حدثنا سعيد بن عفير: حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: قال سالم: قال ابن عمر: سمعت عمر يقول: قال لي رسول الله ﷺ: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم). قال عمر: فوالله ما حلفت بها منذ سمعت النبي ﷺ، ذاكراً ولا آثراً. قال مجاهد: {أو أثارة من علم} /الأحقاف: 4/: يأثر علماً. تابعه عقيل، والزبيدي، وإسحق الكلبي، عن الزُهري. وقال ابن عيينة، ومعمر، عن الزُهري، عن سالم، عن ابن عمر: سمع النبي ﷺ عمر. (6272) - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا عبد الله بن دينار قال: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله ﷺ: (لا تحلفوا بآبائكم). [ر:2533] 6273 - حدثنا قتيبة: حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن أبي قلابة، والقاسم التميمي، عن زهدم قال: كان بين هذا الحي من جرم وبين الأشعريين ودّ وإخاء، فكنا عند أبي موسى الأشعري، فقرِّب إليه طعام فيه لحم دجاج، وعنده رجل من بني تيم الله، أحمر كأنه من الموالي، فدعاه إلى الطعام، فقال: إني رأيته يأكل شيئاً فقذرته، فحلفت أن لا آكله، فقال: قم فلأحدِّثنَّك عن ذاك، إني أتيت رسول الله ﷺ في نفر من الأشعريين نستحمله، فقال: (والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم عليه). فأتي رسول الله ﷺ بنهب إبل فسأل عنا فقال: (أين النفر الأشعريون). فأمر لنا بخمس ذود غرِّ الذُّرى، فلما انطلقنا قلنا: ما صنعنا؟ حلف رسول الله ﷺ لا يحملنا وما عنده ما يحملنا، ثم حملنا، تغفَّلْنا رسول الله ﷺ يمينه، والله لا نفلح أبداً، فرجعنا إليه فقلنا له: إنا أتيناك لتحملنا فحلفت أن لا تحملنا وما عندك ما تحملنا، فقال: (إني لست أنا حملتكم، ولكنَّ الله حملكم، والله لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيراً منها، إلا أتيت الذي هو خير وتحلَّلتها). [ر:2964] 4 - باب: لا يحلف باللات والعزى ولا بالطواغيت. 6274 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (من حلف، فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدَّق). [ر:4579] 5 - باب: من حلف على الشيء وإن لم يُحلَّف. 6275 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ اصطنع خاتماً من ذهب وكان يلبسه، فيجعل فصَّه في باطن كفه، فصنع الناس خواتيم، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه، فقال: (إني كنت ألبس هذا الخاتم، وأجعل فصَّه من داخل). فرمى به ثم قال: (والله لا ألبسه أبداً). فنبذ الناس خواتيمهم. [ر:5527] 6 - باب: من حلف بملَّة سوى ملة الإسلام. وقال النبي ﷺ: (من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله). [ر:6274] ولم ينسبه إلى الكفر. 6276 - حدثنا معلَّى بن أسد: حدثنا وهيب، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضَّحَّاك قال: قال النبي ﷺ: (من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال، قال: ومن قتل نفسه بشيء عُذِّب به في نار جهنم، ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله). [ر:1297] 7 - باب: لا يقول ما شاء الله وشئت، وهل يقول أنا بالله ثم بك. 6277 - وقال عمرو بن عاصم: حدثنا همَّام: حدثنا إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة: أن أبا هريرة حدثه: أنه سمع النبي ﷺ يقول: (إن ثلاثة في بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم، فبعث ملكاً، فأتى الأبرص فقال: تقطعت بي الحبال، فلا بلاغ لي إلا بالله ثم بك). فذكر الحديث. [ر:3277] 8 - باب: قول الله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} /الأنعام: 109/. وقال ابن عباس: قال أبو بكر: فوالله يا رسول الله، لتحدثني بالذي أخطأت في الرؤيا، قال: (لا تقسم). [ر:6639] 6278 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن أشعث، عن معاوية بن سويد بن مقرِّن، عن البراء، عن النبي ﷺ. وحدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أشعث، عن معاوية بن سويد بن مقرِّن، عن البراء رضي الله عنه قال: أمرنا النبي ﷺ بإبرار المقسم. [ر:1182] 6279 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة: أخبرنا عاصم الأحول: سمعت أبا عثمان يحدث، عن أسامة: أن ابنة لرسول الله ﷺ أرسلت إليه، ومع رسول الله ﷺ أسامة بن زيد وسعد وأبي أو أبَيّ، أن ابني قد احتضر فاشهدنا، فأرسل يقرأ السلام ويقول: (إن لله ما أخذ وما أعطى، وكل شيء عنده مسمًّى، فلتصبر وتحتسب). فأرسلت إليه تقسم عليه، فقام وقمنا معه، فلما قعد رفع إليه، فأقعده في حجره، ونفس الصبي تقعقع، ففاضت عينا رسول الله ﷺ، فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: (هذه رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء). [ر:1224] 6280 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار إلا تحلة القسم). [ر:1193] 6281 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثني غندر: حدثنا شعبة، عن معبد بن خالد: سمعت حارثة بن وهب قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (ألا أدلكم على أهل الجنة؟ كل ضعيف متضعَّف، لو أقسم على الله لأبره، وأهل النار: كل جوَّاظ عتلٍّ مستكبر). [ر:4634] 9 - باب: إذا قال: أشهد بالله، أو شهدت بالله. 6282 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: سئل النبي ﷺ: أي الناس خير؟ قال: (قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته). قال إبراهيم: وكان أصحابنا ينهوننا - ونحن غلمان - أن نحلف بالشهادة والعهد. [ر:2509] 10 - باب: عهد الله عز وجل. 6283 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان ومنصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (من حلف على يمين كاذبة، ليقتطع بها مال رجل مسلم، أو قال: أخيه، لقي الله وهو عليه غضبان). فأنزل الله تصديقه: {إن الذين يشترون بعهد الله}. قال سليمان في حديثه: فمر الأشعث بن قيس فقال: ما يحدثكم عبد الله؟ قالوا له، فقال الأشعث: نزلت فيَّ وفي صاحب لي، في بئر كانت بيننا. [ر:2229] 11 - باب: الحلف بعزَّة الله وصفاته وكلماته. وقال ابن عباس: كان النبي ﷺ يقول: (أعوذ بعزَّتك). [ر:6948] وقال أبو هريرة، عن النبي ﷺ: (يبقى رجل بين الجنة والنار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، لا وعزتك لا أسألك غيرها). [ر:6204] وقال أبو سعيد: قال النبي ﷺ: (قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله). [ر:6204] وقال أيوب: (وعزتك لا غنى بي عن بركتك). [ر:275] 6284 - حدثنا آدم: حدثنا شيبان: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك: قال النبي ﷺ: (لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فتقول: قط قط وعزتك، ويزوى بعضها إلى بعض). رواه شعبة، عن قتادة. [ر:4567] 12 - باب: قول الرجل: لعمر الله. قال ابن عباس: {لعمرك} /الحجر: 72/: لعيشك. 6285 - حدثنا الأويسي: حدثنا إبراهيم، عن صالح، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا حجَّاج: حدثنا عبد الله بن عمر النميري: حدثنا يونس قال: سمعت الزُهري قال: سمعت عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيَّب، وعلقمة بن وقَّاص، وعبيد الله بن عبد الله، عن حديث عائشة زوج النبي ﷺ، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرَّأها الله، وكلّ حدثني طائفة من الحديث، فقام النبي ﷺ فاستعذر من عبد الله بن أبيٍّ، فقام أسيد بن حضير، فقال لسعد بن عبادة: لعمر الله لنقتلنَّه. [ر:2453] 13 - باب: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم} /البقرة: 225/. 6286 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها: {لا يؤاخذكم الله باللغو}. قال: قالت: أنزلت في قوله: لا والله، بلى والله. [ر:4337] 14 - باب: إذا حنث ناسياً في الأيمان. وقول الله تعالى: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} /الأحزاب: 5/. وقال: {لا تؤاخذني بما نسيت} /الكهف: 73/. 