عليك رب الجبروت والقهر يا بلوجر بظلمك لي وحذفك لصفحات تدويني يا طالم وغبي .

فوضت أمري الي الله الجبار فيك يا بلوجر هو وحده اللي حيهدَّك باضطهادك لي وحذفك لصفحات مدوناتي ينتقم منك ربنا بظلمك لي يا أرعن يا مُحدث يا ظالم أنصحك أن تعرض نفسك علي طبيب نفسي حاذق ليخضعك لعلاج علة النقص والتعقيد التي أصابتك لا أدري من كم سنة ؟

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 31 يناير 2024

4. صحيح البخاري/كتاب الأنبياء/فضائل الصحابة / وكتاب تفسير القرآن وفضائل سور القران /

4. صحيح البخاري/كتاب الأنبياء/فضائل الصحابة 

 

/ وكتاب تفسير القرآن وفضائل سور القران /

 

صحيح البخاري/كتاب الأنبياء

كتاب الأنبياء باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته { صلصال } طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار ، ويقال منتن يريدون به صل كما يقال صر الباب وصرصر عند الإغلاق مثل كبكبته يعني كببته { فمرت به } استمر بها الحمل فأتمته { أن لا تسجد } أن تسجد باب قول الله تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } قال ابن عباس { لما عليها حافظ } إلا عليها حافظ { في كبد } في شدة خلق { ورياشا } المال ، وقال غيره الرياش والريش واحد وهو ما ظهر من اللباس { ما تمنون } النطفة في أرحام النساء ، وقال مجاهد { إنه على رجعه لقادر } النطفة في الإحليل كل شيء خلقه فهو شفع السماء شفع والوتر الله عز وجل { في أحسن تقويم } في أحسن خلق { أسفل سافلين } إلا من آمن { خسر } ضلال ثم استثنى إلا من آمن { لازب } لازم { ننشئكم } في أي خلق نشاء { نسبح بحمدك } نعظمك ، وقال أبو العالية { فتلقى آدم من ربه كلمات } فهو قوله { ربنا ظلمنا أنفسنا } { فأزلهما } فاستزلهما { يتسنه } يتغير { آسن } متغير والمسنون المتغير { حمأ } جمع حمأة وهو الطين المتغير { يخصفان } أخذ الخصاف { من ورق الجنة } يؤلفان الورق ويخصفان بعضه إلى بعض { سوآتهما } كناية عن فرجهما { ومتاع إلى حين } ها هنا إلى يوم القيامة الحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى عدده { قبيله } جيله الذي هو منهم [ 3148 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ، ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك ، فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن [ 3149 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة الألنجوج عود الطيب وأزواجهم الحور العين على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء [ 3150 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة أن أم سليم قالت : يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت قال : نعم إذا رأت الماء فضحكت أم سلمة فقالت تحتلم المرأة ، فقال رسول الله ﷺ : فبم يشبه الولد [ 3151 ] حدثنا محمد بن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله ﷺ المدينة فأتاه ، فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ، فقال رسول الله ﷺ : خبرني بهن آنفا جبريل قال ، فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقال رسول الله ﷺ : أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها قال أشهد أنك رسول الله ، ثم قال : يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت ، فقال رسول الله ﷺ : أي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا ، فقال رسول الله ﷺ : فرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم ، فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه [ 3152 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ نحوه يعني لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها [ 3153 ] حدثنا أبو كريب وموسى بن حزام قالا : حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن ميسرة الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء [ 3154 ] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا زيد بن وهب حدثنا عبد الله حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار [ 3155 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر ابن أنس عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إن الله وكل في الرحم ملكا فيقول يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة فإذا أراد أن يخلقها قال : يا رب أذكر يا رب أنثى يا رب شقي أم سعيد فما الرزق فما الأجل فيكتب كذلك في بطن أمه [ 3156 ] حدثنا قيس بن حفص حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس يرفعه أن الله يقول لأهون أهل النار عذابا لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به قال : نعم قال : فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك [ 3157 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال : حدثني عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لا تقتل نفس ظلما إلا كان على بن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل

 

 

باب الأرواح جنود مجندة [ 3158 ] قال : قال الليث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سمعت النبي ﷺ يقول : الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، وقال يحيى بن أيوب حدثني يحيى بن سعيد بهذا

 

 

باب قول الله عز وجل { ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه } قال ابن عباس { بادئ الرأي } ما ظهر لنا { أقلعي } أمسكي { وفار التنور } نبع الماء ، وقال عكرمة وجه الأرض ، وقال مجاهد { الجودي } جبل بالجزيرة دأب مثل حال باب قول الله تعالى { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم } نوح إلى آخر السورة { واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله } إلى قوله { من المسلمين [ 3159 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال سالم ، وقال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قام رسول الله ﷺ في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال ، فقال إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور [ 3160 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث به نبي قومه إنه أعور وإنه يجئ معه بمثال الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه [ 3161 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ﷺ : يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى هل بلغت فيقول نعم أي رب فيقول لأمته هل بلغكم فيقولون لا ما جاءنا من نبي فيقول لنوح من يشهد لك فيقول محمد ﷺ وأمته فنشهد أنه قد بلغ وهو قوله جل ذكره { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس } والوسط العدل [ 3162 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا محمد بن عبيد حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال كنا مع النبي ﷺ في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ، وقال : أنا سيد القوم يوم القيامة هل تدرون بم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيقول بعض الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس أبوكم آدم فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فيقول ربي غضب غضبا لم يغضب قبلة مثله ولا يغضب بعده مثله ونهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا أما ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك فيقول ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبلة مثله ولا يغضب بعده مثله نفسي نفسي ائتوا النبي ﷺ فيأتوني فأسجد تحت العرش فيقال : يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطه قال محمد بن عبيد لا أحفظ سائره [ 3163 ] حدثنا نصر بن علي بن نصر أخبرنا أبو أحمد عن سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قرأ { فهل من مدكر } مثل قراءة العامة

 

 

باب { وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين فكذبوه فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين وتركنا عليه في الآخرين } قال ابن عباس يذكر بخير { سلام على آل ياسين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين } يذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس باب ذكر إدريس عليه السلام وهو جد أبي نوح ، ويقال جد نوح عليهما السلام وقول الله تعالى { ورفعناه مكانا عليا } [ 3164 ] قال عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري ح حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال : قال أنس كان أبو ذر رضى الله تعالى عنه يحدث أن رسول الله ﷺ قال : فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال معك أحد قال معي محمد قال أرسل إليه قال : نعم فافتح فلما علونا إلى السماء إذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ، فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت : من هذا يا جبريل قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية ، فقال لخازنها افتح ، فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح قال أنس فذكر أنه وجد في السماوات إدريس وموسى وعيسى وإبراهيم ولم يثبت لي كيف منازلهم غير أنه قد ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السادسة ، وقال أنس فلما مر جبريل بإدريس قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت : من هذا قال هذا إدريس ثم مررت بموسى ، فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت : من هذا قال هذا موسى ثم مررت بعيسى ، فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت : من هذا قال عيسى ثم مررت بإبراهيم ، فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت : من هذا قال هذا إبراهيم قال وأخبرني ابن حزم ان ابن عباس وأبا حبة الأنصارى كانا يقولان قال النبي ﷺ ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع صريف الأقلام قال ابن حزم وأنس بن مالك رضى الله تعالى عنهما قال النبي ﷺ ففرض الله علي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى أمر بموسى ، فقال موسى ما الذي فرض على أمتك قلت : فرض عليهم خمسين صلاة قال : فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فراجعت ربي فوضع شطرها فرجعت إلى موسى ، فقال راجع ربك فذكر مثله فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فأخبرته ، فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فراجعت ربي ، فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى ، فقال راجع ربك فقلت : قد استحييت من ربي ثم انطلق حتى أتى السدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

 

 

باب قول الله تعالى { وإلى عاد أخاهم هودا قال : يا قوم اعبدوا الله } وقوله { إذ أنذر قومه بالأحقاف } إلى قوله { كذلك نجزي القوم المجرمين } فيه عن عطاء وسليمان عن عائشة عن النبي ﷺ باب قول الله عز وجل { وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر } شديدة { عاتية } قال ابن عيينة عتت على الخزان { سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما } متتابعة { فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية } أصولها { فهل ترى لهم من باقية } [ 3165 ] حدثني محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور [ 3166 ] قال ، وقال ابن كثير عن سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال بعث علي رضى الله تعالى عنه إلى النبي ﷺ بذهيبة فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق ، فقال اتق الله يا محمد ، فقال من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولي قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد [ 3167 ] حدثنا خالد بن يزيد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال : سمعت عبد الله قال : سمعت النبي ﷺ يقرأ { فهل من مدكر }

 

 

باب قصة يأجوج ومأجوج وقول الله تعالى { قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض } قول الله تعالى { ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا } إلى قوله { آتوني زبر الحديد } وأحدها زبرة وهي القطع { حتى إذا ساوى بين الصدفين } يقال عن ابن عباس الجبلين و { السدين } الجبلين خرجا أجرا { قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا } أصبب عليه رصاصا ، ويقال الحديد ، ويقال الصفر ، وقال ابن عباس النحاس { فما اسطاعوا أن يظهروه } يعلوه اسطاع استفعل من طعت له فلذلك فتح أسطاع يسطيع ، وقال بعضهم استطاع يستطيع { وما استطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء } ألزقه بالأرض وناقة دكاء لا سنام لها والدكداك من الأرض مثله حتى صلب من الأرض وتلبد { وكان وعد ربي حقا وتركنا بعضم يومئذ يموج في بعض } { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } قال قتادة حدب أكمة قال رجل للنبي ﷺ رأيت السد مثل البرد المحبر قال : رأيته [ 3168 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب ابنة جحش رضى الله تعالى عنهن أن النبي ﷺ دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال : نعم إذا كثر الخبث [ 3169 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وعقد بيده تسعين [ 3170 ] حدثني إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : يقول الله تعالى يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فعنده يشيب الصغير { وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد } قالوا يا رسول الله وأينا ذلك الواحد قال أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا ، ثم قال والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ، فقال أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا ، فقال أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبرنا ، فقال : ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود

 

 

باب قول الله تعالى { واتخذ الله إبراهيم خليلا } وقوله { إن إبراهيم كان أمة قانتا } وقوله { إن إبراهيم لأواه حليم } ، وقال أبو ميسرة الرحيم بلسان الحبشة [ 3171 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا المغيرة بن النعمان قال : حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم } إلى قوله { الحكيم [ 3172 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : أخبرني أخي عبد الحميد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لا تعصيني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد فيقول الله تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال : يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار [ 3173 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : أخبرني عمرو أن بكيرا حدثه عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال دخل النبي ﷺ البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم ، فقال : أما لهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم [ 3174 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام ، فقال قاتلهم الله والله إن استقسما بالأزلام قط [ 3175 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبيد الله قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قيل : يا رسول الله من أكرم الناس قال أتقاهم فقالوا ليس عن هذا نسألك قال : فيوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألون خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا قال أبو أسامة ومعتمر عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ [ 3176 ] حدثنا مؤمل حدثنا إسماعيل حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة قال : قال رسول الله ﷺ : أتاني الليلة آتيان فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا وإنه إبراهيم ﷺ [ 3177 ] حدثني بيان بن عمرو حدثنا النضر أخبرنا ابن عون عن مجاهد أنه سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وذكروا له الدجال بين عينيه مكتوب كافر أو ك ف ر قال لم أسمعه ولكنه قال : أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه انحدر في الوادي [ 3178 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد بالقدوم مخففه تابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي الزناد وتابعه عجلان عن أبي هريرة ، ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة [ 3179 ] حدثنا سعيد بن تليد الرعيني أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا حدثنا محمد بن محبوب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله { إني سقيم } وقوله { بل فعله كبيرهم هذا } ، وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها ، فقال من هذه قال أختي فأتى سارة ، فقال : يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ ، فقال ادعي الله ولا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد ، فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت فأطلق فدعا بعض حجبته ، فقال إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو يصلي فأومأ بيده مهيا قالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدم هاجر قال أبو هريرة تلك أمكم يا بني ماء السماء [ 3180 ] حدثنا عبيد الله بن موسى أو بن سلام عنه أخبرنا ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك رضى الله تعالى عنها أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الوزغ ، وقال : كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام [ 3181 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال : حدثني إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } قلنا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس كما تقولون { لم يلبسوا إيمانهم بظلم } بشرك أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم }

 

 

باب { يزفون } النسلان في المشي [ 3182 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر حدثنا أبو أسامة عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتى النبي ﷺ يوما بلحم ، فقال إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم فذكر حديث الشفاعة فيأتون إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من الأرض اشفع لنا إلى ربك ويقول فذكر كذباته نفسي نفسي اذهبوا إلى موسى تابعه أنس عن النبي ﷺ [ 3183 ] حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : يرحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكان زمزم عينا معينا قال الأنصارى حدثنا ابن جريج قال : أما كثير بن كثير فحدثني قال إني وعثمان بن أبي سليمان جلوس مع سعيد بن جبير ، فقال : ما هكذا حدثني ابن عباس ولكنه قال أقبل إبراهيم بإسماعيل وأمه عليهم السلام وهي ترضعه معها شنة لم يرفعه ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل [ 3184 ] وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير قال ابن عباس أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفي إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت له آلله الذي أمرك بهذا قال : نعم قالت إذن لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه ، فقال { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع } حتى بلغ { يشكرون } وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات قال ابن عباس قال النبي ﷺ فذلك سعي الناس بينهما فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبة أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف قال ابن عباس قال النبي ﷺ يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا قال : فشربت وأرضعت ولدها ، فقال لها الملك لا تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا قال وأم إسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك فقالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم قال ابن عباس قال النبي ﷺ فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم ، وماتت أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا ، فقال هل جاءكم من أحد قالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة قال : فهل أوصاك بشيء قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول غير عتبة بابك قال ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك الحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله ، فقال : ما طعامكم قالت اللحم قال : فما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء قال النبي ﷺ ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه قال : فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير قال : فأوصاك بشيء قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك قال ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ، ثم قال : يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر قال : فاصنع ما أمرك ربك قال وتعينني قال وأعينك قال : فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال : فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } قال : فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } [ 3185 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال : حدثنا إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة ثم رجع إبراهيم إلى أهله فاتبعته أم إسماعيل حتى لما بلغوا كداء نادته من ورائه يا إبراهيم إلى من تتركنا قال إلى الله قالت رضيت بالله قال : فرجعت فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها حتى لما فني الماء قالت لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا قال : فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت هل تحس أحدا فلم تحس أحدا فلما بلغت الوادي سعت وأتت المروة ففعلت ذلك أشواطا ، ثم قالت لو ذهبت فنظرت ما فعل تعني الصبي فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه ينشغ للموت فلم تقرها نفسها فقالت لو ذهبت فنظرت لعلي أحسن أحدا فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت فلم تحس أحدا حتى أتمت سبعا ، ثم قالت لو ذهبت فنظرت ما فعل فإذا هي بصوت فقالت أغث إن كان عندك خير فإذا جبريل قال ، فقال بعقبه هكذا وغمز عقبه على الأرض قال : فانبثق الماء فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفر قال ، فقال أبو القاسم ﷺ لو تركته كان الماء ظاهرا قال : فجعلت تشرب من الماء ويدر لبنها على صبيها قال : فمر ناس من جرهم ببطن الوادي فإذا هم بطير كأنهم أنكروا ذاك وقالوا ما يكون الطير إلا على ماء فبعثوا رسولهم فنظر فإذا هم بالماء فأتاهم فأخبرهم فأتوا إليها فقالوا يا أم إسماعيل أتأذنين لنا أن نكون معك أو نسكن معك فبلغ ابنها فنكح فيهم امرأة قال ثم إنه بدا لإبراهيم ، فقال لأهله إني مطلع تركتي قال : فجاء فسلم ، فقال أين إسماعيل فقالت امرأته ذهب يصيد قال قولي له إذا جاء غير عتبة بابك فلما جاء أخبرته قال أنت ذاك فاذهبي إلى أهلك قال ثم إنه بدا لإبراهيم ، فقال لأهله إني مطلع تركتي قال : فجاء ، فقال أين إسماعيل فقالت امرأته ذهب يصيد فقالت ألا تنزل فتطعم وتشرب ، فقال وما طعامكم وما شرابكم قالت طعامنا اللحم وشرابنا الماء قال اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم قال ، فقال أبو القاسم ﷺ بركة بدعوة إبراهيم قال ثم إنه بدا لإبراهيم ، فقال لأهله إني مطلع تركتي فجاء فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلا له ، فقال : يا إسماعيل إن ربك أمرني أن أبني له بيتا قال أطع ربك قال إنه قد أمرني أن تعينني عليه قال إذن أفعل أو كما قال : قال : فقاما فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } قال حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ عن نقل الحجارة فقام على حجر المقام فجعل يناوله الحجارة ويقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } [ 3186 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم التيمي عن أبيه قال : سمعت أبا ذر رضى الله تعالى عنه قال : قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام قال : قلت : ثم أي قال المسجد الأقصى قلت : كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه [ 3187 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ طلع له أحد ، فقال هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها رواه عبد الله بن زيد عن النبي ﷺ [ 3188 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله ان ابن أبي بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة رضى الله تعالى عنهم زوج النبي ﷺ أن رسول الله ﷺ قال : ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم فقلت : يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم ، فقال لولا حدثان قومك بالكفر ، فقال عبد الله بن عمر لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله ﷺ ما أرى أن رسول الله ﷺ ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم ، وقال إسماعيل عبد الله بن محمد بن أبي بكر [ 3189 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي أخبرني أبو حميد الساعدي رضى الله تعالى عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك ، فقال رسول الله ﷺ : قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد [ 3190 ] حدثنا قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو قرة مسلم بن سالم الهمداني قال : حدثني عبد الله بن عيسى سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة ، فقال ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي ﷺ فقلت : بلى فأهدها لي ، فقال سألنا رسول الله ﷺ فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد [ 3191 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة

 

 

باب قوله عز وجل { ونبئهم عن ضيف إبراهيم } قوله { ولكن ليطمئن قلبي } [ 3192 ] حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال { رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي

 

 

باب قول الله تعالى { واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد } [ 3193 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال مر النبي ﷺ على نفر من أسلم ينتضلون ، فقال رسول الله ﷺ : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا وأنا مع بني فلان قال : فأمسك أحد الفريقين بأيديهم ، فقال رسول الله ﷺ : ما لكم لا ترمون فقالوا يا رسول الله نرمي وأنت معهم قال ارموا وأنا معكم كلكم

 

 

باب قصة إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام فيه بن عمر وأبو هريرة عن النبي ﷺ باب { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت } إلى قوله { ونحن له مسلمون [ 3194 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع المعتمر عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قيل للنبي ﷺ من أكرم الناس قال أكرمهم أتقاهم قالوا يا نبي الله ليس عن هذا نسألك قال : فأكرم الناس يوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألونني قالوا نعم قال : فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا

 

 

باب { ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين } النمل [ 3195 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : يغفر الله للوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد

 

 

باب { فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون } { بركنه } بمن معه لأنهم قوته { تركنوا } تميلوا فأنكرهم و { نكرهم } واستنكرهم واحد { يهرعون } يسرعون { دابرا } آخر { صيحة } هلكة { للمتوسمين } للناظرين { لبسبيل } لبطريق [ 3196 ] حدثنا محمود حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قرأ النبي ﷺ { فهل من مدكر

 

 

باب قول الله تعالى { وإلى ثمود أخاهم صالحا } { كذب أصحاب } موضع ثمود وأما { حرث } حجر حرام وكل ممنوع فهو حجر محجور والحجر كل بناء بنيته وما حجرت عليه من الأرض فهو حجر ومنه سمي حطيم البيت حجرا كأنه مشتق من محطوم مثل قتيل من مقتول ، ويقال للأنثى من الخيل الحجر ، ويقال للعقل حجر وحجى وأما حجر اليمامة فهو منزل [ 3197 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال : سمعت النبي ﷺ وذكر الذي عقر الناقة قال انتدب لها رجل ذو عز ومنعة في قومه كأبي زمعة [ 3198 ] حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن حدثنا يحيى بن حسان بن حيان أبو زكريا حدثنا سليمان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا قد عجنا منها واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء ويروي عن سبرة بن معبد وأبي الشموس أن النبي ﷺ أمر بإلقاء الطعام ، وقال أبو ذر عن النبي ﷺ من اعتجن بمائه [ 3199 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أخبره أن الناس نزلوا مع رسول الله ﷺ أرض ثمود الحجر فاستقوا من بئرها واعتجنوا به فأمرهم رسول الله ﷺ أن يهريقوا ما استقوا من بئرها وأن يعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة تابعه أسامة عن نافع [ 3200 ] حدثني محمد أخبرنا عبد الله عن معمر عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه رضى الله تعالى عنهم أن النبي ﷺ لما مر بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم ثم تقنع بردائه وهو على الرحل [ 3201 ] حدثني عبد الله حدثنا وهب حدثنا أبي سمعت يونس عن الزهري عن سالم ان ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم

 

 

باب { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت } [ 3202 ] حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه قال الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام

 

 

باب قول الله تعالى { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين } [ 3203 ] حدثني عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله قال : أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه سئل رسول الله ﷺ من أكرم الناس قال أتقاهم لله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فأكرم الناس يوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألونني الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا حدثني محمد أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ بهذا [ 3204 ] حدثنا بدل بن المحبر أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ قال لها مري أبا بكر يصلي بالناس قالت إنه رجل أسيف متى يقم مقامك رق فعاد فعادت قال شعبة ، فقال في الثالثة أو الرابعة إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر [ 3205 ] حدثنا الربيع بن يحيى البصري حدثنا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال مرض النبي ﷺ ، فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة إن أبا بكر رجل كذا ، فقال مثله فقالت مثله ، فقال مروه فإنكن صواحب يوسف فأم أبو بكر في حياة رسول الله ﷺ ، فقال حسين عن زائدة رجل رقيق [ 3206 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم أشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف [ 3207 ] حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء هو ابن أخي جويرية حدثنا جويرية عن أسماء عن مالك عن الزهري أن سعيد بن المسيب وأبا عبيد أخبراه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم أتاني الداعي لأجبته [ 3208 ] حدثنا محمد بن سلام أخبرنا ابن فضيل حدثنا حصين عن سفيان عن مسروق قال : سألت أم رومان وهي أم عائشة عما قيل فيها ما قيل قالت بينما أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل قالت فقلت لم قالت إنه نما ذكر الحديث فقالت عائشة أي حديث فأخبرتها قالت فسمعه أبو بكر ورسول الله ﷺ قالت نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض فجاء النبي ﷺ ، فقال : ما لهذه قلت : حمى أخذتها من أجل حديث تحدث به فقعدت فقالت والله لئن حلفت لا تصدقونني ولئن اعتذرت لا تعذرونني فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه فالله المستعان على ما تصفون فانصرف النبي ﷺ فأنزل الله ما أنزل فأخبرها فقالت بحمد الله لا بحمد أحد [ 3209 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة أنه سأل عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ أرأيت قوله { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا } أو كذبوا قالت بل كذبهم قومهم فقلت : والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم وما هو بالظن فقالت : يا عرية لقد استيقنوا بذلك قلت : فلعلها أو كذبوا قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها وأما هذه الآية قالت هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأست ممن كذبهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم كذبوهم جاءهم نصر الله قال أبو عبد الله استيأسوا افتعلوا من يئست منه من يوسف { لا تيأسوا من روح الله } معناه الرجاء [ 3210 ] أخبرني عبدة حدثنا عبد الصمد عن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام

 

 

باب قول الله تعالى { وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } { اركض } اضرب { يركضون } يعدون [ 3211 ] حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك

 

 

باب { واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا } كلمه { ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا } يقال للواحد وللاثنين والجميع نجي ، ويقال { خلصوا نجيا } اعتزلوا نجيا والجميع أنجية يتناجون { تلقف } تلقم باب { ، وقال رجل مؤمن من آل فرعون } إلى قوله { مسرف كذاب [ 3212 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب سمعت عروة قال : قالت عائشة رضى الله تعالى عنها فرجع النبي ﷺ إلى خديجة يرجف فؤاده فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل وكان رجلا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية ، فقال ورقة ماذا ترى فأخبره ، فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى وإن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا الناموس صاحب السر الذي يطلعه بما يستره عن غيره

 

 

باب قول الله عز وجل { وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا } إلى قوله { بالواد المقدس طوى } { آنست } أبصرت قال ابن عباس المقدس المبارك طوى اسم الوادي { سيرتها } حالتها والنهى التقي { بملكنا } بأمرنا { هوى } شقي { فارغا } إلا من ذكر موسى { ردأ } كي يصدقني ، ويقال مغيثا أو معينا يبطش ويبطش { يأتمرون } يتشاورون والجذوة قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب { سنشد } سنعينك كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا ، وقال غيره كلما لم ينطق بحرف أو فيه تمتمة أو فأفأة فهي عقدة { أزري } ظهري { فيسحتكم } فيهلككم { المثلى } تأنيث الأمثل يقول بدينكم يقال خذ المثلى خذ الأمثل { ثم ائتوا صفا } يقال هل أتيت الصف اليوم يعني المصلى الذي يصلى فيه { فأوجس } أضمر خوفا فذهبت الواو من خيفة لكسرة الخاء { في جذوع النخل } على جذوع { خطبك } بالك { مساس } مصدر ماسه مساسا { لننسفنه } لنذرينه الضحاء الحر { قصيه } اتبعي أثره وقد يكون أن تقص الكلام { نحن نقص عليك } { عن جنب } عن بعد وعن جنابة وعن اجتناب واحد قال مجاهد { على قدر } موعد { لا تنيا } لا تضعفا { مكانا سوى } منصف بينهم { يبسا } يابسا من زينة القوم الحلي الذي استعاروا من آل فرعون فقذفناها ألقيناها { ألقى } صنع { فنسي } موسى هم يقولونه أخطأ الرب { أن لا يرجع إليهم قولا } في العجل [ 3213 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن رسول الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به حتى أتى السماء الخامسة فإذا هارون قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح تابعه ثابت وعباد بن أبي علي عن أنس عن النبي ﷺ

 

 

باب قول الله تعالى { وهل أتاك حديث موسى } { وكلم الله موسى تكليما } [ 3214 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ليلة أسري بي رأيت موسى وإذا هو رجل ضرب رجل كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس وأنا أشبه ولد إبراهيم به ثم أتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر ، فقال اشرب أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل أخذت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك [ 3215 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة قال : سمعت أبا العالية حدثنا ابن عم نبيكم يعني ابن عباس عن النبي ﷺ قال لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أبيه وذكر النبي ﷺ ليلة أسري به ، فقال موسى آدم طوال كأنه من رجال شنوءة ، وقال عيسى جعد مربوع وذكر مالكا خازن النار وذكر الدجال [ 3216 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أيوب السختياني عن ابن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكرا لله ، فقال : أنا أولى بموسى منهم فصامه وأمر بصيامه

 

 

باب قول الله تعالى { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ، وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني } إلى قوله { وأنا أول المؤمنين } يقال دكه زلزله { فدكتا } فدككن جعل الجبال كالواحدة كما قال الله عز وجل { أن السماوات والأرض كانتا رتقا } ولم يقل كن رتقا ملتصقتين { أشربوا } ثوب مشرب مصبوغ قال ابن عباس { انبجست } انفجرت { وإذ نتقنا الجبل } رفعنا [ 3217 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور [ 3218 ] حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر

 

 

باب طوفان من السيل يقال للموت الكثير طوفان القمل الحمنان يشبه صغار الحلم { حقيق } حق { سقط } كل من ندم فقد سقط في يده باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام [ 3219 ] حدثنا عمرو بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله أخبره عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى قال ابن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه بن عباس ، فقال إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه هل سمعت رسول الله ﷺ يذكر شأنه قال : نعم سمعت رسول الله ﷺ يقول : بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل ، فقال هل تعلم أحدا أعلم منك قال لا فأوحى الله إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل موسى السبيل إليه فجعل له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه فكان يتبع أثر الحوت في البحر ، فقال لموسى فتاه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } ، فقال موسى { ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا } خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله في كتابه [ 3220 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال : أخبرني سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر ، فقال كذب عدوالله حدثنا أبي بن كعب عن النبي ﷺ أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم ، فقال : أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فقال له بلى لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك قال أي رب ومن لي به وربما قال سفيان أي رب وكيف لي به قال تأخذ حوتا فتجعله في مكتل حيثما فقدت الحوت فهو ثم وربما قال : فهو ثمه وأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر { فاتخذ سبيله في البحر سربا } فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق ، فقال هكذا مثل الطاق فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما حتى إذا كان من الغد { قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله قال له فتاه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } فكان للحوت سربا ولهما عجبا قال له موسى { ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا } رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب فسلم موسى فرد عليه ، فقال وأنى بأرضك السلام قال : أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال : نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال : يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه قال هل أتبعك { قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا } إلى قوله إمرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة كلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة أو نقرتين قال له الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر إذ أخذ الفأس فنزع لوحا قال : فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحا بالقدوم ، فقال له موسى ما صنعت قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها { لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } فكانت الأولى من موسى نسيانا فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئا ، فقال له موسى { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض } مائلا أومأ بيده هكذا وأشار سفيان كأنه يمسح شيئا إلى فوق فلم أسمع سفيان يذكر مائلا إلا مرة قال قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا عمدت إلى حائطهم { لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } قال النبي ﷺ وددنا أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما قال سفيان قال النبي ﷺ يرحم الله موسى لو كان صبر لقص علينا من أمرهما وقرأ بن عباس أمامهم { ملك يأخذ كل سفينة } صالحة غصبا وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين ، ثم قال لي سفيان سمعته منه مرتين وحفظته منه قيل لسفيان حفظته قبل أن تسمعه من عمرو أو تحفظته من إنسان ، فقال ممن أتحفظه ، ورواه أحد عن عمرو غيري سمعته منه مرتين أو ثلاثا وحفظته منه [ 3221 ] حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إنما سمي الخضر أنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء [ 3222 ] حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله ﷺ : قيل لبني إسرائيل { ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة } فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة [ 3223 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها } [ 3224 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأعمش قال : سمعت أبا وائل قال : سمعت عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قسم النبي ﷺ قسما ، فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله فأتيت النبي ﷺ فأخبرته فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه ، ثم قال يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر

 

 

باب { يعكفون على أصنام لهم } { متبر } خسران { وليتبروا } يدمروا { ما علوا } ما غلبوا [ 3225 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال كنا مع رسول الله ﷺ نجني الكباث وأن رسول الله ﷺ قال : عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه قالوا أكنت ترعى الغنم قال وهل من نبي إلا وقد رعاها

 

 

باب { وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } قال أبو العالية العوان النصف بين البكر والهرمة { فاقع } صاف { لا ذلول } لم يذللها العمل { تثير الأرض } ليست بذلول { تثير الأرض } ولا تعمل في الحرث مسلمة من العيوب { لاشية } بياض { صفراء إن شئت سوداء ، ويقال صفراء كقوله جمالات صفر { فادارأتم } اختلفتم باب وفاة موسى ، وذكره بعد [ 3226 ] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه ، فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم ماذا قال ثم الموت قال : فالآن قال : فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال أبو هريرة ، فقال رسول الله ﷺ : لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر قال وأخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي ﷺ نحوه [ 3227 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود ، فقال المسلم والذي اصطفى محمدا ﷺ على العالمين في قسم يقسم به ، فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهودي فذهب اليهودي إلى النبي ﷺ فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم ، فقال لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله [ 3228 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : احتج آدم وموسى ، فقال له موسى أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة ، فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق ، فقال رسول الله ﷺ : فحج آدم وموسى مرتين [ 3229 ] حدثنا مسدد حدثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خرج علينا النبي ﷺ يوما قال عرضت علي الأمم ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هذا موسى في قومه

 

 

باب قول الله تعالى { وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون } إلى قوله { وكانت من القانتين [ 3230 ] حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام

 

 

باب { إن قارون كان من قوم موسى } الآية { لتنوء } لتثقل قال ابن عباس { أولي القوة } لا يرفعها العصبة من الرجال يقال الفرحين المرحين { ويكأن الله } مثل { ألم تر أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } يوسع عليه ويضيق باب قول الله تعالى { وإلى مدين أخاهم شعيبا } إلى أهل مدين لأن مدين بلد ومثله { واسأل القرية } { واسأل العير } يعني أهل القرية وأهل العير { وراءكم ظهريا } لم تلتفتوا إليه يقال إذا لم تقض حاجته ظهرت حاجتي وجعلتني ظهريا قال الظهري أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به مكانتهم ومكانهم واحد { يغنوا } يعيشوا { تأس } تحزن { آسى } أحزن ، وقال الحسن { إنك لأنت الحليم الرشيد } يستهزؤون به ، وقال مجاهد ليكة الأيكة { يوم الظلة } إظلال الغمام العذاب عليهم باب قول الله تعالى { وإن يونس لمن المرسلين } إلى قوله { وهو مليم } قال مجاهد مذنب المشحون الموقر { فلولا أنه كان من المسبحين } الآية { فنبذناه بالعراء } بوجه الأرض { وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين } من غير ذات أصل الدباء ونحوه { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين } { ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم } { كظيم } وهو مغموم [ 3231 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال : حدثني الأعمش حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لا يقولن أحدكم إني خير من يونس زاد مسدد يونس بن متى [ 3232 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى ونسبه إلى أبيه [ 3233 ] حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينما يهودي يعرض سلعته أعطي بها شيئا كرهه ، فقال لا والذي اصطفى موسى على البشر فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم وجهه ، وقال تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي ﷺ بين أظهرنا فذهب إليه ، فقال أبا القاسم إن لي ذمة وعهدا فما بال فلان لطم وجهي ، فقال لم لطمت وجهه فذكره فغضب النبي ﷺ حتى رؤى في وجهه ، ثم قال لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى [ 3234 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم سمعت حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى

 

 

باب { واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت } يتعدون يجاوزون في السبت { إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا } شوارع إلى قوله { كونوا قردة خاسئين باب قول الله تعالى { وآتينا داود زبورا } الزبر الكتب وأحدها زبور زبرت كتبت { ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه } قال مجاهد سبحي معه { والطير وألنا له الحديد أن اعمل سابغات } الدروع وقدر في السرد المسامير والحلق ولا تدق المسمار فيتسلسل ولا تعظم فيفصم { واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير } [ 3235 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : خفف على داود عليه السلام القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه ولا يأكل إلا من عمل يده رواه موسى بن عقبة عن صفوان عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي ﷺ [ 3236 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره وأبا سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال : أخبر رسول الله ﷺ أني أقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت ، فقال له رسول الله ﷺ أنت الذي تقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت قلت : قد قلته قال إنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر فقلت : إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال : فصم يوما وأفطر يومين قال : قلت : إني أطيق أفضل من ذلك قال : فصم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود وهو عدل الصيام قلت : إني أطيق أفضل منه يا رسول الله قال لا أفضل من ذلك [ 3237 ] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مسعر حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال لي رسول الله ﷺ : ألم أنبأ أنك تقوم الليل وتصوم النهار فقلت : نعم ، فقال : فإنك إذا فعلت ذلك هجمت العين ونفهت النفس صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر أو كصوم الدهر قلت : إني أجد بي قال مسعر يعني قوة قال : فصم صوم داود عليه السلام وكان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى

 

 

باب أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما قال علي وهو قول عائشة ما ألفاه السحر عندي إلا نائما [ 3238 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس الثقفي سمع عبد الله بن عمرو قال : قال لي رسول الله ﷺ : أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه

 

 

باب { واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب } إلى قوله { وفصل الخطاب } قال مجاهد الفهم في القضاء ولا تشطط لا تسرف واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة يقال للمرأة نعجة ، ويقال لها أيضا شاة { ولي نعجة واحدة ، فقال أكفلنيها } مثل { وكفلها زكريا } ضمها وعزني غلبني صار أعز مني أعززته جعلته عزيزا في الخطاب يقال المحاورة قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء الشركاء { ليبغي } إلى قوله { إنما فتناه } قال ابن عباس اختبرناه وقرأ عمر فتناه بتشديد التاء { فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب } [ 3239 ] حدثنا محمد حدثنا سهل بن يوسف قال : سمعت العوام عن مجاهد قال : قلت لابن عباس أسجد في ص فقرأ { ومن ذريته داود وسليمان } حتى أتى { فبهداهم اقتده } ، فقال نبيكم ﷺ ممن أمر أن يقتدي بهم [ 3240 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ليس ص من عزائم السجود ورأيت النبي ﷺ يسجد فيها

 

 

باب قول الله تعالى { ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب } الراجع المنيب وقوله { هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } وقوله { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } { ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر } أذبنا له عين الحديد { ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب } قال مجاهد بنيان ما دون القصور { وتماثيل وجفان كالجواب } كالحياض للإبل ، وقال ابن عباس كالجوبة من الأرض { وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض } الأرضة { تأكل منسأته } عصاه { فلما خر } إلى قوله { في العذاب المهين } { حب الخير عن ذكر ربي } { فطفق مسحا بالسوق والأعناق } يمسح أعراف الخيل وعراقيبها { الأصفاد } الوثاق قال مجاهد { الصافنات } صفن الفرس رفع إحدى رجليه حتى تكون على طرف الحافر { الجياد } السراع { جسدا } شيطانا { رخاء } طيبة { حيث أصاب } حيث شاء { فامنن } أعط { بغير حساب } بغير حرج [ 3241 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان { رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } فرددته خاسئا { عفريت } متمرد من إنس أو جان مثل زبنية جماعتها الزبانية [ 3242 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا أحد شقيه ، فقال النبي ﷺ لو قالها لجاهدوا في سبيل الله قال شعيب وابن أبي الزناد تسعين وهو أصح [ 3243 ] حدثني عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع أول قال المسجد الحرام قلت : ثم أي قال ثم المسجد الأقصى قلت : كم كان بينهما قال أربعون ، ثم قال حيثما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد [ 3244 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فجعل الفراش وهذه الدواب تقع في النار ، وقال : كانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنك وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه ، فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى قال أبو هريرة والله إن سمعت بالسكين إلا يومئذ وما كنا نقول إلا المدية

 

 

باب قول الله تعالى { ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله } إلى قوله { إن الله لا يحب كل مختال فخور } { ولا تصعر } الإعراض بالوجه [ 3245 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } قال أصحاب النبي ﷺ أينا لم يلبس إيمانه بظلم فنزلت { لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } [ 3246 ] حدثني إسحاق أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم }

 

 

باب { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية } { فعززنا } قال مجاهد شددنا ، وقال ابن عباس { طائركم } مصائبكم باب قول الله تعالى { ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا } إلى قوله { لم نجعل له من قبل سميا } قال ابن عباس مثلا يقال { رضيا } رضيا { عتيا } عصيا عتا يعتو { قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا } إلى قوله { ثلاث ليال سويا } ، ويقال صحيحا { فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا } فأوحى فأشار { يا يحيى خذ الكتاب بقوة } إلى قوله { ويوم يبعث حيا } { حفيا } لطيفا { عاقرا } الذكر والأنثى سواء [ 3247 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن نبي الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم فلما خلصت فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ، ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح

 

 

باب قول الله تعالى { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا } { إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة } { إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين } إلى قوله { يرزق من يشاء بغير حساب } قال ابن عباس وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد ﷺ يقول { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه } وهم المؤمنون ، ويقال آل يعقوب أهل يعقوب فإذا صغروا آل ثم ردوه إلى الأصل قالوا أهيل [ 3248 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني سعيد بن المسيب قال : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه سمعت رسول الله ﷺ يقول : ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }

 

 

باب { وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } يقال يكفل يضم { كفلها } ضمها مخففة ليس من كفالة الديون وشبهها [ 3249 ] حدثني أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام قال : أخبرني أبي قال : سمعت عبد الله بن جعفر قال : سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول : سمعت النبي ﷺ يقول : خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة

 

 

باب قوله تعالى { إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم } إلى قوله فإنما { يقول له كن فيكون } { يبشرك } ويبشرك واحد { وجيها } شريفا ، وقال إبراهيم { المسيح } الصديق ، وقال مجاهد الكهل الحليم والأكمه من يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل ، وقال غيره من يولد أعمى [ 3250 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت مرة الهمداني يحدث عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون [ 3251 ] وقال ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده يقول أبو هريرة على إثر ذلك ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط تابعه ابن أخي الزهري وإسحاق الكلبي عن الزهري

 

 

باب قوله { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله له واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا } قال أبو عبيد كلمته كن فكان ، وقال غيره { وروح منه } أحياه فجعله روحا { ولا تقولوا ثلاثة [ 3252 ] حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا الوليد عن الأوزاعي قال : حدثني عمير بن هانئ قال : حدثني جنادة بن أبي أمية عن عبادة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل قال الوليد حدثني ابن جابر عن عمير عن جنادة وزاد من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء

 

 

باب { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها } نبذناه ألقيناه اعتزلت { شرقيا } مما يلي الشرق { فأجاءها } أفعلت من جئت ، ويقال ألجأها اضطرها { تساقط } تسقط { قصيا } قاصيا { فريا } عظيما قال ابن عباس { نسيا } مريم لم أكن شيئا ، وقال غيره النسي الحقير ، وقال أبو وائل علمت مريم أن التقي ذو نهية حين قالت { إن كنت تقيا } قال وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء { سريا } نهر صغير بالسريانية [ 3253 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته ، فقال أجيبها أو أصلي فقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام ، فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا إلا من طين وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وأقبل على الراكب ، فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه قال أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي ﷺ يمص إصبعه ثم مر بأمة فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها ، فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذاك ، فقال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون سرقت زنيت ولم تفعل [ 3254 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ليلة أسري به لقيت موسى قال : فنعته فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال ولقيت عيسى فنعته النبي ﷺ ، فقال ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس يعني الحمام ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر فيه خمر فقيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل لي هديت الفطرة أو أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك [ 3255 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا إسرائيل أخبرنا عثمان بن المغيرة عن مجاهد عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ رأيت عيسى وموسى وإبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط [ 3256 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى عن نافع قال عبد الله ذكر النبي ﷺ يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال ، فقال إن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت فقلت : من هذا ، فقال هذا المسيح بن مريم ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن واضعا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت : من هذا قالوا المسيح الدجال تابعه عبيد الله عن نافع [ 3257 ] حدثنا أحمد بن محمد المكي قال : سمعت إبراهيم بن سعد قال : حدثني الزهري عن سالم عن أبيه قال لا والله ما قال النبي ﷺ لعيسى أحمر ولكن قال بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء فقلت : من هذا قالوا بن مريم فذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور عينه اليمنى كأن عينه عنبة طافية قلت : من هذا قالوا هذا الدجال وأقرب الناس به شبها بن قطن قال الزهري رجل من خزاعة هلك في الجاهلية [ 3258 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : أنا أولى الناس بابن مريم والأنبياء أولاد علات ليس بيني وبينه نبي [ 3259 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وقال إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : [ 3260 ] وحدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق ، فقال له أسرقت قال كلا والله الذي { لا إله إلا هو } ، فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني [ 3261 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال : سمعت الزهري يقول أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس سمع عمر رضى الله تعالى عنه يقول على المنبر سمعت النبي ﷺ يقول : لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله [ 3262 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا صالح بن حي أن رجلا من أهل خراسان قال للشعبي ، فقال الشعبي أخبرني أبو بردة عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : إذا أدب الرجل أمته فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران وإذا آمن بعيسى ثم آمن بي فله أجران والعبد إذا أتقى ربه وأطاع مواليه فله أجران [ 3263 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم قال } محمد بن يوسف ذكر عن أبي عبد الله عن قبيصة قال هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر رضى الله تعالى عنه

 

 

باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام [ 3264 ] حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا } [ 3265 ] حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصارى أن أبا هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : كيف أنتم إذا نزل بن مريم فيكم وإمامكم منكم تابعه عقيل والأوزاعي

 

 

باب ما ذكر عن بني إسرائيل [ 3266 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن ربعي بن حراش قال : قال عقبة بن عمرو لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله ﷺ قال : إني سمعته يقول إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا فأما الذي يرى الناس أنها النار فماء بارد وأما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق فمن أدرك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار فإنه عذب بارد قال حذيفة وسمعته يقول إن رجلا كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقيل له هل عملت من خير قال : ما أعلم قيل له انظر قال : ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم فانظر الموسر وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة قال وسمعته يقول إن رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا وأوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت فخذوها فاطحنوها ثم انظروا يوما راحا فاذروه في اليم ففعلوا فجمعه الله ، فقال له لم فعلت ذلك قال من خشيتك فغفر الله له قال عقبة بن عمرو وأنا سمعته يقول ذاك وكان نباشا [ 3267 ] حدثني بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرني معمر ويونس عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عائشة وابن عباس رضى الله تعالى عنهم قالا لما نزل برسول الله ﷺ طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه ، فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا [ 3268 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات القزاز قال : سمعت أبا حازم قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي ﷺ قال : كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال : فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم [ 3269 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال : حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال : فمن [ 3270 ] حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى فأمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة [ 3271 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته وتقول إن اليهود تفعله تابعه شعبة عن الأعمش [ 3272 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن رسول الله ﷺ قال : إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا ، فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ، ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ، ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ألا لكم الأجر مرتين فغضبت اليهود والنصارى فقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال الله هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا قال : فإنه فضلي أعطيه من شئت [ 3273 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس قال : سمعت عمر رضى الله تعالى عنه يقول قاتل الله فلانا ألم يعلم أن النبي ﷺ قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها تابعه جابر وأبو هريرة عن النبي ﷺ [ 3274 ] حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد أخبرنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو أن النبي ﷺ قال : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار [ 3275 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال أن رسول الله ﷺ قال : إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم [ 3276 ] حدثني محمد قال : حدثني حجاج حدثنا جرير عن الحسن حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد وما نسينا منذ حدثنا وما نخشى أن يكون جندب كذب على رسول الله ﷺ قال : قال رسول الله ﷺ : كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة

 

 

باب حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل [ 3277 ] حدثني أحمد بن إسحاق حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا إسحاق بن عبد الله قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي ﷺ وحدثني محمد حدثنا عبد الله بن رجاء أخبرنا همام عن إسحاق بن عبد الله قال : أخبرني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه حدثه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص ، فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال : فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، فقال أي المال أحب إليك قال الإبل أو قال البقر هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل ، وقال الآخر البقر فأعطي ناقة عشراء ، فقال يبارك لك فيها وأتى الأقرع ، فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس قال : فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا قال : فأي المال أحب إليك قال البقر قال : فأعطاه بقرة حاملا ، وقال يبارك لك فيها وأتى الأعمى ، فقال أي شيء أحب إليك قال يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال : فمسحه فرد الله إليه بصره قال : فأي المال أحب إليك قال الغنم فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من الغنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري ، فقال له إن الحقوق كثيرة ، فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله ، فقال لقد ورثت لكابر عن كابر ، فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأقرع في صورته وهيئته ، فقال له { مثل ما قال } لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا ، فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته ، فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله ، فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك

 

 

باب { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم } الكهف الفتح في الجبل والرقيم الكتاب { مرقوم } مكتوب من الرقم { ربطنا على قلوبهم } ألهمناهم صبرا { شططا } إفراطا الوصيد الفناء وجمعه وصائد ووصد ، ويقال الوصيد الباب { مؤصدة } مطبقة آصد الباب وأوصد { بعثناهم } أحييناهم { أزكى } أكثر ريعا فضرب الله { على آذانهم } فناموا { رجما بالغيب } لم يستبن ، وقال مجاهد { تقرضهم } تتركهم حديث الغار [ 3278 ] حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه ، فقال واحد منهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا وأنه أتاني يطلب أجره فقلت : اعمد إلى تلك البقر فسقها ، فقال لي إنما لي عندك فرق من أرز فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة ، فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدا وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء ، فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها فلما قعدت بين رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا [ 3279 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : بينا امرأة ترضع ابنها إذ مر بها راكب وهي ترضعه فقالت اللهم لا تمت ابني حتى يكون مثل هذا ، فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم رجع في الثدي ومر بامرأة تجرر ويلعب بها فقالت اللهم لا تجعل ابني مثلها ، فقال اللهم اجعلني مثلها ، فقال : أما الراكب فإنه كافر وأما المرأة فإنهم يقولون لها تزني وتقول حسبي الله ويقولون تسرق وتقول حسبي الله [ 3280 ] حدثنا سعيد بن تليد حدثنا ابن وهب قال : أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به [ 3281 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر فتناول قصة من شعر وكانت في يدي حرسي ، فقال : يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت النبي ﷺ ينهى عن مثل هذه ويقول إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم [ 3282 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب [ 3283 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل فأتى راهبا فسأله ، فقال له هل من توبة قال لا فقتله فجعل يسأل ، فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي ، وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له [ 3284 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال صلى رسول الله ﷺ صلاة الصبح ثم أقبل على الناس ، فقال بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث ، فقال الناس سبحان الله بقرة تكلم ، فقال : فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب حتى كأنه استنقذها منه ، فقال له الذئب هذا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ، فقال الناس سبحان الله ذئب يتكلم قال : فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم وحدثنا علي حدثنا سفيان عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ﷺ بمثله [ 3285 ] حدثنا إسحاق بن نصر أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ اشترى رجل من رجل عقارا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك الذهب ، وقال الذي له الأرض إنما بعتك الأرض وما فيها فتحاكما إلى رجل ، فقال الذي تحاكما إليه ألكما ولد قال أحدهما لي غلام ، وقال الآخر لي جارية قال أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا [ 3286 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني مالك عن محمد بن المنكدر وعن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله ﷺ في الطاعون ، فقال أسامة قال رسول الله ﷺ : الطاعون رجس أرسل على { طائفة من بني إسرائيل } أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال أبو النضر لا يخرجكم إلا فرارا منه [ 3287 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ قالت سألت رسول الله ﷺ عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد [ 3288 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا ومن يكلم فيها رسول الله ﷺ فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله ﷺ فكلمه أسامة ، فقال رسول الله ﷺ : أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب ، ثم قال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها [ 3289 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت النزال بن سبرة الهلالي عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي ﷺ يقرأ خلافها فجئت به النبي ﷺ فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية ، وقال كلاكما محسن ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا [ 3290 ] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال : حدثني شقيق قال عبد الله كأني أنظر إلى النبي ﷺ يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون [ 3291 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا ، فقال لبنيه لما حضر أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال : فإني لم أعمل خيرا قط فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف ففعلوا فجمعه الله عز وجل ، فقال : ما حملك قال مخافتك فتلقاه برحمته ، وقال معاذ حدثنا شعبة عن قتادة سمعت عقبة بن عبد الغافر سمعت أبا سعيد الخدري عن النبي ﷺ [ 3292 ] حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال : قال عقبة لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من النبي ﷺ قال : سمعته يقول إن رجلا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله إذا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا ثم أوروا نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار أو راح فجمعه الله ، فقال لم فعلت قال من خشيتك فغفر له قال عقبة وأنا سمعته يقول : حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك ، وقال في يوم راح [ 3293 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال : كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا قال : فلقي الله فتجاوز عنه [ 3294 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال لبنيه إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا فلما مات فعل به ذلك فأمر الله الأرض ، فقال اجمعي ما فيك منه ففعلت فإذا هو قائم ، فقال : ما حملك على ما صنعت قال : يا رب خشيتك فغفر له ، وقال غيره مخافتك يا رب [ 3295 ] حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض [ 3296 ] حدثنا أحمد بن يونس عن زهير حدثنا منصور عن ربعي بن حراش حدثنا أبو مسعود عقبة قال : قال النبي ﷺ إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت حدثنا آدم حدثنا شعبة عن منصور قال : سمعت ربعي بن حراش يحدث عن أبي مسعود قال النبي ﷺ إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فاصنع ما شئت [ 3297 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبيد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني سالم ان ابن عمر حدثه أن النبي ﷺ قال : بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة تابعه عبد الرحمن بن خالد عن الزهري [ 3298 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب قال : حدثني ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد كل أمة { أوتوا الكتاب من } قبلنا وأوتينا من بعدهم فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فغدا لليهود وبعد غد للنصارى على كل مسلم في كل سبعة أيام يوم يغسل رأسه وجسده [ 3299 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة سمعت سعيد بن المسيب قال قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة آخر قدمة قدمها فخطبنا فأخرج كبة من شعر ، فقال : ما كنت أرى أحدا يفعل هذا غير اليهود وإن النبي ﷺ سماه الزور يعني الوصال في الشعر تابعه غندر عن شعبة بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كتاب المناقب باب قول الله تعالى { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وقوله { واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } وما ينهى عن دعوى الجاهلية الشعوب النسب البعيد والقبائل دون ذلك [ 3300 ] حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وجعلناكم شعوبا وقبائل قال الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون [ 3301 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قيل : يا رسول الله من أكرم الناس قال أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فيوسف نبي الله [ 3302 ] حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا كليب بن وائل قال : حدثتني ربيبة النبي ﷺ زينب بنت أبي سلمة قال : قلت لها أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر قالت فممن كان إلا من مضر من بني النضر بن كنانة [ 3303 ] حدثنا موسى حدثنا عبد الواحد حدثنا كليب حدثتني ربيبة النبي ﷺ وأظنها زينب قالت نهى رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت وقلت لها أخبريني النبي ﷺ ممن كان من مضر كان قالت فممن كان إلا من مضر كان من ولد النضر بن كنانة [ 3304 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال : تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه [ 3305 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه [ 3306 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثني عبد الملك عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما { إلا المودة في القربى } قال ، فقال سعيد بن جبير قربى محمد ﷺ ، فقال إن النبي ﷺ لم يكن بطن من قريش إلا وله فيه قرابة فنزلت عليه إلا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم [ 3307 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود يبلغ به النبي ﷺ قال : من ها هنا جاءت الفتن نحو المشرق والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر في ربيعة ومضر [ 3308 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم والإيمان يمان والحكمة يمانية قال أبو عبد الله سميت اليمن لأنها عن يمين الكعبة والشام لأنها عن يسار الكعبة والمشأمة الميسرة واليد اليسرى الشؤم والجانب الأيسر الأشأم

 

 

باب مناقب قريش [ 3309 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله تعالى ولا تؤثر عن رسول الله ﷺ فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين [ 3310 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا عاصم بن محمد قال : سمعت أبي عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان [ 3311 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال مشيت أنا وعثمان بن عفان ، فقال : يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة ، فقال النبي ﷺ إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد [ 3312 ] وقال الليث حدثني أبو الأسود محمد عن عروة بن الزبير قال ذهب عبد الله بن الزبير مع أناس من بني زهرة إلى عائشة وكانت أرق شيء عليهم لقرابتهم من رسول الله ﷺ [ 3313 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد ح قال يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن أبيه قال : حدثني عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ : قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله [ 3314 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني أبو الأسود عن عروة بن الزبير قال : كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى عائشة بعد النبي ﷺ وأبي بكر وكان أبر الناس بها وكانت لا تمسك شيئا مما جاءها من رزق الله إلا تصدقت ، فقال ابن الزبير ينبغي أن يؤخذ على يديها فقالت أيؤخذ على يدي علي نذر إن كلمته فاستشفع إليها برجال من قريش وبأخوال رسول الله ﷺ خاصة فامتنعت ، فقال له الزهريون أخوال النبي ﷺ منهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث والمسور بن مخرمة إذا استأذنا فاقتحم الحجاب ففعل فأرسل إليها بعشر رقاب فأعتقتهم ثم لم تزل تعتقهم حتى بلغت أربعين فقالت وددت أني جعلت حين حلفت عملا أعمله فأفرغ منه

 

 

باب نزل القرآن بلسان قريش [ 3315 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أنس أن عثمان دعا زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا ذلك

 

 

باب نسبة اليمن إلى إسماعيل منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة [ 3316 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة رضى الله تعالى عنه قال خرج رسول الله ﷺ على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق ، فقال ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا وأنا مع بني فلان لأحد الفريقين فأمسكوا بأيديهم ، فقال : ما لهم قالوا وكيف نرمي وأنت مع بني فلان قال ارموا وأنا معكم كلكم [ 3317 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن الحسين عن عبد الله بن بريدة قال : حدثني يحيى بن يعمر أن أبا الأسود الديلي حدثه عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه أنه سمع النبي ﷺ يقول : ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار [ 3318 ] حدثنا علي بن عياش حدثنا حريز قال : حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري قال : سمعت واثلة بن الأسقع يقول : قال رسول الله ﷺ : إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تره أو يقول على رسول الله ﷺ ما لم يقل [ 3319 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد عن أبي جمرة قال : سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول قدم وفد عبد القيس على رسول الله ﷺ فقالوا يا رسول الله إنا من هذا الحي من ربيعة قد حالت بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نخلص إليك إلا في كل شهر حرام فلو أمرتنا بأمر نأخذه عنك ونبلغه من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا إلى الله خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت [ 3320 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : وهو على المنبر ألا إن الفتنة ها هنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان

 

 

باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع [ 3321 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله [ 3322 ] حدثني محمد بن غرير الزهري حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح حدثنا نافع أن عبد الله أخبره أن رسول الله ﷺ قال : على المنبر غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله [ 3323 ] حدثني محمد أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها [ 3324 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال النبي ﷺ أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم وبني أسد ومن بني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة ، فقال رجل خابوا وخسروا ، فقال هم خير من بني تميم ومن بني أسد ومن بني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة [ 3325 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن الأقرع بن حابس قال للنبي ﷺ إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وأحسبه وجهينة بن أبي يعقوب شك قال النبي ﷺ أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة وأحسبه وجهينة خيرا من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفان خابوا وخسروا قال : نعم قال والذي نفسي بيده إنهم لخير منهم [ 3326 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال أسلم وغفار وشيء من مزينة وجهينة أو قال شيء من جهينة أو مزينة خير عند الله أو قال يوم القيامة من أسد وتميم وهوازن وغطفان

 

 

باب ابن أخت القوم ومولى القوم منهم [ 3327 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال دعا النبي ﷺ الأنصار ، فقال هل فيكم أحد من غيركم قالوا لا إلا ابن أخت لنا ، فقال رسول الله ﷺ : ابن أخت القوم منهم

 

 

باب قصة إسلام أبي ذر رضى الله تعالى عنه [ 3328 ] حدثنا زيد هو ابن أخزم قال أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني مثني بن سعيد القصير قال : حدثني أبو جمرة قال : قال لنا بن عباس ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قال قلنا بلى قال : قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت : ما عندك ، فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت له لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد قال : فمر بي علي ، فقال : كان الرجل غريب قال : قلت : نعم قال : فانطلق إلى المنزل قال : فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء قال : فمر بي علي ، فقال : أما نال للرجل يعرف منزله بعد قال : قلت لا قال انطلق معي قال ، فقال : ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة قال : قلت له إن كتمت علي أخبرتك قال : فإني أفعل قال : قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه ، فقال له أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي ﷺ فقلت له اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني ، فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت : والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه ، فقال : يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم ، فقال ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت : مثل ما قلت : بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي ، وقال مثل مقالته بالأمس قال : فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله

 

 

باب ذكر قحطان [ 3329 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه

 

 

باب ما ينهى من دعوى الجاهلية [ 3330 ] حدثنا محمد أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابرا رضى الله تعالى عنه يقول غزونا مع النبي ﷺ وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصارىا فغضب الأنصارى غضبا شديدا حتى تداعوا ، وقال الأنصارى يا للأنصار ، وقال المهاجري يا للمهاجرين فخرج النبي ﷺ ، فقال : ما بال دعوى أهل الجاهلية ، ثم قال : ما شأنهم فأخبر بكسعة المهاجري الأنصارى قال ، فقال النبي ﷺ دعوها فإنها خبيثة ، وقال عبد الله بن أبي بن سلول أقد تداعوا علينا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فقال عمر ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث لعبد الله ، فقال النبي ﷺ لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه [ 3331 ] حدثني ثابت بن محمد حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ وعن سفيان عن زبيد عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله عن النبي ﷺ قال ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

 

 

باب قصة خزاعة [ 3332 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثنا يحيى بن آدم أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة [ 3333 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : سمعت سعيد بن المسيب قال البحيرة التي يمنع درها للطواغيت ولا يحلبها أحد من الناس والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء قال ، وقال أبو هريرة قال النبي ﷺ رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السوائب

 

 

باب قصة زمزم وجهل العرب [ 3334 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام { قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم } إلى قوله { قد ضلوا وما كانوا مهتدين }

 

 

باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية ، وقال ابن عمر وأبو هريرة عن النبي ﷺ إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله ، وقال البراء عن النبي ﷺ أنا ابن عبد المطلب [ 3335 ] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } جعل النبي ﷺ ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش ، وقال لنا قبيصة أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } جعل النبي ﷺ يدعوهم قبائل قبائل [ 3336 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب أخبرنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله يا أم الزبير بن العوام عمة رسول الله يا فاطمة بنت محمد اشتريا أنفسكما من الله لا أملك لكما من الله شيئا سلاني من مالي ما شئتما

 

 

باب قصة الحبش وقول النبي ﷺ يا بني أرفدة [ 3337 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي ﷺ متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي ﷺ عن وجهه ، فقال : يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالت عائشة رأيت النبي ﷺ يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر ، فقال النبي ﷺ دعهم أمنا بني أرفدة يعني من الأمن

 

 

باب من أحب أن لا يسب نسبه [ 3338 ] حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت استأذن حسان النبي ﷺ في هجاء المشركين قال كيف بنسبي ، فقال حسان لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين وعن أبيه قال ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن النبي ﷺ

 

 

باب ما جاء في أسماء رسول الله ﷺ وقول الله تعالى { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار } وقوله { من بعدي اسمه أحمد } [ 3339 ] حدثني إبراهيم بن المنذر قال : حدثني معن عن مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحوالله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب [ 3340 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد

 

 

باب خاتم النبيين ﷺ [ 3341 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا سليم حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون لولا موضع اللبنة [ 3342 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين

 

 

باب وفاة النبي ﷺ [ 3343 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ توفي وهو ابن ثلاث وستين ، وقال ابن شهاب وأخبرني سعيد بن المسيب مثله

 

 

باب كنية النبي ﷺ [ 3344 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي ﷺ في السوق ، فقال رجل يا أبا القاسم فالتفت النبي ﷺ ، فقال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي [ 3345 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن منصور عن سالم عن جابر رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي [ 3346 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال أبو القاسم ﷺ سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي [ 3347 ] حدثني إسحاق أخبرنا الفضل بن موسى عن الجعيد بن عبد الرحمن رأيت السائب بن يزيد بن أربع وتسعين جلدا معتدلا ، فقال قد علمت ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله ﷺ إن خالتي ذهبت بي إليه فقالت : يا رسول الله ان ابن أختي شاك فادع الله له قال : فدعا لي

 

 

باب خاتم النبوة [ 3348 ] حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا حاتم عن الجعيد بن عبد الرحمن قال : سمعت السائب بن يزيد قال ذهبت بي خالتي إلى رسول الله ﷺ فقالت : يا رسول الله ان ابن أختي وقع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم بين كتفيه قال ابن عبيد الله الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينيه قال إبراهيم بن حمزة مثل زر الحجلة

 

 

باب صفة النبي ﷺ [ 3349 ] حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال صلى أبو بكر رضى الله تعالى عنه العصر ثم خرج يمشي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه ، وقال بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي وعلي يضحك [ 3350 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا إسماعيل عن أبي جحيفة رضى الله تعالى عنه قال : رأيت النبي ﷺ وكان الحسن يشبهه [ 3351 ] حدثني عمرو بن علي حدثنا ابن فضيل حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت أبا جحيفة رضى الله تعالى عنه قال : رأيت النبي ﷺ وكان الحسن بن علي عليهما السلام يشبهه قلت لأبي جحيفة صفه لي قال : كان أبيض قد شمط وأمر لنا النبي ﷺ بثلاث عشرة قلوصا قال : فقبض النبي ﷺ قبل أن نقبضها [ 3352 ] حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن وهب أبي جحيفة السوائي قال : رأيت النبي ﷺ ورأيت بياضا من تحت شفته السفلى العنفقة [ 3353 ] حدثنا عصام بن خالد حدثنا حريز بن عثمان أنه سأل عبد الله بن بسر صاحب النبي ﷺ قال : أرأيت النبي ﷺ كان شيخا قال : كان في عنفقته شعرات بيض [ 3354 ] حدثني ابن بكير قال : حدثني الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : سمعت أنس بن مالك يصف النبي ﷺ قال : كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ليس بجعد قطط ولا سبط رجل أنزل عليه وهو ابن أربعين فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه وبالمدينة عشر سنين وقبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء قال ربيعة فرأيت شعرا من شعره فإذا هو أحمر فسألت فقيل احمر من الطيب [ 3355 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله ﷺ ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمةق وليس بالآدم وليس بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين فتوفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء [ 3356 ] حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يقول كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير [ 3357 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا همام عن قتادة قال : سألت أنسا هل خضب النبي ﷺ قال لا إنما كان شيء في صدغيه [ 3358 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبي ﷺ مربوعا بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنيه رأيته في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن منه قال يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه إلى منكبيه [ 3359 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال : وسئل البراء أكان وجه النبي ﷺ مثل السيف قال لا بل مثل القمر [ 3360 ] حدثنا الحسن بن منصور أبو علي حدثنا حجاج بن محمد الأعور بالمصيصة حدثنا شعبة عن الحكم قال : سمعت أبا جحيفة قال خرج رسول الله ﷺ بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة وزاد فيه عون عن أبيه عن أبي جحيفة قال : كان يمر من ورائها المرأة وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم قال : فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك [ 3361 ] حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبي ﷺ أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة [ 3362 ] حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق حدثنا ابن جريج قال : أخبرني ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله ﷺ دخل عليها مسرورا تبرق أسارير وجهه ، فقال ألم تسمعي ما قال المدلجي لزيد وأسامة ورأى أقدامهما إن بعض هذه الأقدام من بعض [ 3363 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أن عبد الله بن كعب قال : سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك قال : فلما سلمت على رسول الله ﷺ وهو يبرق وجهه من السرور وكان رسول الله ﷺ إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه [ 3364 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه [ 3365 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان رسول الله ﷺ يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق رسول الله ﷺ رأسه [ 3366 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال لم يكن النبي ﷺ فاحشا ولا متفحشا وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقا [ 3367 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت ما خير رسول الله ﷺ بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله ﷺ لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها [ 3368 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبي ﷺ ولا شممت ريحا قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النبي ﷺ [ 3369 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي ﷺ أشد حياء من العذراء في خدرها حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى وابن مهدي قالا : حدثنا شعبة مثله وإذا كره شيئا عرف في وجهه [ 3370 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : ما عاب النبي ﷺ طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه [ 3371 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن عبد الله بن مالك بن بحينة الأسدي قال : كان النبي ﷺ إذا سجد فرج بين يديه حتى نرى إبطيه قال ، وقال ابن بكير حدثنا بكر بياض إبطيه [ 3372 ] حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنسا رضى الله تعالى عنه حدثهم أن رسول الله ﷺ كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه [ 3373 ] حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال : سمعت عون بن أبي جحيفة ذكر عن أبيه قال دفعت إلى النبي ﷺ وهو بالأبطح في قبة وكان بالهاجرة خرج بلال فنادى بالصلاة ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله ﷺ فوقع الناس عليه يأخذون منه ثم دخل فأخرج العنزة وخرج رسول الله ﷺ كأني أنظر إلى وبيص ساقيه فركز العنزة ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين يمر بين يديه الحمار والمرأة [ 3374 ] حدثنا الحسن بن صباح البزار حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه [ 3375 ] وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال : أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت ألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله ﷺ يسمعني ذلك وكنت أسبح ، فقال قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه إن رسول الله ﷺ لم يكن يسرد الحديث كسردكم

 

 

باب كان النبي ﷺ تنام عينه ولا ينام قلبه رواه سعيد بن ميناء عن جابر عن النبي ﷺ [ 3376 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضى الله تعالى عنها كيف كانت صلاة رسول الله ﷺ في رمضان قالت ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا فقلت : يا رسول الله تنام قبل أن توتر قال تنام عيني ولا ينام قلبي [ 3377 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني أخي عن سليمان عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي ﷺ من مسجد الكعبة جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في مسجد الحرام ، فقال أولهم أيهم هو ، فقال أوسطهم هو خيرهم ، وقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك فلم يرهم حتى جاؤوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه والنبي ﷺ نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء

 

 

باب علامات النبوة في الإسلام [ 3378 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا سلم بن زرير سمعت أبا رجاء قال : حدثنا عمران بن حصين أنهم كانوا مع النبي ﷺ في مسير فأدلجوا ليلتهم حتى إذا كان وجه الصبح عرسوا فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر وكان لا يوقظ رسول الله ﷺ من منامه حتى يستيقظ فاستيقظ عمر فقعد أبو بكر عند رأسه فجعل يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ النبي ﷺ فنزل وصلى بنا الغداة فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فلما انصرف قال : يا فلان ما يمنعك أن تصلي معنا قال أصابتني جنابة فأمره أن يتيمم بالصعيد ثم صلى وجعلني رسول الله ﷺ في ركوب بين يديه وقد عطشنا عطشا شديدا فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين فقلنا لها أين الماء فقالت إنه لا ماء فقلنا كم بين أهلك وبين الماء قالت يوم وليلة فقلنا انطلقي إلى رسول الله ﷺ قالت وما رسول الله فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي ﷺ فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حدثته أنها مؤتمة فأمر بمزادتيها فمسح في العزلاوين فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا فملأنا كل قربة معنا وإداوة غير أنه لم نسق بعيرا وهي تكاد تنض من الملء ، ثم قال هاتوا ما عندكم فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها قالت لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا فهدى الله ذاك الصرم بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا [ 3379 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال أتى النبي ﷺ بإناء وهو بالزوراء فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم قال قتادة قلت لأنس كم كنتم قال ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة [ 3380 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه قال : رأيت رسول الله ﷺ وحانت صلاة العصر فالتمس الوضوء فلم يجدوه فأتى رسول الله ﷺ بوضوء فوضع رسول الله ﷺ يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضؤوا منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم [ 3381 ] حدثنا عبد الرحمن بن مبارك حدثنا حزم قال : سمعت الحسن قال : حدثنا أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال خرج النبي ﷺ في بعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه فانطلقوا يسيرون فحضرت الصلاة فلم يجدوا ماء يتوضؤون فانطلق رجل من القوم فجاء بقدح من ماء يسير فأخذه النبي ﷺ فتوضأ ثم مد أصابعه الأربع على القدح ، ثم قال قوموا فتوضؤوا فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء وكانوا سبعين أو نحوه [ 3382 ] حدثنا عبد الله بن منير سمع يزيد أخبرنا حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار من المسجد يتوضأ وبقي قوم فأتي النبي ﷺ بمخضب من حجارة فيه ماء فوضع كفه فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه فضم أصابعه فوضعها في المخضب فتوضأ القوم كلهم جميعا قلت : كم كانوا قال ثمانون رجلا [ 3383 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال عطش الناس يوم الحديبية والنبي ﷺ بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه ، فقال : ما لكم قالوا ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا قلت : كم كنتم قال لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة [ 3384 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة فجلس النبي ﷺ على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركائبنا [ 3385 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول : قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله ﷺ ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء قالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله ﷺ قال : فذهبت به فوجدت رسول الله ﷺ في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم ، فقال لي رسول الله ﷺ : آرسلك أبو طلحة فقلت : نعم قال بطعام فقلت : نعم ، فقال رسول الله ﷺ : لمن معه قوموا فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته ، فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله ﷺ بالناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله ﷺ فأقبل رسول الله ﷺ وأبو طلحة معه ، فقال رسول الله ﷺ : هلمي يا أم سليم ما عندك فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله ﷺ ففت وعصرت أم سليم عكة فأدمته ، ثم قال رسول الله ﷺ : فيه ما شاء الله أن يقول ، ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا [ 3386 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا كنا مع رسول الله ﷺ في سفر فقل الماء ، فقال اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ، ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله ﷺ ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل [ 3387 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا قال : حدثني عامر قال : حدثني جابر رضى الله تعالى عنه أن أباه توفي وعليه دين فأتيت النبي ﷺ فقلت : إن أبي ترك عليه دينا وليس عندي إلا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معي لكي لا يفحش علي الغرماء فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه ، فقال انزعوه فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم [ 3388 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر رضى الله تعالى عنهما أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي ﷺ قال : مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس أو كما قال وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي ﷺ بعشرة وأبو بكر وثلاثة قال : فهو أنا وأبي وأمي ولا أدري هل قال امرأتي وخادمي بين بيتنا وبين بيت أبي بكر وأن أبا بكر تعشى عند النبي ﷺ ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله ﷺ فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك قال أو ما عشيتهم قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم فذهبت فاختبأت ، فقال : يا غنثر فجدع وسب ، وقال كلوا ، وقال لا أطعمه أبدا قال وأيم الله ما كنا نأخذ من اللقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر قال لامرأته يا أخت بني فراس قالت لا وقرة عيني لهي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرات فأكل منها أبو بكر ، وقال إنما كان الشيطان يعني يمينه ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي ﷺ فأصبحت عنده وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الأجل فتفرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث معهم قال أكلوا منها أجمعون أو كما قال [ 3389 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد عن عبد العزيز عن أنس وعن يونس عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله ﷺ فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل ، فقال : يا رسول الله هلكت الكراع هلكت الشاء فادع الله يسقينا فمد يديه ودعا قال أنس وإن السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح أنشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى فقام إليه ذلك الرجل أو غيره ، فقال : يا رسول الله تهدمت البيوت فادع الله يحبسه فتبسم ، ثم قال حوالينا ولا علينا فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل [ 3390 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان حدثنا أبو حفص واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء قال : سمعت نافعا عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كان النبي ﷺ يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه ، وقال عبد الحميد أخبرنا عثمان بن عمر أخبرنا معاذ بن العلاء عن نافع بهذا ، ورواه أبو عاصم عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ [ 3391 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال : سمعت أبي عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال إن شئتم فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي ﷺ فضمها إليه تئن أنين الصبي الذي يسكن قال : كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها [ 3392 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال : أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك أنه سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي ﷺ إذا خطب يقوم إلى جذع منها فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاء النبي ﷺ فوضع يده عليها فسكنت [ 3393 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة حدثني بشر بن خالد حدثنا محمد عن شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل يحدث عن حذيفة أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال أيكم يحفظ قول رسول الله ﷺ في الفتنة ، فقال حذيفة أنا أحفظ كما قال : قال هات إنك لجريء قال رسول الله ﷺ : فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليست هذه ولكن التي تموج كموج البحر قال : يا أمير المؤمنين لا بأس عليك منها إن بينك وبينها بابا مغلقا قال يفتح الباب أو يكسر قال لا بل يكسر قال ذاك أحرى أن لا يغلق قلنا علم الباب قال : نعم كما أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأله وأمرنا مسروقا فسأله ، فقال من الباب قال عمر [ 3394 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر حتى يقع فيه والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله [ 3395 ] حدثني يحيى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر تابعه غيره عن عبد الرزاق [ 3396 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : قال إسماعيل أخبرني قيس قال أتينا أبا هريرة رضى الله تعالى عنه ، فقال صحبت رسول الله ﷺ ثلاث سنين لم أكن في سني أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن سمعته يقول ، وقال هكذا بيده بين يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر وهو هذا البارز ، وقال سفيان مرة وهم أهل البازر [ 3397 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم سمعت الحسن يقول : حدثنا عمرو بن تغلب قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : بين يدي الساعة تقاتلون قوما ينتعلون الشعر وتقاتلون قوما كأن وجوههم المجان المطرقة [ 3398 ] حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله [ 3399 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : يأتي على الناس زمان يغزون فيقال فيكم من صحب الرسول ﷺ فيقولون نعم فيفتح عليهم ثم يغزون فيقال لهم هل فيكم من صحب من صحب الرسول الله ﷺ فيقولون نعم فيفتح لهم [ 3400 ] حدثني محمد بن الحكم أخبرنا النضر أخبرنا إسرائيل أخبرنا سعد الطائي أخبرنا محل بن خليفة عن عدي بن حاتم قال بينا أنا عند النبي ﷺ إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل ، فقال : يا عدي هل رأيت الحيرة قلت لم أرها وقد أنبئت عنها قال : فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله قلت : فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيء الذين قد سعروا البلاد ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت : كسرى بن هرمز قال كسرى بن هرمز ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له فيقولن ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك فيقول بلى فيقول ألم أعطك مالا وولدا وأفضل عليك فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم قال عدي سمعت النبي ﷺ يقول : اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة قال عدي فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم ﷺ يخرج ملء كفه حدثني عبد الله حدثنا أبو عاصم أخبرنا سعدان بن بشر حدثنا أبو مجاهد حدثنا محل بن خليفة سمعت عديا كنت عند النبي ﷺ [ 3401 ] حدثنا سعيد بن شرحبيل حدثنا ليث عن يزيد عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن النبي ﷺ خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر ، فقال إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا ولكن أخاف أن تنافسوا فيها [ 3402 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة رضى الله تعالى عنه قال أشرف النبي ﷺ على أطم من الآطام ، فقال هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر [ 3403 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان حدثتها عن زينب بنت جحش أن النبي ﷺ دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق بإصبعه وبالتي تليها فقالت زينب فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال : نعم إذا كثر الخبث [ 3404 ] وعن الزهري حدثتني هند بنت الحارث أن أم سلمة قالت استيقظ النبي ﷺ ، فقال سبحان الله ماذا أنزل من الخزائن وماذا أنزل من الفتن [ 3405 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : قال لي إني أراك تحب الغنم وتتخذها فأصلحها وأصلح رغامها فإني سمعت النبي ﷺ يقول : يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم يتبع بها شعف الجبال أو سعف الجبال في مواقع القطر يفر بدينه من الفتن [ 3406 ] حدثنا عبد العزيز الأويسي حدثنا إبراهيم عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به [ 3407 ] وعن ابن شهاب حدثني أبو بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية مثل حديث أبي هريرة هذا إلا أن أبا بكر يزيد من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله [ 3408 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود عن النبي ﷺ قال : ستكون أثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم [ 3409 ] حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أبو أسامة حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : يهلك الناس هذا الحي من قريش قالوا فما تأمرنا قال لو أن الناس اعتزلوهم قال محمود حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن أبي التياح سمعت أبا زرعة [ 3410 ] حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال : كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول : سمعت الصادق المصدوق يقول هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش ، فقال مروان غلمة قال أبو هريرة إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان [ 3411 ] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا الوليد قال : حدثني ابن جابر قال : حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال : حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال : نعم قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير قال : نعم وفيه دخن قلت : وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر قال : نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك [ 3412 ] حدثني محمد بن المثنى قال : حدثني يحيى بن سعيد عن إسماعيل حدثني قيس عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر [ 3413 ] حدثنا الحكم بن نافع حدثنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله [ 3414 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن عند رسول الله ﷺ وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل ، فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ، فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه ، فقال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي ﷺ الذي نعته [ 3415 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال : قال علي رضى الله تعالى عنه إذا حدثتكم عن رسول الله ﷺ فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله ﷺ يقول : يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة [ 3416 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعوالله لنا قال : كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون [ 3417 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد حدثنا ابن عون قال : أنبأني موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ افتقد ثابت بن قيس ، فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه ، فقال : ما شأنك ، فقال شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي ﷺ فقد حبط عمله وهو من أهل النار فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا ، فقال موسى بن أنس فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة ، فقال اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة [ 3418 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قرأ رجل الكهف وفي الدار الدابة فجعلت تنفر فسلم فإذا ضبابة أو سحابة غشيته فذكره للنبي ﷺ ، فقال اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت للقرآن أو تنزلت للقرآن [ 3419 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحراني حدثنا زهير بن معاوية حدثنا أبو إسحاق سمعت البراء بن عازب يقول جاء أبو بكر رضى الله تعالى عنه إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا ، فقال لعازب ابعث ابنك يحمله معي قال : فحملته معه وخرج أبي ينتقد ثمنه ، فقال له أبي يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما حين سريت مع رسول الله ﷺ قال : نعم أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق لا يمر فيه أحد فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس فنزلنا عنده وسويت للنبي ﷺ مكانا بيدي ينام عليه وبسطت فيه فروة وقلت : نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أردنا فقلت لمن أنت يا غلام ، فقال لرجل من أهل المدينة أو مكة قلت : أفي غنمك لبن قال : نعم قلت : أفتحلب قال : نعم فأخذ شاة فقلت : انفض الضرع من التراب والشعر والقذى قال : فرأيت البراء يضرب إحدى يديه على الأخرى ينفض فحلب في قعب كثبة من لبن ومعي إداوة حملتها للنبي ﷺ يرتوي منها يشرب ويتوضأ فأتيت النبي ﷺ فكرهت أن أوقظه فوافقته حين استيقظ فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله فقلت : اشرب يا رسول الله قال : فشرب حتى رضيت ، ثم قال ألم يأن للرحيل قلت : بلى قال : فارتحلنا بعد ما مالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك فقلت : أتينا يا رسول الله ، فقال { لا تحزن إن الله معنا } فدعا عليه النبي ﷺ فارتطمت به فرسه إلى بطنها أرى في جلد من الأرض شك زهير ، فقال إني أراكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا له النبي ﷺ فنجا فجعل لا يلقى أحدا إلا قال كفيتكم ما هنا فلا يلقى أحدا إلا رده قال ووفى لنا [ 3420 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ دخل على أعرابي يعوده قال : وكان النبي ﷺ إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس طهور إن شاء الله ، فقال له لا بأس طهور إن شاء الله قال : قلت : طهور كلا بل هي حمى تفور أو تثور على شيخ كبير تزيره القبور ، فقال النبي ﷺ فنعم إذا [ 3421 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي ﷺ فعاد نصرانيا فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه [ 3422 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال وأخبرني ابن المسيب عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله ﷺ : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله [ 3423 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رفعه قال إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده وذكر ، وقال لتنفقن كنوزهما في سبيل الله [ 3424 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله ﷺ فجعل يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله ﷺ ومعه ثابت بن قيس بن شماس وفي يد رسول الله ﷺ قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه ، فقال لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله ﷺ قال : بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلي في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي فكان أحدهما العنسي والآخر مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة [ 3425 ] حدثني محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى أراه عن النبي ﷺ قال : رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها بقرا والله خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر [ 3426 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي ﷺ ، فقال النبي ﷺ مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال : فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله ﷺ حتى قبض النبي ﷺ فسألتها فقالت أسر إلي إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي فبكيت ، فقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك [ 3427 ] حدثني يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دعا النبي ﷺ فاطمة ابنته في شكواه التي قبض فيها فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها فضحكت قالت فسألتها عن ذلك فقالت سارني النبي ﷺ فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت [ 3428 ] حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يدني بن عباس ، فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله ، فقال إنه من حيث تعلم فسأل عمر بن عباس عن هذه الآية { إذا جاء نصر الله والفتح } ، فقال أجل رسول الله ﷺ أعلمه إياه قال : ما أعلم منها إلا ما تعلم [ 3429 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة بن الغسيل حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خرج رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه بملحفة قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام فمن ولي منكم شيئا يضر فيه قوما وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم فكان آخر مجلس جلس فيه النبي ﷺ [ 3430 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حسين الجعفي عن أبي موسى عن الحسن عن أبي بكرة رضى الله تعالى عنه أخرج النبي ﷺ ذات يوم الحسن فصعد به على المنبر ، فقال ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين [ 3431 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ نعى جعفرا وزيدا قبل أن يجيء خبرهم وعيناه تذرفان [ 3432 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ هل لكم من أنماط قلت : وأنى يكون لنا الأنماط قال : أما إنه سيكون لكم الأنماط فأنا أقول لها يعني امرأته أخري عني أنماطك فتقول ألم يقل النبي ﷺ إنها ستكون لكم الأنماط فأدعها [ 3433 ] حدثني أحمد بن إسحاق حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال انطلق سعد بن معاذ معتمرا قال : فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد ، فقال أمية لسعد انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل ، فقال من هذا الذي يطوف بالكعبة ، فقال سعد أنا سعد ، فقال أبو جهل تطوف بالكعبة آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه ، فقال : نعم فتلاحيا بينهما ، فقال أمية لسعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي ، ثم قال سعد والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام قال : فجعل أمية يقول لسعد لا ترفع صوتك وجعل يمسكه فغضب سعد ، فقال دعنا عنك فإني سمعت محمدا ﷺ يزعم أنه قاتلك قال إياي قال : نعم قال والله ما يكذب محمد إذا حدث فرجع إلى امرأته ، فقال : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي قالت وما قال : قال زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي قالت فوالله ما يكذب محمد قال : فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي قال : فأراد أن لا يخرج ، فقال له أبو جهل إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين فسار معهم فقتله الله [ 3434 ] حدثني عبد الرحمن بن شيبة حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة عن أبيه عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي بعض نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذها عمر فاستحالت بيده غربا فلم أر عبقريا في الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن ، وقال همام عن أبي هريرة عن النبي ﷺ فنزع أبو بكر ذنوبين [ 3435 ] حدثني عباس بن الوليد النرسي حدثنا معتمر قال : سمعت أبي حدثنا أبو عثمان قال أنبئت أن جبريل عليه السلام أتى النبي ﷺ وعنده أم سلمة فجعل يحدث ثم قام ، فقال النبي ﷺ لأم سلمة من هذا أو كما قال : قال : قالت هذا دحية قالت أم سلمة ايم الله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة نبي الله ﷺ بخبر جبريل أو كما قال : قال : فقلت لأبي عثمان ممن سمعت هذا قال من أسامة بن زيد

 

 

باب قول الله تعالى { يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } [ 3436 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله ﷺ فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله ﷺ ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون ، فقال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله ﷺ فرجما قال عبد الله فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة

 

 

باب سؤال المشركين أن يريهم النبي ﷺ آية فأراهم انشقاق القمر [ 3437 ] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ شقتين ، فقال النبي ﷺ اشهدوا [ 3438 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا يونس حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك ، وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه حدثهم أن أهل مكة سألوا رسول الله ﷺ أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر [ 3439 ] حدثني خلف بن خالد القرشي حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن القمر انشق في زمان النبي ﷺ [ 3440 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا معاذ قال : حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس رضى الله تعالى عنه أن رجلين من أصحاب النبي ﷺ خرجا من عند النبي ﷺ في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيآن بين أيديهما فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله [ 3441 ] حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس سمعت المغيرة بن شعبة عن النبي ﷺ قال لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون [ 3442 ] حدثنا الحميدي حدثنا الوليد قال : حدثني ابن جابر قال : حدثني عمير بن هانئ أنه سمع معاوية يقول : سمعت النبي ﷺ يقول : لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك قال عمير ، فقال : مالك بن يخامر قال معاذ وهم بالشام ، فقال معاوية هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشام [ 3443 ] حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان حدثنا شبيب بن غرقدة قال : سمعت الحي يحدثون عن عروة أن النبي ﷺ أعطاه دينارا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح فيه قال سفيان كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه قال سمعه شبيب من عروة فأتيته ، فقال شبيب إني لم أسمعه من عروة قال : سمعت الحي يخبرونه عنه ولكن سمعته يقول : سمعت النبي ﷺ يقول : الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة قال وقد رأيت في داره سبعين فرسا قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية [ 3444 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : أخبرني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة [ 3445 ] حدثنا قيس بن حفص حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن أبي التياح قال : سمعت أنسا عن النبي ﷺ قال : الخيل معقود في نواصيها الخير [ 3446 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت أرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت ولم يرد أن يسقيها كان ذلك له حسنات ورجل ربطها تغنيا وسترا وتعففا لم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له كذلك ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي وزر وسئل النبي ﷺ عن الحمر ، فقال : ما أنزل علي فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } [ 3447 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أيوب عن محمد سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول صبح رسول الله ﷺ خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي فلما رأوه قالوا محمد والخميس وأحالوا إلى الحصن يسعون فرفع النبي ﷺ يديه ، وقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين [ 3448 ] حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا ابن أبي الفديك عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قلت : يا رسول الله إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه قال ابسط رداءك فبسطته فغرف بيديه فيه ، ثم قال ضمه فضممته فما نسيت حديثا بعد

 

===================

صحيح البخاري/كتاب فضائل الصحابة

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم كتاب فضائل الصحابة

باب فضائل أصحاب النبي ﷺ ورضي الله عنهم ومن صحب النبي ﷺ أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه

 

[ 3449 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول : حدثنا أبو سعيد الخدري قال : قال رسول الله ﷺ : يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقولون فيكم من صاحب رسول الله ﷺ فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله ﷺ فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله ﷺ فيقولون نعم فيفتح لهم

 

[ 3450 ] حدثنا إسحاق حدثنا النضر أخبرنا شعبة عن أبي جمرة سمعت زهدم بن مضرب سمعت عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما يقول : قال رسول الله ﷺ : خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن

 

[ 3451 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته قال إبراهيم وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار باب مناقب المهاجرين وفضلهم منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التيمي رضى الله تعالى عنه وقول الله تعالى { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون } ، وقال { إلا تنصروه فقد نصره الله } إلى قوله { إن الله معنا } قالت عائشة وأبو سعيد وابن عباس رضى الله تعالى عنهم وكان أبو بكر مع النبي ﷺ في الغار

 

[ 3452 ] حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال اشترى أبو بكر رضى الله تعالى عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما ، فقال أبو بكر لعازب مر البراء فليحمل إلي رحلي ، فقال عازب لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله ﷺ حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم قال ارتحلنا من مكة فأحيينا أو سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوي إليه فإذا صخرة أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته ثم فرشت للنبي ﷺ فيه ثم قلت له اضطجع يا نبي الله فاضطجع النبي ﷺ ثم انطلقت أنظر ما حولي هل أرى من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فسألته فقلت له لمن أنت يا غلام قال لرجل من قريش سماه فعرفته فقلت : هل في غنمك من لبن قال : نعم قلت : فهل أنت حالب لبنا لنا قال : نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه ، فقال هكذا ضرب إحدى كفيه بالأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد جعلت لرسول الله ﷺ إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فانطلقت به إلى النبي ﷺ فوافقته قد استيقظ فقلت : اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت : قد آن الرحيل يا رسول الله قال بلى فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت : هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله ، فقال { لا تحزن إن الله معنا }

 

[ 3453 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا همام عن ثابت عن أنس عن أبي بكر رضى الله تعالى عنه قال : قلت للنبي ﷺ وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ، فقال : ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما باب قول النبي ﷺ سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر قاله ابن عباس عن النبي ﷺ

 

[ 3454 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح قال : حدثني سالم أبو النضر عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال خطب رسول الله ﷺ الناس ، وقال إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله قال : فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله ﷺ عن عبد خير فكان رسول الله ﷺ هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا ، فقال رسول الله ﷺ : إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر

باب فضل أبي بكر بعد النبي ﷺ

 

[ 3455 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا نخير بين الناس في زمن النبي ﷺ فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنهم

باب قول النبي ﷺ لو كنت متخذا خليلا قاله أبو سعيد

 

[ 3456 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي

 

[ 3457 ] حدثنا معلى بن أسد وموسى قالا : حدثنا وهيب عن أيوب ، وقال لو كنت متخذا خليلا لاتخذته خليلا ولكن أخوة الإسلام أفضل حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب عن أيوب مثله

 

[ 3458 ] حدثنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال كتب أهل الكوفة إلى بن الزبير في الجد ، فقال : أما الذي قال رسول الله ﷺ : لو كنت متخذا من هذه الأمة خليلا لاتخذته أنزله أبا يعني أبا بكر

 

[ 3459 ] حدثنا الحميدي ومحمد بن عبد الله قالا : حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أتت امرأة النبي ﷺ فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت إن جئت ولم أجدك كأنها تقول الموت قال ﷺ إن لم تجديني فأتي أبا بكر

 

[ 3460 ] حدثني أحمد بن أبي الطيب حدثنا إسماعيل بن مجالد حدثنا بيان بن بشر عن وبرة بن عبد الرحمن عن همام قال : سمعت عمارا يقول رأيت رسول الله ﷺ وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر

 

[ 3461 ] حدثني هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدرداء رضى الله تعالى عنه قال : كنت جالسا عند النبي ﷺ إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي ﷺ أما صاحبكم فقد غامر فسلم ، وقال إني كان بيني وبين بن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك ، فقال يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر فقالوا لا فأتى إلى النبي ﷺ فسلم فجعل وجه النبي ﷺ يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه ، فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين ، فقال النبي ﷺ إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها

 

[ 3462 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار قال خالد الحذاء حدثنا عن أبي عثمان قال : حدثني عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت : من الرجال ، فقال أبوها قلت : ثم من قال عمر بن الخطاب فعد رجالا

 

[ 3463 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب ، فقال من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلمته فقالت إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث قال الناس سبحان الله قال النبي ﷺ فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما

 

[ 3464 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال : أخبرني ابن المسيب سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول : بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها بن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحالت غربا فأخذها بن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن

 

[ 3465 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقال أبو بكر إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه ، فقال رسول الله ﷺ : إنك لست تصنع ذلك خيلاء قال موسى فقلت لسالم أذكر عبد الله من جر إزاره قال لم أسمعه ذكر إلا ثوبه

 

[ 3466 ] حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري قال : أخبرنا حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب يعني الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان ، فقال أبو بكر ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله قال : نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر

 

[ 3467 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ أن رسول الله ﷺ مات وأبو بكر بالسنح قال إسماعيل يعني بالعالية فقام عمر يقول والله ما مات رسول الله ﷺ قالت ، وقال عمر والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله ﷺ فقبله قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا ثم خرج ، فقال أيها الحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ، وقال ألا من كان يعبد محمدا ﷺ فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وقال { إنك ميت وإنهم ميتون } ، وقال { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين } فنشج الناس يبكون قال واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا منا أمير ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر وكان عمر يقول والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس ، فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، فقال حباب بن المنذر لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم أمير ، فقال أبو بكر لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح ، فقال عمر بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله ﷺ فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس ، فقال قائل قتلتم سعدا ، فقال عمر قتله الله ، وقال عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال عبد الرحمن بن القاسم أخبرني القاسم أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت شخص بصر النبي ﷺ ، ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا وقص الحديث قالت فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك ثم لقد بصر أبو بكر الناس الهدى وعرفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به يتلون { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } إلى { الشاكرين

 

[ 3468 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا جامع بن أبي راشد حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية قال : قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله ﷺ قال : أبو بكر قلت : ثم من قال ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين

 

[ 3469 ] حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت خرجنا مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله ﷺ على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس أبا بكر فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله ﷺ وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله ﷺ واضع رأسه على فخذي قد نام ، فقال حبست رسول الله ﷺ والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبني ، وقال : ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ﷺ على فخذي فنام رسول الله ﷺ حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا ، فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر فقالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته

 

[ 3470 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن الأعمش قال : سمعت ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لا تسبوا أصحابي فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه تابعه جرير وعبد الله بن داود وأبو معاوية ومحاضر عن الأعمش

 