6287 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا مسعر: حدثنا قتادة: حدثنا زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة يرفعه قال: (إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست، أو حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به أو تكلَّم). [ر:2391] 6288 - حدثنا عثمان بن الهيثم، أو محمد عنه، عن ابن جريج قال: سمعت ابن شهاب يقول: حدثني عيسى بن طلحة: أن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه: أن النبي ﷺ بينما هو يخطب يوم النحر إذ قام إليه رجل فقال: كنت أحسب - يا رسول الله - كذا وكذا قبل كذا وكذا، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله، كنت أحسب كذا وكذا، لهؤلاء الثلاث، فقال النبي ﷺ: (افعل ولا حرج). لهنَّ كلِّهنَّ يومئذ، فما سئل يومئذ عن شيء إلا قال: (افعل ولا حرج). [ر:83] 6289 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر: عن عبد العزيز بن رفيع، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رجل للنبي ﷺ: زرت قبل أن أرمي؟ قال: (لا حرج). قال آخر: حلقت قبل أن أذبح؟ قال: (لا حرج). قال آخر: ذبحت قبل أن أرمي؟ قال: (لا حرج). [ر:84] 6290 - حدثني إسحق بن منصور: حدثنا أبو أسامة: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة: أن رجلاً دخل المسجد يصلي، ورسول الله ﷺ في ناحية المسجد، فجاء فسلَّم عليه، فقال له: (ارجع فصل فإنك لم تصل). فرجع فصلى ثم سلَّم، فقال: (وعليك، ارجع فصل فإنك لم تصل). قال في الثالثة: فأعلمني، قال: (إذا قمت إلى الصلاة، فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة، فكبر واقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تستوي وتطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها). [ر:724] 6291 - حدثنا فروة بن أبي المغراء: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: هزم المشركون يوم أحد هزيمة تعرف فيهم، فصرخ إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه، فقال: أبي أبي، قالت: فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم. قال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقيَّة خير حتى لقي الله. [ر:3116] 6292 - حدثني يوسف بن موسى: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني عوف، عن خلاس ومحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (من أكل ناسياً، وهو صائم، فليتمَّ صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه). [ر:1831] 6293 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزُهري، عن الأعرج، عن عبد الله بن بحينة قال: صلى بنا النبي ﷺ، فقام في الركعتين الأوليين قبل أن يجلس، فمضى في صلاته، فلما قضى صلاته انتظر الناس تسليمه، فكبر وسجد قبل أن يسلم، ثم رفع رأسه، ثم كبر وسجد، ثم رفع رأسه وسلم. [ر:795] 6294 - حدثني إسحق بن إبراهيم: سمع عبد العزيز بن عبد الصمد: حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن نبي الله ﷺ صلى بهم صلاة الظهر، فزاد أو نقص منها - قال منصور: لا أدري إبراهيم وَهِمَ أم علقمة - قال: قيل: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: (وما ذاك). قالوا: صليت كذا وكذا، قال: فسجد بهم سجدتين، ثم قال: (هاتان السجدتان لمن لا يدري: زاد في صلاته أم نقص، فيتحرى الصواب، فيتم ما بقي، ثم يسجد سجدتين). [ر:392] 6295 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار: أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس فقال: حدثنا أبيُّ بن كعب: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (قال: {لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً}. قال: كانت الأولى من موسى نسياناً). [ر:74] 6296 - قال أبو عبد الله: كتب إلي محمد بن بشار: حدثنا معاذ بن معاذ: حدثنا ابن عون، عن الشعبي قال: قال البراء بن عازب، وكان عندهم ضيف لهم، فأمر أهله أن يذبحوا قبل أن يرجع ليأكل ضيفهم، فذبحوا قبل الصلاة، فذكروا ذلك للنبي ﷺ، فأمره أن يعيد الذبح، فقال: يا رسول الله، عندي عناق جذع، عناق لبن، هي خير من شاتي لحم. فكان ابن عون يقف في هذا المكان عن حديث الشعبي، ويحدث عن محمد بن سيرين بمثل هذا الحديث، ويقف في هذا المكان ويقول: لا أدري أبلغت الرخصة غيره أم لا. رواه أيوب، عن ابن سيرين، عن أنس، عن النبي ﷺ. [ر:908 - 911] 6297 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن الأسود بن قيس قال: سمعت جندباً قال: شهدت النبي ﷺ صلى يوم عيد، ثم خطب، ثم قال: (من ذبح فليبدل مكانها، ومن لم يكن ذبح، فليذبح باسم الله). [ر:942] 15 - باب: اليمين الغموس. {ولا تتخذوا أيمانكم دخلاً بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم} /النحل: 94/. دخلاً: مكراً وخيانة. 6298 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا النضر: أخبرنا شعبة: حدثنا فراس قال: سمعت الشعبي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: (الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس). [6476 - 6522] 16 - باب: قول الله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} /آل عمران: 77/. وقوله جل ذكره: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم} /البقرة: 224/. وقوله جل ذكره: {ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إن ما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون} /النحل: 95/. {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً} /النحل: 91/. 6299 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (من حلف على يمين صبر، يقتطع بها مال امرئ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان). فأنزل الله تصديق ذلك: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً}. إلى آخر الآية، فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن؟ فقالوا: كذا وكذا، قال: فيَّ أنزلت، كانت لي بئر في أرض ابن عم لي، فأتيت رسول الله ﷺ فقال: (بيِّنتك أو يمينه). قلت: إذا يحلف عليها يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: (من حلف على يمين صبر، وهو فيها فاجر، يقتطع بها مال امرئ مسلم، لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان). [ر:2229] 17 - باب: اليمين فيما لا يملك، وفي المعصية وفي الغضب. 6300 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: أرسلني أصحابي إلى النبي ﷺ أسأله الحملان، فقال: (والله لا أحملكم على شيء). ووافقته وهو غضبان، فلما أتيته قال: (انطلق إلى أصحابك فقل: إن الله، أو: إن رسول الله ﷺ يحملكم). [ر:2964] 6301 - حدثنا عبد العزيز: حدثنا إبراهيم، عن صالح، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا الحجاج: حدثنا عبد الله بن عمر النميري: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال: سمعت الزُهري قال: سمعت عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيَّب، وعلقمة بن وقَّاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن حديث عائشة زوج النبي ﷺ، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا، كلّ حدثني طائفة من الحديث، فأنزل الله: {إن الذين جاؤوا بالإفك}. العشر الآيات كلها في براءتي، فقال أبو بكر الصديق، وكان ينفق على مسطح لقرابته منه: والله لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً، بعد الذي قال لعائشة. فأنزل الله: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى}. الآية. قال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها عنه أبداً. [ر:2453] 6302 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب، عن القاسم، عن زهدم قال: كنا عند أبي موسى الأشعري قال: أتيت رسول الله ﷺ في نفر من الأشعريين، فوافقته وهو غضبان، فاستحملناه، فحلف أن لا يحملنا، ثم قال: (والله، إن شاء الله، لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيراً منها، إلا أتيت الذي هو خير، وتحللتها). [ر:2964] 18 - باب: إذا قال: والله لا أتكلم اليوم، فصلى، أو قرأ، أو سبَّح، أو كبَّر، أو حمد، أو هلَّل، فهو على نيته. وقال النبي ﷺ: (أفضل الكلام أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر). قال أبو سفيان: كتب النبي ﷺ إلى هرقل: (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم). [ر:7] وقال مجاهد: {كلمة التقوى} /الفتح: 26/: لا إله إلا الله. 6303 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني سعيد بن المسيَّب، عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله ﷺ فقال: (قل لا إله إلا الله، كلمة أحاجُّ لك بها عند الله). [ر:1294] 6304 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا محمد بن فضيل: حدثنا عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). [ر:6043] 6305 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ كلمة وقلت أخرى: (من مات يجعل لله ندًّا أدخل النار). وقلت أخرى: من مات لا يجعل لله ندًّا أدخل الجنة. [ر:1181] 19 - باب: من حلف أن لا يدخل على أهله شهراً، وكان الشهر تسعاً وعشرين. 6306 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا سليمان بن بلال، عن حميد، عن أنس قال: آلى رسول الله ﷺ من نسائه، وكانت انفكت رجله، فأقام في مشربة تسعاً وعشرين ليلة ثم نزل، فقالوا: يا رسول الله، آليت شهراً؟ فقال: (إن الشهر يكون تسعاً وعشرين). [ر:371] 20 - باب: إن حلف أن لا يشرب نبيذاً، فشرب طلاء أو سكراً أو عصيراً. لم يحنث في قول بعض الناس، وليست هذه بأنبذة عنده. 6307 - حدثني علي: سمع عبد العزيز بن أبي حازم: أخبرني أبي، عن سهل بن سعد: أن أبا أسيد صاحب النبي ﷺ أعرس، فدعا النبي ﷺ لعرسه، فكانت العروس خادمهم، فقال سهل للقوم: هل تدرون ما سقته؟ قال: أنقعت له تمراً في تور، من الليل حتى أصبح عليه، فسقته إياه. [ر:4881] 6308 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن سودة زوج النبي ﷺ قالت: ماتت لنا شاة، فدبغنا مسكها، ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شناً. 21 - باب: إذا حلف أن لا يأتدم، فأكل تمراً بخبز، وما يكون من الأدم. 6309 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد ﷺ من خبز بُرٍّ مأدوم ثلاثة أيام، حتى لحق بالله. وقال ابن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا عبد الرحمن، عن أبيه: أنه قال لعائشة: بهذا. [ر:5100] 6310 - حدثنا قتيبة، عن مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة: أنه سمع أنس بن مالك قال: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله ﷺ ضعيفاً، أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ فقالت: نعم، فأخرجت أقراصاً من شعير، ثم أخذت خماراً لها، فلفت الخبز ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله ﷺ، فذهبت فوجدت رسول الله ﷺ في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال رسول الله ﷺ: (أأرسلك أبو طلحة). فقلت: نعم، فقال رسول الله ﷺ لمن معه: (قوموا). فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم، حتى جئت أبا طلحة فأخبرته، فقال أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله ﷺ والناس، وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم، فقالت: الله ورسوله أعلم، فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله ﷺ، فأقبل رسول الله ﷺ وأبو طلحة حتى دخلا، فقال رسول الله ﷺ: (هلمِّي يا أم سليم ما عندك). فأتت بذلك الخبز، قال: فأمر رسول الله ﷺ بذلك الخبز ففت، وعصرت أم سليم عكَّة لها فأدمته، ثم قال فيه رسول الله ﷺ ما شاء الله أن يقول، ثم قال: (ائذن لعشرة). فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: (ائذن لعشرة). فأذن لهم، فأكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً. [ر:412] 22 - باب: النية في الأيمان. 6311 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد الوهَّاب قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني محمد بن إبراهيم: أنه سمع علقمة بن وقَّاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه). [ر:1] 23 - باب: إذا أهدى ماله على وجه النذر والتوبة. 6312 - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله، عن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك في حديثه: {وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا}. فقال في آخر حديثه: إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله، فقال النبي ﷺ: (أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك). [ر:2606] 24 - باب: إذا حرم طعاماً. وقوله تعالى:{يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم. قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} /التحريم: 1 - 2/. وقوله: {لا تحرِّموا طيبات ما أحل الله لكم}. /المائدة: 87/. 6313 - حدثنا الحسن بن محمد: حدثنا الحجاج: عن ابن جريج قال: زعم عطاء: أنه سمع عبيد الله بن عمير يقول: سمعت عائشة: تزعم أن النبي ﷺ كان يمكث عند زينب بنت جحش، ويشرب عندها عسلاً، فتواصيت أنا وحفصة: أن أيتنا دخل عليها النبي ﷺ فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير، فدخل على إحداهما فقالت ذلك له، فقال: (لا، بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش، ولن أعود له). فنزلت: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}. {إن تتوبا إلى الله}. لعائشة وحفصة. {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً}. لقوله: (بل شربت عسلاً). وقال لي إبراهيم بن موسى، عن هشام: (ولن أعود له، وقد حلفت، فلا تخبري بذلك أحداً). [ر:4628] 25 - باب: الوفاء بالنذر. وقوله: {يوفون بالنذر} /الإنسان: 7/. 6314/6315 - حدثنا يحيى بن صالح: حدثنا فليح بن سليمان: حدثنا سعيد بن الحارث: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول: أو لم ينهوا عن النذر، إن النبي ﷺ قال: (إن النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخر، وإنما يستخرج بالنذر من البخيل). (6315) - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا سفيان، عن منصور: أخبرنا عبد الله بن مرَّة، عن عبد الله بن عمر: نهى النبي ﷺ عن النذر وقال: (إنه لا يرد شيئاً، ولكنه يستخرج به من البخيل). [ر:6234] 6316 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: (لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قدِّر له، ولكن يلقيه النذر إلى القدر قد قدِّر له، فيستخرج الله به من البخيل، فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني عليه من قبل). [ر:6235] 26 - باب: إثم من لا يفي بالنذر. 6317 - حدثنا مسدد، عن يحيى، عن شعبة قال: حدثني أبو جمرة: حدثنا زهدم بن مضرِّب قال: سمعت عمران بن حصين يحدث، عن النبي ﷺ قال: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران: لا أدري: ذكر ثنتين أو ثلاثاً بعد قرنه - ثم يجيء قوم، ينذرون ولا يفون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويظهر فيهم السمن). [ر:2508] 27 - باب: النذر في الطاعة. {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار} /البقرة: 270/. 6318 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا مالك، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي ﷺ قال: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه). [6322] 28 - باب: إذا نذر، أو حلف: أن لا يكلم إنساناً، في الجاهلية، ثم أسلم. 6319 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر قال: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، قال: (أوف بنذرك). [ر:1927] 29 - باب: من مات وعليه نذر. وأمر ابن عمر امرأة، جعلت أمها على نفسها صلاة بقباء، فقال: صلِّي عنها. وقال ابن عباس نحوه. 6320 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن سعد بن عبادة الأنصاري استفتى النبي ﷺ في نذر كان على أمه، فتوفيت قبل أن تقضيه، فأفتاه أن يقضيه عنها، فكانت سنة بعد. [ر:2610] 6321 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أتى رجل النبي ﷺ فقال له: إن أختي نذرت أن تحج، وإنها ماتت، فقال النبي ﷺ: (لو كان عليها دين أكنت قاضيه). قال: نعم، قال: (فاقض الله، فهو أحق بالقضاء). [ر:1754] 30 - باب: النذر فيما لا يملك وفي معصية. 