[ 3471 ] حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان عن شريك بن أبي نمر عن سعيد بن المسيب قال : أخبرني أبو موسى الأشعري أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لألزمن رسول الله ﷺ ولأكونن معه يومي هذا قال : فجاء المسجد فسأل عن النبي ﷺ فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله ﷺ حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله ﷺ اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت : من هذا ، فقال أبو بكر فقلت : على رسلك ثم ذهبت فقلت : يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن ، فقال ائذن له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر ادخل ورسول الله ﷺ يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله ﷺ معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي ﷺ وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا يريد أخاه يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت : من هذا ، فقال عمر بن الخطاب فقلت : على رسلك ثم جئت إلى رسول الله ﷺ فسلمت عليه فقلت : هذا عمر بن الخطاب يستأذن ، فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت فقلت : ادخل وبشرك رسول الله ﷺ بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله ﷺ في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا يأت به فجاء إنسان يحرك الباب فقلت : من هذا ، فقال عثمان بن عفان فقلت : على رسلك فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته ، فقال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله ﷺ بالجنة على بلوى تصيبك فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الآخر قال شريك قال سعيد بن المسيب فأولتها قبورهم

 

[ 3472 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه حدثهم أن النبي ﷺ صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم ، فقال اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان

 

[ 3473 ] حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله حدثنا وهب بن جرير حدثنا صخر عن نافع أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : بينما أنا على بئر أنزع منها جاءني أبو بكر وعمر فأخذ أبو بكر الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذها بن الخطاب من يد أبي بكر فاستحالت في يده غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه فنزع حتى ضرب الناس بعطن قال وهب العطن مبرك الإبل يقول حتى رويت الإبل فأناخت

 

[ 3474 ] حدثني الوليد بن صالح حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكي عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله ﷺ يقول : كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب

 

[ 3475 ] حدثني محمد بن يزيد الكوفي حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير قال : سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله ﷺ قال : رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي ﷺ وهو يصلي فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه ، فقال { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم }

باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضى الله تعالى عنه

 

[ 3476 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا عبد العزيز بن الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت : من هذا ، فقال هذا بلال ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا فقالوا لعمر فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك ، فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار

 

[ 3477 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينا نحن عند رسول الله ﷺ إذ قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر ، وقال أعليك أغار يا رسول الله

 

[ 3478 ] حدثني محمد بن الصلت أبو جعفر الكوفي حدثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال : أخبرني حمزة عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال : بينا أنا نائم شربت يعني اللبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري أو في أظفاري ثم ناولت عمر فقالوا يا رسول الله فما أولته قال العلم

 

[ 3479 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله قال : حدثني أبو بكر ابن سالم عن سالم عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ قال : أريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا والله يغفر له ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن قال ابن جبير العبقري عتاق الزرابي ، وقال يحيى الزرابي الطنافس لها خمل رقيق { مبثوثة } كثيرة

 

[ 3480 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عبد الحميد أن محمد بن سعد أخبره أن أباه قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن أبي شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله ﷺ وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله ﷺ فدخل عمر ورسول الله ﷺ يضحك ، فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله ، فقال النبي ﷺ عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ، فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ، ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ﷺ فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ﷺ ، فقال رسول الله ﷺ : إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك

 

[ 3481 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس قال : قال عبد الله ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر

 

[ 3482 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله حدثنا عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة أنه سمع ابن عباس يقول وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي فإذا علي بن أبي طالب فترحم على عمر ، وقال : ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت إني كنت كثيرا أسمع النبي ﷺ يقول : ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر

 

[ 3483 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، وقال لي خليفة حدثنا محمد بن سواء وكهمس بن المنهال قالا : حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال صعد النبي ﷺ أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله ، وقال اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان

 

[ 3484 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني عمر هو ابن محمد أن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه قال سألني بن عمر عن بعض شأنه يعني عمر فأخبرته ، فقال : ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله ﷺ من حين قبض كان أجد وأجود حتى انتهى من عمر بن الخطاب

 

[ 3485 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه أن رجلا سأل النبي ﷺ عن الساعة ، فقال متى الساعة قال وماذا أعددت لها قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله ﷺ ، فقال أنت مع من أحببت قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ﷺ أنت مع من أحببت قال أنس فأنا أحب النبي ﷺ وأبو بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم

 

[ 3486 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر زاد زكريا بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال النبي ﷺ لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر

 

[ 3487 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن قالا سمعنا أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله ﷺ : بينما راع في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب ، فقال له من لها يوم السبع ليس لها راع غيري ، فقال الناس سبحان الله ، فقال النبي ﷺ فإني أومن به وأبو بكر وعمر وما ثم أبو بكر وعمر

 

[ 3488 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره قالوا فما أولته يا رسول الله قال الدين

 

[ 3489 ] حدثنا الصلت بن محمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال لما طعن عمر جعل يألم ، فقال له بن عباس وكأنه يجزعه يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله ﷺ فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله ﷺ ورضاه فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه قال حماد بن زيد حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس دخلت على عمر بهذا

 

[ 3490 ] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال : حدثني عثمان بن غياث حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال : كنت مع النبي ﷺ في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح ، فقال النبي ﷺ افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال النبي ﷺ فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح ، فقال النبي ﷺ افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي ﷺ فحمد الله ثم استفتح رجل ، فقال لي افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله ﷺ : فحمد الله ، ثم قال الله المستعان

 

[ 3491 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : أخبرني حيوة قال : حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال كنا مع النبي ﷺ وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب

باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي رضى الله تعالى عنه ، وقال النبي ﷺ من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان ، وقال من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان

 

[ 3492 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط فجاء رجل يستأذن ، فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن ، فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ، ثم قال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه فإذا عثمان بن عفان قال حماد وحدثنا عاصم الأحول وعلي بن الحكم سمعا أبا عثمان يحدث عن أبي موسى بنحوه وزاد فيه عاصم أن النبي ﷺ كان قاعدا في مكان فيه ماء قد انكشف عن ركبتيه أو ركبته فلما دخل عثمان غطاها

 

[ 3493 ] حدثني أحمد بن شبيب بن سعيد قال : حدثني أبي عن يونس قال ابن شهاب أخبرني عروة أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد فقد أكثر الناس فيه فقصدت لعثمان حين خرج إلى الصلاة قلت : إن لي إليك حاجة وهي نصيحة لك قال : يا أيها المرء منك قال معمر أراه قال أعوذ بالله منك فانصرفت فرجعت إليهم إذ جاء رسول عثمان فأتيته ، فقال : ما نصيحتك فقلت : إن الله سبحانه بعث محمدا ﷺ بالحق وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله ولرسوله ﷺ فهاجرت الهجرتين وصحبت رسول الله ﷺ ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد قال أدركت رسول الله ﷺ قلت لا ولكن خلص إلي من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها قال : أما بعد فإن الله بعث محمدا ﷺ بالحق فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمنت بما بعث به وهاجرت الهجرتين كما قلت : وصحبت رسول الله ﷺ وبايعته فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل ثم أبو بكر مثله ثم عمر مثله ثم استخلفت أفليس لي من الحق مثل الذي لهم قلت : بلى قال : فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم أما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله ثم دعا عليا فأمره أن يجلده فجلده ثمانين

 

[ 3494 ] حدثني محمد بن حاتم بن بزيغ حدثنا شاذان حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا في زمن النبي ﷺ لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي ﷺ لا نفاضل بينهم تابعه عبد الله عن عبد العزيز

 

[ 3495 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان هو ابن موهب قال جاء رجل من أهل مصر وحج البيت فرأى قوما جلوسا ، فقال من هؤلاء القوم فقالوا هؤلاء قريش قال : فمن الشيخ فيهم قالوا عبد الله بن عمر قال : يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد قال : نعم ، فقال تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد قال : نعم قال تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال : نعم قال الله أكبر قال ابن عمر تعال أبين لك أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله ﷺ وكانت مريضة ، فقال له رسول الله ﷺ إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث رسول الله ﷺ عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة ، فقال رسول الله ﷺ : بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده ، فقال هذه لعثمان ، فقال له بن عمر اذهب بها الآن معك

 

[ 3496 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة أن أنسا رضى الله تعالى عنه حدثهم قال صعد النبي ﷺ أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف ، فقال اسكن أحد أظنه ضربه برجله فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان

باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه

 

[ 3497 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون قال : رأيت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف قال كيف فعلتما أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق قالا حملناها أمرا هي له مطيقة ما فيها كبير فضل قال انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق قال قالا لا ، فقال عمر لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا قال : فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب قال إني لقائم ما بيني بينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قال استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول قتلني أو أكلني الكلب حين طعنه فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال : يا ابن عباس انظر من قتلني فجال ساعة ثم جاء ، فقال غلام المغيرة قال الصنع قال : نعم قال قاتله الله لقد أمرت به معروفا الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا ، فقال إن شئت فعلت أي إن شئت قتلنا قال كذبت بعد ما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول لا بأس وقائل يقول أخاف عليه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جوفه ثم أتي بلبن فشربه فخرج من جرحه فعلموا أنه ميت فدخلنا عليه وجاء الناس فجعلوا يثنون عليه وجاء رجل شاب ، فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله ﷺ وقدم في الإسلام ما قد علمت ثم وليت فعدلت ثم شهادة قال وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض قال ردوا علي الغلام قال ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك يا عبد الله بن عمر انظر ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه قال إن وفي له مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن لم تف أموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم فأد عني هذا المال انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي ، فقال يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه فقالت كنت أريده لنفسي ولأوثرن به اليوم على نفسي فلما أقبل قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء قال ارفعوني فأسنده رجل إليه ، فقال : ما لديك قال الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت قال الحمد لله ما كان من شيء أهم إلي من ذلك فإذا أنا قضيت فاحملوني ثم سلم فقل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين وجاءت أم المؤمنين حفصة والنساء تسير معها فلما رأيناها قمنا فولجت عليه فبكت عنده ساعة واستأذن الرجال فولجت داخلا لهم فسمعنا بكاءها من الداخل فقالوا أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال : ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله ﷺ وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن ، وقال يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء كهيئة التعزية له فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة ، وقال أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار خيرا { الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم } أن يقبل من محسنهم وأن يعفى عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة المال وغيظ العدو وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله تعالى وذمة رسوله ﷺ أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبد الله بن عمر قال يستأذن عمر بن الخطاب قالت أدخلوه فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط ، فقال عبد الرحمن اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم ، فقال الزبير قد جعلت أمري إلى علي ، فقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان ، وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف ، فقال عبد الرحمن أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فأسكت الشيخان ، فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إلي والله علي أن لا آلو عن أفضلكم قالا نعم فأخذ بيد أحدهما ، فقال لك قرابة من رسول الله ﷺ والقدم في الإسلام ما قد علمت فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالآخر ، فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايعه فبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه

باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضى الله تعالى عنه ، وقال النبي ﷺ لعلي أنت مني وأنا منك ، وقال عمر توفي رسول الله ﷺ وهو عنه راض

 

[ 3498 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ﷺ كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله قال : فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية ، فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم

 

[ 3499 ] حدثنا قتيبة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال : كان علي قد تخلف عن النبي ﷺ في خيبر وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله ﷺ فخرج علي فلحق بالنبي ﷺ فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله ﷺ : لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله ﷺ الراية ففتح الله عليه

 

[ 3500 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد ، فقال هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليا عند المنبر قال : فيقول : ماذا قال يقول له أبو تراب فضحك قال والله ما سماه إلا النبي ﷺ وما كان والله له اسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث سهلا وقلت : يا أبا عباس كيف ذلك قال دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي ﷺ أين بن عمك قالت في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا أبا تراب مرتين

 

[ 3501 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا حسين عن زائدة عن أبي حصين عن سعد بن عبيدة قال جاء رجل إلى بن عمر فسأله عن عثمان فذكر عن محاسن عمله قال لعل ذاك يسوؤك قال : نعم قال : فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي ﷺ ، ثم قال لعل ذاك يسوؤك قال أجل قال : فأرغم الله بأنفك انطلق فاجهد علي جهدك

 

[ 3502 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم سمعت ابن أبي ليلى قال : حدثنا علي أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحى فأتى النبي ﷺ سبي فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي ﷺ أخبرته عائشة بمجيء فاطمة فجاء النبي ﷺ إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم ، فقال على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، وقال ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعا وثلاثين وتسبحان ثلاثا وثلاثين وتحمدان ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم

 

[ 3503 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال : سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي ﷺ لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى

 

[ 3504 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي رضى الله تعالى عنه قال اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الاختلاف حتى يكون للناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي فكان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروي عن علي الكذب

باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضى الله تعالى عنه ، وقال النبي ﷺ أشبهت خلقي وخلقي

 

[ 3505 ] حدثنا أحمد بن أبي بكر حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهني عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن الناس كانوا يقولون أكثر أبو هريرة وإني كنت ألزم رسول الله ﷺ بشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير ولا يخدمني فلان ولا فلانة وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرىء الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها

 

[ 3506 ] حدثني عمرو بن علي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي ان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كان إذا سلم على بن جعفر قال السلام عليك يا ابن ذي الجناحين

باب ذكر العباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه

 

[ 3507 ] حدثنا الحسن بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى حدثني أبي عبد الله ابن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس رضى الله تعالى عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا ﷺ فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال : فيسقون

باب مناقب قرابة رسول الله ﷺ ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي ﷺ ، وقال النبي ﷺ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة

 

[ 3508 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عروة بن الزبير عن عائشة أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي ﷺ مما أفاء الله على رسوله ﷺ تطلب صدقة النبي ﷺ التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر أن رسول الله ﷺ قال لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي ﷺ التي كانت عليها في عهد النبي ﷺ ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله ﷺ فتشهد علي ، ثم قال : أنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وذكر قرابتهم من رسول الله ﷺ وحقهم فتكلم أبو بكر ، فقال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله ﷺ أحب إلي أن أصل من قرابتي

 

[ 3509 ] أخبرني عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد حدثنا شعبة عن واقد قال : سمعت أبي يحدث عن ابن عمر عن أبي بكر رضى الله تعالى عنهم قال ارقبوا محمدا ﷺ في أهل بيته

 

[ 3510 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أن رسول الله ﷺ قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني

 

[ 3511 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دعا النبي ﷺ فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها فضحكت قالت فسألتها عن ذلك فقالت سارني النبي ﷺ فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت

باب مناقب الزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه ، وقال ابن عباس هو حواري النبي ﷺ وسمي الحواريون لبياض ثيابهم

 

[ 3512 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أخبرني مروان بن الحكم قال أصاب عثمان بن عفان رعاف شديد سنة الرعاف حتى حبسه عن الحج وأوصى فدخل عليه رجل من قريش قال استخلف قال وقالوه قال : نعم قال ومن فسكت فدخل عليه رجل آخر أحسبه الحارث ، فقال استخلف ، فقال عثمان وقالوا ، فقال : نعم قال ومن هو فسكت قال : فلعلهم قالوا الزبير قال : نعم قال : أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وإن كان لأحبهم إلى رسول الله ﷺ

 

[ 3513 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام أخبرني أبي سمعت مروان كنت عند عثمان أتاه رجل ، فقال استخلف قال وقيل ذاك قال : نعم الزبير قال : أما والله إنكم لتعلمون أنه خيركم ثلاثا

 

[ 3514 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز هو ابن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ إن لكل نبي حواريا وإن حواري الزبير بن العوام

 

[ 3515 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال : كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا فلما رجعت قلت : يا أبت رأيتك تختلف قال أو هل رأيتني يا بني قلت : نعم قال : كان رسول الله ﷺ قال : من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله ﷺ أبويه ، فقال : فداك أبي وأمي

 

[ 3516 ] حدثنا علي بن حفص حدثنا ابن المبارك أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن أصحاب النبي ﷺ قالوا للزبير يوم اليرموك ألا تشد فنشد معك فحمل عليهم فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر قال عروة فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير

باب ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه، وقال عمر توفي النبي ﷺ وهو عنه راض

 

[ 3517 ] حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا معتمر عن أبيه عن أبي عثمان قال لم يبق مع النبي ﷺ في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله ﷺ غير طلحة وسعد عن حديثهما

 

[ 3518 ] حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي ﷺ قد شلت

باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري وبنو زهرة أخوال النبي ﷺ وهو سعد بن مالك رضى الله تعالى عنه

 

[ 3519 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال : سمعت يحيى قال : سمعت سعيد بن المسيب قال : سمعت سعدا يقول جمع لي النبي ﷺ أبويه يوم أحد

 

[ 3520 ] حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد عن أبيه قال لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام

 

[ 3521 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن زائدة حدثنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول : ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام تابعه أبو أسامة حدثنا هاشم

 

[ 3522 ] حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد بن عبد الله عن إسماعيل عن قيس قال : سمعت سعدا رضى الله تعالى عنه يقول إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله وكنا نغزو مع النبي ﷺ وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام لقد خبت إذا وضل عملي وكانوا وشوا به إلى عمر قالوا لا يحسن يصلي

باب ذكر أصهار النبي ﷺ منهم أبو العاص بن الربيع رضى الله تعالى عنه

 

[ 3523 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة قال إن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله ﷺ فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل فقام رسول الله ﷺ فسمعته حين تشهد يقول أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها والله لا تجتمع بنت رسول الله ﷺ وبنت عدوالله عند رجل واحد فترك علي الخطبة وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن مسور سمعت النبي ﷺ وذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن قال : حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي

باب مناقب زيد بن حارثة مولى النبي ﷺ ، وقال البراء عن النبي ﷺ أنت أخونا ومولانا

 

[ 3524 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال : حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال بعث النبي ﷺ بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته ، فقال النبي ﷺ إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده

 

[ 3525 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دخل علي قائف والنبي ﷺ شاهد وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان ، فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض قال : فسر بذلك النبي ﷺ وأعجبه فأخبر به عائشة

باب ذكر أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنه

 

[ 3526 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن قريشا أهمهم شأن المخزومية فقالوا من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله ﷺ وحدثنا علي حدثنا سفيان قال ذهبت أسأل الزهري عن حديث المخزومية فصاح بي قلت لسفيان فلم تحتمله عن أحد قال وجدته في كتاب كان كتبه أيوب بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن امرأة من بني مخزوم سرقت فقالوا من يكلم فيها النبي ﷺ فلم يجترئ أحد أن يكلمه فكلمه أسامة بن زيد ، فقال إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه لو كانت فاطمة لقطعت يدها

 

[ 3527 ] حدثني الحسن بن محمد حدثنا أبو عباد يحيى بن عباد حدثنا الماجشون أخبرنا عبد الله بن دينار قال نظر بن عمر يوما وهو في المسجد إلى رجل يسحب ثيابه في ناحية من المسجد ، فقال انظر من هذا ليت هذا عندي قال له إنسان أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن هذا محمد بن أسامة قال : فطأطأ بن عمر رأسه ونقر بيديه في الأرض ، ثم قال لو رآه رسول الله ﷺ لأحبه

 

[ 3528 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا معتمر قال : سمعت أبي حدثنا أبو عثمان عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما حدث عن النبي ﷺ أنه كان يأخذه والحسن فيقول اللهم أحبهما فإني أحبهما

 

[ 3529 ] وقال نعيم عن ابن المبارك أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني مولى لأسامة بن زيد أن الحجاج بن أيمن بن أم أيمن وكان أيمن بن أم أيمن أخا أسامة بن زيد لأمه وهو رجل من الأنصار فرآه بن عمر لم يتم ركوعه ولا سجوده ، فقال أعد قال أبو عبد الله وحدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد أنه بينما هو مع عبد الله بن عمر إذ دخل الحجاج بن أيمن بن أم أيمن فلم يتم ركوعه ولا سجوده ، فقال أعد فلما ولى قال لي ابن عمر من هذا قلت : الحجاج بن أيمن بن أم أيمن ، فقال ابن عمر لو رأى هذا رسول الله ﷺ لأحبه فذكر حبه وما ولدته أم أيمن قال وحدثني بعض أصحابي عن سليمان وكانت حاضنة النبي ﷺ

باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما

 

[ 3530 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : كان الرجل في حياة النبي ﷺ إذا رأى رؤيا قصها على النبي ﷺ فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي ﷺ وكنت غلاما شابا عزبا وكنت أنام في المسجد على عهد النبي ﷺ فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان كقرني البئر وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار فلقيهما ملك آخر ، فقال لي لن تراع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي ﷺ ، فقال : نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي بالليل قال سالم فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا

 

[ 3531 ] حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن أخته حفصة أن النبي ﷺ قال لها إن عبد الله رجل صالح

باب مناقب عمار وحذيفة رضى الله تعالى عنهما

 

[ 3532 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قدمت الشام فصليت ركعتين ثم قلت : اللهم يسر لي جليسا صالحا فأتيت قوما فجلست إليهم فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي قلت : من هذا قالوا أبو الدرداء فقلت : إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسرك لي قال ممن أنت قلت : من أهل الكوفة قال أو ليس عندكم بن أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان يعني على لسان نبيه ﷺ أو ليس فيكم صاحب سر النبي ﷺ الذي لا يعلمه أحد غيره ، ثم قال كيف يقرأ عبد الله { والليل إذا يغشى } فقرأت عليه { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى } والذكر والأنثى قال والله لقد أقرأنيها رسول الله ﷺ من فيه إلى في

 

[ 3533 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال ذهب علقمة إلى الشام فلما دخل المسجد قال اللهم يسر لي جليسا صالحا فجلس إلى أبي الدرداء ، فقال أبو الدرداء ممن أنت قال من أهل الكوفة قال أليس فيكم أو منكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره يعني حذيفة قال : قلت : بلى قال أليس فيكم أو منكم الذي أجاره الله على لسان نبيه ﷺ يعني من الشيطان يعني عمارا قلت : بلى قال أليس فيكم أو منكم صاحب السواك أو السرار قال بلى قال كيف كان عبد الله يقرأ { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى } قلت : والذكر والأنثى قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلونني عن شيء سمعته من رسول الله ﷺ

باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضى الله تعالى عنه

 

[ 3534 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا خالد عن أبي قلابة قال : حدثني أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال : إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح

 

[ 3535 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لأهل نجران لأبعثن يعني عليكم أمينا حق أمين فأشرف أصحابه فبعث أبا عبيدة رضى الله تعالى عنه

باب مناقب الحسن والحسين رضى الله تعالى عنهما قال نافع بن جبير عن أبي هريرة عانق النبي ﷺ الحسن

 

[ 3536 ] حدثنا صدقة حدثنا ابن عيينة حدثنا أبو موسى عن الحسن سمع أبا بكرة سمعت النبي ﷺ على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين

 

[ 3537 ] حدثنا مسدد حدثنا المعتمر قال : سمعت أبي قال : حدثنا أبو عثمان عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه كان يأخذه والحسن ويقول اللهم إني أحبهما فأحبهما أو كما قال

 

[ 3538 ] حدثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم قال : حدثني حسين بن محمد حدثنا جرير عن محمد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليه السلام فجعل في طست فجعل ينكت ، وقال في حسنه شيئا ، فقال أنس كان أشبههم برسول الله ﷺ وكان مخضوبا بالوسمة

 

[ 3539 ] حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا شعبة قال : أخبرني عدي قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه قال : رأيت النبي ﷺ والحسن بن علي على عاتقه يقول اللهم إني أحبه فأحبه

 

[ 3540 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله قال : أخبرني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال : رأيت أبا بكر رضى الله تعالى عنه وحمل الحسن وهو يقول بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي وعلي يضحك

 

[ 3541 ] حدثنا يحيى بن معين وصدقة قالا : أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال أبو بكر ارقبوا محمدا ﷺ في أهل بيته

 

[ 3542 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن أنس ، وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس قال لم يكن أحد أشبه بالنبي ﷺ من الحسن بن علي

 

[ 3543 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت ابن أبي نعم سمعت عبد الله بن عمر وسأله عن المحرم قال شعبة أحسبه يقتل الذباب ، فقال أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا بن ابنة رسول الله ﷺ ، وقال النبي ﷺ هما ريحانتاي من الدنيا

باب مناقب بلال بن رباح مولى أبي بكر رضى الله تعالى عنهما ، وقال النبي ﷺ سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة

 

[ 3544 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر أخبرنا جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : كان عمر يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا

 

[ 3545 ] حدثنا ابن نمير عن محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل عن قيس أن بلالا قال لأبي بكر إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعملي لله

باب ذكر ابن عباس رضى الله تعالى عنهما

 

[ 3546 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال ضمني النبي ﷺ إلى صدره ، وقال اللهم علمه الحكمة حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث ، وقال علمه الكتاب حدثنا موسى حدثنا وهيب عن خالد مثله والحكمة الإصابة في غير النبوة

باب مناقب خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه

 

[ 3547 ] حدثنا أحمد بن واقد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم ، فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذ بن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذها سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم

باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة رضى الله تعالى عنه

 

[ 3548 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق قال : ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو ، فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعد ما سمعت رسول الله ﷺ يقول : استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل قال لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ

باب مناقب عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه

 

[ 3549 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن سليمان قال : سمعت أبا وائل قال : سمعت مسروقا قال : قال عبد الله بن عمرو إن رسول الله ﷺ لم يكن فاحشا ولا متفحشا ، وقال إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا ، وقال استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل

 

[ 3550 ] حدثنا موسى عن أبي عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة دخلت الشام فصليت ركعتين فقلت : اللهم يسر لي جليسا صالحا فرأيت شيخا مقبلا فلما دنا قلت : أرجو أن يكون استجاب قال من أين أنت قلت : من أهل الكوفة قال أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة أو لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان أو لم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره كيف قرأ بن أم عبد { والليل إذا يغشى } فقرأت { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى } والذكر والأنثى قال أقرأنيها النبي ﷺ فاه إلي في فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني

 

[ 3551 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي ﷺ حتى نأخذ عنه ، فقال : ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي ﷺ من ابن أم عبد

 

[ 3552 ] حدثني محمد بن العلاء حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق قال : حدثني أبي عن أبي إسحاق قال : حدثني الأسود بن يزيد قال : سمعت أبا موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه يقول قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي ﷺ لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي ﷺ

باب ذكر معاوية رضى الله تعالى عنه

 

[ 3553 ] حدثنا الحسن بن بشر حدثنا المعافى عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة قال أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس فأتى بن عباس ، فقال دعه فإنه صحب رسول الله ﷺ

 

[ 3554 ] حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع بن عمر حدثني ابن أبي مليكة قيل لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال أصاب إنه فقيه

 

[ 3555 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال : سمعت حمران بن أبان عن معاوية رضى الله تعالى عنه قال إنكم لتصلون صلاة لقد صحبنا النبي ﷺ فما رأيناه يصليها ولقد نهى عنهما يعني الركعتين بعد العصر

باب مناقب فاطمة عليها السلام ، وقال النبي ﷺ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة

 

[ 3556 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني

باب فضل عائشة رضى الله تعالى عنها

 

[ 3557 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة إن عائشة رضى الله تعالى عنها قال : قال رسول الله ﷺ : يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد رسول الله ﷺ

 

[ 3558 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة قال وحدثنا عمرو أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام

 

[ 3559 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني محمد بن جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول : فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام

 

[ 3560 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا ابن عون عن القاسم بن محمد أن عائشة اشتكت فجاء بن عباس ، فقال : يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله ﷺ وعلى أبي بكر

 

[ 3561 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم سمعت أبا وائل قال لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار ، فقال إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها

 

[ 3562 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله ﷺ ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي ﷺ شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة

 

[ 3563 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه أن رسول الله ﷺ لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول أين أنا غدا أين أنا غدا حرصا على بيت عائشة قالت عائشة فلما كان يومي سكن

 

[ 3564 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا هشام عن أبيه قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله ﷺ أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما ما كان أو حيثما ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي ﷺ قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له ، فقال : يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها باب مناقب الأنصار { والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا }

 

[ 3565 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا غيلان بن جرير قال : قلت لأنس أرأيت اسم الأنصار كنتم تسمون به أم سماكم الله قال بل سمانا الله كنا ندخل على أنس فيحدثنا مناقب الأنصار ومشاهدهم ويقبل علي أو على رجل من الأزد فيقول فعل قومك يوم كذا وكذا كذا وكذا

 

[ 3566 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله ﷺ فقدم رسول الله ﷺ وقد افترق ملأهم وقتلت سرواتهم وجرحوا فقدمه الله لرسوله ﷺ في دخولهم في الإسلام

 

[ 3567 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي التياح قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول : قالت الأنصار يوم فتح مكة وأعطى قريشا والله إن هذا لهو العجب إن سيوفنا تقطر من دماء قريش وغنائمنا ترد عليهم فبلغ ذلك النبي ﷺ فدعا الأنصار قال ، فقال : ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون فقالوا هو الذي بلغك قال أو لا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم وترجعون برسول الله ﷺ إلى بيوتكم لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم باب قول النبي ﷺ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار قاله عبد الله بن زيد عن النبي ﷺ

 

[ 3568 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أو قال أبو القاسم ﷺ لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا لسلكت في وادي الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، فقال أبو هريرة ما ظلم بأبي وأمي آووه ونصروه أو كلمة أخرى

باب إخاء النبي ﷺ بين المهاجرين والأنصار

 

[ 3569 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال لما قدموا المدينة آخى رسول الله ﷺ بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع قال لعبد الرحمن إني أكثر الأنصار مالا فأقسم مالي نصفين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها قال بارك الله لك في أهلك ومالك أين سوقكم فدلوه على سوق بني قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن ثم تابع الغدو ثم جاء يوما وبه أثر صفرة ، فقال النبي ﷺ مهيم قال تزوجت قال كم سقت إليها قال نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب شك إبراهيم

 

[ 3570 ] حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه أنه قال قدم علينا عبد الرحمن بن عوف وآخى رسول الله ﷺ بينه وبين سعد بن الربيع وكان كثير المال ، فقال سعد قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا سأقسم مالي بيني وبينك شطرين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتها ، فقال عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك فلم يرجع يومئذ حتى أفضل شيئا من سمن وأقط فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء رسول الله ﷺ وعليه وضر من صفرة ، فقال له رسول الله ﷺ مهيم قال تزوجت امرأة من الأنصار ، فقال : ما سقت إليها قال وزن نواة من ذهب أو نواة من ذهب ، فقال أولم ولو بشاة

 

[ 3571 ] حدثنا الصلت بن محمد أبو همام قال : سمعت المغيرة بن عبد الرحمن حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قالت الأنصار اقسم بيننا وبينهم النخل قال لا قال تكفوننا المئونة وتشركوننا في التمر قالوا سمعنا وأطعنا

باب حب الأنصار من الإيمان

 

[ 3572 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال : أخبرني عدي بن ثابت قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي ﷺ أو قال : قال النبي ﷺ الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله

 

[ 3573 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبر عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار

باب قول النبي ﷺ للأنصار أنتم أحب الناس إلي

 

[ 3574 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال رأى النبي ﷺ النساء والصبيان مقبلين قال حسبت أنه قال من عرس فقام النبي ﷺ ممثلا ، فقال اللهم أنتم من أحب الناس إلي قالها ثلاث مرار

 

[ 3575 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا بهز بن أسد حدثنا شعبة قال : أخبرني هشام بن زيد قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ﷺ ومعها صبي لها فكلمها رسول الله ﷺ ، فقال والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلي مرتين

باب أتباع الأنصار

 

[ 3576 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو سمعت أبا حمزة عن زيد بن أرقم قالت الأنصار يا رسول الله لكل نبي أتباع وإنا قد اتبعناك فادع الله أن يجعل أتباعنا منا فدعا به فنميت ذلك إلى بن أبي ليلى قال قد زعم ذلك زيد

 

[ 3577 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة قال : سمعت أبا حمزة رجلا من الأنصار قالت الأنصار إن لكل قوم أتباعا وإنا قد اتبعناك فادع الله أن يجعل أتباعنا منا قال النبي ﷺ اللهم اجعل أتباعهم منهم قال عمرو فذكرته لابن أبي ليلى قال قد زعم ذاك زيد قال شعبة أظنه زيد بن أرقم

باب فضل دور الأنصار

 

[ 3578 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أنس بن مالك عن أبي أسيد رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير ، فقال سعد ما أرى النبي ﷺ إلا قد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثير ، وقال عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا قتادة سمعت أنسا قال أبو أسيد عن النبي ﷺ بهذا ، وقال سعد بن عبادة

 

[ 3579 ] حدثنا سعد بن حفص الطلحي حدثنا شيبان عن يحيى قال أبو سلمة أخبرني أبو أسيد أنه سمع النبي ﷺ يقول : خير الأنصار أو قال خير دور الأنصار بنو النجار وبنو عبد الأشهل وبنو الحارث وبنو ساعدة

 

[ 3580 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال : حدثني عمرو بن يحيى عن عباس بن سهل عن أبي حميد عن النبي ﷺ قال : إن خير دور الأنصار دار بني النجار ثم بني عبد الأشهل ثم دار بني الحارث ثم بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خير فلحقنا سعد بن عبادة ، فقال أبو أسيد ألم تر أن نبي الله ﷺ خير الأنصار فجعلنا أخيرا فأدرك سعد النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله خير دور الأنصار فجعلنا أخرا ، فقال أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار

باب قول النبي ﷺ للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض قاله عبد الله بن زيد عن النبي ﷺ

 

[ 3581 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أنس بن مالك عن أسيد بن حضير رضى الله تعالى عنهم أن رجلا من الأنصار قال : يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا قال ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض

 

[ 3582 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن هشام قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول : قال النبي ﷺ للأنصار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني وموعدكم الحوض

 

[ 3583 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه حين خرج معه إلى الوليد قال دعا النبي ﷺ الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين فقالوا لا إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها قال : أما لا فاصبروا حتى تلقوني فإنه ستصيبكم بعدي أثرة

باب دعاء النبي ﷺ أصلح الأنصار والمهاجرة

 

[ 3584 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو إياس معاوية بن قرة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة وعن قتادة عن أنس عن النبي ﷺ مثله ، وقال : فاغفر للأنصار

 

[ 3585 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن حميد الطويل سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كانت الأنصار يوم الخندق تقول - نحن الذين بايعوا محمدا - على الجهاد ما حيينا أبدا فأجابهم - اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة - فأكرم الأنصار والمهاجره

 

[ 3586 ] حدثني محمد بن عبيد الله حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال جاءنا رسول الله ﷺ ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتادنا ، فقال رسول الله ﷺ : اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار

باب قول الله { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }

 

[ 3587 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن داود عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلا أتى النبي ﷺ فبعث إلى نسائه فقلن ما معنا إلا الماء ، فقال رسول الله ﷺ : من يضم أو يضيف هذا ، فقال رجل من الأنصار أنا فانطلق به إلى امرأته ، فقال أكرمي ضيف رسول الله ﷺ فقالت ما عندنا إلا قوت صبياني ، فقال هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى رسول الله ﷺ ، فقال ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما فأنزل الله { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }

باب قول النبي ﷺ اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

 

[ 3588 ] حدثني محمد بن يحيى أبو علي حدثنا شاذان أخو عبدان حدثنا أبي أخبرنا شعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد قال : سمعت أنس بن مالك يقول مر أبو بكر والعباس رضى الله تعالى عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون ، فقال : ما يبكيكم قالوا ذكرنا مجلس النبي ﷺ منا فدخل على النبي ﷺ فأخبره بذلك قال : فخرج النبي ﷺ وقد عصب على رأسه حاشية برد قال : فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

 

[ 3589 ] حدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا ابن الغسيل سمعت عكرمة يقول : سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول خرج رسول الله ﷺ وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد أيها الناس فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم

 

[ 3590 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الأنصار كرشي وعيبتي والناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

باب مناقب سعد بن معاذ رضى الله تعالى عنه

 

[ 3591 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول أهديت للنبي ﷺ حلة حرير فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها ، فقال أتعجبون من لين هذه لمناديل سعد بن معاذ خير منها وألين رواه قتادة والزهري سمعا أنسا عن النبي ﷺ

 

[ 3592 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا فضل بن مساور ختن أبي عوانة حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضى الله تعالى عنه سمعت النبي ﷺ يقول : اهتز العرش لموت سعد بن معاذ وعن الأعمش حدثنا أبو صالح عن جابر عن النبي ﷺ مثله ، فقال رجل لجابر فإن البراء يقول اهتز السرير ، فقال إنه كان بين هذين الحيين ضغائن سمعت النبي ﷺ يقول : اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ

 

[ 3593 ] حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أن أناسا نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه فجاء على حمار فلما بلغ قريبا من المسجد قال النبي ﷺ قوموا إلى خيركم أو سيدكم ، فقال : يا سعد إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال حكمت بحكم الله أو بحكم الملك

باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضى الله تعالى عنهما

 

[ 3594 ] حدثنا علي بن مسلم حدثنا حبان بن هلال حدثنا همام أخبرنا قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن رجلين خرجا من عند النبي ﷺ في ليلة مظلمة وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا فتفرق النور معهما ، وقال معمر عن ثابت عن أنس إن أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار ، وقال حماد أخبرنا ثابت عن أنس كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند النبي ﷺ

باب مناقب معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه

 

[ 3595 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما سمعت النبي ﷺ يقول : استقرئوا القرآن من أربعة من ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي ومعاذ بن جبل

باب منقبة سعد بن عبادة رضى الله تعالى عنه وقالت عائشة وكان قبل ذلك رجلا صالحا

 

[ 3596 ] حدثنا إسحاق حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال أبو أسيد قال رسول الله خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير ، فقال سعد بن عبادة وكان ذا قدم في الإسلام أرى رسول الله ﷺ قد فضل علينا فقيل له قد فضلكم على ناس كثير

باب مناقب أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه

 

[ 3597 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق قال : ذكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو ، فقال ذاك رجل لا أزال أحبه سمعت النبي ﷺ يقول : خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب

 

[ 3598 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر قال : سمعت شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال النبي ﷺ لأبي إن الله أمرني أن أقرأ عليك { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب } قال وسماني قال : نعم فبكى

باب مناقب زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه

 

[ 3599 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه جمع القرآن على عهد النبي ﷺ أربعة كلهم من الأنصار أبي ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت قلت لأنس من أبو زيد قال أحد عمومتي

باب مناقب أبي طلحة رضى الله تعالى عنه

 

[ 3600 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة بين يدي النبي ﷺ مجوب به عليه بحجفة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد القد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انثرها لأبي طلحة فأشرف النبي ﷺ ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيآن فتفرغانه في أفواه القوم ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثا

باب مناقب عبد الله بن سلام رضى الله تعالى عنه

 

[ 3601 ] حدثنا عبد الله بن يوسف قال : سمعت مالكا يحدث عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : ما سمعت النبي ﷺ يقول : لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام قال وفيه نزلت هذه الآية { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } الآية قال لا أدري قال : مالك الآية أو في الحديث

 

[ 3602 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أزهر السمان عن ابن عون عن محمد عن قيس بن عباد قال : كنت جالسا في مسجد المدينة فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع فقالوا هذا رجل من أهل الجنة فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم خرج وتبعته فقلت : إنك حين دخلت المسجد قالوا هذا رجل من أهل الجنة قال والله ما ينبغي لأحد أن يقول : ما لا يعلم وسأحدثك لم ذاك رأيت رؤيا على عهد النبي ﷺ فقصصتها عليه ورأيت كأني في روضة ذكر من سعتها وخضرتها وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي ارقه قلت لا أستطيع فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها فأخذت بالعروة فقيل لي استمسك فاستيقظت وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي ﷺ قال : تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى فأنت على الإسلام حتى تموت وذاك الرجل عبد الله بن سلام ، وقال لي خليفة حدثنا معاذ حدثنا ابن عون عن محمد حدثنا قيس بن عباد عن ابن سلام قال وصيف مكان منصف

 

[ 3603 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه أتيت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام رضى الله تعالى عنه ، فقال ألا تجيء فأطعمك سويقا وتمرا وتدخل في بيت ، ثم قال إنك بأرض الربا بها فاش إذا كان لك على رجل حق فأهدى إليك حمل تبن أو حمل شعير أو حمل قت فلا تأخذه فإنه ربا ولم يذكر النضر وأبو داود ووهب عن شعبة البيت

باب تزويج النبي ﷺ خديجة وفضلها رضى الله تعالى عنها

 

[ 3604 ] حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن جعفر قال : سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول : حدثني صدقة أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهم عن النبي ﷺ قال : خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة

 

[ 3605 ] حدثنا سعيد بن عفير حدثنا الليث قال كتب إلي هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت ما غرت على امرأة للنبي ﷺ ما غرت على خديجة هلكت قبل أن يتزوجني لما كنت أسمعه يذكرها وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن

 

[ 3606 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول الله ﷺ إياها قالت وتزوجني بعدها بثلاث سنين وأمره ربه عز وجل أو جبريل عليه السلام أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب

 

[ 3607 ] حدثني عمر بن محمد بن حسن حدثنا أبي حدثنا حفص عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت ما غرت على أحد من نساء النبي ﷺ ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي ﷺ يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد

 

[ 3608 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : قلت لعبد الله بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنهما بشر النبي ﷺ خديجة قال : نعم ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب

 

[ 3609 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتى جبريل النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب

 

[ 3610 ] وقال إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ﷺ فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك ، فقال اللهم هالة قالت فغرت فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها

باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي رضى الله تعالى عنه

 

[ 3611 ] حدثنا إسحاق الواسطي حدثنا خالد عن بيان عن قيس قال : سمعته يقول : قال جرير بن عبد الله رضى الله تعالى عنه ما حجبني رسول الله ﷺ منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك وعن قيس عن جرير بن عبد الله قال : كان في الجاهلية بيت يقال له ذو الخلصة وكان يقال له الكعبة اليمانية أو الكعبة الشأمية ، فقال لي رسول الله ﷺ : هل أنت مريحي من ذي الخلصة قال : فنفرت إليه في خمسين ومائة فارس من أحمس قال : فكسرنا وقتلنا من وجدنا عنده فأتيناه فأخبرناه فدعا لنا ولأحمس

باب ذكر حذيفة بن اليمان العبسي رضى الله تعالى عنه

 

[ 3612 ] حدثني إسماعيل بن خليل أخبرنا سلمة بن رجاء عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم على أخراهم فاجتلدت أخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه فنادى أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه ، فقال حذيفة غفر الله لكم قال أبي فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله عز وجل

باب ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة رضى الله تعالى عنها

 

[ 3613 ] وقال عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري حدثني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت جاءت هند بنت عتبة قالت : يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك قال وأيضا والذي نفسي بيده قالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا قال لا أراه إلا بالمعروف

باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل

 

[ 3614 ] حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي ﷺ الوحي فقدمت إلى النبي ﷺ سفرة فأبى أن يأكل منها ، ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له

 

[ 3615 ] قال موسى حدثني سالم بن عبد الله ولا أعلمه إلا تحدث به عن ابن عمر أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم ، فقال إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني ، فقال لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله قال زيد ما أفر إلا من غضب الله ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا وأنى أستطيعه فهل تدلني على غيره قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال زيد وما الحنيف قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله ، فقال لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله قال : ما أفر إلا من لعنة الله ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا أبدا وأنى أستطيع فهل تدلني على غيره قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال وما الحنيف قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج فلما برز رفع يديه ، فقال اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم

 

[ 3616 ] وقال الليث كتب إلي هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري وكان يحيي الموؤودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيكها مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها

باب بنيان الكعبة

 

[ 3617 ] حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرني ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال لما بنيت الكعبة ذهب النبي ﷺ وعباس ينقلان الحجارة ، فقال عباس للنبي ﷺ اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق ، فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره

 

[ 3618 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد قالا لم يكن على عهد النبي ﷺ حول البيت حائط كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر فبنى حوله حائطا قال عبيد الله جدره قصير فبناه بن الزبير

باب أيام الجاهلية

 

[ 3619 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى قال هشام حدثني أبي عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي ﷺ يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزل رمضان كان من شاء صامه ومن شاء لا يصومه

 

[ 3620 ] حدثنا مسلم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من الفجور في الأرض وكانوا يسمون المحرم صفرا ويقولون إذا برا الدبر وعفا الأثر حلت العمرة لمن اعتمر قال : فقدم رسول الله ﷺ وأصحابه رابعة مهلين بالحج وأمرهم النبي ﷺ أن يجعلوها عمرة قالوا يا رسول الله أي الحل قال الحل كله

 

[ 3621 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : كان عمرو يقول : حدثنا سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال جاء سيل في الجاهلية فكسا ما بين الجبلين قال سفيان ويقول إن هذا لحديث له شأن

 

[ 3622 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن بيان أبي بشر عن قيس بن أبي حازم قال دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تكلم ، فقال : ما لها لا تكلم قالوا حجت مصمتة قال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية فتكلمت فقالت من أنت قال امرؤ من المهاجرين قالت أي المهاجرين قال من قريش قالت من أي قريش أنت قال إنك لسؤول أنا أبو بكر قالت ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية قال بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم قالت وما الأئمة قال : أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم قالت بلى قال : فهم أولئك على الناس

 

[ 3623 ] حدثني فروة بن أبي المغراء أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب وكان لها حفش في المسجد قالت فكانت تأتينا فتحدث عندنا فإذا فرغت من حديثها قالت ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني فلما أكثرت قالت لها عائشة وما يوم الوشاح قالت خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح من آدم فسقط منها فانحطت عليه الحديا وهي تحسبه لحما فأخذته فاتهموني به فعذبوني حتى بلغ من أمري أنهم طلبوا في قبلي فبينا هم حولي وأنا في كربي إذ أقبلت الحديا حتى وازت برؤوسنا ثم ألقته فأخذوه فقلت لهم هذا الذي اتهمتموني به وأنا منه بريئة

 

[ 3624 ] حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : ألا من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله فكانت قريش تحلف بآبائها ، فقال لا تحلفوا بآبائكم

 

[ 3625 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن القاسم كان يمشي بين يدي الجنازة ولا يقوم لها ويخبر عن عائشة قالت كان أهل الجاهلية يقومون لها يقولون إذا رأوها كنت في أهلك ما أنت مرتين

 

[ 3626 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال : قال عمر رضى الله تعالى عنه إن المشركين كانوا لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير فخالفهم النبي ﷺ فأفاض قبل أن تطلع الشمس

 

[ 3627 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم قال : قلت لأبي أسامة حدثكم يحيى بن المهلب حدثنا حصين عن عكرمة { وكأسا دهاقا } قال ملأى متتابعة قال ، وقال ابن عباس سمعت أبي يقول : في الجاهلية اسقنا كأسا دهاقا

 

[ 3628 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الملك عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم

 

[ 3629 ] حدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام تدري ما هذا ، فقال أبو بكر وما هو قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه

 

[ 3630 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : كان أهل الجاهلية يتبايعون لحوم الجزور إلى حبل الحبلة قال وحبل الحبلة أن تنتج الناقة ما في بطنها ثم تحمل التي نتجت فنهاهم النبي ﷺ عن ذلك

 

[ 3631 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي قال غيلان بن جرير كنا نأتي أنس بن مالك فيحدثنا عن الأنصار وكان يقول لي فعل قومك كذا وكذا يوم كذا وكذا وفعل قومك كذا وكذا يوم كذا وكذا القسامة في الجاهلية

 

[ 3632 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا قطن أبو الهيثم حدثنا أبو يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال إن أول قسامة كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم كان رجل من بني هاشم استأجره رجل من قريش من فخذ أخرى فانطلق معه في إبله فمر رجل به من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه ، فقال أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل فأعطاه عقالا فشد به عروة جوالقه فلما نزلوا عقلت : الإبل إلا بعيرا واحدا ، فقال الذي استأجره ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الإبل قال ليس له عقال : قال : فأين عقاله قال : فحذفه بعصا كان فيها أجله فمر به رجل من أهل اليمن ، فقال أتشهد الموسم قال : ما أشهد وربما شهدته قال هل أنت مبلغ عني رسالة مرة من الدهر قال : نعم قال : فكنت إذا أنت شهدت الموسم فناد يا آل قريش فإذا أجابوك فناد يا آل بني هاشم فإن أجابوك فسل عن أبي طالب فأخبره أن فلانا قتلني في عقال ، ومات المستأجر فلما قدم الذي استأجره أتاه أبو طالب ، فقال : ما فعل صاحبنا قال مرض فأحسنت القيام عليه فوليت دفنه قال قد كان أهل ذاك منك فمكث حينا ثم إن الرجل الذي أوصى إليه أن يبلغ عنه وافى الموسم ، فقال : يا آل قريش قالوا هذه قريش قال : يا آل بني هاشم قالوا هذه بنو هاشم قال أين أبو طالب قالوا هذا أبو طالب قال أمرني فلان أن أبلغك رسالة أن فلانا قتله في عقال فأتاه أبو طالب ، فقال له اختر منا إحدى ثلاث إن شئت أن تؤدي مائة من الإبل فإنك قتلت صاحبنا وإن شئت حلف خمسون من قومك أنك لم تقتله فإن أبيت قتلناك به فأتى قومه فقالوا نحلف فأتته امرأة من بني هاشم كانت تحت رجل منهم قد ولدت له فقالت : يا أبا طالب أحب أن تجيز ابني هذا برجل من الخمسين ولا تصبر يمينه حيث تصبر الأيمان ففعل فأتاه رجل منهم ، فقال : يا أبا طالب أردت خمسين رجلا أن يحلفوا مكان مائة من الإبل يصيب كل رجل بعيران هذان بعيران فاقبلهما عني ولا تصبر يميني حيث تصبر الأيمان فقبلهما وجاء ثمانية وأربعون فحلفوا قال ابن عباس فوالذي نفسي بيده ما حال الحول ومن الثمانية والأربعين عين تطرف

 

[ 3633 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله ﷺ فقدم رسول الله ﷺ وقد افترق ملأهم وقتلت سرواتهم وجرحوا قدمه الله لرسوله ﷺ في دخولهم في الإسلام

 

[ 3634 ] وقال ابن وهب أخبرنا عمرو عن بكير بن الأشج أن كريبا مولى ابن عباس حدثه ان ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ليس السعي ببطن الوادي بين الصفا والمروة سنة إنما كان أهل الجاهلية يسعونها ويقولون لا نجيز البطحاء إلا شدا

 

[ 3635 ] حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا سفيان أخبرنا مطرف سمعت أبا السفر يقول : سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول يا أيها الناس اسمعوا مني ما أقول لكم وأسمعوني ما تقولون ولا تذهبوا فتقولوا قال ابن عباس قال ابن عباس من طاف بالبيت فليطف من وراء الحجر ولا تقولوا الحطيم فإن الرجل في الجاهلية كان يحلف فيلقي سوطه أو نعله أو قوسه

 

[ 3636 ] حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال : رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم

 

[ 3637 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عبيد الله سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خلال من خلال الجاهلية الطعن في الأنساب والنياحة ونسي الثالثة قال سفيان ويقولون إنها الاستسقاء بالأنواء

باب مبعث النبي ﷺ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان

 

[ 3638 ] حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال أنزل على رسول الله ﷺ وهو ابن أربعين فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة فمكث بها عشر سنين ثم توفي ﷺ

باب ما لقي النبي ﷺ وأصحابه من المشركين بمكة

 

[ 3639 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا بيان وإسماعيل قالا سمعنا قيسا يقول : سمعت خبابا يقول أتيت النبي ﷺ وهو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلت : يا رسول الله ألا تدعوالله فقعد وهو محمر وجهه ، فقال لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله زاد بيان والذئب على غنمه

 

[ 3640 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قرأ النبي ﷺ النجم فسجد فما بقي أحد إلا سجد إلا رجل رأيته أخذ كفا من حصا فرفعه فسجد عليه ، وقال هذا يكفيني فلقد رأيته بعد قتل كافرا بالله

 

[ 3641 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال بينا النبي ﷺ ساجد وحوله ناس من قريش جاء عقبة بن أبي معيط بسلى جزور فقذفه على ظهر النبي ﷺ فلم يرفع رأسه فجاءت فاطمة عليها السلام فأخذته من ظهره ودعت على من صنع ، فقال النبي ﷺ اللهم عليك الملأ من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف أو أبي بن خلف شعبة الشاك فرأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر غير أمية أو أبي تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر

 

[ 3642 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور حدثني سعيد بن جبير أو قال : حدثني الحكم عن سعيد بن جبير قال أمرني عبد الرحمن بن أبزى قال سل بن عباس عن هاتين الآيتين ما أمرهما { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن يقتل مؤمنا متعمدا } فسألت بن عباس ، فقال لما أنزلت التي في الفرقان قال مشركوا أهل مكة فقد قتلنا النفس التي حرم الله ودعونا مع الله إلها آخر وقد أتينا الفواحش فأنزل الله { إلا من تاب وآمن } الآية فهذه لأولئك وأما التي في النساء الرجل إذا عرف الإسلام وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم فذكرته لمجاهد ، فقال إلا من ندم

 

[ 3643 ] حدثنا عياش بن الوليد حدثنا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي قال : حدثني عروة بن الزبير قال : سألت بن عمرو بن العاص أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي ﷺ قال : بينا النبي ﷺ يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي ﷺ قال : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } الآية تابعه بن إسحاق حدثني يحيى بن عروة عن عروة قلت لعبد الله بن عمرو ، وقال عبدة عن هشام عن أبيه قيل لعمرو بن العاص ، وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة حدثني عمرو بن العاص

باب إسلام أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه

 

[ 3644 ] حدثني عبد الله بن حماد الآملي قال : حدثني يحيى بن معين حدثنا إسماعيل بن مجالد عن بيان عن وبرة عن همام بن الحارث قال : قال عمار بن ياسر رأيت رسول الله ﷺ وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر

باب إسلام سعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنه

 

[ 3645 ] حدثني إسحاق أخبرنا أبو أسامة حدثنا هاشم قال : سمعت سعيد بن المسيب قال : سمعت أبا إسحاق سعد بن أبي وقاص يقول : ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام

باب ذكر الجن وقول الله تعالى { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن }

 

[ 3646 ] حدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة حدثنا مسعر عن معن ابن عبد الرحمن قال : سمعت أبي قال : سألت مسروقا من إذن النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن ، فقال : حدثني أبوك يعني عبد الله أنه آذنت بهم شجرة

 

[ 3647 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال : أخبرني جدي عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه كان يحمل مع النبي ﷺ إداوة لوضوئه وحاجته فبينما هو يتبعه بها ، فقال من هذا ، فقال : أنا أبو هريرة ، فقال ابغني أحجارا أستنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت فقلت : ما بال العظم والروثة قال هما من طعام الجن وإنه أتاني وفد جن نصيبين ونعم الجن فسألوني الزاد فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما

باب إسلام أبي ذر الغفاري رضى الله تعالى عنه

 

[ 3648 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المثنى عن أبي جمرة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي ﷺ قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر ، فقال له رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر ، فقال : ما شفيتني مما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي ﷺ ولا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل فرآه علي فعرف أنه غريب فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي ﷺ حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به علي ، فقال : أما نال للرجل أن يعلم منزله فأقامه فذهب به معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان يوم الثالث فعاد علي مثل ذلك فأقام معه ، ثم قال ألا تحدثني ما الذي أقدمك قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنني فعلت ففعل فأخبره قال : فإنه حق وهو رسول الله ﷺ فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي ﷺ ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه ، فقال له النبي ﷺ ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري قال والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه وأتى العباس فأكب عليه قال ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأن طريق تجاركم إلى الشام فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه

باب إسلام سعيد بن زيد رضى الله تعالى عنه

 

[ 3649 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال : سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر ولو أن أحدا ارفض للذي صنعتم بعثمان لكان

باب إسلام عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه

 

[ 3650 ] حدثني محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر

 

[ 3651 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني عمر بن محمد قال : فأخبرني جدي زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال بينما هو في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية ، فقال له ما بالك قال زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت قال لا سبيل إليك بعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس قد سأل بهم الوادي ، فقال أين تريدون فقالوا نريد هذا بن الخطاب الذي صبأ قال لا سبيل إليه فكر الناس

 

[ 3652 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعته قال : قال عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما لما أسلم عمر اجتمع الناس عند داره وقالوا صبأ عمر وأنا غلام فوق ظهر بيتي فجاء رجل عليه قباء من ديباج ، فقال قد صبأ عمر فما ذاك فأنا له جار قال : فرأيت الناس تصدعوا عنه فقلت : من هذا قالوا العاص بن وائل

 

[ 3653 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني عمر أن سالما حدثه عن عبد الله بن عمر قال : ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل ، فقال لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم علي الرجل فدعي له ، فقال له ذلك ، فقال : ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم قال : فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال : كنت كاهنهم في الجاهلية قال : فما أعجب ما جاءتك به جنيتك قال بينما أنا يوما في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع فقالت ألم تر الجن وإبلاسها ويأسها من بعد إنكاسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها قال عمر صدق بينما أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا أنت فوثب القوم قلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله فقمت فما نشبنا أن قيل هذا نبي

 

[ 3654 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا قيس قال : سمعت سعيد بن زيد يقول للقوم لو رأيتني موثقي عمر على الإسلام أنا وأخته وما أسلم ولو أن أحدا انقض لما صنعتم بعثمان لكان محقوقا أن ينقض

باب انشقاق القمر

 

[ 3655 ] حدثني عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن أهل مكة سألوا رسول الله ﷺ أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما

 

[ 3656 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال انشق القمر ونحن مع النبي ﷺ بمنى ، فقال اشهدوا وذهبت فرقة نحو الجبل ، وقال أبو الضحى عن مسروق عن عبد الله انشق بمكة وتابعه محمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله

 

[ 3657 ] حدثنا عثمان بن صالح حدثنا بكر بن مضر قال : حدثني جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن القمر انشق على زمان رسول الله ﷺ

 

[ 3658 ] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال انشق القمر

باب هجرة الحبشة وقالت عائشة قال النبي ﷺ أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة فيه عن أبي موسى وأسماء عن النبي ﷺ

 

[ 3659 ] حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري حدثنا عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له ما يمنعك أن تكلم خالك عثمان في أخيه الوليد بن عقبة وكان أكثر الناس فيما فعل به قال عبيد الله فانتصبت لعثمان حين خرج إلى الصلاة فقلت له إن لي إليك حاجة وهي نصيحة ، فقال أيها المرء أعوذ بالله منك فانصرفت فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وإلى بن عبد يغوث فحدثتهما بالذي قلت لعثمان ، وقال لي فقالا قد قضيت الذي كان عليك فبينما أنا جالس معهما إذ جاءني رسول عثمان فقالا لي قد ابتلاك الله فانطلقت حتى دخلت عليه ، فقال : ما نصيحتك التي ذكرت آنفا قال : فتشهدت ثم قلت : إن الله بعث محمدا ﷺ وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله ورسوله ﷺ وآمنت به وهاجرت الهجرتين الأوليين وصحبت رسول الله ﷺ ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد بن عقبة فحق عليك أن تقيم عليه الحد ، فقال لي يا ابن أختي آدركت رسول الله ﷺ قال : قلت لا ولكن قد خلص إلي من علمه ما خلص إلى العذراء في سترها قال : فتشهد عثمان ، فقال إن الله قد بعث محمدا ﷺ بالحق وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله ورسوله ﷺ وآمنت بما بعث به محمد ﷺ وهاجرت الهجرتين الأوليين كما قلت : وصحبت رسول الله ﷺ وبايعته والله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ثم استخلف الله أبا بكر فوالله ما عصيته ولا غششته ثم استخلف عمر فوالله ما عصيته ولا غششته ثم استخلفت أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم علي قال بلى قال : فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق قال : فجلد الوليد أربعين جلدة وأمر عليا أن يجلده وكان هو يجلده ، وقال يونس وابن أخي الزهري عن الزهري أفليس لي عليكم من الحق مثل الذي كان لهم قال أبو عبد الله { بلاء من ربكم } ما ابتليتم به من شدة وفي موضع { البلاء } الابتلاء والتمحيص من بلوته ومحصته أي استخرجت ما عنده يبلو يختبر { مبتليكم } مختبركم وأما قوله { بلاء عظيم } النعم وهي من أبليته وتلك من ابتليته

 

[ 3660 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال : حدثني أبي عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي ﷺ ، فقال إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تيك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة

 

[ 3661 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا إسحاق بن سعيد السعيدي عن أبيه عن أم خالد بنت خالد قالت قدمت من أرض الحبشة وأنا جويرية فكساني رسول الله ﷺ خميصة لها أعلام فجعل رسول الله ﷺ يمسح الأعلام بيده ويقول سناه سناه قال الحميدي يعني حسن حسن

 

[ 3662 ] حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال كنا نسلم على النبي ﷺ وهو يصلي فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله إنا كنا نسلم عليك فترد علينا قال إن في الصلاة شغلا فقلت لإبراهيم كيف تصنع أنت قال أرد في نفسي

 

[ 3663 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه بلغنا مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا فوافقنا النبي ﷺ حين افتتح خيبر ، فقال النبي ﷺ لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان

باب موت النجاشي

 

[ 3664 ] حدثنا أبو الربيع حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر رضى الله تعالى عنه قال النبي ﷺ حين مات النجاشي مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة

 

[ 3665 ] حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة أن عطاء حدثهم عن جابر بن عبد الله الأنصارى رضى الله تعالى عنهما أن نبي الله ﷺ صلى على النجاشي فصفنا وراءه فكنت في الصف الثاني أو الثالث

 

[ 3666 ] حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ صلى على أصحمة النجاشي فكبر عليه أربعا تابعه عبد الصمد

 

[ 3667 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن وابن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أخبرهما أن رسول الله ﷺ نعى لهم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، وقال استغفروا لأخيكم

 

[ 3668 ] وعن صالح عن ابن شهاب قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أخبرهم أن رسول الله ﷺ صف بهم في المصلى فصلى عليه وكبر أربعا

باب تقاسم المشركين على النبي ﷺ

 

[ 3669 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : حين أراد حنينا منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر

باب قصة أبي طالب

 

[ 3670 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عبد الملك حدثنا عبد الله بن الحارث حدثنا العباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه قال للنبي ﷺ ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار

 

[ 3671 ] حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبيه أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي ﷺ وعنده أبو جهل ، فقال أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب ، فقال النبي ﷺ لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } ونزلت { إنك لا تهدي من أحببت }

 

[ 3672 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أنه سمع النبي ﷺ وذكر عنده عمه ، فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد بهذا ، وقال تغلي منه أم دماغه

باب حديث الإسراء وقول الله تعالى { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }

 

[ 3673 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه

باب المعراج

 

[ 3674 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضى الله تعالى عنهما أن نبي الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به بينما أنا في الحطيم وربما قال في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت فقد قال وسمعته يقول : فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعني به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض ، فقال له الجارود هو البراق يا أبا حمزة قال أنس نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم ، فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ، ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ، ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا يوسف قال هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أو قد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إلى إدريس قال هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد ﷺ قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا هارون قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا موسى قال هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك قال أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال : نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا إبراهيم قال هذا أبوك فسلم عليه قال : فسلمت عليه فرد السلام قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت : ما هذان يا جبريل قال : أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لي البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن ، فقال هي الفطرة أنت عليها وأمتك ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم فرجعت فمررت على موسى ، فقال بم أمرت قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى ، فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى ، فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى ، فقال مثله فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم فرجعت ، فقال مثله فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى ، فقال بما أمرت قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال : سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم قال : فلما جاوزت نادى مناد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي

 

[ 3675 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما في قوله تعالى { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } قال هي رؤيا عين أريها رسول الله ﷺ ليلة أسري به إلى بيت المقدس قال { والشجرة الملعونة في القرآن } قال هي شجرة الزقوم

باب وفود الأنصار إلى النبي ﷺ بمكة وبيعة العقبة

 

[ 3676 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب وحدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب وكان قائد كعب حين عمي قال : سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن النبي ﷺ في غزوة تبوك بطوله قال ابن بكير في حديثه ولقد شهدت مع النبي ﷺ ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها

 

[ 3677 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : كان عمرو يقول : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول شهد بي خالاي العقبة قال أبو عبد الله قال ابن عيينة أحدهما البراء بن معرور

 

[ 3678 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبرهم قال عطاء قال جابر أنا وأبي وخالاي من أصحاب العقبة

 

[ 3679 ] حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي بن شهاب عن عمه قال : أخبرني أبو إدريس عائذ الله أن عبادة بن الصامت من الذين شهدوا بدرا مع رسول الله ﷺ ومن أصحابه ليلة العقبة أخبره أن رسول الله ﷺ قال : وحوله عصابة من أصحابه تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفي منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه قال : فبايعته على ذلك

 

[ 3680 ] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أنه قال إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله ﷺ ، وقال بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا ننتهب ولا نعصي بالجنة إن فعلنا ذلك فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله

باب تزويج النبي ﷺ عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها

 

[ 3681 ] حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت تزوجني النبي ﷺ وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله ﷺ ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين

 

[ 3682 ] حدثنا معلى حدثنا وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ قال لها أريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ، ويقال هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه

 

[ 3683 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال توفيت خديجة قبل مخرج النبي ﷺ إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ونكح عائشة وهي بنت ست سنين ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين

باب هجرة النبي ﷺ وأصحابه إلى المدينة

 

، وقال عبد الله بن زيد وأبو هريرة رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، وقال أبو موسى عن النبي ﷺ رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب

 

[ 3684 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الأعمش قال : سمعت أبا وائل يقول عدنا خبابا ، فقال هاجرنا مع النبي ﷺ نريد وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مضى لم يأخذ من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد وترك نمرة فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه فأمرنا رسول الله ﷺ أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئا من إذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها

 

[ 3685 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد هو ابن زيد عن يحيى عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال : سمعت عمر رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول : الأعمال بالنية فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ومن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله

 

[ 3686 ] حدثني إسحاق بن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال : حدثني أبو عمرو الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد بن جبر المكي أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما كان يقول لا هجرة بعد الفتح

 

[ 3687 ] قال يحيى بن حمزة وحدثني الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح قال زرت عائشة مع عبيد بن عمير الليثي فسألناها عن الهجرة فقالت لا هجرة اليوم كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله ﷺ مخافة أن يفتن عليه فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام والمؤمن يعبد ربه حيث شاء ولكن جهاد ونية

 

[ 3688 ] حدثني زكريا بن يحيى حدثنا ابن نمير قال هشام فأخبرني أبي عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك ﷺ وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، وقال أبان بن يزيد حدثنا هشام عن أبيه أخبرتني عائشة من قوم كذبوا نبيك وأخرجوه من قريش

 

[ 3689 ] حدثنا مطر بن الفضل حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال بعث رسول الله ﷺ لأربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ، ومات وهو ابن ثلاث وستين

 

[ 3690 ] حدثني مطر بن الفضل حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار عن ابن عباس قال مكث رسول الله ﷺ بمكة ثلاث عشرة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين

 

[ 3691 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد يعني ابن حنين عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ جلس على المنبر ، فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر ، وقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له ، وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله ﷺ عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله ﷺ هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به ، وقال رسول الله ﷺ : إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر

 

[ 3692 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ قالت لم لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله ﷺ طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة ، فقال أين تريد يا أبا بكر ، فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي قال ابن الدغنة فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار ارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه بن الدغنة فطاف بن الدغنة عشية في أشراف قريش ، فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فلم تكذب قريش بجوار بن الدغنة وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فقال ذلك بن الدغنة لأبي بكر فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان قالت عائشة فأتى بن الدغنة إلى أبي بكر ، فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له ، فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل والنبي ﷺ يومئذ بمكة ، فقال النبي ﷺ للمسلمين إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة وتجهز أبو بكر قبل المدينة ، فقال له رسول الله ﷺ على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي ، فقال أبو بكر وهل ترجو ذلك بأبي أنت قال : نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ﷺ ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر وهو الخبط أربعة أشهر قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله ﷺ متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر قالت فجاء رسول الله ﷺ فاستأذن فأذن له فدخل ، فقال النبي ﷺ لأبي بكر أخرج من عندك ، فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال : فإني قد إذن لي في الخروج ، فقال أبو بكر الصحابة بأبي أنت يا رسول الله قال رسول الله ﷺ : نعم قال أبو بكر فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين قال رسول الله ﷺ : بالثمن قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين قالت ثم لحق رسول الله ﷺ أبو بكر بغار في جبل ثور فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث واستأجر رسول الله ﷺ وأبو بكر رجلا من بني الديل وهو من بني عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل

 

[ 3693 ] قال ابن شهاب وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله ﷺ وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس ، فقال : يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت له إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فحططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله ﷺ وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله ﷺ فقلت له إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قال أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله ﷺ

 

[ 3694 ] قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله ﷺ لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام فكسا الزبير رسول الله ﷺ وأبا بكر ثياب بياض وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله ﷺ من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله ﷺ وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله ﷺ بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله ﷺ صامتا فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله ﷺ يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله ﷺ فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله ﷺ عند ذلك فلبث رسول الله ﷺ في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله ﷺ ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول ﷺ بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة ، فقال رسول الله ﷺ : حين بركت به راحلته هذا إن شاء الله المنزل ثم دعا رسول الله ﷺ الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا لا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى رسول الله ﷺ أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما ثم بناه مسجدا وطفق رسول الله ﷺ ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول وهو ينقل اللبن - هذا الحمال لا حمال خيبر - هذا أبر ربنا وأطهر ويقول - اللهم إن الأجر أجر الآخرة - فارحم الأنصار والمهاجره فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي قال ابن شهاب ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله ﷺ تمثل ببيت شعر تام غير هذا البيت

 

[ 3695 ] حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه وفاطمة عن أسماء رضى الله تعالى عنها صنعت سفرة للنبي ﷺ وأبي بكر حين أراد المدينة فقلت لأبي ما أجد شيئا أربطه إلا نطاقي قال : فشقيه ففعلت فسميت ذات النطاقين قال ابن عباس أسماء ذات النطاق

 

[ 3696 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه قال لما أقبل النبي ﷺ إلى المدينة تبعه سراقة بن مالك بن جعشم فدعا عليه النبي ﷺ فساخت به فرسه قال ادع الله لي ولا أضرك فدعا له قال : فعطش رسول الله ﷺ فمر براع قال أبو بكر فأخذت قدحا فحلبت فيه كثبة من لبن فأتيته فشرب حتى رضيت

 

[ 3697 ] حدثني زكريا بن يحيى عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء رضى الله تعالى عنها أنها حملت بعبد الله بن الزبير قالت فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت به النبي ﷺ فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ﷺ ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود في الإسلام تابعه خالد بن مخلد عن علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن أسماء رضى الله تعالى عنها أنها هاجرت إلى النبي ﷺ وهي حبلى

 

[ 3698 ] حدثنا قتيبة عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير أتوا به النبي ﷺ فأخذ النبي ﷺ تمرة فلاكها ثم أدخلها في فيه فأول ما دخل بطنه ريق النبي ﷺ

 

[ 3699 ] حدثنا محمد حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا عبد العزيز بن صهيب حدثنا أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال أقبل نبي الله ﷺ إلى المدينة وهو مردف أبا بكر وأبو بكر شيخ يعرف ونبي الله ﷺ شاب لا يعرف قال : فيلقى الرجل أبا بكر فيقول يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك فيقول هذا الرجل يهديني السبيل قال : فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق وإنما يعني سبيل الخير فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم ، فقال : يا رسول الله هذا فارس قد لحق بنا فالتفت نبي الله ﷺ ، فقال اللهم اصرعه فصرعه الفرس ثم قامت تحمحم ، فقال : يا نبي الله مرني بما شئت قال : فقف مكانك لا تتركن أحدا يلحق بنا قال : فكان أول النهار جاهدا على نبي الله ﷺ وكان آخر النهار مسلحة له فنزل رسول الله ﷺ جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى نبي الله ﷺ وأبي بكر فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمنين مطاعين فركب نبي الله ﷺ وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح فقيل في المدينة جاء نبي الله جاء نبي الله ﷺ فأشرفوا ينظرون ويقولون جاء نبي الله جاء نبي الله فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها فجاء وهي معه فسمع من نبي الله ﷺ ثم رجع إلى أهله ، فقال نبي الله ﷺ أي بيوت أهلنا أقرب ، فقال أبو أيوب أنا يا نبي الله هذه داري وهذا بابي قال : فانطلق فهيئ لنا مقيلا قال قوما على بركة الله فلما جاء نبي الله ﷺ جاء عبد الله بن سلام ، فقال أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في فأرسل نبي الله ﷺ فأقبلوا فدخلوا عليه ، فقال لهم رسول الله ﷺ يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فأسلموا قالوا ما نعلمه قالوا للنبي ﷺ قالها ثلاث مرار قال : فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال : يا ابن سلام اخرج عليهم فخرج ، فقال : يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بحق فقالوا كذبت فأخرجهم رسول الله ﷺ

 

[ 3700 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال : أخبرني عبيد الله بن عمر عن نافع يعني عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال : كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف ، فقال إنما هاجر به أبواه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه

 

[ 3701 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن خباب قال هاجرنا مع رسول الله ﷺ وحدثنا مسدد حدثنا يحيى عن الأعمش قال : سمعت شقيق بن سلمة قال : حدثنا خباب قال هاجرنا مع رسول الله ﷺ نبتغي وجه الله ووجب أجرنا على الله فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد شيئا نكفنه فيه إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه فإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله ﷺ أن نغطي رأسه بها ونجعل على رجليه من إذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها

 

[ 3702 ] حدثنا يحيى بن بشر حدثنا روح حدثنا عوف عن معاوية بن قرة قال : حدثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال : قال لي عبد الله بن عمر هل تدري ما قال أبي لأبيك قال : قلت لا قال : فإن أبي قال لأبيك يا أبا موسى هل يسرك إسلامنا مع رسول الله ﷺ وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه برد لنا وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس ، فقال أبي لا والله قد جاهدنا بعد رسول الله ﷺ وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا وأسلم على أيدينا بشر كثير وإنا لنرجو ذلك ، فقال أبي لكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا وأن كل شيء عملناه بعد نجونا منه كفافا رأسا برأس فقلت : إن أباك والله خير من أبي

 

[ 3703 ] حدثني محمد بن صباح أو بلغني عنه حدثنا إسماعيل عن عاصم عن أبي عثمان قال : سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما إذا قيل له هاجر قبل أبيه يغضب قال وقدمت أنا وعمر على رسول الله ﷺ فوجدناه قائلا فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر ، وقال اذهب فانظر هل استيقظ فأتيته فدخلت عليه فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد استيقظ فانطلقنا إليه نهرول هرولة حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته

 

[ 3704 ] حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يحدث قال ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه قال : فسأله عازب عن مسير رسول الله ﷺ قال : أخذ علينا بالرصد فخرجنا ليلا فأحثثنا ليلتنا ويومنا حتى قام قائم الظهيرة ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها ولها شيء من ظل قال : ففرشت لرسول الله ﷺ فروة معي ثم اضطجع عليها النبي ﷺ فانطلقت أنفض ما حوله فإذا أنا براع قد أقبل في غنيمة يريد من الصخرة مثل الذي أردنا فسألته لمن أنت يا غلام ، فقال : أنا لفلان فقلت له هل في غنمك من لبن قال : نعم قلت له هل أنت حالب قال : نعم فأخذ شاة من غنمه فقلت له انفض الضرع قال : فحلب كثبة من لبن ومعي إداوة من ماء عليها خرقة قد روأتها لرسول الله ﷺ فصببت على اللبن حتى برد أسفله ثم أتيت به النبي ﷺ فقلت : اشرب يا رسول الله فشرب رسول الله ﷺ حتى رضيت ثم ارتحلنا والطلب في إثرنا قال البراء فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى فرأيت أباها يقبل خدها ، وقال كيف أنت يا بنية

 

[ 3705 ] حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن حمير حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة أن عقبة بن وساج حدثه عن أنس خادم النبي ﷺ قال : قدم النبي ﷺ وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر فغلفها بالحناء والكتم ، وقال دحيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيد عن عقبة بن وساج حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال قدم النبي ﷺ المدينة فكان أسن أصحابه أبو بكر فغلفها بالحناء والكتم حتى قنأ لونها

 

[ 3706 ] حدثنا أصبغ حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر فلما هاجر أبو بكر طلقها فتزوجها بن عمها هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة رثى كفار قريش - وماذا بالقليب قليب بدر - من الشيزى تزين بالسنام - وماذا بالقليب قليب بدر - من القينات والشرب الكرام - تحيينا بالسلامة أم بكر - وهل لي بعد قومي من سلام - يحدثنا الرسول بأن سنحيا - وكيف حياة أصداء وهام

 

[ 3707 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن ثابت عن أنس عن أبي بكر رضى الله تعالى عنه قال : كنت مع النبي ﷺ في الغار فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم فقلت : يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا قال اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما

 

[ 3708 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي ، وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري قال : حدثني عطاء بن يزيد الليثي قال : حدثني أبو سعيد رضى الله تعالى عنه قال جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فسأله عن الهجرة ، فقال ويحك إن الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل قال : نعم قال : فتعطي صدقتها قال : نعم قال : فهل تمنح منها قال : نعم قال : فتحلبها يوم ورودها قال : نعم قال : فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا

باب مقدم النبي ﷺ وأصحابه المدينة

 

[ 3709 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال : أنبأنا أبو إسحاق سمع البراء رضى الله تعالى عنه قال أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن مكتوم ثم قدم علينا عمار بن ياسر وبلال رضى الله تعالى عنهم

 

[ 3710 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرئان الناس فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي ﷺ ثم قدم النبي ﷺ فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ﷺ حتى جعل الإماء يقلن قدم رسول الله ﷺ فما قدم حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل

 

[ 3711 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت لما قدم رسول الله ﷺ المدينة وعك أبو بكر وبلال قالت فدخلت عليهما فقلت : يا أبت كيف تجدك ويا بلال كيف تجدك قالت فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول : كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة - بواد وحولي إذخر وجليل - وهل أردن يوما مياه مجنة - وهل يبدون لي شامة وطفيل قالت عائشة فجئت رسول الله ﷺ فأخبرته ، فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها فاجعلها بالجحفة

 

[ 3712 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره دخلت على عثمان ، وقال بشر بن شعيب حدثني أبي عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره قال دخلت على عثمان فتشهد ، ثم قال : أما بعد فإن الله بعث محمدا ﷺ بالحق وكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن بما بعث به محمد ﷺ ثم هاجرت هجرتين ونلت صهر رسول الله ﷺ وبايعته فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله تابعه إسحاق الكلبي حدثني الزهري مثله

 

[ 3713 ] حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب حدثنا مالك وأخبرني يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره أن عبد الرحمن بن عوف رجع إلى أهله وهو بمنى في آخر حجة حجها عمر فوجدني ، فقال عبد الرحمن فقلت : يا أمير المؤمنين إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وإني أرى أن تمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة والسلامة وتخلص لأهل الفقه وأشراف الناس وذوي رأيهم قال عمر لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة

 

[ 3714 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء امرأة من نسائهم بايعت النبي ﷺ أخبرته أن عثمان بن مظعون طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين قالت أم العلاء فاشتكى عثمان عندنا فمرضته حتى توفي وجعلناه في أثوابه فدخل علينا النبي ﷺ فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال النبي ﷺ وما يدريك أن الله أكرمه قالت قلت لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن قال : أما هو فقد جاءه والله اليقين والله إني لأرجو له الخير وما أدري والله وأنا رسول الله ما يفعل بي قالت فوالله لا أزكي أحدا بعده قالت فأحزنني ذلك فنمت فأريت لعثمان بن مظعون عينا تجري فجئت رسول الله ﷺ فأخبرته ، فقال ذلك عمله

 

[ 3715 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله عز وجل لرسوله ﷺ فقدم رسول الله ﷺ المدينة وقد افترق ملأهم وقتلت سراتهم في دخولهم في الإسلام

 

[ 3716 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن هشام عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها والنبي ﷺ عندها يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث ، فقال أبو بكر مزمار الشيطان مرتين ، فقال النبي ﷺ دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم

 

[ 3717 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث وحدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد قال : سمعت أبي يحدث حدثنا أبو التياح يزيد بن حميد الضبعي قال : حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال لما قدم رسول الله ﷺ المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف قال : فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملأ بني النجار قال : فجاؤوا متقلدي سيوفهم قال : وكاني أنظر إلى رسول الله ﷺ على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب قال : فكان يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم قال ثم أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملإ بني النجار فجاؤوا ، فقال : يا بني النجار ثامنوني حائطكم هذا فقالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله قال : فكان فيه ما أقول لكم كانت فيه قبور المشركين وكانت فيه خرب وكان فيه نخل فأمر رسول الله ﷺ بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت وبالنخل فقطع قال : فصفوا النخل قبلة المسجد قال وجعلوا عضادتيه حجارة قال جعلوا ينقلون ذاك الصخر وهم يرتجزون ورسول الله ﷺ معهم يقولون - اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة - فانصر الأنصار والمهاجره

باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه

 

[ 3718 ] حدثني إبراهيم بن حمزة حدثنا حاتم عن عبد الرحمن بن حميد الزهري قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يسأل السائب ابن أخت النمر ما سمعت في سكنى مكة قال : سمعت العلاء بن الحضرمي قال : قال رسول الله ﷺ : ثلاث للمهاجر بعد الصدر

باب التاريخ من أين أرخوا التاريخ

 

[ 3719 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز عن أبيه عن سهل بن سعد قال : ما عدوا من مبعث النبي ﷺ ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة

 

[ 3720 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت فرضت الصلاة ركعتين ثم هاجر النبي ﷺ ففرضت أربعا وتركت صلاة السفر على الأول تابعه عبد الرزاق عن معمر

باب قول النبي ﷺ اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ومرثيته لمن مات بمكة

 

[ 3721 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم عن الزهري عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه قال عادني النبي ﷺ عام حجة الوداع من مرض أشفيت منه على الموت فقلت : يا رسول الله بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة أفأتصدق بثلثي مالي قال لا قال : فأتصدق بشطره قال لا قال الثلث يا سعد والثلث كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس قال أحمد بن يونس عن إبراهيم أن تذر ورثتك ولست بنافق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا آجرك الله بها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك قلت : يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله ﷺ أن توفي بمكة ، وقال أحمد بن يونس وموسى عن إبراهيم أن تذر ورثتك

باب كيف آخى النبي ﷺ بين أصحابه ، وقال عبد الرحمن بن عوف آخى النبي ﷺ بيني وبين سعد بن الربيع لما قدمنا المدينة ، وقال أبو جحيفة آخى النبي ﷺ بين سلمان وأبي الدرداء

 

[ 3722 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة فآخى النبي ﷺ بينه وبين سعد بن الربيع الأنصارى فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله ، فقال عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك دلني على السوق فربح شيئا من أقط وسمن فرآه النبي ﷺ بعد أيام وعليه وضر من صفرة ، فقال النبي ﷺ مهيم يا عبد الرحمن قال : يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار قال : فما سقت فيها ، فقال وزن نواة من ذهب ، فقال النبي ﷺ أولم ولو بشاة

 

[ 3723 ] حدثني حامد بن عمر عن بشر بن المفضل حدثنا حميد حدثنا أنس أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي ﷺ المدينة فأتاه يسأله عن أشياء ، فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه قال : أخبرني به جبريل آنفا قال ابن سلام ذاك عدو اليهود من الملائكة قال : أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال : يا رسول الله إن اليهود قوم بهت فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي فجاءت اليهود ، فقال النبي ﷺ أي رجل عبد الله بن سلام فيكم قالوا خيرنا وابن خيرنا وأفضلنا وابن أفضلنا ، فقال النبي ﷺ أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام قالوا أعاذه الله من ذلك فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك فخرج إليهم عبد الله ، فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالوا شرنا وابن شرنا وتنقصوه قال هذا كنت أخاف يا رسول الله

 

[ 3724 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو سمع أبا المنهال عبد الرحمن بن مطعم قال باع شريك لي دراهم في السوق نسيئة فقلت : سبحان الله أيصلح هذا ، فقال سبحان الله والله لقد بعتها في السوق فما عابها علي أحد فسألت البراء بن عازب ، فقال قدم النبي ﷺ المدينة ونحن نتبايع هذا البيع ، فقال : ما كان يدا بيد فليس به بأس وما كان نسيئة فلا يصلح والق زيد بن أرقم فاسأله فإنه كان أعظمنا تجارة فسألت زيد بن أرقم ، فقال مثله ، وقال سفيان مرة ، فقال قدم علينا النبي ﷺ المدينة ونحن نتبايع ، وقال نسيئة إلى الموسم أو الحج

باب إتيان اليهود النبي ﷺ حين قدم المدينة { هادوا } صاروا يهودا وأما قوله { هدنا } تبنا هائد تائب

 

[ 3725 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة عن محمد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود

 

[ 3726 ] حدثني أحمد أو محمد بن عبيد الله الغداني حدثنا حماد بن أسامة أخبرنا أبو عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال قدم النبي ﷺ المدينة وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه ، فقال النبي ﷺ نحن أحق بصومه فأمر بصومه

 

[ 3727 ] حدثنا زياد بن أيوب حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما قدم النبي ﷺ المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له ، فقال رسول الله ﷺ : نحن أولى بموسى منكم ثم أمر بصومه

 

[ 3728 ] حدثنا عبدان حدثنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان النبي ﷺ يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق النبي ﷺ رأسه

 

[ 3729 ] حدثني زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال هم أهل الكتاب جزؤوه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه يعني قول الله تعالى { الذين جعلوا القرآن عضين

باب إسلام سلمان الفارسي رضى الله تعالى عنه

 

[ 3730 ] حدثني الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا معتمر قال أبي وحدثنا أبو عثمان عن سلمان الفارسي أنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب

 

[ 3731 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عوف عن أبي عثمان قال : سمعت سلمان رضى الله تعالى عنه يقول أنا من رام هرمز

 

[ 3732 ] حدثني الحسن بن مدرك حدثنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن سلمان قال : فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة

=================

 

كتاب المغازي

 

صحيح البخاري/كتاب المغازي

 

 

 

 

67 - كتاب المغازي

1 - باب: غزوة العشيرة، أو العسيرة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال ابن إسحاق: أول ما غزا النبي صلى الله عليه وسلم الأبواء، ثم بواط، ثم العشيرة.

 

3733 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا وهب: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق:

 

 

كنت إلى جانب زيد بن أرقم، فقيل له: كم غزا النبي ﷺ من غزوة؟ قال: تسع عشرة، قيل: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة، قلت فأيهم كانت أول؟ قال: العشير أو العسيرة، فذكرت لقتادة فقال: العشيرة.

 

[4142، 4201]

2 - باب: ذكر النبي ﷺ من يقتل ببدر.

 

3734 - حدثني أحمد بن عثمان: حدثنا شريح بن مسلمة: حدثنا إبراهيم ابن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: حدثني عمرو بن ميمون: أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: حدث عن سعد بن معاذ أنه قال:

 

 

كان صديقا لأمية بن خلف، وكان أمية إذا مر بالمدينة انطلق سعد معتمرا، فنزل على أمية بمكة، فقال لأمية: انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبا من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم، أما والله أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما. فقال له سعد، ورفع صوته عليه: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه، طريقك على المدينة، فقال له أمية: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم، سيد أهل الوادي، فقال سعد: دعنا عنك يا أمية، فوالله لقد سمعت الرسول ﷺ يقول: (إنهم قاتلوك). قال: بمكة؟ قال: لا أدري، ففزع لذلك أمية فزعا شديدا، فلما رجع أمية إلى أهله قال يا أم صفوان، ألم تري ما قال لي سعد؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أن محمدا أخبرهم أنهم قاتلي، فقلت له: بمكة، قال لا أدري، فقال أمية: والله لا أخرج من مكة، فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال: أدركوا عيركم؟ فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، أنك متى ما يراك الناس قد تخلفت، وأنت سيد أهل الوادي، تخلفوا معك، فلم يزل أبو جهل حتى قال: أما إذ غلبتني، فوالله لأشترين أجود بعير بمكة، ثم قال أمية: يا أم صفوان جهزيني، فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: لا، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا، فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره، فلم يزل بذلك، حتى قتله الله عز وجل ببدر.

 

[3433]

3 - باب: قصة غزوة بدر.

 

وقول الله تعالى: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون. إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين. بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين. وما جعله الله إلا بشرى لكم لتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم. ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين} /آل عمران 123 - 127/. قال أبو عبد الله: فورهم: غضبهم. وقال وحشي: قتل حمزة طعيمة بن عدي بن الخيار يوم بدر. [3844] وقوله تعالى: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم}. الآية/ الأنفال: 7/. الشوكة: الحد. 3735 - حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يقول: لم أتخلف عن الرسول ﷺ في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك، غير أني تخلفت عن غزوة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنها، إنما خرج الرسول الله ﷺ يريد عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير معاد. [2606]

 

== 4 - باب: قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين. وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم. إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به إلاقدام. إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا كل بنان. ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب}. /الأنفال: 9 - 13/. ==

 

3736 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا إسرائيل: عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد الأسود مشهدا، لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى النبي ﷺ وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. فرأيت النبي ﷺ أشرق وجهه وسره. يعني: قوله. [4333] 3737 - حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال النبي ﷺ يوم بدر: اللهم أني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد. فأخذ أبو بكر بيده، فقال حسبك، فخرج وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر}.

 

 

[2758] 3738 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني عبد الكريم: أنه سمع مقسما، مولى عبد الله بن الحارث، يحدث عن ابن عباس: أنه سمعه يقول: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}. عن بدر، والخارجون إلى بدر. [4319]

5 - باب: عدة أصحاب بدر.

 

3739/3742 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

 

استصغرت أنا وابن عمر. حدثني محمود: حدثنا وهب، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

 

استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون نيفا على ستين، وإلانصار نيفا وأربعين ومائتين.

 

(3740) - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء رضي الله عنه يقول: حدثني أصحاب محمد ﷺ ممن شهد بدرا:

 

أنهم كانوا عدة أصحاب طالوت، الذين جازوا معه النهر، بضعة عشر وثلاثمائة. قال البراء: لا والله ما جاوز معه النهر إلا مؤمن.

 

(3741) - حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: كنا أصحاب محمد ﷺ نتحدث: أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولم يجاوز معه إلا مؤمن، بضعة عشر وثلاثمائة.

 

(3742) - حدثني عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء. وحدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: كنا نتحدث: أن أصحاب بدر ثلاثمائة وبضعة عشر، بعدة أصحاب طالوت، الذين جاوزوا معه النهر، وما جاوز معه إلا مؤمن.

6 - باب: دعاء النبي ﷺ على كفار قريش: شيبة وعتبة والوليد وأبي جهل بن هشام، وهلاكهم.

 

3743 - حدثني عمرو بن خالد: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: استقبل النبي ﷺ الكعبة، فدعا على نفر من قريش: على شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي جهل بن هشام فأشهد بالله، لقد رأيتهم صرعى، قد غيرتهم الشمس، وكان يوما حارا. [237] 7 - باب: قتل أبي جهل.

 

 

3744 - حدثنا ابن نمير: حدثنا أبو أسامة: حدثنا إسماعيل: أخبرنا قيس، عن عبد الله رضي الله عنه: أنه أتى أبا جهل وبه رمق يوم بدر، فقال أبو جهل: هل أعمد من رجل قتلتموه. 3745 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا سليمان التيمي: أن أنسا حدثهم قال: قال النبي ﷺ. وحدثني عمرو بن خالد: حدثنا زهير، عن سليمان التيمي، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (من ينظر ما صنع أبو جهل). فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد. قال: أأنت أبو جهل؟ قال: فأخذ بلحيته، قال: وهل فوق رجل قتلتموه، أو رجل قتله قومه. قال أحمد بن يونس: أنت أبو جهل.

 

 

حدثني محمد بن المثنى: حدثنا ابن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ يوم بدر: من ينظر ما فعل أبو جهل. فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته فقال: أنت، أبا جهل؟ قال: وهل فوق رجل قتله قومه؟ أو قال: قتلتموه. حدثني ابن المثنى: أخبرنا معاذ: حدثنا سليمان: أخبرنا أنس بن مالك: نحوه. [3795] 3746 - حدثنا علي بن عبد الله قال: كتبت عن يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده: في بدر - يعني - حديث ابني عفراء. [2972] 3747 - حدثني محمد بن عبد الله الرقاشي: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. وقال قيس بن عباد: وفيهم أنزلت: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}. قال هم الذين تبارزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة، أو أبو عبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.

 

 

[3749، 4467] 3748 - حدثنا قبيضة: حدثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: نزلت: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}. في ستة من قريش: علي وحمزة وعبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. [3750، 3751، 4466] 3749 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف: حدثنا يوسف بن يعقوب، كان ينزل في بني ضبيعة، وهو مولى لبني سدوس، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: قال علي رضي الله عنه: فينا نزلت هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}.

 

 

[3747] 3750/3751 - حدثنا يحيى بن جعفر: أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم: لنزلت هؤلاء الآيات، في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر، نحوه. (3751) - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم قسما: أن هذه الإية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}. نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة.

 

 

[3748] 3752 - حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق: سأل رجل البراء، وأنا أسمع، قال: أشهد علي بدرا؟ قال بارز وظاهر. 3753 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثني يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن قال: كاتبت أمية بن خلف، فلما كان يوم بدر، فذكر قتله وقتل ابنه، فقال بلال: لا نجوت إن نجا أمية.

 

 

[2179] 3754 - حدثنا عبدان بن عثمان قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: أنه قرأ والنجم فسجد بها، وسجد من معه، غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته، فقال: يكفني هذا، قال عبد الله: فلقد رأيته بعد قتل كافرا. [1017] 3755/3756 - أخبرني إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن هشام، عن عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف، احداهن في عاتقه، قال إن كنت لأدخل أصابعي فيها. قال ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك. قال عروة وقال لي عبد الملك بن مروان، حين قتل عبد الله بن الزبير: يا عروة، هل تعرف سيف الزبير؟ قلت: نعم، قال: فما فيه؟ قلت: فيه فلة فلها يوم بدر، قال: صدقت، بهن فلول من قراع الكتائب. ثم رده على عروة. قال هشام فأقمناه بيننا ثلاثة آلاف، وأخذه بعضنا، ولوددت أني كنت أخذته. حدثنا فروة، عن علي، عن هشام، عن أبيه قال: كان سيف الزبير بن العوام محلى بفضة، قال هشام: وكان سيف عروة محلى بفضة. (3756) - حدثنا أحمد بن محمد: حدثنا عبد الله: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه: أن أصحاب الرسول ﷺ قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فقال إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلا، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر. قال عروة: كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير. قال عروة: وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ، وهو ابن عشر سنين، فحمله على فرس، ووكل به رجلا.

 

 

[3516] 3757 - حدثني عبد الله بن محمد: سمع روح بن عبادة: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك، عن أبي طلحة: أن نبي الله ﷺ أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام العرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم مشى واتبعه أصحابه وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفة الركي، فجعل يناديهم بأسماء آبائهم: (يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله، فانا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا). قال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله ﷺ: (والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم). قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله، توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما. [2900] 3758 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما. {الذين بدلوا نعمة الله كفرا}. قال هم والله كفار قريش. قال عمرو هم قريش، ومحمد ﷺ نعمة الله. {وأحلو قومهم دار البوار} قال: النار، يوم بدر.

 

 

[4423] 3759 - حدثني عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: ذكر عند عائشة رضي الله عنها: أن ابن عمر رفع إلى النبي ﷺ: (أن الميت ليعذب في قبره ببكاء أهله). فقالت: وهل ابن عمر رحمه الله، إنما قال رسول الله ﷺ: (أنه ليعذب بخطيئته وذنبه، وان أهله ليبكون عليه الآن). قالت: وذاك مثل قوله: إن رسول الله ﷺ قام على القليب وفيه قتلى بدر من المشركين، فقال لهم مثل ما قال: أنهم ليسمعون ما أقول). أنما قال: (إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق). ثم قرأت: {إنك لا تسمع الموتى} {وما أنت بمسمع من في القبور}. تقول حين تبوؤوا مقاعدهم من النار. [1305] 3760 - حدثني عثمان: حدثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وقف النبي ﷺ على قليب بدر، فقال: (هل وجدتم ما وعد ربكم حقا. ثم قال: إنهم الآن يسمعون ما أقول). فذكر لعائشة، فقالت: إنما قال النبي ﷺ: (إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق). ثم قرأت: {إنك لا تسمع الوتى}. حتى قرأت الآية. [1304]

8 - باب: فضل من شهد بدرا.

 

3761 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمر: حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال: سمعت أنسا رضي الله عنه يقول: أصيب الحارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع، فقال: (ويحك، أو هبلت، أو جنة واحدة هي، إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس). [2654] 3762 - حدثني إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا عبد الله بن ادريس قال: سمعت حصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: بعثني الرسول الله ﷺ وأبا مرثد الغنوي والزبير بن العوام، وكلنا فارس، قال: (انطلقوا حتى تأتو روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين). فأدركناها تسير على بعير لها حيث قال رسول الله ﷺ، فقلنا: الكتاب، فقالت: ما معنا كتاب، فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابا، فقلنا: ما كذب رسول الله ﷺ، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك، فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله ﷺ، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال النبي ﷺ: (ما حملك على ما صنعت). قال حاطب: والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله ﷺ، أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله. فقال النبي ﷺ: (صدق، ولا تقولوا له إلا خيرا). فقال عمر إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال: (أليس من أهل بدر؟ فقال: لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم). فدمعت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم. [2845] 3763 - حدثني عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا أبو أحمد الزبيري: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، والزبير بن المنذر ابن أبي أسيد، عن أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله ﷺ يوم بدر: (إذا أكثبوكم فارموهم، واستبقوا نبلكم). حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو أحمد الزبيري: حدثنا عبد الرحمن ابن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد والمنذر بن أبي أسيد، عن أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله ﷺ يوم بدر: (إذا أكثبوكم - يعني أكثروكم - فارموهم، واستبقوا نبلكم).

 

 

[ر: 2744] 3764 - حدثني عمرو بن خالد: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: جعل النبي ﷺ على الرماة يوم أحد عبد الله بن جبير، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي ﷺ وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسير وسبعين قتيلا، قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال. [2874] 3765 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى - أراه - عن النبي ﷺ قال: (وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصدق الذي آتانا بعد يوم بدر). [3425] 3766 - حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: يا عم أرني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي، وما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرا من صاحبه مثله، قال: فما سرني أني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما اليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء. [2972] 3767 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم: أخبرنا ابن شهاب قال: أخبرني عمرو بن أبي أسيد بن جارية الثقفي، حليف بني زهرة، وكان من أصحاب أبي هريرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله ﷺ عشرة عينا، وأمر عليهم عاصم ابن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب، حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل يقال له بنو لحيان، فنفروا لهم بقريب مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، فقالوا: تمر يثرب، فاتبعوا آثارهم، فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى موضع فأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق: أن لا نقتل منكم أحدا. فقال عاصم بن ثابت: أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، ثم قال: اللهم أخبر عنا نبيك ﷺ، فرموه بالنبل فقتلوا عاصما، ونزل ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها. قال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء أسوة، يريد القتلى، فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم، فانطلق بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بعد وقعة بدر، فابتاع الحارث ابن عامر بن نوفل خبيبا، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسير حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته، فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه، فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، قالت: ففزعت فزعة عرفها خبيب، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك، قالت: والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده، وإنه لموثق بالحديد، وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا، فلما خرجوا به من الحرم، ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: دعوني أصلي ركعتين، فتركوه فركع ركعتين، فقال: والله لولا أن تحسبوا أن بي جزع لزدت، ثم قال: اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا، ثم أنشأ يقول: فلست أبالي حين أقتل مسلما *** على أي جنب كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع ثم قام اليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله، وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة، وأخبر - يعني النبي ﷺ - أصحابه يوم أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت - حين حدثوا أنه قتل - أن يؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قتل رجلا عظيما من عظمائهم، فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئا. [2880] 3768 - وقال كعب بن مالك: ذكروا مرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أمية الواقفي، رجلين صالحين، قد شهدا بدرا. [2606] 3769 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا ليث، عن يحيى، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله عنهما ذكر له: أن سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل، وكان بدريا، مرض في يوم الجمعة، فركب إليه بعد أن تعالى النهار، واقترب الجمعة، وترك الجمعة.

 

 

3770 - وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة: أن أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري: يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية، فيسألها عن حديثها، وعما قال لها رسول الله ﷺ حين استفتته. فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم، إلى عبد الله بن عتبة بخبره: أن سبيعة بنت الحارث أخبرته: أنها كانت تحت سعد بن خولة، وهو من بني عامر بن لؤي، وكان ممن شهد بدرا، فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب، فدخل عليها أبو السنابل

 

 

ابن بعكك، رجل من بني عبد الدار، فقال لها: ما لي أراك تجملت للخطاب، ترجين النكاح، فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر. قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت، وأتنت رسول الله ﷺ فسألته عن ذلك، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي، وأمرني بالتزوج إن بدا لي. تابعه أصبغ، عن ابن وهب، عن يونس. قال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب: وسألناه فقال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، مولى بني عامر بن لؤي: أن محمد بن إياس بن البكير، وكان أبوه شهيد بدرا، أخبره. [5013، وانظر: 4626] 9 - باب: شهود الملائكة بدرا. 3771/3772 - حدثني إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن أبيه، وكان أبوه من أهل بدر، قال: جاء جبريل إلى النبي ﷺ فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال: (من أفضل المسلمين). أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة. (3772) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن يحيى، عن معاذ بن رفاعة بن رافع، وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع من أهل العقبة، فكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة، قال: سأل جبريل النبي ﷺ، بهذا.

 

 

حدثنا إسحاق بن منصور: أخبرنا يزيد: أخبرنا يحيى: سمع معاذ بن رفاعة: أن ملكا سأل النبي ﷺ: نحوه. وعن يحيى: أن يزيد بن الهاد أخبره: أنه كان معه يوم حدثه معاذ هذا الحديث، فقال يزيد: فقال معاذ: إن السائل هو جبريل عليه السلام. 3773 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا عبد الوهاب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ قال يوم بدر: (هذا جبريل، آخذ برأس فرسه، عليه أداة الحرب).

 

 

[3815] 3774 - حدثني خليفة: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: مات أبو زيد، ولم يترك عقبا، وكان بدريا. 3775 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن ابن خباب: أن أبا سعيد بن مالك الخدري رضي الله عنه قدم من سفر، فقدم إليه أهله لحما من لحوم الأضاحي، فقال: ما أنا بآكله حتى أسأل، فانطلق إلى أخيه لأمه، وكان بدريا، قتادة بن النعمان، فسأله فقال: إنه حدث بعدك أمر، نقض لما كانوا ينهون عنه من أكل لحوم الأضحى بعد ثلاثة أيام. [5248] 3776 - حدثني عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال الزبير: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص، وهو مدجج، لا يرى منه إلا عيناه، وهو يكنى أبا ذات الكرش، فقال أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات. قال هشام: فأخبرت: أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه، ثم تمطأت، فكان الجهد أن نزعها وقد انثى طرفاها. قال عروة: فسأله إياها رسول الله ﷺ فأعطاه، فلما قبض رسول الله ﷺ أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه، فلما قبض أبو بكر سألها إياه عمر فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي، فطلبها الزبير، فكانت عنده حتى قتل. 3777 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو إدريس، عائذ الله بن عبد الله: أن عبادة بن الصامت، وكان شهد بدرا: أن رسول الله ﷺ قال: (بايعوني). [18] 3778 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ: أن أبا حذيفة، وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله ﷺ، تبنى سالما، وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة، وهو مولى لامرأة من الأنصار، كما تبنى رسول الله ﷺ زيدا، وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس اليه وورث من ميراثه، حتى أنزل الله تعالى: {أدعوهم لآبائهم}. فجاءت سهلة النبي ﷺ: فذكر الحديث. [4800] 3779 - حدثنا علي: حدثنا بشر بن المفضل: حدثنا خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ قالت: دخل علي النبي ﷺ غداة بني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، وجويريات يضربن بالدف، يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر، حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال النبي ﷺ: (لا تقولي هكذا، وقولي ما كنت تقولين) [4852] 3780 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري. حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرني أبو طلحة رضي الله عنه، صاحب رسول الله ﷺ، وكان قد شهد بدرا مع رسول الله ﷺ: أنه قال: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة). يريد صورة التماثيل التي فيها الأرواح. [3053] 3781 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس. حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن الزهري: أخبرنا علي بن حسين: أن حسين بن علي عليهم السلام أخبره: أن عليا قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي ﷺ أعطاني مما أفاء الله عليه الخمس يومئذ، فلما أردت أن أبتني بفاطمة عليها السلام، بنت النبي ﷺ، واعدت رجلا صواغا في بني قينقاع أن يرتحل معي، فنأتي بإذخر، فأردت أن أبيعه من الصواغين، فنستعين به في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، حتى جمعت ما جمعت، فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت المنظر، قلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة بن عبد المطلب، وهو في البيت في شرب من الأنصار، عنده قينة وأصحابه، فقالت في غنائها: ألا يا حمز للشرف النواء، فوثب حمزة إلى السيف، فأجب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، قال علي: فانطلقت حتى أدخل على النبي ﷺ، وعنده زيد بن حارثة، وعرف النبي ﷺ الذي لقيت، فقال: (ما لك). قلت: يا رسول الله، ما رأيت كاليوم، عدا حمزة على ناقتي، فأجب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب، فدعا النبي ﷺ بردائه فارتدى، ثم أنطلق يمشي، واتبعته أنا وزيد بن حارثة، حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن عليه، فأذن له، فطفق النبي ﷺ يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثمل، محمرة عينه، فنظر حمزة إلى النبي ﷺ ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته، ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد لأبي، فعرف النبي ﷺ أنه ثمل، فنكص رسول الله ﷺ على عقبيه القهقرى، فخرج وخرجنا معه. [1983] 3782 - حدثني محمد بن عباد: أخبرنا ابن عيينة قال: أنفذه لنا ابن الأصبهاني: سمعه من ابن عقل: أن عليا رضي الله عنه كبر على سهل بن حنيف، فقال: إنه شهد بدرا. 3783 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سالم ابن عبد الله: أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث: أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله ﷺ قد شهد بدرا، توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله ﷺ فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله ﷺ قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله ﷺ، ولو تركها لقبلتها. [4830، 4836، 4850] 3784 - حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، عن عدي، عن عبد الله بن يزيد: سمع أبا مسعود البدري، عن النبي ﷺ قال: (نفقة الرجل على أهله صدقة). [55] 3785 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: سمعت عروة بن الزبير يحدث عمر بن عبد العزيز في امارته: أخر المغيرة بن شعبة العصر، وهو أمير الكوفة، فدخل أبو مسعود عقبة ابن عمرو الأنصاري، جد زيد بن حسن، شهد بدرا، فقال: لقد علمت: نزل جبريل فصلى، فصلى رسول الله ﷺ خمس صلوات، ثم قال: (هكذا أمرت). كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه. [499] 3786 - حدثنا موسى، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه). قال عبد الرحمن: فلقيت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت، فسألته فحدثنيه. [4722، 4753، 4764] 3787 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني محمود بن الربيع: أن عتبان بن مالك، وكان من أصحاب النبي ﷺ، ممن شهد بدرا من الأنصار: أنه أتى رسول الله ﷺ. حدثنا أحمد، هو ابن صالح: حدثنا عنبسة: حدثنا يونس: قال ابن شهاب: ثم سألت الحصين بن محمد، وهو أحد بني سالم، وهو من سراتهم، عن حديث محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك، فصدقه. [414] 3788 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة، وكان من أكبر بني عدي، وكان أبوه شهد بدرا مع النبي ﷺ: أن عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين، وكان شهد بدرا، وهو خال عبد الله بن عمر وحفصة رضي الله عنهم.

 

 

3789 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزهري: أن سالم بن عبد الله أخبره قال: أخبر رافع بن خديج عبد الله بن عمر: أن عميه، وكانا شهدا بدرا، أخبراه: أن رسول الله ﷺ نهى عن كراء المزارع. قلت لسالم: فتكريها أنت؟ قال: نعم، إن رافعا أكثر على نفسه. [2202] 3790 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي قال: رأيت رفاعة بن رافع الأنصاري، وكان شهد بدرا. 3791 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر ويونس، عن الزهري، عن عروة بن الزبير أنه أخبره: أن المسور بن مخرمة أخبره: أن عمرو بن عوف، وهو حليف لبني عامر بن لؤي، وكان شهد بدرا مع النبي ﷺ: أن رسول الله ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان الرسول الله ﷺ هو صالح أهل البحرين وأمرعليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع النبي ﷺ فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله ﷺ حين رآهم، ثم قال: (أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء). قالوا: أجل يا رسول الله، قال: (فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم).

 

 

[2988] 3792 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا جرير بن حازم، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقتل الحيات كلها، حتى حدثه أبو لبابة البدري: أن النبي ﷺ نهى عن قتل جنان البيوت، فأمسك عنها.

 

 

[3123] 3793 - حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة: قال ابن شهاب: حدثنا أنس بن مالك: أن رجإلا من الأنصار استأذنوا رسول الله ﷺ، فقالوا: ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه، قال: (والله لا تذرون منه درهما). [2400] 3794 - حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن الزهري عن عطاء بن زيد، عن عبيد الله بن عدي، عن المقداد بن الأسود. حدثني إسحاق: حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي، ثم الجندعي: أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره: أن المقداد بن عمرو الكندي، وكان حليفا لبني زهرة، وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله ﷺ أخبره: أنه قال لرسول الله ﷺ: أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا، فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله، أقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله ﷺ: (لا تقتله). فقال: يا رسول الله إنه قطع إحدى يدي، ثم قال ذلك بعد ما قطعها؟ فقال رسول الله ﷺ: (لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال). [6472] 3795 - حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا ابن علية: حدثنا سليمان التيمي: حدثنا أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ يوم بدر: (من ينظر ما صنع أبو جهل). فانطلق ابن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا العفراء حتى برد، فقال: آنت أبا جهل؟ قال ابن علية: قال سليمان: هكذا قالها أنس، قال: أنت أبا جهل؟ قال: وهل فوق رجل قتلتموه. قال سليمان: أو قال: قتله قومه. قال: وقال أبو مجلز: قال أبو جهل: فلو غير أكار قتلني. [3745] 3796 - حدثنا موسى: حدثنا عبد الواحد: حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله: حدثني ابن عباس، عن عمر رضي الله عنهم: لما توفي النبي ﷺ قلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فلقينا منهم رجلان صالحان شهدا بدرا. فحدثت به عروة بن الزبير، فقال: هما عويم بن ساعدة ومعن بن عدي. [2330] 3797 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم: سمع محمد بن فضيل، عن إسماعيل، عن قيس: كان عطاء البدريين خمسة آلاف، خمسة آلاف، وقال عمر: لأفضلنهم على من بعدهم.

 

 

3798 - حدثني إسحاق بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه قال: سمعت النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالطور، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي. [731] 3799 - وعن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه: أن النبي ﷺ قال في أسارى بدر: (لو كان المطعم بن عدي حيا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى، لتركتهم له).

 

 

[2970] 3800 - وقال ليث، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: وقعت الفتنة الأولى - يعني مقتل عثمان - فلم تبق من أصحاب بدرا أحدا، ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني الحرة - فلم تبق من أصحاب الحديبية أحدا، ثم وقعت الثالثة، فلم ترتفع وللناس طباخ.

 

3801 - حدثنا الحجاج بن منهال: حدثنا عبد الله بن عمر النميري: حدثنا يونس بن يزيد قال: سمعت الزهري قال: سمعت عروة بن الزبير، وسعيد ابن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله، عن حديث عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ، كل حدثني طائفة من الحديث، قالت: فأقبلت أنا وأم مسطح، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح، فقلت: بئس ما قلت، تسبين رجلا شهد بدرا، فذكر حديث الإفك. [2453] 3802 - حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: هذه مغازي رسول الله ﷺ، فذكر الحديث، فقال رسول الله ﷺ وهو يلقيهم: (هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا). قال موسى: قال نافع: قال عبد الله: قال ناس من أصحابه: يا رسول الله، تنادي ناسا أمواتا؟ قال رسول الله ﷺ: (ما أنتم بأسمع لما قلت منهم). [1304] 3803 - قال أبو عبد الله: فجميع من شهد بدرا من قريش، ممن ضرب له بسهمه، أحد وثمانون رجلا، وكان عروة بن الزبير يقول: قال الزبير: قسمت سهمانهم، فكانوا مائة، والله أعلم. حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن الزبير قال: ضربت يوم بدر للمهاجرين بمائة سهم. 10 - باب: تسمية من سمي من أهل بدر، في الجامع الذي وضعه أبو عبد الله على حروف المعجم. النبي محمد بن عبد الله الهاشمي ﷺ. إياس بن البكير. بلال بن رباح مولى أبي بكر القرشي. حمزة بن عبد المطلب الهاشمي حاطب بن أبي بلتعة حليف لقريش. حارثة بن الربيع الأنصاري، قتل يوم بدر، وهو حارثة بن سراقة، كان في النظارة. خبيب بن عدي الأنصاري. خنيس بن حذافة السهمي. رفاعة بن رافع الأنصاري. رفاعة بن عبد المنذر أبو لبابة الأنصاري. الزبير بن العوام القريشي. زيد بن سهل أبو طلحة الأنصاري. أبو زيد الأنصاري. سعد بن مالك الزهري. سعد بن خولة القرشي. سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي. سهل بن حنيف الأنصاري. ظهير بن رافع الأنصاري وأخوه. عبد الله بن عثمان. أبو بكر الصديق القرشي. عبد الله بن مسعود الهذلي. عتبة بن مسعود الهذلي. عبد الرحمن بن عوف الزهري. عبيدة بن الحارث القرشي. عبادة بن الصامت الأنصاري. عمر بن الخطاب العدوي. عثمان بن عفان القرشي، خلفه النبي ﷺ على ابنته، وضرب له بسهمه. علي بن أبي طالب الهاشمي. عمرو بن عوف، حليف بني عامر بن لؤي. عقبة بن عمر الأنصاري. عامر بن ربيعة العنزي. عاصم بن ثابت الأنصاري. عويم بن ساعدة الأنصاري. عتبان بن مالك الأنصاري. قدامة بن مظعون. قتادة بن النعمان الأنصاري. معاذ بن عمرو بن الجموح. معوذ بن عفراء وأخوه. مالك بن ربيعة أبو أسيد الأنصاري. مرارة بن الربيع الأنصاري. معن بن عدي الأنصاري. مسطح بن أثاثة بن عباد المطلب بن عبد مناف. مقداد بن عمرو الكندي، حليف بني زهرة. هلال بن أمية الأنصاري رضي الله عنهم. 11 - باب: حديث بني النضير، ومخرج رسول الله ﷺ إليهم في دية الرجلين، وما أرادوا من الغدر برسول الله ﷺ.

 

 

قال الزهري: عن عروة: كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر قبل أحد. وقول الله تعالى: {هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا} /الحشر: 2/. 3804 - حدثنا إسحاق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: حاربت النضير وقريظة، فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن علهيم، حتى حاربت قريظة، فقتل رجالهم، وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبي ﷺ فآمنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم: بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام، ويهود بني حارثة، وكل يهود المدينة. 3805 - حدثني الحسن بن مدرك: حدثنا يحيى بن حماد: أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الحشر، قال: قل سورة النضير. تابعه هشيم، عن أبي بشر. [4368، 4600، 4601] 3806 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا معتمر، عن أبيه: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان الرجل يجعل للنبي ﷺ النخلات، حتى افتتح قريظة والنضير، فكان بعد ذلك يرد عليهم. [2960] 3807/3808 - حدثنا آدم: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: حرق رسول الله ﷺ نخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، فنزلت: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله}.

 

 

3808 - حدثني سحق: أخبرنا حبان: أخبرنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ حرق نخل بن النضير، قال: ولها يقول حسان بن ثابت:

 

 

وهان على سراة بني لؤي *** حريق بالبويرة مستطير قال: فأجابه أبو سفيان بن الحارث: أدام الله ذلك من صنيع *** وحرق في نواحيها السعير ستعلم أينا منها بنزة *** وتعلم أي أرضينا تضير [2201] 3809 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني مالك ابن أوس بن الحدثان النضري: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعاه، إذ جاءه حاجبه يرفا فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون؟ فقال: نعم فأدخلهم، فلبث قليلا ثم جاء فقال: هل لك في عباس وعلي يستأذنان؟ قال: نعم، فلما دخلا قال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا، وهما يختصمان في الذي أفاء الله على رسوله ﷺ من بني النضير، فاستب علي وعباس، فقال الرهط: يا أمير المؤمنين اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر، فقال عمر: اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله ﷺ قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة). يريد بذلك نفسه؟ قالوا: قد قال ذلك، فأقبل عمر على عباس وعلي فقال: أنشدكما بالله، هل تعلمان أن رسول الله ﷺ قد قال ذلك؟ قالا: نعم، قال: فاني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله سبحانه كان خص رسوله ﷺ في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره، فقال جل ذكره: {وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب - إلى قوله - قدير}. فكانت هذه خالصة لرسول الله ﷺ، ثم والله ما احتازها دونكم، ولا استأثرها عليكم، لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال منها، فكان رسول الله ﷺ ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل ذلك رسول الله ﷺ حياته، ثم توفي النبي ﷺ، فقال أبو بكر: فأنا ولي رسول الله ﷺ، فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل به رسول الله ﷺ، وأنتم حينئذ، فأقبل على علي وعباس وقال: تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان، والله يعلم: إنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق؟ ثم توفي الله أبا بكر فقلت: أنا ولي رسول الله ﷺ وأبي بكر، فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بما عمل رسول الله ﷺ وأبو بكر، والله يعلم: أني فيه صادق بار راشد تابع للحق؟ ثم جئتماني كلاكما، وكلمتكما واحده وأمركما جميع، فجئتني - يعني عباسا - فقلت لكما: إن رسول الله ﷺ قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة). فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت: إن شئتما دفعته إليكما، على أن عليكما عهد الله وميثاقه: لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله ﷺ وأبو بكر وما عملت فيه مذ وليت، وإلا فلا تكلماني، فقلتما ادفعه إلينا بذلك، فدفعته إليكما، أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك، فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنه فادفعاه إلى فأنا أكفيكماه. قال: فحدثت بهذا الحديث عروة بن الزبير فقال: صدق مالك بن أوس: أنا سمعت عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ تقول: أرسل أزواج النبي ﷺ عثمان إلى أبي بكر، يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله ﷺ فكنت أنا أردهن، فقلت لهن: ألا تتقين الله، ألم تعلمن أن النبي ﷺ كان يقول: ( لا نورث، ما تركنا صدقة - يريد بذلك نفسه - إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال). فانتهى أزواج النبي ﷺ إلى ما أخبرتهن، قال: فكانت هذه الصدقة بيد علي، منعها علي عباسا فغلبه عليها، ثم كان بيد حسن بن علي، ثم بيد حسين بن علي، ثم بيد علي بن حسين، وحسن بن حسن، كلاهما كانا يتداولانها، ثم بيد زيد بن حسن، وهي صدقة رسول الله ﷺ حقا. [2748] 3810 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن فاطمة عليها السلام والعباس، أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما، أرضه من فدك، وسهمه من خيبر، فقال أبو بكر: سمعت النبي ﷺ يقول: ( لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال). والله لقرابة رسول الله ﷺ أحب الي أن أصل من قرابتي. [2926]. 12 - باب: قتل كعب بن الأشرف.

 

 

3811 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال عمرو: سمعت جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله ﷺ: (من لكعب بن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله). فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: (نعم). قال: فائذن لي أن أقول شيئا، قال: (قل) فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنانا، وإني قد أتيتك أستسلفك، قال: وأيضا والله لتملنه، قال: إنا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين؟ - وحدثنا عمرو غير مرة، فلم يذكر وسقا أو وسقين، أو: فقلت له: فيه وسقا أو وسقين؟ فقال: أرى فيه وسقا أو وسقين - فقال: نعم، ارهنوني، قالو: أي شيء تريد؟ قال: أرهنوني نساءكم، قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب، قال: فارهنوني أبناءكم، قالوا: كيف نرهنك أبناءنا، فيسب أحدهم، فيقال: رهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا، وكنا نرهنك اللأمة - قال سفيان: يعني السلاح - فواعده أن يأتيه، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى الحصن، فنزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة ؟ فقال: إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة، وقال غيرعمرو، قالت أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم، قال: إنما هو أخي محمد بن مسلمة، ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب. قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين - قيل لسفيان: سماهم عمرو؟ قال: سمى بعضهم - قال عمرو: جاء معه برجلين، وقال غير عمرو: أبو عبس بن جبر والحارث بن أوس وعباد بن بشر. قال عمرو: جاء معه برجلين، فقال: إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه. وقال مرة ثم أشمكم، فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحا، أي أطيب، وقال غير عمرو: قال عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب. قال عمرو: فقال أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال: نعم، فشمه ثم أشم أصحابه، ثم قال: أتأذن لي؟ قال: نعم، فلما استمكن منه، قال: دونكم، فقتلوه، ثم أتوا النبي ﷺ فأخبروه. [2375] 13 - باب: قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق. ويقال: سلام بن أبي الحقيق، كان بخيبر، ويقال في حصن له بأرض الحجاز. وقال الزهري: هو بعد كعب بن الأشرف. 3812/3814 - حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله ﷺ رهطا إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله.

 

 

3813 - حدثنا يوسف بن موسى: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله ﷺ إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار، فأمر عليهم عبد الله بن عتيك، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله ﷺ ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز، فلما دنوا منه، وقد غربت الشمس، وراح الناس بسرحهم، فقال عبد الله لأصحابه، أجلسوا مكانكم، فإني منطلق، ومتلطف للبواب، لعلي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة، وقد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد الله: إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب، فدخلت فكمنت، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علق الأغاليق على وتد، قال: فقمت إلى الأقاليد فأخذتها، ففتحت الباب، وكان أبو رافع يسمر عنده، وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه، فجعلت كلما فتحت باب أغلقت علي من الداخل، قلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله، فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، فقلت: يا أبا رافع، قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئا، وصاح، فخرجت من البيت، فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لأمك الويل، إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف، قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا، حتى أنتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلي، وأنا أرى أني قد أنتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب، فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم: أقتلته؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور، فقال: أنعى أبا رافع تاجر الحجاز، فانطلقت إلى أصحابي، فقلت: النجاء، فقد قتل أبا رافع، فانتهيت إلى النبي ﷺ فحدثته، فقال: (ابسط رجلك). فبسطت رجلي فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط. 3814 - حدثنا أحمد بن عثمان: حدثنا شريح، هو ابن مسلمة: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنه قال: بعث رسول الله ﷺ إلى أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في ناس معهم، فانطلقوا حتى دنوا من الحصن، فقال لهم عبد الله بن عتيك: امكثوا أنتم حتى أنطلق أنا فأنظر، قال: فتلطفت أن أدخل الحصن، ففقدوا حمارا لهم، قال: فخرجوا بقبس يطلبونه، قال فخشيت أن أعرف، قال فغطيت رأسي كأني أقضي حاجة، ثم نادى صاحب الباب، من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه، فدخلت ثم اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن، فتعشوا عند أبي رافع، وتحدثوا حتى ذهب ساعة من الليل، ثم رجعوا إلى بيوتهم، فلما هدأت الأصوات، ولا أسمع حركة خرجت، قال: ورأيت صاحب الباب، حيث وضع مفتاح الحصن في كوة، فأخذته ففتحت به باب الحصن، قال: قلت: إن نذر بي القوم انطلقت على مهل، ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم، فغلقتها عليهم من ظاهر، ثم صعدت إلى أبي رافع في سلم، فإذا البيت مظلم قد طفئ سراجه، فلم أدر أي الرجل، فقلت: يا أبا رافع؟ قال: من هذا؟ قال: فعمدت نحو الصوت فأضربه وصاح، فلم تغن شيئا، قال: ثم جئت كأني أغيثه، فقلت: ما لك يا أبا رافع؟ وغيرت صوتي، فقال: ألا أعجبك لأمك الويل، دخل علي رجل فضربني بالسيف؟ قال: فعمدت له أيضا فأضربه أخرى، فلم تغن شيئا، فصاح وقام أهله، قال، ثم جئت وغيرت صوتي كهيئة المغيث، فإذا هو مستلق على ظهره، فأضع السيف في بطنه، ثم أنكفئ عليه حتى سمعت صوت العظم، ثم خرجت دهشا حتى أتيت السلم، أريد أن أنزل فأسقط منه، فانخلعت رجلي فعصبتها، ثم أتيت أصحابي أحجل، فقلت: انطلقوا فبشروا رسول الله ﷺ، فأني لا أبرح حتى أسمع الناعية، فلما كان وجه الصبح صعدت الناعية، فقال: أنعى أبا رافع، قال: فقمت أمشي ما بي قبلة، فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي ﷺ فبشرته. [2859] 14 - باب: غزوة أحد.

 

 

وقول الله تعالى: {وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم} /آل عمرإن: 121/. وقوله جل ذكره:{ولاتهنوا ولا تحزنوا وإنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين. وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين. أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} /آل عمران: 139 - 143/. وقوله: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين}./آل عمران: 152/ وقوله تعالى:{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا}. الآية /آل عمران: 169/. 3815 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عبد الوهاب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي ﷺ يوم أحد: (هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة الحرب). [3773] 3816 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: أخبرنا زكريا بن عدي: أخبرنا ابن المبارك، عن حيوة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله ﷺ على قتلى أحد بعد ثماني سنين، كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع إلى المنبر فقال: (إني بين أيديكم فرط، وإني عليكم لشهيد، وإن موعدكم حوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكني أخشى عليكم الدنيا وتنافسوها). قال: فكإنت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله ﷺ. [1279] 3817 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي ﷺ جيشا من الرماة، وأمر عليهم عبد الله، وقال: (لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا). فلما لقيناهم هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن، قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون، الغنيمة الغنيمة، فقال عبد الله: عهد إلى النبي ﷺ أن لا تبرحوا، فأبوا، فلم أبوا صرفت وجوهم، فأصيب سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: (لا تجيبوه). فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: (لا تجيبوه). فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيإن: اعل هبل، فقال النبي ﷺ: (أجيبوه). قالوا: ما نقول؟ قال:(قولوا: الله أعلى وأجل). قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم، قال النبي ﷺ: (أجيبوه). قالوا: ما نقول؟ قال: (قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم). قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني. [2874] 3818 - أخبرني عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر قال: أصطبح الخمر يوم أحد ناس، ثم قتلوا شهداء. [2660] 3819 - حدثنا عبدان: حدثنا عبد الله: أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم: أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام، وكان صائما، فقال: قتل مصعب ابن عمير وهو خير مني، كفن في بردة: إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام. [1215] 3820 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن عمرو، سمع حابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رجل للنبي ﷺ يوم أحد: أرأيت إن قتلت، فأين أنا؟ قال: (في الجنة). فألقى تمرات في يده، ثم قاتل حتى قتل. 3821 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن خباب بن الأرث رضي الله عنه قال: هاجرنا مع رسول الله ﷺ نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله، ومنا من مضى، أو ذهب، لم يأكل من أجره شيئا، كان منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد، لم يترك الا نمرة، كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه، فقال لنا النبي ﷺ: (غطوا بها رأسه، واجعلوا على رجله الإذخر). أو قال: (ألقوا على رجليه من الإذخر). ومنا من قد أيعنت له ثمرته فهو يهدبها. [1217] 3822 - أخبرنا حسان بن حسان: حدثنا محمد بن طلحة: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: أن عمه غاب عن بدر، فقال: غبت عن أول قتال النبي ﷺ، لئن أشهدني الله مع النبي ﷺ ليرين الله ما أجد، فلقي يوم أحد، فهزم الناس، فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما جاء به المشركون، فتقدم بسيفه فلقي سعد ابن معاذ، فقال: أين يا سعد، أني أجد ريح الجنة دون أحد، فمضى فقتل، فما عرف حتى عرفته أخته بشامة، أو ببنانه، وبه بضع وثمإنون: طعنة وضربة سيف ورمية بسهم، [2651] 3823 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: حدثنا ابن شهاب: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: أنه سمع زيد بن ثابت رضي الله عنه يقول: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، كنت أسمع رسول الله ﷺ يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري:{من المؤنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}. فألحقناها في سورتها في المصحف.

 

 

[2625] 3824 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت: سمعت عبد الله بن يزيد: يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لما خرج النبي ﷺ إلى أحد، رجع ناس ممن خرج معه، وكان أصحاب النبي ﷺ فرقتين: فرقة تقول: نقاتلهم، وفرقة تقول: لا نقاتلهم، فنزلت: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا}. وقال: (أنها طيبة، تنفي الذنوب، كما تنفي النار خبث الفضة). [1785] 15 - باب: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون}. / آل عمران: 122/

 

 

3825 - حدثنا محمد بن يوسف، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية فينا: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا}. بني سلمة وبني الحارثة، وما أحب أنها لم تنزل، والله يقول: {والله وليهما}.

 

 

[4282] 3826 - حدثنا قتيبة: حدثنا سفيان: أخبرنا عمرو، عن جابر قال: قال لي رسول الله ﷺ: (هل نكحت يا جابر). قلت: نعم. قال: (ماذا أبكرا أم ثيبا). قلت: لا بل ثيبا، قال: (فهلا جارية تلاعبك). قلت: يا رسول الله، إن أبي قتل يوم أحد، وترك تسع بنات، كن لي تسع أخوات، فكرهت أن أجمع اليهن جارية خرقاء مثلهن، وكلن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن، قال:(أصبت). [432] 3827 - حدثني أحمد بن أبي سريج: أخبرنا عبيد الله بن موسى: حدثنا شيبان، عن فراس، عن الشعبي قال: حدثني جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن أباه أستشهد يوم أحد، وترك عليه دينا، وترك ست بنات، فلما حضر جذاذ النخل قال: أتيت رسول الله ﷺ فقلت: قد علمت أن والدي قد استشهد يوم أحد وترك دينا كثيرا، وإني أحب أن يراك الغرماء، فقال: (اذهب فبيدر كل تمر على ناحية). ففعلت ثم دعوته، فلما نظروا إليه كأنهم أغروا بي تلك الساعة، فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات، ثم جلس عليه، ثم قال: (ادع لي أصحابك). فما زال يكيل لهم حتى أدى الله عن والدي أمانته، وأنا أرضى أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة، فسلم الله البيادر كلها، وحتى إني أنظر إلى البيدر الذي كان عليه النبي ﷺ كأنها لم تنقص تمرة واحدة. [2020] 3828 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله ﷺ يوم أحد، ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهما ثياب بيض، كأشد القتال، ما رأيتهما من قبل ولا بعد. [5488] 3829 - 3831 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا مروان بن معاوية: حدثنا هاشم بن هاشم السعدي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سعد بن أبي وقاص يقول: نثل لي النبي ﷺ كنانته يوم أحد، فقال: (أرم فداك أبي وأمي). 3830 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد ابن المسيب قال: سمعت سعدا يقول: جمع لي النبي ﷺ أبويه يوم أحد. 3831 - حدثنا قتيبة: حدثنا ليث، عن يحيى، عن ابن المسيب أنه قال: قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: لقد جمع لي رسول الله ﷺ يوم أحد أبويه كليهما، يريد حين قال: (فداك أبي وأمي) وهو يقاتل. [3519] 3832/3833 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا مسعر، عن سعد، عن ابن شداد قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ما سمعت النبي ﷺ يجمع أبويه لأحد غير سعد. 3833 - حدثنا يسرة بن صفوإن: حدثنا إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله ابن شداد، عن علي رضي الله عنه قال: ما سـمعت النبـي صلـى اللـه عليه وسلم جمـع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك، فإني سمعته يقول يوم أحد: (يا سعد ارم، فداك أبي وأمي). [2749] 3834 - حدثنا موسى بن إسماعيل، عن معتمر، عن أبيه قال: زعم أبو عثما ن: أنه لم يبق مع النبي ﷺ، في بعض تلك الأيام التي يقاتل فيهن، غير طلحة وسعد. عن حديثهما. [3517] 3835 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف قال:سمعت السائب بن يزيد قال: صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله والمقداد وسعداً رضي الله عنهم، فما سمعت أحدا منهم يحدث عن النبي ﷺ، إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد. [2669] 3836 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن إسماعيل، عن قيس قال: رأيت يد طلحة شلاء، وقى بها النبي ﷺ يوم أحد. [3518] 3837 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد إنهزم الناس عن النبي ﷺ، وأبو طلحة بين يدي النبي ﷺ مجوب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول: (إنثرها لأبي طلحة). قال: ويشرف النبي ﷺ ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئإن فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة، إما مرتين وإما ثلاثا. [2724] 3838 - حدثني عبيد الله بن سعيد: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون، فصرخ إبليس لعنة الله عليه: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فبصر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد الله أبي أبي، قال: قالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم. قال: عروة: فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير، حتى لحق بالله عزوجل. بصرت علمت، من البصيرة في الأمر، وأبصرت من بصر العين، يقال: بصرت: وأبصرت واحد. [3116] 16 - باب: قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم وإن الله غفور حليم} /آل عمران: 155/.

 

 

3839 - حدثنا عبدان: أخبرنا أبو حمزة، عن عثمإن بن موهب قال: جاء رجل حج البيت، فرأى قوما جلوسا، فقال: من هؤلاء القعود؟ قالوا: هؤلاء قريش. قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر، فأتاه فقال: إني سائلك عن شيء أتحدثني؟ قال: أنشدك بحرمة هذا البيت، أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد؟ قال: نعم. قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: فكبر، قال ابن عمر: تعالى لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه، أما فراره يوم أحد، فأشهد أن الله عفا عنه، وأما تغيبه عن بدر، فإنه كان تحته بنت رسول الله ﷺ وكانت مريضة، فقال له النبي ﷺ: (إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه). وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه، فبعث عثمان، وكانت بيعة الرضـوان بعد مـا ذهب عثمان إلـى مكة، فقـال النبي ﷺ بيده: (هذه يد عثمان - فضرب بها على يده، فقال - هذه لعثمان). اذهب بهذا الآن معك. [2962] 17 - باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخركم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون} /آل عمران: 153/.

 

 

3840 - حدثني عمرو بن خالد، حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء ابن عازب رضي الله عنهما قال: جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير، وأقبلوا منهزمين. فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم. [2874] 18 - باب:{ثم أنزل عليكم من بعد الغم نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كإن لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب

 

 

عليهم القتال إلـى مضاجعهم وليبتـلي اللـه مـا فـي صدوركم وليمحص مـا فـي قلوبكـم واللـه عليـم بذات الصدور} /آل عمران: 154/. 3841 - وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة رضي الله عنهما قال: كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد، حتى سقط سيفي من يدي مرارا، يسقط وآخذه، ويسقط فآخذه.

 

 

[4286]. 19 - باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون}. /آل عمران: 128/.

 

 

قال حميد وثابت، عن أنس: شج النبي ﷺ يوم أحد، فقال: (كيف يفلح قوم شجوا نبيهم). فنزلت: {ليس لك من الأمر شيء}. 3842 - حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزهري: حدثني سالم، عن أبيه: أنه سمع رسول الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول: (اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا) بعد ما يقول: (سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد). فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون}.

 

 

وعن حنظلة بن أبي سفيان: سمعت سالم بن عبد الله يقول: كان رسول الله ﷺ يدعو على: صفوان بن أمية، وسهيل ابن عمرو، والحارث بن هشام. فنزلت: {ليس لك من الأمر من شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون}. [4283، 6914] 20 - باب: ذكر أم سليط.

 

 

3843 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، وقال ثعلبة بن أبي مالك: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء أهل المدينة، فبقي منها مرط جيد، فقال له بعض من عنده: يا أمير المؤمنين، أعط هذا بنت رسول الله ﷺ التي عندك، يريدون أم كلثوم بنت علي، فقال عمر: أم سليط أحق به. وأم سليط من نساء الأنصار، ممن بايع رسول الله ﷺ، قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد. [2725]. 21 - باب: قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

 

 

3844 - حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله: حدثنا حجين بن المثنى: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله من الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار، فلما قدمنا حمص، قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك في وحشي، نسأله عن قتله حمزة؟ قلت: نعم، وكان وحشي يسكن حمص، فسألنا عنه، فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره، كأنه حميت، قال: فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا، فسلمنا فرد السلام، قال: عبيد الله معتجر بعمامته، ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه. فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال: فنظر إليه ثم قال: لا والله، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص، فولدت له غلاما بمكة، فكنت أسترضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه، فلكـأني نظرت إلى قدميك، قال: فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر، فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين، وعينين جبل بحيال أحد، بينه وبينه واد، خرجت مع الناس إلى القتال، فلما أن اصطفوا للقتال، خرج سباع فقال: هل من مبارز، قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سباع، با ابن أم أنمار مقطعة البظور، أتحاد الله ورسوله ﷺ؟ قال: ثم أشد عليه، فكان كأمس الذاهب، قال وكمنت لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميته بحربتي، فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسول الله ﷺ رسولا، فقيل لي: إنه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله ﷺ، فلما رآني قال: (آنت وحشي). قلت: نعم، قال: (أنت قتلت حمزة). قلت: قد كان من الأمر ما بلغك، قال: (فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني). قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله ﷺ فخرج مسيلمة الكذاب، قلت لأخرجن إلى مسيلمة، لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة جدار، كأنه جمل أورق، ثائر الرأس، قال: فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته. قال: قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار: أنه سمع عبد الله ابن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت، وا أمير المؤمنين، قتله العبد الأسود. 22 - باب: ما أصاب النبي ﷺ من الجراح يوم أحد. 3845 - حدثنا إسحاق بن نصر، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام: سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه - يشير إلى رباعيته - اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله ﷺ في سبيل الله). 3846 - حدثني مخلد بن مالك: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي: حدثنا ابن جريج، عن عمر بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اشتد غضب الله على قتله النبي ﷺ في سبيل الله، اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبي الله ﷺ. [3848] 3847 - حدثنا قتيبه بن سعيد: حدثنا يعقوب، عن أبي حازم: أنه سمع سهل بن سعد، وهو يسأل عن جرح رسول الله ﷺ، فقال: أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله ﷺ، ومن كان يسكب الماء، وبما دووي، قال: كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله ﷺ تغسله، وعلى بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة من حصير، فأحرقتها وألصقتها، فاستمسك الدم، وكسرت رباعيته يومئذ، وجرح وجهه، وكسرت البيضة على رأسه. [240]. 3848 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا أبو عاصم: حدثنا جريج، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: اشتد غضب الله على من قتله نبي، واشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله ﷺ. [3846] 23 - باب: {الذين استجابوا لله والرسول} / آل عمران: 172/.

 

 

3849 - حدثنا محمد: حدثنا أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنو منهم واتقوا أجر عظيم} قالت لعروة: يا ابن أختي، كان أبوك منهم: الزبير وأبو بكر، لما أصاب رسول الله ﷺ ما أصاب يوم أحد، وانصرف عنه المشركون، خاف أن يرجعوا، قال: (من يذهب في إثرهم). فانتدب منهم سبعون رجلا، قال: كان فيهم أبو بكر والزبير. 24 - باب: من قتل من مسلمين يوم أحد. منهم: حمزة بن عبد المطلب، واليمان، وأنس بن النضر، ومصعب بن عمير. 3850 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة قال: ما نعلم حيا من أحياء العرب، أكثر شهيدا، أعز يوم القيامة من الأنصار.

 

 

قال قتادة: وحدثنا أنس بن مالك: أنه قتل منهم يوم أحد سبعون، ويوم بئر معونة سبعون، ويوم اليمامة سبعون. وقال: وكان بئر معونة على عهد رسول الله ﷺ، ويوم اليمامة على عهد أبي بكر، يوم مسيلمة الكذاب. 3851 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك: أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره: أن رسول الله ﷺ كن يجمع بين رجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: (أيهم أكثر أخذا للقرآن). فإذا أشير له إلى أحد قدمه في اللحد، وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة). وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلوا. [1278] 3852 - وقال أبو الوليد، عن شعبة، عن ابن المنكدر قال: سمعت جابر ابن عبد الله قال: لما قتل أبي جعلت أبكي، وأكشف الثوب عن وجهه، فجعل أصحاب النبي ﷺ ينهونني والنبي ﷺ لم ينه، وقال النبي ﷺ: (لا تبكيه - أو: ما تبكيه - مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع).

 

 

[1187] 3853 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه - أرى - عن النبي ﷺ قال: (رأيت في رؤياي أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد كأحسن ما كإن، فاذا هو ما جاء به الله من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرا، والله خير، فاذا هم المؤمنون يوم أحد). [3425] 3854 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن خباب رضي الله عنه قال: هاجرنا مع النبي ﷺ ونحن نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله، فمنا من مضى، أو ذهب، لم يأكل من أجره شيئا، كان منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد، فلم يترك إلا نمرة، كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه، فقال النبي ﷺ: (غطوا بها رأسه، واجعلوا على رجليه الإذخر). أو قال: (ألقوا على رجليه من الإذخر). ومنا من أيعنت له ثمرته فهو يهدبها. [1217] 25 - باب: (أحد يحبنا ونحبه).

 

 

قاله عباس بن سهل، عن أبي حميد، عن النبي ﷺ. 3855/3856 - حدثني نصر بن علي قال: أخبرني أبي، عن قرة بن خالد، عن قتادة: سمعت أنسا رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: (هذا جبل يحبنا ونحبه). 3856 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عمرو، مولى عبد المطلب، عن أنس رضي الله عنه: أن رسول ﷺ طلع له أحد، فقال: (هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت ما بين لابتيها). [2732] 3857 - حدثني عمرو بن خالد، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة: أن النبي ﷺ خرج يوما، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: (إني فرط لكم، أنا شهيد عليكم، وإني لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها). [1279] 26 - باب: غزوة الرجيع، ورعل، وذكوان، وبئر معونة، وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت وخبيب وأصحابه.

 

 

قال ابن إسحاق: حدثنا عاصم بن عمر: أنها بعد أحد. 3858 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي ﷺ سرية عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كان بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم: بنو لحيان، فتبعوهم بقريب من مائة رام، فاقتصوا آثارهم حتى أتوا منزلا نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما انتهى عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد، وجاء القوم فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم الينا أن لا نقتل منكم رجلا، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر بالنبل، وبقي خبيب وزيد ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيرا، حتى إذا أجمعوا قتله استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحد بها فأعارته، قالت: فغفلت عن صبي لي، فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذاك مني وفي يديه الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك أن شاء الله، وكانت تقول: ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزق رزقه الله، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم فقال: لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت، فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو، ثم قال: اللهم احصهم عددا، ثم قال: ولست أبالي حين أقتل مسلما *** على أي شق كإن الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، وبعث قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان عاصم قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم فلم يقدروا منه على شيء. [2880]. 3859 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن عمرو: سمع جابر يقول: الذي قتل خبيبا هو أبو سروعة.

 

 

3860/3865 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال: بعث النبي ﷺ سبعين رجلا لحاجة، يقال لهم القراء، فعرض لهم حيان من بني سليم، رعل وذكوان، عند بئر يقال لها بئر معونة، فقال القوم: والله ما إياكم أردنا، إنما نحن مجتازون في حاجة النبي ﷺ، فقتلوهم، فدعا النبي ﷺ شهرا في صلاة الغداة، وذلك بدء القنوت، وما كنا نقنت. قال عبد العزيز: وسأل رجل أنسا عن القنوت: أبعد الركوع، أو عند الفراغ من القراءة؟ قال: لا، بل عند فراغ من القراءة. (3861) - حدثنا مسلم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس قال: قنت رسول الله ﷺ شهرا بعد الركوع، يدعوا على أحياء من العرب.

 

 

(3862) - حدثني عبد الأعلى بن حماد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان، استمدوا رسول الله ﷺ على عدو، فأمدهم بسبعين من الأنصار، كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ النبي ﷺ فقنت شهرا يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب، على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان، قال أنس: فقرأنا فيهم قرآنا، ثم إن ذلك رفع: بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا. (3863) - وعن قتادة، عن أنس رضي الله عنه حدثه: أن نبي الله ﷺ قنت شهرا في صلاة الصبح يدعو على أحياء من أحياء العرب، على رعل وذكوان وعصيه وبين حيان.

 

 

زاد خليفة: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة: حدثنا أنس: أن أولئك السبعين من الأنصار قتلوا ببئر معونة. قرآنا: كتابا. نحوه. (3864) - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني أنس: أن النبي ﷺ بعث خاله، أخا لأم سليم، في سبعين راكبا، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل، خير بين ثلاث خصال، فقال: يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف؟ فطعن عامر في بيت أم فلان، فقال: غدة كغدة البكر، في امرأة من آل فلان، ائتوني بفرسي. فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرام أخو أم سليم، هو ورجل أعرج، ورجل من بني فلان، قال: كونا قريبا حتى آتيهم فإن آمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال: أتومنونني أبلغ رسالة رسول الله ﷺ، فجعل يحدثهم، وأومؤوا إلى رجل، فأتاه من خلفه فطعنه، - قال همام أحسبه - حتى أنفذه بالرمح، قال: الله أكبر، فزت ورب الكعبة، فلحق الرجل، فقتلوا كلهم غير الأعرج، كان في رأس الجبل، فأنزل الله علينا، ثم كان من المنسوخ: إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا. فدعا النبي ﷺ ثلاثين صباحا، على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية، الذين عصوا الله ورسوله ﷺ.

 

 

3865 - حدثني حبان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر قال: حدثني ثمامة ابن عبد الله بن أنس: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله، يوم بئر معونة، قال بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزت ورب الكعبة. [957، 2647] 3877/3867 - حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن النبي ﷺ أ بو بكر في الخروج حين اشتد عليه الأذى فقال له: (أقم). فقال: يا رسول الله، أتطمع أن يؤذن لك، فكان رسول الله ﷺ يقول: (إني لأرجو ذلك). قالت: فانتظره أبو بكر، فأتاه رسول الله ﷺ ذات يوم ظهرا، فناداه فقال: (أخرج من عندك). فقال أبو بكر: إنما هما ابنتاي، فقال: (أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج). فقال: يا رسول الله الصحبة، فقال النبي ﷺ: (الصحبة) قال: يا رسول الله، عندي ناقتان، قد كنت أعددتهما للخروج، فأعطى النبي ﷺ إحداهما - وهي الجدعاء - فركبا، فانطلقا حتى أتيا الغار - وهو بثور - فتواريا فيه، فكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها، وكانت لأبي بكر منحة، فكان يروح بها ويغدو عليهم ويصبح، فيدلج إليهما ثم يسرح، فلا يفطن به أحد من الرعاء، فلما خرج خرج معهما يعقبانه حتى قدما المدينة، فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة. 3867 - وعن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة: فأخبرني أبي قال: لما قتل الذين ببئر معونة، وأسر عمرو بن أمية الضمري، قال له عامر ابن الطفيل: من هذا فأشار إلى قتيل، فقال له عمرو بن أمية: هذا عامر بن فهيرة، فقال: لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء، حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وضع، فأتى النبي ﷺ خبرهم فنعاهم، فقال: (إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم، فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم). وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت فسمي عروة به، ومنذر بن عمر سمي به منذرا. [464] 3868/3870 - حدثنا محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن أنس رضي الله عنه قال: قنت النبي ﷺ بعد الركوع شهرا، يدعو على رعل وذكوان ويقول: (عصية عصت الله ورسوله). 3869 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: دعا النبي ﷺ على الذين قتلوا - يعني أصحابه - ببئر معونة ثلاثين صباحا، حين يدعو على رعل ولحيان: (وعصية عصت الله ورسوله ﷺ). قال أنس: فأنزل الله تعالى على لنبيه ﷺ في الذين قتلوا - أصحاب بئر معونة - قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد: بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه. 3870 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد: حدثنا عاصم الأحول قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن القنوات في الصلاة؟ فقال: نعم، فقلت: كان قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبله، قلت: فإن فلانا أخبرني عنك قلت إنك قلت بعده، قال: كذب، إنما قنت رسول الله ﷺ بعد الركوع شهرا: إنه كان بعث ناسا يقال لهم القراء، وهم سبعون رجلا، إلى ناس من المشركين، وبينهم وبين الرسول الله ﷺ عهد قبلهم، فظهر هؤلاء الذين كان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد، فقنت رسول الله ﷺ بعد الركوع شهرا يدعو عليهم.

 

 

[957، 2647] 27 - باب: غزوة الخندق، وهي الأحزاب.

 

 

قال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع. 3871 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ عرضه يوم أحد، وهو ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزه، وعرضه يوم الخندق، وهو ابن خمس عشرة سنة، فأجازه. [2521]. 3872 - حدثنا قتيبة: حدثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله ﷺ في الخندق، وهم يحفرون، ونحن ننقل التراب على أكتادنا، فقال رسول الله ﷺ: (اللهم لا عيش الا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار). [3586] 3873/3874 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا أبو إسحاق، عن حميد: سمعت أنسا رضي الله عنه يقول: خرج رسول الله صلى الله إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع، قال: (اللهم إن العيش عيش الآخرة. فاغفر للأنصار والمهاجره). فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمدا *** على الجهاد ما بقينا أبدا. 3874 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم، وهم يقولون:

 

 

نحن الذين بايعوا محمدا *** على الأسلام ما بقينا أبدا قال: يقول النبي ﷺ، هو يجيبهم: (اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة. فبارك في الأنصار والمهاجره). قال: يؤتون بملء كفي من الشعير، فيصنع لهم باهإلة سنخة، توضع بين يدي القوم، والقوم جياع، وهي بشعة في الحلق، ولها ريح منتن. [2679] 3875/3876 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه قال: أتيت جابرا رضي الله عنه فقال: إنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاؤوا النبي ﷺ فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: (أنا نازل). ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي ﷺ المعول فضرب الكدية، فعاد كثيبا أهيل، أو أهيم، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي ﷺ شيئا ما كان في ذلك صبر، فعندك شيء؟ قالت: عندي شعير وعناق، فذبحت العناق، وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي ﷺ والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافي قد كادت تنضج، فقلت: طعم لي، فقم أنت يا رسول ورجل أو رجلان، قال: (كم هو). فذكرت له، قال: (كثير طيب، قال: قل لها: لا تنزع البرمة، ولا الخبز من التنور حتى آتي، فقال: قوموا). فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته قال: ويحك جاء النبي ﷺ بالمهاجرين والأنصار ومن معهم، قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، فقال: (ادخلوا ولا تضاغطوا). فجعل يكسر الخبز، ويجعل عليه اللحم، ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر الخبز، ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية، قال: (كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة). 3876 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا أبو عاصم: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان: أخبرنا سعيد بن ميناء قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما حفر الخندق رأيت بالنبي ﷺ خمصا شديدا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله ﷺ خمصا شديدا، فأخرجت إلى جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله ﷺ، فقالت: لا تفضحني برسول الله ﷺ وبمن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النبي ﷺ فقال: (يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا، فحي هلا بكم). فقال رسول الله ﷺ: (لاتنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء). فجئت وجاء رسول الله ﷺ يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت، فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: (ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها). وهم ألف، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، إن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو. [2905] 3877 - حدثني عثمان بن أبي شيبة: حدثنا عبده، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: {إذا جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر}. قالت كان ذلك يوم الخندق. 3878 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ ينقل التراب يوم الخندق، حتى أغمر بطنه، أو اغبر بطنه، يقول: (والله لو لا الله ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا *** وثبت الأقدام إن لاقينا

 

 

إن الألى قد بغوا علينا *** اذا أرادوا فتنة أبينا) ورفع بها صوته: (أبينا أبينا). [2681]

 

3879 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدنثي الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور).

 

 

[988] 3880 - حدثني أحمد بن عثمان: حدثنا شريح بن مسلمة قال: حدثني إبراهيم بن يوسف قال: حدثني أبي، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يحدث، قال: لما كإن يوم الأحزاب، وخندق رسول الله ﷺ، رأيته ينقل من تراب الخندق، حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة، وهو ينقل من التراب يقول:

 

 

(اللهم لولا أنت ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا *** وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا *** وإن أرادوا فتنة أبينا). قال: ثم يمد صوته بآخرها. [2681] 3881 - حدثني عبدة بن عبد الله: حدثنا عبد الصمد، عن عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن دينار، عن أبيه: أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أول يوم شهدته يوم الخندق.

 

3882 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر. قال: وأخبرني ابن طاوس، عن عكرمة ابن خالد، عن ابن عمر قال: دخلت على حفصة ونسواتها تنطف، قلت: قد كان من أمر الناس ما ترين، فلم يجعل لي من الأمر شيء. فقالت: الحق فإنهم ينتظرونك، وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة. فلم تدعه حتى ذهب، فلما تفرق الناس خطب معاوية، قال: من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه، فلنحن أحق به منه ومن أبيه. قال حبيب بن مسلمة: فهلا أجبته؟ قال عبد الله: فحللت حبوتي، وهممت أن أقول: أحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الاسلام، فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع، وتسفك الدم، ويحمل عني غير ذلك، فذكرت ما أعد الله في الجنان. قال حبيب: حفظت وعصمت. قال محمود، عن عبد الرزاق: ونوساتها.

 

3883/3884 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صرد قال: قال النبي ﷺ يوم الأحزاب: (نغزوهم ولا يغزوننا). 3884 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا إسرائيل: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت سليمان بن صرد يقول: سمعت النبي ﷺ يقول:، حين أجلى الأحزاب عنه: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نخن نسير إليهم). 3885 - حدثنا إسحاق: حدثنا روح: حدثنا هشام، عن محمد، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: أنه قال يوم الخندق: (ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارا، كما شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس). [2773] 3886 - حدثنا المكي بن إبراهيم: حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس، جعل يسب الكفار قريش، وقال: يا رسول الله، ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب. قال النبي ﷺ: (والله ما صليتها). فنزلنا مع النبي ﷺ بطحان، فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها، فصلى العصر بعد أن غربت الشمس، ثم صلى المغرب. [571] 3887 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن ابن المنكدر قال: سمعت جابرا يقول: قال رسول الله ﷺ يوم الأحزاب: (من يأتينا بخبر القوم). فقال الزبير: أنا، ثم قال: (من يأتينا بخبر القوم). فقال الزبير: أنا، ثم قال: (من يأتينا بخبر القوم). فقال الزبير: أنا، ثم قال: (إن لكل نبي حواريا، وأنا حواري الزبير).

 

 

[2691]. 3888 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ كان يقول: (لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده). 3889 - حدثنا محمد: أخبرنا الفزاري وعبدة، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول: دعا رسول الله ﷺ على الأحزاب فقال: اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم). [2775] 3890 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا موسى بن عقبة، عن سالم ونافع، عن عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ كان إذا أقفل من الغزو أو الحج أوالعمرة يبدأ فيكبر ثلاث مرار، ثم يقول: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. آيبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده). [1703] 28 - باب: مرجع النبي ﷺ من الأحزاب، ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم.

 

 

3891 - حدثني عبد الله بن بن أبي شيبة: حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما رجع النبي ﷺ من الخندق، ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل عليه السلام، فقال: قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه، فاخرج إليهم. قال:(فإلى أين). قال: ها هنا، وأشار إلى بني قريظة، فخرج النبي ﷺ إليهم. [2658] 3892 - حدثنا موسى: حدثنا جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، عن أنس رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم، موكب جبريل حين سار رسول الله ﷺ إلى بني قريظة. [3042] 3893 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ يوم الأحزاب: (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة). فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي، ثم يرد منا ذلك. فذكر ذلك للنبي ﷺ فلم يعنف واحدا منهم. [904] 3894 - حدثنا ابن أبي الأسود: حدثنا معتمر. حدثني خليفة: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي، عن أنس رضي الله عنه قال: كان الرجل يجعل للنبي ﷺ النخلات، حتى افتتح قريظة والنضير، وإن أهلي أمروني أن آتي النبي ﷺ فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان النبي ﷺ قد أعطاه أم أيمن، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي تقول: كلا والذي لا إله إلا هو لا يعطيكم وقد أعطانيها، أو كما قالت: والنبـي صلى اللـه عليه وسـلم يقـول: (لك ذلك). وتقـول: كلا والله، حتى أعطاها - حسبت أنه قال - عشرة أمثاله، أو كما قال. [2960] 3895 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن سعد قال: سمعت أبا أمامة قال: سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل النبي ﷺ إلى سعد فأتى على حمار، فلما دنا من المسجد قال للأنصار: (قوموا إلى سيدكم، أو خيركم). فقال: (هؤلاء نزلوا على حكمك). فقال: تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريهم، قال: (قضيت بحكم الله، وربما قال: بحكم الملك). [2878] 3896 - حدثنا زكرياء بن بحيى: حدثنا عبد الله بن نمير: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش، يقال له حبان بن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب النبي ﷺ خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما رجع رسول الله ﷺ من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: وضعت السلاح، والله ما وضعته، اخرج إليهم. قال النبي ﷺ: (فأين). فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم رسول الله ﷺ فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعد، قال: فإني أحكم فيهم: أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم. قال هشام: فأخبرني أبي، عن عائشة: أن سعدا قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب الي أن أجاهدهم فيك، من قوم كذبوا رسولك ﷺ وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له، حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتي فيها، فانفجرت من لبته، فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار، إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات رضي الله عنه. [451] 3897 - حدثنا الحجاج بن منهال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني عدي: أنه سمع البراء رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ لحسان: (اهجهم - أو هاجهم - وجبريل معك). وزاد إبراهيم بن طهمان، عن الشيباني، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: قال النبي ﷺ يوم قريظة لحسان بن ثابت: (اهج المشركين، فإن جبريل معك). [3041] 29 - باب: غزوة ذات الرقاع.

 

 

وهي غزوة محارب خصفة من بني ثعلبة من غطفان، فنزل نخلا، وهي بعد خيبر، لأن أبا موسى جاء بعد خيبر. 3898 - قال أبو عبد الله: وقال لي عبد الله بن رجاء: أخبرنا عمران العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة، غزوة ذات الرقاع. قال ابن عباس: صلى النبي ﷺ الخوف بذي قرد. وقال بكر بن سوادة: حدثني زياد بن نافع، عن أبي موسى: أن جابرا حدثهم: صلى النبي ﷺ بهم يوم محارب وثعلبة. وقال ابن إسحاق: سمعت وهب بن كيسان: سمعت جابرا: خرج النبي ﷺ إلى ذات الرقاع من نخل، فلقي جمعا من غطفان، فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضا، فصلى النبي ﷺ ركعتي خوف. وقال يزيد، عن سلمة: غزوت مع النبي ﷺ يوم القرد. [3901، وانظر: 2753] 3899 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله ابن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي ﷺ في غزوة ونحن ستة نفر، بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي وسقطت أظفاري، وكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع، لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا. وحدث أبو موسى بهذا، ثم كره ذاك، قال: ما كنت أصنع بأن أذكره، كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه. 3900 - حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن يزيد بن رومان، عن صالح بن خوات، عمن شهد رسول الله ﷺ يوم ذات الرقاع صلى صلاة الخوف: أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائما، وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا، فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا، وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم. قال مالك: وذلك أحسن ما سمعت في صلاة الخوف. [3902] 3901 - وقال معاذ: حدثنا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر قال: كنا مع النبي ﷺ بنخل. فذكر صلاة الخوف. تابعه الليث، عن هشام، عن زيد بن أسلم: أن القاسم بن محمد حدثه: صلاة النبي ﷺ في غزوة بني أنمار. [3898] 3902 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة قال: يقوم الإمام مستقبل القبلة، وطائفة منهم معه، وطائفة من قبل العدو، وجوههم إلى العدو، فيصلي بالذين معه ركعة، ثم يقومون فيركعون لأنفسهم ركعة، ويسجدون سجدتين في مكانهم، ثم يذهب هؤلاء إلى مقام أولئك، فيجيء أولئك فيركع بهم ركعة، فله ثنتان، ثم يركعون ويسجدون سجدتين. حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة، عن النبي ﷺ: مثله. حدثني محمد بن عبيد الله قال: حدثني ابن أبي حازم، عن يحيى: سمع قاسم: أخبرني صالح بن خوات، عن سهل: حدثه: قوله. [ر: 3900]

 

3903/3904 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سالم: أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: غزوت مع رسول الله ﷺ قبل نجد، فوازينا العدو، فصاففنا لهم. 3904 - حدثنا مسدد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ صلى بإحدى الطائفتين، والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرفوا، فقاموا في مقام أصحابهم أولئك، فجاء أولئك، فصلى بهم ركعة ثم سلم عليهم، ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم. [900] 3905/3906 - حدثنا أبو اليمان: حدثنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني سنان وأبو سلمة: أن جابرا أخبر: أنه غزا مع رسول الله ﷺ قبل نجد. حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره: أنه غزا مع رسول الله ﷺ قبل نجد، فلما قفل رسول الله ﷺ قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العصاه، فنزل رسول الله ﷺ وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله ﷺ تحت سمرة فعلق بها سيفه. قال جابر: فنمنا نومة، ثم إذا رسول الله ﷺ يدعونا فجئناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله ﷺ: (أن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فها هو ذا جالس). ثم لم يعاقبه رسول الله ﷺ. 3906 - وقال أبان: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر قال: كنا مع النبي ﷺ بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي ﷺ، فجاء رجل من المشركين وسيف النبي ﷺ معلق بالشجرة فاخترطه، فقال: تخافني؟ قال: (لا). قال: فمن يمنعك مني؟ قال:(الله). فتهدده أصحاب النبي ﷺ وأقيمت الصلاة، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، وكان للنبي ﷺ أربع، وللقوم ركعتان. وقال مسدد، عن أبي عوانة، عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث، وقاتل فيها محارب خصفة. وقال أبو الزبير، عن جابر: كنا مع النبي ﷺ بنخل، فصلى الخوف. وقال أبو هريرة: صليت مع النبي ﷺ في غزوة نجد صلاة الخوف، وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي ﷺ أيام خيبر. [2753] 30 - باب: غزوة بني المصطلق من خزاعة، وهي غزوة المريسيع. قال ابن إسحاق: وذلك سنة ست. وقال موسى بن عقبة: سنة أربع. وقال النعمان بن راشد، عن الزهري: كان حديث الإفك في غزوة المريسيع. 3907 - حدثنا قتيبة بن سعيد: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز أنه قال: دخلت المسجد، فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست إليه، فسألته عن العزل، قال: أبو سعيد: خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبيا من سبي العرب، فاشتهينا النساء، واشتدت علينا العزبة وأحببنا العزل، فأردنا أن نعزل، وقلنا نعزل ورسول الله بين أظهرنا قبل أن نسأله، فسألناه عن ذلك، فقال: (ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة). [2116] 3908 - حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله قال: غزونا مع رسول الله ﷺ غزوة نجد، فلما أدركته القائلة، وهو في واد كثير العضاه، فنزل تحت شجرة واستظل بها وعلق سيفه، فتفرق الناس في الشجر يستظلون، وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله ﷺ فجئنا، فإذا أعرابي قاعد بين يديه، فقال: (إن هذا أتاني وأنا نائم، فاخترط سيفي، فاستيقظت وهو قائم على رأسي، مخترط صلتا، قال: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فشامه ثم قعد، فهو هذا). قال: ولم يعاقبه رسول الله ﷺ. [2753]. 31 - باب: غزوة أنمار.

 

 

3909 - حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: رأيت النبي ﷺ في غزوة أنمار، يصلي على راحلته، متوجها قبل المشرق، متطوعا. [391] 32 - باب: حديث الإفك.

 

 

والإفك والأفك، بمنزلة النجس والنجس، يقال: {إفكهم} /الصافات: 151/ والأحقاف: 28/. وأفكهم، فمن قال: أفكهم، يقول: صرفهم عن الإيمان وكذبهم، كما قال: {يؤفك عنه من أفك} /الذاريات: 9/: يصرف عنه من صرف.

 

3910 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، وكلهم حدثني طائفة من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض، وأثبت له اقتصاصا، وقد وعيت من كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة، وبعض حدثيهم يصدق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض. قالوا: قالت عائشة: كان رسول الله ﷺ إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله ﷺ معه، قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله ﷺ بعد ما أنزل الحجاب، فكنت أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله ﷺ من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه، قالت: وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن، ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل فساروا، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما تكلمنا بكلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته، فوطئ على يدها، فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول، قالت: فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول. قال عروة: أخبرت أنه كان يشاع ويتحدث به عنده، فيقره ويستمعه ويستوشيه. وقال عروة أيضا: لم يسم من أهل الإفك أيضا إلا حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش، في ناس آخرين لا علم لي بهم، غير أنهم عصبة، كما قال الله تعالى، وإن كبر ذلك يقال له: عبد الله بن أبي ابن سلول. قال عروة، كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان، وتقول: أنه الذي قال: فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم وقاء قالت عائشة: فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله ﷺ اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله ﷺ فيسلم، ثم يقول: (كيف تيكم). ثم ينصرف، فذلك يريبني ولا أشعر بالشر، حتى خرجت حين نقهت، فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع، وكان متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، قالت: وأمرنا أمر العرب الأول في البرية قبل الغائط، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، قالت: فانطلقت أنا وأم مسطح، وهي ابنة أبي رهم ابن المطلب بن عبد مناف، وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا؟ فقالت: أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال؟ قالت: وقلت: وما قال؟ فأخرتني بقول أهل الإفك، قالت: فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله ﷺ فسلم، ثم قال: (كيف تيكم). فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، قالت: فأذن لي رسول الله ﷺ، فقلت لأمي: يا أمتاه، ماذا يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية، هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها، لها ضرائر، إلا أكثرن عليها. قالت: فقلت: سبحان الله، أو لقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكي، قالت: ودعا رسول الله ﷺ علي ابن أبي طالب وأسامة بن زيد، حين استلبث الوحي، يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله، قالت: فأما أسامة أشار على رسول الله ﷺ بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه، فقال أسامة: أهلك، ولا نعلم ألا خيرا. وأما علي فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك. قالت: فدعا رسول الله ﷺ بريرة، فقال: (أي بريرة، هل رأيت شيء يريبك). قالت له بريرة: والذي بعثك بالحق، ما رأيت عليها أمرا قط أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله، قالت: فقام رسول الله ﷺ من يومه فاستعذر من عبد الله ابن أبي، وهو على المنبر، فقال: (يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما يدخل على أهلي إلا معي). قالت: فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل فقال: أنا يا رسول الله أعذرك، فإن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج، أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام رجل من الخزرج، وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه، وهو سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، قالت: وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: كذبت لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على قتله، ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل. فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد، فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. قالت فثار الحيان الأوس والخزرج، حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله ﷺ قائم على المنبر، قالت: فلم يزل رسول الله ﷺ يخفضهم، حتى سكتوا وسكت، فبكيت يومي ذلك كله لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، قالت: وأصبح أبوي عندي، قد بكيت ليلتين ويوما، ولا يرقأ لي دمع لا أكتحل بنوم، حتى إني لأظن أن البكاء فالق كبدي، فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي، فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي، قالت: فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله ﷺ علينا فسلم ثم جلس، قالت: لم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء، قالت: فتشهد رسول الله ﷺ حين جلس، ثم قال: (أما بعد، ياعائشة، إنه بلغني عنكك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب، تاب الله عليه). قالت: عائشة: فلما قضى رسول الله ﷺ مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله ﷺ عني فيما قال، فقال أبي: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ، فقلت لأمي: أجيبي رسول الله ﷺ فيما قال، قالت أمي: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ، فقلت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا: إني والله لقد علمت: لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم: إني بريئة، لا تصدقوني، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني منه بريئة، لتصدقني، فوالله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. ثم تحولت واضطجعت على فراشي، والله يعلم أني حينئذ بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في النوم رؤيا يبرئني الله بها، فوالله ما رام رسول الله ﷺ مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه العرق مثل الجمان، وهو في يوم شات، كم ثقل القوم الذي أنزل عليه، قالت: فسرى عن رسول الله ﷺ وهو يضحك، فكانت أو كلمة تكلم بها أن قال: (يا عائشة، أما والله فقد برأك). فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه، فإني لا أحمد إلا الله عز وجل، قالت: وأنزل الله تعالى: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم}. العشر الآيات، ثم أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر الصديق، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، بعد الذي قال لعائشة ما قال. فأنزل الله: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم - إلى قوله - غفور رحيم}. قال أبو بكر الصديق: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا، قالت عائشة: وكان رسول الله ﷺ سأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال لزينب: ماذا علمت، أو رأيت). فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرا، قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي ﷺ فعصمها الله بالورع. قالت: وطفقت أختها تحارب لها، فهلكت فيمن هلك. قال ابن شهاب: فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط. ثم قال عروة: قالت عائشة: والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول: سبحان الله، فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كنف أنثى قط، قالت: ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله. [2453] 3911 - حدثني عبد الله بن محمد قال: أملى علي هشام بن يوسف من حفظه: أخبرنا معمر، عن الزهري قال: قال لي الوليد بن عبد الملك: أبلغك أن عليا كان فيمن قذف عائشة؟ قلت: لا، ولكن قد أخبرني رجلان من قومك، أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: أن عائشة رضي الله عنها قالت لهما: كان علي مسلما في شأنها. فراجعوه فلم يرجع. وقال مسلما، بلا شك فيه وعليه، وكان في أصل العتيق كذلك. 3912 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن أبي وائل قال: حدثني مسروق بن الأجدع قال: حدثتني أم رومان، وهي أم عائشة رضي الله عنهما، قالت: بينا أنا قاعدة أنا وعائشة، اذ ولجت امرأة من الأنصار فقالت: فعل الله بفلان وفعل، فقالت أم رومان: وما ذاك؟ قالت: أبني فيمن حدث الحديث، قالت، وما ذاك؟ قالت: كذا وكذا، قالت: عائشة: سمع رسول الله ﷺ؟ قالت: نعم، قالت: وأبو بكر؟ قالت: نعم، فخرت مغشيا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض، فطرحت عليها ثيابها فغطيتها، فجاء النبي ﷺ فقال: (ما شأن هذه). قلت يا رسول الله أخذتها الحمى بنافض، قال: (فلعل في حديث تحدث به). قلت: نعم، فقعدت عائشة فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقونني، ولئن قلت لا تعذرونني، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه: {والله المستعان على ما تصفون} قالت: وانصرف ولم يقل شيئا، فأنزل الله عذرها، قالت: بحمد الله لا بحمد أحدا ولا بحمدك. [2453] 3913 - حدثني يحيى: حدثنا وكيع، عن نافع، عن ابن معمر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها: كانت تقرأ: إذا تلقونه بألسنتكم وتقول: الولق الكذب. قال ابن أبي مليكة: وكانت أعلم من غيرها بذلك، لأنه نزل فيها. [4475] 3914 - حدثنا عثمان بن أبي شيبه: حدثنا عبده، عن هشام، عن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة، فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن رسول الله ﷺ،. وقالت: عائشة: استأذن النبي ﷺ في هجاء المشركين، قال: (كيف بنسبي). قال: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.

 

 

وقال محمد بن عقبة: حدثنا عثمان بن فرقد: سمعت هشاما، عن أبيه قال: سببت حسان، وكان ممن كثر عليها. [3338] 3915 - حدثني بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي ضحى، عن مسروق قال: دخلنا على عائشة رضي الله عنها، وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا، يشبب بأبيات له، وقال: حصان رزان ما تزن بريبة *** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك. قال مسروق: فقلت لها لم تأذنين له أن يدخل عليك؟ وقد قال الله تعالى: {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}. فقالت: وأي عذاب أشد من العمى؟ قالت له: إنه كان ينافح، أو يهاجي عن رسول الله ﷺ. [4477، 4478] 33 - باب: غزوة الحديبية. وقول الله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} /الفتح: 18/. 3916 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثني صالح ابن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ عام الحديبية، فأصابنا مطر ذات ليلة، فصلى لنا رسول الله ﷺ صلاة الصبح، ثم أقبل علينا فقال: (أتدرون ماذا قال ربكم). قلنا: الله ورسوله أعلم، فقال: (قال الله: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي، فأما من قال: مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله، فهو مؤمن بي، كافر بالكوكب. وأما من قال: مطرنا بنجم كذا وكذا، فهو مؤمن بالكوكب كافر بي). [810] 3917 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همام، عن قتادة: أن أنسا رضي الله عنه أخبره قال: اعتمر رسول الله ﷺ أربع عمر، كلهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته: عمرة من الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته. [1687] 3918 - حدثنا سعيد بن الربيع: حدثنا المبارك، عن يحيى، عن عبد الله ابن أبي قتادة: أن أباه حدثه قال: انطلقنا مع النبي ﷺ عام الحديبية، فأحرم مع أصحابه ولم أحرم. [1725] 3919 / 3920 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، كنا مع النبي ﷺ أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النبي ﷺ فأتاها، فجلس على شفيرها، ثم دعا باناء من ماء فتوضأ، ثم مضمض ودعا ثم صبه فيها، فتركناها غير بعيد، ثم انها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا. 3920 - حدثني فضل بن يعقوب: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين أبو علي الحراني: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق قال: أنبانا البراء بن عازب رضي الله عنهما: أنهم كانوا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية ألفا وأربعمائة أو أكثر، فنزلوا على بئر فنزحوها، فأتوا رسول الله ﷺ، فأتى البئر وقعد على شفيرها، ثم قال: (ائتوني بدلو من مائها). فأتي به، فبصق فدعا ثم قال: (دعوها ساعة). فأرووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا. [3384] 3921 / 3923 - حدثنا يوسف بن عيسى: حدثنا ابن فضيل: حدثنا حصين، عن سالم، عن جابر رضي الله عنه قال: عطش الناس يوم الحديبية، ورسول الله ﷺ بين يديه ركوة فتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول الله ﷺ: (ما لكم). قالوا: يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك، قال: فوضع النبي ﷺ يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، قال: فشربنا وتوضأنا، فقلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة. (3922) - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة: قلت لسعيد بن المسيب: بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول: كانوا أربع عشرة مائة، فقال لي سعيد: حدثني جابر: كانوا خمس عشرة مائة، الذين بايعوا النبي ﷺ يوم الحديبية. قال أبو داود: حدثنا قرة، عن قتادة. تابعه بن بشار: حدثنا أبو داود: حدثنا شعبة. (3923) حدثنا علي: حدثنا سفيان: قال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال لنا رسول الله ﷺ يوم الحديبية: (أنتم خير أهل الأرض). وكنا ألفا وأربعمائة، ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة. تابعه الأعمش: سمع سالما: سمع جابرا: ألفا وأربعمائة. [3383]

 

3924 - وقال عبيد الله بن معاذ: حدثنا أبي: حدثنا شعبة، عن عمر بن مرة: حدثني عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة، وكانت أسلم ثمن المهاجرين. تابعه محمد بن بشار: حدثنا أبو داود: حدثنا شعبة. 3925 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى، عن اسماعيل، عن قيس: أنه سمع مرداسا الأسلمي يقول، وكان من أصحاب الشجرة: (يقبض الصالحون، الأول فالأول، وتبقى حفالة كحفالة التمر والشعير، لا يعبأ الله بهم شيئا).

 

3926 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن مراون والمسور بن مخرمة قالا: خرج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعر وأحرم منها، لا أحصي كم سمعته من سفيان، حتى سمعته يقول: لا أحفظ من الزهري الإشعار والتقليد، فلا أدري، يعني موضع الإشعار والتقليد، أو الحديث كله. [1608] 3927 - حدثنا الحسن بن خلف قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن أبي بشر ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجزة: أن رسول الله ﷺ رآه وقمله يسقط على وجهه، فقال: (أيؤذيك هوامك). قال: نعم، فأمره رسول الله ﷺ أن يحلق، وهو بالحديبية، لم يتبين لهم أنهم يحلون بها، وهم على طمع أن يدخول مكة، فأنزل الله الفدية، فأمره رسول الله ﷺ: (أن يطعم فرقا بين ستة مساكين، أو يهدي شاة، أو يصوم ثلاثة أيام).

 

 

[1719] 3928 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق، فلحقت عمر امرأة شابة، فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي وترك صبية صغار، والله ما ينضجون كراعا، ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع، وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهد أبي مع النبي ﷺ، فوقف عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطا في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما، وحمل بينهما نفقة وثيابا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها؟ قال عمر: ثكلتك أمك، والله إني لأرى أبا هذه وأخاها، قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه، ثم أصبحان نستفيء سهمانهما فيه.

 

 

3929 / 3932 - حدثني محمد بن رافع: حدثنا شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: لقد رأيت الشجرة، ثم أتيتها بعد فلم أعرفها. قال أبو عبد الله: قال محمود: ثم أنسيتها بعد. (3930) - حدثنا محمود: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن طارق بن عبد الله قال: انطلقت حاجا، فمررت بقوم يصلون، قلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته، فقال سعيد: حدثني أبي: أنه كان فيمن بايع رسول الله ﷺ تحت الشجرة، قال: فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها، فلم نقدر عليها.

 

 

فقال سعيد: ان أصحاب محمد ﷺ لم يعلموها، وعلمتموها أنتم، فأنتم أعلم؟ (3931) - حدثنا موسى: حدثنا أبو عوانة: حدثنا طارق، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه: أنه كان ممن بايع تحت الشجرة، فرجعنا إليها العام المقبل فعميت علينا. (3932) - حدثنا قبيضة: حدثنا سفيان، عن طارق قال: ذكرت عند سعيد ابن المسيب الشجرة فضحك، فقال: أخبرني أبي: وكان شهدها.

 

 

3933 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة، عن عمر بن مرة قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان النبي ﷺ إذا أتاه قوم بصدقة قال: (اللهم صل عليهم). فأتاه أبي بصدقته فقال: (اللهم صلى على آل أبي أوفى). [1426]

 

3934 - حدثنا إسماعيل، عن أخيه، عن سليمان، عن عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم قال: لما كان يوم الحرة، والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة، فقال ابن زيد: على ما يبايع ابن حنظلة الناس؟ قيل له: على الموت، قال: لا أبايع على ذلك أحدا بعد رسول الله ﷺ، وكان شهد معه الحديبية. [2799] 3935 - حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي قال: حدثني أبي: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع قال: حدثني أبي، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كنا نصلي مع النبي ﷺ الجمعة ثم ننصرف، وليس للحيطان ظل نستظل فيه. 3936 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد الله قال: قلت لسلمة بن الأكوع: على أي شيء بايعتم رسول الله ﷺ يوم الحديبية؟ قال: على الموت. [2800] 3937 - حدثني أحمد بن إشكاب: حدثنا محمد بن فضيل، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما، فقلت: طوبى لك، صحبت النبي ﷺ وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده. 3938 - حدثنا إسحاق: حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا معاوية، هو ابن سلام، عن يحيى، عن أبي قلابة: أن ثابت بن الضحاك أخبره: أنه بايع النبي ﷺ تحت الشجرة. [4562]

 

3939 - حدثني أحمد بن إسحاق: حدثنا عثمان بن عمر: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}. قال: الحديبية، قال أصحابه: هنيئا مريئا، فما لنا؟ فأنزل الله: {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار}. قال: شعبة: فقدمت الوفة، فحدثت بهذا كله عن قتادة، ثم رجعت فذكرت له فقال: أما: {إنا فتحنا لك}. فعن أنس، وأما هنيئا مرئيا، فعن عكرمة. [4554]. 3940 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا أبو عامر: حدثنا إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر الأسلمي، عن أبيه، وكان ممن شهد الشجرة، قال: اني لأوقد تحت القدر بلحوم الحمر، إذ نادى منادي رسول الله ﷺ: إن رسول الله ﷺ ينهاكم عن لحوم الحمر. وعن مجزأة، عن رجل منهم، من أصحاب الشجرة، اسمه أهبان بن أوس، وكان اشتكى ركبته، فكان إذا سجد جعل تحت ركبته وسادة. 3941 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سويد بن النعمان، وكان من أصحاب الشجرة: كان رسول الله ﷺ وأصحابه أتو بسويق، فلاكوه.

 

3942 - حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع: حدثنا شاذان، عن شعبة، عن أبي جمرة قال: سألت عائذ بن عمرو رضي الله عنه، وكان من أصحاب النبي ﷺ من أصحاب الشجرة، هل ينقض الوتر؟ قال: إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره. 3943 - حدثني عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ كان يسير في بعض أسفاره، وعمر ابن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجيبه رسول الله ﷺ، ثم سأله فلم يجيبه، ثم سأله فلم يجيبه، فقال عمر بن الخطاب: ثكلتك أمك يا عمر، نزرت رسول الله ﷺ ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري ثم تقدمت أمام المسلمين، وخشيت أن ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون قد نزل في قرآن، وجئت رسول الله ﷺ فسلمت عليه، فقال: (لقد أنزلت علي الليلة سورة، لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}). [4553، 4725] 3944 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري حين حدث هذا الحديث، حفظت بعضه، وثبتني معمر، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم: يزيد أحدهما على صاحبه قالا: خرج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما أتى ذا الحليفة، قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة، وبعث عينا له من خزاعة، وسار النبي ﷺ حتى كان بغدير الأشطاط أتاه عينه، قال: إن قريشا جمعوا لك جموعا، وقد جمعوا لك الأحابيش، وهم مقاتلوك، وصادوك عن البيت، ومانعوك. قال: (أشيروا أيها الناس علي، أترون أن أميل إلى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت، فإن يأتونا كان الله عز وجل قد قطع عينا من المشركين وإلا تركناهم محروبين). قال أبو بكر: يا رسول الله، خرجت عامدا لهذا البيت، لا تريد قتل أحد، ولا حرب أحد، فتوجه له، فمن صدنا عنه قاتلناه. قال: (امضوا على اسم الله). [1608]

 

3945 - حدثني إسحاق: أخبرنا يعقوب: حدثني ابن أخي ابن شهاب، عن عمه: أخبرني عروة بن الزبير: أنه سمع مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة: يخبران خبرا من خبر رسول الله ﷺ في عمرة الحديبية، فكان فيما أخبرني عروة عنهما: أنه لما كاتب رسول الله ﷺ سهيل بن عمرو يوم الحديبية على قضية المدة، وكان فيما اشترط سهيل بن عمرو أنه قال: لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، وخليت بيننا وبينه. وأبى سهيل أن يقاضي رسول الله ﷺ إلا على ذلك، فكره المؤمنون ذلك وامعضوا، فتكلموا فيه، فلما أبى سهيل أن يقاضي رسول الله ﷺ إلا على ذلك، كاتبه رسول الله ﷺ، فرد رسول ﷺ أبا جندل بن سهيل يومئذ إلى أبيه سهيل ابن عمرو، ولم يأت رسول الله ﷺ أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة، وإن كان مسلما، وجاءت المؤمنات مهاجرات، فكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله ﷺ، وهي عاتق، فجاء أهلها يسألون رسول الله ﷺ أن يرجعها إليهم، حتى أنزل الله تعالى في المؤمنات ما أنزل. 3946 - قال ابن شهاب: وأخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ قالت: إن رسول الله ﷺ كان يمتحن من هاجر من المؤمنات بهذه الآية: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك}. وعن عمه قال: بلغنا حين أمر الله رسوله ﷺ أن يرد إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم، وبلغنا أن أبا بصير: فذكره بطوله. [1608]

 

3947/3949 - حدثنا قتيبة، عن مالك، عن نافع: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خرج معتمرا في الفتنة، فقال: إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله ﷺ، فأهل بعمرة، من أجل أن رسول الله ﷺ كان أهل بعمرة عام الحديبية. (3948) - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أنه أهل وقال: إن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل النبي ﷺ، حين حالت كفار قريش بينه، وتلا: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.

 

(3949) - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا جويرية، عن نافع: أن عبيد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله أخبراه: أنهما كلما عبد الله بن عمر. وحدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويرية، عن نافع: أن بعض بني عبد الله قال له: لو أقمت العام، فإني أخاف أن لا تصل إلى البيت، قال: خرجنا مع النبي ﷺ فحال كفار قريش دون البيت، فنحر النبي ﷺ هداياه، وحلق وقصر أصحابه. قال أشهدكم أني أوجبت عمرة، فإن خلي بيني وبين البيت طفت، وإن حيل بيني وبين البيت صنعت كما صنع رسول الله ﷺ، فسار ساعة، ثم قال: ما أرى شأنهما إلا واحدا، أشهدكم أني قد أوجبت حجة مع عمرتي، فطاف طوافا واحدا، وسعيا واحدا، حتى حل منهما جميعا. [1558] 3950/ 3951 - حدثني شجاع بن الوليد: سمع النضر بن محمد، حدثنا صخر، عن نافع قال: إن الناس يتحدثون أن ابن عمر أسلم قبل عمر، وليس كذلك، ولكن عمر يوم الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار، يأتي به ليقاتل عليه، ورسول الله ﷺ يبايع عند الشجرة، وعمر لا يدري بذلك، فبايعه عبد الله ثم ذهب إلى الفرس، فجاء به إلى عمر، وعمر يستلئم للقتال، فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع تحت الشجرة، قال: فانطلق، فذهب معه حتى بايع رسول الله ﷺ، فهي التي يتحدث الناس أن ابن عمرأسلم قبل عمر. (3951) وقال هشام بن عمار: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا عمر بن محمد العمري: أخبرني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن الناس كانوا مع النبي ﷺ يوم الحديبية، تفرقوا في ظلال الشجر، فإذا الناس محدقون بالنبي ﷺ، فقال: يا عبد الله، انظر ما شأن الناس قد أحدقوا برسول الله ﷺ؟ فوجدهم يبايعون، فبايع ثم رجع إلى عمر، فخرج فبايع.

 

 

3952 - حدثنا ابن نمير: حدثنا يعلى: حدثنا إسماعيل قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي ﷺ حين اعتمر، فطاف فطفنا معه، وصلى فصلينا معه، وسعى بين الصفا والمروة، فكنا نستره من أهل مكة لا يصيبه أحد بشيء. [1523] 3953 - حدثنا الحسن بن إسحاق: حدثنا محمد بن سابق: حدثنا مالك بن مغول قال: سمعت أبا حصين قال: قال أبو وائل: لما قد سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره، فقال: اتهموا الرأي، فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد على رسول الله ﷺ أمره لرددت، والله ورسوله أعلم، وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه قبل هذا الأمر، ما نسد منها خصما إلا انفجر علينا خصم ما ندري كيف نأتي له. [3010] 3954/3955 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجزة رضي الله عنه قال: أتى علي النبي ﷺ زمن الحديبية، والقمل يتناثر على وجهي، فقال: (أيؤذيك هوام رأسك). قلت: نعم، قال: (فاحلق، وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، أو انسك نسيكة). قال: أيوب: لا أدري بأي هذا بدأ. (3955) حدثني محمد بن هشام أبو عبد الله: حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجزة قال: كنا مع رسول الله ﷺ بالحديبية ونحن محرمون، وقد حصرنا المشركون، قال: كانت لي فروة، فجعلت الهوام تساقط على وجهي، فمر بي رسول الله ﷺ فقال: (أيؤذيك هوام رأسك). قلت: نعم، قال: وأنزلت هذه الآية: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك}. [1719] 34 - باب: قصة عكل وعرينة.

 

 

3956/3957 - حدثني عبد الأعلى بن حماد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة: أن أنسا رضي الله عنه حدثهم: أن ناسا من عكل وعرينة، قدموا المدينة على النبي ﷺ وتكلموا بالإسلام، فقالوا: يانبي الله، إنا كنا أهل ضرع، ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمرلهم رسول الله ﷺ بذود وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي ﷺ واستاقوا الذود، فبلغ النبي ﷺ فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم فسمروا أعينهم، وقطعوا أيديهم، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم. قال قتادة: بلغنا أن النبي ﷺ بعد ذلك كان يحث على الصدقة، وينهى عن المثلة. وقال شعبة أبان وحماد عن قتادة: من عرينة. وقال يحيى بن أبي كثير وأيوب عن أبي قلابة عن أنس: قدم نفر من عكل. (3957) - حدثني محمد بن عبد الرحيم: حدثنا حفص بن عمر، أبوعمر الحوضي: حدثنا حماد بن زيد: حدثنا أيوب والحجاج الصواف قال: حدثني أبو رجاء مولى أبي قلابة، وكان معه بالشأم: أن عمر بن عبد العزيز استشار الناس يوما، قال: ما تقولون في هذه القسامة؟ فقالوا: حق قضى بها رسول الله ﷺ وقضت بها الخلفاء قبلك، قال: وأبو قلابة خلف سريره، فقال عنبسة بن سعيد: فأين حديث أنس في العرنيين؟ قال أبو قلابة: إياي حدثه أنس بن مالك.

 

 

قال: عبد العزيز بن صهيب، عن أنس: عن عرينة. وقال أبو قلابة، عن أنس: من عكل، ذكر القصة. [231] 35 - باب: غزوة ذات القرد. وهي الغزوة التي أغاروا على لقاح النبي ﷺ قبل خيبر بثلاث. 3958 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول: خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، وكانت لقاح رسول الله صله الله عليه وسلم ترعى بذي قرد، قال: فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال: أخذت لقاح رسول الله ﷺ، قلت: من أخذها؟ قال: غطفان، قال: فصرخت ثلاث صرخات: يا صباحاه، قال: فأسمعت ما بين لابتي المدينة، ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم وقد أخذوا يستقون من الماء، فجعلت أرميهم بنبلي، وكنت راميا، وأقول: أنا ابن الأكوع *** واليوم يوم الرضع وأرتجز، حتى استنفذت اللقاح منهم، واستلبت منهم ثلاثين بردة. قال: وجاء النبي ﷺ والناس، فقلت: يا نبي الله، قد حميت القوم الماء وهم عطاش، فابعث إليهم الساعة، فقال: (يا ابن الأكوع، ملكت فأسجح). قال: ثم رجعنا ويردفني رسول الله ﷺ على ناقته حتى دخلنا المدينة. [2876] 36 - باب: غزوة خيبر. 3959 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار: أن سويد بن النعمان أخبره: أنه خرج مع النبي ﷺ عام خيبر، حتى أذا كنا بالصهباء، وهي من أدنى خيبر، صلى العصر، ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق، فأمر به فثري، فأكل وأكلنا، ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ.

 

 

[206] 3960 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي ﷺ إلى خيبر، فسرنا ليلا، فقال رجل من القوم لعامر، يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلا شاعرا حداء، فنزل يحدو بالقوم يقول: اللهم لولا أنت ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اتقينا *** وثبت الأقدام إن لاقينا وألقين سكينة علينا *** إنا إذا صيح بنا أبينا وبالصياح عولوا علينا. فقال رسول الله ﷺ: (من هذا السائق). قالوا: عامر بن الأكوع، قال: (يرحمه الله). قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به؟ فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله تعالى فتحها عليهم، فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم، أوقدوا نيرانا كثيرة، فقال النبي ﷺ: (ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون). قالوا: على لحم، قال: (على أي لحم). قالوا: لحم حمر الإنسية، قال النبي ﷺ: (أهريقوها واكسروها). قال رجل: يا رسول الله، أو نهريقها ونغسلها؟ قال: (أو ذاك). فلما تصاف القوم كان سيف عمر قصيرا، فتناول به ساق يهودي ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر فمات منه، قال: فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله ﷺ وهو آخذ بيدي قال: (مالك). قلت له: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله؟ قال النبي ﷺ: (كذب من قاله، إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد، قل عربي مشى بها مثله). حدثنا قتيبة: حدثنا حاتم، قال:(نشأ بها). [2345] 3961/3962 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن حميد الطويل، عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ أتى خيبر ليلا، وكان إذا أتى قوما بليل لم يغز بهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالو: محمد والله، محمد والخميس. فقال النبي ﷺ: (خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بسحة القوم فساء صباح المنذرين).