6322 - حدثنا أبو عاصم، عن مالك، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي ﷺ: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه). [ر:6318] 6323 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن حميد، عن ثابت، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه). ورآه يمشي بين ابنيه. وقال الفزاري، عن حميد: حدثني ثابت، عن أنس. [ر:1766] 6324/6325 - حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، عن طاوس، عن ابن عباس: أن النبي ﷺ رأى رجلاً يطوف بالكعبة بزمام أو غيره فقطعه. (6325) - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول: أن طاوساً أخبره، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ مرَّ وهو يطوف بالكعبة بإنسان يقود إنساناً بخزامة في أنفه، فقطعها النبي ﷺ بيده، ثم أمره أن يقوده بيده. [ر:1541] 6326 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: بينا النبي ﷺ يخطب، إذا هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم. فقال النبي ﷺ: (مره فليتكلم وليستظل وليقعد، وليتم صومه). قال عبد الوهَّاب: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن النبي ﷺ. 31 - باب: من نذر أن يصوم أياماً، فوافق النحر أو الفطر. 6327/6328 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي: حدثنا فضيل بن سليمان: حدثنا موسى بن عقبة: حدثنا حكيم بن أبي حرَّة الأسلمي: أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: سئل عن رجل نذر أن لا يأتي عليه يوم إلا صام، فوافق يوم أضحى أو فطر، فقال: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة). لم يكن يصوم يوم الأضحى والفطر، ولا يرى صيامهما. (6328) - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا يزيد بن زريع، عن يونس، عن زياد بن جبير قال: كنت مع ابن عمر، فسأله رجل فقال: نذرت أن أصوم كل يوم ثلاثاء أو أربعاء ما عشت، فوافقت هذا اليوم يوم النحر، فقال: أمر الله بوفاء النذر، ونهينا أن نصوم يوم النحر، فأعاد عليه، فقال مثله، لا يزيد عليه. [ر:1892] 32 - باب: هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم والزروع والأمتعة. وقال ابن عمر: قال عمر للنبي ﷺ: أصبت أرضاً لم أصب مالاً قط أنفس منه؟ قال: (إن شئت حبَّست أصلها وتصدَّقت بها). [ر:2620] وقال أبو طلحة للنبي ﷺ: أحب أموالي إلي بيرحاء. لحائط له. مستقبلة المسجد. [ر:1392] 6329 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ثور بن زيد الديلي، عن أبي الغيث، مولى ابن مطيع، عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ يوم خيبر، فلم نغنم ذهباً ولا فضة، إلا الأموال والثياب والمتاع، فأهدى رجل من بني الضُّبَيب، يقال له رفاعة بن زيد، لرسول الله ﷺ غلاماً، يقال له مِدعَم، فوجه رسول الله ﷺ إلى وادي القرى، حتى إذا كان بوادي القرى، بينما مِدعَم يحط رحلاً لرسول الله ﷺ إذا سهم عائر فقتله، فقال الناس: هنيئاً له الجنة، فقال رسول الله ﷺ: (كلا، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم، لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه ناراً). فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلى النبي ﷺ، فقال: (شراك من نار، أو: شراكان من نار). [ر:3993]. ==================== صحيح البخاري/كتاب كفارات الأيمان 87 - كتاب كفارات الأيمان. وقول الله تعالى: {فكفَّارته إطعام عشرة مساكين} /المائدة: 89/. وما أمر النبي ﷺ حين نزلت: {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} /البقرة: 196/. ويذكر عن ابن عباس وعطاء وعكرمة: ما كان في القرآن أو أو، فصاحبه بالخيار، وقد خيَّر النبي ﷺ كعبا في الفدية. 6330 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن ابن عون، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: أتيته - يعني النبي ﷺ - فقال: (ادن). فدنوت، فقال: (أيؤذيك هوامُّك). قلت: نعم، قال: (فدية من صيام، أو صدقة، أو نسك). وأخبرني ابن عون، عن أيوب قال: صيام ثلاثة أيام، والنسك شاة، والمساكين ستة. [ر:1719] 1 - باب: متى تجب الكفَّارة على الغني والفقير. وقول الله تعالى: {قد فرض الله لكم تحلَّة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم} /التحريم: 2/. 6331 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري قال: سمعته من فيه، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: هلكت. قال: (ما شأنك). قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: (تستطيع أن تعتق رقبة). قال: لا. قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين). قال: لا. قال: (فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً). قال: لا. قال: (اجلس). فجلس، فأتي النبي ﷺ بعرق فيه تمر - والعرق المكتل الضخم - قال: (خذ هذا فتصدق به). قال: أعلى أفقر منا؟ فضحك النبي ﷺ حتى بدت نواجذه، قال: (أطعمه عيالك). [ر:1834] 2 - باب: من أعان المعسر في الكفَّارة. 6332 - حدثنا محمد بن محبوب: حدثنا عبد الواحد: حدثنا معمر، عن الزُهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: هلكت، فقال: (وما ذاك). قال: وقعت بأهلي في رمضان، قال: (تجد رقبة). قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين). قال: لا، قال: (فتستطيع أن تطعم ستين مسكيناً). قال: لا، قال: فجاء رجل من الأنصار بعرق - والعرق المكتل - فيه تمر، فقال: (اذهب بهذا فتصدق به). قال: أعلى أحوج منا يا رسول الله؟ والذي بعثك بالحق، ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا، ثم قال: (اذهب فأطعمه أهلك). [ر:1834] 3 - باب: يعطي في الكفَّارة عشرة مساكين، قريبا كان أو بعيداً. 6333 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن حميد، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: هلكت، قال: (وما شأنك). قال: وقعت على امرأتي في رمضان، فقال: (هل تجد ما تعتق رقبة). قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين). قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً). قال: لا أجد، فأتي النبي ﷺ بعرق فيه تمر، فقال: (خذ هذا فتصدق به). فقال: أعلى أفقر منَّا؟ ما بين لابتيها أفقر منَّا، ثم قال: (خذه فأطعمه أهلك). [ر:1834] 4 - باب: صاع المدينة ومدِّ النبي ﷺ وبركته، وما توارث أهل المدينة من ذلك قرناً بعد قرن. 6334 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا القاسم بن مالك المزني: حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن السائب بن يزيد قال: كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدًّا وثلثاً بمدِّكم اليوم، فزيد فيه في زمن عمر بن عبد العزيز. [6899] 6335 - حدثنا منذر بن الوليد الجارودي: حدثنا أبو قتيبة وهو سَلْمٌ: حدثنا مالك، عن نافع قال: كان ابن عمر يعطي زكاة رمضان بمدِّ النبي ﷺ المدِّ الأول، وفي كفارة اليمين بمدِّ النبي ﷺ. قال أبو قتيبة: قال لنا مالك: مدُّنا أعظم من مدِّكم، ولا نرى الفضل إلا في مدِّ النبي ﷺ. وقال لي مالك: لو جاءكم أمير فضرب مدًّا أصغر من مدِّ النبي ﷺ، بأي شيء كنتم تعطون؟ قلت: كنا نعطي بمدِّ النبي ﷺ، قال: أفلا ترى أن الأمر إنما يعود إلى مدِّ النبي ﷺ. 6336 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ قال: (اللهم بارك لهم في مكيالهم، وصاعهم، ومدِّهم). [ر:2023] 5 - باب: قول الله تعالى: {أو تحرير رقبة} /المائدة: 89/. وأيُّ الرقاب أزكى. 6337 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حدثنا داود بن رشيد: حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مطرِّف، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسين، عن سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار، حتى فرجه بفرجه). [ر:2381] 6 - باب: عتق المدبَّر وأم الولد والمكاتب في الكفَّارة، وعتق ولد الزنا. وقال طاوس: يجزئ المدبَّر وأم الولد. 6338 - حدثنا أبو النعمان: أخبرنا حمَّاد بن زيد، عن عمرو، عن جابر: أن رجلاً من الأنصار دبَّر مملوكاً له، ولم يكن له مال غيره، فبلغ النبي ﷺ، فقال: (من يشتريه مني). فاشتراه نعيم بن النحَّام بثمانمائة درهم. فسمعت جابر بن عبد الله يقول: عبداً قبطياً، مات عام أول. [ر:2034] 7 - باب: إذا أعتق عبداً بينه وبين آخر. [بدون نص] 8 - باب: إذا أعتق في الكفَّارة، لمن يكون ولاؤه. 6339 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: أنها أرادت أن تشتري بريرة، فاشترطوا عليها الولاء، فذكرت ذلك للنبي ﷺ، فقال: (اشتريها، فإنما الولاء لمن أعتق). [ر:444] 9 - باب: الاستثناء في الأيمان. 