 

(3962) - أخبرنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة: حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صبحنا خيبر بكرة، فخرج أهلها بالمساحي، فلما بصروا بالنبي ﷺ قالوا: محمد والله، محمد والخميس. فقال النبي ﷺ: (الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين). فأصبنا من لحوم الحمر، فنادى منادي النبي ﷺ: (إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر، فإنها رجس). [364]

 

3963 - حدثناعبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا أيوب، عن محمد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ جاءه جاء فقال: أكلت الحمر، فسكت، ثم أتاه الثانية فقال: أكلت الحمر، فسكت، ثم أتاه الثالثة فقال: أفنيت الحمر، فأمر مناديا فنادى في الناس: (إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية). فأكفئت القدور، وإنها لتفور باللحم. [5208، وانظر: 364] 3964/3965 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: صلى النبي ﷺ الصبح قريبا من خيبر بغلس، ثم قال: (الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة القوم فساء صباح المنذرين). فخرجوا يسعون في السكك، فقتل النبي ﷺ المقاتلة وسبى الذرية، وكان في السبي صفية، فصارت إلى دحية الكلبي، ثم صارت إلى النبي ﷺ، فجعل عتقها صداقها. فقال: عبد العزيز بن صهيب لثابت: يا أبا محمد، آنت قلت لأنس: ما أصدقها؟ فحرك ثابت رأسه تصديقا له. (3965) - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سبى النبي ﷺ صفية، فأعتقها وتزوجها. فقال ثابت لأنس: ما أصدقها؟ قال: أصدقها نفسها، فأعتقها.

 

 

[364] 3966 - حدثنا قتيبة: حدثنا يعقوب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله ﷺ إلى عسكره ومال الأخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله ﷺ رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقيل: ماأجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله ﷺ: (أما إنه من أهل النار). فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه لكما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فخرج الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: (وما ذاك). قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله ﷺ عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار. إن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة). [2742] 3967 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد ابن المسيب: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا خيبر، فقال رسول الله ﷺ لرجل ممن معه يدعي الإسلام: (هذا من أهل النار). فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة، فكاد بعض الناس يرتاب، فوجد الرجل ألم الجراحة، فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه، فاشتد رجال من المسلمين فقالوا: يا رسول الله، صدق الله حديثك، انتحر فلان فقتل نفسه، فقال: (قم يا فلان، فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر). تابعه معمر، عن الزهري. وقال شبيب، عن يونس، عن ابن شهاب: أخبرني ابن المسيب، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أن أبا هريرة قال: شهدنا مع النبي ﷺ خيبر. وقال ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد، عن النبي ﷺ. تابعه صالح عن الزهري. وقال الزبيدي: أخبرني الزهري: أن عبد الرحمن بن كعب أخبره: أن عبيد الله بن كعب قال: أخبرني من شهد مع النبي ﷺ خيبر. وقال الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله وسعيد، عن النبي ﷺ. [2897] 3968 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: لما غزا رسول الله ﷺ خيبر، أو قال: لما توجه رسول الله ﷺ، أشرف الناس على واد، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله ﷺ: (اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، وهو معكم). وأنا خلف دابة رسول الله ﷺ، فسمعني وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال لي: (يا عبد الله بن قيس). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة). قلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله). [2830] 3969 - حدثنا المكي بن ابراهيم: حدثنا يزيد بن أبي عبيد قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي ﷺ فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة. 3970 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال: التقى النبي ﷺ والمشركون في بعض مغازيه، فاقتتلوا، فمال كل قوم إلى عسكرهم، وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركون شاذة ولا فاذة إلا اتبعها فضربها بسيفه، فقيل: يا رسول الله، ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان، فقال: (إنه من أهل النار). فقالوا: أينا من أهل الجنة، إن كان هذا من أهل النار؟ فقال رجل من القوم: لأتبعنه، فإذا أسرع وأبطأ كنت معه، حتى جرح، فاستعجل الموت، فوضع نصاب سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي ﷺ فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: (وما ذاك). فأخبره، فقال: (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنه، فيما يبدو للناس، وإنه من أهل النار. ويعمل بعمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة). [2742] 3971 - حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي: حدثنا زياد بن الربيع، عن أبي عمران قال: نظر أنس إلى الناس يوم الجمعة، فرأى طيالسة، فقال: كأنهم الساعة يهود خيبر. 3972 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة رضي الله عنه قال: كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه تخلف عن النبي ﷺ في خيبر، وكان رمدا، فقال: أنا أتخلف عن النبي ﷺ، فلحق به، فلما بتنا الليلة التي فتحت، قال: (لأعطين الراية غدا، أو: ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله، يفتح الله عليه). فنحن نرجوها، فقيل: هذا علي، فأعطاه ففتح عليه. [2812] 3973 - حدثنا قتيبة قن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال يوم خيبر: (لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله). قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ﷺ كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: (أين علي ابن أبي طالب). فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: (فأرسلوا إليه). فأتي به فبصق رسول الله ﷺ في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحد، خير لك من أن يكون لك حمر النعم). [2783] 3974/3976 - حدثنا عبد الغفار بن داود: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن (ح). وحدثني أحمد بن عيسى: حدثنا وهب قال: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن عمرو مولى المطلب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدمنا خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن، ذكر له جمال صفية بنت حيي ابن أخطب، وقد قتل زوجها وكانت عروسا، فاصطفاها النبي ﷺ لنفسه، فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت، فبنى بها رسول الله ﷺ، ثم صنع حيسا في نطع صغير، ثم قال: (آذن من حولك). فكانت تلك وليمته على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيت النبي ﷺ يحوي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب. (3975) - حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن يحيى، عن حميد لطويل: سمع أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي ﷺ أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام، حتى أعرس بها، وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب. (3976) - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير قال: أخبرني حميد: أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول: أقام النبي ﷺ بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفيه، فدعوت المسلمين إلى وليمته، وما كان فيها من خبز ولا لحم، وما كان فيها إلا أن أمر بلالا بالأنطاع فبسطت، فألقى عليها التمر والأقط والسمن، فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين، أو ملكت يمينه؟ فقالوا: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه. فلما ارتحل وطأ لها خلفه، ومد الحجاب.

 

 

[364] 3977 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا وهب: حدثنا شعبة، عن حيمد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: كنا محاصري خيبر، فرمى إنسان بجراب فيه شحم، فنزوت لآخذه، فالتفت فإذا النبي ﷺ فاستحييت. [2984] 3978 - حدثني عبيد الله بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع وسالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ نهى يوم خيبر عن أكل الثوم، وعن لحوم الحمر الأهلية. نهى عن أكل الثوم: هو عن نافع وحده. ولحوم الحمر الأهلية: عن سالم. [3980، 3981، 5202، وانظر: 815] 3979 - حدثني يحيى بن قزعة: حدثنا ملك، عن ابن شهاب، عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية. [4825، 5203، 6560]

 

3980/3981 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: حدثنا عبيد الله ابن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية. (3981) - حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا محمد بن عبيد: حدثنا عبيد الله، عن نافع وسالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله ﷺ عن أكل لحوم الحمر الأهلية.

 

 

[3978] 3982 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو، عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله ﷺ يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، ورخص في الخيل. [5201، 5204] 3983/3986 - حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا عباد، عن الشيباني قال: سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول: أصابتنا مجاعة يوم خيبر، فإن القدور لتغلي، وقال: وبعضها نضجت، فجاء منادي النبي ﷺ: (لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا، وأهريقوها). قال ابن أبي أفى: فتحدثنا أنه إنما نهى عنها لأنها لم تخمس، وقال بعضهم، نهى عنها ألبتة، لأنها كانت تأكل العذرة. (3984) - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة قال: أخبرني عدي بن ثابت، عن البراء وعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهم: أنهم كانوا مع النبي ﷺ فأصابوا حمرا فطبخوها، فنادى منادي رسول الله ﷺ: (أكفئوا القدور). (3985) - حدثني إسحاق: حدثنا عبد الصمد: حدثنا شعبة: حدثنا عدي بن ثابت: سمعت البراء وابن أبي أوفى رضي الله عنهم يحدثان، عن النبي ﷺ أنه قال يوم خيبر، وقد نصبوا القدور: (أكفئوا القدور).

 

 

حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: غزونا مع النبي ﷺ، نحوه. (3986) حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا ابن أبي زائدة: أخبرنا عاصم، عن عامر، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا النبي ﷺ في غزوة خيبر: أن نلقي الحمر الأهلية نيئة ونضيجة، ثم لم يأمرنا بأكله بعد. [2986] 3987 - حدثني محمد بن أبي الحسين: حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي، عن عاصم، عن عامر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا أدري أنهى عنه رسول الله ﷺ من أجل أنه كان حمولة الناس، فكره أن تذهب حمولتهم، أو حرمه في خيبر: لحم الحمر الأهلية. 3988 - حدثنا الحسن بن إسحاق: حدثنا محمد بن سابق: حدثنا زائدة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قسم رسول الله ﷺ يوم خيبر للفرس سهمين وللراجل سهما. قال: فسره نافع فقال: إذا كان مع الرجل فرس فله ثلاثة أسهم، فإن لم يكن له فرس فله سهم. [2708] 3989 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب: أن جبير بن مطعم أخبره قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي ﷺ، فقلنا أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا، ونحن بمنزلة واحدة منك. فقال: (إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد). وقال جبير: ولم يقسم النبي ﷺ لبني عبد شمس وبني نوفل شيئا. [2971] 3990/3992 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة: حدثنا يزيد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: بلغنا مخرج النبي مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن، فخرجنا إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم، إما قال: في بضع، وإما قال: في ثلاثة وخمسين، أو: اثنين وخمسين رجلا في قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا، فوافقنا النبي ﷺ حين افتتح خيبر، وكان أناس من الناس يقولون لنا، يعني لأهل السفينة: سبقناكم بالهجرة. ودخلت أسماء بنت عميس، وهي ممن قدم معنا، على حفصة زوج النبي ﷺ زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة، وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: آلحبشية هذه، آلبحرية هذه؟ قالت أسماء: نعم، قال: سبقانكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله منكم، فغضبت وقالت: كلا والله، كنتم مع رسول الله ﷺ يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار - أو في أرض - البعداء البغضاء بالحبشة، وذلك في الله ورسوله ﷺ، وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا، حتى أذكر ما قلت لرسول الله ﷺ، ونحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لنبي ﷺ وأسأله، والله ولا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه. فلما جاء النبي ﷺ قالت: يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا؟ قال: (فما قلت له). قالت: قلت له كذا وكذا، قال: (ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان). قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا، يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي ﷺ. قال أبو بردة: قالت أسماء: رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. (3991) - وقال أبو بردة، عن أبي موسى: قال النبي ﷺ: (إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار، ومنهم حكيم، إذا لقي الخيل، أو قال: العدو، قال لهم: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم). (3992) - حدثني إسحاق بن إبراهيم: سمع حفص بن غياث: حدثنا بريد ابن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قدمنا على النبي ﷺ بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا، ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا.

 

 

[2967] (3993) - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا أبو إسحاق، عن مالك بن أنس قال: حدثني ثور قال: حدثني سالم مولى بن مطيع: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: افتتحنا خيبر، ولم نغنم ذهبا أو فضة، انما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله ﷺ إلى وادي القرى، ومعه عبد له يقال له مدعم، أهداه له أحد بني الضباب، فبينما هو يحط رحل رسول الله ﷺ إذ جاءه سهم عائر، حتى أصاب ذلك العبد، فقال الناس: هنيئا له الشهادة، فقال رسول الله ﷺ: (بل، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم، لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارا) فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي ﷺ بشراك أو بشراكين، فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله ﷺ: (شراك، - أو شراكان - من نار). [6329] 3994/3995 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني زيد، عن أبيه: أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أما والذي نفسي بيده، لولا أن أترك آخر الناس ببانا ليس لهم شيء، ما فتحت علي قرية إلا قسمتها، كما قسم النبي ﷺ خيبر، ولكني أتركها خزانة لهم يقتسمونها. (3995) - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا ابن مهدي، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه قال: لولا آخر المسلمين، ما فتحت عليهم قرية إلا قسمتها، كما قسم النبي صلى الله ﷺ خيبر.

 

 

[2209] 3996/3997 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري، وسأله إسماعيل بن أمية، قال: أخبرني عنبسة بن سعيد: أن أبا هريرة رضي الله عنه أتى النبي ﷺ فسأله، قال له بعض بني سعيد بن العاص: لا تعطه، فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قوقل، فقال: واعجباه لوبر، تدلى من قدوم الضأن. ويذكر الزبيدي، عن الزهري قال: أخبرني عنبية بن سعيد: أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيد بن العاص قال: بعث رسول الله ﷺ أبان على سرية من المدينة قبل نجد، قال أبو هريرة: فقدم أبان وأصحابه على النبي ﷺ بخيبر بعد ما افتتحها، وإن حزم خيلهم، وإن حزم خيلهم لليف. قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله، لاتقسم لهم، قال أبان: وأنت بهذا يا وبر، تحدر من رأس ضأن. فقال النبي ﷺ: (يا أبان اجلس). فلم يقسم لهم.

 

 

(3997) - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال: أخبرني جدي، أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي ﷺ فسلم عليه، فقال أبو هريرة: يا رسول الله، هذا قاتل ابن قوقل، فقال أبان لأبي هريرة: واعجبا لك، وبر تدأدأ من قدوم ضأن، ينعى علي امرأ أكرمه الله بيدي، ومنعه أن يهينني بيده. [2672] 3998 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أن فاطمة عليها السلام، بنت النبي ﷺ، أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله ﷺ، مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خبير، فقال أبو بكر: إن رسول الله ﷺ قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة، انما يأكل آل محمد - ﷺ - في هذا المال). وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله ﷺ عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ﷺ، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ﷺ. فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي ﷺ ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبي بكر: أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك، كراهية لمحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك، فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي، والله لآتيهم، فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي، فقال: إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك، ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله ﷺ نصيبا، حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال، فلم آل فيها عن الخير، ولم أترك أمرا رأيت رسول الله ﷺ يصنعه فيها إلا صنعته. فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر، فتشهد، وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة، وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر وتشهد علي، فعظم حق أبي بكر، وحدث: أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكارا للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا، فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا. فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت، وكان لمسلمون إلى علي قريبا، حين راجع الأمر المعروف. [2926] 3999 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا حرمي: حدثنا شعبة قال: أخبرني عمارة، عن عكرمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع التمر. 4000 - حدثنا الحسن: حدثنا قرة بن حبيب: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما شبعنا حتى فتحنا خيبر. 37 - باب: استعمال النبي صلى الله عليه على أهل خيبر.

 

 

4001 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن عبد المجيد بن سهيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ استعمل رجلا على خيبر، فجاءه بتمر جنيب، فقال رسول الله ﷺ: (أكل تمر خيبر هكذا). فقال: لا والله يا رسول الله، إنا لنأخذ لاصاع من هذا بالصاعين، بالثلاثة، فقال: (لا تفعل، بع الجمع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جنيبا). وقال عبد العزيز بن محمد: عن عبد المجيد، عن سعيد: ان أبا سعيد وأبا هريرة حدثاه: أن النبي ﷺ بعث أخا بني عدي من الأنصار إلى خيبر، فأمره عليها. وعن عبد المجيد، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة وأبي سعيد: مثله. [2089] 38 - باب: معاملة النبي ﷺ أهل خيبر. 4002 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويريه، عن نافع، عن عبد الله رضي الله عنه قال: أعطى النبي ﷺ خيبر اليهود: أن يعملوها ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها. [2165] 39 - باب: الشاة التي سمت للنبي ﷺ بخيبر.

 

 

رواه عروة، عن عائشه، عن النبي ﷺ. 4003 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله ﷺ شاة فيها سم. [2998] 40 - باب: غزوة زيد بن حارثه.

 

 

4004 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا سفيان بن سعيد: حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله ﷺ أسامه على قوم فطعنوا في إمارته، فقال: (إن تطعنوا في إمارته، فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وايم الله لقد كان خليفا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده). [3524] 41 - باب: عمرة القضاء. ذكره أنس، عن النبي ﷺ. 4005: حدثني عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: لما اعتمر النبي ﷺ في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب، كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قالوا: لا نقر لك بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا، ولكن أنت محمد بن عبد الله. فقال: (أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله). ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: (امح رسول الله). قال علي: لا والله لا أمحوك أبدا، فأخذ رسول الله ﷺ الكتاب، وليس يحسن يكتب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد ان أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها. فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا، فقالوا: قل لصاحبك: اخرج عنا، فقد مضى الأجل. فخرج النبي ﷺ، فتبعته ابنة حمزة، تنادي: يا عم يا عم، فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك احمليها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، قال علي: أنا أخذتها، وهي بنت عمي. وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي. وقال زيد: ابنة أخي. فقضى بها النبي ﷺ لخالتها، وقال: (الخالة بمنزلة الأم). وقال لعلي: (أنت مني وأنا منك). وقال لجعفر: (أشبهت خلقي وخلقي). وقال لزيد: (أنت أخونا ومولانا). وقال علي: ألا تتزوج بنت حمزة؟ قال: (انها ابنة أخي من الرضاعة). [1689] 4006 - حدثني محمد هو ابن رافع: حدثنا سريج: حدثنا فليح (ح). قال: وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم قال: حدثني أبي: حدثنا فليح بن سليمان، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ خرج معتمرا، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل، ولا يحمل سلاحا عليهم إلا سيوفا، ولا يقيم بها إلا ما أحبوا، فاعتمر من العام المقبل، فدخلها كما كان صالحهم، فلما أن أقام به ثلاثا، أمروه أن يخرج فخرج. [2554] 4007 - حدثني عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة، ثم قال: كم اعتمر النبي ﷺ، قال: أربعا، ثم سمعنا استنان عائشة، قال عروة: يا أم المؤمنين، ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن: إن النبي ﷺ اعتمر أربع عمر، فقالت: ما اعتمر النبي ﷺ عمرة إلا هو شاهده، وما اعتمر رجب قط.

 

 

[1665] 4008 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد: سمع ابن أبي أوفى يقول: لما اعتمر رسول الله ﷺ سترناه من غلمان المشركين ومنهم، أن يؤذوا رسول الله ﷺ. [1523] 4009 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، هو ابن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله ﷺ وأصحابه، فقال المشركون: إنه يقدم عليكم وفد وهنتهم حمى يثرب، وأمرهم النبي ﷺ أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا بين الركنين، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم. وزاد ابن سلمة، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما قدم النبي ﷺ لعامه الذي استأمن، قال: (أرملوا). ليرى المشركون قوتهم، والمشركون من قبل قعيقعان. [1525] 4010 - حدثني محمد، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنما سعى النبي ﷺ بالبيت، وبين الصفا والمروة، ليري المشركين قوته. [1566] 4011 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: تزوج النبي ﷺ ميمونة وهو محرم، وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف. وزاد ابن إسحاق: حدثني ابن أبي نجيح وأبان بن صالح، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس قال: تزوج النبي ﷺ ميمونة في عمرة القضاء. [1740] 42 - باب: غزوة مؤتة من أرض الشام. 4012/4013 - حدثنا أحمد: حدثنا ابن وهب، عن عمرو، عن ابن أبي هلال قال: أخبرني نافع: أن ابن عمر أخبره: أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددت به خمسين طعنة وضربة، ليس منها شيء في دبره. يعني في ظهره. (4013) - أخبرنا أحمد بن أبي بكر: حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله ﷺ في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسول الله ﷺ: (إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة). قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين، من طعنة ورمية.

 

 

4014 - حدثنا أحمد بن واقد: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلاب، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي ﷺ نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب). وعيناه تذرفان: (حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم). [1189] 4015 - حدثنا قتيبة: حدثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: أخبرتني عمرة قالت: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: لما جاء قتل ابن حارثة، وجعفر ابن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم، جلس رسول الله ﷺ يعرف فيه الحزن، قالت عائشة: وأنا أطلع من صائب الباب، تعني من شق الباب، فأتاه رجل، فقال: أي رسول الله إن نساء جعفر، قالت: وذكر بكاءهن، فأمره أن ينهاهن، قال: فذهب الرجل ثم أتى، فقال: قد نهيتهن، وذكر أنهن لم يطعنه، قال: فأمر أيضا، فذهب ثم أتى فقال: والله لقد غلبننا، فزعمت أن رسول الله ﷺ قال: (فاحث في أفواههن من التراب). قالت عائشة: فقلت: أرغم الله أنفك، فوالله ما أنت تفعل، وما تركت رسول الله ﷺ من العناء. [1237] 4016 - حدثني محمد بن أبي بكر، حدثنا عرم بن علي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر قال: كان ابن عمر إذا حيا ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين،. [3506] 4017/4018 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: لعد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية. (4018) - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية. 4019/4020 - حدثني عمران بن ميسرة: حدثنا محمد بن فضيل، عن حصين، عن عامر، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: أغمي على عبد الله بن رواحة، فجعلت أخته عمرة تبكي: وا جبلاه، وا كذا وكذا، تعدد عليه، فقال حين أفاق: ما قلت شيئا إلا قيل لي: آنت كذلك. (4020) - حدثنا قتيبة: حدثنا عبثر، عن حصين، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة: بهذا، فلما مات لم تبك عليه. 43 - باب: بعث النبي ﷺ أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهنية.

 

 

4021 - حدثني عمرو بن محمد: حدثنا هشيم: أخبرنا حصين: أخبرنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول: بعثنا رسول الله ﷺ إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي ﷺ فقال: (يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله). قلت: كان متعوذا، فما زال يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. [6478] 4022/4023 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول: غزوت مع النبي ﷺ سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة. وقال عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي، عن يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة يقول: غزوت مع النبي ﷺ سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، علينا مرة أبو بكر، ومرة أسامة. (4023) - حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد: حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، بن الأكوع رضي الله عنه قال: غزوت مع النبي ﷺ سبع غزوات، وغزوت مع ابن حارثة، استعمله علينا. (4024) - حدثنا محمد بن عبد الله: حدثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال: غزوت مع النبي ﷺ سبع غزوات، فذكر خيبر، والحديبية، ويوم حنين، ويوم القرد، قال يزيد: ونسيت بقيتهم.

44 - باب: غزوة الفتح.

 

 

وما بعث به حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي ﷺ. 4025 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار قال: أخبرني الحسن بن محمد: أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد، فقال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها). قال: فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، فقلنا، لتخرجن الكتاب، أو لنلقين الثياب، قال: فأخرجته من عقاصها، فأتينا رسول الله ﷺ فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة، إلى ناس بمكة من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله ﷺ. فقال: رسول الله ﷺ: (يا حاطب، ما هذا؟). قال: يا رسول الله، لا تعجل علي، إني كنت امرءا ملصقا في قريش، يقول: كنت حليفا، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين، من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال: رسول الله ﷺ: (أما إنه قد صدقكم). فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: (إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم). فأنزل الله السورة: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق - إلى قوله - فقد ضل سواء السبيل}. [2845] 45 - باب: غزوة الفتح في رمضان. 4026/4029 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس أخبره: أن رسول الله ﷺ غزا غزوة الفتح في رمضان. قال: وسمعت سعيد بن المسيب يقول مثل ذلك. وعن عبيد الله بن عبد الله أخبره: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صام رسول الله ﷺ، حتى إذا بلغ الكديد - الماء الذي بين قديد وعسفان - أفطر، فلم يزل مفطرا حتى انسلخ الشهر. (4027) - حدثني محمود: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر قال: أخبرني الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف في مقدمة المدينة، فسار هو من معه من المسلمين إلى مكة، يصوم يصومون، حتى بلغ الكديد، وهو ماء بين عسفان وقديد، أفطر وأفطروا. قال الزهري: إنما يؤخذ من أمر رسول الله ﷺ الآخر فالآخر. (4028) - حدثني عياش بن الوليد: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خرج النبي ﷺ في رمضان إلى حنين، والناس مختلفون، فصائم ومفطر، فلما استوى على راحلته، دعا بإناء من لبن أو ماء، فوضعته على راحته، أو: على راحلته، ثم نظر إلى الناس، فقال المفطرون للصوام: أفطروا.

 

 

وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: خرج النبي ﷺ عام الفتح. وقال حماد بن زيد، عن أيوب عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ.

 

(4029) - حدثنا علي عبد الله: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس قال: سافر رسول الله ﷺ في رمضان، فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء من ماء، فشرب نهارا ليراه الناس، فأفطر حتى قدم مكة. وقال: وكان ابن عباس يقول: صام رسول الله ﷺ في السفر وأفطر، فمن شاء صام ومن شاء أفطر. [1842] 46 - باب: أين ركز النبي ﷺ الراية يوم الفتح.

 

 

4030 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: لما سار النبي ﷺ عام الفتح، فبلغ ذلك قريشا، خرج أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، يلتمسون الخبر عن رسول الله ﷺ، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ماهذه، لكأنها نيران عرفة؟ فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو، فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس رسول الله ﷺ فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله ﷺ فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: (احبس أبا سفيان عند خطم الجبل، حتى ينظر إلى المسلمين). فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي ﷺ، تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرت كتيبة، قال: يا عباس من هذه؟ قال: هذه غفار، قال: مالي ولغفار، ثم مرت جهينة، قال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم، فقال مثل ذلك، ومرت سليم، فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار، عليهم سعد بن عبادة معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان، اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكبعة. فقال أبو سفيان: يا عباس حبذا يوم الدمار. ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب، فيهم رسول الله ﷺ وأصحابه، وراية النبي ﷺ مع الزبير بن العوام، فلما مر رسول الله ﷺ بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: (ما قال). قال: كذا وكذا، فقال: (كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، يوم تكسى فيه الكعبة). قال: وأمر رسول الله ﷺ أن تركز رايته بالحجون. قال عروة: وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، ها هنا أمرك رسول الله ﷺ أن تركز الراية؟ قال: وأمر رسول الله ﷺ يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء، ودخل النبي ﷺ من كدا، فقتل من خيل الوليد رضي الله عنه يومئذ رجلان: حبيش بن الأشعر، وكرز بن جابر الفهري. [2813] 4031 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: رأيت رسول الله ﷺ يوم فتح مكة على ناقته، وهو يقرأ سورة الفتح يرجع، وقال: لولا أن يجتمع الناس حولي لرجعت كما رجع. [4555، 4747، 4760، 7102]

 

4032 - حدثنا سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا سعدان بن يحيى: حدثنا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد: أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله، أين تنزل غدا؟ قال النبي ﷺ: (وهل ترك لنا عقيل من منزل). ثم قال: (لا يرث المؤمن الكافر، ولا يرث الكافر المؤمن). قيل للزهري: ومن ورث أبا طالب؟ قال: ورثه عقيل وطالب. قال معمر، عن الزهري: أين تنزل غدا؟ في حجته، ولم يقل يونس: حجته، ولا زمن الفتح. [1511] 4033/4034 - حدثنا أبو اليمان: حدثنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (منزلنا - إن شاء الله، إذا فتح الله - الخيف، حيث تقاسموا على الكفر). (4034) - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: أخبرنا شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ حين أراد حنينا: (منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر). [1512] 4035 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي ﷺ دخل مكة يوم الفتح على رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: (اقتله). قال مالك: لم يكن النبي ﷺ فيما نرى - والله أعلم - يومئذ محرما. [1749] 4036 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله رضي الله عنه قال: دخل النبي ﷺ مكة يوم الفتح، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: ({جاء الحق وزهق الباطل}. {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد}). [2346] 4037 - حدثني إسحاق: حدثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ لما قدم مكة، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام، فقال النبي ﷺ: (قاتلهم الله، لقد علموا: ما استقسما بها قط). ثم دخل البيت، فكبر في نواحي البيت، وخرج ولم يصل فيه. تابعه معمر، عن أيوب. وقال وهيب: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن النبي ﷺ. [1524] 47 - باب: دخول النبي ﷺ من أعلى مكة.

 

 

4038 - وقال الليث: حدثني يونس قال: أخبرني نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته، مردفأ أسامة بن زيد، ومعه بلال، ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة، حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتي بمفتاح البيت، فدخل رسول الله ﷺ ومعه أسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة، فمكث فيه نهارا طويلا، ثم خرج فاستبق الناس، فكان عبد الله بن عمر أول من دخل، فوجد بلالا وراء الباب قائما، فسأله: أين صلى رسول الله ﷺ؟ فأشار إلى المكان الذي صلى فيه. قال عبد الله: فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة. [388] (الحجبة) جمع حاجب، وهم الذين يتولون حفظظ الكعبة وفي أيديهم مفتاحها. (سجدة) ركعة، وأطلقت عليها من تسمية الكل بالجزء.) 4039/4040 - حدثنا الهيثم بن خارجة: حدثنا حفص بن ميسرة، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته: أن النبي ﷺ دخل عام الفتح من كداء التي بأعلى مكة. تابعه أسامة ووهيب في كداء. (4040) - حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أسامة، عن هشام، عن أبيه: دخل النبي ﷺ عام الفتح من أعلى مكة من كداء. [1502] 48 - باب: منزل النبي ﷺ يوم الفتح.

 

 

4041 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن ابن أبي ليلى: ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي ﷺ يصلي الضحى غير أم هانئ، فإنها ذكرت: أنه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها، ثم صلى ثماني ركعات، قالت، لم أره صلى صلاة أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود.

 

 

[1052] 4042 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي ﷺ يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي). [761] 4043 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم، قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في: {إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم، لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئا، فقال لي: يا ابن عباس، أكذلك قولك؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله ﷺ أعلمه الله له: {إذا جاء نصر الله والفتح} فتح مكة، فذاك علامة أجلك: {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}. قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم. [3428] 4044 - حدثنا سعيد بن شرحبيل: حدثنا الليث، عن المقبري، عن أبي شريح العدوي، أنه قال لعمرو بن سعيد، وهو يبعث البعوث إلى مكة: ائذن لي أيها الأمير، أحدثك قولا قام به رسول الله ﷺ الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي، حين تكلم به: أنه حمد الله وأنثى عليه، ثم قال: (إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس، لا يحل لامرئ يؤمن الله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرا، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله فيها، فقالو له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمسن وليبلغ الشاهد الغائب). فقيل لأبي شريح: ماذا قال لك عمرو؟ قال: قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إن الحرم لا يعيذ عاصيا، ولا فارا بدم ولا فارا بخربة.

 

 

قال أبو عبد الله: الخربة: البلية. [104]. 4045 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول عام الفتح وهو بمكة: (إن الله ورسوله حرم بيع الخمر). [2121]. 49 - باب: مقام النبي ﷺ زمن الفتح.

 

 

4046 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان: وحدثنا قبيضة: حدثنا سفيان، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس رضي الله عنه قال: أقمنا مع النبي ﷺ عشرا نقصر الصلاة. [1031] 4047/4048 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقام النبي ﷺ بمكة تسعة عشر يوم يصلي ركعتين. (4048) - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أقمنا مع النبي ﷺ في سفر تسع عشرة نقصر الصلاة. قال ابن عباس: ونحن نقصر ما بيننا وبين تسع عشرة، فإذا زدنا أتممنا. [1030] 50 - باب: من شهد الفتح.

 

 

4049 - وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب: أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير، وكان النبي ﷺ قد مسح وجهه عام الفتح. 4050 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري، عن سنين أبي جميلة قال: أخبرنا ونحن مع ابن المسيب، قال: وزعم أبو جميلة أنه أدرك النبي ﷺ وخرج معه عام الفتح. 4051 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة. قال: قال لي أبو قلابة: ألا تلقاه فتسأله؟ قال فلقيته فسألته فقال: كنا بماء ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان فنسألهم: ما للناس، ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله، أوحى إليه. أو: أوحى الله بكذا، فكنت أحفظ ذلك الكلام، وكأنما يقر في صدري، وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح، بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي ﷺ حقا، فقال: (صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا). فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت علي بردة، كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطون عنا است قارئكم؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. 4052 - حدثني عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير: عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي ﷺ. وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة قالت: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد: أن يقبض ابن وليدة زمعة، وقال عتبة: إنه ابني، فلما قدم النبي ﷺ مكة في الفتح، أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة، فأقبل به إلى رسول الله ﷺ، وأقبل معه عبد بن زمعة، فقال سعد بن أبي وقاص: هذا ابن أخي، عهد إلي أنه ابنه. قال عبد بن زمعة: يا رسول الله، هذا أخي، هذا ابن زمعة، ولد على فراشه. فنظر رسول الله ﷺ إلى ابن وليدة زمعة، فإذا أشبه الناس بعتبة ابن أبي وقاص، فقال رسول الله ﷺ: (هو لك، هو أخوك يا عبد بن زمعة). من أجل أنه ولد على فراشه، فقال رسول الله ﷺ: (احتجبي منه يا سودة). لما رأى من شبه عتبة بن أبي وقاص.

 

 

قال ابن شهاب: قالت عائشة: قال رسول الله ﷺ: (الولد للفراش وللعاهر الحجر). وقال ابن شهاب: وكان أبو هريرة يصيح بذلك. [1948] 4053 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن امرأة سرقت في عهد رسول الله ﷺ في غزوة الفتح، ففزع قومها إلى أًسامة بن زيد يستشفعونه. قال عروة: فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله ﷺ، فقال: (أتكلمني في حد من حدود الله). قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله، فلما كان العشي قام رسول الله خطيبا، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: (أما بعد، فإنما أهلك الناس قبلكم: أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها). ثم أمر رسول الله ﷺ بتلك المرأة فقطعت يدها، فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت، قالت عائشة: فكانت تأتي بعد ذلك، فأرفع حاجتها إلى رسول الله ﷺ. [2505] 4054/4055 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير: حدثنا عاصم، عن أبي عثمان قال: حدثني مجاشع قال: أتيت النبي ﷺ بأخي بعد الفتح، قلت: يا رسول الله، جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة. قال: (ذهب أهل الهجرة بما فيها). فقلت: على أي شيء تبايعه؟ قال: (أبايعه على الإسلام، والإيمان، والجهاد). فلقيت أبا معبد بعد، وكان أكبرهما، فسألته فقال: صدق مجاشع. (4055) - حدثنا محمد ين أبي بكر: حدثنا الفضيل بن سليمان: حدثنا عاصم، عن أبي عثمان النهدي، عن مجاشع بن مسعود: انطلقت بأبي معبد إلى النبي ﷺ ليبايعه على الهجرة، قال: (مضت الهجرة لأهلها، أبايعه على الإسلام والجهاد). فلقيت أبا معبد فسألته، فقال: صدق مجاشع. وقال لخالد، عن أبي عثمان، عن مجاشع: أنه جاء بأخيه مجالد. [2802] 4056/4057 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، قلت لابن عمر رضي الله عنهما: إني أريد أن أهاجر إلى الشأم، قال: لا هجرة، ولكن جهاد، فانطلق فاعرض نفسك، فإن وجدت شيئا وإلا رجعت. وقال النضر: أخبرنا شعبة: أخبرنا أبو بشر: سمعت مجاهدا: قلت لابن عمر، فقال: لا هجرة اليوم، أو: بعد رسول الله ﷺ، مثله. (4057) - حدثني إسحاق بن يزيد: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني أبو عمرو الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن مجاهد بن جبر المكي: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول: لا هجرة بعد الفتح. [3686] 4058 - حدثنا إسحاق بن يزيد: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح قال: زرت عائشة مع عبيد بن عمير، فسألها عن الهجرة، فقالت: لا هجرة اليوم، كان المؤمن يفر أحدهم بدينه إلى الله وإلى رسوله ﷺ، مخافة أن يفتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام، فالمؤمن يعبد ربه حيث شاء، ولكن جهاد ونية. [2914] 4059 - حدثنا إسحاق: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج قال: أخبرني حسن بن مسلم، عن مجاهد: أن رسول الله ﷺ قام يوم الفتح فقال: (أن الله حرم مكة يوم خلق السماوات الأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحلل لي إلا ساعة من الدهر، لا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد). فقال العباس بن عبد المطلب: ألا الإذخر يا رسول الله، فإنه لا بد منه للقين والبيوت، فسكت ثم قال: (إلا الإذخر، فإنه حلال). وعن ابن جريج: أخبرني عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس: بمثل هذا أو نحو هذا. رواه أبو هريرة عن النبي ﷺ. [1284] 51 - باب: قول الله تعالى: {يوم حنين إذ أعجبكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين. ثم أنزل الله سكينته - إلى قوله - غفور رحيم} /التوبة: 25 - 27/.

 

 

4060 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا إسماعيل: رأيت بيد ابن أبي أوفى ضربة، قال: ضربتها مع النبي ﷺ يوم حنين، قلت: شهدت حنينا؟ قال: قبل ذلك. 4061/4063 - حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء رضي الله عنه، وجاءه رجل، فقال: يا أبا عمارة، أتوليت يوم حنين؟ فقال: أما أنا فأشهد على النبي ﷺ أنه لم يول، ولكن عجل سرعان القوم، فرشقتهم هوزان، وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء، يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب). (4062) - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق: قيل للبراء، وأنا أسمع: أوليتم مع النبي ﷺ يوم حنين؟ فقال: أما النبي ﷺ فلا، كانوا رماة، فقال: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب). (4063) - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق: سمع البراء، وسأله رجل من قيس: أفررتم عن رسول الله ﷺ يوم حنين؟ فقال: لكن رسول الله ﷺ لم يفر، كانت هوازن رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم، فاستقبلنا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله ﷺ على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بزمامها، وهو يقول: (أنا النبي لا كذب). قال إسرائيل وزهير: نزل النبي ﷺ عن بغلته. [2709] 4064 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني ليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب. وحدثني إسحاق: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا ابن أخي ابن شهاب: قال محمد بن شهاب: وزعم عروة بن الزبير: أن مروان والمسور ابن مخرمة أخبراه: أن رسول الله ﷺ قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله ﷺ: (معي من ترون، وأحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي، وإما المال، وقد كنت استأنيت بكم). وكان أنظرهم رسول الله ﷺ بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله ﷺ غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله ﷺ في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: (أما بعد، فإن إخوانكم قد جاؤونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل). فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله صلى وسلم: (إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم). فرجع الناس، فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله ﷺ فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا. هذا الذي بلغني عن سبي هوازن. [2184] 4065 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع: أن عمر قال: يا رسول الله. وحدثني محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما قفلنا في حنين، سأل عمر النبي ﷺ عن نذر كان نذره في الجاهلية، اعتكاف، فأمره النبي ﷺ بوفائه. وقال بعضهم: حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر. ورواه جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ. [1927] 4066/4067 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة قال: خرجنا مع النبي ﷺ عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين، فضربته من ورائه على حبل عاتقه بالسيف فقطعت الدرع، وأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله عز وجل. ثم رجعوا، وجلس النبي ﷺ فقال: (من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه). فقلت: من يشهد لي، ثم جلست، قال: ثم قال النبي ﷺ مثله، فقمت، فقلت: من يشهد لي، ثم جلست، قال: ثم قال النبي ﷺ مثله، فقمت، فقال: (ما لك يا أبا قتادة). فأخبرته، فقال رجل: صدق، وسلبه عندي، فأرضه منه. فقال أبو بكر: لاها الله إذا، لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله ﷺ فيعطيك سلبه. فقال النبي ﷺ: (صدق، فأعطه). فأعطانيه، فابتعت به مخرفا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام. (4067) - وقال الليث: حدثني يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد، مولى أبي قتادة قال: لما كان حنين، نظرت إلى رجل من المسلمين، يقاتل رجلا من المشركين، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله، فأسرعت إلى الذي يختله، فرفع يده ليضربني، وأضرب يده فقطعتها، ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت، ثم ترك، فتحلل، ودفعته ثم قتلته، وانهزم المسلمون وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ما شأن الناس؟ قال: أمر الله، ثم تراجع الناس إلى رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: (من أقام بينة على قتيل قتله فله سلبه). فقمت لألتمس بينة على قتيلي، فلم أر أحدا يشهد لي فجلست، ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله ﷺ، فقال رجل من جلسائه: سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، فأرضه منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله، يقاتل عن الله ورسوله ﷺ. قال: فقال رسول الله ﷺ فأداه إلي، فاشتريت منه خرافا، فكان أول مال تأثلته في الإسلام. [1994] 52 - باب: غزوة أوطاس. 4068 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: لما فرغ النبي ﷺ من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، فرمي أبو عامر في ركبته، رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولى، فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي، ألا تثبت، فكف، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء، قال: با ابن أخي أقرئ النبي ﷺ السلام، وقل له: استعفر لي. واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرا ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي ﷺ في بيته على سرير مرمل وعليه فراش، قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقال: قل له استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: (اللهم اغفر لعبيد أبي عامر). ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: (اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس). فقلت: ولي فاستغفر، فقال: (اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما). قال أبو بردة: إحداهما لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى. [2728] 53 - باب: غزوة الطائف. في شوال سنة ثمان، قاله موسى بن عقبة. 4069 - حدثنا الحميدي: سمع سفيان: حدثنا هشام، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمها سلمة رضي الله عنها: دخل النبي ﷺ وعندي مخنث، فسمعه يقول لعبد الله بن أمية: يا عبد الله، أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا، فعليك بابنة غبلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، وقال النبي ﷺ: (لا يدخلن هؤلاء عليكن). قال ابن عيينة، وقال ابن جريج: المخنث: هيت. حدثنا محمود: حدثنا أبو أسامة، عن هشام: بهذا، وزاد: وهو محاضر الطائف يومئذ. [4937، 5548] 4070 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي العباس الشاعر الأعمى، عن عبد الله بن عمر قال: لما حاصر رسول الله ﷺ الطائف، فلم ينل منهم شيئا، قال: (إنا قافلون إن شاء الله). فثقل عليهم، وقالوا: نذهب ولا نفتحه، وقال مرة: (نقفل). فقال: (اغدوا على القتال). فغدوا فأصابهم جراح، فقال: (إنا قافلون غدا إن شاء الله). فأعجبهم، فضحك النبي ﷺ. وقال سفيان مرة: فتبسم. قال: الحميدي: حدثنا سفيان الخبر كله. [5736، 7042] 4071/4072 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن عاصم قال: سمعت أبا عثمان قال: سمعت سعدا، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأبا بكرة، وكان تسور حصن الطائف في أناس فجاء النبي ﷺ، فقالا: سمعنا النبي ﷺ يقول: (من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم، فالجنة عليه حرام).

 

(4072) - وقال هشام: وأخبرنا معمر، عن عاصم، عن أبي العالية، أو أبي عثمان النهدي قال: سمعت سعدا وأبا بكرة، عن النبي ﷺ. قال عاصم: قلت: لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما، قال: أجل، أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأما الآخر فنزل إلى النبي ﷺ ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف. [6385] 4073 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنت عند النبي ﷺ وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة، ومعه بلاب، فأتى النبي ﷺ أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: (أبشر). فقال: قد أكثرت علي من أبشر، فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: (رد البشرى، فاقبلا أنتما). قالا: قبلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه، ثم قال: (اشربا منه، وأقرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا). فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء ستار: أن أفضلا لأمكما، فأفضلا لها منه طائفة. [193] 4074 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا إسماعيل: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء: أن صفوان بن يعلى بن أمية أخبره: أن يعلى كان يقول: ليتني أرى رسول الله ﷺ حين ينزل عليه، فقال فبينا النبي ﷺ بالجعرانة، وعليه ثوب قد أظل به، معه ناس من أصحابه، إذ جاءه أعرابي عليه جبة، متضمخ بطيب، فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعد ما تضمخ بالطيب؟ فأشار عمر إلى يعلى بيده: أن تعال، فجاء يعلى فأدخل رأسه، فإذا النبي ﷺ محمر الوجه، يغط كذلك ساعة، ثم سري عنه، فقال: (أين الذي يسألني عن العمرة آنفا). فالتمس الرجل فأتي به، فقال: (أما الطيب الذي بك فأغسله ثلاث مرات، وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك). [1463] 4075 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثناعمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله ﷺ يوم حنين، قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي). كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن، قال: (ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله ﷺ). قال: كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن، قال: (لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنبي ﷺ إلى رحالكم، لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض). [6818] 4076/4079 - حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال ناس من الأنصار، حين أفاء الله على رسوله ﷺ ما أفاء الله من أموال هوازن، فطفق النبي ﷺ يعطي رجالا المائة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله ﷺ يعطي قريشا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. قال أنس: فحدث رسول الله ﷺ بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم غيرهم، فلما اجتمعوا قام النبي ﷺ فقال: (ما حديث بلغني عنكم). فقال فقهاء الأنصار: أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا، وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله ﷺ يعطي قريشا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال النبي ﷺ: (فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وتذهبون بالنبي ﷺ إلى رحالكم، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به). قالوا: يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم النبي ﷺ: (ستجدون أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله - ﷺ - فإني على الحوض). قال أنس: فلم يصبروا. (4077) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن أبي التياح، عن أنس قال: لما كان يوم فتح مكة قسم رسول الله ﷺ غنائم بين قريش، فغضبت الأنصار، قال النبي ﷺ: (أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول الله - ﷺ - ) قالوا: بلى، قال: (لو سلك الناس واديا أو شعبا، لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم).

 

 

(4078) - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أزهر، عن ابن عون: أنبأنا هشام بن زيد بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال: لما كان يوم حنين، التقى هوازن ومع النبي ﷺ عشرة آلاف، والطلقاء، فأدبروا، قال: (يا معشر الأنصار). قالوا: (لبيك يا رسول الله وسعديك، لبيك نحن بين يديك، فنزل النبي ﷺ فقال: (أنا عبد الله ورسوله). فانهزم المشركون، فأعطى الطلقاء والمهاجرين، ولم يعط لأنصار شيئا، فقالوا، فدعاهم فأدخلهم في قبة، فقال (أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله ﷺ). فقال النبي ﷺ: (لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا، لاخترت شعب الأنصار). (4079) - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جمع النبي ﷺ ناسا من الأنصار فقال: (إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله ﷺ إلى بيوتكم). قالوا: بلى، قال: (لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا، لسلكت وادي الأنصار، أو شعب الأنصار).

 

 

[2977] 4080/4081 - حدثنا قبيضة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لما قسم النبي ﷺ قسمة حنين، قال رجل من الأنصار: ما أراد بها وجه الله، فأتيت النبي ﷺ فأخبرته، فتغير وجهه ثم قال: (رحمة الله على موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر). (4081) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: لما كان يوم حنين آثر النبي ﷺ ناسا، أعطى الأقرع مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسا، فقال رجل: ما أريد بهذه القسمة وجه الله، فقلت: لأخبرن النبي ﷺ، قال: (رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر). [2981] 4082 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا معاذ بن معاذ: حدثنا ابن عون، عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما كان يوم حنين، أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم، ومع النبي ﷺ عشرة الآف، ومن الطلقاء، فأدبروا عنه حتى بقي وحده، فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما، التفت عن يمينة فقال: (يا معشر الأنصار). قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، ثم التفت عن يساره فقال: (يا معشر الأنصار). قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال: (أنا عبد الله ورسوله). فانهزم المشركون، فأصاب يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئا، فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن ندعى، ويعطى الغنيمة غيرنا. فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال: (يا معشر الأنصار، ما حديث بلغني عنكم). فسكتوا، فقال: (يا معشر الأنصار، ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول الله - ﷺ - تحوزونه إلى بيوتكم). قالوا: بلى، فقال النبي ﷺ: (لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار). فقال هشام: يا أبا حمزة، وأنت شاهد ذاك؟ قال: وأين أغيب عنه. [2977] 54 - باب: السرية التي قبل نجد. 4083 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بعث النبي ﷺ سرية قبل نجد فكنت فيها، فبلغت سهامنا اثني عشر بعيرا، ونفلنا بعيرا بعيرا، فرجعنا بثلاثة عشر بعيرا. [2965] 55 - باب: بعث النبي ﷺ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة.

 

 

4084 - حدثني محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر. وحدثني نعيم: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزهير، عن سالم، عن أبيه قال: بعث النبي ﷺ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، حتى قدمنا على النبي ﷺ فذكرناه، فرفع النبي ﷺ يديه فقال: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد). مرتين. [6766] 56 - باب: سرية عبد الله بن حذافة السهمي، وعلقمة بن مجزز المدلجي. ويقال: إنها سرية الأنصاري. 4085 - حدثنا مسدد: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش قال: حدثني سعد ابن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه قال: بعث النبي ﷺ سرية فاستعمل عليها رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب، فقال: أليس أمركم النبي ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: فاجمعوا لي حطبا، فجمعوا، فقال: أوقدوا نارا، فأوقدوها، فقال: ادخلوها، فهموا وجعل بعضهم يمسك بعضا، ويقولون: فررنا إلى النبي ﷺ من النار، فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فبلغ النبي ﷺ، فقال: (لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف). [6726، 6830] 57 - باب: بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع. 4086/4088 - حدثنا موسى: حدثنا أبو عوانة: حدثنا عبد الملك، عن أبي بردة قال: بعث رسول الله ﷺ أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن، قال: وبعث كل واحد منهما على مخلاف، قال: واليمن مخلافان، ثم قال: (يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا). فانطلق كل واحد منهما إلى عمله، وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه وكان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا هو جالس، وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه، فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس أيم هذا؟ قال: هذا الرجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل، قال: إنما جيء به لذلك فانزل، قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقتل، ثم نزل فقال: يا عبد الله، كيف تقرأ القرآن؟ قال أتفوقه تفوقا، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.

 

 

[2873]

 

(4087) - حدثني إسحاق: حدثنا خالد، عن الشيباني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن النبي ﷺ بعثه إلى اليمن، فسأله عن أشربة تصنع بها، فقال: (وما هي). قال: البتع والمزر، فقلت لأبي بردة: ما البتع؟ قال: نبيذ العسل، والمزر نبيذ الشعير، فقال: (كل مسكر حرام). رواه جرير وعبد الواحد، عن الشيباني، عن أبي بردة.

 

(4088) - حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، حدثنا سعيد بن أبي بردة، عن أبيه قال: بعث النبي ﷺ جده أبا موسى ومعاذا إلى اليمن، فقال: (يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا). فقال أبو موسى: يا نبي الله إن أرضنا بها شراب من الشعير المزر، وشراب من العسل البتع، فقال: (كل مسكر حرام). فانطلقا، فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن، ؟ قال: قائما وقاعدا وعلى راحلتي، وأتفوقه تفوقا، قال: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. وضرب فسطاطا، فجعلا يتزاوران، فزاد معاذ أبا موسى، فإذا رجل موثق، فقال: ما هذا؟ فقال أبو موسى: يهودي أسلم ثم ارتد، فقال معاذ: لأضربن عنقه. تابعه العقدي ووهب عن شعبة، وقال وكيع والنضر وأبو داود، عن شعبة، عن سعيد، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ. رواه جرير ابن عبد الحميد، عن الشيباني، عن أبي بردة. [2873] (فسطاطا) بيتا من الشعر ونحوه.) 4089 - حدثني عباس بن الوليد، هو النرسي: حدثنا عبد الواحد، عن أيوب بن عائذ: حدثنا قيس بن مسلم قال: سمعت طارق بن شهاب يقول: حدثني موسى الأشعري رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى أرض قومي، فجئت ورسول الله ﷺ منيخ بالأبطح، فقال: (أحججت يا عبد الله بن قيس). قلت: نعم يا رسول الله، قال: (كيف قلت). قال: قلت: لبيك إهلالا كإهلالك، قال: (فهل سقت معك هديا). قلت: لم أسق، قال: (فطف بالبيت، واسع بين الصفا والمروة، ثم حل). ففعلت حتى مشطت لي امرأة من نساء بني قيس، ومكثنا بذلك حتى استخلف عمر. [1484] 4090 - حدثني حبان: أخبرنا عبد الله، عن زكرياء بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، مولى ابن عباس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: (إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم، فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب). قال أبوعبد الله: طوعت طاعت، وأطاعت لغة، طعت وطعت وأطعت. [1331] 4091 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن عمرو بن ميمون: أن معاذا رضي الله عنه لما قدم اليمن، صلى بهم الصبح، فقرأ: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}. فقال رجل من القوم: لقد قرت عين أم إبراهيم. زاد معاذ، عن شعبة، عن حبيب، عن سعيد، عن عمرو: أن النبي ﷺ بعث معاذا إلى اليمن، فقرأ معاذ في صلاة الصبح سورة النساء، فلما قال: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}. قال رجل خلفه: قرت عين أم إبراهيم. 58 - باب: بعث علي بن أبي طالب عليه السلام، وخالد بن الوليد رضي الله عنه، إلى اليمن قبل حجة الوداع. 4092 - حدثني أحمد بن عثمان: حدثنا شريح بن مسلمة: حدثنا إبراهيم ابن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق: حدثني أبي، عن أبي إسحاق: سمعت البراء رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله ﷺ مع خالد بن الوليد إلى اليمن، قال: ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه، فقال: (مر أصحاب خالد، من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل). فكنت فيمن عقب معه، قال: فغنمت أواقي ذوات عدد.)

 

4093 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه قال: بعث النبي ﷺ عليا إلى خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا، وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا، فلما قدمنا على النبي ﷺ ذكرت ذلك له، فقال: (يا بريدة أتبغض عليا). فقلت: نعم، قال: (لاتبغضه له في الخمس أكثر من ذلك). 4094 - حدثنا قتيبة: حدثنا عبد الواحد، عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة: حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعم قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله ﷺ من اليمن بذهبية في أديم مقروظ، لم تحصل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع: إما علقمة، وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، قال: فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال: (ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء). قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار، فقال: يا رسول الله اتق الله، قال: (ويلك، أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله). قلا: ثم ولى الرجل. قال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: (لا، لعله أن يكون يصلي). فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، قال رسول الله ﷺ: (إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم). قال: ثم نظر إليه وهو مقف، فقال: (إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدينكما يمرق السهم من الرمية - وأظنه قال - لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود). [4390، 6995، 7123، وانظر: 3166] 4095 - حدثنا المكي بن إبراهيم، عن ابن جريج: قال عطاء: قال جابر: أمر النبي ﷺ عليا أن يقيم على إحرامه. زاد محمد بن بكر، عن ابن جريج: قال عطاء: قال جابر: فقدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسعايته، فقال له النبي ﷺ: (بم أهللت يا علي). قال: بما أهل به النبي ﷺ، قال: (فأهد، وامكث حراما كما أنت). قال: وأهدى له علي هديا. [1482] 4096 - حدثنا مسدد: حدثنا بشر بن المفضل، عن حميد الطويل: حدثنا بكر: أنه ذكر لابن عمر: أن أنسا حدثهم: أن النبي ﷺ أهل بعمرة وحجة، فقال: أهل النبي ﷺ بالحج، وأهللنا به معه، فلما قدمنا مكة قال: (من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة). وكان النبي ﷺ هدي، فقدم علينا علي بن أبي طالب من اليمن حاجا، فقال النبي ﷺ: (بم أهللت، فإن معنا أهلك). قال: أهللت بما أهل به النبي ﷺ، قال: (فأمسك، فإن معنا هديا). [1483] 59 - باب: غزوة ذي الخلصة. 4097/4099 - حدثنا مسدد: حدثنا خالد: حدثنا بيان، عن قيس، عن جرير قال: كان بيت في الجاهلية يقال له ذو الخلصة، والكعبة اليمانية، والكعبة الشامية، فقال لي النبي ﷺ: (ألا تريحني من ذي الخلصة). فنفرت في مائة وخمسين راكبا فكسرناه. وقتلنا من وجدنا عنده، فأتيت النبي ﷺ فأخبرته، فدعا لنا ولأحمس.

 

 

(4098) - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا إسماعيل: حدثنا قيس قال: قال لي جرير رضي الله عنه: قال لي النبي ﷺ: (ألا تريحني من ذي الخلصة). وكان بيتا في خثعم، يسمى الكعبة اليمانية، فانطلقت في خسمين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: (اللهم ثبته، واجعله هاديا مهديا). فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله ﷺ، فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق، ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات. (4099) - حدثنا يوسف بن موسى: أخبرنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير قال: قال لي رسول الله ﷺ: (ألا ترحني من ذي الخلصة). فقلت: بلى، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي ﷺ، فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، وقال: (اللهم ثبته، واجعله هاديا مهديا). قال: فما وقعت عن فرس بعد. قال: وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة، فيه نصب تعبد، يقال له الكعبة، قال: فأتاها فحرقها بالنار وكسرها. قال: ولما قدم جرير اليمن، وكان بها رجل يستقسم بالأزلام، فقيل له: إن رسول رسول الله ﷺ ها هنا، فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال: فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير، فقال: لتكسرنها ولتشهدن: أن لا إله إلا الله، أو لأضربن عنقك؟ قال: فكسرها وشهد، ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكني أبا أرطاة إلى النبي ﷺ يبشره بذلك، فلما أتى النبي ﷺ قال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبرك النبي ﷺ على خيل أحمس ورجالها خمس مرات. [2857] 60 - باب: غزوة ذات السلاسل. وهي غزوة لخم وجذام، قاله إسماعيل بن أبي خالد. وقال ابن إسحاق، عن يزيد، عن عروة: هي بلاد بلي، وعذرة وبني القين. 4100 - حدثنا إسحاق: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان: أن رسول الله ﷺ بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة). قلت: من الرجال؟ قال: (أبوها). قلت: ثم من؟ قال: (عمر). فعد رجالا، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم.

 

 

[3462] 61 - باب: ذهاب جرير إلى اليمن.

 

 

4101 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة العبسي: حدثنا ابن إدريس، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس، عن جرير قال: كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن: ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عن رسول الله ﷺ، فقال لي ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك، لقد مر على أجله منذ ثلاث، وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق، رفع لنا ركب من قبل المدينة فسألناهم، فقالوا: قبض رسول الله ﷺ، واستخلف أبو بكر، والناس صالحون. فقالا: أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء الله، ورجعا إلى اليمن، فأخبرت أبا بكر بحديثهم، قال: أفلا جئت بهم، فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير إن بك علي كرامة، وإني مخبرك خبرا: إنكم، معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر، فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا، يغضبون غضب الملوك، ويرضون رضا الملوك. 62 - باب: عزوة سيف البحر، وهم يتلقون عيرا لقريش، وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه. 4102/4104 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: لما بعث رسول الله ﷺ بعثا قبل الساحل، وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وهم ثلاثمائة، فخرجنا وكنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد الجيش فجمع، فكان مزودي تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فني، فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة، فقلت: ما تغني عنكم تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت، ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منها القوم ثمان عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتهما فلم تصبهما. (4103) - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: الذي حفظناه من عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: بعثنا رسول الله ﷺ ثلاثمائة راكب، أميرنا أبو عبيدة ابن الجراح، نرصد عير قريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط، فسمي ذلك الجيش جيش الخبط، فألقى لنا البحر دابة يقال لها العنبر، فأكلنا منه نصف شهر، وادهنا من ودكه، حتى ثابت إلينا أجسامنا، فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه، فعمد إلى أطول رجل معه - قال سفيان مرة: ضلعا من أضلاعه فنصبه، وأخذ رجلا وبعيرا - فمر تحته. قال جابر: وكان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه. وكان عمرو يقول: أخبرنا أبو صالح: أن قيس بن سعد قال لأبيه: كنت في الجيش فجاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال نحرت، قال ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نهيت. (4104) - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو: أنه سمع جابرا رضي الله عنه يقول: غزونا جيش الخبط، وأمر أبو عبيدة، فجعنا جوعا شديدا، فألقى لنا البحر حوتا ميتا لم نر مثله، يقال له العنبر، فأكلنا منه نصف شهر، فأخذ أبو عبيدة عظما من عظامه فمر الراكب تحته.

 

 

فأخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابرا يقول: قال أبو عبيدة: كلوا، فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي ﷺ فقال: (كلوا، رزقا أخرجه الله، أطعمونا إن كان معكم). فأتاه بعضهم بعضو فأكله. [2351] 63 - باب: حج أبي بالناس في سنة تسع.

 

 

4015 - حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع: حدثنا فليح، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعثه، في الحجة التي أمره النبي ﷺ عليها قبل حجة الوداع، يوم النحر في رهط يؤذن في الناس أن: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان. [362] 4016 - حدثني عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: آخر سورة نزلت كاملة براءة، وآخر سورة نزلت خاتمة سورة النساء: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلاله}. [4329، 4377، 6363] 64 - باب: وقد بني تميم. 4107 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن أبي صخرة، عن صفوان بن محرز المازني، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: أتى نفر من بني تميم النبي ﷺ، فقال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: يا رسول الله قد بشرتنا فأعطنا، فرئي ذلك في وجهه، فجاء نفر من اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى اذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله. قال ابن إسحاق: غزوة عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بني العنبر من بني تميم. بعثه النبي ﷺ إليهم، فأغار، وأصاب منهم ناسا، وسبى منهم نساء. [3018] 4108 - حدثني زهير بن حرب: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله ﷺ يقولها فيهم: (هم أشد أمتي على الدجال). وكانت منهم سبية عند عائشة، فقال: (أعتقيها، فإنها من ولد إسماعيل). وجاءت صدقاتهم، فقال: (هذه صدقات قوم، أو: قومي). [2405] 4019 - حدثني إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام بن يوسف: إن ابن جريج أخبرهم، عن ابن أبي ملكية: أن عبد الله بن الزبير أخبرهم: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي ﷺ، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة، قال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، قال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا}. حتى انقضت. [4564، 4566، 6872] 65 - باب: وفد عبد القيس. 4110/4111 - حدثني إسحاق: أخبرنا أبو عامر العقدي: حدثنا قرة، عن أبي جمرة، قلت لابن عباس رضي الله عنهما: إن لي جرة ينتبذ لي نبيذ فيها، فأشربه حلوا في جر، إن أكثرت منه فجالست القوم فأطلت الجلوس خشيت أن أفتضح، فقال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله ﷺ، فقال: (مرحبا بالقوم، غير خزايا ولا الندامى). فقالوا: يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم، حدثنا بجمل من الأمر: إن عملنا به دخلنا الجنة، وندعو به من وراءنا. قال: (آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، الإيمان بالله، هل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا من المغانم الخمس. وأنهاكم عن أربع: ما انتبذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت). (4111) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول: قدم وفد عبد القيس على النبي ﷺ، فقالوا: يا رسول الله، إن هذا الحي من ربيعة، وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر، فلسنا نخلص إليك إلا في شهر حرام، فمرنا بأشياء نأخذ بها وندعو إليها من وراءنا، قال: (آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع، الإيمان بالله: شهادة أن لا إله إلا الله - وعقد واحدة - وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا لله خمس ما غنمتم. وأنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت).

 

 

[53] 4112 - حدثنا يحيى بن سليمان: حدثني ابن وهب: أخبرني عمرو، وقال بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير: أن كريبا مولى ابن عباس حدثه: أن ابن عباس وعبد الرحمن بن أزهر والمسور بن مخرمة: أرسلوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالوا: اقرأ عليها السلام منا جميعا، وسلها عن الركعتين بعد العصر، فإنا أخبرنا أنك تصلينهما، وقد بلغنا أن النبي ﷺ نهى عنهما. قال ابن عباس: وكنت أضرب مع عمر الناس عنهما. قال كريب فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني، فقالت: سل أم سلمة، فأخبرتهم، فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني إلى عائشة، فقالت أم سلمة: سمعت النبي ﷺ ينهى عنهما، وإنه صلى العصر، ثم دخل علي وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار، فصلاهما، فأرسلت إليه الخادم، فقلت: قومي إلى جنبه، فقولي: تقول أم سلمة: يا رسول الله، ألم أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين؟ فأراك تصليهما، فإن أشار بيده فاستأخري، ففعلت الجارية، فأشار بيده فأستأخرت عنه، فلما انصرف قال: (يا بنت أبي أمية، سألت عن الركعتين بعد العصر، إنه أتاني أناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان). [1176] 4113 - حدثني عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا أبو عامر عبد الملك: حدثنا إبراهيم، هو ابن طهمان، عن أبي جمرة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أول جمعة جمعت، بعد جمعة جمعت في مسجد رسول الله ﷺ، في مسجد عبد القيس بجواثى. يعني قرية من البحرين. [852] 66 - باب: وفد بني حنيفة، وحديث ثمامة بن أثال.

 

 

4114 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي ﷺ خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي ﷺ فقال: (ما عندك يا ثمامة). فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال، فسل منه ما شئت. فترك حتى كان الغد، فقال: (ما عندك يا ثمامة). فقال: ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال: ما عندك يا ثمامة فقال: عندي ما قلت لك فقال: (أطلقوا ثمامة). فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب دين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني، وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله ﷺ وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت، قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله ﷺ، ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي ﷺ. [450] 4115 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن عبد الله بن أبي حسين: حدثنا نافع بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله ﷺ فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسول الله ﷺ ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله ﷺ قطعة جريد، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه، فقال: (لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت يجيبك عني). ثم انصرف عنه، قال ابن عباس: فسألت عن قول رسول الله ﷺ: (إنك أرى الذي أريت فيه ما رأيت). فأخبرني أبو هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (بينا أنا نائم، رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام: أن انفخهما، فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي). أحدهما العنسي، والآخر مسيلمة [3424] 4116 - حدثنا إسحاق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: (بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض، فوضع في كفي سواران من ذهب، فكبرا علي، فأوحي الي أن انفخهما، فنفختهما فذهبا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما: صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة). [6630، وانظر: 3424] 4117 - حدثنا الصلت بن محمد: قال: سمعت مهدي بن ميمون قال: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به، فإذا دخل رجب قلنا: منصل الأسنة، فلا ندع رمحا فيه حديدة، ولا سهما فيه حديدة، إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب. وسمعت أبا رجاء يقول: كنت يوم بعث النبي ﷺ غلاما، أرعى الإبل على أهلي، فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار، إلى مسيلمة الكذاب. 67 - باب: قصة الأسود العنسي. 4118 - حدثنا سعيد بن محمد الجرمي: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثني أبي، عن صالح، عن ابن عبيدة بن نشيط، وكان في موضع آخر اسمه عبد الله: إن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة، فنزل في دار بنت الحارث، وكان تحته بنت الحارث بن كريز، وهي أم عبد الله بن عامر، فأتاه رسول الله ﷺ ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وهو الذي يقال له: خطيب رسول الله ﷺ، وفي يد رسول الله ﷺ قضيب، فوقف عليه فكلمه، فقال له مسيلمة: إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك، فقال النبي ﷺ: (لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت بن قيس، وسيجيبك عني). فانصرف النبي ﷺ. قال عبيد الله بن عبد الله: سألت عن عبد الله بن عباس، عن رؤيا رسول الله ﷺ التي ذكر، فقال ابن عباس: ذكر لي أن رسول الله عليه وسلم قال: (بينا أنا نائم، أريت أنه وضع في يدي سواران من ذهب، ففظعتهما وكرهتهما، فأذن لي فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان). فقال عبيد الله: أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن، والآخر مسيلمة الكذاب. [3424] 68 - باب: قصة أهل نجران. 4119 / 4120 - حدثني عباس بن الحسين: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد، صاحبا نجران، إلى رسول الله ﷺ يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فقال: (لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين). فاستشرف له أصحاب رسول الله ﷺ، فقال: (قم يا أبا عبيدة بن الجراح). فلما قام، قال رسول الله ﷺ: (هذا أمين هذه الأمة).

 

(4120) - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة رضي الله عنه قال: جاء أهل نجران إلى النبي ﷺ، فقالوا: ابعث لنا رجلا أمينا، فقال: (لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين). فاستشرف لها الناس، فبعث أبا عبيدة بن الجراح. [3535] 4121 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح). [3534] 69 - باب: قصة عمان والبحرين.

 

 

4122 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان: سمع ابن المنكدر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: قال لي رسول الله ﷺ: (لو قد جاء مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا). ثلاثا، فلم يقدم مال البحرين حتى قبض رسول الله ﷺ، فلما قدم على أبي بكر أمر مناديا فنادى: من كان له عند النبي ﷺ دين أو عدة فليأتني، قال جابر: فجئت أبا بكر فأخبرته: أن النبي ﷺ قال: (لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا). ثلاثا، قال: فأعطاني. قال جابر: فلقيت أبا بكر بعد ذلك فسألته فلم يعطني، ثم أتيته فلم يعطني، ثم أتيته الثالثة فلم يعطني، فقلت له: قد أتيتك فلم تعطني، ثم أتيتك فلم تعطني، ثم أتيتك فلم تعطني، فإما أن تعطيني وإما أن تبخل عني. فقال: أقلت تبخل عني؟ وأي داء أدوأ من البخل، قالها ثلاثا، ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك. وعن عمرو، عن محمد بن علي: سمعت جابر بن عبد الله يقول: جئته، فقال لي أبو بكر: عدها، فعددتها. فوجدتها خمسمائة، فقال: خذ مثلها مرتين. [2174]

70- باب: قدوم الأشعريين وأهل اليمن.

 

وقال أبو موسى، عن النبي ﷺ: (هم مني وأنا منهم). [2354] 4123 - حدثني عبد الله بن محمد وإسحاق بن نصر قالا: حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينا، ما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت، ومن كثرة دخولهم ولزومهم له. [3552] 4124 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد السلام، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن زهدم قال: لما قدم أبو موسى أكرم هذا الحي من جرم، وإنا لجلوس عنده، وهو يتغدى دجاجا، وفي القوم رجل جالس، فدعاه إلى الغذاء، فقال: إني رأيته يأكل شيئا فقذرته، فقال: هلم، فإني رأيت النبي ﷺ يأكله، فقال: أني حلفت لا آكله، فقال: هلم أخبرك عن يمينك، إنا أتينا النبي ﷺ نفر من الأشعريين فاستحملناه، فأبى أن يحملنا، فاستحملناه فحلف أن لا يحملنا، ثم لم يلبث النبي ﷺ أن أتي بنهب إبل، فأمر لنا بخمس ذود، فلما قبضناها قلنا: تغفلنا النبي ﷺ يمينه، لا نفلح بعدها أبدا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تحملنا وقد حملتنا؟ قال: (أجل، ولكن لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرا منها، إلا أتيت الذي هو خير منها وتحللتها). [2964] 4125 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا أبو عاصم: حدثنا سفيان: حدثنا أبو صخرة جامع بن شداد: حدثنا صفوان بن محرز المازني: حدثنا عمران ابن حصين قال: جاءت بنو تميم إلى رسول الله ﷺ، فقال: (أبشروا يا بني تميم). قالوا: أما إذ بشرتنا فأعطنا، فتغير وجه رسول الله ﷺ، فجاء ناس من أهل اليمن، فقال النبي ﷺ: (اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله. [3018] 4126 - حدثني عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود: أن النبي ﷺ قال: (الإيمان ها هنا - وأشار بيده إلى اليمن - والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين - عند أصول أذناب الإبل، من حيث يطلع قرنا الشيطان - ربيعة ومضر). [3126] 4127 / 4129 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن ذكوان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم). وقال غندر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت ذكوان، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. (4128) - حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال: (الإيمان يمان، والفتنة ها هنا، ها هنا يطلع قرن الشيطان). (4129) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (أتاكم أهل اليمن، أضعف قلوبا، وأرق أفئدة، الفقه يمان الحكمة يمانية).

 

 

[3125] 4130 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كنا جلوسا مع ابن مسعود، فجاء خباب، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أيستطيع هؤلاء الشباب أن يقرؤوا كما تقرأ؟ قال: أما إنك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك؟ قال: أجل، قال: أقرأ يا علقمة، فقال زيد بن حدير، أخو زيد بن حدير: أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقرئنا؟ قال: أما إنك إن شئت أخبرتك بما قال النبي ﷺ في قومك وقومه؟ فقرأت خمسين آية من سورة مريم، فقال عبد الله: كيف ترى؟ قال: قد أحسن، قال عبد الله: ما أقرأ شيئا إلا وهو يقرؤه، ثم التفت إلى خباب وعليه خاتم من ذهب، فقال: ألم يأن لهذا الخاتم أن يلقى، قال: أما إنك لن تراه علي بعد اليوم، فألقاه. رواه غندر، عن شعبة. 71 - باب: قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي. 4131 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن ابن ذكوان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي ﷺ فقال: إن دوسا قد هلكت، عصت وأبت، فادع الله عليهم. فقال: (اللهم اهد دوسا، وأت بهم). [2779] 4132 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة: حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن أبي هريرة قال: لما قدمت على النبي ﷺ قلت في الطريق: يا ليلة من طولها وعنائها *** على أنها من دارة الكفر نجت. وأبق غلام لي في الطريق، فلما قدمت على النبي ﷺ فبايعته، فينا أنا عنده إذ طلع الغلام، فقال النبي ﷺ: (يا أبا هريرة هذا غلامك). فقلت: هو لوجه الله، فأعتقته. [2393] 72 – باب: قصة وفد طيئ، وحديث عدي بن حاتم.

 

 

4133 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة: حدثنا عبد الملك، عن عمرو بن حريث، عن عدي بن حاتم قال: أتينا عمر في وفد، فجعل يدعو رجلا رجلا ويسميهم، فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا. فقال عدي: فلا أبالي إذا.

73 - باب: حجة الوادع.

 

4134 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله ﷺ في حجة الوادع، فأهللنا بعمرة، ثم قال رسول الله ﷺ:

 

 

«من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا». فقدمت معه مكة وأنا حائض، ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، فشكوت إلى رسول الله ﷺ فقال: «انقضي رأسك وامتشطي، وأهلي بالحج، ودعي العمرة». ففعلت، فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله ﷺ مع عبد الرحمن بن أبي بر الصديق إلى التنعيم فاعتمرت، فقال: «هذه مكان عمرتك». قالت: فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى، وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا.

 

[290] 4135 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا ابن جريج قال: حدثني عطاء، عن ابن عباس: إذا طاف بالبيت فقد حل، فقلت: من أين قال هذا ابن عباس؟ قال: من قول الله تعالى: {ثم محلها إلى البيت العتيق}. ومن أمر النبي ﷺ أصحابه أن يحلوا في حجة الوادع. قلت: إنما كان ذلك بعد المعرف، قال: كان ابن عباس يراه قبل وبعد. 4136 - حدثني بيان: حدثنا النضر: أخبرنا شعبة، عن قيس قال: سمعت طارقا، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قدمت على النبي ﷺ بالبطحاء، فقال: (أحججت). قلت: نعم، قال: (كيف أهللت). قلت: لبيك بإهلال كإهلال رسول الله ﷺ، قال: (طف بالبيت، وبالصفا والمروة، ثم حل). فطفت بالبيت وبالصفا والمروة، وأتيت امرأة من قيس، ففلت رأسي. [1484] 4137 - حدثني إبراهيم بن المنذر: أخبرنا أنس بن عياض: حدثنا موسى ابن عقبة، عن نافع: أن ابن عمر أخبره: أن حفصة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ أخبرته: أن النبي ﷺ أمر أزواجه أن يحللن عام حجة الوادع، فقالت حفصة: فما يمنعك؟ فقال: (لبدت رأسي، وقلتدت هديي، فلست أحل حتى أنحر هديي). [1491] 4138 - حدثنا أبو اليمان قال: حدثني شعيب، عن الزهري، وقال محمد ابن يوسف: حدثنا الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة من خثعم استفتت رسول الله ﷺ في حجة الوداع، والفضل بن عباس رديف رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي أن أحج عنه؟ قال: (نعم). [1442] 4139 - حدثني محمد: حدثنا سريج بن النعمان: حدثنا فليح، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل النبي ﷺ عام الفتح، وهو مردف أسامة على القصواء، ومعه بلال وعثمان بن طلحة، حتى أناخ عند البيت، ثم قال لعثمان: (ائتنا بالمفتاح). فجاءه بالمفتاح ففتح له الباب، فدخل النبي ﷺ وأسامة وبلال وعثمان، ثم أغلقوا عليهم الباب، فمكث نهارا طويلا، ثم خرج وابتدر الناس الدخول، فسبقتهم، فوجدت بلالا قائما من وراء الباب، فقلت له: أين صلى رسول الله ﷺ؟ فقال: صلى بين ذينك العمودين المقدمين، وكان البيت على ستة أعمدة سطرين، صلى بين العمودين من السطر المقدم، وجعل باب البيت خلف ظهره، واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلج البيت، بينه وبين الجدار. وقال: ونسيت أن أسأله كم صلى، وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة حمراء. [388] 4140 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: حدثني عروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرتهما: أن صفية بنت حيي، زوج النبي ﷺ، حاضت في حجة الوداع، فقال النبي ﷺ: (أحابستنا هي). فقلت: إنها قد أفاضت يا رسول الله وطافت بالبيت، فقال النبي ﷺ: (فلتنفر). [322] 4141 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: أخبرني ابن وهب قال: حدثني عمر ابن محمد: أن أباه حدثه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا تنحدث بحجة الوداع، والنبي ﷺ بين أظهرنا، ولا ندري ما حجة الوداع، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره، وقال: (ما بعث الله من نبي إلا أنذره أمته، أنذره نوح والنبيون من بعده، وإنه يخرج فيكم، فما خفي عليكم من شأنه فليس يحفى عليكم: أن ربكم ليس على ما يخفى عليكم - ثلاثا - إن ربكم ليس بأعور، وإنه أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، ألا إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلغت)، قالوا نعم، قال: (اللهم اشهد - ثلاثا - ويلكم، أو ويحكم، انظروا، لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض). [1655] 4142 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق قال: حدثني زيد بن أرقم: أن النبي ﷺ غزا تسع عشرة غزوة، وأنه حج بعد أن هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها، حجة الوداع. قال أبو إسحاق: وبمكة أخرى. [3733] 4143 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن جرير: أن النبي ﷺ قال في حجة الوداع لجرير: (استنصت الناس). فقال: (لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض). [121] 4144 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا أيوب، عن محمد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ قال: (الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان. أي شهر هذا). قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: (أليس ذا الحجة). قلنا: بلى، قال: (فأي بلد هذا). قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: (أليس البلدة). قلنا: بلى، قال: (فبأي يوم هذا). قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: (أليس يوم النحر) قلنا: بلى، قال: (فإن دماءكم وأموالكم - قال محمد: وأحسبه قال - وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم، فسيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه). فكان محمد إذا ذكره يقول: صدق محمد ﷺ، ثم قال: (ألا هل بلغت). مرتين. [67] 4145 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب: أن أناسا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: أية آية؟ فقالوا: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. فقال عمر: إني لأعلم أي مكان أنزلت، أنزلت ورسول الله ﷺ واقف بعرفة. [45] 4146 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله ﷺ، فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحجة، ومنا من أهل بحج وعمرة، وأهل رسول الله ﷺ بالحج، فأما من أهل بالحج، أو جمع الحج والعمرة، فلم يحلوا حتى يوم النحر. حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، وقال: مع رسول الله ﷺ في حجة الوداع. حدثنا إسماعيل: حدثنا مالك: مثله. [290] 4147 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا إبراهيم، هو ابن سعد: حدثنا ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: عادني النبي ﷺ في حجة الوداع، من وجع أشفيت منه على الموت، فقلت: يا رسول الله، بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قلت: أفأتصدق بشطره؟ قال: (لا). قلت: فالثلث؟ قال: (والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك). قلت: يا رسول الله، أأخلف بعد أصحابي؟ قال: (إنك لن تخلف، فتعمل عملا تبتغي به وجه الله، إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة). رثى له رسول الله ﷺ أن توفي بمكة. [56] 4148/4149 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أبو ضمرة: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبرهم: أن رسول الله ﷺ حلق رأسه في حجة الوداع. (4149) - حدثنا عبيد الله بن سعيد: حدثنا محمد بن بكر: حدثنا ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع: أخبره ابن عمر: أن النبي ﷺ حلق في حجة الوداع، وأناس من أصحابه، وقصر بعضهم. [1639] 4150 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله: أن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أخبره: أنه أقبل يسير على حمار، ورسول الله ﷺ قائم بمنى في حجة الوداع يصلي بالناس، فسار الحمار بين يدي بعض الصف، ثم نزل عنه، فصف مع الناس. [76] 4151 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن هشام قال: حدثني أبي قال: سئل أسامة، وأنا شاهد، عن سير النبي ﷺ في حجته؟ فقال: العنق، فإذا وجد فجوة نص. [1583] 4152 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي: أن أبا أيوب أخبره: أنه صلى مع رسول الله ﷺ في حجة الوداع المغرب والعشاء جميعا. [1590] 74 - باب: غزوة تبوك، وهي غزوة العسرة.

 

 

4153 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله ابن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: أرسلني أصحابي إلى رسول الله ﷺ أسأله الحملان لهم، إذ هم معه في جيش العسرة، وهي غزوة تبوك، فقلت: يا نبي الله، إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم، فقال: (والله لا أحملكم على شيء). ووافقته وهو غضبان ولا أشعر، ورجعت حزينا من منع النبي ﷺ، ومن مخافة أن يكون النبي ﷺ وجد في نفسه علي، فرجعت إلى أصحابي، فأخبرتهم الذي قال النبي ﷺ، فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادي: أي عبد الله بن قيس، فأجبته، فقال: أجب رسول الله ﷺ يدعوك، فلما أتيته قال: (خذ هذين القرينين، وهذين القرينين - لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد - فانطلق بهن إلى أصحابك، فقل: إن الله، أو قال: إن رسول الله ﷺ يحملكم على هؤلاء فاركبوهن). فانطلقت إليهم بهن، فقلت: إن رسول الله ﷺ يحملكم على هؤلاء، ولكني والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله ﷺ، لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله رسول الله ﷺ، فقالوا لي: والله إنك عندنا لمصدق، ولنفعلن ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم، حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله ﷺ منعه إياهم، ثم إعطاءهم بعد، فحدثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى. [2964] 4154 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب ابن سعد، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ خرج إلى تبوك، واستخلف عليا، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه ليس نبي بعدي). وقال أبو داود: حدثنا شعبة، عن الحكم: سمعت مصعبا. [3503] 4155 - حدثنا عبيد الله بن سعيد: حدثنا محمد بن بكر: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يخبر قال: أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه قال: غزوت مع النبي ﷺ العسرة، قال: كان يعلى يقول: تلك الغزوة أوثق أعمالي عندي. قال عطاء: فقال صفوان: قال يعلى: فكان لي أجير، فقاتل إنسانا فعض أحدهما على يد الآخر، قال عطاء: فلقد أخبرني صفوان: أيهما عض الآخر فنسيته، قال: فانتزع المعضوض يده من في العاض، فانتزع إحدى ثنيتيه، فأتيا النبي ﷺ فأهدر ثنيته. قال عطاء: وحسبت أنه قال: قال النبي ﷺ: (أفيدع يده في فيك تقضمها، كأنها في في فحل يقضمها). [2146] 75 - باب: حديث كعب بن مالك، وقول الله عز وجل: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} /التوبة: 118/.

 

 

4156 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله ﷺ في غزوة غزاها الإ في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في بدر، ولم يعاتب أحدا تخلف عنها، إنما خرج رسول الله ﷺ يريد عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول الله ﷺ ليلة العقبة، حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها، كان من خبري: أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط، حتى جمعتهما في تلك الغزوة، ولم يكن رسول الله ﷺ يريد غزوة إلا ورى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة، غزاها رسول الله ﷺ في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا، ومفازا وعدوا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله ﷺ كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ، يريد الديوان. قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له، ما لم ينزل فيه وحي الله، وغزا رسول الله ﷺ تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، وتجهز رسول الله ﷺ والمسلمون معه، فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم، فأرجع ولم أقضى شيئا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه، فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد، فأصبح رسول ﷺ والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئا، فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم، فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز، فرجعت ولم أقض شيئا، ثم غدوت، ثم رجعت ولم أقض شيئا، فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، وهممت أن أرتحل فأدركهم، وليتني فعلت، فلم يقدر لي ذلك، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله ﷺ فطفت فيهم، أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه النفاق، أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله ﷺ حتى بلغ تبوك، فقال، وهو جالس في القوم بتبوك:(ما فعل كعب). فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه، ونظره في عطفيه. فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه الإ خيرا. فسكت رسول الله ﷺ. قال كعب بن مالك: فلما بلغني أنه توجه قافلا حضرني همي، وطفقت أتذكر الكذب وأقول: بماذا أخرج من سخطه غدا، واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: إن رسول الله ﷺ قد أظل قادما زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب، فأجمعت صدقه، وأصبح رسول الله ﷺ قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فيركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، قلما فعل ذلك جاءه المخلفون، فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا، فقبل منهم رسول الله ﷺ علانيتهم، وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله، فجئته، فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب، ثم قال: (تعال). فجئت أمشي حتى جلست يديه، فقال لي: (ما خلفك، ألم تكن قد ابتعت ظهرك). فقلت: بلى، إني والله - يا رسول الله - لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جدلا، ولكني والله، لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه، إني لأرجو فيه عفو الله، لا والله، ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك. فقال رسول الله ﷺ: (أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك). فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني، فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله ﷺ بما اعتذر إليه المتخلفون، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله ﷺ لك. فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك، فقلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا لي رجلين صالحين، قد شهدا بدرا، فيهما أسوة، فمضيت حين ذكروهما لي، ونهى رسول الله ﷺ المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا، حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله ﷺ فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟ ثم أصلي قريبا منه، فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي، وإذا التفت نحوه أعرض عني، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس، مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه، فوالله ما رد علي السلام، فقلت: يا أبا قتادة، أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله؟ فسكت، فعدت له فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته، فقال: الله ورسوله أعلم، ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار.

 

 

قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة، إذا نبطي من أنباط أهل الشأم، ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة، يقول: من يدل على كعب بن مالك، فطفق الناس يشيرون له، حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان، فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك. فقلت لما قرأتها: وهذا أيضا من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرته بها، حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين، إذا رسول رسول الله ﷺ يأتيني فقال: إن رسول الله ﷺ يأمرك أن تعتزل امرأتك، فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: لا، بل اعتزلها ولا تقربها. وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك، فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر. قال كعب: فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال: (لا، ولكن لا يقربك). قالت: إنه والله ما به حركة إلى شيء، والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا. فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله ﷺ في امرأتك، كما أذن لامرأة هلال بن أميه أن تخدمه؟ فقلت: والله لا أستأذن فيها رسول الله ﷺ، وما يدريني ما يقول رسول الله ﷺ إذا استأذنته فيها، وأنا رجل شاب؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال، حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله ﷺ عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله، قد ضاقت علي نفسي، وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ، أوفى على جبل سلع، بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر، قال: فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء فرج، وآذن رسول الله ﷺ بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا، وذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض إلي رجل فرسا، وسعى ساع من أسلم، فأوفى على الجبل، وكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي، فكسوته إياهما ببشراه، والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما، وانطلقت إلى رسول الله ﷺ، فيتلقاني الناس فوجا فوجا، يهونني بالتوبة يقولون: لتهنك توبة الله عليك، قال كعب: حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله ﷺ جالس حوله الناس، فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله ﷺ، قال رسول الله ﷺ، وهو يبرق وجهه من السرور: (أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك). قال: قلت: أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله؟ قال: (لا، بل من عند الله). وكان رسول الله ﷺ إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله، قال رسول الله ﷺ: (أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك). قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، فقلت: يا رسول الله، إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا مالقيت. فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله ﷺ أحسن مما أبلاني، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله ﷺ إلى يومي هذا كذبا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيت. وأنزل الله على رسوله ﷺ: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار - إلى قوله - وكونوا مع الصادقين}. فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط، بعد أن هداني للإسلام، أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله ﷺ، أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا، فإن الله قال للذين كذبوا - حين أنزل الوحي - شر ما قال لأحد، فقال تبارك وتعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم - إلى قوله - فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين}. قال كعب: وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله ﷺ حين حلفوا له، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله ﷺ أمرنا حتى قضى الله فيه، فبذلك قال الله: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}. وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو، إنما هو تخليفه إيانا، وإرجاؤه أمرنا، عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه. [2606] 76 - باب: نزول النبي ﷺ الحجر. 4157/4158 - حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما مر النبي ﷺ بالحجر قال: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين). ثم قنع رأسه وأسرع السير، حتى أجاز الوادي. (4158) - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ لأصحاب الحجر: (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الإ أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم).

 

 

[423] 4159 - حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه المغيرة بن شعبة قال: ذهب النبي ﷺ لبعض حاجته، فقمت أسكب عليه الماء - لا أعلمه إلا قال: في غزوة تبوك - فغسل وجهه، وذهب يغسل ذراعيه، فضاق عليه كما الجبة، فأخرجهما من تحت جبته فغسلهما، ثم مسح على خفيه. [180] 4160 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان قال: حدثني عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل بن سعد، عن أبي حميد قال: أقبلنا مع النبي ﷺ من غزوة تبوك، حتى إذا أشرفنا على المدينة قال: (هذه طابة، وهذا أحد، جبل يحبنا ونحبه). [1411] 4161 - حدثنا أحمد بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ رجع من غزوة بتوك، فدنا من المدينة، فقال: (إن بالمدينة أقواما، ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم). قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: (وهم بالمدينة، حبسهم العذر). [2684] 77 - باب : كتاب النبي ﷺ إلى كسرى وقيصر.

 

 

4162 - حدثنا إسحاق: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: أن ابن عباس أخبره: أن رسول الله ﷺ بعث بكتابه إلى كسرى، مع عبد الله ابن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله ﷺ: أن يمزقوا كل ممزق. [64] 4163 - حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله ﷺ أيام الجمل، بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله ﷺ أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى، قال: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة). [6686] 4164 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري، عن السائب بن يزيد يقول: أذكر أني خرجت مع الغلمان إلى ثنية الوداع، نتلقى رسول الله ﷺ. وقال سفيان مرة: مع الصبيان. حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن السائب: أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي ﷺ إلى ثنية الوداع، مقدمة غزوة تبوك. [2917] 78 - باب: مرض النبي ﷺ ووفاته.

 

 

وقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون. ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} /الزمر: 30 - 31/. 4165 - وقال يونس، عن الزهري: قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي ﷺ يقول في مرضه الذي مات فيه: (يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهري من ذلك السم). 4166 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن أم الفضل بنت الحارث قالت: سمعت النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا، ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله.

 

 

[729] 4167 - حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم: فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآيه: {إذا جاء نصرالله والفتح} فقال: أجل رسول الله ﷺ أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها إلا ما تعلم. [3428] 4168 - حدثنا قتيبة: حدثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟! اشتد برسول الله ﷺ وجعه، فقال:(ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه، أهجر، استفهموه؟ فذهبوا يردون عليه، فقال: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). وأوصاهم بثلاث، قال: (أخرجوا المشركين من الجزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيتها. [114] 4169 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله ﷺ وفي البيت رجال، فقال النبي ﷺ: (هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ). فقال بعضهم: إن رسول الله ﷺ قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله ﷺ: (قوموا). قال عبيد الله: فكان ابن عباس: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله ﷺ وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولغطهم. [114] 4170 - حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دعا النبي ﷺ فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، فسألناها عن ذلك، فقالت سارني النبي صلى الله عليه سلم: أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته يتبعه، فضحكت. [3426] 4171 / 4173 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثني شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت: كنت أسمع أنه: لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبي ﷺ يقول في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بحة، يقول: ({مع الذين أنعم الله عليهم }). الآية، فظننت أنه خير. (4172) - حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت: لما مرض النبي ﷺ المرض الذي مات فيه، جعل يقول: (في الرفيق الأعلى). (4173) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: أخبرني عروة ابن الزبير: أن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ وهو صحيح يقول: (إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده في الجنة، ثم يحيا، أو يخير). فلما اشتكى وحضره القبض، ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه، فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال: (اللهم في الرفيق الأعلى). فقلت: إذا لا يجاورنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح.

 

 

[4176، 4194، 4310، 5350، 5988، 6144، وانظر: 850] 4174 - حدثنا محمد: حدثنا عفان، عن صخر بن جويرية، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي ﷺ وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله ﷺ بصره، فأخذت السواك فقضمته، ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي ﷺ فاستن به، فما رأيت رسول الله ﷺ استن استنانا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله ﷺ رفع يده أو إصبعه ثم قال: (في الرفيق الأعلى). ثلاثا، ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي. [850، وانظر: 4171] 4175 - حدثني حبان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته: أن رسول الله ﷺ كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه يبده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقت إنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي ﷺ عنه. [4728، 4729، 5403، 5416، 5419، 5960] 4176 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن مختار: حدثنا هشام ابن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير: أن عائشة أخبرته: أنها سمعت النبي ﷺ، وأصغت إليه قبل أن يموت، وهو مسند إلى ظهره يقول: (اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى). [4171] 4177 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا أو عوانة، عن هلال الوزان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي ﷺ في مرضه الذي لم يقم منه: (لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). قالت عائشة: لولا ذلك لأبرز قبره، خشي أن يتخذ مسجدا. [425] 4178 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: لما ثقل رسول الله ﷺ واشتد وجعه، استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض، بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر. قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة، فقال لي عبد الله بن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ قال: قلت: لا، قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب. وكانت عائشة زوج النبي ﷺ تحدث: أن رسول الله ﷺ لما دخل بيتي واشتد به وجعه قال: (هريقوا علي من سبع قرب، لم تحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس). فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي ﷺ، ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب، حتى طفق يشير إلينا بيده: (أن قد فعلتن). قالت: ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم. [195] 4179 - وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا: لما نزل برسول الله ﷺ، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، وهو كذلك يقول: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر ما صنعوا. [425] 4180 - أخبرني عبيد الله: أن عائشة قالت: لقد راجعت رسول الله ﷺ في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته الإ أنه لم يقع في قلبي: أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا، ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به، فأردت أن يعدل ذلك رسول الله ﷺ عن أبي بكر.

 

 

رواه ابن عمر وأبو موسى وابن عباس رضي الله عنهم، عن النبي ﷺ. [195، 646، 650، 655] 4181 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني ابن الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: مات النبي ﷺ وانه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي ﷺ. [850] 4182 - حدثني إسحاق: أخبرنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال: حدثني أبي، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله ﷺ في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله ﷺ؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا، فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وأاني والله لأرى رسول الله ﷺ سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، اذهب بنا إلى رسول الله ﷺ فلنسأله فيمن هذا الأمر، إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه، فأوصى بنا. فقال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله ﷺ فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، واين والله لا أسألها رسول الله ﷺ. [5911] 4183 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه: أن المسلمين بينا هم في الصلاة الفجر من يوم الإثنين، وأبو بكر يصلي لهم، لم يفجأهم إلا ورسول الله ﷺ قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن رسول الله ﷺ يريد أن يخرج إلى الصلاة. فقال أنس: وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحا برسول الله ﷺ، فأشار إليهم بيده رسول الله ﷺ: (أن أتموا صلاتكم). ثم دخل الحجرة، وأرخى الستر. [648] 4184/4186 - حدثني محمد بن عبيد: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر ابن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: أن أبا عمرو، ذكوان، مولى عائشة أخبره: أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله علي: أن رسول الله ﷺ توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته: دخل علي عبد الرحمن، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله ﷺ، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: (أن نعم). فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: الينه لك؟ فأشار برأسه: (أن نعم). فلينته، فأمره، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه، يقول: (لا إله الإ الله، إن للموت سكرات). ثم نصب يده، فجعل يقول: (اللهم في الرفيق الأعلى). حتى قبض ومالت يده. (4185) - حدثنا إسماعيل قال: حدثني سليمان بن بلال: حدثنا هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ كان يسأل في مرضه الذي مات فيه، يقول: (أين أنا غدا، أين أنا غدا). يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي. ثم قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر، ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله ﷺ، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضمته، ثم مضغته، فأعطيته رسول الله ﷺ فاستن به، وهو مستند إلى صدري.

 

 

(4186) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي النبي ﷺ في بيتي وفي يومي، وبين سحري ونحري، وكانت إحدانا تعوذه بدعاء إذا مرض، فذهبت أعوذه، فرفع رأسه إلى السماء وقال: (في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى). ومر عبد الرحمن بن أبي بكر، وفي يده جريدة رطبة، فنظر اليه النبي ﷺ، فظننت أن له بها حاجة، فأخذتها، فمضغت رأسها، ونفضتها، فدفعنها إليه، فاستن بها كأحسن ما كان مستنا، ثم ناولنيها، فسقطت يده، أو: سقطت من يده، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة. [850] 4187 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة: أن عائشة أخبرته: أن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله ﷺ وهو مغشي بتوب جبرة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها. قال الزهري: حدثني أبو سلمة، عن عبد الله بن عباس: أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر، فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمدا ﷺ فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال الله: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل - إلى قوله - الشاكرين}. وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. فأخبرني سعيد بن المسيب: أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت، حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي ﷺ قد مات. [1184] 4188 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن موسى ابن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة وابن عباس: أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي ﷺ بعد موته. [5382] 4189 - حدثنا علي: حدثنا يحيى، وزاد: قالت عائشة: لددناه في مرضه، فجعل يشير إلينا: أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: (ألم أنهكم يشير الينا: أن لا تلدوني: فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: (ألم أنهكم ان تلدوني). قلنا: كراهية المريض للدواء، فقال: (لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس، فإنه لم يشهدكم). رواه ابن أبي الزناد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي ﷺ. [5382، 6492، 6501] 4190 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا أزهر: أخبرنا ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود قال: ذكر عند عائشة: أن النبي ﷺ أوصى إلى علي، فقالت: من قاله، لقد رأيت النبي ﷺ وإني لمسندته إلى صدري، فدعا بالطست، فانحنث، فمات، فما شعرت، فكيف أوصى إلى علي؟ [2590] 4191 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا مالك بن مغول، عن طلحة قال: سألت عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنهما: أوصى النبي ﷺ؟ فقال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس وصية، أو أمروا بها؟ قال: أوصى بكتاب الله. [2589] 4192 - حدثنا قتيبة: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث قال: ما ترك النبي ﷺ دينارا، ولا درهما، ولا عبدا، ولا أمة، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة.