6340 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حمَّاد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة ابن أبي موسى، عن أبي موسى الأشعري قال: أتيت رسول الله ﷺ في رهط من الأشعريين أستحمله، فقال: (والله لا أحملكم، ما عندي ما أحملكم). ثم لبثنا ما شاء الله، فأتي بإبل، فأمر لنا بثلاث ذود، فلما انطلقنا قال بعضنا لبعض: لا يبارك الله لنا، أتينا رسول الله ﷺ نستحمله فحلف أن لا يحملنا فحملنا، فقال أبو موسى: فأتينا النبي ﷺ فذكرنا ذلك له، فقال: (ما أنا حملتكم، بل الله حملكم، إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيراً منها، إلا كفَّرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير وكفَّرت). حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد وقال: (إلا كفَّرت يميني، وأتيت الذي هو خير، أو: أتيت الذي هو خير وكفَّرت). [ر:2964] 6341 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس: سمع أبا هريرة قال: (قال سليمان: لأطوفنَّ الليلة على تسعين امرأة، كلّ تلد غلاماً يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - قال سفيان: يعني الملك - قل إن شاء الله، فنسي فطاف بهنَّ فلم تأت امرأة تلد منهنَّ بولد إلا واحدة بشق غلام). فقال أبو هريرة يرويه قال: (لو قال: إن شاء الله لم يحنث، وكان دركاً في حاجته). وقال مَرَّة: قال رسول الله ﷺ: (لو استثنى). وحدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، مثل حديث أبي هريرة. [ر:3242] 10 - باب: الكفَّارة قبل الحنث وبعده. 6342 - حدثنا علي بن حجر: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن القاسم التميمي، عن زهدم الجرمي قال: كنا عند أبي موسى، وكان بيننا وبين هذا الحي من جرم إخاء ومعروف، قال: فقدِّم طعامه، قال: وقدِّم في طعامه لحم دجاج، قال: وفي القوم رجل من بني تيم الله، أحمر كأنه مولى، قال: فلم يدن، فقال له أبو موسى: ادن، فإني قد رأيت رسول الله ﷺ يأكل منه، قال: إني رأيته يأكل شيئاً قذرته، فحلفت أن لا أطعمه أبداً، فقال: ادن أخبرك عن ذلك، أتينا رسول الله ﷺ في رهط من الأشعريين أستحمله، وهو يقسم نعماً من نعم الصدقة، قال أيوب: أحسبه قال: وهو غضبان، قال: (والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم عليه). قال: فانطلقنا، فأتي رسول الله ﷺ بنهب إبل، فقيل: (أين هؤلاء الأشعريون). فأتينا، فأمر لنا بخمس ذود غرِّ الذُّرى، قال: فاندفعنا، فقلت لأصحابي: أتينا رسول الله ﷺ نستحمله، فحلف أن لا يحملنا، ثم أرسل إلينا فحملنا، نسي رسول الله ﷺ يمينه، والله لئن تغفَّلنا رسول الله ﷺ يمينه لا نفلح أبداً، ارجعوا بنا إلى رسول الله ﷺ فلنذكِّره يمينه، فرجعنا فقلنا: يا رسول الله أتيناك نستحملك فحلفت أن لا تحملنا، ثم حملتنا، فظننا، أو: فعرفنا أنك نسيت يمينك، قال: (انطلقوا، فإنما حملكم الله، إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيراً منها، إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها). تابعه حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، والقاسم بن عاصم الكليبي. حدثنا قتيبة: حدثنا عبد الوهَّاب، عن أيوب، عن أبي قلابة، والقاسم التميمي، عن زهدم بهذا. حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب، عن القاسم، عن زهدم بهذا. [ر:2964] 6343 - حدثني محمد بن عبد الله: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس: أخبرنا ابن عون، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، فأت الذي هو خير، وكفِّر عن يمينك). تابعه أشهل، عن ابن عون. وتابعه يونس، وسماك بن عطية، وسماك بن حرب، وحميد، وقتادة، ومنصور، وهشام، والربيع. [ر:6248] ======================= صحيح البخاري/كتاب الفرائض 88 - كتاب الفرائض. وقول الله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهنَّ ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً فريضة من الله إن الله كان عليماً حكيماً. ولكم نصف مما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضارِّ وصية من الله والله عليم حليم} /النساء: 11 - 12/. 6344 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر: قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: مرضت فعادني رسول الله ﷺ وأبو بكر، وهما ماشيان، فأتياني وقد أغمي علي، فتوضأ رسول الله ﷺ فصب علي وضوءه فأفقت، فقلت: يا رسول الله، كيف أصنع في مالي، كيف أقضي في مالي، فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث. [ر:191] 1 - باب: تعليم الفرائض. وقال عقبة بن عامر: تعلموا قبل الظَّانِّين. يعني: الذين يتكلمون بالظن. 6345 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً). [ر:4849] 2 - باب: قول النبي ﷺ: (لا نورث ما تركنا صدقة). 6346 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عروة، عن عائشة: أن فاطمة والعباس عليهما السلام، أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله ﷺ، وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك، وسهمهما من خيبر، فقال لهما أبو بكر: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال). قال أبو بكر: والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله ﷺ يصنعه فيه إلا صنعته، قال: فهجرته فاطمة، فلم تكلمه حتى ماتت. حدثنا إسماعيل بن أبان: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزُهري، عن عروة، عن عائشة: أن النبي ﷺ قال: (لا نورث ما تركنا صدقة). [ر:2926] 6347 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان، وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذكراً من حديثه ذلك، فانطلقت حتى دخلت عليه فسألته فقال: انطلقت حتى أدخل على عمر، فأتاه حاجبه يرفأ فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد؟ قال: نعم، فأذن لهم، ثم قال: هل لك في علي وعباس؟ قال: نعم، قال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا، قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله ﷺ قال: (لا نورث ما تركنا صدقة). يريد رسول الله ﷺ نفسه، فقال الرهط: قد قال ذلك، فأقبل على علي وعباس، فقال: هل تعلمان أن رسول الله ﷺ قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك. قال عمر: فإني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله قد كان خصَّ رسوله ﷺ في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره، فقال عز وجل: {ما أفاء الله على رسوله - إلى قوله - قدير}. فكانت خالصة لرسول الله ﷺ، والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها وبثَّها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان النبي ﷺ ينفق على أهله من هذا المال نفقة سنته، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل بذاك رسول الله ﷺ حياته، أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم قال لعلي وعباس: أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم، فتوفى الله نبيه ﷺ فقال أبو بكر: أنا وليُّ رسول الله ﷺ، فقبضها فعمل بما عمل به رسول الله ﷺ، ثم توفى الله أبا بكر فقلت: أنا وليُّ وليِّ رسول الله ﷺ، فقبضتها سنتين أعمل فيها ما عمل رسول الله ﷺ وأبو بكر، ثم جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع، جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك، وأتاني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها، فقلت: إن شئتما دفعتها إليكما بذلك، فتلتمسان مني قضاء غير ذلك؟ فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، لا أقضي فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما فادفعاها إليَّ فأنا أكفيكماها. [ر:2748] 6348 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (لا يقتسم ورثتي ديناراً، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة). [ر:2624] 6349 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن أزواج النبي ﷺ حين توفي رسول الله ﷺ، أردن أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن، فقالت عائشة: أليس قال رسول الله ﷺ: (لا نورث، ما تركنا صدقة). [ر:2926] 3 - باب: قول النبي ﷺ:(من ترك مالاً فلأهله). 