 

 

[2588] 4193 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: لما ثقل النبي ﷺ جعل يتغشاه، فقالت فاطمة عليها السلام: واكرب أباه، فقال لها: (ليس على أبيك كرب بعد اليوم). فلما مات قالت: يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام: يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله ﷺ التراب. 79 - باب: آخر ما تكلم به النبي ﷺ.

 

 

4194 - حدثنا بشر بن محمد: حدثنا عبد الله: قال يونس: قال الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب في رجال من أهل العلم: أن عائشة قالت: كان النبي ﷺ يقول وهو صحيح: (إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخير). فلما نزل به، ورأسه على فخذي، غشي عليه، ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت، ثم قال: (اللهم الرفيق الأعلى). فقلت: إذا لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح، قالت: فكانت آخر كلمة تكلم بها: (اللهم الرفيق الأعلى). [4171] 80 - باب: وفاة النبي ﷺ.

 

 

4195 - حدثنا أو نعيم: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم: أن النبي ﷺ لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا. [4694] 4196 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها: أن الرسول ﷺ توفي وهو ابن ثلاث وستين. قال ابن شهاب: وأخبرني سعيد بن المسيب مثله. [3343] 4197 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي النبي ﷺ ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين. يعني صاعا من شعير. [1962] 81 - باب: بعث النبي ﷺ أسامة بن زيد رضي الله عنهما في مرضه الذي توفي فيه.

 

 

4198/4199 - حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن الفضيل بن سليمان: حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه: استعمل النبي ﷺ أسامة، فقالوا فيه، فقال النبي ﷺ: (قد بلغني أنكم قلتم في أسامة، وإنه أحب الناس إلي). (4199) - حدثنا إسماعيل: حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ بعث بعثا، وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن الناس في إمارته، فقام النبي ﷺ فقال: (إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليفا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس لي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده). [3542] 4200 - حدثنا أصبغ قال: أخبرني ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن ابن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن الصنابحي أنه قال له: متى هاجرت؟ قال: خرجنا من اليمن مهاجرين، فقدمنا الجحفة، فأقبل راكب فقلت له: الخبر؟ فقال: دفنا النبي ﷺ منذ خمس، قلت: هل سمعت في ليلة القدر شيئا؟ قال: نعم، أخبرني بلال مؤذن النبي ﷺ: أنه سمع في السبع في العشر الأواخر. 82 - باب: كم غزا النبي ﷺ. 4201 - حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: سألت زيد بن أرقم رضي الله عنه: كم غزوت مع رسول الله ﷺ؟ قال: سبع عشرة، قلت: كم غزا النبي ﷺ؟ قال: تسع عشرة. [3733] 4202 - حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق: حدثنا البراء رضي الله عنه قال: غزوت مع النبي ﷺ خمس عشرة. 4203 - حدثني أحمد بن الحسن: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن كهمس، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: غزا مع رسول الله ﷺ ست عشرة غزوة.

 

==========

 

==========

 

=========

 

========

 

 

 

 

صحيح البخاري/كتاب تفسير القرآن

 

 

 

 

 

68 - كتاب التفسير. {الرحمن الرحيم} اسمان من الرحمة، الرحيم والراحم بمعنى واحد، كالعليم والعالم. 1 - باب: ماجاء في فاتحة الكتاب.

 

 

وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة. والدين: الجزاء في الخير والشر، كما تدين ندان. وقال مجاهد: {بالدين} /الماعون: 1/، /الانفطار: 9/: بالحساب. {مدينين} /الواقعة: 86/: محاسبين. 4204 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله ﷺ فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: (ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}). ثم قال لي: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد). ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل: (لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن). قال: ({الحمد لله رب العالمين}: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته). [4370، 4426، 4720] 2 - باب: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.

 

 

4205 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}. فقالوا آمين، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه).

 

 

[747] سورة البقرة. 3 - باب: قول الله: {وعلم آدم الأسماء كلها} /31/.

 

 

4206 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي ﷺ. قال لي خليفة: حدثنا يزيد ابن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه فيستحي، ائتونا نوحا، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتون فيقول: لست هناكم، ويذكر سؤاله ربه ما ليس ليه به علم فيستحي، فيقول: ائتوا خليل الرحمن. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى، عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحي من ربه فيقول: ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه. فيقول: لست هناكم، ائتوا محمد ﷺ، عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتونني، فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي وقت ساجدا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع. فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيت ربي، مثله، ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة فأقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن، ووجب عليه الخلود). قال أبو عبد الله: إلا من حبسه القرآن، يعني قول الله تعالى: {خالدين فيها}. [6197، 6975، 7002، 7078، وانظر: 3182] 4 - باب: قال مجاهد: {إلى شياطينهم} /14/: أصحابهم من المنافقين والمشركين. {محيط بالكافرين} /19/: الله جامعهم. {صبغة} /138/: دين. {على الخاشعين} /45/: على المؤمنين حقا. قال مجاهد: {بقوة} /63/: يعمل بما فيه. وقال أبو العالية: {مرض} /10/: شك. {وما خلفها} /66/: عبرة لمن بقي. {لا شية} /71/: لا بياض. وقال غيره: {يسومونكم} /49/: يولونكم. الولاية - مفتوحة - مصدر الولاء، الربوبية، وإذا كسرت الواو فهي الإمارة. وقال بعضهم: الحبوب التي تؤكل كلها فوم. وقال قتادة: {فباؤوا} /90/: فانقلبوا. وقال غيره: {يستفتحون} /89/: يستنصرون. {شروا} /102/: باعوا. {راعنا} /104/: من الرعونة، إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانا قالوا: راعنا. {لا تجزي} /48، 123/: لاتغني. {خطوات} /168/: من الخطو، والمعني: آثاره. {ابتلى} /124/: اختبر. 5 - باب: قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} /22/. 4207 - حدثني عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله قال: سألت النبي ﷺ: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك). قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: (وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك). قلت: ثم أي؟ قال: (أن تزاني حليلة جارك). [4483، 5655، 6426، 6468، 7082، 7094] 6 - باب: وقوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} /57/

 

 

وقال مجاهد: المن صمغة، والسلوى الطير. 4208 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عبد الملك، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين). [4363، 5381] 7 - باب: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين} /58/ رغدا: واسعا كثيرا. 4209 - حدثني محمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة}. فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا، وقالوا: حطة، حبة في شعرة). [3222] 8 - باب: قوله: {من كان عدوا لجبريل}. وقال عكرمة: جبر وميك وسراف: عبد، إيل: الله. 4210 - حدثنا عبد الله بن منير: سمع عبد الله بن بكر: حدثنا حميد، عن أنس قال: سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله ﷺ وهو في أرض يحترف، فأتى النبي ﷺ فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: فما أول شرط الساعة، وما أول طعام أهل الجنة، وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: (أخبرني جبريل آنفا). قال: جبريل؟ قال: (نعم). قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية: ({من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}. أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت). قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، يا رسول الله، أن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني، فجاءت اليهود، فقال النبي ﷺ: (أي رجل عبد الله فيكم). قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا. قال: (أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام). فقالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا، وانتقصوه، قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله.

 

 

[3151] 9 - باب: قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} /106/. 4211 - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: حدثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر رضي الله عنه: أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي، وذاك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله ﷺ، وقد قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}. [4719] 10 - باب: {وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه} /116/. 4212 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن عبد الله بن أبي حسين: حدثنا نافع بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذبيه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه أياي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا). 11 - باب: قوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} /125/. 4213 - حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال: قال عمر: وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، وقلت: يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب، قال: وبلغني معاتبة النبي ﷺ بعض نسائه، فدخلت عليهن، قلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله ﷺ خيرا منكن، حتى أتيت إحدى نسائه، قالت: يا عمر، أما في رسول الله ﷺ ما يعظ نساءه، حتى تعظهن أنت؟ فأنزل الله: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات}. الآية.

 

 

وقال ابن أبي مريم: أخبرنا يحيى بن أيوب: حدثني حميد: سمعت أنسا، عن عمر. [393] 12 - باب: قوله تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت سميع العليم} /127/.

 

 

القواعد: أساسه، واحدتها قاعدة. {والقواعد من النساء} /النور:60/: واحدها قاعد. 4214 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر: أخبر عبد الله بن عمر، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ: أن رسول الله ﷺ قال: (ألم تري أن قومك بنوا الكعبة واقتصروا عن قواعد إبراهيم). فقلت: يا رسول الله، ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال: (لولا حدثان قومك بالكفر). فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله ﷺ، ما أرى رسول الله ﷺ ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم. [126] 13 - باب: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} /136/.

 

 

4215 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عثمان بن عمر: أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} الآية). [6928، 7103] 14 - باب: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} /142/.

 

 

4216 - حدثنا أبو نعيم: سمع زهيرا، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى، أو صلاها، صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله، لقد صليت مع النبي ﷺ قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم}. [40] 15 - باب: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} /143].

 

 

4217 - حدثنا يوسف بن راشد: حدثنا يوسف بن راشد: حدثنا جرير وأبو أسامة، واللفظ لجرير، عن الأعمش، عن أبي صالح. وقال أبو أسامة: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: (يدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ: {ويكون الرسول عليكم شهيدا}. فذلك قوله جل ذكره: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}). والوسط العدل. [3161] 16 - باب: قوله: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم} /143/.

 

4218 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباء، إذ جاء جاء فقال: أنزل الله على النبي ﷺ قرآنا: أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، فتوجهوا إلى الكعبة. [395] 17 - باب: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}.

 

 

إلى: {عما تعملون} /144/. 4219 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معتمر، عن أبيه، عن أنس رضي الله عنه قال: لم يبق ممن صلى القبلتين غيري. 18 - باب: {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك}.

 

 

إلى قوله: {إنك إذا لمن الظالمين} /145/. 4220 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان: حدثني عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: بينما الناس في الصبح بقباء، جاءهم رجل فقال: إن رسول الله ﷺ قد أنزل عليه الليلة قرآن، وأمر أن يستقبل الكعبة، ألا فاستقبلوها، وكان وجه الناس إلى الشأم، فاستداروا بوجوههم إلى الكعبة. [395] 19 - باب: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق - إلى قوله - فلا تكونن من الممترين} /146، 147/

 

 

4221 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: بينا الناس في الصبح بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: إن النبي ﷺ قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، ألا فاستقبلوها، وكانت وجوههم الناس إلى الشأم، فاستداروا إلى الكعبة.

 

 

[395] 20 - باب: {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير} /148/. 4222 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني أبو إسحاق قال: سمعت البراء رضي الله عنه قال: صلينا مع النبي ﷺ نحو بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشر شهرا، ثم صرفة نحو القبلة.

 

 

[40] 21 - باب: {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون} /149/.

 

 

شطره: تلقاؤه. 4223 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: بينا الناس في الصبح بقباء، إذ جاءهم رجل فقال: أنزل الليلة قرآن، فأمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، فاستداروا كهيئتهم، فتوجهوا إلى الكعبة، وكان وجه الناس إلى الشأم.

 

 

[395] 22 - باب: {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره - إلى قوله - ولعلكم تهتدون} /150/.

 

 

4224 - حدثنا قتيبة بن سعيد: عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: بينما الناس في صلاة الصبح بقباء، إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله ﷺ قد أنزل عليه الليلة، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم الناس إلى الشأم، فاستداروا إلى القبلة: الكعبة.

 

 

[395] 23 - باب: قوله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} /158/.

 

 

شعائر: علامات، واحدتها شعيرة. وقال ابن عباس: الصفوان الحجر، ويقال: الحجارة الملس التي تنبت شيئا، والواحدة صفوانة، بمعنى الصفا، والصفا للجميع.

 

4225 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: قلت لعائشة زوج النبي ﷺ، وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {ن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما؟ فقالت عائشة: كلا، لو كانت كما تقول، كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله ﷺ عن ذلك، فأنزل الله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}.

 

 

[1561] 4226 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة، فقال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. [1565] 24 - باب: قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} /165/.

 

 

يعني أضدادا، واحدها ند. 4227 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله: قال النبي ﷺ كلمة، وقلت أخرى، قال النبي ﷺ: (من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار). وقلت أنا: من مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة. [1181] 25 - باب: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر - إلى قوله - عذاب أليم} /178/.

 

 

{عفي} /178/: ترك. 4228 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو قال: سمعت مجاهدا قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية، فقال الله تعالى لهذه الأمة: {كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء} فالعفو أن يقبل الدية في العمد {فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} يتبع بالمعروف ويؤدي بإحسان {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} مما كتب على من كان قبلكم {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} قتل بعد قبول الدية. [6487]

 

4229/4230 - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا حميد: أن أنسا حدثهم، عن النبي ﷺ قال: (كتاب الله القصاص). (4230) - حدثني عبد الله بن منير: سمع عبد الله بن بكر السهمي: حدثنا حميد، عن أنس: أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية، فطلبوا إليها العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله ﷺ وأبوا إلا القصاص، فأمر رسول الله ﷺ بالقصاص، فقال أنس بن النضر: يا رسول الله، أتكسر ثنية الربيع؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فقال رسول الله ﷺ: ( يا أنس، كتاب الله القصاص) فرضي القوم فعفوا، فقال رسول الله ﷺ: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره). [2556] 26 - باب: {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} /183/.

 

 

4231 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت عاشوراء يصومه أهل الجاهلية، فلما نزل رمضان، قال: (من شاء صامه، ومن شاء لم يصمه). [1793]

 

4232 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: كان عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل رمضان قال: (من شاء صام ومن شاء أفطر). [1515] 4233 - حدثني محمود: أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبيد الله قال: دخل الأشعث وهو يطعم، فقال: اليوم عاشوراء؟ فقال: كان يصام قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان ترك، فادن فكل. 4234 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي ﷺ يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما نزل رمضان كان رمضان الفريضه، وترك عاشوراء، فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه. [1515] 27 - باب: قوله: {أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا

 

 

فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} /184/. وقال عطاء: يفطر من المرض كله، كما قال الله تعالى. وقال الحسن وإبراهيم في المرضع والحامل: إذا خافتا على أنفسهما أو ولدهما تفطران ثم تقضيان، وأما الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام، فقد أطعم أنس بعد ما كبر عاما أو عامين، كل يوم مسكينا، خبزا ولحما، وأفطر. قراءة العامة {يطيقونه} وهو أكثر. 4235 - حدثني إسحاق: أخبرنا روح: حدثنا زكرياء بن إسحاق: حدثنا عمرو بن دينار، عن عطاء: سمع ابن عباس يقرأ: {وعلى الذين يطوقونه فدية طعام مسكين}. قال ابن عباس: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا. 28 - باب: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} /185/.

 

 

4236 - حدثنا عياش بن الوليد: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قرأ: {فدية طعام مساكين}. قال: هي منسوخة. [1848] 4237 - حدثنا قتيبة: حدثنا بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله، عن يزيد، مولى سلمة بن الأكواع، عن سلمة قال: لما نزلت: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}. كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. قال أبو عبد الله: مات بكير قبل يزيد. 29 - باب: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم} /187/.

 

 

4238 - حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء. وحدثنا أحمد بن عثمان: حدثنا شريح بن مسلمة قال: حدثني إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء رضي الله عنه: لما نزل صوم رمضان، كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم}. [1816] 30 - باب: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد}.

 

 

إلى قوله: {يتقون} /187/. "العاكف" /الحج: 25/: المقيم. 4239/4240 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن الشعبي، عن عدي قال: أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود، حتى كان بعض الليل نظر، فلم يستبينا، فلما أصبح قال: يا رسول الله، جعلت تحت وسادي، قال: (إن وسادك إذا لعريض: أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك). (4240) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن مطرف، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أهما خيطان؟ قال: (إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين). ثم قال: (لا، بل هو سواد الليل وبياض النهار).

 

 

[1817] 4241 - حدثنا ابن أبي مريم: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: وأنزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}. ولم ينزل {من الفجر} وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعده: {من الفجر} فعلموا أنما يعني الليل من النهار. [1818] 31 - باب: {ليس من البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون} /189/.

 

 

4242 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها}.

 

 

[1709] 32 - باب: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين} /193/.

 

 

4243 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس ضيعوا وأنت ابن عمر، وصاحب النبي ﷺ، فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرم دم أخي، فقالا: ألم يقل الله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله.

 

 

وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب قال: أخبرني فلان، وحيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافري: أن بكير بن عبد الله حدثه، عن نافع: أن رجلا أتى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما حملك على أن تحج وتعتمر عاما، وتترك الجهاد في سبيل الله عز وجل، فد علمت ما رغب الله فيه؟ قال: يا ابن أخي، بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت. قال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله }. {قاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. قال: فعلنا على عهد رسول الله ﷺ وكان الإسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه: إما قتلوه وإما يعذبونه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أما عثمان فكأن الله عفا عنه، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه. أما علي فابن عم رسول الله ﷺ وختنه، وأشار بيده، فقال: هذا بيته حيث ترون. [4373، 4374، 6682، وانظر: 8] 33 - باب: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} /195/.

 

 

التهلكة والهلاك واحد. 4244 - حدثنا إسحاق: أخبرنا النضر: حدثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا وائل، عن حذيفة: {وأنفقوا في سبيل ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}. قال: نزلت في النفقة. 34 - باب: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه} /196/.

 

 

4245 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: سمعت عبد الله بن معقل قال: قعدت إلى كعب بن عجزة في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - فسألته عن {فدية من صيام}. فقال: حملت إلى النبي ﷺ والقمل يتناثر على وجهي، فقال: (ما كنت أرى أن الجهد قد بلغ بك هذا، أما تجد شاة). قلت: لا، قال: (صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام، واحلق رأسك).

 

 

فنزلت في خاصة، وهي لكم عامة. [1721] 35 - باب: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج} /البقرة: 196/.

 

 

4246 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عمران أبي بكر: حدثنا أبو رجاء، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: أنزلت آية المتعة في كتاب الله، ففعلناها مع رسول الله ﷺ، ولم ينزل قرآن يحرمه، ولم ينه عنها حتى مات، قال رجل برأيه ما شاء.

 

 

[1496] 36 - باب: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} /198/.

 

 

4247 - حدثني محمد قال: أخبرني ابن عيينة، عن عمرو، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم، فنزلت: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}. في مواسم الحج.

 

 

[1681] 37 - باب: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} /199/.

 

 

4248 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن حازم: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام، أمر الله نبيه ﷺ أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}

 

 

[1582] 4249 - حدثني محمد بن أبي بكر: حدثنا فضيل بن سليمان: حدثنا موسى ابن عقبة: أخبرني كريب، عن ابن عباس قال: يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالا حتى يهل بالحج، فإذا ركب إلى عرفة فمن تيسر له هدية من الإبل أو البقر أو الغنم، ما تيسر له من ذلك، أي ذلك شاء، غير أنه إن لم يتيسر له فعليه ثلاثة أيام في الحج، وذلك قبل يوم عرفة، فإن كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة فلا جناح عليه، ثم لينطلق حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام، ثم ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يتبرر فيه، ثم ليذكروا الله كثيرا، أو أكثروا التكبير والتهليل قبل أن تصبحوا، ثم أفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون، وقال الله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}. حتى ترموا الجمرة. 38 - باب:

 

 

{ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} /201/. 4250 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس قال: كان النبي ﷺ يقول: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار).

 

 

[6026] 39 - باب: {وهو ألد الخصام} /204/.

 

 

وقال عطاء: النسل الحيوان. 4251 - حدثنا قبيضة: حدثنا سفيان، عن ابن جرير، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة ترفعه قال: (أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم).

 

 

وقال عبد الله: حدثنا سفيان: حدثني ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي ﷺ. [2325] 40 - باب: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} /214/.

 

 

4252 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جرير قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال ابن عباس رضي الله عنهما: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}. خفيفة، ذهب بها هناك، وتلا: {حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}. فلقيت عروة بن الزبير فذكرت له ذلك، فقال: قالت عائشة: معاذ الله، والله ما وعد الله رسوله من شيء قط إلا علم أنه كائن قبل أن يموت، ولكن لم يزل البلاء بالرسل، حتى خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم. فكانت تقرؤها: {وظنوا أنهم قد كذبوا}. مثقلة.

 

 

[3209] 41 - باب: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم}. الآية /223/

 

 

4253 - حدثني إسحاق: أخبرنا النضر بن شميل: أخبرنا ابن عون، عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوما، فقرأ سورة البقرة، حتى انتهى إلى مكان قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى.

 

 

وعن عبد الصمد: حدثني أبي: حدثني أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: {فأتوا حرثكم أنى شئتم}. قال يأتيها في. وراه محمد بن يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. 4254 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن المنكدر: سمعت جابرا رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}] 42 - باب: {واذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} /232/.

 

 

4255 - حدثنا عبيد الله بن سعيد: حدثنا أبو عامر العقدي: حدثنا عباد بن راشد: حدثنا الحسن قال: حدثني معقل بن يسار قال: كانت لي أخت تخطب إلي.

 

 

وقال إبراهيم، عن يونس، عن الحسن: حدثني معقل بن يسار. حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا يونس، عن الحسن: أن أخت معقل بن يسار طلقها زوجها، فتركها حتى انقضت عدتها فخطبها، فأبى معقل، فنزلت: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن}. [4837، 5020، 5021] 43 - باب: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير} /234/.

 

 

{يعفون} /237/: يهبن. 4256 - حدثني أمية بن بسطام: حدثنا يزيد بن زريع، عن حبيب، عن ابن أبي مليكة: قال ابن الزبير: قلت لعثمان بن عفان: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا}. قال: قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها؟ أو: تدعها؟ قال: يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه. [4262] 4257 - حدثنا إسحاق: حدثنا روح: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا}. قال: كانت هذه العدة، تعتد عند أهل زوجها واجب، فأنزل الله: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف}. قال: جعل الله لها تمام السنة سبعة أشهر وعشرين ليلة وصية، إن شاءت سكنت في وصيتها، وإن شاءت خرجت، وهو قول الله تعالى: {غير أخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم}. فالعدة كما هي واجب عليها. زعم ذلك مجاهد.

 

 

وقال عطاء: قال ابن عباس: نسخت هذه الآية عدتها عند أهلها، فتعتد حيث شاءت، وهو قول الله تعالى: {غير إخراج}. قال عطاء: إن شاءت اعتدت عند أهله وسكنت في وصيتها، وإن شاءت خرجت، لقول الله تعالى: {فلا جناح عليكم فيما فعلن}. قال عطاء: ثم جاء الميراث، فنسخ السكنى، فتعتد حيث شاءت، ولا سكنى لها. وعن محمد بن يوسف: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: بهذا. وعن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس قال: نسخت هذه الآية عدتها في أهلها، فتعتد حيث شاءت، لقول الله: {غير إخراج}. نحوه. [5029]

 

4258 - حدثنا حبان: حدثنا عبد الله: أخبرنا عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين قال: جلست إلى مجلس فيه عظم من الأنصار، وفيهم عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكرت حديث عبد الله بن عتبة في شأن سبيعة بنت الحارث، فقال عبد الرحمن: ولكن عمه كان يقول ذلك، فقلت: إني لجريء إن كذبت على رجل في جانب الكوفة، ورفع صوته، قال: ثم خرجت فلقيت مالك بن عامر، أو مالك بن عوف، قلت: كيف كان قول ابن مسعود في المتوفى عنها زوجها وهي حامل؟ فقال: قال ابن مسعود: أتجعلون عليها التغليظ، ولا تجعلون لها الرخصة؟ أنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى.

 

 

وقال أيوب، عن محمد: لقيت أبا عطية مالك بن عامر. [4626 مكرر] 44 - باب: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} /238/.

 

4259 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يزيد: أخبرنا هشام، عن محمد، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه: قال النبي ﷺ. حدثني عبد الرحمن: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا هشام قال: حدثنا محمد، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال يوم الخندق: (حبسونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس، ملأ الله قبورهم وبيوتهم، أو: أجوافهم - شك يحيى - نارا).

 

 

[2773] 45 - باب: {وقوموا لله قانتين} /238/: مطيعين.

 

4260 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن زيد بن أرقم قال: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته، حتى نزلت هذه الآية: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} فأمرنا بالسكوت.

 

 

[1142] 46 - باب: {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما

 

 

علمكم ما لم تكونوا تعلمون} /239/.

 

وقال ابن جبير: {كرسيه} /255/: علمه. يقال: {بسطة} /247/: زيادة وفضلا. {أفرغ} /250/: أنزل. {ولا يؤوده} /255/: لا يثقله، آدني أثقلني، والآد والأيد القوة. السنة: نعاس. {لم يتسنه}/259/: لم يتغير. (فبهت)/258/: ذهبت حجته. {خاوية} /295/: لا أنيس فيها. {عروشها} /259/: أبنيتها. {ننشرها} /259/: نخرجها. {إعصار} /266/: ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء، كعمود فيه نار. وقال ابن عباس: {صلدا} /264/: ليس عليه شيء. وقال عكرمة: {وابل} /264/ و/265/: مطر شديد. الطل: الندى، وهو مثل عمل المؤمن. {يتسنه} /259/. يتغير.

 

4261 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا مالك، عن نافع: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كان إذا سئل عن صلاة الخوف، قال: يتقدم الإمام وطائفة من الناس، فيصلي بهم الإمام ركعة، وتكون طائفة منهم بينهم وبني العدو لم يصلوا، فإذا صلى الذين معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا، ولا يسلمون، ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه ركعة، ثم ينصرف الإمام وقد صلى ركعتين، فيقوم كل واحد من الطائفتين فيصلون لأنفسهم ركعة بعد أن ينصرف الإمام، فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلى ركعتين، فإن كان خوف هو أشد من ذلك، صلوا رجالا وقياما على أقدامهم أو ركبانا، مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها.

 

 

قال مالك: قال نافع: لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله ﷺ. [900] 47 - باب: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} /240/.

 

 

2462 - حدثني عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا حميد بن الأسود ويزيد بن زريع قالا: حدثنا حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي مليكة قال: قال ابن الزبير: قلت لعثمان هذه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا - إلى قوله - غير إخراج}. قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: تدعها يا ابن أخي، لا أغير شيئا منه من مكانه. قال حميد: أو نحو هذا. [4256] 48 - باب: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى} /260/.

 

 

{فصرهن} /260/: قطعهن. 4263 - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}).

 

 

[3192] 49 - باب: قوله: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب}

 

 

إلى قوله: {لعلكم تتفكرون} /266/. (جنة) بستان. (إلى قوله) وتتمتها: {من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصـابه الكبر وله ذرية ضعفـاء فأصـابها إعصـار فيه نـار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}..). (ذرية) نسل من بنين وبنات. (إعصار) ريح شديدة.) 4264 - حدثنا إبراهيم: أخبرنا هشام، عن ابن جريج: سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث، عن ابن عباس قال، سمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث، عن عبيد بن عمير قال: قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي ﷺ: فيم ترون هذه الآية نزلت: {أيود أحدكم أن تكون له جنة}؟ قالوا: الله أعلم، فغضب عمر، فقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم، فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين، قال عمر: يا أخي قل ولا تحقر نفسك، قال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل، قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لعمل، قال عمر: لرجل غني يعلم بطاعة الله عز وجل، ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله. 50 - باب: {لا يسألون الناس إلحافا} /273/.

 

 

يقال: ألحف علي، وألح علي، وأحفاني بالمسألة. {فيحفكم} /محمد: 37/: يجهدكم. 4265 - حدثنا ابن أبي مريم: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثني شريك ابن أبي نمر: أن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قالا: سمعنا أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال النبي ﷺ: ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة ولا اللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف. واقرؤوا إن شئتم). يعني قوله: {لا يسألون الناس إلحافا}

 

 

[1406] 51 - باب: {وأحل الله البيع وحرم الربا} /275/.

 

 

المس: الجنون. 4266 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا مسلم، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزلت الآيات من آخر سورة البقرة في الربا، قرأها رسول الله ﷺ على الناس، ثم حرم التجارة في الخمر.

 

 

[447] 52 - باب: {يمحق الله الربا} /276/: يذهبه.

 

 

4267 - حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق، عن عائشة أنها قالت: لما أنزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة، خرج رسول الله صلى الله عليه سلم فتلاهن في المسجد، فحرم التجارة في الخمر.

 

 

[447] 53 - باب: {فأذنوا بحرب} /279/: فاعلموا.

 

 

4268 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: لما أنزلت الآيات من آخر سورة البقر، قرأهن النبي ﷺ في المسجد، وحرم التجارة في الخمر.

 

 

[447] 54 - باب:

 

 

{وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون} /280/. 4269 - وقال لنا محمد بن يوسف عن سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: لما أنزلت الآيات من آخر سورة البقرة، قام رسول الله ﷺ فقرأهن علينا، ثم حرم التجارة في الخمر.

 

 

[447] 55 - باب: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} /281/.

 

 

4270 - حدثنا قبيضة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: آخر آية نزلت على النبي ﷺ آية الربا. 56 - باب: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} /284/.

 

 

4271 - حدثنا محمد: حدثنا النفيلي: حدثنا مسكين، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، وهو ابن عمر: أنها قد نسخت: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أوتخفوه}. الآية.

 

 

[4272] 57 - باب: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} /285/.

 

 

وقال ابن عباس: {إصرا} /286/: عهدا. ويقال: {غفرانك} /285/: مغفرتك، فاغفر لنا.

 

4272 - حدثني إسحاق بن منصور: أخبرنا روح: أخبرنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، قال: أحسبه ابن عمر: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه}. قال: نسختها الآية التي بعدها. [4271] 58 - باب: تفسير سورة آل عمران. تقاة وتقية واحدة. {صر} /117/: برد. {شفا حفرة} /103/: مثل شفا الركية، وهو حرفها. {تبوئ} /121/: تتخذ معسكرا. المسوم: الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو بما كان. {ربيون} /146/: الجموع، واحدها ربي. {تحسونهم} /152/: تستأصلونهم قتلا. {غزا} /156/. واحدها غاز. {سنكتب} /181/. سنحفظ. {نزلا} /198/: ثوابا، ويجوز: ومنزل من عند الله، كقولك: أنزلته. وقال مجاهد: {والخيل المسومة} /14/: المطهمة الحسان. وقال سعيد بن جبير وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى: الرعية المسومة.

 

وقال ابن جبير: {وحصورا} /39/: لا يأتي النساء. وقال عكرمة: {من فورهم} /125/: من غضبهم يوم بدر. وقال مجاهد: يخرج الحي من الميت: النطفة تخرج ميتة، ويخرج منها الحي. {الابكار} /41/: أو الفجر، {والعشي} /41/: ميل الشمس - أراه - إلى أن تغرب. 59 - باب: {منه أيات محكمات} /7/. وقال مجاهد: الحلال والحرام. {وأخر متشابهات} /7/: يصدق بعضه بعضا، كقوله تعالى: {وما يضل به إلا الفاسقين} /البقرة:26/. وكقوله جل ذكره: {ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون} /يونس: 100/. وكقوله: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} /محمد: 17/. {زيغ} شك.. {ابتغاء الفتنة} المشتبهات.. {والراسخون في العلم}. يعلمون {يقولون آمنا به} /7/. 4273 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قال: تلا رسول الله ﷺ هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}. قالت: قال رسول الله ﷺ: (فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم).

 

 

60 - باب: {واني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} /36/.

 

4274 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: (ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها). ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}.

 

 

[3112] 61 - باب: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم} /77/:

 

 

{أليم} /77/: مؤلم موجع، من الألم، وهو في موضع مفعل. 4275 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (من حلف يمين صبر، ليتقطع بها مال امرئ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان). فأنزل الله تصديق لذلك: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة}. إلى آخر الآية. قال: فدخل الأشعث بن قيس وقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا: كذا وكذا، قال: في أنزلت، كانت لي بئر في أرض ابن عم لي، قال النبي ﷺ: (بينتك أويمينه). فقلت: إذا يحلف يا رسول الله، فقال النبي ﷺ: (من حلف على يمين صبر، يقتطع بها مال امرئ مسلم، وهو فيها فاجر، لقي الله وهو عليه غضبان).

 

 

[2229] 4276 - حدثنا علي، هو ابن أبي هاشم، سمع هشيما: أخبرنا العوام بن حوشب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: أن رجلا أقام سلعة في السوق، فحلف فيها: لقد أعطى بها ما لم يعطه، ليوقع فيها رجلا من المسلمين، فنزلت: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا}. إلى آخر الآية.

 

 

[1982] 4277 - حدثنا نصر بن علي بن نصر: حدثنا عبد الله بن داود، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة: أن امرأتين كانتا تخرزان بيت، أو في الحجرة، فخرجت إحداهما وقد أنفذ بإشفى في كفها، فادعت على الأخرى، فرفع أمرهما إلى ابن عباس، فقال ابن عباس: قال رسول الله ﷺ: (لو يعطى الناس بدعواهم، لذهب دماء قوم وأموالهم). ذكروها بالله، واقرؤوا عليها: {إن الذين يشترون بعهد الله}. فذكروها فاعترفت، فقال ابن عباس: قال النبي ﷺ: (اليمين على المدعى عليه). [2379] 62 - باب: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله} /64/.

 

 

سواء: قصد. 4278 - حدثني إبراهيم بن موسى، عن هشام، عن معمر. حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: حدثني ابن عباس قال: حدثني أبو سفيان من فيه إلى في قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله ﷺ، قال: فينا أنا بالشأم، إذ جيئ بكتاب من النبي ﷺ إلى هرقل، قال: وكان دحية الكلبي جاء به، فدفعه إلى عظيم بصرى، فدفعه

 

 

عظيم بصرى إلى هرقل، قال هرقل: هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقالوا: نعم، قال: فدعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فاجلسنا بين يديه، فقال: أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا، فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانه، فقال: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فإن كذبني فكذبوه، قال أبو سفيان: وايم الله، لولا أن يؤثروا علي الكذب لكذبت، ثم قال لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟ قال: قلت: هو فينا ذو حسب، قال: فهل كان من آبائه ملك؟ قال: قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم، قال: يزيدون أو ينقصون؟ قال: قلت: لا بل يزيدون، قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ قال: قلت: لا، قال: فهل قاتلتموه؟ قال: قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال: قلت: تكون الحرب بينا وبينه سجالا، يصيب منا ونصيب منه، قال: فهل يغدر؟ قال: قلت: لا، ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها، قال: والله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه، قال: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قلت: لا، ثم قال لترجمانه: قل له: إني سألتك عن حسبه فيكم، فزعمت أنه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها، وسألتك هل كان في آبائه ملك، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك، قلت رجل يطلب ملك آبائه، وسألتك عن أتباعه: أضعفاؤهم أم أشرافهم، قلت: بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله، وسألتك: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له، فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب، وسألتك هل يزيدون أم ينقصون، فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك هل قاتلتمون، فزعمت أنكم قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا، ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة، وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله، قلت رجل ائتم بقول قيل قبله، قال: ثم قال: بم يأمركم؟ قال: قلت: يأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصلة، والعفاف، قال: إن يك ما تقول فيه حقا فإنه نبي؟ وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أك أظنه منكم، ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، ولبيلغن ملكه ما تحت قدمي، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله ﷺ فقرأه، فإذا فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فاني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فان عليك اثم الأريسيين، و: {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله - إلى قوله - اشهدوا بأنا مسلمون}). فلما فرغ من قراءة الكتاب، ارتفعت الأصوات عند وكثر اللغط، وأمر بنا فأخرجنا، قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمر ابن أبي كبشة، إنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا بأمر رسول الله ﷺ أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الاسلام. قال الزهري: فدعا هرقل عظماء الروم، فجمعهم في دار له، فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد، وأن يثبت لكم ملككم؟ قال: فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدها قد غلقت، فقال: علي بهم، فدعا بهم فقال: إني إنما اختبرت شدتكم على دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحببت، فسجدوا له ورضوا عنه. [7] 63 - {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون - إلى - به عليم} /92/.

 

 

4279 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله ﷺ يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. قام أبو طلحة، فقال: يا رسول الله، إن الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال رسول الله ﷺ: (بخ، ذلك مال رايح، ذلك مال رايح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين). قال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

 

 

قال عبد الله بن يوسف وروح بن عبادة: (ذلك مال رابح). حدثني يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك: (مال رايح). حدثنا محمد بن عبد الله: حدثنا الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس رضي الله عنه قال: فجعلها لحسان وأبي، وأنا أقرب إليه، ولم يجعل لي منها شيئا. [1392] 64 - باب: {قل فأتوا بالتوارة فاتلوها إن كنتم صادقين} /93/.

 

 

4280 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أبو ضمرة: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن اليهود جاؤوا إلى النبي ﷺ برجل منهم وامرأة وقد زنيا، فقال لهم: (كيف تفعلون بمن زنى منكم). قالوا: نحممهما ونضربهما، فقال: (لا تجدون في التوراة الرجم). فقالوا: لا نجد فيها شيئا، فقال لهم عبد الله بن سلام: كذبتم، فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، فوضع مدراسها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم، فنزع يده عن آية الرجم،

 

 

فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءها، ولا يقرأ آية الرجم، فنزع يده عن آية الرجم فقال: ما هذه؟ فلما رأوا ذلك قالوا: هي آية الرجم، فأمر بهما فرجما قريبا من حيث موضع الجنائز عند المسجد، فرأيت صاحبها يجنأ عليها، يقيها الحجارة. [1264] 65 - باب: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} /110/.

 

 

4281 - حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}. قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم، حتى يدخلوا في الإسلام. 66 - باب: {اذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} /122/.

 

 

4282 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: قال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: فينا نزلت: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}. قال نحن طائفتان: بنو حارثة وبنو سلمة، وما نحب - وقال سفيان مرة: وما يسرني - أنها لم تنزل، لقول الله: {والله وليهما}.

 

 

[3825] 67 - باب: {ليس لك من الأمر شيء} /128/. 4283 - حدثنا حبان بن موسى: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزهري قال: حدثني سالم، عن أبيه: أنه سمع رسول الله ﷺ: إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول: (اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا). بعد ما يقول: (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد). فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون}.

 

 

رواه إسحاق بن راشد، عن الزهري. [3842]

 

4284 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ كان إذا أراد أن يدعو على أحد، أو يدعو لأحد، قنت بعد الركوع، فربما قال، إذا قال: (سمع الله لمن حمده): (اللهم ربنا لك الحمد، اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش ابن أبي ربيعة، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها سنين كسني يوسف). يجهر بذلك، وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: (اللهم العن فلانا وفلانا). لأحياء من العرب، حتى أنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء}. الآية.

 

 

[961] 68 - باب: {والرسول يدعوكم في أخراكم} /153/:

 

 

وهو تأنيث آخركم. وقال ابن عباس: {احدى الحسنيين} /التوبة: 52/: فتحا أو شهادة.

 

4285 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير، وأقبلوا منهزمين، فذاك: إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، ولم يبق مع النبي ﷺ غير اثني عشر رجلا.

 

 

[2874] 69 - باب: {أمنة نعاسا} /154/.

 

 

4286 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب: حدثنا حسين بن محمد: حدثنا شيبان، عن قتادة: حدثنا أنس: أن أبا طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه.

 

 

[3841] 70 - باب: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم} /172/.

 

 

القرح: الجراح، واستجابوا: أجابوا، يستجيب: يجيب. 71 - باب: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم}. الآية /173/.

 

 

4287/4288 - حدثنا أحمد بن يونس: أراه قال: حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس: {حسبنا الله ونعم الوكيل}. قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ حين قالوا: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}. (4288) - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل. 72 - باب: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير} /180/.

 

 

سيطوقون: كقولك طوقته بطوق.

 

4289 - حدثني عبد الله بن منير: سمع أبا النضر: حدثنا عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا أقرع، له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - يقول: أنا مالك أنا كنزك). ثم تلا هذه الآية: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله}. إلى آخر الآية.

 

 

[1338] 73 - باب: {ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا} /186/.

 

 

4290 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أخبره: أن رسول الله ﷺ ركب على حمار، على قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه، يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، قبل وقعة بدر. قال: حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان، واليهود والمسلمين، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله ﷺ عليهم ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، ارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه. فقال عبد الله ابن رواحة: بلى يا رسول الله، فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك. فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي ﷺ يخفضهم حتى سكنوا، ثم ركب النبي ﷺ دابته، فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النبي ﷺ: (يا سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال: كذا وكذا). قال سعد بن عبادة: يا رسول الله، اعف عنه، واصفح عنه، فوالذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة، فلما أبي الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت. فعفا عنه رسول الله ﷺ، وكان النبي ﷺ وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال الله عز وجل:{ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا}. الآية، وقال الله: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم}. إلى آخر الآية، وكان النبي ﷺ يتأول العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله ﷺ بدرا، فقتل الله به صناديد كفار قريش، قال ابن أبي سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فيايعوا الرسول ﷺ على الإسلام فأسلموا.

 

 

[2825] 74 - باب: {ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} /188/. 4291 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله ﷺ، كان إذا خرج رسول الله ﷺ إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله ﷺ، فإذا قدم رسول الله ﷺ اعتذروا إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لا يفعلوا، فنزلت: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}. الآية.

 

 

4292 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم، عن ابن أبي مليكة: أن علقمة بن وقاص أخبره: أن مروان قال لبوابة: اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي، وأحب أن يحمد بما لا يفعل، معذبا لنعذبن أجمعون. فقال ابن عباس: وما لكم ولهذه، إنما دعا النبي ﷺ يهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم، ثم قرأ ابن عباس: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب - كذلك، حتى قوله - يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}.

 

 

تابعه عبد الرزاق، عن ابن جريج. حدثنا مقاتل: أخبرنا الحجاج، عن جريج: أخبرني ابن أبي مليكة، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره: أن مروان: بهذا. 75 - باب: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} /190/. 4293 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة، فتحدث رسول الله ﷺ مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر قعد، فنظر إلى السماء فقال: {إن في خلق المساوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}. ثم قام فتوضأ واستن، فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى الصبح.

 

 

[117] 76 - باب: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض} /191/.

 

4294 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك ابن أنس، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة، فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله ﷺ، فطرحت لرسول الله ﷺ وسادة، فنام رسول الله ﷺ في طولها، فجعل يمسح النوم عن وجهه، ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من آل عمران حتى ختم، ثم أتى شنا معلقا، فأخذه فتوضأ، ثم قام يصلي، فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم جئت فقمت إلى جنبه، فوضع يده على رأسي، ثم أخذ بأذني فجعل يفتلها، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتينن، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم أوتر.

 

 

[117] 77 - باب: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار} /192/.

 

 

4295 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معن بن عيسى: حدثنا مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى عبد الله بن عباس: أن عبد الله بن عباس أخبره: أنه بات عند ميمونة زوج النبي ﷺ، وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله ﷺ وأهله في طولها، فنام رسول الله ﷺ حتى انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، ثم استيقظ رسول الله ﷺ فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي، فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله ﷺ يده اليمنى على رأسي، وأخذ بيده اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.

 

 

[117] 78 - باب: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} /193/. الآية.

 

4296 - حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس: أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره: أنه بات عند ميمونة زوج النبي ﷺ، وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله ﷺ وأهله في طولها، فنام رسول الله ﷺ حتى إذ انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله ﷺ فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي. قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله ﷺ يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح. [117] 79 - باب: تفسير سورة النساء.

 

 

قال ابن عباس: {يستنكف} /172/: يستكبر. قواما: قوامكم من معايشكم. {لهن سبيلا} /15/: يعني الرجم للثيب والجلد للبكر. وقال غيره: {مثنى وثلاث} /3/: يعني اثنتين وثلاثا وأربعا، ولا تجاوز العرب رباع. 80 - باب: {وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى} /3/. 4297/4298 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جريج قال: أخبرني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها، وكان لها عذق، وكان يمسكها عليه، ولم يكن لها في نفسه شي، فنزلت فيه: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى}. أحسبه قال: كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله. (4298) - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى}. فقالت: يا ابن أختي، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها، تشركه في ماله، ويعجبه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن. قال عروة: قال عائشة: وإن الناس استفتوا رسول الله ﷺ بعد هذه الآية، فأنزل الله: {ويستفتونك في النساء}. قالت عائشة: وقول الله تعالى في آية أخرى: {وترغبون أن تنكحوهن}. رغبة أحدكم عن يتيمته، حين تكون قليلة المال والجمال، قالت: فنهوا - أن ينكحوا - عمن رغبوا في ماله وجماله في يتامى النساء إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال.

 

 

[2362] 81 - باب: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا} /6/.

 

 

{وبدارا} /6/: مبادرة. {أعتدنا} /18/: أعددنا، أفعلنا من العتاد. 4299 - حدثني إسحاق: أخبرنا عبد الله بن نمير: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: في قوله تعالى: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف}. أنها نزلت في والي اليتيم إذا كان فقيرا: أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف.

 

 

[2098] 82 - باب: {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين} /8/. الآية.

 

 

4300 - حدثنا أحمد بن حميد: أخبرنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان، عن الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين}. قال: هي محكمة، وليست بمنسوخة. تابعه سعيد، عن ابن عباس. [2608] 83 - باب: {يوصيكم الله في أولادكم} /11/.

 

 

4301 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني ابن منكدر، عن جابر رضي الله عنه قال: عادني النبي ﷺ وأبو بكر في بني سلمة ماشيين،

 

 

فوجدني النبي ﷺ لا أعقل، فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش علي فأفقت، فقلت: ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله، فنزلت: {يوصيكم الله في أولادكم}. [191] 84 - باب: {ولكم نصف ما ترك أزواجكم} /12/.

 

 

4302 - حدثنا محمد بن يوسف، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المال للولد، وكانت الوصية للوالدين، فنسخ الله من ذلك ما أحب، فجعل للذكر مثل الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس والثلث، وجعل للمرأة الثمن والربع، وللزوج الشطر والربع.

 

 

[2596] 85 - باب: {لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن} /19/. الآية.

 

 

ويذكر عن ابن عباس: {لا تعضلوهن} لا تقهروهن. {حوبا} /2/: إثما. {تعولوا} /3/: تميلوا. {نحلة} /4/: النحلة المهر.

 

4303 - حدثنا محمد بن مقاتل: حدثنا أسباط بن محمد: حدثنا الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال الشيباني: وذكره أبو الحسن السوائي، ولا أظنه ذكره إلا عن ابن عباس: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن}. قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوالم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك. [6549] 86 - باب: {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا} /33/. وقال معمر: أولياء موالي، وأولياء ورثة، عاقدت أيمانكم: هو مولى اليمين، وهو الحليف، والمولى أيضا ابن العم، والمولى المنعم المعتق، والمولى المعتق، والمولى المليك، والمولى مولى في الدين. 4304 - حدثني الصلت بن محمد: حدثنا أبو أسامة، عن إدريس، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {ولكل جعلنا موالي}. قال: ورثة. {والذين عاقدت أيمانكم}: كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي ﷺ بينهم، فلما نزلت: {ولكل جعلنا موالي}. نسخت. ثم قال: {والذين عاقدت أيمانكم}: من النصر والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث، ويوصي له.

 

 

سمع أبو أسامة إدريس، وسمع إدريس طلحة. [2170] 87 - باب: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} /40/.

 

 

يعني زنة ذرة.

 

4305 - حدثني محمد بن عبد العزيز: حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن أناسا في زمن النبي ﷺ قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي ﷺ: (نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة، ضوء ليس فيها سحاب). قالوا: لا، قال: (وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيها سحاب). قالوا: لا، قال النبي ﷺ: (ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار. حتى إذا لم يبقى إلا من كان يعبد الله، بر أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا: عطشنا ربنا فاسقنا، فيشار: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار. ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ما تبغون؟ فكذلك مثل الأول. حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها، فيقال: ماذا تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لا نشرك بالله شيئا). مرتين أو ثلاثا.

 

 

[4635، 7001] 88 - باب: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} /41/.

 

 

المختال والختال واحد. {نطمس وجوها} /47/: نسويها حتى تعود كأقفائهم، طمس الكتاب محاه. {سعيرا} /55/: وقودا. 4306 - حدثنا صدقة: أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله. قال يحيى: بعض الحديث عن عمرو بن مرة، قال: قال لي النبي ﷺ: (اقرأ علي). قلت: آقرأ عليك أنزل؟ قال: (فإني أحب أن أسمعه من غيري). فقرأت عليه سورة النساء، حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}.

 

 

قال: (أمسك). فإذا عيناه تذرفان. [4762، 4763، 4768، 4769] 89 - باب: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط} /43/.

 

 

{صعيدا} /43/: وجه الأرض. وقال جابر: كانت الطواغيت التي يتحاكمون إليها: في جهينة واحد، وفي أسلم واحد، وفي كل حي واحد، كهان ينزل عليهم الشيطان. وقال عمر: الجبت السحر، والطاغوت الشيطان. وقال عكرمة: الجبت بلسان الحبشة شيطان، والطاغوت الكاهن.

 

4307 - حدثنا محمد: أخبرنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: هلكت قلادة لأسماء، فبعث النبي ﷺ في طلبها رجالا، فحضرت الصلاة، وليسوا على وضوء، ولم يجدوا ماء، فصلوا وهم على غير وضوء، فأنزل الله، يعني: آية التيمم.

 

 

[327] 90 - باب: قوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} /59/.

 

 

4308 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، إذ بعثه النبي ﷺ في سرية. 91 - باب: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} /65/.

 

 

4309 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن جعفر: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة قال: خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شريج من الحرة، فقال النبي ﷺ: (اسق يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك). فقال الأنصاري: يا رسول الله، أن كان ابن عمتك، فتلون وجهه ثم قال: (اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر، ثم أرسل الماء إلى جارك). واستوعى النبي ﷺ حقه في صريح الحكم، حين أحفظه الأنصاري، كان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة. قال الزبير: فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}. [2231] 92 - باب: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين} /69/.

 

 

4310 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (ما من نبي، يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة). وكان في شكواه الذي قبض فيه، أخذته بحة شديدة، فسمعته يقول: ({مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}). فعلمت أنه خير.

 

 

[4171] 93 - باب: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء}. الآية /75/.

 

 

4311/4312 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن عبيد الله قال: سمعت ابن عباس قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين. (4312) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة: أن ابن عباس تلا: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان}. قال: كنت أنا وأمي ممن عذر الله. [1291] ويذكر ابن عباس: {حصرت} /90/: ضاقت. {تلووا} /135/: ألسنتكم بالشهادة. وقال غيره: المرغم المهاجر، راغمت: هاجرت قومي. {موقوتا} /103/: موقتا وقته عليهم. 94 - باب: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا} /88/.

 

 

قال ابن عباس: بددهم، فئة: جماعة. 4313 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر وعبد الرحمن قالا: حدثنا شعبة، عن عدي، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: {فما لكم في المنافقين فئتين}. رجع ناس من أصحاب النبي ﷺ من أحد، وكان الناس فيهم فرقتين: فريق يقول: اقتلهم، وفريق يقول: لا، فنزلت: {فما لكم في المنافقين فئتين}. وقال: (إنها طيبة تنفي الخبث، كما تنفي النار خبث الفضة). [1785] 95 - باب: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} /83/: أفشوه.

 

 

{يستنبطونه} /83/: يستخرجونه. {حسيبا} /86/: كافيا. {إلا إناثا} /117/: يعني الموات، حجرا أو مدرا، وما أشبهه. {مريدا} /117/: متمردا. {فليبتكن} /119/: بتكه قطعه. {قيلا} /122/: وقولا واحد. {طبع} /155/: ختم. 96 - باب: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} /93/. 4314 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة: حدثنا مغيرة بن النعمان قال: سمعت بن جبير قال: آية اختلف فيها أهل الكوفة، فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها، فقال: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}. هي آخر ما نزل، وما نسخها شيء. [3642] 97 - باب: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} /94/.

 

 

السلم والسلم والسلام واحد.

 

4315 - حدثني علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}. قال: قال ابن عباس: كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته، فأنزل الله في ذلك إلى قوله: {تبتغون عرض الحياة الدنيا}: تلك الغنيمة. قال: قرأ ابن عباس: السلام. 98 - باب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين.. والمجاهدون في سبيل الله} /95/.

 

 

4316 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي: أنه رأى مراون بن الحكم في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره: أن رسول الله ﷺ أملى عليه: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}. فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي، قال: يا رسول الله، والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت. وكان أعمى، فأنزل الله على رسوله ﷺ، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه، فأنزل الله: {غير أولي الضرر}.

 

 

[2677] 4317/ 4318 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}. دعا رسول الله ﷺ زيدا فكتبها، فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته، فأنزل الله: {غير أولي الضرر}.

 

 

(4318) - حدثنا محمد بن يوسف، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}. قال النبي ﷺ: (ادعوا فلانا). فجاءه ومعه الدواة واللوح، أو الكتف، فقال: (اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}). وخلف النبي ﷺ ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله أنا ضرير، فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله}. [2676] 4319 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم (ح). وحدثني إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريح: أخبرني عبد الكريم: أن مقسما مولى عبد الله بن الحارث أخبره: أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}: عن بدر، والخارجون إلى بدر. [3738] 99 - باب: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها} /97/. الآية.

 

 

4320 - حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ: حدثنا حيوة وغيره قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال: قطع على أهل المدينة بعث، فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشد النهي، ثم قال: أخبرني ابن عباس: أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين، يكثرون سواد المشركين على عهد رسول الله ﷺ، يأتي السهم فيرمى به، فيصيب أحدهم فيقتله، أو يضرب فيقتل، فأنزل الله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}. الآية. رواه الليث، عن أبي الأسود. [6674] 100 - باب: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا

 

 

يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا} /98/.

 

4321 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي مليكة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {إلا المستضعفين}. قال: كانت أمي ممن عذر الله. [1291] 101 - باب: قوله: {فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا} /99/.

 

 

4322 - ؟؟ نقص ؟؟ 102 - باب: {ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم} /102/.

 

 

4323 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني يعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى}. قال: عبد الرحمن بن عوف كان جريحا. 103 - باب: {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء} /127/.

 

 

4324 - حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن - إلى قوله - وترغبون أن

 

 

تنكحوهن}. قالت: هو الرجل تكون عنده اليتيمة، هو وليها ووارثها، فأشركته في ماله حتى في العذق، فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا، فيشركه في ماله بما شركته، فيعضلها، فنزلت هذه الآية. [2362] 104 - باب: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} /128/.

 

 

وقال ابن عباس: {شقاق} /35/: تفاسد. {وأحضرت الأنفس الشح} /128/: هواه في الشيء يحرص عليه. {كالمعلقة} /129/: لا هي أيم ولا ذات زوج. {نشوزا}: بغضا.

 

4325 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا}. قالت: الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها، يريد أن يفارقها، فتقول: أجعلك من شأني في حل، فنزلت هذه الآية في ذلك.

 

 

[2318] 105 - باب: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} /145/.

 

 

وقال ابن عباس: أسفل النار. {نفقا} /الأنعام: 35/: سربا.

 

4326 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم، عن الأسود قال: كنا في حلقة عبد الله، فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم، ثم قال: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم، قال الأسود: سبحان الله، إن الله يقول: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}. فتبسم عبد الله، وجلس

 

 

حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد الله فتفرق أصحابه، فرماني بالحصا، فأتيته، فقال حذيفة: عجبت من ضحكه، وقد عرف ما قالت، لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا، فتاب الله عليهم. 106 - باب: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح} /163/.

 

4327 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي ﷺ قال: (ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى).

 

 

[3231] 4328 - حدثنا محمد بن سنان: حدثنا فليح: حدثنا هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (من قال: أنا خير من يونس بن متى، فقد كذب).

 

 

[ر: 3234] 107 - باب: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له

 

 

ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد} /176/. والكلالة: من لم يرثه أب أو ابن، وهو مصدر، من تكلله النسب. 4329 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق: سمعت البراء رضي الله عنه قال: آخر سورة نزلت: [براءة]. وآخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم

 

 

في الكلالة}. [4106] 108 - باب: تفسير سورة المائدة.

 

 

{حرم} /1/: واحدها حرام. {فبما نقضهم} /13/: بنقضهم. {التي كتب الله} /21/: جعل الله. {تبوء} /29/: تحمل. {دائرة} /52/: دولة. وقال غيره: الإغراء التسليط. {أجورهن} /5/: مهورهن. قال سفيان: ما في القرآن آية أشد علي من: {لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم} /68/. {من أحياها} /32/: يعني من حرم قتلها إلا بحق، حيي الناس منه جميعا. {شرعة ومنهاجا} /48/: سبيلا وسنة. المهيمن: الأمين، القرآن أمين على كل كتاب قبله. 109 - باب: {اليوم أكملت لكم دينكم} /3/. وقال ابن عباس: {مخمصة} /3/: مجاعة. 4330 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن قيس، عن طارق بن شهاب: قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا. فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت، وأين رسول الله ﷺ حين أنزلت: يوم عرفة، وإنا والله بعرفة.

 

 

قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: {اليوم أكملت لكم دينكم}. [45] 110 - باب: قوله: [فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} /6/.

 

 

تيمموا: تعمدوا. {آمين} /2/: عامدين، أممت وتيممت واحد. وقال ابن عباس: {لمستم} /النساء: 43/ و/المائدة: 6/ و{تمسوهن} /البقرة: 236، 237/ و/الأحزاب: 49/ و{اللاتي دخلتم بهن} /النساء: 23/ والإفضاء: النكاح. 4331/4332 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ، قالت: خرجنا مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله ﷺ على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله ﷺ وبالناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء؟ فجاء أبو بكر، ورسول الله ﷺ واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله ﷺ والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء. قالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، ولا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ﷺ على فخذي، فقام رسول الله ﷺ حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فإذا العقد تحته.

 

 

(4332) - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني عمرو: أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: سقطت قلادة لي بالبيداء، ونحن داخلون المدينة، فأناخ النبي ﷺ ونزل، فثنى رأسه في حجري راقدا، أقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة. وقال: حبست الناس في قلادة، فبي الموت لمكان رسول الله ﷺ، وقد أوجعني، ثم إن النبي ﷺ استيقظ، وحضرت الصبح، فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة}. الآية. فقال أسيد بن حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر، ما أنتم إلا بركة لهم.

 

 

[327] 111 - باب: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} /24/.

 

 

4333 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا إسرائيل، عن مخارق، عن طارق بن شهاب: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال: شهدت من المقداد (ح). وحدثني حمدان بن عمر: حدثنا أبو النضر: حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن مخارق، عن طارق، عن عبد الله قال: قال المقداد يوم بدر: يا رسول الله، إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون}. ولكن امض ونحن معك. فكأنه سري عن رسول الله ﷺ.

 

 

ورواه وكيع، عن سفيان، عن مخارق، عن طارق: أن المقداد قال ذلك للنبي ﷺ. [3736] 112 - باب: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا - إلى قوله - أو ينفوا من الأرض} /33/.

 

 

المحاربة لله الكفر به. 4334 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا ابن عون قال: حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة: أنه كان جالسا خلف عمر بن عبد العزيز، فذكروا وذكروا، فقالوا وقالوا: قد أقادت بها الخلفاء، فالتفت إلي أبي قلابة، وهو خلف ظهره: فقال: ما تقول يا عبد الله بن زيد، أو قال: ما تقول يا أبا قلابة؟ قلت: ما علمت نفسا حل قتلها في الإسلام، إلا رجل زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير نفس، أو حارب الله ورسوله ﷺ. فقال عنبسة: حدثنا أنس بكذا وكذا؟ قلت: إياي حدث أنس، قال: قدم قوم على النبي ﷺ فكلموه، فقالوا: قد استوخمنا هذه الأرض، فقال: (هذه نعم لنا تخرج، فاخرجوا فيها، فاشربوا من ألبانها وأبوالها). فخرجوا فيها، فشربوا من أبوالها وألبانها، واستصحوا، ومالوا على الرعي فقتلوه، واطردوا النعم، فما يستبطأ من هؤلاء؟ قتلوا النفس، وحاربوا الله ورسوله، وخوفوا رسول الله ﷺ. فقال: سبحان الله، فقلت: تتهمني؟ قال: حدثنا بهذا أنس. قال: وقال: يا أهل كذا، إنكم لن تزلوا بخير ما أبقي هذا فيكم، ومثل هذا.

 

 

[231] 113 - باب: {والجروح قصاص} /45/.

 

 

4335 - حدثني محمد بن سلام: أخبرنا الفزاري، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: كسرت الربيع، وهي عمة أنس بن مالك، ثنية جارية من الأنصار، فطلب القوم القصاص، فأتوا النبي ﷺ، فأمر النبي ﷺ بالقصاص، فقال أنس بن النضر، عم أنس بن مالك: لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: (يا أنس، كتاب الله القصاص). فرضي القوم وقبلوا الأرش، فقال رسول الله ﷺ: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره).

 

 

[2556] 114 - باب: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} /67/.

 

 

4336 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: من حدثك أن محمدا ﷺ كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب، والله يقول: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك}. الآية.

 

 

[3062] 115 - باب: {لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم} /89/.

 

 

4337 - حدثنا علي بن سلمة: حدثنا مالك بن سعير: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أنزلت هذه الآية: {لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم}. في قول الرجل: لا والله، وبلى والله. [6286] 4338 - حدثنا أحمد بن أبي رجاء: حدثنا النضر، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها: أن أباها لا يحنث في يمين، حتى أنزل الله كفارة اليمين، قال أبو بكر: لا أرى يمينا أرى غيرها خيرا منها إلا قبلت رخصة الله، وفعلت الذي هو خير.

 

 

[6247] 116 - باب: قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} /87/.

 

 

4339 - حدثنا عمرو بن عون: حدثنا خالد، عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا نغزو مع النبي ﷺ وليس معنا نساء، فقلنا: ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك، فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب، ثم قرأ: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}.

 

 

[4784 - 4787] 117 - باب: قوله: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} /90/. وقال ابن عباس: الأزلام: القداح يقتسمون بها في الأمور، والنصب: أنصاب يذبحون عليها. وقال غيره: الزلم: القدح لا ريش له، وهو واحد الأزلام، والاستقسام: أن يجيل القداح، فإن نهته انتهى، وإن أمرته فعل ما تأمره، وقد أعلموا القداح أعلاما، بضروب يستقسمون بها، وفعلت منه قسمت، والقسوم المصدر. يجيل: يدير. 4340 - حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا محمد بن بشر: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نزل تحريم الخمر، وإن في المدينة يومئذ لخمسة أشربة، ما فيها شراب العنب.

 

 

[4343 - 5257 - 5259 - 5266 - 5267] 4341 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا ابن علية: حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال: قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما كان لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، فإني لقائم أسقي أبا طلحة وفلانا وفلانا إذ جاء رجل فقال: وهل بلغكم الخبر؟ فقالوا: وما ذاك؟ قال: حرمت الخمر، قالوا: أهرق هذه القلال يا أنس، قال: فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل.

 

 

[2332] 4342 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر قال: صبح أناس صباح أحد الخمر، فقتلوا من يومهم جميعا شهداء، وذلك قبل تحريمها.

 

 

[2660] 4343 - حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي: أخبرنا عيسى وابن إدريس، عن أبي حيان، عن الشعبي، عن ابن عمر قال: سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي ﷺ يقول: أما بعد، أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل.

 

 

[4340] 118 - باب: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} الآية /93/.

 

 

4344 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد: حدثنا ثابت، عن أنس رضي الله عنه: أن الخمر التي أهريقت الفضيخ. وزادني محمد، عن أبي النعمان قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، فنزل تحريم الخمر، فأمر مناديا فنادى، فقال أبو طلحة: اخرج فانظر ما هذا الصوت؟ قال: فخرجت فقلت: هذا مناد ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت، فقال لي: اذهب فأهرقها، قال: فجرت في سكك المدينة. قال: وكانت خمرهم يومئذ الفضيخ، فقال بعض القوم: قتل قوم وهي في بطونهم، قال: فأنزل الله: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا}.

 

 

[2332] 119 - باب: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} /101/.

 

 

4345 - حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي: حدثنا أبي: حدثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله ﷺ خطبة ما سمعت مثلها قط قال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا). قال فغطى أصحاب رسول الله ﷺ وجوههم لهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: (فلان). فنزلت هذه الآية: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}.

 

 

رواه النضر، وروح بن عبادة، عن شعبة. [6121 - 6865 0 وانظر: 93 - 6001] 4346 - حدثنا الفضل بن سهل: حدثنا أبو النضر: حدثنا أبو خيثمة: حدثنا أبو الجويرية، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان قوم يسألون رسول الله ﷺ استهزاء، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}. حتى فرغ من الآية كلها. 120 - باب: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} /103/.

 

 

{وإذ قال الله} /116/: يقول: قال الله، وإذ ها هنا صلة. المائدة: أصلها مفعولة، كعيشة راضية، وتطليقه بائنة، والمعنى: ميد بها صاحبها من خير، يقال مادني يميدني. وقال ابن عباس: {متوفيك} /آل عمران: 55/: مميتك. 4347 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة: التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة: كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يحمل عليها شيء. قال: وقال أبو هريرة: قال رسول الله ﷺ: (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب). والوصيلة الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تثني بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم، إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر، والحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من الحمل، فلم يحمل عليه شيء، وسموه الحامي.

 

 

وقال أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: سمعت سعيدا قال: يخبره بهذا. قال: وقال أبو هريرة: سمعت النبي ﷺ: نحوه. ورواه ابن الهاد، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه: سمعت النبي ﷺ. [3332] 4348 - حدثني محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني: حدثنا حسان ابن إبراهيم: حدثنا يونس، عن الزهري، عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: (رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا، ورأيت عمرا يجر قصبه، وهو أول من سيب السوائب).

 

 

[997] 121 - باب: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد} /117/.

 

 

4349 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة: أخبرنا المغيرة بن النعمان قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب رسول الله ﷺ فقال: (يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا، ثم قال: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}. إلى آخر الآية، ثم قال: ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصيحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}. فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).

 

 

[3171] 122 - باب: قوله: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} /118/.

 

 

4350 - حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان: حدثنا المغيرة بن النعمان قال: حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: (إنكم محشورون، وإن ناسا يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله - العزيز الحكيم}).

 

 

[3171] 123 - باب: تفسير سورة الأنعام.

 

 

قال ابن عباس: {ثم لم تكن فتنتهم} /23/: معذرتهم. {معروشات} /141/: ما يعرش من الكرم وغير ذلك. {حمولة} /142/: ما يحمل عليها. {وللبسنا} /9/: لشبهنا. {ينأون} /26/: يتباعدون. {تبسل}/70/: تفضح. {أبسلوا} /70/: أفضحوا. {باسطوا أيديهم} /93/: البسط الضرب. {استكثرتم من الإنس} /128/: أضللتم كثيرا. {مما ذرأ من الحرث} /136/: جعلوا لله من ثمراتهم ومالهم نصيبا، وللشيطان والأوثان نصيبا. {أما اشتملت} /143 - 144/: يعني هل تشتمل إلا على ذكر أو أنثى، فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا؟. {مسفوحا} /145/: مهراقا. {صدف} /157/: أعرض. أبلسوا: أويسوا، و{أبسلوا} /70/: أسلموا. {سرمدا} /القصص: 71 - 72/: دائما. {استهوته} /71/: أضلته. {تمترون} /2/: تشكون. {وقرا} /25/: صمما. وأما الوقر: فإنه الحمل. {أساطير} /25/: واحدها أسطورة وإسطارة، وهي الترهات. {البأساء} /42/: من البأس، ويكون من البؤس. {جهرة} /47/: معاينة. {الصور} /73/: جماعة صورة، كقوله سورة وسور. {ملكوت} /75/: ملك، مثل: رهبوت خير من رحموت، ويقول: ترهب خيرا من أن ترحم. {وإن تعدل} /70/: تقسط، لا يقبل منها في ذلك اليوم. {جن} /76/: أظلم. {تعالى} /100/: علا. يقال: على الله حسبانه أي حسابه، ويقال: {حسبانا} /96/: مرامي و{رجوما للشياطين} /الملك: 5/. {مستقر} /98/: في الصلب {ومستودع} /98/: في الرحم. القنو العذق، والاثنان قنوان، والجماعة أيضا قنوان، مثل صنو و{صنوان} /الرعد: 4/./ {أكنة} /25/: واحدها كنان. 124 - باب: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} /59/. 4351 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ قال: (مفاتح الغيب خمس: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير).

 

 

[992] 125 - باب: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} /65/.

 

 

{يلبسكم} /65/: يخلطكم، من الالتباس. {يلبسوا} /82/: يخلطوا. {شيعا} /65/: فرقا. 4352 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}. قال رسول الله ﷺ: (أعوذ بوجهك). قال: {أو من تحت أرجلكم}. قال: (أعوذ بوجهك). {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض}. قال رسول الله ﷺ: (هذا أهون، أو: هذا أيسر).

 

 

[6883 - 6971] 126 - باب: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} /82/.

 

 

4353 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}. قال أصحابه: وأينا لم يظلم؟ فنزلت: {إن الشرك لظلم عظيم}.

 

 

[32] 127 - باب: {ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين} /86/.

 

 

4354 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا ابن مهدي: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي العالية قال: حدثني ابن عم نبيكم، يعني ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى).

 

 

[3067] 4355 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة: أخبرنا سعد بن إبراهيم قال: سمعت حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى).

 

 

[3234] 128 - باب: قوله: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} /90/.

 

 

4356 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول: أن مجاهدا أخبره: أنه سـأل ابن عباس: أفي {ص} سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا: {ووهبنا له إسحق ويعقوب - إلى قوله - فبهداهم اقتده}. ثم قال: هو منهم.

 

 

زاد يزيد بن هارون، ومحمد بن عبيد، وسهل بن يوسف، عن العوام، عن مجاهد: قلت لابن عباس، فقال: نبيكم ﷺ ممن أمر أن يقتدي بهم. [3239] 129 - باب: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهما شحومهما} الآية /146/.

 

 

وقال ابن عباس: {كل ذي ظفر}: البعير والنعامة. {الحوايا}/146/: المباعر. وقال غيره: {هادوا}: صاروا يهودا. وأما قوله: {هدنا} /الأعراف: 156/: تبنا، هائد تائب. 4357 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب: قال عطاء: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: سمعت النبي ﷺ قال: (قاتل الله اليهود، لما حرم الله عليهما شحومها جملوها، ثم باعوها، فأكلوها).

 

 

وقال أبو عاصم: حدثنا عبد الحميد: حدثنا يزيد: كتب إلي عطاء: سمعت جابرا، عن النبي ﷺ. [2121] 130 - باب: قوله: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} /151/.

 

 

4358 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: (لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شيء أحب إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه). قلت: سمعته من عبد الله؟ قال: نعم، قلت: ورفعه؟ قال: نعم.

 

 

[4361 - 4922 - 6968] {وكيل} /102/: حفيظ ومحيط به. {قبلا} /111/: جمع قبيل، والمعنى: أنه ضروب للعذاب، كل ضرب منها قبيل. {زخرف القول} /112/: كحل شيء حسنته ووشيته، وهو باطل، فهو زخرف. {وحرث حجر} /138/: حرام، وكل ممنوع فهو حجر محجور، والحجر كل بناء بنيته، ويقال للأنثى من الخيل: حجر، ويقال للعقل: حجر وحجى، وأما الحجر فموضع ثمود، وما حجرت عليه من الأرض فهو حجر، ومنه سمي حطيم البيت حجرا، كأنه مشتق من محطوم، مثل: قتيل من مقتول، وأما حجر اليمامة فهو منزل. 131 - باب: {هلم شهداءكم} /150/. لغة أهل الحجاز هلم للواحد والاثنين والجميع. 132 - باب: {لا ينفع نفسا إيمانها} /158/.

 

 

4359/4360 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد: حدثنا عمارة: حدثنا أبقو زرعة: حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن من عليها، فذاك حين: {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل}).

 

 

(4360) - حدثني إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها). ثم قرأ الآية.

 

 

[6141] 133 - باب: تفسير سورة الأعراف. قال ابن عباس: {ورياشا} /26/: المال. {أنه لا يحب المعتدين} /55/: في الدعاء وفي غيره. {عفوا} /95/: كثروا وكثرت أموالهم. {الفتاح} /سبأ: 26/: القاضي. {افتح بيننا} /89/: اقض بيننا. {نتقنا} /171/: رفعنا. {انبجست} /160/: انفجرت. {متبر} /139/: خسران. {آسى} /93/: أحزن. {تأس} /المائدة: 26 - 68/: تحزن. وقال غيره: {ما منعك أن لا تسجد} /12/: يقول: ما منعك أن تسجد. {يخصفان} /22/: أخذا الخصاف من ورق الجنة، يؤلفان الورق، يخصفان الورق بعضه إلى بعض. {سوآتهما} /20/: كناية عن فرجيهما. {ومتاع إلى حين} /24/: هو ههنا إلى يوم القيامة، والحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى عدده. الرياش والريش واحد، وهو ما ظهر من اللباس. {قبيلة} /27/: جيله الذي هو منهم. {اداركوا} /38/: اجتمعوا. ومشاق الإنسان والدابة كلها يسمى سموما، واحدها سم، وهي: عيناه ومنخراه وفمه وأذناه ودبره وإحليله. {غواش} /41/: ما غشوا به. {نشرا} /57/: متفرقة. {نكدا} /58/: قليلا. {يغنوا} /92/: يعيشوا. {حقيق} /105/: حق. {استرهبوهم} /116/: من الرهبة. {تلقف} /117/: تلقم. {طائرهم} /131/: حظهم. طوفان من السيل، ويقال للموت الكثير الطوفان. {القمل} /133/: الحمنان يشبه صغار الحلم. عروش وعريش بناء. {سقط} /149/: كل من ندم فقد سقط في يده. الأسباط قبائل بني إسرائيل. {يعدون في السبت} /163/: يتعدون له، يجاوزون. {تعد} /الكهف: 28/: تجاوز. {شرعا} /163/: شوارع. {بئيس} /165/: شديد. {أخلد} /176/: قعد وتقاعس. {سنستدرجهم} /182/: نأتيهم من مأمنهم، كقوله تعالى: {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا} /الحشر: 2/. {من جنة} /184/: من جنون. {فمرت به} /189/: استمر بها الحمل فأتمته. (ينزغنك) /200/: يستخفنك. {طيف} /201/: ملم به لمم، ويقال: {طائف} وهو واحد. {يمدونهم} /202/: يزينون. {وخيفة} /205/: خوفا، {وخفية} /55/: من الإخفاء. {والآصال} /205/: واحدها أصيل، وهو ما بين العصر إلى المغرب، كقوله: {بكرة وأصيلا} الفرقان: 5/ 134 - باب: إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن /33/. 4361 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: - قلت: أنت سمعت هذا من عبد الله؟ قال: نعم، ورفعه، قال - : (لا أحد أغير من الله، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله، فلذلك مدح نفسه).

 

 

[4358] 135 - باب: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين} /143/.

 

 

قال ابن عباس: أرني: أعطني. 4362 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء رجل من اليود إلى النبي ﷺ قد لطم وجهه، وقال: يا محمد، إن رجلا من أصحابك من الأنصار لطم في وجهي، قال: (ادعوه). فدعوه، قال: (لم لطمت وجهه). قال: يا رسول الله، إني مررت باليهود، فسمعته يقول: والذي اصطفى موسى على البشر، فقلت: وعلى محمد، وأخذتني غضبة فلطمته، قال: (لا تخيروني من بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جزي بصعقة الطور).

 

 

[2281] 136 - باب: {المن والسلوى} /160/.

 

 

4363 - حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، عن عبد الملك، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، عن النبي ﷺ قال: (الكمأة من المن، وماؤها شفاء العين).

 

 

[4208] 137 - باب: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} /158/.

 

 

4364 - حدثنا عبد الله: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وموسى بن هارون قالا: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال: حدثني بسر بن عبد الله قال: حدثني أبو إدريس الخولاني قال: سمعت أبا الدرداء يقول: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله ﷺ. فقال أبو الدرداء: ونحن عنده، فقال رسول الله ﷺ: (أما صاحبكم هذا فقد غامر). قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي ﷺ، وقص على رسول الله ﷺ الخبر. قال أبو الدرداء: وغضب رسول الله ﷺ، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله، لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله ﷺ: (هل أنتم تاركون لي صاحبي، هل أنتم تاركون لي صاحبي، إني قلت: يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعا، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت).

 

 

[3461] 138 - باب: {وقولوا حطة} /161/.

 

 

4365 - حدثنا إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: (قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}. فبدلوا، فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة).

 

 

[3222] 139 - باب: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} /199/.

 

 

العرف: المعروف. 4366 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولا كانوا أو شبابا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه، قال: سأستأذن لك عليه، قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى هم به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه ﷺ: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}. وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله.

 

 

[6856] 4367 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير: {خذ العفو وأمر بالعرف}. قال: ما أنزل الله إلا في أخلاق الناس. وقال عبد الله بن براد: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: أمر الله نبيه ﷺ أن يأخذ العفو من أخلاق الناس، أو كما قال.

 

 

تفسير سورة الأنفال. 140 - باب: قوله: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} /1/.

 

 

قال ابن عباس: {الأنفال} المغانم. قال قتادة: {ريحكم} /46/: الحرب. يقال: نافلة عطية. 4368 - حدثني محمد بن عبد الرحيم: حدثنا سعيد بن سليمان: أخبرنا هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الأنفال، قال: نزلت في بدر.

 

 

[3805] {الشوكة} /7/: الحد. {مردفين} /9/: فوجا بعد فوج، ردفني وأردفني جاء بعدي. {ذوقوا} /50/: باشروا وجربوا، وليس هذا من ذوق الفم. {فيركمه} /37/: يجمعه. {وإن جنحوا} /61/: طلبوا، السلم والسلم والسلام واحد. {يثخن} /67/: يغلب. وقال مجاهد: {مكاء} إدخال أصابعهم في أفواههم {وتصدية} /35/: الصفير. {ليثبتوك} /30/: ليحبسوك. 141 - باب: {إن شر الدواب عند الله الصم والبكم الذين لا يعقلون} /22/. 4369 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون}. قال: هم نفر من بني عبد الدار. 142 - باب: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون} /24/.

 

 

استجيبوا: أجيبوا. لما يحييكم: يصلحكم. 4370 - حدثني إسحاق: أخبرنا روح: حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن: سمعت حفص بن عاصم يحدث، عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: كنت أصلي، فمر بي رسول الله ﷺ فدعاني، فلم آته حتى صليت، ثم أتيته فقال: (ما منعك أن تأتيني؟ ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}. ثم قال: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج). فذهب رسول الله ﷺ ليخرج فذكرت له.

 

 

وقال معاذ: حدثنا شعبة، عن خبيب: سمع حفصا: سمع أبا سعيد، رجلا من أصحاب النبي ﷺ، بهذا. وقال: (وهي: {الحمد لله رب العالمين}. السبع المثاني). [4204] 143 - باب: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} /32/.

 

 

قال ابن عيينة: ما سمى الله تعالى مطرا في القرآن إلا عذابا، وتسميه العرب الغيث، وهو قوله تعالى: {ينزل الغيث من بعد ما قنطوا} /الشورى: 28/. 4371 - حدثني أحمد: حدثنا عبيد الله بن معاذ: حدثنا أبي: حدثنا شعبة، عن عبد الحميد، هو ابن كرديد، صاحب الزيادي: سمع أنس بن مالك رضي الله عنه: قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم. فنزلت: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام}. الآية.

 

 

[4372] 144 - باب: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} /33/. 4372 - حدثنا محمد بن النضر: حدثنا عبيد الله بن معاذ: حدثنا أبي: حدثنا شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادي: سمع أنس بن مالك قال: قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم. فنزلت: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام}. الآية.

 

 

[4371] 145 - باب: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} /39/.

 

 

4373/4374 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز: حدثنا عبد الله بن يحيى: حدثنا حيوة، عن بكر بن عمرو، عن بكير، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا جاءه فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}. إلى آخر الآية، فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه؟ فقال: يا ابن أخي، أغتر بهذه الآية ولا أقاتل، أحب إلي من أن أغتر بهذه الآية التي يقول الله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا}. إلى آخرها. قال: فإن الله يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله ﷺ إذ كان الإسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه: إما يقتلونه وإما يوثقونه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة. فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال ابن عمر: ما قولي في علي وعثمان؟ أما عثمان: فكان الله قد عفا عنه، فكرهتم أن يعفو عنه. وأما علي: فابن عم رسول الله ﷺ وختنه - وأشار بيده - وهذه ابنته - أو ابنته - حيث ترون. (4374) - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا بيان: أن وبرة حدثه قال: حدثني سعيد بن جبير قال: خرج علينا - أو: إلينا - ابن عمر، فقال رجل: كيف ترى في قتال الفتنة؟ فقال: وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمد ﷺ يقاتل المشركين، وكان الدخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك.

 

 

[4243] 146 - باب: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} /65/.

 

4375 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزلت: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين}. فكتب عليهم أن لا يفر واحد من عشرة. فقال سفيان غير مرة: أن لا يفر عشرون من مائتين، ثم نزلت: {الآن خفف الله عنكم}. الآية. فكتب أن لا يفر مائة من مائتين. زاد سفيان مرة نزلت: {حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون}.

 

 

قال سفيان: وقال ابن شبرمة: ورأى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا. [4376] 147 - باب: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا}. الآية /66/.

 

 

إلى قوله: {والله مع الصابرين}. 4376 - حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي: أخبرنا عبد الله بن المبارك: أخبرنا جرير ابن حازم قال: أخبرني الزبير بن خريت، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين}. شق ذلك على المسلمين، حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة، فجاء التخفيف، فقال: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين}. قال: فلما خفف الله عنهم من العدة، نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم.

 

 

[4375] 148 - باب: تفسير سورة {براءة} [التوبة].

 

 

{وليجة} /16/: كل شيء أدخلته في شيء. {الشقة} /42/: السفر. الخبال الفساد، والخبال الموت. {ولا تفتني} /49/: لا توبخني. {كرها} و{كرها} /53/: واحد. {مدخلا} /57/: يدخلون فيه. {يجمحون} /57/: يسرعون. {والمؤتفكات} /70/: ائتفكت انقلبت بها الأرض. {أهوى} /النجم: 53/: ألقاه في هوة. {عدن} /72/: خلد، عدنت بأرض أي أقمت، ومنه: معدن، ويقال: في معدن صدق، في منبت صدق. {الخوالف} /93/: الخالف الذي خلفني فقعد بعدي، ومنه: يخلفه في الغابرين، ويجوز أن يكون النساء، من الخالفة، وإن كان جمع الذكور، فإنه لم يوجد على تقدير جمعه إلا حرفان: فارس وفوارس، وهالك وهوالك. {الخيرات} /88/: واحدها خيرة، وهي الفواضل. {مرجون} /106/: مؤخرون. الشفا: الشفير، وهو حده، والجرف ما تجرف من السيول والأودية. {هار} /109/: هائر، يقال: تهورت البئر إذا انهدمت، وانهار مثله. {لأواه} /114/: شفقا وفرقا. وقال الشاعر: إذا ما قمت أرحلها بليل *** تأوه آهة الرجل الحزين 149 - باب: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين} /1/. {أذان} /3/: إعلام. وقال ابن عباس: {أذن} /61/: يصدق. {تطهرهم وتزكيهم بها} /103/: ونحوها كثير، والزكاة: الطاعة والإخلاص. {لا يؤتون الزكاة} /فصلت: 7/: لا يشهدون أن لا إله إلا الله. {يضاهون} /30/: يشبهون.

 

4377 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن أبي إسحق قال: سمعت البراء رضي الله عنه يقول: آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}. وآخر سورة نزلت براءة. [4106] 150 - باب: قوله: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين} /2/.

 

 

سيحوا: سيروا.

 

4378 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب. وأخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة، في مؤذنين بعثهم يوم النحر، يؤذنون بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

 

 

قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله ﷺ بعلي ابن أبي طالب، وأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي يوم النحر في أهل منى ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. [362] 151 - باب: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم} /3/.

 

 

آذنهم: أعلمهم. 4379 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني عقيل قال ابن شهاب: فأخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين، بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

 

 

قال حميد: ثم أردف النبي ﷺ بعلي بن أبي طالب، فأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. [362] 152 - باب: {إلا الذين عاهدتم من المشركين} /4/.

 

 

4380 - حدثنا إسحاق: حدثقنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب: أن حميد بن عبد الرحمن أخبره: أن أبا هريرة أخبره: أن أبا بكر رضي الله عنه بعثه، في الحجة التي أمره رسول الله ﷺ عليها قبل حجة الوداع، في رهط، يؤذن في الناس: أن لا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

 

 

فكان حميد يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر، من أجل حديث أبي هريرة. [362] 153 - باب: {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم} /12/.

 

 

4381 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا إسماعيل: حدثنا زيد ابن وهب قال: كنا عند حذيفة فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة، ولا من المنافقين إلا أربعة. فقال أعرابي: إنكم أصحاب محمد ﷺ تخبروننا فلا ندري، فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا، ويسرقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفساق، أجل، لم يبق منهم إلا أربعة، أحدهم شيخ كبير، لو شرب الماء البارد لما وجد برده.

 

 

154 - باب: قوله: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم} /34/. 4382 - حدثنا الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد: أن عبد الرحمن الأعرج حدثه أنه قال: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع).

 

 

[1338] 4383 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن حصين، عن زيد بن وهب قال: مررت على أبي ذر بالربذة، فقلت: ما أنزلك بهذه الأرض؟ قال: كنا بالشأم، فقرأت: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم}. قال معاوية: ما هذه فينا، ما هذه إلا في أهل الكتاب، قال: قلت: إنها لفينا وفيهم.

 

 

[1341] 155 - باب: قوله: {يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} /35/.

 

 

4384 - وقال أحمد بن شبيب بن سعيد: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن خالد بن أسلم قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر فقال: هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال.

 

 

[1339] 156 - باب: قوله: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم} /36/.

 

 

القيم: هو القائم. 4385 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ قال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان).

 

 

[67] 157 - باب: قوله: {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} /40/.

 

 

أي ناصرنا. السكينة: فعيلة من السكون. 4386 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا حبان: حدثنا همام: حدثنا ثابت: حدثنا أنس قال: حدثني أبو بكر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي ﷺ في الغار، فرأيت آثار المشركين، قلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، قال: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما).

 

 

[3453] 4387/4389 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير: قلت: أبوه الزبير، وأمه أسماء، وخالته عائشة، وجده أبو بكر، وجدته صفية. فقلت لسفيان: إسناده؟ فقال: حدثنا، فشغله إنسان، ولم يقل: ابن جريج. (4388) - حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثني يحيى بن معين: حدثنا حجاج: قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة: وكان بينهما شيء، فغدوت على ابن عباس، فقلت: أتريد أن تقاتل ابن الزبير، فتحل حرم الله؟ فقال: معاذ الله، إن الله كتب ابن الزبير وبني أمية محلين، وإني والله لا أحله أبدا. قال: قال الناس: بايع لابن الزبير، فقلت: وأين بهذا الأمر عنه، أما أبوه: فحواري النبي ﷺ، يريد الزبير، وأما جده: فصاحب الغار، يريد أبا بكر، وأما أمه: فذات النطاق، يريد أسماء، وأما خالته: فأم المؤمنين، يريد عائشة، وأما عمته: فزوج النبي ﷺ، يريد خديجة، وأما عمة النبي ﷺ فجدته، يريد صفية، ثم عفيف في الإسلام، قارئ للقرآن، والله إن وصلوني وصلوني من قريب، وإن ربوني ربني أكفاء كرام، فآثر التويتات والأسامات والحميدات، يريد أبطنا من بني أسد: بني تويت وبني أسامة وبني أسد، إن ابن أبي العاص برز يمشي القدمية، يعني عبد الملك بن مروان، وإنه لوى ذنبه، يعني ابن الزبير. (4389) - حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: دخلنا على ابن عباس فقال: ألا تعجبون لابن الزبير، قام في أمره هذا، فقلت: لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها لأبي بكر ولا لعمر، ولهما كان أولى بكل خير منه، وقلت: ابن عمة النبي ﷺ، وابن الزبير، وابن أبي بكر، وابن أخي خديجة، وابن أخت عائشة، فإذا هو يتعلى عني ولا يريد ذلك، فقلت: ما كنت أظن أني أعرض هذا من نفسي فيدعه، وما أراه يريد خيرا، وإن كان لابد، لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم.

 

 

158 - باب: {والمؤلفة قلوبهم} /60/. قال مجاهد: يتألفهم بالعطية. 4390 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: بعث إلي النبي ﷺ بشيء فقسمه بين أربعة وقال: (أتألفهم). فقال رجل: ما عدلت، فقال: (يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين).

 

 

[4094] 159 - باب: قوله: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين} /79/.

 

 

يلمزون: يعيبون. و{جهدهم} /79/ وجهدهم: طاقتهم. 4391 - حدثني بشر بن خالد، أبو محمد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن أبي مسعود قال: لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رئاء، فنزلت: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم}. الآية.

 

 

[1349] 4392 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم زائدة، عن سليمان، عن شقيق، عن أبي مسعود الأنصاري قال: كان رسول الله ﷺ يأمر بالصدقة، فيحتال أحدنا حتى يجيء بالمد، وإن لأحدهم اليوم مائة ألف. كأنه يعرض بنفسه.

 

 

[1350] 160 - باب: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} /80/.

 

 

4393 - حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما توفي عبد الله، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله ﷺ، فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله ﷺ ليصلي، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله تصلي عليه، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله ﷺ: (إنما خيرني الله فقال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة}. وسأزيده على السبعين). قال: أنه منافق، قال: فصلى عليه رسول الله ﷺ فأنزل الله: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}.

 

 

[1210] 4394 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل. وقال غيره: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لما مات عبد الله بن أبي سلول، دعي له رسول الله ﷺ ليصلي عليه، فلما قام رسول الله ﷺ وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، أتصلي على ابن أبي، وقد قال يوم كذا: كذا وكذا، قال: أعدد عليه قوله، فتبسم رسول الله ﷺ وقال: (أخر

 

 

عني يا عمر). فلما أكثرت عليه، قال: (إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها). قال: فصلى عليه رسول الله ﷺ ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا، حتى نزلت الآيتان من براءة: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا - إلى قوله - وهم فاسقون}. قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله ﷺ، والله ورسوله أعلم. [1300] 161 - باب: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره} /84/.

 

 

4395 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله ﷺ، فأعطاه قميصه، وأمره أن يكفنه فيه، ثم قام يصلي عليه، فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه، فقال: تصلي عليه وهو منافق، وقد نهاك الله أن تستغفر لهم، قال: (إنما خيرني الله - أو أخبرني - فقال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}. فقال: سأزيده على سبعين). قال: فصلى عليه رسول الله ﷺ وصلينا معه، ثم أنزل الله عليه: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}.

 

 

[1210] 162 - باب: قوله: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون} /95/.

 

 

4396 - حدثنا يحيى: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله: أن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت كعب بن مالك، حين تخلف عن تبوك: والله ما أنعم الله علي من نعمة، بعد إذ هداني، أعظم من صدقي رسول الله ﷺ: أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا حين أنزل الوحي: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم - إلى - الفاسقين}.

 

 

[2606] 163 - باب: قوله: {يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم}. إلى قوله: {الفاسقين} /96/.

164 - باب: قوله: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم} /102/.

 

 

4397 - حدثنا مؤمل، هو ابن هشام: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم: حدثنا عوف: حدثنا أبو رجاء: حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ لنا: (أتاني الليلة آتيان، فابتعثاني، فانتهيا بي إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فتلقانا رجال: شطر من خلقهم، كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا، قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك، قالا: أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن، وشطر منهم قبيح، فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، تجاوز الله عنهم).

 

 

[809] 165 - باب: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} /113/.

 

 

4398 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، دخل عليه النبي ﷺ وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال النبي ﷺ: (أي عم، قل لا إله إلا الله، أحاج لك بها عند الله). فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال النبي ﷺ: (لأستغفرن لك ما لم أنه عنك). فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}.

 

 

[1294] 166 - باب: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم} /117/.

 

 

4399 - حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني يونس: قال أحمد. وحدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الرحمن بن كعب قال: أخبرني عبد الله بن كعب، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك في حديثه: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}. قال في آخر حديثه: إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله، فقال النبي ﷺ: (أمسك بعض مالك فهو خير لك).

 

 

[2606] 167 - باب: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم} /118/.

 

 

4400 - حدثني محمد: حدثنا أحمد بن أبي شعيب: حدثنا موسى بن أعين: حدثنا إسحاق بن راشد: أن الزهري حدثه قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: سمعت أبي كعب بن مالك، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم: أنه لم يتخلف عن رسول الله ﷺ في غزوة غزاها قط غير غزوتين: غزوة العسرة وغزوة بدر، قال: فأجمعت صدق رسول الله ﷺ ضحى، وكان قلما يقدم من سفر سافره إلا ضحى، وكان يبدأ بالمسجد، فيركع ركعتين، ونهى النبي ﷺ عن كلامي وكلام صاحبي، ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا، فاجتنب الناس كلامنا، فلبثت كذلك حتى طال علي الأمر، وما من شيء أهم إلي من أن أموت فلا يصلي علي النبي ﷺ، أو يموت رسول الله ﷺ فأكون من الناس بتلك المنزلة، فلا يكلمني أحد منهم ولا يصلي علي، فأنزل الله توبتنا على نبيه ﷺ حين بقي الثلث الآخر من الليل، ورسول الله ﷺ عند أم سلمة، وكانت أم سلمة محسنة في شأني، معنية في أمري، فقال رسول الله ﷺ: (يا أم سلمة، تيب على كعب). قالت: أفلا أرسل إليه فأبشره، قال: (إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليلة). حتى إذا صلى رسول الله ﷺ الفجر آذن بتوبة الله علينا، وكان إذا استبشر استنار وجهه، حتى كأنه قطعة من القمر، وكنا أيها الثلاثة الذين خلفوا عن الأمر الذي قبل من هؤلاء الذين اعتذروا، حين أنزل الله لنا التوبة، فلما ذكر الذين كذبوا رسول الله ﷺ من المتخلفين واعتذروا بالباطل، ذكروا بشر ما ذكر به أحد، قال الله سبحانه: {يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لاتعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله}. الآية.

 

 

[2606] 168 - باب: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} /119/.

 

 

4401 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب بن مالك، قال: سمعت كعب بن مالك يحدث، حين تخلف، عن قصة تبوك: فوالله ما أعلم أحد أبلاه الله في صدق الحديث أحسن مما أبلاني، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله ﷺ إلى يومي هذا كذبا، وأنزل الله عز وجل على رسوله ﷺ: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار - إلى قوله - وكونوا مع الصادقين}.

 

 

[2606] 169 - باب: قوله: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} /128/: من الرأفة.

 

 

4402 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني ابن السباق: أن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، وكان ممن يكتب الوحي، قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن. قال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر، قال زيد بن ثابت، وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب، وصدور الرجال، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم}. إلى آخرهما.

 

 

وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. تابعه عثمان بن عمر، والليث، عن يونس، عن ابن شهاب. وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، وقال: مع أبي خزيمة الأنصاري. وقال موسى، عن إبراهيم: حدثنا ابن شهاب: مع أبي خزيمة. وتابعه يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه. وقال أبو ثابت: حدثنا إبراهيم وقال: مع خزيمة، أو أبي خزيمة. [4701 - 4703 - 6768 - 6989 - وانظر: 2652 - 4702] 170 - باب: تفسير سورة يونس. وقال ابن عباس: {فاختلط به نبات الأرض} /24/: فنبت بالماء من كل لون. {قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني} /68/. وقال زيد بن أسلم: {أن لهم قدم صدق} /2/: محمد ﷺ، وقال مجاهد: خير. يقال: {تلك آيات} /1/: يعني هذه أعلام القرآن، ومثله: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} /22/: المعنى بكم. {دعواهم} /10/: دعاؤهم. {أحيط بهم} /22/: دنوا من الهلكة. {أحاطت به خطيئته} /البقرة: 81/. {فأتبعهم} /90/: واتبعهم واحد. {عدوا} /90/: من العدوان. وقال مجاهد: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير} قول الإنسان لولده وماله إذا غضب: اللهم لا تبارك فيه والعنه {لقضي إليهم أجلهم} /11/: لأهلك من دعي عليه ولأماته. {للذين أحسنوا الحسنى} مثلها حسنى {وزيادة} /26/: مغفرة. {الكبرياء} /78/: الملك. 171 - باب: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} /90/. {ننجيك} /92/: نلقيك على نجوة من الأرض، وهو النشز: المكان المرتفع. 4403 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قدم النبي ﷺ المدينة، واليهود تصوم عاشوراء، فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي ﷺ لأصحابه: (أنتم أحق بموسى منهم، فصوموا).