6350 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وعليه دين ولم يترك وفاء فعلينا قضاؤه، ومن ترك مالاً فلورثته). [ر:2176] 4 - باب: ميراث الولد من أبيه وأمه. وقال زيد بن ثابت: إذا ترك رجل أو امرأة بنتاً فلها النصف، وإن كانتا اثنتين أو أكثر فلهن الثلثان، وإن كان معهن ذكر بدئ بمن شركهم فيؤتى فريضته، فما بقي فللذكر مثل حظ الأنثيين. 6351 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر). [6345 - 6356 - 6365] 5 - باب: ميراث البنات. 6352 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا الزُهري قال: أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: مرضت بمكة مرضاً، فأشفيت منه على الموت، فأتاني النبي ﷺ يعودني، فقلت: يا رسول الله، إن لي مالاً كثيراً، وليس يرثني إلا ابنتي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قال: قلت: فالشطر؟ قال: (لا). قلت: الثلث؟ قال: (الثلث كبير، إنك إن تركت ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك). فقلت: يا رسول الله، أأخلَّف عن هجرتي؟ فقال: (لن تخلَّف بعدي، فتعمل عملاً تريد به وجه الله، إلا ازددت به رفعة ودرجة، ولعلك أن تخلَّف بعدي حتى ينتفع بك أقوام ويضرَّ بك آخرون، ولكن البائس سعد بن خولة). يرثي له رسول الله ﷺ أن مات بمكة. قال سفيان: وسعد بن خولة رجل من بني عامر بن لؤي. [ر:56] 6353 - حدثني محمود بن غيلان: حدثنا أبو النضر: حدثنا أبو معاوية شيبان، عن أشعث، عن الأسود بن يزيد قال: أتانا معاذ بن جبل باليمن معلماً وأميراً، فسألناه عن رجل: توفي وترك ابنته وأخته، فأعطى الابنة النصف والأخت النصف. [6360] 6 - باب: ميراث ابن الابن إذا لم يكن ابن. وقال زيد: ولد الأبناء بمنزلة الولد، إذا لم يكن دونهم ولد ذكر، ذكرهم كذكرهم، وأنثاهم كأنثاهم، يرثون كما يرثون، ويحجبون كما يحجبون، ولا يرث ولد الابن مع الابن. 6354 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا وهيب: حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: (ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر). [ر:6351] 7 - باب: ميراث ابنة ابن مع ابنة. 6355 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا أبو قيس: سمعت هزيل بن شرحبيل قال: سئل أبو موسى عن ابنة وابنة ابن وأخت، فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وأت ابن مسعود فسيتابعني، فسئل ابن مسعود، وأخبر بقول أبي موسى فقال: لقد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى النبي ﷺ: للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت، فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم. [6361] 8 - باب: ميراث الجد مع الأب والإخوة. وقال أبو بكر وابن عباس وابن الزبير: الجد أب. وقرأ ابن عباس: {يا بني آدم}. {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب} /يوسف: 38/. ولم يذكر أن أحداً خالف أبا بكر في زمانه، وأصحاب النبي ﷺ متوافرون. وقال ابن عباس: يرثني ابن ابني دون إخوتي ولا أرث أنا ابن ابني؟ ويذكر عن عمر وعلي وابن مسعود وزيد أقاويل مختلفة. 6356 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر). [ر:6351] 6357 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أما الذي قال رسول الله ﷺ: (لو كنت متخذاً من هذه الأمة خليلاً لاتخذته، ولكن خلَّة الإسلام أفضل، أو قال: خير). فإنه أنزله أباً، أو قال: قضاه أباً. [ر:455] 9 - باب: ميراث الزوج مع الولد وغيره. 6358 - حدثنا محمد بن يوسف، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المال للولد، وكانت الوصية للوالدين، فنسخ الله من ذلك ما أحب، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس، وجعل للمرأة الثمن والربع، وللزوج الشطر والربع. [ر:2596] 10 - باب: ميراث المرأة والزوج مع الولد وغيره. 6359 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة أنه قال: قضى رسول الله ﷺ في جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتاً بغرَّة، عبد أو أمة، ثم إن المرأة التي قضى لها بالغرَّة توفيت، فقضى رسول الله ﷺ بأن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها. [ر:5426] 11 - باب: ميراث الأخوات مع البنات عصبة. 6360 - حدثنا بشر بن خالد: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن الأسود قال: قضى فينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله ﷺ: النصف للابنة والنصف للأخت. ثم قال سليمان: قضى فينا، ولم يذكر على عهد رسول الله ﷺ. [ر:6353] 6361 - حدثني عمرو بن عباس: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن أبي قيس، عن هزيل قال: قال عبد الله: لأقضينَّ فيها بقضاء النبي ﷺ: للابنة النصف، ولابنة الابن السدس، وما بقي فللأخت. [ر:6355] 12 - باب: ميراث الأخوات والإخوة. 6362 - حدثنا عبد الله بن عثمان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا شعبة، عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابراً رضي الله عنه قال: دخل علي النبي ﷺ وأنا مريض، فدعا بوضوء فتوضأ، ثم نضح علي من وضوئه فأفقت، فقلت: يا رسول الله، إنما لي أخوات، فنزلت آية الفرائض. [ر:191] 13 - باب: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالاً ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شئ عليم} /النساء: 176/. 6363 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحق، عن البراء رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت خاتمة سورة النساء: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}. [ر:4106] 14 - باب: ابني عم: أحدهما أخ للأم، والآخر زوج. وقال علي: للزوج النصف، وللأخ من الأم السدس، وما بقي بينهما نصفان. 6364 - حدثنا محمود: أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وترك مالاً فماله لموالي العصبة، ومن ترك كلاً أو ضياعاً فأنا وليه، فلأدعى له). [ر:2176] 6365 - حدثنا أمية بن بسطام: حدثنا يزيد بن زريع، عن روح، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: (ألحقوا الفرائض بأهلها، فما تركت الفرائض فلأولى رجل ذكر). [ر:6351] 15 - باب: ذوي الأرحام. 6366 - حدثني إسحق بن إبراهيم قال: قلت لأبي أسامة: حدثكم إدريس: حدثنا طلحة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {ولكلٍّ جعلنا موالي}. {والذين عاقدت أيمانكم}. قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث الأنصاري المهاجري دون ذوي رحمه، للأخوَّة التي آخى النبي ﷺ بينهم، فلما نزلت: {ولكلٍّ جعلنا موالي}. قال: نسختها: {والذين عاقدت أيمانكم}. [ر:2170] 16 - باب: ميراث الملاعنة. 6367 - حدثني يحيى بن قزعة: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلاً لاعن امرأته في زمن النبي ﷺ وانتفى من ولدها، ففرق النبي ﷺ بينهما، وألحق الولد بالمرأة. [ر:4471] 17 - باب: الولد للفراش، حرة كانت أو أمة. 6368 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان عتبة عهد إلى أخيه سعد: أن ابن وليدة زمعة مني، فاقبضه إليك، فلما كان عام الفتح أخذه سعد، فقال: ابن أخي عهد إلي فيه، فقام عبد بن زمعة، فقال: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه، فتساوقا إلى النبي ﷺ، فقال سعد: يا رسول الله، ابن أخي، قد كان عهد إلي فيه، فقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه، فقال النبي ﷺ: (هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر). ثم قال لسودة بنت زمعة: (احتجبي منه). لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقي الله. [ر:1948] 6369 - حدثنا مسدد، عن يحيى، عن شعبة، عن محمد بن زياد: أنه سمع أبا هريرة، عن النبي ﷺ قال: (الولد لصاحب الفراش). [6432] 18 - باب: الولاء لمن أعتق، وميراث اللقيط. وقال عمر: اللقيط حر. 6370 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: اشتريت بريرة، فقال النبي ﷺ: (اشتريها، فإن الولاء لمن أعتق). وأهدي لها شاة، فقال: (هو لها صدقة ولنا هدية). قال الحكم: وكان زوجها حراً. وقول الحكم مرسل. وقال ابن عباس: رأيته عبداً. [ر:444 - 4976] 6371 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: (إنما الولاء لمن أعتق). [ر:2048] 19 - باب: ميراث السائبة. 6372 - حدثنا قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن أبي قيس، عن هزيل، عن عبد الله قال: إن أهل الإسلام لا يسيِّبون، وإن أهل الجاهلية كانوا يسيِّبون. 6373 - حدثنا موسى: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود: أن عائشة رضي الله عنها اشترت بريرة لتعتقها، واشترط أهلها ولاءها، فقالت: يا رسول الله، إني اشتريت بريرة لأعتقها، وإن أهلها يشترطون ولاءها، فقال: (أعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق). أو قال: (أعطى الثمن). قال: فاشترتها فأعتقتها، قال: وخيِّرت فاختارت نفسها، وقالت: لو أعطيت كذا وكذا ما كنت معه. قال الأسود: وكان زوجها حراً. قول الأسود منقطع. وقول ابن عباس: رأيته عبداً، أصح. [ر:444 - 4976] 20 - باب: إثم من تبرأ من مواليه. 6374 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: قال علي رضي الله عنه: ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة، قال: فأخرجها، فإذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الإبل، قال: وفيها: (المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل. ومن والى قوما بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل. وذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل). [ر:1771] 6375 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى النبي ﷺ عن بيع الولاء وعن هبته. [ر:2398] 21 - باب: إذا أسلم على يديه. وكان الحسن لا يرى له ولاية. وقال النبي ﷺ: (الولاء لمن أعتق). ويذكر عن تميم الداري رفعه قال: هو أولى الناس بمحياه ومماته. واختلفوا في صحة هذا الخبر. 6376 - حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن عائشة أم المؤمنين: أرادت أن تشتري جارية تعتقها، فقال أهلها: نبيعكها على أن ولاءها لنا، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: (لا يمنعك ذلك، فإنما الولاء لمن أعتق). [ر:2048] 6377 - حدثنا محمد: أخبرنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: اشتريت بريرة، فاشترط أهلها ولاءها. فذكرت ذلك للنبي ﷺ، فقال: (أعتقيها، فإن الولاء لمن أعطى الورِق). قالت: فأعتقتها. قالت: فدعاها رسول الله ﷺ فخيَّرها من زوجها، فقالت: لو أعطاني كذا وكذا ما بتُّ عنده، فاختارت نفسها. [ر:444] 22 - باب: ما يرث النساء من الولاء. 6378 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا همام، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أرادت عائشة أن تشتري بريرة، فقالت للنبي ﷺ: إنهم يشترطون الولاء فقال النبي ﷺ: (اشتريها، فإنما الولاء لمن أعتق). [ر:2048] 6379 - حدثنا ابن سلام: أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: (الولاء لمن أعطى الورِق، وولي النعمة). [ر:444] 23 - باب: مولى القوم من أنفسهم، وابن الأخت منهم. 6380 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا معاوية بن قرَّة وقتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (مولى القوم أنفسهم). أو كما قال. 6381 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (ابن أخت القوم منهم، أو: من أنفسهم). [ر:2977] 24 - باب: ميراث الأسير. قال: وكان شريح يورِّث الأسير في أيدي العدو، ويقول: هو أحوج إليه. وقال عمر بن عبد العزيز: أجز وصية الأسير وعتاقه، وما صنع في ماله، ما لم يتغيِّر عن دينه، فإنما هو ماله يصنع فيه ما يشاء. 6382 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن عدي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك كلاً فإلينا). [ر:2176] 25 - باب: لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم. وإذا أسلم قبل أن يقسم الميراث فلا ميراث له. 6383 - حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ قال: (لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم). 26 - باب: ميراث العبد النصراني، والمكاتب النصراني وإثم من انتفى من ولده. [بدون نص] 27 - باب: إثم من انتفى من ولده. ومن ادعى أخاً أو ابن أخ. 6384 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: اختصم سعد بن أبي وقَّاص وعبد بن زمعة في غلام، فقال سعد: هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقَّاص، عهد إلي أنه ابنه، انظر إلى شبهه، وقال عبد بن زمعة: هذا أخي يا رسول الله، ولد على فراش أبي من وليدته، فنظر رسول الله ﷺ إلى شبهه فرأى شبهاً بيِّناً بعتبة، فقال: (هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة).: قالت: فلم ير سودة قط. [ر:1948] 28 - باب: من ادَّعى إلى غير أبيه. 6385 - حدثنا مسدد: حدثنا خالد، هو ابن عبد الله: حدثنا خالد، عن أبي عثمان، عن سعد رضي الله عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (من ادَّعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام). فذكرته لأبي بكرة فقال: وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله ﷺ. [ر:4071] 6386 - حدثنا أصبغ بن الفرج: حدثنا ابن وهب: أخبرني عمرو، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر). 29 - باب: إذا ادَّعت المرأة ابناً. 6387 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب قال: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود عليه السلام فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أشقُّه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها، فقضى به للصغرى). قال أبو هريرة: والله إن سمعت بالسكين قط إلا يومئذ، وما كنا نقول إلا المدية. [ر:3244] 30 - باب: القائف. 6388/6389 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله ﷺ دخل علي مسروراً، تبرق أسارير وجهه، فقال: (ألم تري أن مجزِّزاً نظر آنفاً إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض). (6389) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن عروة، عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله ﷺ ذات يوم وهو مسرور، فقال: (يا عائشة، ألم تري أن مجزِّزاً المدلجي دخل فرأى أسامة وزيداً، وعليهما قطيفة، قد غطَّيا رؤوسهما وبدت أقدامهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض). [ر:3362] ============================== صحيح البخاري/كتاب الحدود 89 - كتاب الحدود. 1 - باب: ما يحذر من الحدود: الزنا وشرب الخمر. وقال ابن عباس: ينزع منه نور الإيمان في الزنا. 6390 - حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، وهو مؤمن). وعن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: بمثله، إلا النهبة. [ر:2343] 2 - باب: ما جاء في ضرب شارب الخمر. 6391 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس: أن النبي ﷺ (ح). حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي ﷺ ضرب في الخمر بالجريد والنعال، وجلد أبو بكر أربعين. [6394] 3 - باب: من أمر بضرب الحد في البيت. 6392 - حدثنا قتيبة: حدثنا عبد الوهَّاب، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث قال: جيء بالنعيمان، أو بابن النعيمان، شارباً، فأمر النبي ﷺ من كان بالبيت أن يضربوه، قال: فضربوه، فكنت أنا فيمن ضربه بالنعال. [ر:2191] 4 - باب: الضرب بالجريد والنعال. 6393 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا وهيب بن خالد، عن أيوب، عن عبد الله ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث: أن النبي ﷺ أتي بنعيمان، أو بابن نعيمان، وهو سكران، فشق عليه، وأمر من في البيت أن يضربوه، فضربوه بالجريد والنعال، وكنت فيمن ضربه. [ر:2191] 6394 - حدثنا مسلم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس قال: جلد النبي ﷺ في الخمر بالجريد والنعال، وجلد أبو بكر أربعين. [ر:6391] 6395 - حدثنا قتيبة: حدثنا أبو ضمرة أنس، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أتي النبي ﷺ برجل قد شرب، قال: (اضربوه). قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: (لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان). [6399] 6396 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهَّاب: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا سفيان: حدثنا أبو حصين: سمعت عمير بن سعيد النخعي قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ما كنت لأقيم حداً على أحد فيموت، فأجد في نفسي، إلا صاحب الخمر، فإنه لو مات وديته، وذلك أن رسول الله ﷺ لم يسنَّه. 6397 - حدثنا مكي بن إبراهيم، عن الجعيد، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد قال: كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله ﷺ وإمرة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر، فنقوم إليه بأيدينا ونعالنا وأرديتنا، حتى كان آخر إمرة عمر، فجلد أربعين، حتى إذا عتوا وفسقوا جلد ثمانين. 