 

 

[1900] 172 - باب: تفسير سورة هود.

 

 

قال ابن عباس: {عصيب} /77/: شديد. {لاجرم} /22/: بلى. وقال غيره: {وحاق} /8/: نزل، {يحيق} /فاطر: 43/: ينزل. {يؤوس} /9/: فعول من يئست. وقال مجاهد: {تبتئس} /36/: تحزن. {يثنون صدورهم} شك وامتراء في الحق {ليستخفوا منه} /5/: من الله إن استطاعوا. وقال أبو ميسرة: الأواه الرحيم بالحبشية. وقال ابن عباس: {بادي الرأي} /27/: ما ظهر لنا. وقال مجاهد: {الجودي} /44/: جبل بالجزيرة. وقال الحسن: {إنك لأنت الحليم} /87/: يستهزئون به. وقال ابن عباس: {أقلعي} /44/: أمسكي. {وفار التنور} /40/: نبع الماء، وقال عكرمة: وجه الأرض. 173 - باب: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور} /5/.

 

 

4404/4406 - حدثنا الحسن بن محمد بن صباح: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر: أنه سمع ابن عباس يقرأ: {ألا إنهم تثنوني صدورهم}. قال: سألته عنها. فقال: أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء، وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم. (4405) - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جريج. وأخبرني محمد بن عباد بن جعفر: أن ابن عباس قرأ: {ألا إنهم تثنوني صدورهم}. قلت: يا أبا العباس ما تثنوني صدورهم؟ قال: كان الرجل يجامع امرأته فيستحي، أو يتخلى فيستحي، فنزلت: {ألا إنهم تثنوني صدورهم}.

 

 

(4406) - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو قال: قرأ ابن عباس: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم}. وقال غيره: عن ابن عباس: {يستغشون} يغطون رؤوسهم. {سيئ بهم} ساء ظنه بقومه {وضاق بهم} /77/: بأضيافه. {بقطع من الليل} /81/: بسواد. وقال مجاهد: {أنيب} /88/: أرجع. 174 - باب: قوله: {وكان عرشه على الماء} /7/.

 

 

4407 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك، وقال: يد الله ملائ لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار. وقال:

 

 

أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع). [5037 - 6976 - 6983 - 7057] {اعتراك} /54/: افتعلك، من عروته أي أصبته، ومنه يعروه واعتراني. {آخذ بناصيتها} /56/: أي في ملكه وسلطانه. {عنيد} /59/: وعنود وعاند واحد، هو تأكيد التجبر. {استعمركم}:61/: جعلكم عمارا، أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له. {نكرهم} /70/: وأنكرهم واستنكرهم واحد. {حميد مجيد} /73/: كأنه فعيل من ماجد، محمود من حمد. {سجيل} /82/: الشديد الكبير، سجيل وسجين، واللام والنون أختان، وقال تميم بن مقبل: ورجلة يضربون البيض ضاحية *** ضربا تواصى به الأبطال سجينا {وإلى مدين أخاهم شعيبا} /84/: إلى أهل مدين، لأن مدين بلد، ومثله {واسأل القرية} /يوسف: 82/: واسأل العير، يعني أهل القرية وأصحاب العير. {وراءكم ظهريا} /92/: يقول: لم تلتفتوا إليه، ويقال إذا لم يقض الرجل حاجته: ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا، والظهري هاهنا: أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به. {أرذالنا} /27/: سقاطنا. {إجرامي} /35/: هو مصدر من أجرمت، وبعضهم يقول: جرمت. {الفلك} /37/: والفلك واحد، وهي السفينة والسفن. {مجرها} /41/: مدفعها، وهو مصدر أجريت، وأرسيت: حبست، ويقرأ: {مرساها} من رست هي، و{مجراها} من جرت هي. {ومجريها ومرسيها} من فعل بها. {راسيات} /سبأ: 13/: ثابتات. 175 - باب: {ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} /18/. واحد الأشهاد شاهد، مثل: صاحب وأصحاب. 4408 - حدثنا مسدد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد وهشام قالا: حدثنا قتادة، عن صفوان بن محرز قال: بينا ابن عمر يطوف، إذ عرض رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، أو قال: يا ابن عمر: سمعت النبي ﷺ في النجوى؟ فقال: سمعت النبي ﷺ يقول: (يدنى المؤمن من ربه - وقال هشام: يدنو المؤمن - حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه، تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: رب أعرف، مرتين، فيقول: سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته. وأما الآخرون أو الكفار، فينادى على رؤوس الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}).

 

 

وقال شيبان، عن قتادة: حدثنا صفوان. [ 2309] 176 - باب: قوله: {وكذلك أخذ ربك إذ أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} /102/.

 

 

{الرفد المرفود} /99/: العون المعين، رفدته أعنته. {تركنوا} /113/: تميلوا. {فلولا كان} /116/: فهلا كان. {أترفوا} /116/: أهلكوا. وقال ابن عباس: {زفير وشهيق} /106/: شديد وصوت ضعيف.

 

4409 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا أبو معاوية: حدثنا بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته). قال: ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.

 

 

177 - باب: قوله: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} /114/. وزلفا: ساعات بعد ساعات، ومنه سميت المزدلفة، الزلف: منزلة بعد منزلة، وأما {زلفى} /الزمر: 3/: فمصدر من القربى، ازدلفوا: اجتمعوا، {أزلفنا} /الشعراء: 64/: جمعنا. 4410 - حدثنا مسدد: حدثنا يزيد، هو ابن زريع: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}. قال الرجل: ألي هذه؟ قال: (لمن عمل بها من أمتي).

 

 

[503] 178 - باب: تفسير سورة يوسف.

 

 

وقال فضيل: عن حصين، عن مجاهد: {متكأ} /31/: الأترج، قال فضيل: الأترج بالحبشية متكا. وقال ابن عيينة: عن رجل، عن مجاهد: متكا: كل شيء قطع بالسكين. وقال قتادة: {لذو علم لما علمناه} /68/: عامل بما علم. وقال سعيد بن جبير: {صواع} /72/: مكوكا الفارسي الذي يلتقي طرفاه، كانت تشرب به الأعاجم. وقال ابن عباس: {تفندون}/94/: تجهلون. وقال غيره: {غيابة } /10 - 15/: كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة. والجب: الركية التي لم تطو. {بمؤمن لنا} /17/: بمصدق. {أشده} /22/: قبل أن يأخذ في النقصان، يقال: بلغوا أشده وبلغوا أشدهم، وقال بعضهم: واحدها شد. والمتكأ: ما اتكأت عليه لشراب أو لحديث أو لطعام، وأبطل الذي قال الأترج، وليس في كلام العرب الأترج، فلما احتج عليهم بأن المتكأ من نمارق، فروا إلى شر منه، فقالوا: إنما هو المتك، ساكنة التاء، وإنما المتك طرف البظر، ومن ذلك قيل لها: متكاء وابن المتكاء، فإن كان ثم أترج فإنه بعد المتكأ. {شغفها} /30/: يقال: بلغ شغافها، وهو غلاف قلبها، وأما شغفها فمن المشغوف. {أصب} /33/: أمل، صبا مال. {أضغاث أحلام} /44/: ما لا تأويل له، والضغث: ملء اليد من حشيش وما أشبهه، ومنه: {وخذ بيدك ضغثا} /ص: 44/: لا من قوله أضغاث أحلام، واحدها ضغث. {نمير} /65/: من الميرة. {ونزداد كيل بعير} /65/: ما يحمل بعير. {آوى إليه} /69/: ضم إليه. {السقاية} /70/: مكيال. {تفتأ} /85/: لا تزال. {حرضا} /85/: محرضا، يذيبك الهم. {تحسسوا} /87/: تخبروا. {مزجاة} /88/: قليلة. {غاشية من عذاب الله} /107/: عامة مجللة. {استيأسوا} /80/: يئسوا. {لا تيأسوا من روح الله} /87/: معناه الرجاء. {خلصوا نجيا} /80/: اعتزلوا نجيا، والجميع أنجية. 179 - باب: قوله: {ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} /6/.

 

4411 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الصمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم).

 

 

[3202] 180 - باب: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} /7/.

 

 

4412 - حدثني محمد: أخبرنا عبدة، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله ﷺ أي الناس أكرم؟ قال: (أكرمهم عند الله أتقاهم). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فعن معادن العرب تسألونني). قالوا: نعم، قال: (فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام، إذا فقهوا).

 

 

تابعه أبو أسامة، عن عبيد الله. [3175] 181 - باب: قوله: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا} /18/.

 

 

سولت: زينت. 4413/4414 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب. قال: وحدثنا الحجاج: حدثنا عبد الله بن عمر النميري: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال: سمعت الزهري: سمعت عروة ابن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله، عن حديث عائشة زوج النبي ﷺ، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله، كل حدثني طائفة من الحديث، قال النبي ﷺ: (إن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه). قلت: إني والله لا أجد مثلا إلا أبا يوسف: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. وأنزل الله: {إن الذين جاؤوا بالإفك}. العشر الآيات. (4414) - حدثنا موسى: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن أبي وائل قال: حدثني مسروق بن الأجدع قال: حدثتني أم رومان وهي أم عائشة قالت: بينا أنا وعائشة أخذتها الحمى، فقال النبي ﷺ: (لعل في حديث تحدث). قالت: نعم، وقعدت عائشة، قالت: مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه: {والله المستعان على ما تصفون}.

 

 

[2453] 182 - باب: {وروادته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك} /23/.

 

 

وقال عكرمة: هيت لك: بالحورانية: هلم. وقال ابن جبير: تعاله. 4415 - حدثني أحمد بن سعيد: حدثنا بشر بن عمر: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: {هيت لك}. قال: وإنما نقرؤها كما علمناها. {مثواه} /21/: مقامه. {وألفيا} /25/: وجدا. {ألفوا آباءهم} /الصافات: 69/. {ألفينا} /البقرة: 170/. وعن ابن مسعود: {بل عجبت ويسخرون} /الصافات: 12/. 4416 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه: أن قريشا لما أبطؤوا على النبي ﷺ بالإسلام، قال: (اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف). فأصابتهم سنة حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام، حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان، قال الله: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}. قال الله: {إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون}. أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ وقد مضى الدخان، ومضت البطشة.

 

 

[962] 183 - باب: قوله: {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم. قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشى لله} /50 - 51/.

 

 

وحاش وحاشى: تنزيه واستثناء. {حصحص} /51/: وضح. 4417 - حدثنا سعيد بن تليد: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي، ونحن أحق من إبراهيم إذ قال له: {أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}).

 

 

[3192] 184 - باب: قوله: {حتى إذا استيأس الرسل} /110/.

 

 

4418/4419 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت له، وهو يسألها عن قول الله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل}. قال: قلت: أكذبوا أم كذبوا؟ قالت: عائشة: كذبوا، قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن؟ قالت: أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك، فقلت لها: وظنوا أنهم قد كذبوا، قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك.

 

 

(4419) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة: فقلت: لعلها {كذبوا} مخففة، قالت: معاذ الله. [3209]. 185 - باب: تفسير سورة الرعد.

 

 

وقال ابن عباس: {كباسط كفيه} /14/: مثل المشرك الذي عبد مع الله إلها غيره، كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد، وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر. وقال غيره: {سخر} /2/: ذلل. {متجاورات} /4/: متدانيات. {المثلات} /6/: واحدها مثلة، وهي الأشباه والأمثال. وقال: {إلا مثل أيام الذين خلوا} /يونس: 102/. {بمقدار} /8/: بقدر. {معقبات} /11/: ملائكة حفظة، تعقب الأولى منها الأخرى، ومنه قيل العقيب، يقال: عقبت في إثره. {المحال} /13/: العقوبة. {كباسط كفيه إلى الماء} /14/: ليقبض على الماء. {رابيا} /17/: من ربا يربو. {أو متاع زبد مثله} /17/: المتاع ما تمتعت به. {جفاء} /17/: أجفأت القدر، إذا غلت فعلاها الزبد، ثم تسكن فيذهب الزبد بلا منفعة، فكذلك يميز الحق من الباطل. {المهاد} /18/: الفراش. {يدرؤون} /22/: يدفعون، درأته عني دفعته. {سلام عليكم} /24/: أي يقولون: سلام عليكم. {وإليه متاب} /30/: توبتي. {أفلم ييأس} /31/: أفلم يتبين. {قارعة} /31/: داهية. {فأمليت} /32/: أطلت، من الملي والملاوة، ومنه {مليا} /مريم: 46/: ويقال للواسع الطويل من الأرض: ملى من الأرض. {أشق} /34/: أشد من المشقة. {معقب} /41/: مغير. وقال مجاهد: {متجاورات} /4/: طيبها عذبها، وخبيثها السباخ. {صنوان} النخلتان أو أكثر في أصل واحد. {وغير صنوان} /4/: وحدها. {بماء واحد} /4/: كصالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد. {السحاب الثقال} /12/: الذي فيه الماء. {كباسط كفيه} /14/: يدعو الماء بلسانه، ويشير إليه بيده، فلا يأتيه أبدا. {سالت أودية بقدرها} /17/: تملأ بطن كل واد بحسبه. {زبدا رابيا} /17/: الزبد زبد السيل. {زبد مثله} /17/: خبث الحديد والحلية. 186 - باب: قوله: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام} /8/. {غيض} /هود:44/: نقص. 4420 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قال: (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله).

 

 

[992] 187 - باب: تفسير سورة إبراهيم.

 

 

قال ابن عباس: {هاد} /الرعد: 7/: داع. وقال مجاهد: {صديد} /16/: قيح ودم. وقال ابن عيينة: {اذكروا نعمة الله عليكم} /6/: أيادي الله عندكم وأيامه. وقال مجاهد: {من كل ما سألتموه} /34/: رغبتم إليه فيه. {يبغونها عوجا} /3/و/هود: 19/: يلتمسون لها عوجا. {وإذ تأذن ربكم} /7/: أعلمكم، آذنكم. {ردوا أيديهم في أفواههم} /9/: هذا مثل، كفوا عما أمروا به. {مقامي} /14/: حيث يقيمه الله بين يديه. {من ورائه} /16/: قدامه. {لكم تبعا} /21/: واحدها تابع، مثل غيب وغائب. {بمصرخكم} /22/: استصرخني استغاثني. {يستصرخه} /القصص: 18/: من الصراخ. {ولا خلال} /31/: مصدر خاللته خلالا، ويجوز - أيضا - جمع خلة وخلال. {اجتثت} /26/: استؤصلت. 188 - باب: قوله: {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين} /24 - 25/.

 

4421 - حدثني عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا عند رسول الله ﷺ، فقال: (أخبروني بشجرة تشبه، أو: كالرجل المسلم، لا يتحات ورقها، ولا ولا ولا، تؤتي أكلها كل حين). قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا، قال رسول الله ﷺ: (هي النخلة). فلما قمنا قلت لعمر: يا أبتاه، والله لقد وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تكلم؟ قال: لم أركم تكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا، قال عمر: لأن تكون قلتها، أحب إلي من كذا وكذا.

 

 

[61] 189 - باب: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} /27/.

 

 

4422 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة قال: أخبرني علقمة بن مرثد قال: سمعت سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب: أن رسول الله ﷺ قال: (المسلم إذا سئل في القبر: يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}).

 

 

[1303] 190 - باب: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} /28/.

 

 

ألم تر: ألم تعلم؟ كقوله: {ألم تر كيف} /24/. {ألم تر إلى الذين خرجوا} /البقرة: 243/. {البوار} /28/: الهلاك، بار يبور بورا. {قوما بورا} /الفرقان: 18/: هالكين. 4423 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء: سمع ابن عباس: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا}. قال: هم كفار أهل مكة.

 

 

[3758] 191 - باب: تفسير سورة الحجر.

 

 

وقال مجاهد: {صراط علي مستقيم} /41/: الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه. {وإنهما لبإمام مبين} /79/: الإمام كل ما ائتمت واهتديت به إلى الطريق. وقال ابن عباس: {لعمرك} /72/: لعيشك. {قوم منكرون}/62/: أنكرهم لوط. وقال غيره: {كتاب معلوم} /4/: أجل. {لوما تأتينا} /7/: هلا تأتينا. {شيع} /10/: أمم، وللأولياء أيضا شيع. وقال ابن عباس: {يهرعون} /هود: 78/: مسرعين. {للمتوسمين} /75/: للناظرين. {سكرت} /15/: غشيت. {بروجا} /16/: منازل للشمس والقمر. {لواقح} /22/: ملاقح ملقحة. {حمإ} /26/: جماعة حمأة، وهو الطين المتغير، والمسنون المصبوب. {توجل} /53/: تخف. {دابر} /66/: آخر. {الصيحة} /83/: الهلكة. 192 - باب: قوله: {إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين} /18/.

 

4424 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي ﷺ، قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كالسلسة على صفوان - قال علي: وقال غيره: صفوان، ينفذهم ذلك - فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم، قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا واحد فوق الآخر - ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض - فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها الذي يليه، إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض - وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض - فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدنا حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء).

 

 

حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة: (إذا قضى الله الأمر). وزاد: (والكاهن). وحدثنا سفيان فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة: حدثنا أبو هريرة قال: (إذا قضى الله الأمر، وقال: على فم الساحر). قلت لسفيان: أأنت سمعت عمرا قال: سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك: عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، ويرفعه: أنه قرأ: {فرغ}. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري: سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا. [4522 - 7043] 193 - باب: قوله: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} /80/.

4425 - حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قال لأصحاب الحجر: (لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكم مثل ما أصابهم).

 

 

[423] 194 - باب: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} /87/.

 

 

4426 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عندر: حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال: مر بي النبي ﷺ وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيت فقال: (ما منعك أن تأتي). فقلت: كنت أصلي، فقال: (ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال: (ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد). فذهب النبي ﷺ ليخرج من المسجد فذكرته، فقال: ({الحمد لله رب العالمين}. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).

 

 

[4204] 4427 - حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم). 195 - باب: قوله: {الذين جعلوا القرآن عضين} /91/.

 

 

{المقتسمين} /90/: الذين حلفوا، ومنه {لا أقسم} /البلد: 1/: أي أقسم، وتقرأ {لأقسم}. {قاسمتها} /الأعراف: 21/: حلف لهما ولم يحلفا له. وقال مجاهد: {تقاسموا} /النمل: 49/: تحالفوا. 4428/4429 - حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {الذين جعلوا القرآن عضين}. قال هم أهل الكتاب، جزؤوه أجزاء، فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.

 

 

(4429) - حدثني عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {كما أنزلنا على المقتسمين}. قال: آمنوا ببعض وكفروا ببعض، اليهود والنصارى.

 

 

[3729] 196 - باب: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} /99/.

 

 

قال سالم: اليقين الموت. 197 - باب: تفسير سورة النحل.

 

 

{روح القدس} /102/: جبريل. {نزل به الوح الأمين} /الشعراء: 193/. {في ضيق} /127/: يقال: أمر ضيق وضيق، مثل هين وهين، ولين ولين، وميت وميت. قال ابن عباس: {تتفيأ ظلاله} /48/: تتهيأ. {سبل ربك ذللا} /69/: لا يتوعر عليها مكان سلكته. وقال ابنة عباس: {في تقلبهم} /46/: اختلافهم. وقال مجاهد: {تميد} /15/: تكفأ. {مفرطون} /62/: منسيون. وقال غيره: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله} /98/: هذا مقدم ومؤخر، وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة، ومعناها: الاعتصام بالله. وقال ابن عباس: {تسيمون} /10/: ترعون. {قصد السبيل} /9/: البيان. الدفء: ما استدفأت. {تريحون} /6/: بالعشي، و{تسرحون} /6/: بالغداة. {بشق} /7/: يعني المشقة. {على تخوف} /47/: تنقص. {الأنعام لعبرة} /66/: وهي تؤنث وتذكر، وكذلك: الأنعام جماعة النعم. {أكنانا} /81/: واحدها كن مثل: حمل وأحمال. {سرابيل} قمص {تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} /81/: فإنها الدروع. {دخلا بينكم} /92 - 94/: كل شيء لم يصح فهو دخل. قال ابن عباس: {حفدة} /72/: من ولد الرجل. السكر ما حرم من ثمرتها، والرزق الحسن ما أحل الله. وقال ابن عيينة، عن صدقة: {أنكاثا} /92/: هي خرقاء، كانت إذا أبرمت غزلها نقضته. وقال ابن مسعود: الأمة معلم الخير، والقانت المطيع. 198 - باب: {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر} /70/.

 

4430 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا هارون بن موسى، أبو عبد الله الأعور، عن شعيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ كان يدعو: (أعوذ بك من البخل والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات).

 

 

[2668] 199 - باب: سورة بني إسرائيل [الإسراء].

 

 

4431 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال، في بني إسرائيل والكهف ومريم: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي.

 

 

[4462 - 4708] قال ابن عباس: {فسينغضون إليك رؤوسهم} /51/: يهزون. وقال غيره: نغصت سنك أي تحركت. {وقضينا إلى بني إسرائيل} /4/: أخبرناهم أنهم سيفسدون، والقضاء على وجوه: {وقضى ربك} /23/: أمر ربك. ومنه: الحكم: {إن ربك يقضي بينهم} /يونس: 93/ و/النمل: 78/ و/الجاثية: 17/. ومنه: الخلق: {فقضاهن سبع سماوات} /فصلت: 12/: خلقهن. [نفيرا} /6/: من ينفر معه. {وليتبروا} يدمروا {ما علوا} /7/. {حصيرا} /8/: محبسا، محصرا. {حق} /16/: وجب. {ميسورا} /28/: لينا. {خطئا} /31/: إثما، وهو اسم من خطئت، والخطأ - مفتوح - مصدره من الإثم، خطئت بمعنى أخطأت. {لن تخرق} /37/: لن تقطع. {وإذ هم نجوى} /47/: مصدر من ناجيت، فوصفهم بها، والمعنى: يتناجون. {رفاتا} /49 - 98/: حطاما. {واستفزز} /64/: استخف. {بخيلك} /64/: الفرسان، والرجل: الرجالة، واحدها راجل، مثل صاحب وصحب، وتاجر وتجر. {حاصبا} /68/: الريح العاصف، والخاصب أيضا: ما ترمي به الريح، ومنه {حصب جهنم} /الأنبياء: 98/: يرمى به في جهنم، وهو حصبها، ويقال: حصب في الأرض ذهب، والحصب: مشتق من الحصباء والحجارة. {تارة} /69/: مرة، وجماعته تيرة وتارات. {لأحتنكن} /62/: لأستأصلنهم، يقال: احتنك فلان ما عند فلان من علم استقصاه. {طائره} /13/: حظه. وقال ابن عباس: كل سلطان في القرآن فهو حجة. {ولي من الذل} /111/: لم يحالف أحدا. 200 - باب: قوله: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام} /1/.

 

4432 - حدثنا عبدان: حدثنا عبد الله: أخبرنا يونس (ح). وحدثنا أحمد ابن صالح: حدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب: قال ابن المسيب: قال أبو هريرة: أتي رسول الله ﷺ ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما، فأخذ اللبن، قال جبريل: الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك.

 

 

[3214] 4433 - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب: قال أبو سلمة: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (لما كذبني قريش، قمت في الحجر، فجلى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه).

 

 

زاد يعقوب بن إبراهيم: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه: (لما كذبني قريش، حين أسري بي إلى بيت المقدس). نحوه. [3673] {قاصفا} /69/: ريح تقصف كل شيء. 201 - باب: {ولقد كرمنا بني آدم} /70/.

 

 

كرمنا وأكرمنا واحد. {ضعف الحياة} عذاب الحياة. {وضعف الممات} /75/: عذاب الممات. {خلافك} /76/ و{خلفك} سواء. {ونأى} /83/: تباعد. {شاكلته} /84/: ناحيته، وهي من شكلته. {صرفنا} /41 - 89/: وجهنا. {قبيلا} /92/: معاينة ومقابلة، وقيل: القابلة لأنها مقابلتها وتقبل ولدها. {خشية الإنفاق} /100/: أنفق الرجل أملق، ونفق الشيء ذهب. {قتورا} /100/: مقترا. {للأذقان} /107 - 109/: مجتمع اللحيين، والواحد ذقن. وقال مجاهد: {موفورا} /63/: وافرا. {تبيعا} /69/: ثائرا، وقال ابن عباس: نصيرا. {خبت} /97/: طفئت. وقال ابن عباس: {لاتبذر} /26/: لا تنفق في الباطل. {ابتغاء رحمة} /28/: رزق. {مثبورا} /102/: ملعونا. {لاتقف} /36/: لا تقل. {فجاسوا} /5/: تيمموا. يزجي الفلك: يجري الفلك. {يخرون للأذقان} /107 - 109/: للوجوه. 202 - باب: قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها}. الآية /16/.

 

4434 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: أخبرنا منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية: أمر بنو فلان.

 

 

حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان وقال: أمر. 203 - باب: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا} /3/.

 

 

4435 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي رسول الله ﷺ بلحم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة ثم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح، إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات - فذكرهن أبو حيان في الحديث - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبيا، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط، ولن يغضب بعده مثله - ولم يذكر ذنبا - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ﷺ. فيأتون محمدا ﷺ فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير، أو: كما بين مكة وبصرى).

 

 

[3162] 204 - باب: {وآتينا داود زبورا} /55/.

 

4436 - حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (خفف على داود القراءة، فكان يأمر بدابته لتسرج، فكان يقرأ قبل أن يفرغ - يعني - القرآن).

 

 

[1967] 205 - باب: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا} /56/.

 

 

4437 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا يحيى: حدثنا سفيان: حدثني سليمان، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله: {إلى ربهم وسيلة}. قال: كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن، فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. زاد الأشجعي: عن سفيان، عن الأعمش: {قل ادعوا الذين زعمتم}.

 

 

[4438] 206 - باب: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}. الآية /57/.

 

 

4438 - حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن إبرهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله رضي الله عنه: في هذه الآية: {الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}. قال: كان ناس من الجن يعبدون، فأسلموا.

 

 

[ر: 4437] 207 - باب: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} /60/.

 

 

4439 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}. قال هي رؤيا عين، أريها رسول الله ﷺ ليلة أسري به. {والشجرة الملعونة} شجرة الزقوم.

 

 

[ر: 3675 ] 208 - باب: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} /78/.

 

 

قال مجاهد: صلاة الفجر. 4440 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة وابن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح). يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}.

 

 

[662] 209 - باب: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} /79/.

 

 

4441 - حدثني إسماعيل بن أبان: حدثنا أبو الأحوص، عن آدم بن علي قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا، كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي ﷺ، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود.

 

 

4442 - حدثنا علي بن عياش: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة).

 

 

رواه حمزة بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي ﷺ. [589] 210 - باب: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} /81/.

 

 

يزهق: يهلك. 4443 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي ﷺ مكة، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}. {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد}.

 

 

[2346] 211 - باب: {ويسألونك عن الروح} /85/.

 

 

4444 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: بينا أنا مع النبي ﷺ في حرث، وهو متكئ على عسيب، إذ مر اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح؟ فقال: ما رابكم إليه؟ وقال بعضهم: لا يستقبلكم بشيء تكرهونه، فقالوا: سلوه، فسألوه عن الروح، فأمسك النبي ﷺ فلم يرد عليهم شيئا، فعلمت

 

 

أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}. [125] 212 - باب: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} /110/.

 

 

4445 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}. قال: نزلت ورسول الله ﷺ مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه ﷺ: {ولا تجهر بصلاتك} أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {ولا تخافت بها} عن أصحابك فلا تسمعهم {وابتغ بين ذلك سبيلا}.

 

 

[7052 - 7087 - 7108]

 

4446 - حدثني طلق بن غنام: حدثنا زائدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أنزل ذلك في الدعاء.

 

 

[5968 - 7088] 4447 - ؟؟ ناقص ؟؟ 213 - باب: تفسير سورة الكهف.

 

 

وقال مجاهد: { تقرضهم } /17/: تتركهم. { وكان له ثمر} /304/: ذهب وفضة، وقال غيره: جماعة الثمر. {باخع} /6/: مهلك. {أسفا} /6/: ندما. {الكهف} /9/: الفتح في الجبل. {والرقيم} /9/: الكتاب. {مرقوم} /المطففين: 20/: مكتوب، من الرقم. {ربطنا على قلوبهم} /14/: ألهمناهم صبرا. {لولا أن ربطنا على قلبها} /القصص: 10/. {شططا} /14/: إفراطا. {الوصيد} /18/: الفناء، جمعه: وصائد ووصد. ويقال: الوصيد الباب. {مؤصدة} /البلد: 20/ و /الهمزة: 8/: مطبقة، آصد الباب وأوصد. {بعثناهم} /19/: أحييناهم. {أزكى} /19/: أكثر، ويقال: أحل، ويقال: أكثر ريعا. قال ابن عباس: {أكلها}. وقال غيره: {ولم تظلم} /33/: لم تنقص وقال سعيد، عن ابن عباس: {الرقيم} اللوح من رصاص، كتب عاملهم أسماءهم، ثم طرحه في خزانته، فضرب الله على آذانهم فناموا. وقال غيره: وألت تئل تنجو، وقال مجاهد: {موئلا} /58/: محرزا. {لا يستطيعون سمعا} /101/: لا يعقلون. 214 - باب: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} /54/.

 

4447 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني علي بن حسين: أن حسين ابن علي أخبره، عن علي رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ طرقه وفاطمة، قال: (ألا تصليان). [1075]

 

 

{رجما بالغيب} /22/: لم يستبن. {فرطا} /28/: ندما. {سرادقها} /29/: مثل السرادق، والحجرة التي تطيف بالفساطيط. {يحاوره} /34، 37/: من المحاورة. { لكن هو الله ربي} /38/: أي لكن أنا هو الله ربي، ثم حذف الألف وأدغم إحدى النونين في الأخرى. { وفجرنا خلالهما نهرا} /33/: يقول: بينهما. {زلقا} /40/: لا يثبت فيه قدم. {هنالك الولاية} /44/: مصدر الولي. {عقبا} /44/: عاقبة وعقبى وعقبة واحد، وهي الآخرة. قبلا و {قبلا} /55/: وقبلا: استئنافا. {ليدحضوا} /56/: ليزيلوا، الدحض الزلق 215 - باب: { وإذا قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا } /60/: زمانا، وجمعه أحقاب.

 

 

4448 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل، فقال ابن عباس: كذب عدو الله: حدثني أبي بن كعب: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يارب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربا، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: آتنا غدائنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به، فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبا، قال: فكان للحوت سربا، ولموسى ولفتاه عجبا، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصا، قال: رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبا، فسلم عليه موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، فقال موسى: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، فقال له الخضر: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء، حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول، فلما ركبا في السفينة، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إ مرا، قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، قال: وقال رسول الله ﷺ: وكانت الأولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله، إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة، فبينا هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله، فقال له موسى: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: وهذا أشد من الأولى، قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، قال: مائل، فقام الخضر فأقامه بيده، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، لو شئت لا تخذت عليه أجرا، قال: {هذا فراق بيني وبينك - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فقال رسول الله ﷺ: (وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما).

 

 

قال سعيد بن جبير: فكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا. وكان يقرأ: وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين. [74] 216 - باب: { فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا } /61/. مذهبا، يسرب يسلك، ومنه: { وسارب بالنهار} /الرعد: 10/. 4449 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريح أخبرهم قال: أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، يزيد أحدهما على صاحبه، وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد قال: إنا لعند ابن عباس في بيته، إذ قال: سلوني، قلت: أي أبا عباس، جعلني الله فداءك، بالكوفة رجل قاص يقال له نوف، يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل، أما عمرو فقال لي: قد كذب عدو الله، وأما يعلى فقال لي: قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ: (موسى رسول الله عليه السلام، قال: ذكر الناس يوما، حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى، فأدركه رجل فقال: أي رسول الله، هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال: لا، فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله، قيل: بلى، قال: أي رب، فأين؟ قال: بمجمع البحرين، قال: أي رب، اجعل لي علما أعلم ذلك به، فقال لي عمرو: قال: حيث يفارقك الحوت، وقال لي يعلى: قال: خذ نونا ميتا، حيث ينفخ فيه الروح، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، فقال لفتاه: لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت، قال: ما كلفت كثيرا، فذلك قوله جل ذكره {وإذ قال موسى لفتاه}. يوشع بن نون، - ليست عن سعيد - قال: فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان، إذ تضرب الحوت وموسى نائم، فقال فتاه: لا أوقظه، حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره، وتضرب الحوت حتى دخل البحر، فأمسك الله عنه جرية البحر، حتى كأن أثره في حجر. قال لي عمرو: هكذا كأن أثره في حجر - وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما - لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: قد قطع الله عنك النصب - ليست هذه عن سعيد - أخبره فرجعا، فوجدا خضرا. قال لي عثمان بن أبي سليمان: على طنفسة خضراء على كبد البحر، قال سعيد بن جبير: مسجى بثوبه، قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه، فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضي من سلام، من أنت: قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: فما شأنك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك؟ يا موسى، إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه، فأخذ طائر بمنقاره من البحر، فقال: والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله، إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر، حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا، تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل الساحل الآخر، عرفوه، فقالوا: عبد الله الصالح - قال:

 

 

قلنا لسعيد: خضر، قال: نعم - لا نحمله بأجر، فخرقها ووتد فيها وتدا، قال موسى: أخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إمرا - قال مجاهد: منكرا - قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، كانت الأولى نسيانا، والوسطى شرطا، والثالثة عمدا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، لقيا غلاما فقتله. قال يعلى: قال سعيد: وجد غلمانا يلعبون، فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين، قال: أقتلت نفسا زكية بغير نفس - لم تعمل بالحنث، وكان ابن عباس قرأها: زكية زاكية مسلمة، كقولك غلاما زكيا - فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه - قال سعيد بيده هكذا، ورفع يده - فاستقام - قال يعلى: حسبت أن سعيدا قال: فمسحه بيده فاستقام - لو شئت لا تخذت عليه أجرا - قال سعيد: أجرا نأكله - وكان وراءهم - وكان أمامهم، قرأها ابن عباس: أمامهم ملك. يزعمون عن غير سعيد: أنه هدد بن بدد، والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور - ملك يأخذ كل سفينة غصبا، فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها، فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها - ومنهم من يقول سدوها بقارورة، ومنهم من يقول بالقار - كان أبواه مؤمنين وكان كافرا، فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة، لقوله أقتلت نفسا زكية، وأقرب رحما، هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر). وزعم غير سعيد: أنهما أبدلا جارية، وأما داوا بن أبي عاصم فقال: عن غير واحد: إنها جارية. [74] 217 - باب: {فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}. إلى قوله: {عجبا} /62، 63/. {صنعا} /104/: عملا. {حولا} /108/: تحولا. {قال ذلك ما كنا نبغ فارتد على آثارهما قصصا} /64/. {إمرا} /71/: و{نكرا} /74/: داهية. {ينقض} /77/: ينقاض كما تنقاض السن.{لتخذت} /77/: واتخذت واحد. {رحما} /81/: من الرحم، وهي أشد مبالغة من الرحمة، ونظن أنه من الرحيم، وتدعى مكة أم رحم، أي الرحمة تنزل بها. 4450 - حدثني قتيبة بن سعيد قال: حدثني سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البالكي يزعم: أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: كذب عدو الله. حدثنا أبي بن كعب، عن رسول الله ﷺ قال: (قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، فقيل له: أي الناس أعلم؟ قال: أنا، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، وأوحى إليه: بلى، عبد من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: أي رب، كيف السبيل إليه؟ قال: تأخذ حوتا في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فاتبعه، قال: فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون، ومعهما الحوت، حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها، قال: فوضع موسى رأسه فنام. قال سفيان: وفي حديث غير عمرو قال: وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة، لا يصيب من مائها شيء إلا حيي، فأصاب الحوت من ماء تلك العين، قال: فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر، فلما استيقظ موسى قال لفتاه: {آتنا غداءنا}. الآية، قال: ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به، قال له فتاه يوشع بن نون: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}. الآية، قال: فرجعا يقصان في آثارهما، فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت، فكان لفتاه عجبا وللحوت سربا، قال: فلما انتهيا إلى الصخرة، إذ هما برجل مسجى بثوب، فسلم عليه موسى، قال: وأنى بأرضك السلام، فقال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا. قال له الخضر: يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه. قال: بل أتبعك؟ قال: فإن

 

 

اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرت بهما سفينة فعرف الخضر، فحملوهم في سفينتهم بغير نول، يقول: بغير أجر، فركبا السفينة. قال: ووقع عصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر لموسى: ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله، إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره، قال: فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها: {لقد جئت} الآية، فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه فقطعه، قال له موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا - إلى قوله - فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، فقال بيده: هكذا فأقامه، فقال له موسى: إنا دخلنا هذه القرية فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لا تخذت عليه أجر، قال: هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. فقال رسول الله ﷺ: وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما). قال: وكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، وأما الغلام فكان كافرا. [74] 218 - باب: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} /103/. 4451 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد قال: سألت أبي: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا}. هم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود: فكذبوا محمدا ﷺ، وأما النصارى: كفروا بالجنة وقالوا: لاطعام فيها ولا شراب، والحرورية: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. وكان سعد يسميهم الفاسقين.

 

 

219 - باب: {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم}. الآية/105/.

 

4452 - حدثنا محمد بن عبد الله: حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا المغيرة قال: حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: (إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقال: اقرؤوا إن شئتم: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}).

 

 

وعن يحيى بن بكير، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد مثله. 220 - باب: تفسير سورة مريم.

 

 

قال ابن عباس: {أسمع بهم وأبصر} الله يقوله، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون {في ضلال مبين} /38/: يعني قوله {اسمع بهم وأبصر}: الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره. {لأرجمنك} /46/: لأشتمنك. {ورئيا} /74/: منظرا. وقال أبو وائل: علمت مريم أن التقي ذو نهية حتى قالت: {إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} /18/. وقال ابن عيينة: {تؤزهم أزا} /83/: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا. وقال مجاهد: {لدا} /97/: عوجا. قال ابن عباس: {وردا} /86/: عطاشا. {أثاثا} /74/: مالا. {إدا} /89/: قولا عظيما. {ركزا} /98/: صوتا. وقال مجاهد: {فليمدد} /75/: فليدعه. {غيا} /59/: خسرانا. {بكيا} /58/: جماعة باك. {صليا} /70/: صلي يصلى. {نديا} /73/: والنادي واحد، مجلسا. 221 - باب: {وأنذرهم يوم الحسرة} /39/. 4453 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه. ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح. ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة - وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا - وهم لا يؤمنون}).

 

 

222 - باب: {وما نتنزل إلا بأمر ربك} /64/. 4454 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ لجبريل: (ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا). فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا}.

 

 

[3046] 223 - باب: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} /77/.

 

 

4455 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: سمعت خبابا قال: جئت العاصي بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد ﷺ، فقلت: لا، حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لميت ثم مبعوث؟ قلت: نعم، قال: إن لي هناك مالا وولدا فأقضيكه، فنزلت هذه الآية: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}.

 

 

رواه الثوري، وشعبة، وحفص، وأبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش. [1985] 224 - باب: قوله: {أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا} /78/.

 

 

قال: موثقا. 4456 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب قال: كنت قينا بمكة، فعملت للعاصي بن وائل السهمي سيفا، فجئت أتقاضاه، فقال: لاأعطيك حتى تكفر بمحمد، قلت: لاأكفر بمحمد ﷺ حتى يميتك الله ثم يحييك، قال: إذا أماتني الله ثم بعثني ولي مال وولد، فأنزل الله: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا. أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا}. قال: موثقا.

 

 

لم يقل الأشجعي عن سفيان: سيفا، ولا موثقا. [1985] 225 - باب: {كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا} /79/.

 

 

4457 - حدثنا بشر بن خالد: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق، عن خباب قال: كنت قينا في الجاهلية، وكان لي دين على العاصي بن وائل، قال: فأتاه يتقاضاه، فقال: لاأعطيك حتى تكفر بمحمد ﷺ، فقال: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث، قال: فذرني حتى أموت ثم أبعث، فسوف أوتى مالا وولدا فأقضيك، فنزلت هذه الآية: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}.

 

 

[1985] 226 - باب: قوله عز وجل: {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا} /80/.

 

 

وقال ابن عباس: {الجبال هدا} /90/: هدما. 4458 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب قال: كنت رجلا قينا، وكان لي على العاصي بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: قلت: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لمبعوث من بعد الموت، فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد، قال: فنزلت: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا. أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا. كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا. ونرثه ما يقول ويأتينا فردا}.

 

 

[1985] 227 - باب: تفسير سورة طه. قال ابن جبير: بالنبطية {طه} /1/: يا رجل. قال مجاهد: {ألقى} /87/: صنع. يقال: كل ما لم ينطق بحرف، أو فيه تمتمة، أو فأفأة، فهي عقدة. {أزري} /31/: ظهري. {فيسحتكم} /61/: يهلككم. {المثلى} /63/: تأنيث الأمثل، يقول: بدينكم، يقال: خذ المثلى خذ الأمثل. {ثم ائتوا صفا} /64/: يقال: هل أتيت الصف اليوم، يعني المصلى الذي يصلى فيه. {فأوجس} /67/: أضمر خوفا، فذهبت الواو من {خيفة} لكسرة الخاء. {في جذوع} /71/: أي على جذوع. {خطبك} /95/: بالك. {مساس} /97/: مصدر ماسه مساسا. {لننسفنه} /97/: لنذرينه: {قاعا} /106/: يعلوه الماء، والصفصف المستوي من الأرض. وقال مجاهد: {أوزارا} أثقالا {من زينة القوم} وهي الحلي التي استعاروا من آل فرعون {فقذفناها} /87/: فألقيناها. {ألقى} /87/: صنع. {فنسي} /88/: موساهم، يقولونه: أخطأ الرب. {لا يرجع إليهم قولا} /89/: العجل. {همسا} /108/: حس الأقدام. {حشرتني أعمى} /125/: عن حجتي. {وقد كنت بصيرا} /125/: في الدنيا. قال ابن عباس: {بقبس} /10/: ضلوا الطريق، وكانوا شاتين، فقال: إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتكم بنار توقدون. وقال ابن عيينة: {أمثلهم} /104/: أعدلهم طريقة. وقال ابن عباس: {هضما} /112/: ليظلم فيهضم من حسناته. {عوجا} /107/: واديا. {أمتا} /107/: رابية. {سيرتها} حالتها {الأولى} /21/. {النهى} /54/: التقى. {ضنكا} /124/: الشقاء. {هوى} /81/: شقي. {بالوادي المقدس} المبارك {طوى} /12/: اسم الوادي. {بملكنا} /87/: بأمرنا. {مكانا سوى} /58/: منصف بينهم. {يبسا} /77/: يابسا. {على قدر} /40/: موعد. {لاتينا} /42/: تضعفا. 228 - باب: قوله: {واصطنعتك لنفسي} /41/.

 

4459 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا مهدي بن ميمون: حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: (التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ قال له آدم: آنت الذي اصطفاك الله برسالته، واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم، قال: فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني؟ قال: نعم، فحج آدم موسى)

 

 

[3228] {اليم} /39/: البحر. 229 - باب: قوله: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى. فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى} /77، 78/.

 

 

4460 - حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا روح: حدثنا شعبة: حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة، واليهود تصوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي ﷺ: (نحن أولى بموسى منهم، فصوموه).

 

 

[1900] 230 - باب: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} /117/.

 

 

4461 - حدثنا قتيبة: حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (حاج موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم، قال:

 

 

قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني؟ قال رسول الله ﷺ: فحج آدم موسى). [3228] 231 - باب: تفسير سورة الأنبياء.

 

 

4462 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال: بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: هن من العتاق الأول، وهن من تلادي.

 

 

[4431] وقال قتادة: {جذاذا} /58/: قطعهن. وقال الحسن: {في فلك} /33/: مثل فلكة المغزل {يسبحون} يدورون. قال ابن عباس: {نفشت} /78/: رعت ليلا. {يصحبون} /43/: يمنعون. {أمتكم أمة واحدة} /92/: قال: دينكم دين واحد. وقال عكرمة: {حصب} /98/: حطب بالحبشية. وقال غيره: {أحسوا} /12/: توقعوا، من أحسست. {خامدين} /15/: هامدين. {حصيد} /هود: 100/: مستأصل، يقع على الواحد والاثنين والجميع. {لا يستحسرون} /19/: لا يعيون، ومنه: {حسير} /الملك: 4/. وحسرت بعيري. {عميق} /الحج: 27/: بعيد. {نكسوا} /65/: ردوا. {صنعة لبوس} /80/: الدروع. {تقطعوا أمرهم} /93/: اختلفوا. الحسيس والحس والجرس والهمس واحد، وهو من الصوت الخفي. {آذناك} /فصلت: 47/: أعلمناك. {آذنتكم} /109/: إذا أعلمته، فأنت وهو {على سواء} /109/: لم تغدر. وقال مجاهد: {لعلكم تسألون} /13/: تفهمون. {ارتضى} /28/: رضي. {التماثيل} /52/: الأصنام. {السجل} /104/: الصحيفة. 232 - باب: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا} /104/. 4463 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، شيخ من النخع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب النبي ﷺ فقال: (إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}. ثم إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا إنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يارب أصحابي، فيقال: لاتدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت - إلى قوله - شهيد}. فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).

 

 

[3171] 233 - باب: تفسير سورة الحج.

 

 

وقال ابن عيينة: {المخبتين} /34/: المطمئنين. وقال ابن عباس: {في أمنيته} /52/: إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته، ويقال: أمنيته قراءته، {إلا أماني} /البقرة: 78/: يقرؤون ولا يكتبون. وقال مجاهد: {مشيد} /45/: بالقصة. وقال غيره: {يسطون} /72/: يفرطون، من السطوة، ويقال: {يسطون} يبطشون. {وهدوا إلى الطيب من القول} /24/: ألهموا. قال ابن عباس: {بسبب} /15/: بحبل إلى سقف البيت. {وهدوا إلى الطيب} ألهموا إلى القرآن. {تذهل} /2/: تشغل. 234 - باب: {وترى الناس سكارى} /2/. 4464 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي ﷺ: (يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار، قال: يارب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد). فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم. فقال النبي ﷺ: (من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، ثم قال: (ثلث أهل الجنة). فكبرنا، ثم قال: (شطر أهل الجنة). فكبرنا.

 

 

قال أبو أسامة، عن الأعمش: {ترى الناس سكارى وماهم بسكارى}. وقال: (من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين). وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية: {سكرى وماهم بسكرى}. [3170] 235 - باب: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة}.

 

 

إلى قوله: {ذلك هو الضلال البعيد} /11، 12/. {أترفناهم} /المؤمنون: 33/: وسعناهم. 4465 - حدثني إبراهيم بن الحارث: حدثنا بن أبي بكير: حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}. قال: كان الرجل يقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاما، ونتجت خيله، قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله، قال: هذا دين سوء. 236 - باب: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} /19/.

 

 

4466 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي ذر رضي الله عنه: أنه كان يقسم فيها: إن هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}. نزلت في: حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه، يوم برزوا في يوم بدر.

 

 

رواه سفيان، عن أبي هاشم. وقال عثمان: عن جرير، عن منصور، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز: قوله. [3748] 4467 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال: حدثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. قال قيس: وفيهم نزلت: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}. قال هم الذين بارزوا يوم بدر: علي وحمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.

 

 

[3747] 237 - باب: تفسير سورة المؤمنين.

 

 

قال ابن عيينة: {سبع طرائق} /7/: سبع سماوات. {لها سابقون} /61/: سبقت لهم السعادة. {قلوبهم وجلة} /60/: خائفين. قال ابن عباس: {هيهات هيهات} /36/: بعيد بعيد. {فاسأل العادين} /113/: الملائكة. {لناكبون} /74/: لعادون. {كالحون} /104/: عابسون. وقال غيره: {من سلالة} /12/: الولد، والنطفة السلالة. والجنة والجنون واحد. والغثاء الزبد، وما ارتفع عن الماء، ومالا ينتفع به. {يجأرون} /64/: يرفعون أصواتهم كما تجأر البقرة. {على أعقابكم} /66/: رجع على عقبيه. {سامرا} /67/: من السمر، والجميع السمار، والسامر ها هنا في موضع الجمع. {تسحرون} /89/: تعمون، من السحر. 238 - باب: تفسير سورة النور. {من خلاله} /43/: من بين أضعاف السحاب. {سنا برقه} /43/: الضياء. {مذعنين} /49/: يقال للمستخذي مذعن. {أشتاتا} /61/: وشتى وشتات وشت واحد. وقال ابن عباس: {سورة أنزلناها} /1/: بيناها. وقال غيره: سمي القرآن لجماعة السور، وسميت السورة لأنها مقطوعة من الأخرى، فلما قرن بعضها إلى بعض سمي قرآنا. وقال سعد بن عياض الثمالي: المشكاة: الكوة بلسان الحبشة. وقوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} /القيامة: 17/: تأليف بعضه إلى بعض {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} /القيامة: 18/: فإذا جمعناه وألفناه فاتبع قرآنه، أي ما جمع فيه، فاعمل بما أمرك وانته عما نهاك الله. ويقال: ليس لشعره قرآن، أي تأليف. وسمي الفرقان، لأنه يفرق بين الحق والباطل. ويقال: للمرأة: ما قرأت بسلا قط، أي لم تجمع في بطنها ولدا. وقال: {فرضناها} /1/: أنزلنا فيها فرائض مختلفة، ومن قرأ: {فرضناها} يقول فرضنا عليكم وعلى من بعدكم. قال مجاهد: {أو الطفل الذين لم يظهروا} /31/: لم يدروا، لما بهم من الصغر. وقال الشعبي: {غير أولي الإربة} /31/: من ليس له أرب، وقال طاوس: هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء. وقال مجاهد: لا يهمه إلا بطنه، ولا يخاف على النساء. 239 - باب: قوله عز وجل: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين} /6/.

 

4468 - حدثنا إسحاق: حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني الزهري، عن سهل بن سعد: أن عويمرا أتى عاصم بن عدي، وكان سيد بني عجلان، فقال: كيف

 

 

تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله ﷺ عن ذلك. فأتى عاصم النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، فكره رسول الله ﷺ المسائل، فسأله عويمر فقال: إن رسول الله ﷺ كره المسائل وعابها، قال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله ﷺ عن ذلك، فجاء عويمر فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله ﷺ: (قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك). فأمرهما رسول الله ﷺ بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها، ثم قال: يا رسول الله، إن حبستها فقد ظلمتها، فطلقها، فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين، ثم قال رسول الله ﷺ: (انظروا، فإن جاءت به أسحم، أدعج العينين، عظيم الأليتين، خدلج الساقين، فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها. وإن جاءت به أحيمر، كأنه وحرة، فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها). فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله ﷺ من تصديق عويمر، فكان بعد ينسب إلى أمه. [413] 240 - باب: {والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين} /7/ 4469 - حدثني سليمان بن داود أبو الربيع: حدثنا فليح، عن الزهري، عن سهل بن سعد: أن رجلا أتى رسول الله ﷺ فقال: يارسول الله، أرأيت

 

 

رجلا رأى مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يفعل؟ فأنزل الله فيهما ما ذكر في القرآن من التلاعن، فقال له رسول الله ﷺ: (قضى الله فيك وفي امرأتك). وكانت حاملا، فأنكر حملها، وكان ابنها يدعى إليها، ثم جرت السنة في الميراث: أن يرثها وترث منه، ما فرض الله لها. [413] 241 - باب: {ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين} /8/.

 

4470 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام بن حسان: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس: أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي ﷺ بشريك ابن سحماء، فقال النبي ﷺ: (البينة أو حد في ظهرك). فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة، فجعل النبي ﷺ يقول: (البينة وإلا حد في ظهرك). فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينزلن الله ما يبرىء ظهري

 

 

من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه: {والذين يرمون أزواجهم - فقرأ حتى بلغ - إن كان من الصادقين}. فانصرف النبي ﷺ فأرسل إليها، فجاء هلال فشهد، والنبي ﷺ يقول: (إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب). ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا: إنها موجبة. قال ابن عباس: فتلكأت ونكصت، حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت: لاأفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي ﷺ: (أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء). فجاءت به كذلك، فقال النبي ﷺ: (لولا ما مضى من كتاب الله، لكان لي ولها شأن). [2526] 242 - باب: قوله: {والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين} /9/.

 

4471 - حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى: حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، وقد سمع منه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا رمى امرأته، فانتفى من ولدها، في زمان رسول الله ﷺ، فأمر بهما رسول الله ﷺ فتلاعنا كما قال الله، ثم قضى بالولد للمرأة، وفرق بين المتلاعنين.

 

 

[5000، 5005 - 5009، 5034، 5035، 6367] 243 - باب: قوله: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} /11/. {أفاك} / الشعراء: 222/ و/الجاثية: 7/: كذاب. 244 - باب: قوله: { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين. لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} /12، 13/. 4473 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله مما قالوا، وكل حدثني طائفة من الحديث، وبعض حديثهم يصدق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض، الذي حدثني عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ قالت: كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله ﷺ معه، قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله ﷺ بعد ما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله ﷺ من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحيلي، فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم، إنما تأكل العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فأممت منزلي الذي كنت به، وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حين أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة، حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله

 

 

ابن أبي ابن سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لاأشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله ﷺ اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله ﷺ فيسلم ثم يقول: (كيف تيكم). ثم ينصرف، فذاك الذي يريبني ولا أشعر، حتى خرجت بعد ما نقهت، فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع، وهو متبرزنا، وكنا لانخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط، فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، فانطلقت أنا وأم مسطح، وهي ابنة أبي رهم بن عبد مناف، وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح ابن أثاثة، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي قد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا، قالت: أي هنتاه، أو لم تسمعي ما قال؟ قالت: قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله ﷺ - تعني - سلم ثم قال: (كيف تيكم). فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، قالت: فأذن لي رسول الله ﷺ فجئت أبوي فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت: يابنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة، عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرنا عليها. قالت: سبحان الله، ولقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي، فدعا رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي، يستأمرهما في فراق أهله، قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله ﷺ بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود، فقال: يارسول الله، أهلك وما نعلم إلا خيرا. وأما علي بن أبي طالب فقال: يارسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول الله ﷺ بريرة فقال: (أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك). قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إني رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله. فقام رسول الله ﷺ فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي ابن سلول، فقالت: فقال رسول الله ﷺ وهو على المنبر: (يامعشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي). فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يارسول الله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج، أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: كذبت لعمر الله، لاتقتله ولا تقدر على قتله. فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد، فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله ﷺ قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله ﷺ يخفضهم حتى سكتوا وسكت. قالت: فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، قالت: فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما، لا أكتحل بنوم، ولا يرقأ لي دمع، يظنان أن البكاء فالق كبدي، قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي، فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي، قالت: فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله ﷺ فسلم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني. قالت: فتشهد رسول الله ﷺ حين جلس، ثم قال: (أما بعد، يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه). قالت: فلما قضى رسول الله ﷺ مقالته قلص دمعي، حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله ﷺ فيما قال، قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ، فقلت لأمي: أجيبي رسول الله ﷺ، قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ، قالت: فقلت، وأنا جارية حديثة السن لاأقرأ كثيرا من القرآن: إني والله لقد علمت: لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة، والله يعلم أني بريئة، لا تصدقونني بذلك، ولأن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني، والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، قالت وأنا حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في النوم رؤيا يبرئني الله بها. قالت: فوالله ما رام رسول الله ﷺ، ولاخرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات، من ثقل القول الذي ينزل عليه. قالت: فلما سري عن رسول الله ﷺ سري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها: (ياعائشة، أما الله عز وجل فقد برأك). فقالت أمي: قومي إليه، قالت: فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز وجل، وأنزل الله: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه}. العشر الآيات كلها، فلما أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لاأنفق على مسطح شيئا أبدا، بعد الذي قال لعائشة ماقال، فأنزل الله: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}. قال أبو بكر: بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لاأنزعها منه أبدا، قالت عائشة: وكان رسول الله ﷺ يسأل زينب ابنة جحش عن أمري، فقال: (يا زينب ماذا علمت، أو رأيت). فقالت: يارسول الله، أحمي سمعي وبصري، ماعلمت إلا خيرا، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله ﷺ فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلمت فيمن هلك من أصحاب الإفك. [2453] 245 - باب: قوله: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم} /14/.

وقال مجاهد: {تلقونه} /15/: يرويه بعضكم عن بعض. {تفيضون} /يونس: 61/ و/الأحقاف: 8/: تقولون. 4474 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سليمان، عن حصين، عن أبي وائل، عن مسروق، عن أم عائشة أنها قالت: لما رميت عائشة خرت مغشيا عليها.

 [2453] 246 - باب: {إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} /15/.

4475 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم: قال ابن أبي مليكة: سمعت عائشة تقرأ: إذ تلقونه بألسنتكم.

 [3913] 247 - باب: {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} /16/.

4476 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال: حدثني ابن أبي مليكة قال: استأذن ابن عباس، قبل موتها، على عائشة، وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثني علي، فقيل: ابن عم رسول الله ﷺ، ومن وجوه المسلمين؟ قالت: ائذنوا له، فقال كيف تجدينك؟ قالت: بخير إن اتقيت، قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجة رسول الله ﷺ، ولم ينكح بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء. ودخل ابن الزبير خلافه، فقالت: دخل ابن عباس، فأثنى علي، ووددت أني كنت نسيا منسيا.

حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد: حدثنا ابن عون، عن القاسم: أن ابن عباس رضي الله عنه استأذن على عائشة نحوه، ولم يذكر: نسيا منسيا. [3560] 248 - باب: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا} /17/.

4477 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء حسان بن ثابت يستأذن عليها، قلت: أتأذنين لهذا؟ قالت: أو ليس قد أصابه عذاب عظيم، قال سفيان: تعني ذهاب بصره، فقال:

حصان رزان ما تزن بربية *** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل قالت: لكن أنت. [3915] 249 - باب: قوله: {ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم} /18/.

4478 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي: أنبأنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: دخل حسان بن ثابت على عائشة فشبب وقال:

حصان رزان ما تزن بربية *** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل قالت: لست كذاك. قلت: تدعين مثل هذا يدخل عليك، وقد أنزل الله: {والذي تولى كبره منهم}. فقالت: وأي عذاب أشد من العمى. وقالت: وقد كان يرد عن رسول الله ﷺ. [3915] 250 - باب: قوله: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم} /19، 20/.

{ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} /22/. 4479 - وقال أبو أسامة، عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي، عن عائشة قالت: لما ذكر من شأني الذي ذكر، وما علمت به، قام رسول الله ﷺ في خطيبا، فتشهد، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: (أما بعد: أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي، وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء، وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط، ولا يدخل بيتي قط إلا وأنا حاضر، ولا غبت في سفر إلا غاب معي). فقام سعد بن معاذ فقال: ائذن لي يا رسول الله أن نضرب ذلك الرجل، فقال: كذبت، أما والله أن لو كانوا من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم. حتى كاد أن يكون بين الأوس والخزرج شر في المسجد، وما علمت. فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح، فعثرت وقالت: تعس مسطح، فقلت: أي أم تسبين ابنك، وسكتت ثم عثرت الثانية فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: تسبين ابنك، ثم عثرت الثالثة فقالت: تعس مسطح، فانتهزتها، فقالت: والله ما أسبه إلا فيك، فقلت: في أي شأني؟ قالت: فبقرت لي الحديث، فقلت: وقد كان هذا؟ قالت: نعم والله، فرجعت إلى بيتي، كأن الذي خرجت له لا أجد منه قليلا ولا كثيرا. ووعكت، فقلت لرسول الله ﷺ: أرسلني إلى بيت أبي، فأرسل معي الغلام، فدخلت الدار فوجدت أم رومان في السفل وأبا بكر فوق البيت يقرأ، فقالت أمي: ما جاء بك يا بنية؟ فأخبرتها وذكرت لها الحديث، وإذا هو لم يبلغ منها مثل ما بلغ مني، فقالت: يابنية، خفضي عليك الشأن، فإنه - والله - لقلما كانت امرأة حسناء، عند رجل يحبها، لها ضرائر إلا حسدنها، وقيل فيها، وإذا هو لم يبلغ منها ما بلغ مني، قلت: وقد علم به أبي؟ قالت: نعم، قلت: ورسول الله ﷺ؟ قالت: نعم ورسول الله ﷺ، فاستعبرت وبكيت، فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل، فقال لأمي: ما شأنها؟ قالت: بلغها الذي ذكر من شأنها، ففاضت عيناه، قال: أقسمت عليك أي بنية إلا رجعت إلى بيتك، فرجعت. ولقد جاء رسول الله ﷺ بيتي فسأل عني خادمتي فقالت: لا والله ما علمت عليها عيبا، إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها، أو عجينها، وانتهرها بعض أصحابه فقال: اصدقي رسول الله ﷺ، حتى أسقطوا لها به، فقالت: سبحان الله، والله ماعلمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر، وبلغ الأمر إلى ذلك الرجل الذي قيل له، فقال: سبحان الله، والله ما كشفت كنف أنثى قط. قالت عائشة: فقتل شهيدا في سبيل الله. قالت: وأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل علي رسول الله ﷺ وقد صلى العصر، ثم دخل وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد، يا عائشة إن كنت قارفت سوءا، أو ظلمت، فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة من عباده). قالت: وقد جاءت امرأة من الأنصار، فهي جالسة بالباب، فقلت: ألا تستحي من هذه المرأة أن تذكر شيئا، فوعظ رسول الله ﷺ فالتفت إلى أبي، فقلت: أجبه، قال: فماذا أقول، فالتفت إلى أمي، فقلت: أجيبيه، فقالت: أقول ماذا، فلما لم يجيباه، تشهدت، فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله، ثم قلت: أما بعد، فو الله لئن قلت لكم إني لم أفعل، والله عز وجل يشهد إني لصادقة، ما ذاك بنافعي عندكم، لقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم، وإن قلت: إني فعلت، والله يعلم أني لم أفعل، لتقولن قد باءت به على نفسها، وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا، والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه، إلا أبا يوسف حين قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. وأنزل على رسول الله ﷺ من ساعته، فسكتنا، فرفع عنه وإني لأتبين السرور في وجهه، وهو يمسح جبينه ويقول: (أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله براءتك). قالت: وكنت أشد ما كنت غضبا، فقال لي أبواي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه ولا

أحمده ولا أحمدكما، ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي، لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه. وكانت عائشة تقول: أما زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها، فلم تقل إلا خيرا، وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك، وكان الذي يتكلم فيه مسطح، وحسان بن ثابت، والمنافق عبد الله بن أبي، وهو الذي كان يستوشيه ويجمعه، وهو الذي تولى كبره منهم هو وحمنة، قالت: فحلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا، فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم - إلى آخر الآية، يعني أبا بكر - والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين - يعني مسطحا، إلى قوله - ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}. حتى قال أبو بكر: بلا والله ياربنا، إنا لنحب أن تغفر لنا، وعاد له بما كان يصنع. [2453] 251 - باب: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} /31/.

4480/4481 - وقال أحمد بن شبيب: حدثنا أبي، عن يونس: قال ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}. شققن مروطهن فاختمرن بها.

4481 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة: أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: لما نزلت هذه الآية: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}. أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي، فاختمرن بها.

4482 - ؟؟ نقص ؟؟ 252 - باب: تفسير سورة الفرقان

وقال ابن عباس: {هباء منثورا} /23/: ما تسفي به الريح. {مد الظل} /45/: مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. {ساكنا} /45/: دائما. {عليه دليلا} /45/: طلوع الشمس. {خلفة} /62/: من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار، أو فاته بالنهار أدركه بالليل. وقال الحسن: {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} /74/: في طاعة الله، وما شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى حبيبه في طاعة الله. وقال ابن عباس: {ثبورا} /13/: ويلا. وقال غيره: السعير مذكر، والتسعر والاضطرام التوقد الشديد. {تملى عليه} /5/: تقرأ عليه، من أمليت وأمللت. {الرس} /38/: المعدن، جمعه رساس. {ما يعبأ} /77/: يقال: ما عبأت به شيئا، أي لم تعتد به. {غراما} /65/: هلاكا. وقال مجاهد: {وعتوا} /21/: طغوا. وقال ابن عيينة: {عاتية} /الحاقة: 6/: عتت عن الخزان. 253 - باب: قوله: {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا} /34/. 4482 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يونس بن محمد البغدادي: حدثنا شيبان، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلا قال: يانبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة). قال قتادة: بلى وعزة ربنا.

 [6158] 254 - باب: قوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} /68/: العقوبة.

4483 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني منصور وسليمان، عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، عن عبد الله. قال: وحدثني واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت، أو سئل رسول الله ﷺ: أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك) قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك). قلت: ثم أي؟ قال: (أن تزاني بحليلة جارك). قال: ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله ﷺ:

{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. [4207] 4484/4486 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني القاسم بن أبي بزة: أنه سأل سعيد بن جبير: هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟ فقرأت عليه: {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق}. فقال سعيد: قرأتها على ابن عباس كما قرأتها علي، فقال: هذه مكية، نسختها آية مدنية، التي في سورة النساء.

 (4485) - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن المغيرة ابن النعمان، عن سعيد بن جبير قال: اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن، فرحلت فيه إلى ابن عباس، فقال: نزلت في آخر ما نزل، ولم ينسخها شيء.

 (4486) - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا منصور، عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما، عن قوله تعالى: {فجزاؤه جهنم}. قال: لا توبة له. وعن قوله جل ذكره: {لا يدعون مع الله إلها آخر}. قال: كانت هذه في الجاهلية.

 [3642] 255 - باب: {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} /69/.

4487 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن منصور، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن أبزى: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}. وقوله: {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق - حتى بلغ - إلا من تاب}. فسألته فقال: لما نزلت قال أهل مكة: فقد عدلنا بالله وقتلنا النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأتينا الفواحش، فأنزل الله: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا - إلى قوله - غفورا رحيما}.

 [3642] 256 - باب: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} /70/.

4488 - حدثنا عبدان: أخبرنا أبي، عن شعبة، عن منصور، عن سعيد ابن جبير قال: أمرني عبد الرحمن بن أبزى: أن أسأل ابن عباس عن هاتين الآيتين: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا}. فسألته فقال: لم ينسخها شيء، وعن: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر}. قال: نزلت في أهل الشرك.

 [3642] 257 - باب: {فسوف يكون لزاما} /77/: هلكة.

4489 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله: خمس قد مضين: الدخان، والقمر، والروم، والبطشة، واللزام. {فسوف

 

 

يكون لزاما}. [962] 258 - باب: تفسير سورة الشعراء.

وقال مجاهد: {تعبثون} /128/: تبنون. {هضيم} /148/: يتفتت إذا مس. مسحرين: المسحورين. {ليكة} /176/: والأيكة جمع أيكة، وهي جمع الشجر. {يوم الظلة} /189/: إظلال العذاب إياهم. {موزون} /الحجر: 19/: معلوم. {كالطود} /63/: الجبل. وقال غيره: {لشرذمة} /54/: طائفة قليلة. {في الساجدين} /219/: المصلين. قال ابن عباس: {لعلكم تخلدون} /129/: كأنكم. الريع: الأيفاع من الأرض، وجمعه ريعة وأرياع، واحده ريعة. {مصانع} /129/: كل بناء فهو مصنعة. {فرهين} /149/: مرحين، {فارهين} بمعناه، ويقال: {فارهين} حاذقين. {تعثوا} /183/: هو أشد الفساد، وعاث يعيث عيثا. {الجبلة} /184/: الخلق، جبل خلق، ومنه جبلا وجبلا وجبلا يعني الخلق، قاله ابن عباس. 259 - باب: {ولا تخزني يوم يبعثون} /87/.

 

4490/4491 - وقال إبراهيم بن طهمان، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يرى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة). الغبرة هي القترة.

 (4491) - حدثنا إسماعيل: حدثنا أخي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يلقى إبراهيم أباه، فيقول: يا رب، إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون، فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين).

 [3172] 260 - باب: {وأنذر عشيرتك الأقربين. واخفض جناحك} /214، 215/: ألن جانبك.

4492 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباسرضي الله عنهما قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. صعد النبي ﷺ على الصفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون قريش، حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي). قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا، فنزلت: {تبت يدا أبي لهب وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب}.

 [1330]

4493 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال: قام رسول الله ﷺ حين أنزل الله: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. قال: (يا معشر قريش، أو كلمة نحوها، اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد ﷺ، سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا).

تابعه أصبغ، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. [2602] 261 - باب: تفسير سورة النمل.

و{الخبء} /25/: ما خبأت. {لا قبل} /37/: لا طاقة. {الصرح} /44/: كل ملاط اتخذ من القوارير، والصرح: القصر، وجماعته صروح. وقال ابن عباس: {ولها عرش عظيم} /23/: سرير كريم، حسن الصنعة وغلاء الثمن. {مسلمين} /38/: طائعين. {ردف} /72/: اقترب. {جامدة} /88/: قائمة. {أوزعني} /19/: اجعلني. وقال مجاهد: {نكروا} /41/: غيروا. {وأوتينا العلم} /42/: يقوله سليمان. الصرح بركة ماء، ضرب عليها سليمان قوارير، ألبسها إياها. 262 - باب: تفسير سورة القصص.

{كل شيء هالك إلا وجهه} /88/: إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجه الله. وقال مجاهد: {الأنباء} /66/: الحجج. 263 - باب: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} /56/.

4494 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد ابن المسيب، عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله ﷺ، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال: (أي عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله). فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله ﷺ يعرضها عليه، ويعيدانه بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، قال: قال رسول الله ﷺ: (والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك). فأنزل الله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. وأنزل الله في أبي طالب، فقال لرسول الله ﷺ: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.

 [1294] قال ابن عباس: {أولي القوة} /76/: لا يرفعها العصبة من الرجال. {لتنوء} /76/: لتثقل. {فارغا} /10/: إلا من ذكر موسى. {الفرحين} /76/: المرحين. {قصيه} /11/: اتبعي أثره، وقد يكون: أن يقص الكلام. {نحن نقص عليك} /يوسف: 3/. {عن جنب} /11/: عن بعد، عن جنابة واحد، وعن اجتناب أيضا. {يبطش} /19/: ويبطش. {يأتمرون} /20/: يتشاورون. العدوان والعداء والتعدي واحد. {آنس} /29/: أبصر. الجذوة قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب، والشهاب فيه لهب. {كأنها جان} /31/: وهي في آية أخرى: كأنها {حية تسعى} /طه: 20/. والحيات أجناس: الجان، والأفاعي، والأساود. {ردأ} /34/: معينا، قال ابن عباس: لكي {يصدقني}. وقال غيره: {سنشد} /35/: سنعينك، كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا. مقبوحين: مهلكين. {وصلنا} /51/: بيناه وأتممناه. {يجبى} /57/: يجلب. {بطرت} /58/: أشرت. {في أمها رسولا} /59/: أم القرى مكة وما حولها. {تكن} /69/: تخفي، أكننت الشيء أخفيته، وكننته أخفيته وأظهرته. {ويكأن الله} /82/: مثل: ألم تر أن الله يبسط الزق لمن يشاء ويقدر: يوسع عليه، ويضيق عليه. 264 - باب: {إن الذي فرض عليك القرآن}. الآية /85/.

 

2495 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا يعلى: حدثنا سفيان العصفري، عن عكرمة، عن ابن عباس: {لرادك إلى معاد}. قال: إلى مكة. 265 - باب: تفسير سورة العنكبوت.

قال مجاهد: {وكانوا مستبصرين} /38/: ضللة. وقال غيره: {الحيوان} /64/: والحي واحد. {وليعلمن الله} /11/: علم الله ذلك، إنما هي بمنزلة فليميز الله، كقوله: {ليميز الله الخبيث من الطيب} /الأنفال: 37/. {أثقالا مع أثقالهم} /13/: أوزارا مع أوزارهم. 266 - باب: تفسير سورة آلم غلبت الروم.

قال مجاهد: {يحبرون} /15/: ينعمون. {فلا يربو عند الله} /39/: من أعطى عطية يبتغي أفضل منه فلا أجر له فيها. {يمهدون} /44/: يسوون المضاجع. {الودق} /48/: المطر. قال ابن عباس: {هل لكم مما ملكت أيمانكم} /28/: في الآلهة، وفيه {تخافونهم} /28/: أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا. {يصدعون} /43/: يتفرقون. {فاصدع} /الحجر: 94/. وقال غيره: {ضعف} /54/: وضعف لغتان. وقال مجاهد: {السوأى} /10/: الإساءة جزاء المسيئين. 4496 - حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان: حدثنا منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: بينما رجل يحدث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود، وكان متكئا، فغضب، فجلس فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم، فإن الله قال لنبيه ﷺ: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. وإن قريشا أبطؤوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي ﷺ فقال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد، جئت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله. فقرأ: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى قوله - عائدون}. أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: {يوم نبطش البطشة الكبرى}. يوم بدر، {ولزاما} يوم بدر، {آلم غلبت الروم - إلى - سيغلبون}. والروم قد مضى.

 [962] 267 - باب: {لا تبديل لخلق الله} /30/: لدين الله. خلق الأولين: دين الأولين، والفطرة الإسلام. 4497 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}).

 [1292] سورة لقمان 268 - باب: {لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} /13/.

4498 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}. شق ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ، وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله ﷺ: (إنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه: {إن الشرك لظلم عظيم}).

 [32] 269 - باب: {إنه الله عنده علم الساعة} /34/.

4499 - حدثني إسحاق، عن جرير، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ كان يوما بارزا للناس، إذ أتاه رجل يمشي، فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: (الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر). قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: (الإسلام: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان). قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: (الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها: إذا ولدت المرأة ربتها، فذاك من أشرطها، وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما

 

 

في الأرحام}). ثم انصرف الرجل، فقال: (ردوا علي). فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا، فقال: (هذا جبريل، جاء ليعلم الناس دينهم). [50] 4500 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: حدثني عمر ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر: أن أباه حدثه: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي ﷺ: (مفاتيح الغيب خمس، ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة}).

 

 

[992] 270 – باب: تفسير سورة تنزيل [السجدة].

 

 

وقال مجاهد: {مهين} /8/: ضعيف: نطفة الرجل. {ضللنا} /10/ هلكنا. وقال ابن عباس: {الجرز} /27/: التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا. {يهد} /26/: يبين. 271 - باب: قوله: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} /17/.

 

 

4501/ 4502 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: (قال الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر). قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}. وحدثنا سفيان: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال الله، مثله، قيل لسفيان: رواية؟ قال: فأي شيء. قال أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح: قرأ أبو هريرة: قرات أعين. (4502) - حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: (يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ذخرا، بله ما أطلعتم عليه). ثم قرأ: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}.

 

 

[3072] 272 - باب: تفسير سورة الأحزاب.

 

 

وقال مجاهد: {صياصيهم} /26/: قصورهم. 273 - باب: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} /6/. 4503 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح: حدثنا أبي، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}. فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك دينا، أو ضياعا فليأتني وأنا مولاه).

 

 

[2176] 274 - باب: {ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله} /5/.

 

 

4504 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن المختار: حدثنا موسى ابن عقبة قال: حدثني سالم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن زيد بن حارثة، مولى رسول الله ﷺ، ما كنا ندعوه إلا زيد ابن محمد، حتى نزل القرآن: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله}.

 

 

275 - باب: {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} /23/. نحبه: عهده. {أقطارها} /14/: جوانبها. {الفتنة لآتوها} /14/: لأعطوها. 4505 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}.

 

 

[2651] 4506 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: أن زيد بن ثابت قال: لما نسخنا الصحف في المصاحف، فقدت آية من سورة الأحزاب، كنت أسمع رسول الله ﷺ يقرؤها، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري، الذي جعل رسول الله ﷺ شهادته شهادة رجلين: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}.

 

 

[2652] 276 - باب: قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا} /28/.

 

 

وقال معمر: التبرج: أن تخرج محاسنها. {سنة الله} /62/: استنها جعلها. 4507 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ أخبرته: أن رسول الله ﷺ جاءها حين أمر الله أن يخير أزواجه، فبدأ بي رسول الله ﷺ فقال: (إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك). وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: (إن الله قال: {يا أيها النبي قل لأزواجك}): إلى تمام الآيتين، فقلت له: ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة.

 

 

[4508] 277 - باب: {وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما} /29/. وقال قتادة: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} /34/: القرآن والسنة. 4508 - وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: لما أمر رسول الله ﷺ بتخيير أزواجه بدأ بي فقال: (إني ذاكرا لك أمرا، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك). قالت: وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: إن الله جل ثناؤه قال: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها - إلى - أجرا عظيما}). قالت: فقلت: ففي أي هذا أستأمر أبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. قالت: ثم فعل أزواج النبي صلى اله عليه وسلم مثل ما فعلت.

 

 

تابعه موسى بن أعين، عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة. وقال عبد الرزاق وأبو سفيان المعمري، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. [4507] 278 - باب: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق

 

 

أن تخشاه} /37/. 4509 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حدثنا معلى بن منصور، عن حماد ابن زيد: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن هذه الآية: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه}. نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثه.

 

 

[6984، 6985، وانظر: 4513] 279 - باب: قوله: {ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك} /51/.

 

 

قال ابن عباس: {ترجىء} تؤخر، {أرجئه} /الأعراف: 111/ و /الشعراء: 36/: أخره. 4510 - حدثنا زكرياء بن يحيى: حدثنا أبو أسامة قال: هشام حدثنا عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله ﷺ، وأقول أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: {ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}. قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.

 

 

[4823] 4511 - حدثنا حبان بن موسى: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عاصم الأحول، عن معاذة، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ كان يستأذن في يوم المرأة منا، بعد أن أنزلت هذه الآية: {ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}. فقلت لها: ما كنت تقولين؟ قالت: كنت أقول له: إن كان ذاك إلي، فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا. تابعه عباد بن عباد: سمع عاصما.

 

 

280 - باب: قوله: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} /53/. يقال: إناه: إدراكه، أنى يأني أناة فهو آن. {لعل الساعة تكون قريبا} /63/: إذا وصفت صفة المؤنث، قلت: قريبة، وإذا جعلته ظرفا وبدلا، ولم ترد الصفة، نزعت الهاء من المؤنث، وكذلك لفظها في الواحد والاثنين والجميع، للذكر والأنثى. 4512 - حدثنا مسدد، عن يحيى، عن حميد، عن أنس قال: قال عمر رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب.

 

 

[393] 4513/4516 - حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو مجلز، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما تزوج رسول الله ﷺ زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر، فجاء النبي ﷺ ليدخل فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا، فانطلقت فجئت، فأخبرت النبي ﷺ أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل، فألقى الحجاب بيني وبينه، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}. الآية. (4514) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عنأيوب، عن أبي قلابة: قال أنس بن مالك: أنا أعلم الناس بهذه الآية آية الحجاب، لما أهديت زينب بنت جحش رضي الله عنها إلى رسول الله ﷺ كانت معه في البيت، صنع طعاما ودعا القوم، فقعدوا يتحدثون، فجعل النبي ﷺ يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون، فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه - إلى قوله - من وراء الحجاب}. فضرب الحجاب وقام القوم. (4515) - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس رضي الله عنه قال: بني على النبي ﷺ بزينب بنت جحش بخبز ولحم، فأرسلت على الطعام داعيا، فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون، ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون، فدعوت حتى ما أجد أحدا أدعوا، فقلت: يا نبي الله ما أجد أحدا أدعوه، قال: (ارفعوا طعامكم) وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت، فخرج النبي ﷺ فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال:

 

 

( السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله). فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك، بارك الله لك. فتقرى حجر نسائه كلهن، يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة، ثم رجع النبي ﷺ، فإذا ثلاثة من رهط في البيت يتحدثون، وكان النبي ﷺ شديد الحياء، فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة، فما أدري: آخبرته أو أخبر أن القوم خرجوا، فرجع، حتى إذا وضع رجله في أسفكة الباب داخلة وأخرى خارجة، أرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب. (4516) - حدثنا إسحق بن منصور: أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: أولم رسول الله ﷺ حين بنى بزينب بنت جحش، فأشبع الناس خبزا ولحما، ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين، كما كان يصنع صبيحة بنائه، فيسلم عليهن ويسلمن عليه، ويدعو لهن ويدعون له، فلما رجع إلى بيته رأى رجلين جرى بهما الحديث، فلما رآهما رجع عن بيته، فلما رأى الرجلان نبي الله ﷺ رجع عن بيته

 

 

وثبا مسرعين، فما أدري أنا أخبرته بخروجهما أم أخبر، فرجع حتى دخل البيت، وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب. وقال ابن أبي مريم: أخبرنا يحيى: حدثني حميد: سمع أنسا، عن النبي ﷺ. [4859، 4868، 4871، 4873، 4875، 4876، 5149، 5884، 5885، 5916، وانظر: 4509] 4517 - حدثني زكرياء بن يحيى: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة، لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب، فقال: ياسودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين. قالت: فانكفأت راجعة، ورسول الله ﷺ في بيتي، وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت، فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه، وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: (إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن).

 

 

[146] 281 - باب: قوله: {إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما. لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخواتهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا} /54، 55/.

 

4518 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: حدثني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن علي أفلح، أخو أبي القعيس، بعد ما أنزل الحجاب، فقلت: لا آذن له حتى أستأذن فيه النبي ﷺ، فإن أخاه أبا القعيس ليس هو أرضعني، ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس، فدخل علي النبي ﷺ فقلت له: يا رسول الله، إن أفلح أخا القعيس استأذن، فأبيت أن آذن له حتى استأذنك، فقال النبي ﷺ: (وما منعك أن تأذني، عمك). قلت: يا رسول الله، إن الرجل ليس هو أرضعني، ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس، فقال: (ائذني له، فإنه عمك تربت يمينك)

 

 

قال عروة: فلذلك كانت عائشة تقول: حرموا من الرضاعة ما تحرمون من النسب. [2501] 282 - باب: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} /56/. قال أبو العالية: صلاة الله عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء. وقال ابن عباس: يصلون: يبركون. {لنغرينك} /60/: لنسلطنك. 4519 - حدثني سعيد بن يحيى: حدثنا أبي: حدثنا مسعر، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه: قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد).

 

 

[3190] 4520 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا: يا رسول الله، هذا التسليم فكيف نصلي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم).

 

 

قال أبو صالح، عن الليث: (على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم). حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم، والدراوردي عن يزيد، وقال: (كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم). [5997] 283 - باب: قوله: {لا تكونوا كالذين آذوا مويى} /69/. 4521 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا روح بن عبادة: حدثنا عوف، عن الحسن ومحمد وخلاس، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (إن موسى كان رجلا حييا، وذلك قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها}).

 

 

[274] 284 - باب: تفسير سورة سبأ.

 

 

يقال: {معاجزين} /5، 38/: مسابقين. {بمعجزين} /الأنعام: 134/: بفائتين. {سبقوا} /الأنفال: 59/: فاتوا. {لا يعجزون} /الأنفال: 59/: لا يفوتون. {يسبقونا} /العنكبوت: 4/: يعجزونا، ومعنى {معاجزين} مغالبين، يريد كل واحد منهما أن يظهر عجز صاحبه. {معاشر} /45/: عشر. الأكل: الثمر. {باعد} /19/: وبعد واحد. وقال مجاهد: {لا يعزب} /3/: لا يغيب. {العرم} /16/: السد، ماء أحمر، أرسله الله في السد، فشقه وهدمه، وحفر الوادي، فارتفعت على الجنتين، وغاب عنهما الماء فيبستا، ولم يكن الماء الأحمر من السد، ولكن كان عذابا أرسله الله عليهم من حيث شاء. وقال عمرو بن شرحبيل: {العرم} المسناة بلحن أهل اليمن. وقال غيره: العرم الوادي. السابغات: الدروع. وقال مجاهد: {يجازى} /17/: يعاقب. {أعظكم بواحدة} /46/: بطاعة الله. {مثنى وفرادى} /46/: واحد واثنين. {التناوش} /52/: الرد من الآخرة إلى الدنيا. {وبين ما يشتهون} /54/: من مال أو ولد أو زهرة. {بأشياعهم} /54/: بأمثالهم. وقال ابن عباس: {كالجواب} /13/: كالجوبة من الأرض. الخمط: الأرك. والأثل: الطرفاء. {العرم}: الشديد. 285 - باب: {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} /23/. 4522 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو قال: سمعت عكرمة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: إن نبي الله ﷺ قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها، وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا: يوم كذا وكذا، كذا وكذا، فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء).

 

 

[4424] 286 - باب: قوله: {إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} /46/.

 

 

4523 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن حازم: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صعد النبي ﷺ الصفا ذات يوم، فقال: (يا صباحاه). فاجتمعت إليه قريش، قالوا: ما لك؟ قال: (أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم، أما كنتم تصدقونني). قالوا: بلى، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) فقال أبو لهب: تبا لك، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله: {تبت يدا أبي لهب}.

 

 

[1330] 287 - باب: تفسير سورة الملائكة. [فاطر]

 

 

قال مجاهد: القطمير: لفافة النواة. {مثقلة} /18/: مثقلة. وقال غيره: {الحرور} /21/: بالنهار مع الشمس، وقال ابن عباس: الحرور: بالليل، والسموم بالنهار. {وغرابيب} /27/: أشد سواد، الغربيب: الشديد السواد. 288 - باب: تفسير سورة يس. وقال مجاهد: {فعززنا} /14/: شددنا. {يا حسرة على العباد} /30/: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل. {أن تدرك القمر} /40/: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك. {سابق النهار} /40/: يتطالبان حثيثين. {نسلخ} /37/: نخرج أحدهما من الآخر، ويجري كل واحد منهما. {من مثله} /42/: من الأنعام. {فكهون} /55/: معجبون. {جند محضرون} /75/: عند الحساب. ويذكر عن عكرمة: {المشحون} /41/: الموقر. وقال ابن عباس: {طائركم} /19/: مصائبكم. {ينسلون} /51/: يخرجون. {مرقدنا} /52/: مخرجنا. {أحصيناه} /12/: حفظناه. {مكانتهم} /67/: ومكانهم واحد. 289 - باب: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} /38/. 4524/4525 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي ﷺ في المسجد عند غروب الشمس، فقال: (يا أبا ذر، أتدري أين تغرب الشمس). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم})

 

 

(4525) - حدثنا الحميدي: حدثنا وكيع: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: سألت النبي ﷺ عن قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها}. قال: (مستقرها تحت العرش).

 

 

[3027] 290 - باب: تفسير سورة الصافات. وقال مجاهد: {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} /سبأ: 53/: من كل مكان. {ويقذفون من كل جانب} /8/: يرمون. {واصب} /9/: دائم. {لازب} /11/: لازم. {تأتوننا عن اليمين} /28/: يعني الحق، الكفار تقوله للشيطان. {غول} /47/: وجع بطن. {ينزفون} /47/: لا تذهب عقولهم. {قرين} /51/: شيطان. {يهرعون} /70/: كهيئة الهرولة. {يزفون} /94/: النسلان في المشي. {وبين الجنة نسبا} /158/: قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات الجن. وقال الله تعالى: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} /158/: ستحضر للحساب. وقال ابن عباس: {لنحن الصافون} /165/: الملائكة. {صراط الجحيم} /23/: {سواء الجحيم} /55/: ووسط الجحيم. {لشوبا} /67/: يخلط طعامهم، ويساط بالحميم. {مدحورا} /الأعراف: 18/: مطرودا. {بيض مكنون} /49/: اللؤلؤ المكنون. {وتركنا عليه في الآخرين} /78، 108، 129/: يذكر بخير. {يستسخرون} /14/: يسخرون. {بعلا} /125/: ربا. 291 - باب: {وإن يونس لمن المرسلين} /139/. 4526 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (ما ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يونس بن متى).

 

 

[3231] 4527 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح قال: حدثني أبي، عن هلال بن علي، من بني عامر بن لؤي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب)

 

 

[3234] 292 - باب: تفسير سورة ص.

 

 

4528/4529 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن العوام قال: سألت مجاهدا عن السجدة في ص، قال: سئل ابن عباس فقال: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}. وكان ابن عباس يسجد فيها.

 

 

(4529) - حدثني محمد بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، عن العوام قال: سألت مجاهدا عن سجدة ص، فقال: سألت ابن عباس: من أين سجدت؟ فقال: أو ما تقرأ: {ومن ذريته داود وسليمان}. {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}. فكان داود ممن أمر نبيكم ﷺ أن يقتدي به، فسجدها داود عليه السلام فسجدها رسول الله ﷺ.

 

 

[3240] {عجاب} /5/: عجيب. القط: الصحيفة، هو ها هنا صحيفة الحسنات. وقال مجاهد: {في عزة} /2/: معازين. {الملة الآخرة} /7/: ملة قريش. الاختلاق: الكذب. {الأسباب} /10/: طرق السماء في أبوابها. {جند ما هنالك مهزوم} /11/: يعني قريشا. {أولئك الأحزاب} /13/: القرون الماضية. {فواق} /15/: رجوع. {قطنا} /16/: عذابنا. {اتخذناهم سخريا} /63/: أحطنا بهم. {أتراب} /52/: أمثال. وقال ابن عباس: {الأيد} /17/: القوة في العبادة. {الأبصار} /45/: البصر في أمرالله. {حب الغير عن ذكر ربي} /32/: من ذكر. {طفق مسحا} /33/: يمسح أعراف الخيل وعراقيبها. {الأصفاد} /38/: الوثاق. 293 - باب: قوله: {هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب} /35/. 4530 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم: حدثنا روح ومحمد بن جعفر، عن شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة، أو كلمة نحوها، ليقطع علي الصلاة، فأمكنني الله منه، وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان: {رب اغفر لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}). قال روح: فرده خاسئا.

 

 

[449] 294 - باب: قوله: {وما أنا من المتكلفين} /76/.

 

 

4531 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود قال: يا أيها الناس، من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم، قال الله عز وجل لنبيه ﷺ: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. وسأحدثكم عن الدخان، إن رسول الله ﷺ دعا قريشا إلى الإسلام فأبطؤوا عليه فقال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم سنة فحصت كل شيء، حتى أكلوا الميتة والجلود، حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع. قال الله عز وجل: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم}. قال: فدعوا: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.

 

 

أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين. ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون. إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون}. أفيكشف العذاب يوم القيامة؟ قال: فكشف، ثم عادوا في كفرهم، فأخذهم الله يوم بدر، قال الله تعالى: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}. [962] 295 - باب: تفسير سورة الزمر. وقال مجاهد: {أفمن يتقي بوجهه} /24/: يجر على وجهه في النار، وهو قوله تعالى: {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي يوم القيامة} /فصلت: 40/. {ذي عوج} /28/: لبس. {ورجلا سلما لرجل} /29/: مثل لآلهتهم الباطل والإله الحق. {ويخوفونك بالذين من دونه} /36/: بالأوثان. خولنا: أعطينا. {والذي جاء بالصدق} القرآن {وصدق به} /33/: المؤمن يجيء يوم القيامة يقول: هذا الذي أعطيتني، عملت بما فيه. {متشاكسون} /29/: الشكس: العسر لا يرضى بالإنصاف. {ورجلا سلما} /29/: ويقال: سالما: صالحا. {اشمأزت} /45/: نفرت. {بمفازتهم} /61/: من الفوز. {حافين} /75/: أطافوا به، مطيفين بحفافيه: بجوانبه. {متشابها} /23/: ليس من الاشتباه، ولكن يشبه بعضه بعضا في التصديق. 296 - باب: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} /53/. 4532 - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم: قال يعلى: إن سعيد بن جبير أخبره، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أناسا من أهل الشرك، كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمحدا ﷺ فقالوا: إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. ونزل: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}.

297 - باب: {وما قدروا الله حق قدره} /67/.

 

 

4533 - حدثنا آدم: حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله ﷺ فقال: يا محمد، إنا نجد: أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي ﷺ حتى بدت

 

 

نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله ﷺ: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. [6978، 6979، 7013، 7075] 298 - باب: قوله: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} /67/.

 

4534 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عبد الرحمن ابن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يقبض الله الأرض، ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض).

 

 

[6154، 6947] 299 - باب: {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} /68/.

 

4535 - حدثني الحسن: حدثنا إسماعيل بن خليل: أخبرنا عبد الرحيم، عن زكرياء ابن أبي زائدة، عن عامر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش، فلا أدري أكذلك كان، أم بعد النفخة).

 

 

[2280] 4536 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالح قال: سمعت أبا هريرة، عن النبي ﷺ قال: (بين النفختين أربعون). قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت، قال: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. (ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، فيه يركب الخلق).

 

 

[4651] 300 - باب: تفسير سورة المؤمن (غافر). قال مجاهد: {حم} /1/: مجازها مجاز أوائل السور، ويقال: بل هو اسم، لقول شريح بن أبي أوفى العبسي: يذكرني حاميم والرمح شاجر *** فهلا تلا حاميم قبل التقدم {الطول} /3/: التفضل. {داخرين} /87/: خاضعين. وقال مجاهد: {إلى النجاة} /41/: الإيمان. {ليس له دعوة} /43/: يعني الوثن. {يسجرون} /72/: توقد بهم النار. {تمرحون} /75/: تبطرون. وكان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنط الناس، والله عز وجل يقول: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} /الزمر: 53/. ويقول: {وأن المسرفين هم أصحاب النار} /43/؟ ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله محمدا ﷺ مبشرا بالجنة لمن أطاعه، ومنذرا بالنار من عصاه. .- حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال: حدثني عروة بن الزبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول الله ﷺ، قال: بينا رسول الله ﷺ يصلي بفناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله ﷺ ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله ﷺ، وقال:

 

 

{أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم}. [3475] 301 - باب: تفسير سورة حم السجدة (فصلت) وقال طاوس، عن ابن عباس: {ائتيا طوعا} /11/: اعطيا. {قالتا أتينا طائعين} /11/: أعطينا. 4537 - [؟؟مكرر؟؟] وقال المنهال، عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي؟

 

 

قال: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون} /المؤمنون: 101/. {وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون} /الصافات: 27/. {ولا يكتمون الله حديثا} /النساء: 42/. {والله ربنا ما كنا مشركين} /الأنعام: 23/: فقد كتموا هذه الآية؟ وقال: {أم السماء بناها - إلى قوله - دحاها} /النازعات: 27 - 30/: فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال: {أئنكم لتفكرون بالذي خلق الأرض في يومين - إلى قوله - طائعين} /9 - 11/: فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء؟ وقال: {وكان الله غفورا رحيما} /النساء: 96/. {عزيزا حكيما} /النساء: 56/. {سميعا بصيرا} /النساء: 58/: فكأنه كان ثم مضى؟ فقال: {فلا أنساب بينهم} في النفخة الأولى، ثم ينفخ في الصور: {فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} /الزمر: 68/: فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتسائلون، ثم في النفخة الآخرة: {أقبل بعضهم على بعض يتسائلون}. وأما قوله: {ما كنا مشركين}. {ولا يكتمون الله حديثا}: فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم، فقال المشركون: تعالوا نقول لم نكن مشركين، فختم على أفواههم، فتنطق أيديهم، فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثا، وعنده: {يود الذين كفروا} الآية /النساء: 42/. وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحا الأرض، ودحوها: أن أخرج منها الماء والمرعى، وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله: {دحاها}. وقوله: {خلق الأرض في يومين}. فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السماوات في يومين. {وكان الله غفورا رحيما} سمى نفسه بذلك، وذلك قوله، أي لم يزل كذلك، فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن، فإن كلا من عند الله. قال أبو عبد الله: حدثنيه يوسف بن عدي: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال، بهذا. وقال مجاهد: {لهم أجر غير ممنون} /8/: محسوب. {أقواتها} /10/: أرزاقها. {في كل سماء أمرها} /12/: مما أمر به. {نحسات} /16/: مشائيم. {وقيضنا لهم قرناء} /25/: قرناهم بهم. {تتنزل عليهم الملائكة} /30/: عند الموت. {اهتزت} بالنبات {وربت} /39/: ارتفعت. وقال غيره: {من أكمامها} /47/: حين تطلع. {ليقولن هذا لي} /50/: أي بعملي أنا محقوق بهذا. {سواء للسائلين} /10/: قدرها سواء. {فهديناهم} /17/: دللناهم على الخير والشر، كقوله: {وهديناه النجدين} /البلد: 10/. وكقوله: {هديناه السبيل} /الإنسان: 3/: والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة أصعدناه، من ذلك قوله: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} /الأنعام: 90/. {يوزعون} /19/: يكفون. {من أكمامها} /47/: قشر الكفرى هي الكم. وقال غيره: ويقال للعنب إذا خرج أيضا كافور وكفرى. {ولي حميم} /34/: قريب. {من محيص} /48/: حاص حاد. {مرية} /54/: ومرية واحد، أي امتراء. وقال مجاهد: {اعلموا ما شئتم} /40/: هي وعيد. وقال ابن عباس: {ادفع بالتي هي أحسن} /34/: الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه عصمهم الله، وخضع لهم عدوهم: {كأنه ولي حميم}. 302 - باب: قوله: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون} /22/.