5 - باب: ما يكره من لعن شارب الخمر، وأنه ليس بخارج من الملة. 6398 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثني الليث قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد ابن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب: أن رجلاً على عهد النبي ﷺ كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حماراً، وكان يضحك رسول الله ﷺ، وكان النبي ﷺ قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي ﷺ: (لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله). 6399 - حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر: حدثنا أنس بن عياض: حدثنا ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: أتي النبي ﷺ بسكران، فأمر بضربه، فمنا من يضربه بيده ومنا من يضربه بنعله ومنا من يضربه بثوبه، فلما انصرف قال رجل: ما له أخزاه الله، فقال رسول الله ﷺ: (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم). [ر:6395] 6 - باب: السارق حين يسرق. 6400 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا عبد الله بن داود: حدثنا فضيل بن غزوان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (لا يزني الزاني جين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن). [6424] 7 - باب: لعن السارق إذا لم يُسَمَّ. 6401 - حدثنا عمرو بن حفص بن غياث: حدثني أبي: حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده). قال الأعمش: كانوا يرون أنه بيض الحديد، والحبل كانوا يرون أنه منها ما يسوى دراهم. [6414] 8 - باب: الحدود كفَّارة. 6402 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا ابن عيينة، عن الزُهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كنا عند النبي ﷺ في مجلس، فقال: (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا - وقرأ هذه الآية كلها - فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به فهو كفارته، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه، إن شاء غفر له، وإن شاء عذَّبه). [ر:18] 9 - باب: ظهر المؤمن حمى إلا في حد أو حق. 6403 - حدثني محمد بن عبد الله: حدثنا عاصم بن علي: حدثنا عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد: سمعت أبي: قال عبد الله: قال رسول الله ﷺ في حجة الوداع: (ألا، أي شهر تعلمونه أعظم حرمة). قالوا: ألا شهرنا هذا، قال: (ألا، أي بلد تعلمونه أعظم حرمة). قالوا: ألا بلدنا هذا، قال: (ألا، أي يوم تعلمونه أعظم حرمة). قالوا: ألا يومنا هذا، قال: (فإن الله تبارك وتعالى قد حرَّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلَّغت). ثلاثاً، كل ذلك يجيبونه: ألا، نعم، قال: (ويحكم، أو ويلكم، لا ترجعنَّ بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض). [ر:1655] 10 - باب: إقامة الحدود والانتقام لحرمات الله. 6404 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما خُيِّر النبي ﷺ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم، فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه، والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قطُّ، حتى تُنْتَهَكَ حرمات الله، فينتقم لله. [ر:3367] 11 - باب: إقامة الحدود على الشريف والوضيع. 6405 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أن أسامة كلم النبي ﷺ في امرأة، فقال: (إنما هلك من كان قبلكم، أنهم كانوا يقيمون الحد على الوضيع ويتركون على الشريف، والذي نفسي بيده، لو فاطمة فعلت ذلك لقطعت يدها). [ر:2505] 12 - كراهية الشفاعة في الحد إذا رُفع إلى السلطان. 6406 - حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن قريشاً أهمَّتهم المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم رسول الله ﷺ، ومن يجترئ عليه إلا أسامة، حِبُّ رسول الله ﷺ، فكلَّم رسول الله ﷺ، فقال: (أتشفع في حد من حدود الله). ثم قام فخطب، قال: (يا أيها الناس، إنما ضل من كان قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها). [ر:2505] 13 - باب: قول الله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} /المائدة: 38/. وفي كم يقطع. وقطع علي من الكف. وقال قتادة، في امرأة سرقت فقطعت شمالها: ليس إلا ذلك. 6407/6410 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عمرة، عن عائشة: قال النبي ﷺ: (تقطع اليد في ربع دينار فصاعداً). وتابعه عبد الرحمن بن خالد، وابن أخي الزُهري، ومعمر، عن الزُهري. حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، وعمرة، عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: (تقطع يد السارق في ربع دينار). حدثنا عمران بن ميسرة: حدثنا عبد الوارث: حدثنا الحسين، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته: أن عائشة رضي الله عنها حدثتهم، عن النبي ﷺ قال: (تقطع اليد في ربع دينار). (6408) - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أخبرتني عائشة: أن يد السارق لم تقطع على عهد النبي ﷺ إلا في ثمن مجنٍّ، حجفة أو ترس. حدثنا عثمان: حدثنا حميد بن عبد الرحمن: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة: مثله. (6409) - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لم تكن تقطع يد السارق في أدنى من حجفة أو ترس، كل واحد منهما ذو ثمن. رواه وكيع، وابن إدريس، عن هشام، عن أبيه، مرسلاً. (6410) - حدثني يوسف بن موسى: حدثنا أبو أسامة قال: هشام بن عروة أخبرنا، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم تقطع يد سارق على عهد النبي ﷺ في أدنى من ثمن المجنِّ، ترس أو حجفة، وكان كل واحد منهما ذا ثمن. 6411/6413 - حدثنا إسماعيل: حدثني مالك بن أنس، عن نافع، مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قطع في مجنٍّ ثمنه ثلاثة دراهم. تابعه محمد بن إسحق. وقال الليث: حدثني نافع: قيمته. (6412) - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويرية، عن نافع، عن ابن عمر قال: قطع النبي ﷺ في مجنٍّ، ثمنه ثلاثة دراهم. حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني نافع، عن عبد الله قال: قطع النبي ﷺ في مجنٍّ، ثمنه ثلاثة دراهم. (6413) - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أبو ضمرة: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قطع النبي ﷺ يد السارق، في مجنٍّ ثمنه ثلاثة دراهم. 6414 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالح قال: سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده). [ر:6401] 14 - باب: توبة السارق. 6415 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أن النبي ﷺ قطع يد امرأة، قالت عائشة: وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى النبي ﷺ، فتابت وحسنت توبتها. [ر:2505] 6416 - حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله ﷺ في رهط، فقال: (أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فأخذ به في الدنيا فهو كفَّارة له وطهور، ومن ستره الله، فذلك إلى الله: إن شاء عذَّبه، وإن شاء غفر له). قال أبو عبد الله: إذا تاب السارق بعدما قطعت يده قبلت شهادته، وكل محدود كذلك إذا تاب قبلت شهادته.[ر:18]

ج11. فهرست تاريخ الطبري

  فهرست تاريخ الطبري    فهرست تاريخ الطبري فهرس رئيسي الزمان | بدء الخلق | خلق آدم | آدم في الأرض | نوح | قصة عيسى ومريم | ملوك الفرس |...