 

4538 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم}. الآية: كان رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف، أو رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش، في بيت، فقال بعضهم لبعض: أترون أن الله يسمع حديثنا؟ قال بعضهم: يسمع بعضه، وقال بعضهم: لئن كان يسمع بعضه لقد يسمع كله، فأنزلت: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم}.

 

 

الآية. [4539 - 4540 - 7083] 303 - باب: قوله: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين} /23/.

 

4539/4540 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله رضي الله عنه قال: اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم، فقال أحدهم: أترون أن الله يسمع ما نقول؟ قال الآخر: يسمع إن جهرنا، ولا يسمع إن أخفينا. وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا، فأنزل الله عز وجل: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم}. الآية.

 

 

وكان سفيان يحدثنا بهذا فيقول: حدثنا منصور، أو ابن أبي نجيح، أو حميد، أحدهم أو اثنان منهم، ثم ثبت على منصور، وترك ذلك مرارا غير واحدة. قوله: {فإن يصبروا فالنار مثوى لهم}. الآية.

 

(4540) - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: حدثنا سفيان الثوري قال: حدثني منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بنحوه. [4538] 304 - باب: تفسير سورة حم عسق (الشورى).

 

 

ويذكر عن ابن عباس: {عقيما} /50/: لا تلد. {روحا من أمرنا} /52/: القرآن. وقال مجاهد: {يذرؤكم فيه} /11/: نسل بعد نسل. {لا حجة بيننا وبينكم} /15/: لا خصومة بيننا وبينكم. {من طرف خفي} /45/: ذليل. وقال غيره: {فيظللن رواكد على ظهره} /33/: يتحركن ولا يجرين في البحر. {شرعوا} /21/: ابتدعوا. 305 - باب: قوله: {إلا المودة في القربى} /23/. 4541 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت طاوسا، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه سئل عن قوله: {إلا المودة في القربى}. فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد ﷺ، فقال ابن عباس: عجلت، إن النبي ﷺ لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة. فقال: (إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة).

 

 

[3306] 306 - باب: تفسير سورة حم الزخرف. وقال مجاهد: {على أمة} /22، 23/: على إمام. {وقيله يا رب} /88/: تفسيره: أيحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، ولا نسمع قيلهم. وقال ابن عباس: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} /33/: لولا أن يجعل الناس كلهم كفارا، لجعلت لبيوت الكفار {سقفا من فضة ومعارج} من فضة، وهي درج، وسرر فضة. {مقرنين} /13/: مطيقين. {آسفونا} /55/: أسخطونا. {يعش} /36/: يعمى. وقال مجاهد: {أفنضرب عنكم الذكر} /5/: أي تكذبون بالقرآن، ثم لا تعاقبون عليه؟ {ومضى مثل الأولين} /8/: سنة الأولين. {وما كنا له مقرنين} /13/: يعني الإبل والخيل والبغال والحمير. {ينشأ في الحلية} /18/: الجواري، يقول: جعلتموهن للرحمن ولدا، فكيف تحكمون؟ {لو شاء الرحمن ما عبدناهم} /20/: يعنون الأوثان، يقول الله تعالى: {ما لهم بذلك من علم} أي الأوثان، إنهم لا يعلمون. {في عقبه} /28/: ولده. {مقترنين} /53/: يمشون معا. {سلفا} /56/: قوم فرعون سابقا لكفار أمة محمد ﷺ. {ومثلا} عبرة. {يصدون} /57/: يضجون. {مبرمون} /79/: مجمعون. {أول العابدين} /81/: أول المؤمنين. وقال غيره: {إنني براء مما تعبدون} /26/: العرب تقول: نحن منك البراء والخلاء، والواحد والاثنان والجميع، من المذكر والمؤنث، يقال فيه: براء، لأنه مصدر، ولو قال: بريء، لقيل في الاثنين: بريئان، وفي الجميع: بريئون، وقرأ عبد الله: {إنني بريء} بالياء. والزخرف: الذهب. {ملائكة يخلفون} /60/: يخلف بعضهم بعضا. 307 - باب: قوله: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون} /77/.

 

4542 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه قال: سمعت النبي ﷺ يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}.

 

 

[3058] وقال قتادة: {مثلا للآخرين} /56/: عظة لمن بعدهم. وقال غيره: {مقرنين} /13/: ضابطين، يقال: فلان مقرن لفلان ضابط له. والأكواب: الأباريق التي لا خراطيم لها. {أول العابدين} /81/: أي ما كان، فأنا أول الآنفين، وهما لغتان: رجل عابد وعبد. وقرأ عبد الله: وقال الرسول يا رب. ويقال: {أول العابدين} الجاحدين، من عبد يعبد. وقال قتادة: {في أم الكتاب} /4/: جملة الكتاب، أصل الكتاب. {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين} /5/: مشركين، والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا. {فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين} /8/: عقوبة الأولين. {جزءا} /15/: عدلا. 308 - باب: تفسير سورة حم (الدخان) وقال مجاهد: {رهوا) /24/: طريقا يابسا، ويقال: {رهوا} ساكنا. {على علم على العالمين} /32/: على من بين ظهريه. {فاعتلوه} /47/: ادفعوه. {وزوجناهم بحور عين} /54/: أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطرف. {ترجمون} /20/: القتل. وقال ابن عباس: {كالمهل} /45/: أسود كمهل الزيت. وقال غيره: {تبع} /37/: ملوك اليمن، كل واحد منهم يسمى تبعا، لأنه يتبع صاحبه، والظل يسمى تبعا، لأنه يتبع الشمس. 309 - باب: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} /10/. قال قتادة: فارتقب: فانتظر.

 

4543 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسرق، عن عبد الله قال: مضى خمس: الخان، والروم، والقمر، والبطشة، واللزام.

 

 

[962] 310 - باب: {يغشى الناس هذا عذاب أليم} /11/.

 

 

4544 - حدثنا يحيى: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله: إنما كان هذا، لأن قريشا لما استعصوا على النبي ﷺ دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم}. قال: فأتي رسول الله ﷺ فقيل: يا رسول الله، استسق الله لمضر، فإنها قد هلكت. قال: (لمضر؟ إنك لجريء). فاستسقى فسقوا. فنزلت: {إنكم عائدون}. فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}. قال: يعني يوم بدر.

 

 

[962] 311 - باب: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} /12/.

 

 

4545 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: دخلت على عبد الله فقال: إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم، إن الله قال لنبيه ﷺ: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. إن قريشا لما غلبوا النبي ﷺ واستعصوا عليه، قال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد، حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع قالوا: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون}. فقيل له: إن كشفنا عنهم عادوا، فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا، فانتقم الله منهم يوم بدر، فذلك قوله تعالى: {يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى قوله جل ذكره - إنا منتقمون}.

 

 

[962] 312 - باب: {أنا لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين} /13/.

 

 

الذكر والذكرى واحد.

 

4546 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا جرير بن حازم، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: دخلت على عبد الله، ثم قال: إن رسول الله ﷺ لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه، فقال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأصابتهم سنة حصت - يعني - كل شيء، حتى كانوا يأكلوا الميتة، فكان يقوم أحدهم، فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع، ثم قرأ:

 

 

{فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم - حتى بلغ - إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون}. قال عبد الله: أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ قال: والبطشة الكبرى يوم بدر. [962] 313 - باب: {ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون} /14/.

 

 

4547 - حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد، عن شعبة، عن سليمان ومنصور، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال عبد الله: إن الله بعث محمدا ﷺ وقال: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. فإن رسول الله ﷺ لما رأى قريشا استعصوا عليه قال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام والجلود، فقال أحدهم: حتى أكلوا الجلود والميتة، وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان، فقال: أي محمد، إن قومك قد هلكوا، فادع الله أن يكشف عنهم، فدعا، ثم قال: (تعودون بعد هذا). في حديث منصور: ثم قرأ: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى - عائدون}. أيكشف عذاب الآخرة؟ فقد مضى: الدخان، والبطشة، واللزام. وقال أحدهم: القمر. وقال الآخر: الروم.

 

 

[962] 314 - باب: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} /16/.

 

 

4548 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: خمس قد مضين: اللزام، والروم، والبطشة، والقمر، والدخان.

 

 

[962] 315 - باب: تفسير سورة حم (الجاثية).

 

 

{جاثية} /28/: مستوفزين على الركب. وقال مجاهد: {نستنسخ} /29/: نكتب. {ننساكم} /34/: نترككم. 316 - باب: {وما يهلكنا إلا الدهر} /24/. الآية.

 

 

4549 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار).

 

 

[5827 - 5829 - 7053] 317 - باب: تفسير سورة حم (الأحقاف)

 

 

وقال مجاهد: {تفيضون} /8/: تقولون. وقال بعضهم: أثرة وأثرة و: {أثارة} /4/: بقية. وقال ابن عباس: {بدعا من الرسل} /9/: لست بأول الرسل. وقال غيره: {أرأيتم} /4/: هذه الألف إنما هي توعد، إن صح ما تدعون لا يستحق أن يعبد، وليس قوله: {أرأيتم} برؤية العين، إنما هو: أتعلمون، أبلغكم أن ما تدعون من دون الله خلقوا شيئا؟ 318 - باب: {والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين} /17/.

 

 

4550 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك قال: كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا، فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه: {والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني}. فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن، إلا أن الله أنزل عذري.

319 - باب: قوله: {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم} /24/.

 

 

قال ابن عباس: عارض: السحاب.

 

4551 - حدثنا أحمد: حدثنا ابن وهب: أخبرنا عمرو: أن أبا النضر حدثه، عن سليمان بن يسار، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ، قالت: ما رأيت رسول الله ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يبتسم. قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه، قالت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية؟ فقال: (يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا: هذا عارض ممطرنا). 320 - باب: تفسير سورة محمد ﷺ.

 

 

{أوزارها} /4/: آثامها، حتى لا يبقى مسلم. {عرفها} /6/: بينها. وقال مجاهد: {مولى الذين آمنوا} /11/: وليهم. {عزم الأمر} /21/: جد الأمر. {فلا تهنوا} /35/: لا تضعفوا. وقال ابن عباس: {أضغانهم} /29/: حسدهم. {آسن} /15/: متغير. 321 - باب: {وتقطعوا أرحامكم} /22/. 4552 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان قال: حدثني معاوية بن أبي مزرد، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذاك). قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}.

 

 

حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا حاتم، عن معاوية قال: حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة بهذا، ثم قال رسول الله ﷺ: (اقرؤوا إن شئتم: {فهل عسيتم}). حدثنا بشر بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معاوية بن أبي المزرد بهذا، قال رسول الله ﷺ: (واقرؤوا إن شئتم: {فهل عسيتم}). [5641 - 5642 - 7063] 322 - باب: تفسير سورة الفتح. وقال مجاهد: {سيماهم في وجوههم} /29/: السحنة، وقال منصور، عن مجاهد: التواضع. {شطأه} /29/: فراخه. {فاستغلظ} /29/: غلظ. {سوقه} /29/: الساق حاملة الشجرة. ويقال: {دائرة السوء} /6/: كقولك: رجل السوء، ودائرة السوء: العذاب. {تعزروه} /9/: تنصروه. {شطأه} شطء السنبل، تنبت الحبة عشرا، أو ثمانيا، وسبعا، فيقوى بعضه ببعض، فذاك قوله تعالى: {فآزره} /29/: قواه، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، وهو مثل ضربه الله للنبي صلى الله عليه وسلم إذ خرج وحده، ثم قواه بأصحابه، كما قوى الحبة بما ينبت منها. 323 - باب: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} /1/. 4553 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ كان يسير في بعض أسفاره، وعمر ابن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله ﷺ، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر بن الخطاب: ثكلت أم عمر، نزرت رسول الله ﷺ ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري ثم تقدمت أمام الناس، وخشيت أن ينزل في القرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، فجئت رسول الله ﷺ فسلمت عليه، فقال: (لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}.

 

 

[3943] 4554 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة: سمعت قتادة، عن أنس رضي الله عنه: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}. قال: الحديبة

 

 

[3939] 4555 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا شعبة: حدثنا معاوية بن قرة، عن عبد الله بن مغفل قال: قرأ النبي ﷺ يوم فتح مكة سورة الفتح، فرجع فيها. قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءة النبي ﷺ لفعلت.

 

 

[4031] 324 - باب: قوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما} /2/.

 

 

4556 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة: حدثنا زياد، هو ابن علاقة: أنه المغيرة يقول: قام النبي ﷺ حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: (أفلا أكون عبدا شكورا).

 

 

[1078] 4557 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز: حدثنا عبد الله بن يحيى: أخبرنا حيوة، عن أبي الأسود: سمع عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله ﷺ كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا). فلما كثر لحمه صلى جالسا، فإذا أراد أن يركع، قام فقرأ ثم ركع.

325 - باب: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} /8/.

 

 

4558 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن هذه الآية التي في القرآن: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}. قال في التوراة: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح

 

 

بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا. [2018] 326 - باب: {هو الذي أنزل الكينة في قلوب المؤمنين} /4/.

 

 

4559 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: بينما رجل من أصحاب النبي ﷺ يقرأ، وفرس له مربوط في الدار، فجعل ينفر، فخرج الرجل فنظر فلم ير شيئا، وجعل ينفر، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي ﷺ فقال: (السكينة تنزلت بالقرآن)

 

 

[3418] 327 - باب: {إذ يبايعونك تحت الشجرة} /18/.

 

 

4560 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة.

 

 

[3383] 4561 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا شبابة: حدثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت عقبة بن صهبان، عن عبد الله بن مغفل المزني: إني ممن شهد الشجرة، نهى النبي ﷺ عن الخذف.

 

 

وعن عقبة بن صهبان قال: سمعت عبد الله بن المغفل المزني: في البول في المغتسل. [5162، 5866] 4562 - حدثني محمد بن الوليد: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، وكان من أصحاب الشجرة. [3938] 4563 - حدثنا أحمد بن إسحاق السلمي: حدثنا يعلى: حدثنا عبد العزيز ابن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت قال: أتيت أبا وائل أسأله. فقال: كنا بصفين، فقال رجل: ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله، فقال علي: نعم، فقال سهل بن حنيف: اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية، يعني الصلح الذي كان بين النبي ﷺ والمشركين، ولو نرى قتالا لقاتلنا، فجاء عمر فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل، أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال: (بلى). قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع، ولما يحكم الله بيننا؟ فقال: (يا ابن الخطاب، إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبدا). فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال: يا أبا بكر، ألسنا على الحق وهم على الباطل، قال: يا ابن الخطاب، إنه رسول الله ﷺ ولن يضيعه الله أبدا، فنزلت سورة الفتح.

 

 

[3010] 328 - باب: تفسير سورة الحجرات.

 

 

وقال مجاهد: {لا تقدموا} /1/: لا تفتاتوا على رسول الله ﷺ حتى يقضي الله على لسانه. {امتحن} /3/: أخلص. {تنابزوا} /11/: يدعى بالكفر بعد الإسلام. {يلتكم} /14/: ينقصكم. ألتنا: نقصنا. 329 - باب: {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} الآية /2/.

 

 

{تشعرون} تعلمون، ومنه الشاعر.

 

4564 - حدثنا يسرة بن صفوان بن جميا اللخمي: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي ملكية قال: كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، رفعا أصواتهما عند النبي ﷺ حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر، قال نافع: لا أحفظ اسمه، فقال: أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم}. الآية. قال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله ﷺ بعد هذه الآية حتى يستفهمه. ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر.

 

 

[4109] 4565 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أزهر بن سعد: أخبرنا ابن عون قال: أنبأني موسى بن أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي ﷺ افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته، منكسا رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي ﷺ، فقد حبط عمله، وهو من أهل النار. فأتى الرجل النبي ﷺ فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى: فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: (اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكنك

 

 

من أهل الجنة). [3417] 330 - باب: {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} /4/.

 

 

4566 - حدثنا الحسن بن محمد: حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي ملكية: أن عبد الله بن الزبير أخبرهم: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي ﷺ، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد، وقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلى - أو: إلا - خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله}. حتى انقضت الآية.

 

 

[4109] 331 - باب: قوله: {ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم} /5/.

332 - باب: تفسير سورة ق

 

 

{رجع بعيد} /3/: رد. {فروج} /6/: فتوق، واحدها فرج. {من حبل الوريد} /16/: وريداه في حلقه، والحبل: حبل العاتق. وقال مجاهد: {ما تنقص الأرض} /4/: من عظامهم. {تبصرة} /8/: بصيرة. {حب الحصيد} /9/: الحنطة. {باسقات} /10/: الطوال. {أفعيينا} /15/: أفأعيا علينا، حين أنشأكم وأنشأ خلقكم. {وقال قرينه} /23/: الشيطان الذي قيض له. {فنقبوا} /36/: ضربوا. {أو ألقى السمع} /37/: لا يحدث نفسه بغيره. {رقيب عتيد} /18/: رصد. {سائق وشهيد} /21/: الملكان: كاتب وشهيد. {شهيد} /37/: شاهد بالقلب. {لغوب} /38/: نصب. وقال غيره: {نضيد} /10/: الكفرى ما دام في أكمامه، ومعناه: منضود بعضه على بعض، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد. {وإدبار النجوم} /الطور: 49/. {وأدبار السجود} /40/: كان عاصم يفتح التي في (ق) ويكسر التي في (الطور)، ويكسران جميعا وينصبان. وقال ابن عباس: {يوم الخروج} /42/: يوم يخرجون من القبور. 333 - باب: قوله: {وتقول هل من مزيد} /30/. 4567 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا حرمي بن عمارة: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يلقى في النار وتقول: هل من مزيد، حتى يضع قدمه، فتقول: قط قط).

 

 

[6284 - 6949] 4568/4569 - حدثنا محمد بن موسى القطان: حدثنا أبو سفيان الحميري سعيد بن يحيى بن مهدي: حدثنا عوف، عن محمد، عن أبي هريرة رفعه، وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان: (يقال لجهنم: هل امتلأت، وتقول: هل من مزيد، فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها، فتقول: قط قط).

 

 

4569 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة: فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا).

 

 

[7011] 334 - باب: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} /39/. 4570 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن إسماعيل، عن قيس ابن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله قال: كنا جلوسا ليلة مع النبي ﷺ، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال:

 

 

(إنكم سترون ربكم كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا. ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}). [529] 4571 - حدثنا آدم: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: قال ابن عباس: أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها، يعني قوله: {وأدبار السجود}. 335 - باب: تفسير سورة: {والذاريات} /1/.

 

 

قال علي عليه السلام: الذاريات الرياح. وقال غيره: {تذروه} /الكهف: 45/: تفرقه. {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} /21/: تأكل وتشرب في مدخل واحد، ويخرج من موضعين. {فراغ} /26/: فرجع. {فصكت} /29/: فجمعت أصابعها، فضربت جبهتها. والرميم: نبات الأرض إذا يبس وديس. {لموسعون} /47/: أي لذوو سعة، وكذلك {على الموسع قدره} /البقرة: 236/: يعني القوي. {خلقنا زوجين} /49/: الذكر والأنثى، واختلاف الألوان: حلو وحامض، فهما زوجان. {ففروا إلى الله} /50/: معناه: من الله إليه. {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} /56/: ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين إلا ليوحدون، وقال بعضهم: خلقهم ليفعلوا، ففعل بعض وترك بعض، وليس فيه حجة لأهل القدر. والذنوب: الدلو العظيم. وقال مجاهد: {صرة} /29/: صيحة. {ذنوبا} /59: سبيلا. {العقيم}: التي لا تلد. وقال ابن عباس: والحبك: استواؤها وحسنها. {في غمرة} /11/: في ضلالتهم يتمادون. وقال غيره: {تواصوا} /53/: تواطؤوا. وقال: {مسومة} /34/: معلمة، من السيما. {قتل الخراصون} /10/: لعنوا. 336 - باب: تفسير سورة: {والطور} /1/. وقال قتادة: {مسطور} /2/: مكتوب. وقال مجاهد: الطور: الجبل بالسرياينية. {رق منشور} /3/: صحيفة. {والسقف المرفوع} /5/: سماء. {المسجور} /6/: الموقد، وقال الحسن: تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة. وقال مجاهد: {ألتناهم} /21/: نقصناهم. وقال غيره: {تمور} /9/: تدور. {أحلامهم} /32/: العقول. وقال ابن عباس: {البر} /28/: اللطيف. {كسفا} /44/: قطعا. {المنون} /30/: الموت. وقال غيره: {يتنازعون} /23/: يتعاطون. 4572 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة قالت: شكوت إلى رسول الله ﷺ أني أشتكي، فقال: (طوفي من وراء الناس وأنت راكبة). فطفت ورسول الله ﷺ يصلي إلى جنب البيت، يقرأ بالطور وكتاب مسطور.

 

 

[452] 4573 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان قال: حدثوني عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون. أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون. أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون}. كاد قلبي أن يطير.

 

 

قال سفيان: فأما أنا، فإنما سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه: سمعت النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالطور. لم أسمعه زاد الذي قالوا لي. [731] 337 - باب: تفسير سورة {والنجم} /1/. وقال مجاهد: {ذو مرة} /6/: ذو قوة. {قاب قوسين} /9/: حيث الوتر من القوس. {ضيزى} /22/: عوجاء. {وأكدى} /34/: قطع عطاءه. {رب الشعرى} /49/: هو مرزم الجوزاء. {الذي وفى} /37/: وفى ما فرض عليه. {أزفت الآزفة} /57/: اقتربت الساعة. {سامدون} /61/: البرطمة، وقال عكرمة: يتغنون، بالحميرية. وقال إبراهيم: {أفتمارونه} /12/: أفتجادلونه، ومن قرأ: {أفتمرونه} يعني أفتجحدونه. {ما زاغ البصر} /17/: بصر محمد ﷺ. {وما طغى} ولا جاوز ما رأى. {فتماروا} /القمر: 36/: كذبوا. وقال الحسن: {إذ هوى} /1/: غاب. وقال ابن عباس: {أغنى وأقنى} /48/: أعطى فأرضى. 4574 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن مسروق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أمتاه، هل رأى محمد ﷺ ربه؟ فقالت: لقد قف شعري مما قلت، أين أنت من ثلاث، من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمدا ﷺ رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: {لا تركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}. {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب}. ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. الآية، ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين.

 

 

[3062] 338 - باب: {فكان قاب قوسين أو أدنى} /9/. حيث الوتر من القوس.؟؟ 4575 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الشيباني قال: سمعت زرا عن عبد الله: {فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى}. قال: حدثنا ابن مسعود: أنه رأى جبريل له ستمائة جناح.

 

 

[3060] 339 - باب: قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} /10/. 4576 - حدثنا طلق بن غنام: حدثنا زائدة، عن الشيباني قال: سألت زرا؟؟ عن قوله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى}. قال: أخبرنا عبد الله: أن محمدا ﷺ رأى جبريل له ستمائة جناح.

 

 

[3060] 340 - باب: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} /18/.

 

 

4577 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى}. قال: رأى رفرفا أخضر قد سد الأفق.

 

 

[3061] 341 - باب: {أفرأيتم اللات والعزى} /19/.

 

 

4578 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا أبو الأشهب: حدثنا أبو الجوزاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله: {اللات والعزى} كان اللات رجلا يلت سويق الحاج.

 

 

4579 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق).

 

 

[5756، 5942، 6274] 342 - باب: {ومناة الثالثة الأخرى} /20/. 4580 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا الزهري: سمعت عروة: قلت لعائشة رضي الله عنها، فقالت: إنما كان من أهل بمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}. فطاف رسول الله ﷺ والمسلمون.

 

 

قال سفيان: مناة بالمشلل من قديد. وقال عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب. قال عروة: قالت عائشة: نزلت في الأنصار، كانوا هم وغسان قبل أن يسلموا يهلون لمناة، مثله. وقال معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: كان رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة، ومناة صنم بين مكة والمدينة، قالوا يا نبي الله، كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة، نحوه. [1561] 343 - باب: {فاسجدوا لله واعبدوا} /62/.

 

 

4581 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سجد النبي ﷺ بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون، والجن والإنس.

 

 

تابعه ابن طهمان، عن أيوب، ولم يذكر ابن علية ابن عباس. [1021] 4582 - حدثنا نصر بن علي: أخبرني أبو أحمد: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله رضي الله عنه قال: أول سورة أنزلت فيها سجدة {والنجم} قال: فسجد رسول الله ﷺ وسجد من خلفه إلا رجلا، رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أمية بن خلف.

 

 

[1017] 344 - باب: تفسير سورة (القمر): {اقتربت الساعة} /1/.

 

 

قال مجاهد: {مستمر} /2/: ذاهب. {مزدجر} /4/: متناه. {وازدجر} /9/: فاستطير جنونا. {دسر} /13/: أضلاع السفينة. {لمن كان كفر} /14/: يقول: كفر له جزاء من الله. {محتضر} /28/: يحضرون الماء. وقال ابن جبير: {مهطعين} /8/: النسلان: الخبب السراع. وقال غيره: {فتعاطى} /29/: فعاطها بيده فعقرها. {المحتظر} /31/: كحظار من الشجر محترق. {ازدجر} /9/: افتعل من زجرت. {كفر} /14/: فعلنا به وبهم ما فعلنا جزاء لما صنع بنوح وأصحابه. {مستقر} /3/: عذاب حق. يقال: الأشر المرح والتجبر. 345 - باب: {وانشق القمر. وإن يروا آية يعرضوا} /1، 2/. 4583/4584 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، وسفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول الله ﷺ: (اشهدوا).

 

 

(4584) - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: أخبرنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله قال: انشق القمر ونحن مع النبي ﷺ، فصار فرقتين، فقال لنا: (اشهدوا اشهدوا).

 

 

[3437] 4585 - حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني بكر، عن جعفر، عن عراك بن مالك، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: انشق القمر في زمان النبي ﷺ.

 

 

[3439] 4586/4587 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يونس بن محمد: حدثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: سأل أهل مكة أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر.

 

 

(4587) - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: انشق القمر فرقتين.

 

 

[3438] 346 - باب: {تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر. ولقد تركناها آية فهل من مدكر} /14، 15/.

 

 

قال قتادة: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الامة. 4588 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله قال: كان النبي ﷺ يقرأ: {فهل من مدكر}.

 

 

[3163] 347 - باب: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} /17، 22، 32، 40/. قال مجاهد: يسرنا: هونا قراءته. 4589 - حدثنا مسدد، عن يحيى، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: أنه كان يقرأ: {فهل من مدكر}.

 

 

[3163] 348 - باب: {أعجاز نخل منقعر. فكيف كان عذابي ونذر} /20، 21/.

 

 

4590 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق: أنه سمع رجلا سأل الأسود: {فهل من مدكر} أو {مذكر}؟ فقال: سمعت عبد الله يقرؤها: {فهل من مدكر}. قال: وسمعت النبي ﷺ يقرؤها: {فهل من مدكر}. دالا.

 

 

[3163] 349 - باب: {فكانوا كهشيم المحتظر. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} /31، 32/.

 

 

4591 - حدثنا عبدان: أخبرنا أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قرأ: {فهل من مدكر}. الآية.

 

 

[3163] 350 - باب: {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر. فذوقوا عذابي ونذر} إلى: {فهل من مدكر} /38 - 40/.

 

 

4592 - حدثنا محمد: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله، عن النبي ﷺ قرأ: {فهل من مدكر}.

 

 

[3163] 351 - باب: {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر} /51/.

 

 

4593 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله قال: قرأت على النبي ﷺ: {فهل من مذكر}. فقال النبي ﷺ: {فهل من مدكر}.

 

 

[3163] 352 - باب: قوله: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} /45/.

4594 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس. وحدثني محمد: حدثنا عفان بن مسلم، عن وهيب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قال وهو في قبة يوم بدر: (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم). فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك، وهو يثب في الدرع، فخرج وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر}.

 

 

[2758] 353 - باب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} /46/.

 

 

يعني من المرارة. 4595 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين، قالت: لقد أنزل على محمد ﷺ بمكة، وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرا}.

 

 

[4707] 4596 - حدثني إسحاق: حدثنا خالد، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي ﷺ قال، وهو في قبة له يوم بدر: (أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا). فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}.

 

 

[2758] 354 - باب: تفسير سورة الرحمن. وقال مجاهد: {بحسبان} /5/: كحسبان الرحى. وقال غيره: {وأقيموا الوزن} /9/: يريد لسان الميزان. والعصف: بقل الزرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك فذلك العصف، والريحان: رزقه والحب الذي يؤكل منه، والريحان: في كلام العرب الرزق. وقال بعضهم: والعصف يريد: المأكول من الحب، والريحان: النضيج الذي لم يؤكل. وقال غيره: العصف ورق الحنطة. وقال الضحاك: العصف التبن. وقال أبو مالك: العصف أول ما ينبت، تسميه النبط: هبورا. وقال مجاهد: العصف ورق الحنطة، والريحان الرزق، والمارج: اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت. وقال بعضهم عن مجاهد: {رب المشرقين} /17/: للشمس: في الشتاء مشرق، ومشرق في الصيف {ورب المغربين} مغربها في الشتاء والصيف. {لا يبغيان} /20/: لا يختلطان. {المنشآت} /24/: ما رفع قلعه من السفن، فأما ما لم يرفع قلعه فليس بمنشأة. وقال مجاهد: {كالفخار} /14/: كما يصنع الفخار. الشواظ: لهب من نار. {ونحاس} /35/: الصفر يصب على رؤوسهم، فيعذبون به. {خاف مقام ربه} /46/: يهم بالمعصية فيذكر الله عز وجل فيتركها. {مدهامتان} /64/: سوداوان من الري. {صلصال} /14/: طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار، ويقال: منتن، يريدون به: صل، يقال: صلصال، كما يقال: صر الباب عند الإغلاق وصرصر، مثل: كبكبته يعني كببته. {فاكهة ونخل ورمان} /68/: وقال بعضهم: ليس الرمان والنخل بالفاكهة، وأما العرب فإنها تعدها فاكهة، كقوله عز وجل: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} /البقرة: 238/: فأمرهم بالمحافظة على كل الصلوات، ثم أعاد العصر تشديدا لها، كما أعيد النخل والرمان، ومثلها: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض} /الحج: 18/: ثم قال: {وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب} /الحج: 18/: وقد ذكرهم الله عز وجل في أول قوله: {من في السماوات ومن في الأرض}. وقال غيره: {أفنان} /48/: أغصان. {وجنى الجنتين دان} /54/: ما يجتنى قريب. وقال الحسن: {فبأي آلاء} /13/: نعمه. وقال قتادة: {ربكما} /13/: يعني الجن والإنس. وقال أبو الدرداء: {كل يوم هو في شأن} /29/: يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين. وقال ابن عباس: {برزخ} /20/: حاجز. الأنام: الخلق. {نضاختان} /66/: فياضتان. {ذو الجلال} /78/: ذو العظمة. وقال غيره: {مارج} /15/: خالص من النار، يقال: مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض، من مرجت دابتك تركتها، ويقال: مرج أمر الناس: {مريج} /ق: 5/: ملتبس. {مرج} /19/: اختلط البحران. {سنفرغ لكم} /31/: سنحاسبكم، لا يشغله شيء عن شيء، وهو معروف في كلام العرب، يقال: لأتفرغن لك، وما به شغل، يقول: لآخذنك على غرتك. 355 - باب: قوله: {ومن دونهما جنتان} /62/. 4597 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي: حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ قال: (جنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر، على وجهه في جنة عدن).

 

 

[3071] 356 - باب: {حور مقصورات في الخيام} /72/. وقال ابن عباس: حور: سود الحدق. وقال مجاهد: مقصورات: محبوسات، قصر طرفهن وأنفسهن على أزواجهن. {قاصرات} /56/: لا يبغين غير أزواجهن. 4598 - حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الصمد: حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ قال: (إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون، وجنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من كذا، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن). [3071] 357 - باب: تفسير سورة الواقعة.

 

 

وقال مجاهد: {رجت} /4/: زلزلت. {بست} /5/: فتت ولتت كما يلت السويق. المخضود: الموقر حملا، ويقال أيضا: لا شوك له. {منضود} /29/: الموز. والعرب: المحببات إلى أزواجهن. {ثلة} /12، 39، 40/: أمة. {يحموم} /43/: دخان أسود. {يصرون} /46/: يديمون. {الهيم} /55/: الإبل الظماء. {لمغرمون} /66/: لملزمون. {فروح} /89/: جنة ورخاء. {وريحان} /89/: الرزق. {وننشئكم فيما لا تعلمون} /61/: في أي خلق نشاء. وقال غيره: {تفكهون} /65/: تعجبون. {عربا} /37/: مثقلة، واحدها عروب، مثل صبور وصبر، يسميها أهل مكة العربة، وأهل المدينة الغنجة، وأهل العراق الشكلة. وقال في: {خافضة} /3/: لقوم إلى النار. {رافعة} /3/: إلى الجنة. {موضونة} /15/: منسوجة، ومنه: وضين الناقة. والكوب: لا آذان له ولا عروة. والأباريق: ذوات الآذان والعرى. {مسكوب} /31/: جار. {وفرش مرفوعة} /34/: بعضها فوق بعض. {مترفين} /45/: متنعمين. {ما تمنون} /58/: هي النطفة في أرحام النساء. {للمقوين} /73/: للمسافرين، والقي القفز. {بمواقع النجوم} /75/: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النجوم إذا سقطن، ومواقع وموقع واحد. {مدهنون} /81/: مكذبون، مثل: {لو تدهن فيدهنون} /القلم: 9/. {فسلام لك} /91/: أي مسلم لك: إنك من أصحاب اليمين، وألغيت إن وهو معناها، كما تقول: أنت مصدق، مسافر عن قليل، إذا كان قد قال: إني مسافر عن قليل، وقد يكون كالدعاء له، كقولك: فسقيا من الرجال، إن رفعت السلام، فهو من الدعاء. {تورون} /71/: تستخرجون، أوريت: أوقدت. {لغوا} /25/: باطلا. {تأثيما} /25/: كذبا. 358- باب: قوله: {وظل ممدود} /30/.

 

4599 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، يبلغ به النبي ﷺ قال: (إن في الجنة شجرة، يسير الراكب في ظلها مائة عام، لا يقطعها، واقرؤا إن شئتم: {وظل ممدود}).

 

 

[3080] 359 - باب: تفسير سورة الحديد.

 

 

قال مجاهد: {جعلكم مستخلفين} /7/: معمرين فيه. {من الظلمات إلى النور} /9/: من الضلالة إلى الهدى. {فيه بأس شديد ومنافع للناس} /25/: جنة وسلاح. {مولاكم} /15/: أولى بكم. {لئلا يعلم أهل الكتاب} /29/: ليعلم أهل الكتاب، يقال: الظاهر على كل شيء علما، والباطن على كل شيء علما. {أنظرونا} /13/: انتظرونا. 360 - باب: تفسير سورة المجادلة.

 

 

وقال مجاهد: {يحادون} /20/: يشاقون الله. {كبتوا} /5/: أخزوا، من الخزي. {استحوذ} /19/: غلب. 361 - باب: تفسير سورة الحشر.

 

 

{الجلاء} /3/: الإخراج من أرض إلى أرض. 4600/4601 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة، قال: التوبة هي الفاضحة، ما زلت تنزل، ومنهم ومنهم، حتى ظنوا أنها لن تبقي أحدا منهم إلا ذكر فيها، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: نزلت في بدر، قال: قلت: سورة الحشر، قال: نزلت في بني النضير.

 

 

(4601) - حدثنا الحسن بن مدرك: حدثنا يحيى بن حماد: أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الحشر، قال: قل: سورة النضير.

 

 

[3805] 362 - باب: {ما قطعتم من لينة} /5/.

 

 

نخلة، ما لم تكن عجوة أو برنية.

 

4602 - حدثنا قتيبة: حدثنا ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ حرق نخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، فأنزل الله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين}.

 

 

[2201] 363 - باب: قوله: {ما أفاء الله على رسوله} /6، 7/.

 

 

4603 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، غير مرة، عن عمرو، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر رضي الله عنه قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله ﷺ، مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله ﷺ خاصة، ينفق على أهله منها نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع، عدة في سبيل الله.

 

 

[2748] 364 - باب: {وما آتاكم الرسول فخذوه} /7/.

 

 

4604/4605 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: (لعن الله الواشمات والمتوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله).

 

 

فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله ﷺ، ومن هو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين، فما وجدت فيه ما تقول، قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. قالت: بلى، قال: فإنه قد نهى عنه، قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه، قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت، فلم تر من حاجتها شيئا، فقال: لو كانت كذلك ما جامعتنا. (4605) - حدثنا علي: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان قال: ذكرت لعبد الرحمن بن عباس حديث منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: لعن رسول الله ﷺ الواصلة. فقال: سمعته من امرأة يقال لها أم يعقوب، عن عبد الله، مثل حديث منصور.

 

 

[5587، 5595، 5599، 5604] 365 - باب: {والذين تبوؤوا الدار والإيمان} /9/.

4606 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر، يعني: ابن عياش، عن حصين، عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر رضي الله عنه: أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين: أن يعرف لهم حقهم، وأوصي الخليفة بالأنصار، الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي ﷺ: أن يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم.

 

 

[1328] 366 - باب: {ويؤثرون على أنفسهم}. الآية /9/.

 

 

الخصاصة: الفاقة. {المفلحون}: الفائزون بالخلود، الفلاح: البقاء، حي على الفلاح: عجل. وقال الحسن: {حاجة} /9/: حسدا. 4607 - حدثني يعقوب بن إبراهيم بن كثير: حدثنا أبو أسامة: حدثنا فضيل بن غزوان: حدثنا أبو حازم الأشجعي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا، فقال رسول الله ﷺ: (ألا رجل يضيفه هذه الليلة، يرحمه الله). فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رسول الله ﷺ، لا تدخريه شيئا، قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي، فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة، ففعلت، ثم غدا الرجل على رسول الله ﷺ، فقال: (لقد عجب الله عز وجل، أو: ضحك من فلان وفلانة). فأنزل الله عز وجل: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}.

 

 

[3587] 367 - باب: تفسير سورة الممتحنة. وقال مجاهد: {لا تجعلنا فتنة} /5/: لا تعذبنا بأيديهم، فيقولون: لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا. {بعصم الكوافر} /10/: أمر أصحاب النبي ﷺ بفراق نسائهم، كن كوافر بمكة. 368 - باب: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} /1/.

 

 

4608 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار قال: حدثني الحسن بن محمد بن علي: أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي يقول: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد، فقال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها). فذهبنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي ﷺ فإذا فيه: من حاطب ابن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة، يخبرهم ببعض أمر النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: (ما هذا يا حاطب). قال: لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ من قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم، أن أصطنع إليهم يدا يحمون قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا، ولا ارتدادا عن ديني. فقال النبي ﷺ: (إنه قد صدقكم). فقال عمر: دعني يا رسول الله فأضرب عنقه، فقال: (إنه شهد بدرا، وما يدريك؟ لعل الله عز وجل اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم). قال عمرو: ونزلت فيه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}. قال: لا أدري الآية في الحديث، أو قول عمرو.

 

 

حدثنا علي: قيل لسفيان في هذا، فنزلت: {لا تتخذوا عدوي}. قال سفيان: هذا في حديث الناس، حفظته من عمرو، ما تركت منه حرفا، وما أرى أحدا حفظه غيري. [2845] 369 - باب: {إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} /10/.

 

4609 - حدثنا إسحاق: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ أخبرته: أن رسول الله ﷺ كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك - إلى قوله - غفور رحيم}. قال عروة: قالت عائشة: فمن أقرأ بهذا الشرط من المؤمنات، قال لها رسول الله ﷺ: (قد بايعتك). كلاما، ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: (قد بايعتك على ذلك). تابعه يونس ومعمر وعبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري. وقال إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، وعمرة.

 

 

[4983، 6788] 370 - باب: {إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} /12/. 4610 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية رضي الله عنها قالت: بايعنا رسول الله ﷺ، فقرأ علينا: {أن لا يشركن بالله شيئا}. ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة يدها، فقالت: أسعدتني فلانة، أريد أن أجزيها، فما قال لها النبي ﷺ شيئا، فانطلقت ورجعت، فبايعها.

 

 

[1244] 4611 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت الزبير، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {ولا يعصينك في معروف}. قال: إنما هو شرط شرطه الله للنساء.

 

 

4612 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال الزهري: حدثناه، قال: حدثني أبو إدريس: سمع عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كنا عند النبي ﷺ فقال: (أتبايعونني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا - وقرأ آية النساء، وأكثر لفظ سليمان: قرأ الآية - فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له، ومن أصاب منها شيئا من ذلك فستره الله فهو إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له).

 

 

تابعه عبد الرزاق عن معمر في الآية. [18] 4613 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حدثنا هارون بن معروف: حدثنا عبد الله بن وهب قال: وأخبرني ابن جريج: أن الحسن بن مسلم أخبره، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان، فكلهم يصليها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد، فنزل نبي الله ﷺ، فكأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال، فقال: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات

 

 

على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن}. حتى فرغ من الآية كلها، ثم قال حين فرغ: (أنتن على ذلك). وقالت امرأة واحدة، لم يجبه غيرها: نعم يا رسول الله. لا يدري الحسن من هي. قال: (فتصدقن). وبسط بلال ثوبه، فجعلن يلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال. [98] 371 - باب: تفسير سورة الصف.

 

 

وقال مجاهد: {من أنصاري إلى الله} /14/: من يتبعني إلى الله. وقال ابن عباس: {مرصوص} /4/: ملصق بعضه ببعض، وقال غيره: بالرصاص. 372 - باب: قوله تعالى: {من بعدي اسمه أحمد} /6/.

 

 

4614 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب).

 

 

[3339] سورة الجمعة 373 - باب: قوله: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} /3/.

 

 

وقرأ عمر: فامضوا إلى ذكر الله. 4615 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان بن بلال، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا جلوسا عند النبي ﷺ فأنزلت عليه سورة الجمعة: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}. قال: قلت: من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا، وفينا سلمان الفارسي، وضع رسول الله ﷺ يده على سلمان، ثم قال: (لو كان الإيمان عند الثريا، لناله رجال، أو رجل، من هؤلاء).

 

 

حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا عبد العزيز: أخبرني ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: (لناله رجال من هؤلاء). 374 - باب: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا} /11/.

 

 

4616 - حدثني حفص بن عمر: حدثنا خالد بن عبد الله: حدثنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد، وعن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أقبلت عير يوم الجمعة، ونحن مع النبي ﷺ، فثار الناس إلا اثني عشر رجلا، فأنزل الله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}.

 

 

[894] سورة المنافقين. 375 - باب: قوله: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله}. الآية /1/.

 

 

4617 - حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال: كنت في غزاة، فسمعت عبد الله بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي أو لعمر، فذكره للنبي ﷺ، فدعاني فحدثته، فأرسل رسول الله ﷺ إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذبني رسول الله ﷺ وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ﷺ ومقتك؟ فأنزل الله تعالى: {إذا جاءك المنافقون}. فبعث إلي النبي ﷺ فقرأ فقال: (إن الله قد صدقك يا زيد).

 

 

[4618 - 4621] 376 - باب: {اتخذوا أيمانهم جنة} /2/: يجتنون بها.

 

 

4618 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كنت مع عمي، فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا. وقال أيضا: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي، فذكر عمي لرسول الله ﷺ فأرسل رسول الله ﷺ إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم رسول الله ﷺ وكذبني، فأصابني هم لم يصبني مثله، فجلست في بيتي، فأنزل الله عز وجل: {إذا جاءك المنافقون - إلى قوله - هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله - إلى قوله - ليخرجن الأعز منها الأذل}. فأرسل إلي رسول الله ﷺ فقرأها علي، ثم قال: (إن الله قد صدقك).

 

 

[4617] 377 - باب: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} /3/.

 

 

4619 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت محمد بن كعب القرظي قال: سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لما قال عبد الله بن أبي: لا تنفقوا على من عند رسول الله، وقال أيضا: لئن رجعنا إلى المدينة، أخبرت به النبي ﷺ فلامني الأنصار، وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك، فرجعت إلى المنزل فنمت، فدعاني رسول الله ﷺ فأتيته، فقال: (إن الله قد صدقك). ونزل: {هم الذين يقولون لا تنفقوا}. الآية. وقال ابن أبي زائدة، عن الأعمش، عن عمرو، عن ابن أبي ليلى، عن زيد، عن النبي ﷺ.

 

 

[4617] 378 - باب: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون} /4/.

 

 

4620 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير بن معاوية: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت زيد بن أرقم قال: خرجنا مع النبي ﷺ في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله. وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت النبي ﷺ فأخبرته، فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله، فاجتهد يمينه ما فعل، قالوا: كذب زيد رسول الله ﷺ، فوقع في نفسي مما قالوا شدة، حتى أنزل الله عز وجل تصديقي في: {إذا جاءك المنافقون}. فدعاهم النبي ﷺ ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم. وقوله: {خشب مسندة}. قال: كانوا رجالا أجمل شيء.

 

 

[4617] 379 - باب: قوله: {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون} /5/.

 

 

حركوا، استهزؤوا بالنبي ﷺ، ويقرأ بالتخفيف من: لويت. 4621 - حدثنا عبيد الله بن موسى: عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال: كنت مع عمي، فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي، فذكر عمي للنبي ﷺ، فدعاني فحدثته، فأرسل إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، وكذبني النبي ﷺ وصدقهم، فأصابني غم لم يصبني مثله قط، فجلست في بيتي، وقال عمي: ما أردت إلى أن كذبك النبي ﷺ ومقتك؟ فأنزل الله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله}. فأرسل إلي النبي ﷺ فقرأها وقال: (إن الله قد صدقك).

 

 

[4617] 380 - باب: قوله: {سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين} /6/.

 

 

4622 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: قال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا في غزاة - قال سفيان مرة: في جيش - فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذاك رسول الله ﷺ فقال: (ما بال دعوى جاهلية). قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: (دعوها فإنها منتنة). فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال: فعلوها، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي ﷺ، فقام عمر فقال: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ﷺ: (دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه). وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد.

 

 

قال سفيان: فحفظته من عمرو: قال عمرو: سمعت جابرا: كنا مع النبي ﷺ. [3330] 381 - باب: قوله: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون} /7/.

 

 

4623 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة قال: حدثني عبد الله بن الفضل: أنه سمع أنس ابن مالك يقول: حزنت على من أصيب بالحرة، فكتب إلي زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، يذكر: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار). وشك ابن الفضل في: (أبناء أبناء الأنصار). فسأل أنسا بعض من كان عنده، فقال: هو الذي يقول رسول الله ﷺ: (هذا الذي أوفى الله له بإذنه).

 

 

382 - باب: قوله: {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} /8/.

 

4624 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان قال: حفظناه من عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: كنا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمعها الله رسوله ﷺ، قال: (ما هذا). فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي ﷺ: (دعوها فإنها منتنة). قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي ﷺ أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد. فقال عبد الله بن أبي: أو قد فعلوا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، قال النبي ﷺ (دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه).

 

 

[3330] 383 - باب: تفسير سورة التغابن.

 

 

{التغابن} /9/: غبن أهل الجنة أهل النار. وقال علقمة، عن عبد الله: {ومن يؤمن بالله يهدي قلبه} /11/: هو الذي إذا أصابته مصيبة رضي وعرف أنها من الله. 384 - باب: تفسير سورة الطلاق

 

 

وقال مجاهد: {إن ارتبتم} /4/: إن لم تعلموا: أتحيض أم لا تحيض، فاللائي قعدن عن المحيض واللائي لم يحضن بعد: فعدتهن ثلاثة أشهر. {وبال أمرها} /9/: جزاء أمرها. 4625 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره: أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر عمر لرسول الله ﷺ، فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه ثم قال: (ليراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها، فتلك العدة كما أمره الله).

 

 

[4953، 4954، 4958، 5022، 5023، 6741] 385 - باب: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} /4/. وأولات الأحمال: واحدها: ذات حمل.

 

4626 - : حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن يحيى قال: أخبرني أبو سلمة قال: جاء رجل إلى ابن عباس، وأبو هريرة جالس عنده، فقال: أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة؟ فقال ابن عباس: آخر الأجلين، قلت أنا: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}. قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي، يعني أبا سلمة، فأرسل ابن عباس غلامه كريبا إلى أم سلمة يسألها، فقالت: قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فخطبت، فأنكحها رسول الله ﷺ، وكان أبو السنابل فيمن خطبها.

 

 

[5012] 4626 م - وقال سليمان بن حرب وأبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد قال: كنت في حلقة فيها عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان أصحابه يعظمونه، فذكر آخر الأجلين، فحدثت بحديث سبيعة بنت الحارث عن عبد الله بن عتبة، قال فضمز لي بعض أصحابه، قال محمد: ففطنت له، فقلت: إني إذا لجريء إن كذبت على عبد الله بن عتبة وهو في ناحية الكوفة، فاستحيا وقال: لكن عمه لم يقل ذاك. فلقيت أبا عطية مالك بن عامر فسألته، فذهب يحدثني حديث سبيعة، فقلت: هل سمعت عن عبد الله فيها شيئا؟ فقال: كنا عند عبد الله، فقال: أتجعلون عليها التغليظ، ولا تجعلون عليها الرخصة؟ لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}.

 

 

[4258] سورة التحريم. 386 - باب: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم} /1/.

 

 

4627 - حدثنا معاذ بن فضالة: حدثنا هشام، عن يحيى، عن ابن حكيم، هو يعلى بن حكيم الثقفي، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال في الحرام: يكفر. وقال ابن عباس: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.

 

 

[4965] 4628 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير، إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا).

 

 

[4966، 6313، وانظر: 4918] 387 - باب: {تبتغي مرضاة أزواجك} /1/. {قد فرض لله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم} /2/. 4629 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى، عن عبيد بن حنين: أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث أنه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق، عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ، ثم سرت معه فقلت: يا أمير المؤمنين، من اللتان تظاهرتا على النبي ﷺ من أزواجه، فقال: تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به، قال: ثم قال عمر: والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم، قال: فبينا أنا في أمر أتأمره إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال: فقلت لها: ما لك ولما ها هنا، فيما تكلفك في أمر أريده؟ فقالت لي: عجبا لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله ﷺ حتى يظل يومه غضبان، فقام عمر، فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة فقال لها: يا بنية إنك لتراجعين رسول الله ﷺ حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه، فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله، وغضب رسوله ﷺ، يا بنية لا تغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله ﷺ إياها، يريد عائشة، قال: ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها، فقالت أم سلمة: عجبا لك يا ابن الخطاب، دخلت في كل شيء، حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله ﷺ وأزواجه، فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد، فخرجت من عندها. وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر، ونحن نتخوف ملكا من ملوك غسان، ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب، فقال: افتح افتح، فقلت: جاء الغساني؟ فقال: بل أشد من ذلك، اعتزل رسول الله ﷺ أزواجه، فقلت: رغم أنف حفصة وعائشة، فأخذت ثوبي فأخرج حتى جئت، فإذا رسول الله ﷺ في مشربة له، يرقى عليها بعجلة، وغلام لرسول الله ﷺ أسود على رأس الدرجة، فقلت له: قل هذا عمر بن الخطاب، فأذن لي، قال عمر: فقصصت على رسول الله ﷺ هذا الحديث، فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله ﷺ، وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مصبوبا، وعند رأسه أهب معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال: (ما يبكيك). فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال: (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة).

 

 

[89] 388 - باب: {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير} /3/. فيه عائشة، عن النبي ﷺ. [4628] 4630 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت عبيد بن حنين قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: أردت أن أسأل عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله ﷺ؟ فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة.

 

 

[89] 389 - باب: قوله: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} /4/.

 

 

صغوت وأصغيت: ملت. {لتصغى} /الأنعام: 113/: لتميل. {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير} /4/: عون، تظاهرا: تعاونا. وقال مجاهد: {قوا أنفسكم وأهليكم} /6/: أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم. 4631 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت عبيد بن حنين يقول: سمعت ابن عباس يقول: أردت أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله ﷺ، فمكثت سنة فلم أجد له موضعا، حتى خرجت معه حاجا، فلما كنا بظهران، ذهب عمر لحاجته فقال: أدركني بالوضوء، فأدركته بالإداوة، فجعلت أسكب عليه الماء، ورأيت موضعا، فقلت يا أمير المؤمنين: من المرأتان اللتان تظاهرتا؟

 

 

قال ابن عباس: فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة. [89] 390 - باب: قوله: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا} /5/.

 

 

4632 - حدثنا عمرو بن عون: حدثنا هشيم، عن حميد، عن أنس قال: قال عمر رضي الله عنه: اجتمع نساء النبي ﷺ في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية.

 

 

[393] 391 - باب: تفسير سورة الملك: {تبارك الذي بيده الملك} /1/.

 

 

التفاوت: الآختلاف، والتفاوت والتفوت واحد. {تميز} /8/: تقطع. {مناكبها} /15/: جوانبها. {تدعون} /27/: وتدعون واحد، مثل تذكرون وتذكرون. {ويقبضن} /19/: يضربن بأجنحتهن. وقال مجاهد: {صافات} /19/: بسط أجنحتهن. {ونفور} /21/: الكفور. 392 - باب: تفسير سورة: {ن والقلم} /1/.

 

 

وقال قتادة: {حرد} /25/: جد في أنفسهم. وقال ابن عباس: {يتخافتون} /23/: ينتجون السرار والكلام الخفي. {لضالون} /26/: أضللنا مكان جنتنا. وقال غيره: {كالصريم} /20/: كالصبح انصرم من الليل، والليل انصرم من النهار، وهو أيضا: كل رملة انصرمت من معظم الرمل، والصريم أيضا المصروم، مثل: قتيل ومقتول. 393 - باب: {عتل بعد ذلك زنيم} /13/. 4633 - حدثنا محمود: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {عتل بعد ذلك زنيم}. قال: رجل من قريش، له زنمة مثل زنمة الشاة.

 

 

4634 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن معبد بن خالد قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره. ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل، جواظ، مستكبر).

 

 

[5723، 6281] 394 - باب: {يوم يكشف عن ساق} /42/.

 

4635 - حدثنا آدم: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا).

 

 

[4305] 395 - باب: تفسير سورة الحاقة.

 

 

قال ابن جبير: {حسوما} /7/: متتابعة. {عيشة راضية} /21/: يريد: فيها الرضا. {القاضية} /27/: الموتة الأولى التي متها لم أحي بعدها. {من أحد عنه حاجزين} /47/: أحد يكون للجمع وللواحد. وقال ابن عباس: {الوتين} /46/: نياط القلب. قال ابن عباس: {طغى} /11/: كثر، ويقال: {بالطاغية} /5/: بطغيانهم، ويقال: طغت على الخزان كما طغى الماء على قوم نوح. و: {غسلين} /36/: ما يسيل من صديد أهل النار. وقال غيره: {من غسلين} كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل، من الجرح والدبر. {أعجاز نخل} /7/: أصولها. {باقية} /8/: بقية. 395 - باب: تفسير سورة الحاقة. قال ابن جبير: {حسوما} /7/: متتابعة. {عيشة راضية} /21/: يريد: فيها الرضا. {القاضية} /27/: الموتة الأولى التي متها لم أحي بعدها. {من أحد عنه حاجزين} /47/: أحد يكون للجمع وللواحد. وقال ابن عباس: {الوتين} /46/ك نياط القلب. قال ابن عباس: {طغى} /11/: كثر، ويقال: {بالطاغية} /5/: بطغيانهم، ويقال: طغت على الخزان كما طغى الماء على قوم نوح. و: {غسلين} /36/: ما يسيل من صديد أهل النار. وقال غيره: {من غسلين} كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل، من الجرح والدبر. {أعجاز نخل} /7/: أصولها. {باقية} /8/: بقية. 396 - باب: تفسير سورة المعارج {سأل سائل} /1/. الفصيلة: أصغر آبائه القربى، إليه ينتمي من انتمى. {للشوى} /16/: اليدان والرجلان والأطراف، وجلدة الرأس يقال لها شواة، وما كان غير مقتل فهو شوى. والعزون: الحلق والجماعات، وواحدها عزة. {يوفضون} /43/: الإيفاض الإسراع. 397 - باب: تفسير سورة نوح: {إنا أرسلنا} /1/. {أطوارا} /14/: طورا كذا وطورا كذا، يقال: عدا طوره أي قدره. والكبار أشد من الكبار، وكذلك جمال وجميل لأنها أشد مبالغة، وكبار الكبير، وكبارا أيضا بالتخفيف، والعرب تقول: رجل حسان وجمال، وحسان، مخفف، وجمال، مخفف. {ديارا} /26/: من دور، ولكنه فيعال من الدوران، كما قرأ عمر: الحي القيام. /البقرة: 255/: وهي من قمت، وقال غيره: {ديارا} أحدا. {تبارا} /28/: هلاكا. وقال ابن عباس: {مدرارا} /11/: يتبع بعضه بعضا. {وقارا} /13/: عظمة. 398 - باب: {ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق} /23/. 4636 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جريج. وقال عطاء: عن ابن عباس رضي الله عنهما: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود: كانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع: كانت لهذيل، وأما يغوث: فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ، وأما يعوق: فكانت لهمدان، وأما نسر: فكانت لحمير، لآل ذي الكلاع، أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا

 

 

يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم عبدت. 399 - باب: تفسير سورة (الجن): {قل أوحي إلي} /1/. قال ابن عباس: {لبدا} /19/: أعوانا. 4637 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: انطلق رسول الله ﷺ في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قال: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث. فانطلقوا، فضربوا مشارق الأرض ومغاربها، ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء، قال: فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله ﷺ بنخلة، وهو عامد إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له، فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم، فقالوا: {يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا}. وأنزل الله عز وجل على نبيه ﷺ: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن}. وإنما إليه قول الجن.

 

 

[739] 400 - باب: تفسير سورة المزمل.

 

 

وقال مجاهد: {وتبتل} /8/: أخلص. وقال الحسن: {أنكالا} /12/: قيودا. {منفطر به} /18/: مثقلة به. وقال ابن عباس: {كثيبا مهيلا} /14/: الرمل السائل. {وبيلا} /16/: شديدا. 401 - باب: تفسير سورة المدثر. قال ابن عباس: {عسير} /9/: شديد. {قسورة} /51/: ركز الناس وأصواتهم، وقال أبو هريرة: الأسد، وكل شديد قسورة وقسور. {مستنفرة} /51/: نافرة مذعورة. 4638 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن، عن أول ما نزل من القرآن، قال: {يا أيها المدثر}. قلت: يقولون: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك، وقلت له مثل الذي قلت، فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله ﷺ، قال: (جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت، فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت أمامي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر شيئا، فرفعت رأسي فرأيت شيئا، فأتيت خديجة فقلت: دثروني، وصبوا علي ماء باردا، قال: فدثروني وصبوا علي ماء باردا، قال: فنزلت: {يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر}).

 

 

[4] 402 - باب: {قم فأنذر} /2/. 4639 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وغيره قالا: حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (جاورت بحراء). مثل حديث عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك.

 

 

[4] 403 - باب: {وربك فكبر} /3/.

 

 

4640 - حدثنا إسحاق بن منصور: حدثنا عبد الصمد: حدثنا حرب: حدثنا يحيى قال: سألت أبا سلمة: أي القرآن أنزل أول؟ فقال: {يا أيها المدثر}. فقلت: أنبئت أنه: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل أول؟ فقال: {يا أيها المدثر}. فقلت: أنبئت أنه: {اقرأ باسم ربك}. فقال: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله ﷺ، قال رسول الله ﷺ: (جاورت في حراء، فلما قضيت جواري هبطت، فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض، فأتيت خديجة فقلت: دثروني وصبوا علي ماء باردا، وأنزل علي: {يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر}).

 

 

[4] 404 - باب: {وثيابك فطهر} /4/. 4641 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري: فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي ﷺ، وهو يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: (فبينا أنا أمشي، إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء، جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبا، فرجعت فقلت: زملوني زملوني، فدثروني، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر. إلى: والرجز فاهجر}. قبل أن تفرض الصلاة، وهي الأوثان.

 

 

[4] 405 - باب: قوله: {والرجز فاهجر} /5/.

 

 

يقال: الرجز والرجس العذاب. 4642 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل: قال ابن شهاب: سمعت أبا سلمة قال: أخبرني جابر بن عبد الله: أنه سمع رسول الله ﷺ، يحدث عن فترة الوحي: (فبينا أنا أمشي، سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء، قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه، حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني، فزملوني، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر. قم فأنذر - إلى قوله - فاهجر}. قال أبو سلمة: والرجز الأوثان - ثم حمي الوحي وتتابع).

 

 

[4] 406 - باب: تفسير سورة القيامة.

 

 

وقوله: {لاتحرك به لسانك لتعجل به} /16/: وقال ابن عباس: {سدى} /36/: هملا. {ليفجر أمامه} /5/: سوف أتوب، سوف أعمل. {لاوزر} /11/: لا حصن. 4643/4645 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا موسى بن أبي عائشة، وكان ثقة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي ﷺ إذا نزل عليه الوحي حرك به لسانه - ووصف سفيان - يريد أن يحفظه، فأنزل الله: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}.

 

 

[5] 407 - باب: {إن علينا جمعه وقرآنه} /17/. (4644) - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن موسى بن أبي عائشة: أنه سأل سعيد بن جبير عن قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك}. قال: وقال ابن عباس: كان يحرك شفتيه إذا أنزل عليه، فقيل له: {لاتحرك به لسانك}. يخشى أن ينفلت منه، {إن علينا جمعه وقرآنه} أن نجمعه في صدرك، {وقرآنه} أن تقرأه، {فإذا قرأناه} يقول: أنزل عليه {فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه} أن نبينه على لسانك.

 

 

[5] 408 - باب: قوله: {فأذا قرأناه فاتبع قرآنه} /18/. قال ابن عباس: قرأناه: بيناه، فاتبع: اعمل به. (4645) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}. قال: كان رسول الله ﷺ إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله الآية التي في: {لا أقسم بيوم القيامة}، {لاتحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه}. قال: علينا أن نجمعه في صدرك، {وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} فإذا أنزلناه فاستمع، {ثم إن علينا بيانه} علينا أن نبينه بلسانك. قال: فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعد الله.

 

 

[5] {أولى لك فأولى} /34/: توعد. 409 - باب: تفسير سورة (الإنسان، الدهر): {هل أتى على الإنسان} /1/.

 

 

يقال معناه: أتى على الإنسان، وهل: تكون جحدا، وتكون خبرا، وهذا من الخبر، يقول: كان شيئا، فلم يكن مذكورا، وذلك من حين خلقه من طين إلى أن ينفخ فيه الروح. {أمشاج} /2/: الأخلاط، ماء المرأة وماء الرجل، الدم والعلقة، ويقال إذا خلط: مشيج كقولك: خليط، وممشوج مثل: مخلوط. ويقرأ: {سلاسلا وأغلالا} /4/: ولم يجر بعضهم. {مستطيرا} /7/: ممتدا البلاء. والقمطرير: الشديد، يقال: يوم قمطرير ويوم قماطر، والعبوس والقمطرير والقماطر والعصيب: أشد ما يكون من الأيام في البلاء. وقال الحسن: النضرة في الوجه والسرور في القلب. وقال ابن عباس: {الأرائك} /13/: السرر. وقال البراء: {وذللت قطوفها} /14/: يقطفون كيف شاؤوا. وقال معمر: {أسرهم} /28/: شدة الخلق، وكل شيء شددته من قتب وغبيط فهو مأسور. 410 - باب: تفسير سورة: {والمرسلات}. وقال مجاهد: {جمالات} /33/: حبال. {اركعوا} صلوا {لا يركعون} /48/: لا يصلون. وسئل ابن عباس: {لا ينطقون} /35/. {والله ربنا ما كنا مشركين} / الأنعام: 23/. {اليوم نختم على أفواههم} /يس: 65/. فقال: إنه ذو ألوان، مرة ينطقون، ومرة يختم عليهم. 4646/4647 - حدثني محمود: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله ﷺ، وأنزلت عليه: {والمرسلات}. وإنا لنتلقاها من فيه، فخرجت حية، فابتدرناها، فسبقتنا فدخلت جحرها. فقال رسول الله ﷺ: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).

 

 

حدثنا عبدة بن عبد الله: أخبرنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصور: بهذا. وعن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: مثله. وتابعه أسود بن عامر، عن إسرائيل. وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود. قال يحيى بن حماد: أخبرنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. وقال ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله. (4647) - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود قال: قال عبد الله: بينا نحن مع رسول الله ﷺ في غار، إذ نزلت عليه: {والمرسلات}. فتلقيناها من فيه، وإن فاه لرطب بها، إذ خرجت حية، فقال رسول الله ﷺ: (عليكم اقتلوها). قال: فابتدرناها فسبقتنا، قال: فقال: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).

 

 

[1733] 411 - باب: قوله: {إنها ترمي بشرر كالقصر} /32/.

 

 

4648 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس: {إنها ترمي بشرر كالقصر}. قال: كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل، فنرفعه للشتاء، فنسميه القصر.

 

 

[4649] 412 - باب: قوله: {كأنه جمالات صفر} /33/. 4649 - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: أخبرنا سفيان: حدثني عبد الرحمن ابن عابس: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما: {ترمي بشرر}. كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع أو فوق ذلك، فنرفعه للشتاء، فنسميه القصر. {كأنه جمالات صفر} حبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال.

 

 

[4648] 413 - باب: قوله: {هذا يوم لا ينطقون} /35/.

 

4650 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثني إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله قال: بينما نحن مع النبي ﷺ في غار، إذ نزلت عليه: {والمرسلات}. فإنه ليتلوها، وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها، إذ وثبت علينا حية، فقال النبي ﷺ: (اقتلوها). فابتدرناها فذهبت، فقال النبي ﷺ: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).

 

 

قال عمر: حفظته من أبي: في غار بمنى. [1733] 414 - باب: تفسير سورة النبأ: {عم يتساءلون} /1/.

 

 

قال مجاهد: {لا يرجون حسابا} /27/: لا يخافونه. {لا يملكون منه خطابا} /37/: لا يملكونه إلا أن يأذن لهم. {صوابا} /38/: حقا في الدنيا وعمل به. وقال ابن عباس: {وهاجا} /13/: مضيئا. {ثجاجا} /14/: منصبا. {ألفافا} /16/: ملتفة. وقال غيره: {غساقا} /25/: غسقت عينه، ويغسق الجرح: يسيل، كأن الغساق والغسيق واحد. {عطاء حسابا} /36/: جزاء كافيا، أعطاني ما أحسبني، أي كفاني. 415 - باب: {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} /18/: زمرا.

 

 

4651 - حدثني محمد: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (ما بين النفختين أربعون). قال: أربعون يوما؟ قال: أبيت، قال: أربعون شهرا؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت. قال: (ثم ينزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة).

 

 

[4536] 416 - باب: تفسير سورة: {والنازعات}.

 

 

{زجرة} /13/: صيحة. وقال مجاهد: {ترجف الراجفة} /6/: هي الزلزلة. {الآية الكبرى} /20/: عصاه ويده. {سمكها} /28/: بناها بغير عمد. {طغى} /17/: عصى. يقال: الناخرة والنخرة سواء، مثل الطامع والطمع، والباخل والبخل. وقال بعضهم: النخرة البالية، والناخرة: العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر. وقال ابن عباس: {الحافرة} /10/: إلى أمرنا الأول، إلى الحياة. وقال غيره: {أيان مرساها} /42/: متى منتهاها، ومرسى السفينة حيث تنتهي. {الراجفة} /6/: النفخة الأولى. {الرادفة} /7/: النفخة الثانية.

 

4652 - حدثنا أحمد بن المقدام: حدثنا الفضيل بن سليمان: حدثنا أبو حازم: حدثنا سهل بن سعد رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله ﷺ قال بإصبعيه هكذا، بالوسطى والتي تلي الإبهام: (بعثت أنا والساعة كهاتين).

 

 

[4995، 6138] قال ابن عباس: {أغطش} /29/: أظلم. {الطامة} /34/: تطم كل شيء. 417 - باب: تفسير سورة: {عبس}. {عبس وتولى} /1/: كلح وأعرض. وقال غيره: {مطهرة} /14/: لا يمسها إلا المطهرون، وهم الملائكة، وهذا مثل قوله: {فالمدبرات أمرا} /النازعات: 5/: جعل الملائكة والصحف مطهرة، لأن الصحف يقع عليها التطهير، فجعل التطهير لمن حملها أيضا. وقال مجاهد: الغلب: الملتفة، والأب: ما يأكل الأنعام. {سفرة} /15/: الملائكة، واحدهم سافر، سفرت: أصلحت بينهم، وجعلت الملائكة - إذا نزلت بوحي الله وتأديبه - كالسفير الذي يصلح بين القوم. وقال غيره: {تصدى} /6/: تغافل عنه. وقال مجاهد: {لما يقض} /23/: لا يقضي أحد ما أمر به. وقال ابن عباس: {ترهقها} /41/: تغشاها شدة. {مسفرة} /38/: مشرقة. {بأيدي سفرة} /15/: وقال ابن عباس: كتبة أسفارا، كتبا. {تلهى} /10/: تشاغل. يقال: واحد الأسفار سفر. {فأقبره} /21/: يقال أقبرت الرجل جعلت له قبرا، قبرته دفنته. 4653 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا قتادة قال: سمعت زرارة بن أوفى يحدث، عن سعد بن هشام، عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: (مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له، مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ، وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران).

 

 

418 - باب: تفسير سورة: {إذا الشمس كورت}. (التكوير) {انكدرت} /2/: انتثرت. وقال الحسن: {سجرت} /6/: ذهب ماؤها فلا تبقى قطرة، وقال مجاهد: {المسجور} /الطور: 6/: المملوء، وقال غيره: {سجرت} أفضى بعضها إلى بعض، فصارت بحرا واحدا. والخنس: تخنس في مجراها: ترجع، وتكنس: تستتر كما تكنس الظباء. {تنفس} /18/: ارتفع النهار. والظنين المتهم، والضنين يضن به. وقال عمر: {النفوس زوجت} /7/: يزوج نظيره من أهل الجنة والنار، ثم قرأ: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} /الصافات: 22/. {عسعس} /17/: أدبر. 419 - باب: تفسير سورة: {إذا السماء انفطرت}. (الانفطار) انفطارها: انشقاقها. ويذكر عن ابن عباس: {بعثرت} /4/: يخرج من فيها من الأموات. وقال الربيع بن خثيم: {فجرت} /3/: فاضت. وقرأ الأعمش وعاصم: {فعدلك} /7/: بالتخفيف، وقرأه أهل الحجاز بالتشديد، وأراد: معتدل الخلق، ومن خفف يعني: {في أي صورة} /8/: شاء: إما حسن، وإما قبيح، وطويل أو قصير. 420 - باب: تفسير سورة: {ويل للمطففين}. (المطففين) وقال مجاهد: {ران} /14/: ثبت الخطايا. {ثوب} /36/: جوزي. وقال غيره: المطفف لا يوفي غيره. الرحيق: الخمر. {ختامه مسك} /26/: طينته. التسنيم: يعلو شراب أهل الجنة. {يوم يقوم الناس لرب العالمين} /6/. 4654 - حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ قال: ({يوم يقوم الناس لرب العالمين}. حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه).

 

 

[6166] 421 - باب: تفسير سورة: {إذا السماء انشقت}. (الانشقاق) قال مجاهد: {كتابه بشماله} /الحاقة: 25/: يأخذ كتابه من وراء ظهره. {أذنت} /2، 5/: سمعت وأطاعت {لربها}. {وألقت ما فيها} من الموتى {وتخلت} /4/: عنهم. {وسق} /17/: جمع من دابة. {ظن أن لن يحور} /14/: لا يرجع إلينا. 422 - باب: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} /8/. 4655 - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى، عن عثمان بن الأسود قال: سمعت ابن أبي مليكة: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي ﷺ. حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي ﷺ. حدثنا مسدد، عن يحيى، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: (ليس أحد يحاسب إلا هلك). قالت: قلت: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، أليس يقول الله عز وجل: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا}. قال: (ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك)

 

 

[103] 423 - باب: {لتركبن طبقا عن طبق} /19/.

 

 

4656 - حدثنا سعيد بن النضر: أخبرنا هشيم: أخبرنا أبو بشر جعفر بن إياس، عن مجاهد قال: قال ابن عباس: {لتركبن طبقا عن طبق}. حالا بعد حال، قال هذا نبيكم ﷺ.

 

 

424 - باب: تفسير سورة البروج. وقال مجاهد: {الأخدود} /4/: شق في الأرض. {فتنوا} /10/: عذبوا. وقال ابن عباس في قوله تعالى: {الودود} /14/: الحبيب. {المجيد} /15/: الكريم. 425 - باب: تفسير سورة الطارق. هو النجم، وما أتاك ليلا فهو طارق. {النجم الثاقب} /3/: المضيء، وقال مجاهد: {الثاقب} الذي يتوهج. وقال مجاهد: {ذات الرجع} /11/: سحاب يرجع بالمطر. {ذات الصدع} /12/: تتصدع بالنبات. وقال ابن عباس: {لقول فصل} /13/: لحق. {لما عليها حافظ} /4/: إلا عليها حافظ. 426 - باب: تفسير سورة: {سبح اسم ربك الأعلى}. (الأعلى) وقال مجاهد: {قدر فهدى} /3/: قدر الإنسان الشقاء والسعادة، وهدى الأنعام لمراتعها. وقال ابن عباس: {غثاء أحوى} /5/: هشيما متغيرا. 4657 - حدثنا عبدان قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: أول من قدم علينا من أصحاب النبي ﷺ مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئاننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين، ثم جاء النبي ﷺ، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله قد جاء، فما جاء حتى قرأت: {سبح اسم ربك الأعلى}. في سور مثلها.

 

 

[3709] 427 - باب: تفسير سورة: {هل أتاك حديث الغاشية}. (الغاشية)

 

 

وقال ابن عباس: {عاملة ناصبة} /3/: النصارى. وقال مجاهد: {عين آنية} /5/: بلغ إناها وحان شربها. {حميم آن} /الرحمن: 44/: بلغ إناه. {لاتسمع فيها لاغية} /11/: شتما. ويقال: الضريع: نبت يقال له الشبرق، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم. {بمسيطر} /22/: بمسلط، ويقرأ بالصاد والسين. وقال ابن عباس: {إيابهم} /25/: مرجعهم. 428 - باب: تفسير سورة: {والفجر}. (الفجر) وقال مجاهد: {الوتر} /3/: الله. {إرم ذات العماد} /7/: يعني القديمة، والعماد أهل عمود لا يقيمون. {سوط عذاب} /13/: الذي عذبوا به. {أكلا لما} /19/: السف. و{جما} /20/: الكثير. وقال مجاهد: كل شيء خلقه فهو شفع، السماء شفع، والوتر: الله تبارك وتعالى. وقال غيره: {سوط عذاب} /13/: كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط. {لبالمرصاد} /14/: إليه المصير. {تحاضون} /18/: تحافظون، و{تحضون} تأمرون بإطعامه. {المطمئنة} /27/: المصدقة بالثواب. وقال الحسن: {يا أيتها النفس المطمئنة}: إذا أراد الله عز وجل قبضها اطمأنت إلى الله واطمأن الله إليها، ورضيت عن الله ورضي الله عنها، فأمر بقبض روحها، وأدخلها الله الجنة، وجعله من عباده الصالحين. وقال غيره: {جابوا} /9/: نقبوا، من جيب القميص: قطع له جيب، يجوب الفلاة يقطعها. {لما} /19/: لممته أجمع: أتيت على آخره. 429 - باب: تفسير سورة: {لا أقسم}. (البلد) وقال مجاهد: {وأنت حل بهذا البلد} /2/: مكة، ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم. {ووالد} آدم {وما ولد} /3/. {لبدا} /6/: كثيرا. و{النجدين} /10/: الخير والشر. {مسغبة} /14/: مجاعة. {متربة} /16/: الساقط في التراب، يقال: {فلا اقتحم العقبة} /11/: فلم يقتحم العقبة في الدنيا، ثم فسر العقبة فقال: {وما أدراك ما العقبة. فك رقبة. أو إطعام في يوم ذي مسغبة} /12 - 14/. 430 - باب: تفسير سورة: {والشمس وضحاها}. (الشمس) وقال مجاهد: ضحاها: ضوؤها. {إذا تلاها} /2/: تبعها. و{طحاها} /6/: دحاها. {دساها} /10/: أغواها. {فألهمها} /8/: عرفها الشقاء والسعادة. {بطغواها} /11/: بمعاصيها. {ولا يخاف عقباها} /15/: عقبى أحد. 4658 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا هشام، عن أبيه: أنه أخبره عبد الله بن زمعة: أنه سمع النبي ﷺ يخطب، وذكر الناقة والذي عقر، فقال رسول الله ﷺ: ({إذا انبعث أشقاها}: انبعث لها رجل عزيز عارم، منيع في رهطه، مثل أبي زمعة). وذكر النساء فقال: (يعمد أحدكم يجلد امرأته جلد العبد، فلعله يضاجعها من آخر يومه). ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة، وقال: (لم يضحك أحدكم مما يفعل).

 

 

وقال أبو معاوية: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة: قال النبي ﷺ: (مثل أبي زمعة عم الزبير بن العوام). [3197] 431 - باب: تفسير سورة: {والليل إذا يغشى}. (الليل)

 

 

وقال ابن عباس: {وكذب بالحسنى} /9/: بالخلف. وقال مجاهد: {تردى} /11/: مات. و{تلظى} /14/: توهج، وقرأ عبيد بن عمير: {تتلظى}. 432 - باب: {والنهار إذا تجلى} /2/.

 

 

4659 - حدثنا قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشأم، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا، فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا نعم. قال: فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إلي، فقال: اقرأ، فقرأت: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى}. قال: أنت سمعتها من في صاحبك؟ قلت: نعم، قال: وأنا سمعتها من في النبي صلى

 

 

الله عليه وسلم، وهؤلاء يأبون علينا. [4660] 433 - باب: {وما خلق الذكر والأنثى} /3/.

 

 

4660 - حدثنا عمر: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا، قال: فأيكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته يقرأ: {والليل إذا يغشى}. قال علقمة: {والذكر والأنثى}. قال: أشهد أني سمعت النبي ﷺ يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ: {وما خلق الذكر والأنثى}. والله لا أتابعهم.

 

 

[4659] 434 - باب: قوله: {فأما من أعطى واتقى} /5/.

 

 

4661 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: كنا مع النبي ﷺ في بقيع الغرقد في جنازة، فقال: (ما منكم من أحد، إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار). فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل؟ فقال: (اعملوا فكل ميسر. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى - إلى قوله - للعسرى}).

 

 

[1296] 435 - باب: قوله: {وصدق بالحسنى} /6/. 4662 - حدثنا مسدد: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه قال: كنا قعودا عند النبي ﷺ، فذكر الحديث.

 

 

[1296] 436 - باب: {فسنيسره لليسرى} /7/.

 

 

4663 - حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: أنه كان في جنازة، فأخذ عودا ينكت في الأرض، فقال: (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة). قالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل؟ قال: (اعملوا فكل ميسر. فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى}). الآية.

 

 

قال شعبة: وحدثني به منصور، فلم أنكره من حديث سليمان. [1296] 437 - باب: {وأما من بخل واستغنى} /8/.

 

 

4464 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي عليه السلام قال: كنا جلوسا عند النبي ﷺ فقال: (مامنكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار). فقلنا يا رسول، أفلا نتكل؟ قال: (لا، اعملوا فكل ميسر. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى - إلى قوله - فسنيسره للعسرى).

 

 

[1296] 438 - باب: قوله: {وكذب بالحسنى} /9/.

 

 

4665 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتنا رسول الله ﷺ، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس، فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: (ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة). قال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال: (أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى}). الآية. [1296] 439 - باب: {فسنيسره للعسرى} /10/.

 

 

4666 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن الأعمش قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ في جنازة، فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض، فقال: (ما منكم من أحد، إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة). قالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى}). الآية.

 

 

[1296] 440 - باب: تفسير سورة: {والضحى}. (الضحى)

 

 

وقال مجاهد: {إذا سجى} /3/: استوى، وقال غيره: أظلم وسكن. {عائلا} /8/: ذو عيال. 4667 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا الأسود بن قيس قال: سمعت جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: اشتكى رسول الله ﷺ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا. فأنزل الله عز وجل: {والضحى والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى}.

 

 

[1072] 441 - باب: قوله: {ما ودعك ربك وما قلى} /3/. تقرأ بالتشديد والتخفيف، بمعنى واحد، ما تركك ربك، وقال ابن عباس: ما تركك وما أبغضك. 4668 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر غندر: حدثنا شعبة، عن الأسود بن قيس قال: سمعت جندبا البجلي: قالت امرأة: يا رسول الله، ما أرى صاحبك إلا أبطأك، فنزلت: {ما ودعك ربك وما قلى}.

 

 

[1072] 442 - باب: تفسير سورة: {ألم نشرح}. (الشرح) وقال مجاهد: {ووزرك} /2/: في الجاهلية. {أنقض} /3/: أثقل. {مع العسر يسرا} /5، 6/: قال ابن عيينة: أي مع ذلك العسر يسرا آخر، كقوله: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين} /التوبة: 52/: ولن يغلب عسر يسرين. وقال مجاهد: {فانصب} /7/: في حاجتك إلى ربك. ويذكر عن ابن عباس: {ألم نشرح لك صدرك} /1/: شرح الله صدره للإسلام. 443 - باب: تفسير سورة: {والتين}. (التين) وقال مجاهد: هو التين والزيتون الذي يأكل الناس. يقال: {فما يكذبك} /7/: فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم؟ كأنه قال: ومن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب؟ 4669 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة قال: أخبرني عدي قال: سمعت البراء رضي الله عنه: أن النبي ﷺ كان في سفر، فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون. {تقويم}: الخلق.

 

 

[733] 444 - باب: تفسير سورة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. (العلق)

 

 

وقال قتيبة: حدثنا حماد، عن يحيى بن عتيق، عن الحسن قال: اكتب في المصحف في أول الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، واجعل بين السورتين خطا. وقال مجاهد: {ناديه} /17/: عشيرته. {الزبانية} /18/: الملائكة. وقال: {الرجعى} /8/: المرجع. {لنسفعن} /15/: قال: لنأخذن، ولنسفعن بالنون، وهي الخفيفة، سفعت بيده: أخذت. 4670 - حدثنا يحيى: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. حدثني سعيد بن مروان: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة: أخبرنا أبو صالح سلموية قال: حدثني عبد اللع، عن يونس بن يزيد قال: أخبرني ابن شهاب: أن عروة ابن الزبير أخبره: أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: كان أول ما بدئ به رسول الله ﷺ الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء، فيتحنث فيه - قال: والتحنث التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود بمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال رسول الله ﷺ: (ما أنا بقارئ). قال: (فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم}. الآيات إلى قوله: {علم الإنسان ما لم يعلم}). فرجع بها رسول الله ﷺ ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: (زملوني زملوني). فزملوه حتى ذهب عنه الروع. قال لخديجة: (أي خديجة، ما لي، لقد خشيت على نفسي). فأخبرها الخبر، قالت خديجة: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، قال ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره النبي ﷺ خبر ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا، ذكر حرفا، قال رسول الله ﷺ: (أو مخرجي هم). قال ورقة: نعم، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة، حتى حزن رسول الله ﷺ.

 

 

[3] 4671 - قال محمد بن شهاب: فأخبرني أبو سلمة: أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ، وهو يحدث عن فترة الوحي، قال في حديثه: (بينا أنا أمشي، سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء، جالس على كرسي بين السماء والأرض، ففرقت منه، فرجعت، فقلت: زملوني زملوني، فدثروه، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر}. - قال أبو سلمة: وهي الأوثان التي كان أهل الجاهلية يعبدون - قال: ثم تتابع الوحي).

 

 

[4] 445 - باب: قوله: {خلق الإنسان من علق} /2/.

 

 

4672 - حدثنا ابن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت: أول ما بدىء به رسول الله ﷺ الرؤيا الصالحة، فجاءه الملك، فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم}.

 

 

[3] 446 - باب: قوله: {اقرأ وربك الأكرم} /3/.

 

 

4673 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري (ح) وقال الليث: حدثني عقيل: قال محمد: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أول ما بدئ به رسول الله ﷺ الرؤيا الصادقة، جاءه الملك فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم}.

 

 

[3] 447 - باب: {الذي علم بالقلم} /4/.

 

 

4674 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: سمعت عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: فرجع النبي ﷺ إلى خديجة، فقال: (زملوني زملوني). فذكر الحديث.

 

 

[3] 448 - باب: {كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة} /15، 16/.

4675 - حدثنا يحيى: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة: قال ابن عباس: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطان على عنقه. فبلغ النبي ﷺ فقال: (لو فعله لأخذته الملائكة).

 

 

تابعه عمرو بن خالد، عن عبيد الله، عن عبد الكريم. 449 - باب: تفسير سورة: {إنا أنزلناه}. (القدر)

 

 

يقال: المطلع: هو الطلوع، والمطلع: الموضع الذي يطلع منه. {أنزلناه} الهاء كناية عن القرآن، {أنزلناه} مخرج الجميع، والمنزل هو الله، والعرب تؤكد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجميع، ليكون أثبت وأوكد. 450 - باب: تفسير سورة: {لم يكن}. (البينة)

 

 

{منفكين} /1/: زائلين. {قيمة} /3/: القائمة. {دين القيمة} /5/: أضاف الدين إلى المؤنث. 4676/4677 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. قال النبي ﷺ لأبي: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا}). قال: وسماني؟ قال: (نعم). فبكى.

 

 

حدثنا حسان بن حسان: حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ لأبي: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن). قال أبي: آلله سماني لك؟ قال: (الله سماك لي). فجعل أبي يبكي. قال قتادة: فأنبئت أنه قرأ عليه: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب}. (4677) - حدثنا أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي: حدثنا روح: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن نبي الله ﷺ قال لأبي بن كعب: (إن الله أمرني أن أقرئك القرآن). قال: آلله سماني لك؟ قال: (نعم). قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: (نعم). فذرفت عيناه.

 

 

[3598] 451 - باب: تفسير سورة: {إذا زلزلت الأرض زلزالها}. (الزلزلة)

 

 

قوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} /7/. يقال: {أوحى لها} /5/: أوحى إليها، ووحى لها ووحى إليها واحد. 4678 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما الذي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله، فأطال لها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها ذلك في المرج والروضة، كان له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين، كانت آثارها وأوراثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك حسنات له، فهي لذلك الرجل أجر. ورجل ربطها تغنيا وتعففا، ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها، فهي له ستر. ورجل ربطها فخرا ونواء، فهي على ذلك وزر). فسئل رسول الله ﷺ عن الحمر، قال: (ما أنزل الله علي فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}). [2242] 452 - باب: {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} /8/.

 

 

4679 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه: سئل النبي ﷺ عن الحمر، فقال: (لم ينزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}).

 

 

[2242] 453 - باب: تفسير سورة: {والعاديات}.

 

 

وقال مجاهد: الكنود: الكفور. يقال: {فأثرن به نقعا} /4/: رفعن به غبارا. {لحب الخير} من أجل حب الخير {لشديد} /8/: لبخيل، ويقال للبخيل شديد. {حصل} /10/: ميز. 454 - باب: تفسير سورة: {القارعة}.

 

 

{كالفراش المبثوث} /4/: كغوغاء الجراد، يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يجول بعضهم في بعض. {كالعهن} /8/: كألوان العهن، وقرأ عبد الله: كالصوف. 455 - باب: تفسير سورة: {ألهاكم}. (التكاثر) وقال ابن عباس: {التكاثر} /1/: من الأموال والأولاد. 456 - باب: تفسير سورة: {والعصر}. (العصر)

 

 

وقال يحيى: العصر: الدهر، أقسم به. 457 - باب: تفسير سورة: {ويل لكل همزة}. (الهمزة) {الحطمة} /4/: اسم النار، مثل: {سقر} /القمر: 48/ و/المدثر: 26، 27، 42/. و: {لظى} /المعارج: 15/. 458 - باب: تفسير سورة: {ألم تر} /الفيل:1/: ألم تعلم. قال مجاهد: {أبابيل} /3/: متتابعة مجتمعة. وقال ابن عباس: {من سجيل} /4/: هي سنك وكل. 459 - باب: تفسير سورة: {لإيلاف قريش}. (قريش) وقال مجاهد: {لإيلاف} /1/: ألفوا ذلك، فلا يشق عليهم في الشتاء والصيف. {وآمنهم} /4/: من كل عدوهم في حرمهم. قال ابن عيينة: لإيلاف: لنعمتي على قريش. 460 - باب: تفسير سورة: {أرأيت}. (الماعون) وقال مجاهد: {يدع} /2/: يدفع عن حقه، يقال: هو من دععت. {يدعون} /الطور: 13/: يدفعون. {ساهون} /5/: لاهون. {والماعون} /7/: المعروف كله، وقال بعض العرب: الماعون: الماء، وقال عكرمة: أعلاها الزكاة المفروضة، وأدناها عارية المتاع. 461 - باب: تفسير سورة: {إنا أعطيناك الكوثر}. (الكوثر) وقال ابن عباس: {شانئك} /3/: عدوك. 4680 - حدثنا آدم: حدثنا شيبان: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: لما عرج بالنبي ﷺ إلى السماء، قال: (أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر).

 

 

[6210] 4681 - حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عائشة رضي الله عنها، قال: سألتها عن قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر}. قالت: نهر أعطيه نبيكم ﷺ، شاطئاه عليه در مجوف، آنيته كعدد النجوم.

 

 

رواه زكرياء، وأبو الأحوص، ومطرف، عن أبي إسحق. 4682 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن الناس يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.

 

 

[6207] 462 - باب: تفسير سورة: {قل يا أيها الكافرون}. (الكافرون)

 

 

يقال: {لكم دينكم} الكفر {ولي دين} /6/: الإسلام، ولم يقل ديني، لأن الآيات بالنون، فحذفت الياء، كما قال: {يهدين} /الشعراء: 78/: و{يشفين} /الشعراء: 80/. وقال غيره: {لا أعبد ما تعبدون} /2/: الآن، ولا أجيبكم فيما بقي من عمري. {ولا أنتم عابدون ما أعبد} /3، 5/: وهم الذين قال: {وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا} /المائدة: 64، 68/. 463 - باب: تفسير سورة: {إذا جاء نصر الله}. (النصر)

 

 

4683/4684 - حدثنا الحسن بن الربيع: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما صلى النبي ﷺ صلاة بعد أن نزلت عليه: {إذا جاء نصر الله والفتح}. إلا يقول فيها: (سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي). (4684) - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي). يتأول القرآن.

 

 

[761] 464 - باب: قوله: {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} /2/.

 

 

4685 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن عمر رضي الله عنه سألهم عن قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}. قالوا: فتح المدائن والقصور، قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال: أجل، أو مثل ضرب لمحمد ﷺ، نعيت له نفسه.

 

 

[3428] 465 - باب: قوله: {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} /3/.

 

 

تواب على العباد، والتواب من الناس التائب من الذنب. 4686 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}. فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله ﷺ أعلمه له، قال: {فإذا جاء نصر الله والفتح}. وذلك علامة أجلك. {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.

 

 

[3428] 466 - باب: تفسير سورة: {تبت يدا أبي لهب}. (المسد)

 

 

{وتب} /1/: خسر. {تباب} /غافر: 37/: خسران. {تتبيب} /هود: 101/: تدمير. 4678 - حدثنا يوسف بن موسى: حدثنا أبو أسامة: حدثنا الأعمش: حدثنا عمرو ابن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله ﷺ حتى صعد الصفا، فهتف: (يا صباحاه). فقالوا: من هذا، فاجتمعوا إليه، فقال: (أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي). قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). قال أبو لهب: تبا لك، ما جمعتنا إلا لهذا، ثم قام. فنزلت: {تبت يدا أبي لهب وتب}. وقد تب. هكذا قرأها الأعمش يومئذ.

 

 

[1330] 467 - باب: قوله: {وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب} /2، 3/.

 

 

4688 - حدثنا محمد بن سلام: أخبرنا أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمرو ابن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي ﷺ خرج إلى البطحاء، فصعد إلى الجبل فنادى: (يا صباحاه). فاجتمعت إليه قريش، فقال: (أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أكنتم تصدقونني). قالوا: نعم، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا تبا لك، فأنزل الله عز وجل: {تبت يدا أبي لهب}.

 

 

[1330] 468 - باب: قوله: {سيصلى نارا ذات لهب} /3/.

 

 

4689 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثني عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال أبو لهب: تبا لك، ألهذا جمعتنا، فنزلت: {تبت يدا أبي لهب}.

 

 

[1330] 469 - باب: {وامرأته حمالة الحطب} /4/.

 

 

وقال مجاهد: {حمالة حطب} /4/: تمشي بالنميمة. {في جيدها حبل من مسد} /5/: يقال: من مسد: ليف المقل، وهي السلسلة التي في النار. 470 - باب: تفسير قوله: {قل هو الله أحد}. (الإخلاص) يقال: لا ينون {أحد} أي واحد. 4690 - حدثنا أبو اليمان: حدثنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفأ أحد).

 

 

[3021] 471 - باب: قوله: {الله الصمد} /2/.

 

 

والعرب تسمي أشرافها الصمد، قال أبو وائل: هو السيد الذي انتهى سودده. 4691 - حدثنا إسحاق بن منصور قال: وحدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، أما تكذيبه إياي أن يقول: إني لن أعيده كما بدأته، وأما شتمه إياي أن يقول: اتخذ الله ولدا، وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفؤا أحد. {لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد}).

 

 

كفؤا وكفيئا وكفاء واحد. [3021] 472 - باب: تفسير سورة: {قل أعوذ برب الفلق}. (الفلق)

 

 

وقال مجاهد: {غاسق} الليل {إذا وقب} /3/: غروب الشمس. يقال: أبين من فرق وفلق الصبح. {وقب} إذا دخل في كل شيء وأظلم. 4692 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عاصم وعبدة، عن زر ابن حبيش قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقال: سألت رسول الله ﷺ فقال: (قيل لي فقلت). فنحن نقول كما قال رسول الله ﷺ. [4693] 473 - باب: تفسير سورة: {قل أعوذ برب الناس}. (الناس)

 

 

ويذكر عن ابن عباس: {الوسواس} /4/: إذا ولد خنسه الشيطان، فإذا ذكر الله عز وجل ذهب، وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه. 4693 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش. وحدثنا عاصم، عن زر قال: سألت أبي بن كعب: قلت: يا أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا؟ فقال أبي: سألت رسول الله ﷺ فقال لي: (قيل لي فقلت

قال: فنحن نقول كما قال رسول الله ﷺ..

=====

 

 

 

 

صحيح البخاري/كتاب فضائل سور القرآن

 

 

 

 

 

69 - كتاب فضائل القرآن. 1 - باب: كيف نزول الوحي، وأول ما نزل.

 

 

قال ابن عباس: المهيمن: الأمين، القرآن أمين على كل كتاب قبله. 4694 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا: لبث النبي ﷺ بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشر سنين.

 

 

[4195] 4695 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي، عن أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل أتى النبي ﷺ وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي ﷺ لأم سلمة: (من هذا). أو كما قال، قالت: هذا دحية، فلما قام، قالت: والله ما حسبته إلا أياه، حتى سمعت خطبة النبي ﷺ يخبر خبر جبريل، أو كما قال. قال أبي: قلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد.

 

 

[3435] 4696 - حدثنا عبد الله ين يوسف: حدثنا الليث: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة). [6846] 4697 - حدثنا عمرو بن محمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه: أن الله تعالى تابع على رسوله ﷺ الوحي قبل وفاته، حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله ﷺ بعد.

 

 

4698 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس قال: سمعت جندبا يقول: اشتكى النبي ﷺ، فلم يقل ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل: {والضحى والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى}.

 

 

[1072] 2 - باب: نزل القرآن بلسان قريش والعرب.

 

 

{قرآنا عربيا} /يوسف: 2/. {بلسان عربي مبين} /الشعراء: 195/. 4699 - حدثنا أبو اليمان: حدثنا شعيب، عن الزهري. وأخبرني أنس بن مالك قال: فأمر عثمان: زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن ينسخوا ما في المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم، ففعلوا.

 

 

[3315] 4700 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا همام: حدثنا عطاء. وقال مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية: أن يعلى كان يقول: ليتني أرى رسول الله ﷺ حين ينزل عليه الوحي، فلما كان النبي ﷺ بالجعرانة، عليه ثوب قد أظل عليه، ومعه ناس من أصحابه، إذ جاءه رجل متضمخ بطيب، فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحرم في جبة بعدما تضمخ بطيب؟ فنظر النبي ﷺ ساعة، فجاءه الوحي، فأشار عمر إلى يعلى: أن تعالى، فجاء يعلى فأدخل رأسه، فإذا هو محمر الوجه، يغط كذلك ساعة، ثم سري عنه، فقال: (أما الطيب الذي بك يسألني عن العمرة آنفا). فالتمس الرجل فجيء به إلى النبي ﷺ، فقال: (أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات، وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك).

 

 

[1463] 3 - باب: جمع القرآن.

 

 

4701 - حدثنا موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد: حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق: أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إلي أبو بكر، مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر رضي الله عنه: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله؟ قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم}.

 

 

حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه. [4402] 4702 - حدثنا موسى: حدثنا إبراهيم: حدثنا ابن شهاب: أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب، اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها أليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، فافعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

 

 

قال ابن شهاب: وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله ﷺ يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}. فألحقناها في سورتها في المصحف. [3652، 3315] 4 - باب: كاتب النبي ﷺ.

 

 

4703 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب: أن ابن السباق قال: إن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه قال: إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فاتبع القرآن، فتتبعت حتى وجدت آخر سورة التوبة أيتين مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدهما مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم}. إلى آخره.

 

 

[4402] 4704 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}. قال النبي ﷺ: (ادع لنا زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف، أو: الكتف والدواة). ثم قال: (اكتب: {لا يستوي القاعدون}). وخلف ظهر النبي ﷺ عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر}.

 

 

[2676] 5 - باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف.

 

 

4705 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله: أن ابن عباس رضي الله عنهما حدثه: أن رسول الله ﷺ قال: (أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف).

 

 

[3047] 4706 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله ﷺ، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله ﷺ، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله ﷺ، فقلت: كذبت، فإن رسول الله ﷺ قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله ﷺ، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله ﷺ: (أرسله، اقرأ يا هشام). فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله ﷺ: (كذلك أنزلت). ثم قال: (اقرأ يا عمر). فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله ﷺ: (كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه).

 

 

[2287] 6 - باب: تأليف القرآن.

 

 

4707 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم قال: وأخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك وما يضرك. قال: يا أم المؤمنين أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد ﷺ وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}. وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السورة.

 

 

[4595] 4708 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد: سمعت ابن مسعود يقول: في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي.

 

 

[4431] 4709 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة: أنبأنا أبو إسحاق: سمع البراء رضي الله عنه قال: تعلمت: {سبح اسم ربك الأعلى}. قبل أن يقدم النبي ﷺ.

 

 

[3709] 4710 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق قال: قال عبد الله: قد علمت النظائر التي كان النبي ﷺ يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة. فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل، على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم، حم الدخان، وعم يتسائلون.

 

 

[742] 7 - باب: كان جبريل يعرض القرآن على النبي ﷺ.

 

 

وقال مسروق، عن عائشة، عن فاطمة عليها السلام: أسر إلي النبي ﷺ: (أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي). [3426] 4711 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله ﷺ القرآن، فإذا لقيه جبريل، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.

 

 

[6] 4712 - حدثنا خالد بن يزيد: حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان يعرض على النبي ﷺ القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه.

 

 

[1939] 8 - باب: القراء من أصحاب النبي ﷺ.

 

 

4713 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن إبراهيم، عن مسروق: ذكر عبد الله بن عمرو بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي ﷺ يقول: (خذوا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب).

 

 

[3548] 4714 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا شقيق ابن سلمة قال: خطبنا عبد الله بن مسعود فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله ﷺ بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي ﷺ أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم.

 

 

قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.

 

4715 - حدثني محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أنزلت، قال: قرأت على رسول الله ﷺ فقال: (أحسنت). ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجمع أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟ فضربه الحد.

 

 

4716 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله رضي الله عنه: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله: إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله، إلا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل، لركبت إليه.

 

 

4717/4718 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا همام: حدثنا قتادة قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي ﷺ؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ

 

 

ابن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. تابعه الفضل، عن حسين بن واقد، عن ثمامة، عن أنس. (4718) - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا عبد الله بن المثنى قال: حدثني ثابت البناني وثمامة، عن أنس بن مالك قال: مات النبي ﷺ ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.

 

 

[3599] 4719 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر: أبي أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبي، وأبي يقول: أخذته من في رسول الله ﷺ فلا أتركه لشيء، قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.

 

 

[4211] 9 - باب: فضل فاتحة الكتاب. 4720 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي، فدعاني النبي ﷺ فلم أجبه، قلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، قال: (ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}. ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد). فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج، قلت: يا رسول الله، إنك قلت: (لأعلمنك أعظم سورة من القرآن). قال: ({الحمد لله رب العالمين}. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).

 

 

[4204] 4721 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا وهب: حدثنا هشام، عن محمد، عن معبد، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا في مسير لنا فنزلنا، فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحلي سليم، وإن نفرنا غيب، فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية، أوكنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئا حتى نأتي، أو نسأل النبي ﷺ، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي ﷺ، فقال: (وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم).

 

 

وقال أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا هشام: حدثنا محمد بن سيرين: حدثني معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري بهذا. [2156] 10 - باب: فضل سورة البقرة.

 

 

4722 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن، عن أبي مسعود، عن النبي ﷺ قال: (من قرأ بالآيتين).

 

 

وحدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن يزيد، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه). [3786] 4723 - وقال عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله ﷺ بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله ﷺ - فقص الحديث - فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح. وقال النبي ﷺ: (صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان).

 

 

[2187] 11 - باب: فضل سورة الكهف.

 

 

4724 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب قال: كان يقرأ سورة الكهف، وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين، فتغشته سحابة، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي ﷺ فذكر ذلك له، فقال: (تلك السكينة تنزلت بالقرآن).

 

 

[3418] 12 - باب: فضل سورة الفتح.

 

 

4725 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر عن شيء فلم يجبه رسول الله ﷺ، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثكلتك أمك، نزرت رسول الله ﷺ ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري حتى كنت أمام الناس، وخشيت أن ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، قال: فجئت رسول الله ﷺ فسلمت عليه، فقال: (لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس). ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}

 

 

[3943] 13 - باب: فضل: {قل هو الله أحد}.

 

 

فيه عمرة، عن عائشة، عن النبي ﷺ. [6940] 4726/4727 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري: أن رجلا سمع رجلا يقرأ: {قل هو الله أحد}. يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالها، فقال رسول الله ﷺ: (والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن).

 

 

وزاد أبو معمر: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري: أخبرني أخي قتادة بن النعمان: أن رجلا قام في زمن النبي ﷺ، يقرأ من السحر: {قل هو الله أحد}. لا يزيد عليها، فلما أصبحنا أتى رجل النبي ﷺ، نحوه. (4727) - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ لأصحابه: (أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة). فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: (الله الواحد الصمد ثلث القرآن).

 

 

قال أبو عبد الله: عن إبراهيم مرسل، وعن الضحاك المشرقي مسند. [6267، 6939] 14 - باب: فضل المعوذات. 4728/4729 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده رجاء بركتها.

 

 

(4729) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا المفضل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: {قل هو الله أحد}. و{قل أعوذ برب الفلق}. و{قل أعوذ برب الناس}. ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.

 

 

[4175] 15 - باب: نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن.

 

 

4730 - وقال الليث: حدثني يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوط عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكتت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي ﷺ فقال: (اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير).

 

 

قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: (وتدري ما ذاك). قال: لا، قال: (تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم). قال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير. 16 - باب: من قال: لم يترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين. 4731 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس رضي الله عنهما، فقال له شداد بن معقل: أترك النبي ﷺ من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين.

 

 

17 - باب: فضل القرآن على سائر الكلام. 4732 - حدثنا هدبة بن خالد أبو خالد: حدثنا همام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي ﷺ قال: (مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر. ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها).

 

 

[4772، 5111، 7121] 4733 - حدثنا مسدد، عن يحيى، عن سفيان: حدثني عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى، كمثل رجل استعمل عمالا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط، فعملت اليهود، فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر، فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء، قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذاك فضلي أوتيه من شئت).

 

 

[532] 18 - باب: الوصية بكتاب الله عز وجل.

 

 

4734 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا مالك بن مغول: حدثنا طلحة قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى: آوصى النبي ﷺ؟ فقال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله.

 

 

[2589] 19 - باب: (.. من لم يتغن بالقرآن). [7089] وقوله تعالى: {أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} /العنكبوت: 51/. 4735/4736 - حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: قال رسول الله ﷺ: (لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي ﷺ يتغنى بالقرآن). وقال صاحب له: يريد يجهر به. (4736) - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن). قال سفيان: تفسيره: يستغني به.

 

 

[7044، 7089، 7105] 20 - باب: اغتباط صاحب القرآن. 4737 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني سالم ابن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار).

 

 

[7091] 4738 - حدثنا علي بن إبراهيم: حدثنا روح: حدثنا شعبة، عن سليمان: سمعت ذكوان، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل).

 

 

[6805، 7090] 21 - باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.

 

 

4739/4740 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة قال: أخبرني علقمة ابن مرثد: سمعت سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا. (4740) - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان قال: قال النبي ﷺ: (إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه).

 

 

4741 - حدثنا عمرو بن عون: حدثنا حماد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: أتت النبي ﷺ امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله ﷺ، فقال: (ما لي في النساء من حاجة). فقال رجل: زوجنيها، قال: (أعطيها ثوبا). قال: لا أجد، قال: (أعطها ولو خاتما من حديد). فاعتل له، فقال: (ما معك من القرآن). قال: كذا وكذا، قال: (فقد زوجتكها بما معك من القرآن).

 

 

[2186] 22 - باب: القراءة عن ظهر القلب.

 

 

4742 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: أن امرأة جاءت رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله ﷺ، فصعد النظر إليها وصوبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال: (هل عندك من شيء). فقال: لا والله يا رسول الله، قال: (اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا). فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ما وجدت شيئا، قال: (انظر ولو خاتما من حديد). فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري - قال سهل: ما له رداء - فلها نصفه، فقال رسول الله ﷺ: (ما تصنع بإزارك، إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك شيء). فجلس الرجل حتى طال مجلسه، ثم قام فرآه رسول الله ﷺ موليا، فأمر به فدعي، فلما جاء قال: (ماذا معك من القرآن). قال: معي سورة كذا وسورة كذا وسورة كذا، عدها، قال: (أتقرؤهن عن ظهر قلبك). قال: نعم، قال: (اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن).

 

 

[2186] 23 - باب: استذكار القرآن وتعاهده. 4743 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: (إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة: إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت).

 

 

4744/4745 - حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال النبي ﷺ: (بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل نسي، واستذكروا القرآن، فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم).

 

 

(4745) - حدثنا عثمان: حدثنا جرير، عن منصور مثله. تابعه بشر عن ابن المبارك عن شعبة. وتابعه جريج، عن عبدة، عن شقيق: سمعت عبد الله: سمعت النبي ﷺ. [4752] 4746 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: (تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفصيا من الإبل من عقلها).

 

 

24 - باب: القراءة على الدابة. 4747 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة قال: أخبرني أبو إياس قال: سمعت عبد الله بن مغفل قال: رأيت رسول الله ﷺ يوم فتح مكة، وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح.

 

 

[4031] 25 - باب: تعليم الصبيان القرآن.

 

 

4748/4749 - حدثني موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم. قال: وقال ابن عباس: توفي رسول الله ﷺ، وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم. (4749) - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: جمعت المحكم في عهد رسول الله ﷺ، فقلت له: وما المحكم؟ قال: المفصل. 26 - باب: نسيان القرآن، وهل يقول: نسيت آية كذا وكذا؟.

 

 

وقول الله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى. إلا ما شاء الله} /الأعلى: 6، 7/. 4750/4751 - حدثنا ربيع بن يحيى: حدثنا زائدة: حدثنا هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع النبي ﷺ رجلا يقرأ في المسجد فقال: (يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، من سورة كذا).

 

 

حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون: حدثنا عيسى، عن هشام، وقال: (أسقطتهن من سورة كذا). تابعه علي بن مسهر، وعبدة، عن هشام. (4751) - حدثنا أحمد بن أبي رجاء، هو أبو الوليد الهروي: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: سمع رسول الله ﷺ رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: (يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا).

 

 

[2512] 4752 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال النبي ﷺ: (بئس ما لأحدهم، يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي).

 

 

[4744] 27 - باب: من لم ير بأسا أن يقول: سورة البقرة، وسورة كذا وكذا.

 

 

4753 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثنا إبراهيم، عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال النبي ﷺ: (الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما من ليلة كفتاه).

 

 

[3786] 4754 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن حديث المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري: أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله ﷺ، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله ﷺ، فكدت أساوره في الصلاة، فانتظرته حتى سلم فلببته، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله ﷺ، فقلت له: كذبت، فوالله إن رسول الله ﷺ لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك، فانطلقت به إلى رسول الله ﷺ أقوده، فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وإنك أقرأتني سورة الفرقان، فقال: (يا هشام أقرأها). فقرأها القراءة التي سمعته، فقال رسول الله ﷺ: (هكذا أنزلت). ثم قال: (اقرأ يا عمر). فقرأتها التي أقرأنيها، فقال رسول الله ﷺ: (هكذا أنزلت). ثم قال رسول الله ﷺ: (إن القرآن أنزل على سبعة حروف، فاقرؤوا ما تيسر منه).

 

 

[2287] 4755 - حدثنا بشر بن آدم: أخبرنا علي بن مسهر: أخبرنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع النبي ﷺ قارئا يقرأ من الليل في المسجد، فقال: (يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، أسقطها من سورة كذا وكذا).

 

 

[2512] 28 - باب: الترتيل في القراءة.

 

 

وقوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا} /المزمل: 4/. وقوله: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث} /الإسراء: 106/. وما يكره أن يهذ كهذ الشعر. {يفرق} /الدخان: 4/: يفصل. قال ابن عباس: فرقناه: فصلناه. 4756 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا مهد بن ميمون: حدثنا واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: غدونا على عبد الله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي ﷺ، ثماني عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم.

 

 

[742] 4757 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}. قال: كان رسول الله ﷺ إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله الآية التي في: {لا أقسم بيوم القيامة}: {لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه} فإن علينا أن نجمعه في صدرك {وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}: فإذا أنزلناه فاستمع. {ثم إن علينا بيانه}. قال: إنا علينا أن نبينه بلسانك. قال: وكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله.

 

 

[5] 29 - باب: مد القراءة.

 

 

4758/4759 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا جرير بن حازم الأزدي: حدثنا قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي ﷺ فقال: كان يمد مدا (4759) - حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا همام، عن قتادة قال: سأل أنس: كيف كانت قراءة النبي ﷺ؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. 30 - باب: الترجيع.

 

 

4760 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة: حدثنا أبو إياس قال: سمعت عبد الله بن مغفل قال: رأيت النبي ﷺ يقرأ وهو على ناقته، أو جمله، وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح، قراءة لينة، يقرأ وهو يرجع.

 

 

[4031] 31 - باب: حسن الصوت بالقراءة للقرآن.

 

 

4761 - حدثنا محمد بن خلف أبو بكر: حدثنا أبو يحيى الحماني: حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال له: (يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود).

32 - باب: من أحب أن يسمع القرآن من غيره.

 

 

4762 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي، عن الأعمش قال: حدثني إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال لي النبي ﷺ: (اقرأ علي القرآن). قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (إني أحب أن أسمعه من غيري).

 

 

[4306] 33 - باب: قوله المقرئ للقارئ: حسبك.

 

 

4763 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي النبي ﷺ: (اقرأ علي). قلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (نعم). فقرأت سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}. قال: (حسبك الآن). فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.

 

 

[4306] 34 - باب: في كم يقرأ القرآن.

 

 

وقول الله تعالى: {فاقرؤوا ما تيسرمنه} / المزمل: 20/0 4764 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: قال لي ابن شبرمة: نظرت كم يكفي الرجل من القرآن، فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات، فقلت: لا ينبغي لأحد أن يقرأ أقل من ثلاث آيات. قال علي: قال سفيان: أخبرنا منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد: أخبره علقمة، عن أبي مسعود، ولقيته وهو يطوف بالبيت، فذكر قول النبي ﷺ: (أن من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه).

 

 

[3786] 4765/4767: حدثنا موسى: حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كنته فيسألها عن بعلها، فتقول: نعم الرجل من رجل، لم يطأ لنا فراشا، ولم يفتش لنا كنفا مذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه، ذكر للنبي ﷺ، فقال: (القني به). فلقيته بعد، فقال: (كيف تصوم). قلت: كل يوم، قال: (وكيف تختم). قلت: كل ليلة، قال: (صم في كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر). قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: (صم ثلاثة أيام في الجمعة). قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: (أفطر يومين وصم يوما). قال: قلت: أطيق أكثرمن ذلك، قال: (صم أفضل الصوم، صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة). فليتني قبلت رخصة رسول الله ﷺ، وذاك أني كبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من النهار، ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما، وأحصى وصام أياما مثلهن، كراهية أن يترك شيئا فارق النبي ﷺ عليه.

 

 

قال أبو عبد الله: وقال بعضهم: في ثلاث وفي خمس، وأكثرهم على سبع.

 

(4766) - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو: قال لي النبي ﷺ: (في كم تقرأ القرآن).

 

 

(4767) - حدثني إسحاق: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن، مولى بني زهرة، عن أبي سلمة قال: وأحسبني قال: سمعت أنا من أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: (أقرإ القرآن في شهر). قلت: إني أجد قوة، حتى قال: (فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك).

 

 

[1079] 35 - باب: البكاء عند قراءة القرآن.

 

 

4768/4769 - حدثنا صدقة: أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله: قال يحيى: بعض الحديث عن عمرو بن مرة، قال النبي ﷺ. وحدثنا مسدد، عن يحيى، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله. قال الأعمش: وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرة، عن إبراهيم وعن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: (اقرأ علي). قال: قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (إني أشتهي أن أسمعه من غيري). قال: فقرأت النساء حتى إذا بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}. قال لي: (كف، أو أمسك). فرأيت عينيه تذرفان. (4769) - حدثنا قيس بن حفص: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال لي النبي ﷺ: (اقرأ علي). قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (إني أحب أن أسمعه من غيري).

 

 

[4306] 36 - باب: إثم من راءى بقراءة القرآن، أو تأكل به، أو فخر به.

 

 

4770 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة: قال علي رضي الله عنه: سمعت النبي ﷺ يقول: (يأتي في آخر الزمان قوم، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من غير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).

 

 

[3415] 4771 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعد الخدري رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا، وينظر في القدح فلا يرى شيئا، وينظر في الريش فلا يرى شيئا، ويتمارى في الفوق).

 

 

[3414]

 

4772 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: (المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة، ريحها طيب وطعمها مر. ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة، طعمها مر، أو خبيث، وريحها مر).

 

 

[4732] 37 - باب: (اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم).

 

 

4773/4774 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله، عن النبي ﷺ قال: (اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه).

 

 

(4774) - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا سلام ابن أبي مطيع، عن أبي عمران الجوني، عن جندب: قال النبي ﷺ: (اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه).

 

 

تابعه الحارث بن عبيد، وسعيد بن زيد، عن أبي عمران. ولم يرفعه حماد ابن سلمة وأبان. وقال غندر، عن شعبة، عن أبي عمران: سمعت جندبا، قوله. وقال ابن عون، عن أبي عمران، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر، قوله، وجندب أصح وأكثر. [6930، 6931] 4775 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، عن عبد الله: أنه سمع رجل يقرأ آية، سمع النبي ﷺ خلافها، فأخذت بيده، فانطلقت به إلى النبي ﷺ، فقال: (كلاكما محسن، فاقرءا). أكبر علمي قال: (فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكوا).

 

 

[2279]

 

70 - كتاب النكاح 1 - باب: الترغيب في النكاح

 

 

لقوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من نساء} /النساء: 2/. 4776 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر: أخبرنا حميد ابن أبي حميد الطويل: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي ﷺ، يسألون عن عبادة النبي ﷺ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي ﷺ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله ﷺ فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).

 

 

4777 - حدثنا علي: سمع حسان بن إبراهيم: عن يونس بن يزيد: عن الزهري قال: أخبرني عروة: أنه سأل عائشة عن قوله تعالى:{وأن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أوما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}. قالت: يا بن أختي، اليتيمة تكون في حجر وليها، فيرغب في مالها وجمالها، يريد أن ينتقص صداقها، فنهوا عن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن فيكملوا الصداق، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء.

 

 

[2362]. 2 - باب: قول النبي ﷺ: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر أحصن للفرج). وهل يتزوج من لا أرب له في النكاح.

 

 

4778 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعشى قال: حدثني إبراهيم، عن علقمة قال: كنت مع عبد الله، فلقيه عثمان بمنى، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إن لي إليك حاجة، فخلوا، فقال عثمان: هل لك يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكرا تذكرك ما كنت تعهد ؟ فلما رأى عبد الله أن ليس له حاجة إلى هذا أشار إلي، فقال: يا علقمة، فانتهيت إليه، وهو يقول: أما لئن قلت ذلك لقد قال لنا النبي ﷺ يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

 

 

[1806]. 3 - باب: من لم يستطغ الباءة فليصم

 

 

4779 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعشى قال: حدثني عمارة: عن عبد الرحمن بن يزيد قال: دخلت مع علقمة الأسود على عبد الله، فقال عبد الله: كنا مع النبي ﷺ شبابا لا نجد فقال لنا رسول الله ﷺ: (يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء).

 

 

[ر: 1806] 4 - باب: كثرة النساء

 

 

4780 - حدثنا أبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عطاء قال: حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسرف، فقال: ابن عباس: هذه زوجة النبي ﷺ، فاذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها ولا تزلزلوها وارفقوا، فإنه كان عند النبي ﷺ تسع، كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة

 

 

4781 - حدثنا مسدد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي ﷺ كان يطوف على نسائه في كل ليلة، وله تسع نسوة.

 

 

وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة: أن أنسا حدثهم، عن النبي ﷺ. [265] 4782 - حدثنا علي بن الحكم الانصاري: حدثنا أبوعوانة، عن رقبة، عن طلحة اليامي، عن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس: هل تزوجت ؟ قلت: لا، قال: فتزوج، فأن خير هذه الأمة أكثرها نساء.

 

 

5 - باب: من هاجر أوعمل خيرا لتزويج امرأة فله ما نوى 4783 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (العمل بالنية، وأنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله ﷺ، ومن كانت هجرته إلى الدنيا يصيبها، أوامرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر اليه).

 

 

[1] 6 - باب: تزويج المعسر الذي معه القرآن والإسلام.

 

 

فيه سهل بن سعد، عن النبي ﷺ. [2186] 4784 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا إسماعيل قال: حدثني قيس، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نغزو مع النبي ﷺ ليس لنا نساء، فقلنا يارسول الله، ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك.

 

 

[4339]. 7 - باب: قول الرجل لأخيه: انظر أي زوجتي شئت حتى أنزل لك عنها

 

 

رواه عبد الرحمن بن عوف. [1943] 4785 - حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن حميد الطويل قال: سمعت أنس بن مالك قال: قدم عبد الرحمن بن عوف، فآخى النبي ﷺ بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وعند الأنصاري أمرأتان، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال: بارك الله في أهلك ومالك، دلوني على السوق، فأتى السوق فربح شيئا من أقط وشيئا من سمن، فرآه النبي ﷺ بعد أيام وعليه وضر من صفرة، فقال: (مهيم يا عبد الرحمن) فقال: تزوجت أنصارية، قال: (فما سقت اليها)، قال وزن نواة من ذهب، قال: (أولم ولو بشاة).

 

 

[1944]. 8 - باب: ما يكره من التبتل والخصاء.

 

 

4786 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا إبراهيم بن سعد: أخبرنا ابن شهاب: سمع سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: رد رسول الله ﷺ على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا.

 

 

حدثنا أبو اليمامة: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: اخبرني سعيد بن المسيب: أنه سمع بن أبي وقاص يقول: لقد رد ذلك - يعني النبي ﷺ - على عثمان بن مظعون، ولوأجاز له التبتل لاختصينا.

 

4787 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن إسماعيل، عن قيس قال: قال عبد الله: كنا نغزو مع رسول الله ﷺ وليس لنا شيء فقلنا ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب، ثم قرأ علينا: {يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين}.

 

 

[4339]. 4788 - وقال أصبغ: أخبرني ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني رجل شاب، وأنا أخاف على نفسي العنت،

 

 

ولا أجد ما أتزوج به النساء، فسكت عني، ثم قلت مثل ذلك، فسكت عني ثم قلت مثل ذلك، فقال النبي ﷺ: (يا أبا هريرة، جف القلم بما أنت لاق: فاختص على ذلك أو ذر). 9 - باب: نكاح الأبكار وقال ابن أبي مليكة: قال ابن عباس لعائشة: لم ينكح النبي ﷺ بكرا غيرك. [4476]. 4789 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، أرايت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجرا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال: (في التي لم يرتع منها). تعني أن رسول الله ﷺ لم يتزوج بكرا غيرها.

 

 

4790 - حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبوأسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: (أريتك في المنام مرتين، أذا رجل يحملك في سرقة حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشفها فإذا هي أنت، فيقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه).

 

 

[3682]. 10 - باب: تزويج الثيبات.

 

 

وقالت أم حبيبة: قال لي النبي ﷺ: (لا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن). [4813] 4791/4792 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا هشيم: حدثنا سيار، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: قفلنا مع النبي ﷺ من غزوة فتعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل، فإذا النبي ﷺ، فقال: (ما يعجلك). قلت: كنت حديث عهد بعرس، قال: (أبكرا أم ثيبا). قلت: ثيبا، قال: (فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك). قال: فلما ذهبنا لندخل، قال: (امهلوا، حتى تدخلوا ليلا - أي عشاء - لكي تمشط الشعثة وتستحد المغيبة). (4792) - حدثنا أدم: حدثنا شعبة: حدثنا محارب قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: تزوجت، فقال لي رسول الله ﷺ: (ما تزوجت). فقلت: تزوجت ثيبا، فقال: (ما لك وللعذارى ولعابها) فذكرت ذلك لعمرو بن دينار، فقال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال لي رسول الله ﷺ: (هلا جارية تلاعبها وتلاعبك).

 

 

[432]. 11 - باب: تزويج الصغار من الكبار. 4793 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن يزيد، عن عراك: أن النبي ﷺ خطب عائشة إلى أبي بكر، فقال له أبو بكر: إنما أنا أخوك، فقال: (أنت أخي في دين الله وكتابه، وهي لي حلال).

 

 

12 - باب: إلى من ينكح، وأي النساء خير، وما يستحب أن يتخير لنطفه من غير أيجاب. 4794 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولده في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده).

 

 

[3251] 13 - باب: اتخاذ السراري، ومن أعتق جاريته ثم تزوجها. 4795 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد: حدثنا صالح بن صالح الهمذاني: حدثنا الشعبي قال: حدثني أبو بردة، عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: (أيما رجل كانت عنده وليدة، فعلمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران. وأيما رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بي فله أجران. وأيما مملوك أدى حق مواليه وحق ربه فله أجران).

 

 

قال الشعبي: خذها بغير شيء قد كان الرجل يرحل فيما دونها إلى المدينة. وقال أبو بكر، عن ابن حصين، عن أبي بردة، عن النبي ﷺ: (أعتقها ثم أصدقها). [97]. 4796 - حدثنا سعيد بن تليد قال: أخبرني ابن وهب قال: أخبرني جرير ابن حازم، عن أيوب، عن محمد عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ. حدثنا سليمان، عن حماد بن يزيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة: لم يكذب أبراهيم إلا ثلاث كذبات: بينما أبراهيم مر بجبار ومعه سارة - فذكر الحديث - فاعطاها هاجر، قالت كف الله يد الكافر وأخدمني آجر. قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء.

 

 

[2104] 4797 - حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: أقام النبي ﷺ بين خيبر والمدينة ثلاثل يبنى عليه بصفية بنت حيي، فدعوت المسلمين إلى وليمته، فما كان فيها من خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع، فألقي فيها من التمر والأقط والسمن، فكانت وليمته، فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين، أومما ملكت يمينه، فقالوا أن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وأن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه فلما ارتحل وطى لعا خلفه، ومد الحجاب بينها وبين الناس.

 

 

[364] 14 - باب: من جعل عتق الأمة صداقها.

 

 

4798 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حماد، عن ثابت وشعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها.

 

 

[364] 15 - باب: تزويج المعسر.

 

 

لقوله تعالى {أن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله} /النور: 32/. 479 - حدثنا قتيبة: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: جاءت امراة إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله جئت أهب لك نفسي، قال: فنظر إليها رسول الله ﷺ فصعد النظر فيها وصوبه، ثم طأطأ رسول الله ﷺ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله، أن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال: (وهل عندك من شيء). قال: لا والله يا رسول الله، فقال: (اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا). فذهب ثم رجع فقال: لا والله ما وجدت شيئا، فقال رسول الله ﷺ: (انظر ولو خاتم من حديد). فذهب ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله، ولا خاتم من حديد، ولكن هذا إزاري - قال سهل: ما له رداء - فلها نصفه، فقال رسول الله ﷺ: (وما تصنع بإزارك، إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك شيء). فجلس الرجل حتى أذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله ﷺ موليا، فأمر به فدعي، فلما جاء قال: (ماذا معك من القرآن). قال: معي سورة كذا وسورة كذا، عددها، فقال: (تقرؤهن عن ظهر قلبك). قال: نعم، قال (اذهب قد ملكتكها بما معك من القرآن).

 

 

[2186] 16 - باب: الأكفاء في الدين.

 

 

وقوله: {وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا} /الفرقان: 54/. 4800 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها: أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وكان ممن شهد بدرا مع النبي ﷺ، تبنى سالما، وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد ابن عتبة بن ربيعة، وهو مولى لإمرأة من الأنصار، كما تبنى النبي ﷺ زيدا، وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه، حتى أنزل الله: {ادعوهم لأبائهم - إلى قوله - ومواليكم}. فردوا إلى أبائهم، فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري - وهي امرأة أبي حذيفة - النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله إنا كنا نرى سالما ولدا، وقد أنزل الله فيه ما قد علمت.. فذكر الحديث.

 

 

[3778] 4801 - حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: دخل رسول الله ﷺ على ضباعة بنت الزبير فقال لها: (لعلك أردت الحج). قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال لها: (حجي واشترطي، قولي: اللهم محلي حيث حبستني). وكانت تحت المقداد بن الأسود.

 

 

4802 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريره رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).

 

 

4803 - حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال: مر رجل على رسول الله ﷺ فقال: (ما تقولون في هذا). قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يسمع. قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: (ما تقولون في هذا). قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع. فقال رسول الله ﷺ: (هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)

 

 

[6082] 17 - باب: الأكفاء في المال وتزويج المقل المثرية.

 

 

4804 - حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة: أنه سأل عائشة رضي الله عنها: {وأن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى}. قالت: يا ابن أختي، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها، فيرغب في مالها وجمالها، ومالها، ويريد أن ينتقص صداقها، فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا في إكمال الصداق، وأمروا بنكاح من سواهن قالت: واستفتى الناس رسول الله ﷺ بعد ذلك، فأنزل الله: {ويستفتونك في النساء - إلى - وترغبون أن تنكحوهن} فأنزل الله لهم: أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ونسبها في إكمال الصداق، وإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال، تركوها وأخذوا غيرها من النساء، قالت: فكما يتركونها حين يرغبون عنها، فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها، إلا أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى في الصداق.

 

 

[2362] 18 - باب: ما يتقى من شؤم المرأة.

 

 

وقول تعالى: {إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم} /التغابن: 14/.

 

4805/4806 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قال: (الشؤم في المرأة، والدار، والفرس)

 

 

(4806) - حدثنا محمد بن منهال: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا عمر بن محمد العسقلاني، عن أبيه، عن ابن عمر قال: ذكروا الشؤم عند النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: (أن كان الشؤم في شيء ففي الدار، والمرأة، والفرس).

 

 

[1993] 4807 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: أن رسول الله ﷺ قال: (أن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن).

 

 

[2704]

 

4808 - حدثنا أدم: حدثنا شعبة، عن سليمان التميمي قال: سمعت أبا عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: عن النبي ﷺ قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

19 - باب: الحرة تحت العبد.

 

 

4809 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان في بريرة ثلاث سنن: عتقت فخيرت، وقال رسول الله ﷺ: (الولاء لمن أعتق). ودخل رسول الله ﷺ وبرمة على النار فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت، فقال (ألم أر البرمة). فقيل لحم تصدق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة. قال هو عليها صدقة ولنا هدية).

 

 

]4975، 5114 [ 20 - باب: لا يتزوج أكثر من أربع.

 

 

لقوله: {مثنى وثلاث ورباع} /النساء: 2/: وقال علي بن الحسين عليهما السلام: يعني مثنى أو ثلاث أو رباع. وقوله جل ذكره: {أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} /فاطر: 1/: يعني مثنى أو ثلاث أو رباع. 4810 - حدثنا محمد: أخبرنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى}. قالت: اليتيمة تكون عند الرجل وهو وليها، فيتزوجها على مالها، ويسيء صحبتها، ولا يعدل في مالها، فليتزوج ما طاب له من النساء سواها، مثنى وثلاث ورباع. [2362] 21 - باب: {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم] / النساء: 23/

 

 

ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب. 4811 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة بنت عبد الرحمن: أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرتها: أن رسول الله ﷺ كان عندها، وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة، قالت: فقلت: يا رسول الله، هذا رجل يستأذن في بيتك، فقال النبي ﷺ: (أراه فلانا). لعم حفصة من الرضاعة، قالت عائشة: لو كان فلانا حيا - لعمها من الرضاعة - دخل علي؟ فقال: (نعم، الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة).

 

 

[2503] 4812 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال: قيل للنبي ﷺ: ألا تتزوج ابنة حمزة ؟ قال: (أنها ابنة أخي من الرضاعة).

 

 

وقال بشر بن عمر: حدثنا شعبة: سمعت قتادة: سمعت جابر بن زيد: مثله. [2502] 4813 - حدثنا الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها: أنها قالت: يارسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان، فقال: (أوتحبين ذلك). فقلت: نعم، لست لك بمخلية، وأحب من شاركني في الخير أختي، فقال النبي ﷺ: (إن ذلك لا يحل لي). قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة؟ قال: (بنت أم سلمة). قلت: نعم، فقال: (لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، أنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن).

 

 

قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهب، كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبي ﷺ، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشرحيبة، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة. [4817، 4818، 4831، 5057] 22 - باب: من قال لا رضاع بعد حولين. لقوله تعالى: {حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة}. /البقرة: 233/ وما يحرم من قليل الرضاع ومن كثيره 4814 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن الأشعث، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي ﷺ دخل عليها وعندها رجل، فكأنه تغير وجهه، كأنه كره ذلك، فقالت: إنه أخي، فقال (انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة).

 

 

[2504] 23 - باب: لبن الفحل.

 

 

4815 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة: أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها، وهوعمها من الرضاعة، بعد أن نزل الحجاب، فأبيت أن آذن له، فلما جاء رسول الله ﷺ أخبرته بالذي صنعت، فأمرني أن آذن له.

 

 

[2501] 24 - باب: شهادة المرضعة.

 

 

4816 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم: أخبرنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: حدثني عبيد بن أبي مريم، عن عقبة ابن الحارث قال: وقد سمعته من عقبة لكني لحديث عبيد أحفظ، قال: تزوجت امرأة فجاءتنا امراة سوداء، فقال: أرضعتكما، فأتيت النبي ﷺ فقلت: تزوجت فلانة بنت فلان، فجاءتنا امراة سوداء فقالت لي: إني قد أرضعتكما، وهي كاذبة فأعرض عني، فأتيته من قبل وجهه، قلت: إنها كاذبة، قال: (كيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتكما، دعها عنك). وأشار إسماعيل بإصبعيه السبابة والوسطى، يحكي أيوب. [88] 25 - باب: ما يحل من النساء وما يحرم. وقوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخوتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت - إلى أخر الآيتين إلى قوله - أن الله كان عليما حكيما}. /النساء: 23، 24/ وقال أنس: {والمحصنات من النساء} ذوات الأزواج الحرائر حرام {إلا ما ملكت أيمانكم} لا يرى بأسا أن ينتزع الرجل جاريته من عبده. وقال: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن}. /البقرة: 221/. وقال ابن عباس: ما زاد على أربع فهو حرام كأمه وابنته وأخته. وقال لنا أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان: حدثني حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: حرم من النسب سبع، ومن الصهر سبع. ثم قرأ: {حرمت عليكم أمهاتكم}. الأية. وجمع عبد الله بن جعفر بين ابنة علي وامرأة علي، وقال: ابن سيرين لا بأس به، وكرهه الحسن مرة، ثم قال: لا بأس به وقال عكرمة، عن ابن عباس: إذا زنى بأخت امرأته لم تحرم عليه امرأته. ويروى عن يحيى الكندي، عن الشعبي وأبي جعفر: فيمن يلعب بالصبي: أن أدخله فيه فلا يتزوجن أمه، ويحيى هذا غير معروف ولم يتابع عليه. قال عكرمة، عن ابن عباس: إذا زنى بها لم تحرم عليه امرأته، ويذكر عن أبي نصر: أن ابن عباس حرمه، وأبوه نصر هذا لم يعرف بسماعه من ابن عباس. ويروى عن عمران بن حصين، وجابر بن زيد، والحسن، وبعض أهل العراق: تحرم عليه. وقال أبو هريرة: لا تحرم حتى يلزق بالأرض، يعني يجامع. وجوزه ابن المسيب وعروة والزهري، وقال الزهري: قال علي: لا تحرم، وهذا مرسل. 26 - باب: {وربائبكم اللاتي في حجوركم من النساء اللاتي دخلتم بهن} /النساء: 23/.

 

وقال ابن عباس: الدخول والمسيس واللماس هو الجماع. ومن قال: بنات ولدها من بناته في التحريم. لقول النبي ﷺ لأم حبيبة: (لا تعرضن علي بناتكن). وكذلك حلائل ولد الأبناء هن حلائل الأبناء. وهل تسمى الربيبة وأن لم تكن في حجره. ودفع النبي ﷺ ربيبة له إلى من يكفلها، وسمى النبي ﷺ ابن ابنه ابنا. [3536]. 4817 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا هشام، عن أبيه، عن زينب، عن أم حبيبة قالت: قلت: يا رسول الله، هل لك في بنت أبي سفيان ؟ قال: (فأفعل ماذا). قلت: تنكح، قال: (أتحبين). قلت: لست لك بمخلية، وأحب من شركني فيك أختي، قال: (إنها لا يحل لي). قلت: بلغني أنك تخطب، قال: (ابنة أم سلمة). قلت: نعم، قال: (لو لم تكن ربيبتي ما حلت لي، أرضعتني وأباها ثويبة، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن).

 

 

وقال الليث: حدثنا هشام: درة بنت أبي سلمة. [4813]. 27 - باب: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف}./النساء: 23/.

 

 

4818 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أن عروة عن الزبير أخبره: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أن أم حبيبة قالت: قلت: يا رسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان، قال: (وتحبين). قلت: نعم، لست لك بمخلية، وأحب من شاركني في خير أختي، فقال النبي ﷺ: (إن ذلك لا يحل لي). قلت:يا رسول الله، فوالله أنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة، قال: (بنت أم سلمة). فقلت: نعم، قال: (فوالله لو لم تكن في حجري ما حلت لي، أنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن).

 

 

[4813]. 28 - باب: لاتنكح المرأة على عمتها.

 

 

4819/4821 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عاصم، عن الشعبي: سمع جابرا رضي الله عنه قال: نهى رسول الله ﷺ أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها.

 

 

وقال داود وابن عون، عن الشعبي، عن أبي هريرة. (4820) - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (لا يجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها). (4821) - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله قال: أخبرني يونس، عن الزهري قال: حدثنا قبيصة بن ذؤيب: أنه سمع أبا هريرة يقول: نهى النبي ﷺ أن تنكح المرأة على عمتها، والمرأة وخالتها. فنرى خالة أبيها بتلك المنزلة، لأن عروة حدثني عن عائشة قالت: حرموا من الرضاعة ما يحرم من النسب. 29 - باب: الشغار.

 

 

4822 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ نهى عن الشغار. والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته، ليس بينهما صداق.

 

 

[6559] 30 - باب: هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد. 4823 - حدثنا محمد بن سلام: حدثنا ابن فضيل: حدثنا هشام، عن أبيه قال: كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي ﷺ، فقالت عائشة: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل، فلما نزلت: {ترجئ من تشاء منهن}. قلت: يا رسول الله، ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. رواه أبو سعيد المؤدب، ومحمد بن بشر، وعبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، يزيد بعضهم على بعض.

 

 

[4510] 31 - باب: نكاح المحرم. 4824 - حدثنا مالك بن إسماعيل: أخبرنا ابن عيينة: أخبرنا عمرو: حدثنا جابر بن زيد قال: أنبأنا ابن عباس رضي الله عنهما: تزوج النبي ﷺ وهو محرم.

 

 

[1740] 32 - باب: نهى رسول الله ﷺ عن نكاح المتعة آخرا.

 

 

4825 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا ابن عيينة: أنه سمع الزهري يقول: أخبرني الحسن بن محمد بن علي، وأخوه عبد الله، عن أبيهما: أن عليا رضي الله عنه قال لابن عباس: إن النبي ﷺ نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية، زمن خيبر.

 

 

[3979] 4826 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس: يسأل عن متعة النساء فرخص، فقال له مولى له: إنما ذلك في الحال الشديد وفي النساء قلة ؟ أونحوه، فقال ابن عباس: نعم

 

 

4827 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: قال عمرو، عن الحسن بن محمد، عن جابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع قالا: كنا في جيش، فأتانا رسول رسول الله ﷺ فقال: إنه قد أذن لكم أن تستمتعوا، فاستمتعوا. وقال ابن أبي ذئب: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، عن رسول الله ﷺ: (أيما رجل وامرأة توافقا، فعشرة ما بينهما ثلاث ليال، فإن أحبا أن يتزايدا، أويتتاركا تتاركا). فما أدري أشيء كان لنا خاصة، أم للناس عامة. قال أبوعبد الله: وبينه علي عن النبي ﷺ أنه منسوخ. 33 - باب: عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح.

 

 

4828 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا مرحوم قال: سمعت ثابتا البناني قال: كنت عند أنس، وعنده ابنة له، قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ تعرض عليه نفسها، قالت يا رسول الله، ألك بي حاجة ؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءك، واسوأتاه واسوأتاه، قال هي خير منك، رغبت في النبي ﷺ فعرضت عليه نفسها.

 

 

[5772]. 4829 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل، أن امرأة عرضت نفسها على النبي ﷺ، فقال له رجل: يا رسول الله زوجنيها، فقال: (ما عندك). قال: ما عندي شيء، قال: (اذهب فالتمس ولوخاتم من حديد). فذهب ثم رجع، فقال: لا والله ما وجدت شيئا ولا خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري ولها نصفه، قال سهل: ما له رداء، فقال النبي ﷺ: (وما تصنع بإزارك، إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء). فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه النبي ﷺ فدعاه أودعي له، فقال له: (ماذا معك من القرآن). فقال: معي سورة كذا وسورة كذا، لسور يعددها، فقال النبي ﷺ: (أملكناكها بما معك من القرآن).

 

 

[2186] 34 - باب: عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير.

 

 

4830 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح ابن كيسان، عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم بن عبد الله: أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث: أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله ﷺ، فتوفي بالمدينة، فقال عمر ابن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله ﷺ فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: قلت: نعم، قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي، إلا أني كنت علمت أن رسول الله ﷺ قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله ﷺ، ولو تركها رسول الله ﷺ قبلتها.

 

 

[3783] 4831 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أن أم حبيبة قالت لرسول الله ﷺ: أنا قد تحدثنا أنك ناكح درة بنت أبي سلمة، فقال رسول الله ﷺ: (أعلى أم سلمة ؟ لو لم أنكح أم سلمة ما حلت لي، إن أباها أخي من الرضاعة).

 

 

[4813] 35 - باب: قول الله جل وعز: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكنتم في أنفسكم علم الله - الأية إلى قوله - غفور رحيم}. /البقرة: 235/.

 

 

أكنتم: أضمرتم، وكل شيء صنته وأضمرته فهو مكنون.

 

وقال لي طلق: حدثنا زائدة، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس: {فيما عرضتم به من خطبة النساء}. يقول: إني أريد التزويج ولوددت أنه تيسر لي امرأة صالحة. وقال القاسم: يقول إنك علي كريمة، وإني فيك لراغب، وأن الله لسائق إليك خيرا، أونحو هذا. وقال عطاء: يعرض ولا يبوح، يقول أن لي حاجة، وأبشري، وأنت بحمد الله نافقة، وتقول هي: قد أسمع ما تقول، ولا تعد شيئا، ولا يواعد وليها بغير علمها، وأن واعدت رجلا في عدتها، ثم نكحها بعد أن يفرق بينهما. وقال الحسن: {لا تواعدوهن سرا} الزنا ويذكر عن ابن عباس: {حتى يبلغ الكتاب أجله} تنقضي العدة. 36 - باب: النظر إلى المرأة قبل التزويج.

 

 

4832 - حدثنا مسدد: حدثنا حماد بن يزيد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ: (رأيتك في المنام، يجيء بك الملك في سرقة من حرير، فقال لي: هذه امرأتك، فكشف عن وجهك الثوب فإذا هي أنت، فقلت: إن يك هذا من عند الله يمضه)

 

 

[3682] 4833 - حدثنا قتيبة: حدثنا يعقوب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: أن امرأة جاءت إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله ﷺ فصعد النظر إليها وصوبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: أي رسول الله، أن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال: (هل عندك من شيء). فقال: لا والله يا رسول الله، قال: (اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا). فذهب ثم رجع فقال: لا والله رسول الله ما وجدت شيئا، قال: (انظر ولو خاتما من حديد). فذهب ثم رجع، فقال:لا والله يا رسول الله ولا خاتم من حديد، ولكن هذا إزاري - قال سهل: ما له من رداء - فلها نصفه، فقال رسول الله ﷺ: (وما تصنع بإزارك، إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك شيء). فجلس الرجل حتى طال مجلسه، ثم قام، فرآه رسول الله ﷺ موليا فأمر به فدعي، فلما جاء قال: (ماذا معك من القرآن). قال: معي سورة كذا وسورة كذا، عددها، فقال: (أتقرؤهن عن ظهر قلبك). قال: نعم، قال (اذهب قد ملكتكها بما معك من القرآن).

 

 

[2186] 37- باب من قال: لا نكاح إلا بولي.

 

 

لقول الله تعالى: {قلا تعضلوهن} /البقرة: 232/. فدخل فيه الثيب، وكذلك البكر. وقال: {ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا} /البقرة: 221/. وقال: {وانكحوا الأيامى منكم} /النور: 32/. 4834 - قال يحيى بن سليمان: حدثنا ابن وهب، عن يونس. وحدثنا أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرته: أن النكاح في الجاهلية كان على أربع أنحاء: فنكاح منها نكاح الناس اليوم: يخطب الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فيصدقها ثم ينكحها. ونكاح آخر: كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا، حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع. ونكاح أخر: يجتمع الرهط ما دون العشرة، فيدخلون على المرأة، كلهم يصيبها، فأذا حملت ووضعت، ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها، أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت، فهو ابنك يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها، لا يستطيع أن يمتنع منه الرجل. ونكاح رابع: يجتمع الناس كثيرا، فيدخلون على المرأة، لا تمتنع ممن جاءها، وهن البغايا، كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما، فمن أراد دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعوا القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاط به، ودعي ابنه، لا يمتنع من ذلك فلما بعث النبي ﷺ بالحق، هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم.

 

 

4835 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن هشام: بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: {وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لاتؤتوهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن}. قالت: هذا في اليتيمة التي تكون عند الرجل،

 

 

لعلها أن تكون شريكته في ماله، وهو أولى بها، فيرغب عنها أن ينكحها، فيعضلها لمالها، ولا ينكحها غيره، كراهية أن يشركه أحد في مالها. [2362] 4836 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر: حدثنا الزهري قال: أخبرني سالم: أن ابن عمر أخبره: أن عمر، حين تأيمت حفصة بنت عمر من ابن حذافة السهمي، وكان من أصحاب النبي ﷺ من أهل بدر، توفي بالمدينة، فقال عمر: لقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه فقلت: أن شئت انكحتك حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة.

 

 

[3783] 4837 - حدثنا أحمد بن أبي عمرو قال: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم عن يونس، عن الحسن: {فلا تعضلوهن} قال: حدثني معقل بن يسار: أنها نزلت فيه، قال: زوجت أختا لي من رجل فطلقها، حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له: زوجتك وفرشتك وأكرمتك، فطلقتها، ثم جئت تخطبها، لا والله لا تعود إليك أبدا وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه، فأنزل الله هذه الآية: {فلا تعضلوهن} فقلت: الآن أفعل يا رسول الله، قال فزوجها إياه.

 

 

[4255] 38 - باب: إذا كان الولي هو الخاطب.

 

 

وخطب المغيرة بن شعبة امرأة هو أولى الناس بها، فأمر رجلا فزوجه. وقال عبد الرحمن بن عوف لأم حكيم بنت قارظ: أتجعلين أمرك إلي ؟ قالت: نعم، فقال: قد تزوجتك. وقال عطاء ليشهد أني قد نكحتك، أو ليأمر رجلا من عشيرتها. وقال سهل: قالت امرأة للنبي ﷺ: أهب لك نفسي، فقال رجل: أن لم يكن بها حاجة فزوجنيها. [4833] 4838 - حدثنا ابن سلام: أخبرنا ابن معاوية: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها في قوله: {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن}. إلى أخر الآية، قالت: هي اليتيمة تكون في حجر الرجل، قد شركته في ماله، فيرغب عنها أن يتزوجها، ويكره أن يزوجها غيره، فيدخل عليه في ماله، فيحبسها، فنهاهم الله عن ذلك.

 

 

[2362] 4839 - حدثنا أحمد بن المقدم: حدثنا فضيل بن سليمان: حدثنا أبو حازم: حدثنا سهل بن سعد: كنا عند النبي ﷺ جلوسا، فجأته امرأة تعرض نفسها عليه، فخفض فيها النظر ورفعه، فلم يردها، فقال رجل من أصحابه: زوجنيها يا رسول الله، قال: (أعندك من شيء). قال: ما عندي من شيء، قال: (ولا خاتما من حديد). قال: ولا خاتم من حديد، ولكن أشق بردتي هذه لاعطيها النصف، وآخذ النصف، قال: (هل معك من القرآن شيء). قال:

 

 

نعم قال (اذهب فقد زوجتكها بما معك من القرآن). [2186] 39 - باب: إنكاح الرجل ولده الصغار.

 

 

لقوله تعالى: {واللائي لم يحضن} /الطلاق: 4/. فجعل عدها ثلاث أشهر قبل البلوغ. 4841 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي ﷺ تزوجها وهي بنت ست سنين، وأدخلت عليه وهي بنت تسع، ومكثت عنده تسعا.

 

 

[3681] 40 - باب: تزويج الأب ابنته من الإمام.

 

 

وقال عمر: خطب النبي ﷺ حفصة فأنكحته. [3783] 4841 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا وهيب، عن هشام بن عروة، عن عائشة: أن النبي ﷺ تزوجها وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين. وقال هشام: وأنبئت أنها كانت عنده تسع سنين. [3681] 41 - باب: السلطان ولي

 

 

لقول النبي ﷺ: (زوجناكها بما معك من القرآن). 4842 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا ملك، عن أبي حازم، عن سهل ابن معاذ قال: جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ فقالت: إني وهبت منك نفسي. فقامت طويلا، فقال رجل: زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجة، قال: (هل عندك من شيء تصدقها) قال: ما عندي إلا إزاري، فقال: (إن أعطيتها إياه جلست لا إزار لك، فالتمس شيئا). فقال ما أجد شيئا، فقال: (التمس ولو خاتما من حديد). فلم يجد، فقال: (أمعك من القرآن شيء). قال: نعم، سورة كذا، سورة كذا، لسور سماها، فقال: (زوجناكها بما معك من القرأن).

 

 

[2186] 42 - باب: لا ينكح الأب وعيره البكر والثيب إلا برضاها. 4843 - حدثنا معاذ بن فضالة: حدثنا هشام، عن يحيى عن أبي سلمة، أن أبا هريرة حدثهم: أن النبي ﷺ قال: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن). قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: (أن تسكت).

 

 

[6567، 6769] 4844 - حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق قال: أخبرنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن أبي عمرو مولى عائشة، عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله، إن البكر تستحي؟ قال: (رضاها صمتها).

 

 

[6547، 6570] 43 - باب: إذا زوج ابنته وهي كارهة فنكاحهم مردود. حدثني إسماعيل قال: حدثني مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية، عن خنساء بنت خذام الأنصارية: أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك، فأتت رسول الله ﷺ فرد نكاحه.

 

 

حدثنا إسحاق: أخبرنا يزيد، أخبرنا يحيى، أن القاسم بن محمد حدثه: أن عبد الرحمن بن يزيد ومجمع بن يزيد حدثاه: أن رجلا يدعى خذاما انكح ابنة له، نحوه. [6546، 6568] 44 - باب: تزويج اليتيمة. لقوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا} /النساء: 3/. وإذا قال للولي: زوجني فلانة فمكث ساعة، أو قال: ما معك ؟ فقال معي كذا وكذا، أولبثا، ثم قال: زوجتكها، فهو جائز. فيه سهل عن النبي ﷺ. [2186] 4846 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وقال الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير: أنه سأل عائشة رضي الله عنها قال لها: يا أمتاه: {وأن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى - إلى - ما ملكت أيمانكم}. قالت عائشة: يا ابن أختي،

 

 

هذه اليتيمة تكون في حجر وليها، فيرغب في مالها وجمالها، يريد أن ينتقص صداقها، فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن إكمال الصداق، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء، قالت عائشة: استفتى الناس رسول الله ﷺ بعد ذلك، فأنزل الله: {ويستفتونك في النساء - إلى - وترغبون أن تنكحوهن} فأنزل الله عز وجل لهم في هذه الآية: أن اليتيمة إذا كانت ذات مال وجمال رغبوا في نكاحها ونسبها والصداق، وإذا كانت مرغوبا عنها في قلة المال والجمال، تركوها وأخذوا غيرها من النساء، قالت: فكما يتركونها حين يرغبون عنها، فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها، إلا أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى من الصداق. [2326] 45 - باب: إذا قال الخاطب للولي: زوجني فلانة، فقال: قد زوجتك بكذا وكذا جاز النكاح، وإن لم يقل للزوج: أرضيت أم قبلت. 4847 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد بن يزيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن امرأة أتت النبي ﷺ فعرضت عليه نفسها، فقال: (ما لي اليوم من النساء من حاجة). فقال رجل: يا رسول الله زوجنيها، قال: (ما عندك). قال: ما عندي شيء، قال: (أعطها ولو خاتم من حديد). قال: ما عندي شيء، قال: (فما عندك من القرآن). قال: كذا وكذا، قال: (فقد ملكتكها بما معك من القرآن).

 

 

[2186] 46 - باب: لا يخطب من خطب أخيه حتى ينكح أويدع.

 

 

4848 - حدثنا مكي بن إبراهيم: حدثنا ابن جريج قال: سمعت نافعا يحدث: أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول: (نهى النبي ﷺ أن يبيع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه، حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب).

 

 

[2032] 4849 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج قال: قال أبو هريرة: يأثر عن النبي ﷺ قال: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخوانا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك).

 

 

[4717، 5719، 6345] 47 - تفسير ترك الخطبة. 4850 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سالم ابن عبد الله: أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث: أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة، قال عمر: لقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله ﷺ، فلقيني أبو بكر فقال: أنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله ﷺ قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله ﷺ، ولو تركها لقبلتها.

 

 

تابعه يونس، وموسى بن عقبة، وابن أبي عتيق عن الزهري. [3783] 48 - باب: الخطبة.

 

 

4851 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم قال: سمعت ابن عمر يقول: جاء رجلان من المشرق فخطبا، فقال النبي ﷺ: (إن من البيان لسحرا).

 

 

[5434] 49 - ضرب الدف في النكاح والوليمة. 4852 - حدثنا مسدد: حدثنا بشر بن المفضل: حدثنا خالد بن ذكوان قال: قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء: جاء النبي ﷺ فدخل حين بني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا، يضربن بالدف ويندبن من قتل من أبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال: (دعي هذا، و قولي بالذي كنت تقولين).

 

 

[3870] 50 - باب: قول الله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} /النساء: 4/.

 

 

وكثرة المهر وأدنى ما يجوز من الصداق. وقوله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا} /النساء: 20/. وقوله جل ذكره {أو تفرضوا لهن فريضة} /البقرة: 236/. وقال سهل: قال النبي ﷺ: (ولو خاتما من حديد). [2186] 4853 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس: أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة على وزن نواة، فرأى النبي ﷺ بشاشة العرس، فسأله، فقال أني تزوجت امرأة على وزن نواة.

 

 

وعن قتادة، عن أنس: أن عبد الرحمن بن عوف، تزوج امرأة على وزن نواة من ذهب. [1944] 51 - باب التزويج على القرآن وبغير صداق.

 

 

4854 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: سمعت أبا حازم يقول: سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول: إني لفي القوم عند رسول الله ﷺ، إذ قامت امرأة فقالت: يارسول الله، إنها قد وهبت نفسها لك، فر فيها رأيك، فلم يجبها شيئا، ثم قامت فقالت: يا رسول الله، إنها قد وهبت نفسها لك، فر فيها رأيك، فلم يجبها شيئا، ثم قامت الثالثة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لك، فر فيها رأيك، فقام رجل فقال: يا رسول الله أنكحنيها، قال: (هل عندك من شيء). قال: لا، قال: (اذهب فاطلب ولو خاتما من حديد) فذهب فطلب،

 

 

ثم جاء فقال: ما وجدت شيئا ولا خاتم من حديد، فقال: (هل معك من القرآن شيء). قال: معي سورة كذا وسورة كذا، قال (اذهب فقد أنكحتكها بما معك من القرآن). [2186] 52 - باب: المهر بالعروض و خاتم من حديد.

 

 

4855 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن حازم، عن سهل بن سعد: أن النبي ﷺ قال لرجل: (تزوج ولو بخاتم من حديد).

 

 

[2186] 52 - باب: المهر بالعروض وخاتم من حديد.

 

 

4855 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي حازم، عن سهل ابن سعد: أن النبي ﷺ قال لرجل: (تزوج ولو بخاتم من حديد).

 

 

[2186]. 53 - باب: الشروط في النكاح.

 

 

وقال عمر: مقاطع الحقوق عند الشروط. وقال المسور بن مخرمة: سمعت النبي ﷺ ذكر صهرا له، فأثنى عليه في مصاهرته فأحسن، قال: (حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي). [3523] 4856 - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة، عن النبي قال: (أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج).

 

 

[2572] 54 - باب: الشروط التي لا تحل في النكاح.

 

 

وقال ابن مسعود: لا تشترط المرأة طلاق أختها. 4857 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن زكرياء، هو بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: (لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها، لتستفرغ صحفتها، فإنما لها ما قدر لها).

 

 

[6227] 55 - باب: الصفرة للمتزوج. ورواه عبد الرحمن بن عوف عن النبي ﷺ. [1943] 4858 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن عبد الرحمن بن عوف جاء إلى رسول الله ﷺ وبه أثر صفرة، فسأله رسول الله ﷺ، فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، قال: (كم سقت إليها) قال: زنة نواة من ذهب، قال رسول الله ﷺ: (أولم ولو بشاة).

 

 

[1944] 4859 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن حميد، عن أنس قال: أولم النبي ﷺ بزينب فأوسع المسلمين خيرا، فخرج كما يصنع إذا تزوج، فأتى حجر أمهات المسلمين يدعو ويدعون له، ثم انصرف فرأى رجلين فرجع، لا أدري: آخبرته أو أخبر بخروجهما.

 

 

[4513] 56 - باب: كيف يدعى للمتزوج.

 

 

4860 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، هو ابن زيد عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي ﷺ رأى عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة، قال: (ما هذا). قال: إني تزوج امرأة على وزن نواة من ذهب، قال: (بارك لك الله، أولم ولو بشاة).

 

 

[1944] 57- باب: الدعاء للنساء اللواتي يهدين العروس وللعروس.

 

 

4861 - حدثنا فروة بن أبي المغراء: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: تزوجني النبي ﷺ، فأتتني أمي فأدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير والبركة، وعلى خير طائر.

 

 

[3681] 58 - باب: من أحب البناء قبل الغزو.

 

 

4862 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا عبد الله بن مبارك، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها، و لم يبن بها).

 

 

[2956] 59 - باب: من بنى بامرأة، وهي بنت تسع سنين.

 

 

4863 - حدثنا قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن عروة: تزوج النبي ﷺ عائشة وهي ابنة ست سنين، وبنى بها وهي ابنة تسع، ومكثت عنده تسعا.

 

 

[3681] 60 - باب: البناء في السفر.

 

 

4864 - حدثنا محمد بن سلام: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس قال: أقام النبي ﷺ بين خيبر والمدينة ثلاثا، يبنى عليه بصفية بنت حيي، فدعوت المسلمين إلى وليمته، فما كان فيها من خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع فألقي فيها من التمر والأقط والسمن، فكانت وليمته، فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين، أو مما ملكت يمينه، فقالوا: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه، فلما ارتحل وطى لها خلفه، ومد الحجاب بينها و بين الناس.

 

 

[364]. 61 - باب: البناء بالنهار بغير مركب ولا نيران.

 

 

4865 - حدثنا فروة بن أبي المغراء: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي ﷺ، فأتتني أمي فأدخلتني الدار، فلم يرعني إلا رسول الله ﷺ ضحى.

 

 

[3432] 62 - باب: الأنماط ونحوها للنساء.

 

 

4866 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (هل اتخذتم أنماطا). قلت: يا رسول الله وأنى لنا أنماط؟ قال: (أنها ستكون).

 

 

[3432] 63 - باب: النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها.

 

 

4867 - حدثنا الفضل بن يعقوب: حدثنا محمد بن سابق: حدثنا إسرائيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله ﷺ: (يا عائشة، ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو). 64 - باب: الهدية للعروس

 

 

4868 - وقال إبراهيم: عن أبي عثمان، واسمه الجعد، عن أنس بن مالك قال: مر بنا في مسجد بني رفاعة، فسمعته يقول: كان النبي ﷺ إذا مر بجنبات أم سليم دخل عليها فسلم عليها، ثم قال: كان النبي ﷺ عروسا بزينب، فقالت لي أم سليم: لو أهدينا لرسول الله ﷺ هدية، فقلت لها: افعلي، فعمدت إلى تمر وسمن وأقط، فاتخذت حيسة في برمة، فأرسلت بها معي إليه، فانطلقت بها إليه، فقال لي: (ضعها). ثم أمرني فقال: (ادع لي رجالا - سماهم - ادع لي من لقيت). قال: ففعلت الذي أمرني، فرجعت فإذا البيت غاص بأهله، فرأيت النبي ﷺ وضع يديه على تلك الحيسة وتكلم بها ما شاء الله، ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه، ويقول لهم: (اذكروا اسم الله، وليأكل كل رجل مما يليه). قال: حتى تصدعوا كلهم عنها، فخرج منهم من خرج، وبقي نفر يتحدثون، قال: وجعلت أغتم، ثم خرج النبي ﷺ نحو الحجرات وخرجت في إثره، فقلت: إنهم قد ذهبوا، فرجع فدخل البيت، وأرخى الستر وإني لفي الحجرة، وهو يقول: (يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعتيم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق).

 

 

قال أبوعثمان: قال أنس: إنه خدم رسول الله ﷺ عشر سنين. [4513] 65 - باب: استعارة الثياب للعروس وغيرها.

 

 

4869 - حدثني عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله ﷺ ناسا من أصحابه في طلبها، فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبي ﷺ شكوا ذلك إليه، فنزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر قط، إلا جعل الله لك منه مخرجا، وجعل للمسلمين فيه بركة.

 

 

[327] 66 - باب: ما يقول الرجل إذا أتى أهله.

 

 

4870 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال النبي ﷺ: (أما لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله: باسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قدر بينهما في ذلك، أو قضي ولد، لم يضره شيطان أبدا).

 

 

[141] 67 - باب: الوليمة الحق.

 

 

وقال عبد الرحمن بن عوف: قال لي النبي ﷺ: (أولم ولو بشاة). [1943] 4871 - حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه كان ابن عشر سنين، مقدم رسول الله ﷺ المدينة، فكان أمهاتي يواظبنني على خدمة النبي ﷺ فخدمته عشر سنين، وتوفي النبي ﷺ وأنا ابن عشرين سنة، فكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل، وكان أول ما أنزل في مبتنى رسول الله ﷺ بزينب بنت جحش: أصبح النبي ﷺ بها عروسا، فدعا القوم فأصابوا من طعام، ثم خرجوا وبقي رهط منهم عند النبي ﷺ، فأطالوا المكث، فقام النبي ﷺ فخرج، وخرجت معه لكي يخرجوا، فمشى النبي ﷺ ومشيت، حتى جاء عتبة حجرة عائشة، ثم ظن أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه، حتى إذا دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يقوموا، فرجع النبي ﷺ ورجعت معه، حتى إذا بلغ عتبة حجرة عائشة وظن أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم قد خرجوا، فضرب النبي صلى الله

 

 

عليه وسلم بيني وبينه بالسر، وأنزل الحجاب. [4513] 68 - باب: الوليمة ولو بشاة.

 

 

4872 - حدثنا علي: حدثنا سفيان قال: حدثني حميد: أنه سمع أنسا رضي الله عنه قال: سأل النبي ﷺ عبد الرحمن بن عوف، وتزوج امرأة من الأنصار: (كم أصدقتها). قال: وزن نواة من ذهب.

 

 

وعن حميد: سمعت أنسا قال: لما قدموا المدينة، نزل المهاجرون على الأنصار، فنزل عبد الرحمن بن عوف على سعد بن الربيع، فقال: أقاسمك مالي، وأنزل لك عن إحدى امرأتي، قال: بارك الله لك في أهلك مالك، فخرج إلى السوق فباع واشترى فأصاب شيئا من أقط وسمن، فتزوج، فقال النبي ﷺ: (أولم ولو بشاة). [1944] 4873 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: ما أولم النبي ﷺ على شيء من نسائه كما أولم على زينب، أولم بشاة.

 

 

[4513] 4874 - حدثنا مسدد: عن عبد الوارث، عن شعيب، عن أنس: أن رسول الله ﷺ أعتق صفية وتزوجها وجعل عتقها صداقها، وأولم عليها بحيس.

 

 

[364] 4875 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا زهير، عن بيان قال: سمعت أنسا يقول: بنى النبي ﷺ بامرأة، فأرسلني فدعوت رجالا إلى الطعام.

 

 

[4513] 69 - باب: من أولم على بعض نسائه أكثر من بعض.

 

 

4876 - حدثنا مسدد: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت قال: ذكر تزويج زينب بنت جحش عند أنس فقال: ما رأيت النبي ﷺ أولم على أحد نسائه ما أولم عليها، أولم بشاة. [4513] 70 - باب: من أولم بأقل من شاة.

 

 

4877 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمه صفية بنت شيبة قالت: أولم النبي ﷺ على بعض نسائه بمدين من شعير. 71 - باب: حق أجابة الوليمة والدعوة، ومن أولم سبعة أيام ونحوه.

 

 

ولم يوقت النبي ﷺ يوما ولا يومين. 4878 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قال: (إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها).

 

 

[4884] 4879 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: (فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وعودوا المريض).

 

 

[2881] 4880 - حدثنا الحسن بن الربيع: حدثنا أبو الأحوص، عن الأشعث، عن معاوية بن سويد: قال البراء بن عازب رضي الله عنهما: أمرنا النبي ﷺ بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار القسم ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي، ونهانا عن خواتم الذهب، وعن أنية الفضة، وعن المياثر، والقسية، والإستبرق، والديباج.

 

 

تابعه أبو عوانة، والشيباني، عن أشعث: في إفشاء السلام. [1182] 4881 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله ﷺ في عرسه، وكانت امرأته يومئذ خادمهم، وهي العروس، قال سهل: تدرون ماسقت رسول الله ﷺ؟ أنقعت له تمرات من الليل، فلما أكل سقته إياه.

 

 

[4887، 4888، 5269، 5275، 6307] 72 - باب: من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله. 4882 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: شر الطعام طعام الوليمة، يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء، ومن ترك الدعوة فقد عصى الله تعالى ورسوله ﷺ.

 

 

73 - باب: من أجاب إلى كراع. 4883 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي كراع لقبلت)

 

 

[2429] 74 - باب: أجابة الداعي في العرس وغيره. 4884 - حدثنا علي بن عبد الله بن إبراهيم: حدثنا الحجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع قال: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله ﷺ: (أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها). قال وكان عبد الله يأتي الدعوة في العرس وغير العرس وهو صائم. [4878] 75 - باب: ذهاب النساء والصبيان إلى العرس.

 

 

4885 - حدثنا عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا عبد الوارث: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أبصر النبي ﷺ نساء وصبيانا مقبلين من عرس، فقام ممتنا فقال: (اللهم أنتم من أحب الناس إلي).

 

 

[3574] 76 - باب: هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة.

 

 

ورأى ابن مسعود صورة في البيت فرجع. ودعا ابن عمر أبا أيوب، فرأى في البيت سترا على الجدار، فقال ابن عمر: غلبنا عليه النساء، فقال: من كنت أخشى عليه فلم أكن أخشى عليك، والله لا أطعم لكم طعاما، فرجع. 4886 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها أخبرته: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله ﷺ قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله، ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله ﷺ: (ما بال هذه النمرقة). قالت: فقلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله ﷺ: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال أن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة).

 

 

[1999] 77 - باب: قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس.

 

 

4887 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل قال: لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي ﷺ وأصحابه، فما صنع لهم طعاما ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد، بلت تمرات في تور من حجارة من الليل، فلما فرغ النبي ﷺ من الطعام أماثته له فسقته، تتحفه بذلك.

 

 

[4881] 78 - باب: النقيع والشراب الذي لا يسكر في العرس. 4888 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد: أن أبا أسيد الساعدي دعا النبي ﷺ لعرسه، فكانت امرأته خادمهم يومئذ، وهي العروس - فقالت، أو - قال: أتدرون ما أنقعت لرسول الله ﷺ؟ أنقعت له تمرات من الليل في تور.

 

 

[4881] 79 - باب: المداراة مع النساء، وقول النبي ﷺ: (إنما المرأة كالضلع). 4889 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها واستمتعت بها وفيها عوج).

 

 

[3153] 80 - باب: الوصاة بالنساء.

 

 

4890 - حدثنا إسحاق بن نصر: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: عن النبي ﷺ قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وأن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا).

 

 

[3153] 4891 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد النبي ﷺ هيبة أن ينزل فيه شيء، فلما توفي النبي ﷺ تكلمنا وانبسطنا. 81- باب: {قوا أنفسكم وأهيلكم نارا} /التحريم: 6/.

 

 

4892 - حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن يزيد، عن أيوب، عن نافع، عن عبد الله: قال النبي ﷺ: (كلكم راع وكلكم مسؤول، فالإمام راع وهو مسؤول، والرجل راع على أهله وهو مسؤول، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول).

 

 

[853] 82 - باب: حسن المعاشرة مع الأهل.

 

 

4893 - حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر قالا: أخبرنا عيسى بن يونس: حدثنا هشام بن عروة، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت: جلس إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل: لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل.قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره. قالت الثالثة: زوجي العشنق، إن أنطق أطلق إن أسكت أعلق. قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد، إن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد. قالت السادسة: زوجي إن أكل لف، وإن شرب أشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث. قالت السابعة: زوجي غياياء، وعياياء، طباقاء، كل داء له داء، شجك أو فلك أو جمع كلا لك. قالت الثامنة: زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب. قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد. قالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر، أيقن أنهن هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع، فما أبو زرع، أناس من حلي أذني، وملأ من شحم عضدي، وبجحني فبجحت إلي نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنق، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنح. أم أبي زرع، فما أم أبي زرع، عكومها رداح، وبيتها فساح. ابن أبي زرع، فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة، ويشبعه ذراع الجفرة. بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع، طوع أبيها، وطوع أمها، وملء كسائها، وغيظ جارتها. جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع، لا تبث حديثها تبثيثا، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا.

 

 

قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريا، ركب شريا، وأخذ خطيا، وأراح علي نعم ثريا، وأعطاني من كل رائحة زوجا، وقال: كلي أم زرع، وميري أهلك، قالت: لو جمعت كل شيء أعطانيه، ما بلغ أصغر أنية أبي زرع. قالت عائشة: قال رسول الله ﷺ: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع). 83 - باب: موعظة الرجل ابنته لحال زوجها. 4895 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: لم أزل حريصا على أن أسال عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي ﷺ، اللتين قال الله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}. حتى حج وحججت معه، وعدل وعدلت معه بإداوة فتبرز، ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ، فقلت له: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي ﷺ، اللتان قال الله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}؟ قال: واعجبا لك يا ابن عباس، هما عائشة وحفصة، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهم من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على النبي ﷺ فينزل يوما وأنزل أنا، فإذا نزلت جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من وحي أو غيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك، وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نسائهم، فطفق نساؤنا بأخذن من أدب نساء الأنصار، فصخبت على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل، فأفزعني ذلك وقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن، ثم جمعت علي ثيابي، فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها: أي حفصة أتغاضب إحداكن النبي ﷺ اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم، فقلت: قد خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله ﷺ فتهلكي؟ لا تستكثري النبي ﷺ ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه، وسليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي ﷺ، يريد عائشة. قال عمر: كنا قد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لغزونا، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته، فرجع إلينا عشاء فضرب بابي ضربا شديدا، وقال: آثم هو؟ ففزعت فخرجت إليه، فقال: قد حدث اليوم أمر عظيم، قلت: ما هو، أجاء غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأهول، طلق النبي ﷺ نساءه، فقلت: خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا يوشك أن يكون، فجمعت علي ثيابي، فصليت صلاة الفجر مع النبي ﷺ، فدخل النبي ﷺ مشربة له واعتزل فيها، ودخلت على حفصة فإذا هي تبكي، فقلت: ما يبكيك ألم أكن حذرتك هذا، أطلقكن النبي ﷺ؟ قالت: لا أدري هاهو ذا معتزل في المشربة، فخرجت فجئت إلى المنبر، فإذا حوله رهط بيكي بعضهم، فجلست معهم قليلا، ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي فيها النبي ﷺ، فقلت لغلام له أسود: أستأذن لعمر، فدخل الغلام فكلم النبي ﷺ ثم رجع، كلمت النبي ﷺ وذكرتك له فصمت، فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام: أستأذن لعمر، فدخل ثم رجع فقال: قد ذكرتك له فصمت، فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما أجد، فجئت الغلام فقلت: أستأذن لعمر، فدخل ثم رجع إلي فقال: قد ذكرتك له فصمت، فلما وليت منصرفا، قال: إذا الغلام يدعوني، فقال: قد أذن لك النبي ﷺ، فدخلت على رسول الله ﷺ فإذا هو مضطجع على رمال حصير، ليس بينه وبينه فراش، قد أثر الرمال بجنبه، متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف، فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم: يا رسول الله، أطلقت نساءك؟ فرفع إلي بصره فقال: (لا) فقلت: الله أكبر، ثم قلت وأنا قائم أستأنس: يا رسول الله، لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فتبسم النبي ﷺ، ثم قلت: يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لها: ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي ﷺ، يريد عائشة، فتبسم النبي ﷺ تبسمة أخرى، فجلست حين رأيتة تبسم، فرفعت بصري في بيته، فوالله ما رأيت في بيته شيئا يرد البصر، غير أهبة ثلاث، فقلت: يا رسول الله ادع الله فليوسع على أمتك، فإن فارس والروم قد وسع عليهم وأعطوا الدنيا، وهم لا يعبدون الله، فجلس النبي ﷺ وكان متكئا فقال: (أو في هذا أنت يا ابن الخطاب، إن أولئك قوم عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا). فقلت: يا رسول الله استغفر لي، فاعتزل النبي ﷺ نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة تسع وعشرين ليلة، وكان قال: (ما أنا بداخل عليهن شهرا). من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله، فلما مضت تسع وعشرون ليلة دخل على عائشة فبدأ بها، فقالت له عائشة: يا رسول الله، إنك قد أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا، وإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة أعدها عدا، فقال: (الشهر تسع وعشرون). فكان ذلك الشهر تسع وعشرين ليلة، قالت عائشة: ثم أنزل الله تعالى آية التخير، فبدأ بي أول امرأة من نسائه فاخترته، ثم خير نساءه كلهن فقلن مثل ما قالت عائشة.

 

 

[89] 84 - باب: صوم المرأة بإذن زوجها تطوع.

 

 

4896 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن همام ابن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: (لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه).

 

 

[4899] 85 - باب: إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها. 4897/4898 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء، لعنتها الملائكة حتى تصبح). 4898 - حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: (إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتى ترجع).

 

 

[3065] 86 - باب: لا تأذن المرأة في بيتها لأحد إلا بإذنه.

 

 

4899 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، أخبرنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بأذنه، ولا تأذن في بيته إلا بأذنه، وما أنفقت من نفقة عن غير أمره فإنه يؤدي إليه شطره).

 

 

ورواه أبو الزناد أيضا عن موسى، عن أبيه عن أبي هريرة في الصوم. [4896] 4900 - حدثنا مسدد: حدثنا إسماعيل: أخبرني التميمي، عن أبي عثمان، عن أسامة، عن النبي ﷺ: (قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء).

 

 

[6181] 87 - باب: كفران العشير وهو الزوج، وهو الخليط، من المعاشرة. فيه عن أبي سعيد عن النبي ﷺ. 4901 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس أنه قال: خسفت الشمس عهد رسول الله ﷺ، فصلى رسول الله ﷺ والناس معه، فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة، ثم ركع ركوعا طويلا، ثم رفع، فقام قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام، فقام قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون الركوع الأول، ثم رفع، فقام قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون الركوع الأول، ثم رفع، ثم سجد، ثم أنصرف، وقد تجلت الشمس، فقال: (أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله). قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا، ثم رأيناك تكعكعت؟ فقال: (أني رأيت الجنة، أوأريت الجنة، فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار، فلم أر كاليوم منظر قط، ورأيت أكثر أهلها النساء). قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: (بكفرهن). قيل: يكفرن بالله؟ قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط).

 

 

[29] 4902 - حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن أبي رجاء، عن عمران، عن النبي ﷺ: (اطلعت على الجنة فكان أكثر أهلها الفقراء، أطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء).

 

 

تابعه أيوب وسلم بن زرير. [3069] 88 - باب: (لزوجك عليك حقا).

 

 

قال أبو جحيفة، عن النبي ﷺ. [1867] 4903 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله، أخبرنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ: (يا عبد الله، ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل). قلت: بلى يا رسول الله، قال: (فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا).

 

 

[1079] 89 - باب: المرأة راعية في بيت زوحها.

 

 

4904 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله، أخبرنا موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: عن النبي ﷺ قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

 

 

[853] 90 - باب: قول الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض - إلى قوله - أن الله كان عليا كبيرا} /النساء: 34/.

 

 

4905 - حدثنا خالد بن المخلد: حدثنا سليمان قال: حدثني حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: آلى رسول الله ﷺ من نسائه شهرا، وقعد في مشربة له، فنزل لتسع وعشرين، فقيل: يا رسول الله، إنك آليت على شهر؟ قال: (إن الشهر تسع وعشرون).

 

 

[371] 91 - باب: هجرة النبي ﷺ نسائه في غير بيوتهن.

 

 

ويذكر عن معاوية بن حيدة رفعة: (غير أن لا تهجر إلا في البيت) والأول أصح.

 

4906 - حدثنا أبو عاصم: عن ابن جريج. وحدثني محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني يحيى بن عبد الله بن صيفي: أن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث أخبره: أن أم سلمة أخبرته: أن النبي ﷺ حلف لا يدخل على بعض أهله شهرا، فلما مضى تسع وعشرون يوما غدا عليهن أو راح، فقيل له: يا نبي الله، حلفت أن لا تدخل عليهن شهرا؟ قال: (أن الشهر يكون تسع وعشرين يوما).

 

 

[1811] 4907 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا مروان بن معاوية: حدثنا أبو يعفور قال: تذاكرنا عند أبي الضحى فقال: حدثنا بن عباس قال: أصبحنا يوما ونساء النبي ﷺ يبكين، عند كل امرأة منهن أهلها، فخرجت إلى المسجد فإذا هو ملآن من الناس، فجاء عمر بن الخطاب، فصعد إلى النبي ﷺ وهو في غرفة له، فسلم ولم يجبه أحد، ثم سلم فلم يجبه أحد، ثم سلم فلم يجبه أحد، فناداه، فدخل على النبي ﷺ فقال: أطلقت نساءك؟ فقال: (لا، ولكن آليت منهن شهرا). فمكث تسع وعشرين، ثم دخل على نسائه. 92 - باب: ما يكره من ضرب النساء.

 

 

وقول الله {واضربوهن} /النساء: 34/. أي ضربا غير مبرح. 4908 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، عن النبي ﷺ قال: (لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم).

 

 

[3197] 93 - باب: لا تطيع المرأة زوجها في معصية.

 

 

4909 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن الحسن، هو ابن مسلم، عن صفية، عن عائشة: أن امرأة من الأنصار زوجت ابنتها، فتمعط شعر رأسها، فجاءت إلى

 

 

النبي ﷺ فذكرت ذلك له، فقالت: إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها، فقال: (لا، إنه قد لعن الموصلات). [5590] 94 -باب: {أن المرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} /النساء: 128/ 4910 - حدثنا محمد بن سلام: أخبرنا أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: {أن المرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا}. قالت: هي المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها، فيريد طلاقها ويتزوج غيرها، تقول هي أمسكني ولا تطلقني، ثم تزوج غيري، فأنت في حل من النفقة علي والقسمة لي، فذلك قول الله تعالى {فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير}.

 

 

[2318] 95 -باب: العزل.

 

 

4911 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر قال: كنا نعزل على عهد النبي ﷺ.

 

 

حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال عمرو: أخبرني عطاء: سمع جابر رضي الله عنه قال: كنا نعزل والقرآن ينزل. وعن عمرو: عن عطاء، عن جابر قال: كنا نعزل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل. 4912 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا جوبرية، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد الخدري أصبنا سبيا، فكنا نعزل، فسالنا رسول الله ﷺ فقال: (أو أنكم لتفعلون - قالها ثلاث - ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة). [2116] 96 - باب: القرعة بين النساء إذا أراد سفرا.

 

 

4913 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة: أن النبي ﷺ كان إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة لعائشة وحفصة، وكان النبي ﷺ إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك، تنظرين وأنظر؟ فقالت: بلى، فركبت، فجاء النبي ﷺ إلى جمل عائشة وعليه حفصة، فسلم عليها، ثم سار حتى نزلوا، وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول، يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني، ولا أستطيع أن أقول له شئيا.

 

 

97 - باب: المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها وكيف يقسم ذلك. 4914 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا زهير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة. 98 - باب: العدل بين النساء.

 

 

{ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء - إلى قوله - واسعا حكيما} /النساء: 129، 130/ 99 - باب: إذا تزوج البكر على الثيب. 4915 - حدثنا مسدد: حدثنا بشر: حدثنا خالد، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه - ولو شئت أن أقول: قال النبي ﷺ - ولكن قال: السنة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاث.

 

 

[4916] 100 - باب: إذا تزوج الثيب على البكر. حدثنا يوسف بن راشد: حدثنا أبو أسامة، عن سفيان، حدثنا أيوب وخالد، عن أبي قلابة، عن أنس قال: من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام عندها سبعا وقسم، وإذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاث ثم قسم.

 

 

قال أبو قلابة: ولو شئت لقلت: أن أنسا رفعه إلى النبي ﷺ. وقال عبد الرزاق: أجبرنا سفيان، عن أيوب وخالد، قال خالد: ولو شئت قلت رفعه إلى النبي ﷺ. [4915] 101 - باب: من طاف على نسائه في غسل واحد.

 

 

4917 - حدثنا عبد الأعلى بن حماد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة: أن أنس بن مالك حدثهم: أن نبي الله ﷺ كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وله يومئذ تسع نسوة. [265] 102 - باب: دخول الرجل على أهله في يوم.

 

 

4918 - حدثنا فروة: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله ﷺ إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة، فاحتبس أكثر ما كان يحتبس.

 

 

[4967، 5115، 5277، 5291، 5358، 6571، وانظر: 4728] 103 – باب: إذا استأذن الرجل نسائه في أن يمرض في بيت بعضهن فأذن له.

 

 

4919 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني سليمان بن بلال: قال هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ كان يسأل في مرضه الذي مات فيه: (أين أنا غدا، أين أنا غدا). يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، فمات في اليوم الذي كان يدور علي في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي. [850] 104 باب: حب الرجل بعض نسائه أفضل من بعض.

 

 

4920 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا سليمان، عن يحيى، عن عبيد بن حنين، سمع ابن عباس، عن عمر رضي الله عنهم: دخل على حفصة فقال: يا بنية، لا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها وحب رسول الله ﷺ إياها. يريد عائشة، فقصصت على رسول الله ﷺ فتبسم. [89] 105 - المتشبع بما لم ينل وما ينهى من افتخار الضرة.

 

 

4921 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن يزيد، عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء، عن النبي ﷺ. حدثني محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن هشام، حدثتي فاطمة، عن أسماء: أن امرأة قالت: يا رسول الله، أن لي ضرة، فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني. فقال رسول الله ﷺ: (المتشبع بما لم يعطي كلابس ثوبي زور).

 

 

106 - باب: الغيرة. وقال وراد، عن المغيرة: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فقال النبي ﷺ: (أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه، والله أغير مني). [6373]

 

4922 - حدثنا عمرو بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، عن النبي ﷺ: (ما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش، وما أحد أحب إليه المدح من الله).

 

 

[4358] 4923 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ قال: (يا أمة محمد، ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني، يا أمة محمد، لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا).

 

 

[997] 4924/4925 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا همام، عن يحيى، عن أبي سلمة، أن عروة بن الزبير حدثه عن أمه أسماء: أنها سمعت قول رسول الله ﷺ يقول: (لا شيء أغير من الله).

 

 

وعن يحيى: أن أبا سلمة حدثه: أن أبي هريرة حدثه: أن النبي ﷺ. (4925) - حدثنا أبو نعيم: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أنه قال: (إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله).

 

 

4926 - حدثنا محمود: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام قال: أخبرني أبي، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: تزوجني الزبير، وما له في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شي غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء، وأخرز غربه وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله ﷺ على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ، فجئت يوما والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله ﷺ ومعه نفر من الأنصار، فدعاني ثم قال: (إخ إخ). ليحملني خلفه، قاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس، فعرف رسول الله ﷺ أني قد استحييت فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله ﷺ وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب، فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك خادم يكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني.

 

 

[2982]

 

4927 - حدثنا علي: حدثنا ابن علية، عن حميد، عن أنس قال: كان النبي ﷺ عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي ﷺ في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي ﷺ فلق الصفحة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: (غارت أمكم) ثم حبس لخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأ مسك المكسورة في بيت التي كسرت. [2349] 4928 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي: حدثنا معتمر، عن عبيد الله، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (دخلت الجنة، أو أوتيت الجنة، فأبصرت قصرا، فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله، فلم يمنعني إلا علمي بغيرتك). قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي يا نبي الله، أوعليك أغار؟!.

 

 

[3476] 4929 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري قال: أخبرني ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: بينما نحن عند رسول الله ﷺ جلوس، فقال رسول الله ﷺ: (بينما أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب القصر، فقلت: لمن هذا؟ قالوا: هذا لعمر، فذكرت غيرته، فوليت مدبرا) فبكى عمر وهو في المجلس ثم قال: أو عليك يا رسول الله أغار؟!.

 

 

[3070] 107 - باب: غيرة النساء ووجدهن.

 

 

4930 - حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ: (إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى) قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: (أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى، قلت: لا ورب إبراهيم). قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك. [5728] 4931 - حدثني أحمد بن أبي رجاء: حدثنا النضر، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة أنها قالت: ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت على خديجة، لكثرة ذكر رسول الله ﷺ إياها وثنائه عليها، وقد أوحي إلى رسول الله ﷺ أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب.

 

 

[3605] 108 - باب: ذب الرجل على ابنته في الغيرة والإنصاف.

 

 

4932 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو على المنبر: (أن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فأنما هي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما أذاها). هكذا قال. [884] 109 - باب: يقل الرجال ويكثر النساء.

 

 

وقال أبو موسى، عن النبي ﷺ: (وترى الرجل الواحد، يتبعه أربعون امرأة يلذن به، من قلة الرجال وكثرة النساء). [1348]

 

4933 - حدثنا حفص بن عمر الحوضي: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله ﷺ لا يحدثكم به أحد غيري: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد).

 

 

[80] 110 - باب: لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم، والدخول على المغيبة. 4934 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله ﷺ قال: (إياكم والدخول على النساء). فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: (الحمو الموت).

 

 

4935 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم). فقام رجل فقال: يا رسول الله، امرأتي خرجت حاجة، واكتتبت في غزوة كذا كذا، قال: (ارجع، فحج مع امرأتك).

 

 

[1763] 111 - باب: ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس.

 

 

4936 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة: عن هشام قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي ﷺ فخلا بها، فقال: (والله إنكم أحب الناس إلي). [3575] 112 - باب: ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة. 4937 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة: أن النبي ﷺ كان عندها وقي البيت مخنث، فقال المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية: أن فتح الله لكم الطائف غدا، أدلك على ابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فقال النبي ﷺ: (لا يدخلن هذا عليكن)

 

 

[4069] 113 - باب: نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة.

 

 

4938 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: عن عيسى، عن الأوزعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنه قالت: رأيت النبي ﷺ يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا الذي أسام، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو.

 

 

[443] 114 - باب: خروج النساء لحوائجهن.

 

 

4939 - حدثنا فروة بن أبي المغراء: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: خرجت سودة بنت زمعة ليلا، فرأها عمر فعرفها، فقال: إنك والله يا سودة ما تخفين علينا، فرجعت إلى النبي ﷺ فذكرت ذلك له، وهو في حجرتي يتعشى، وإن في يده لعرقا، فأنزل عليه، فرفع عنه وهو يقول: (قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن)

 

 

[146] 115 - باب: استئذان المرأة زوجها في الخروج إلى المسجد وغيره.

 

 

4940 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي ﷺ: (إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها)

 

 

[827] 116 - باب: ما يحل من الدخول والنظر إلى النساء في الرضاع.

 

 

4941 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: جاء عمي من الرضاعة، فاستأذن علي فأبيت أن آذن له، حتى أسأل رسول الله ﷺ، فجاء رسول الله ﷺ فسألته عن ذلك، فقال: (إنه عمك، فأذني له). قالت: فقلت: يا رسول الله، إنما أرضعتني المرأة، ولم يرضعني الرجل، قالت: فقال رسول الله ﷺ: (إنه عمك، فليلج عليك). قالت عائشة: وذلك بعد أن ضرب علينا الحجاب. قالت عائشة: يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة. [2501] 117 - لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها.

 

 

4942/4943 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها).

 

 

(4943) - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي، حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق قال: سمعت عبد الله قال: قال النبي ﷺ: (لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها). 118 - باب: قول الرجل: لأطوفن الليلة على نسائي.

 

 

4944 - حدثني محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: (قال سليمان بن داود عليهما السلام، لأطوفن الليلة بمائة امرأة، تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال لك الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فأطاف بهن، ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان.) قال النبي ﷺ: (لو قال إن شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته).

 

 

[3242] 119 - باب: لا يطرق أهله ليلا إذا أطال الغيبة، مخافة أن يخونهم أو يلتمس عثراتهم.

 

 

4945/4946 - حدثنا أدم: حدثنا شعبة: حدثنا محارب بن دثار قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان النبي ﷺ يكره أن يأتي أهله طروقا.

 

 

4946 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عاصم بن سليمان، عن الشعبي: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله ﷺ: (إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا).

 

 

[1707] 120 - باب: طلب الولد.

 

 

4947/4948 - حدثنا مسدد: عن هشيم، عن سيار، عن الشعبي، عن جابر قال: كنت مع رسول الله ﷺ في غزوة، فلما قفلنا، تعجلت على بعير قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فالتفت فإذا أنا برسول الله ﷺ، قال: (ما يعجلك). قلت: إني حديث عهد بعرس، قال: (فبكرا تزوجت أم ثيبا). قلت: بل ثيبا،: (فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك). قال: فلما قدمنا ذهبنا لندخل، فقال: (امهلوا، حتى تدخلوا ليلا - أي عشاء - لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة).

 

 

قال: وحدثني الثقة: أنه قال في هذا الحديث: (الكيس الكيس يا جابر). يعني الولد (4948) - حدثنا محمد بن الوليد: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن سيار، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ قال: (إذا دخلتم ليلا، فلا تدخل على أهلك، حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة). قال: قال رسول الله ﷺ: (فعليك بالكيس الكيس).

 

 

تابعه عبيد الله، عن وهب، عن جابر، عن النبي ﷺ: في الكيس. [432] 121 - باب: تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة.

 

 

4949 - حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثني هشيم: أخبرنا سيار، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي ﷺ في غزوة، فلما قفلنا، كنا قريبا من المدينة، تعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فسار بعيري كأحسن ما أنت رأء من الإبل، فالتفت فإذا أنا برسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس، قال: (أتزوجت). قلت: نعم، قال (أبكرا أم ثيبا). قال: قلت: بل ثيبا،: (فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك). قال: فلما قدمنا ذهبنا لندخل، فقال: (امهلوا، حتى تدخلوا ليلا - أي عشاء - لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة).

 

 

[432] 122 - باب: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن - إلى قوله - لم يظهروا على عورات النساء} /النور: 31/.

 

 

4950 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن أبي حازم قال: اختلف الناس بأي شيء دووي رسول الله ﷺ يوم أحد، فسألوا سهل بن سعد الساعدي، وكان من آخر من بقي من أصحاب النبي ﷺ بالمدينة، فقال: وما بقي من الناس أحد أعلم به مني، كانت فاطمة عليها السلام تغسل الدم عن وجهه، وعلي يأتي بالماء على ترسه، فأخذ حصير فحرق، فحشي به جرحه.

 

 

[240] 123 - باب: {والذين لم يبلغوا الحلم منكم} /النور: 58/.

4951 - حدثنا أحمد بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، سمعت ابن عباس رضي الله عنهما سأله رجل: شهدت مع رسول الله ﷺ العيد، أضحى أو فطرا؟ قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته، يعني من صغره، قال: خرج رسول الله ﷺ فصلى ثم خطب، ولم يذكر أذانا ولا إقامة، ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، فرأيتهن يهوين إلى آذانهن وحلوقهن، يدفعن إلى بلال، ثم ارتفع هو وبلال إلى بيته.

 

 

[98] 124 - باب: قول الرجل لصاحبه: هل أعرستم الليلة؟

 

 

وطعن الرجل ابنته في الخاصرة عند العتاب. [5153]

 

 

4952 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: عاتبني أبو بكر، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ﷺ، ورأسه على فخذي.

 

 

[327].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج11. فهرست تاريخ الطبري

  فهرست تاريخ الطبري    فهرست تاريخ الطبري فهرس رئيسي الزمان | بدء الخلق | خلق آدم | آدم في الأرض | نوح | قصة عيسى ومريم | ملوك الفرس |...