عليك رب الجبروت والقهر يا بلوجر بظلمك لي وحذفك لصفحات تدويني يا طالم وغبي .

فوضت أمري الي الله الجبار فيك يا بلوجر هو وحده اللي حيهدَّك باضطهادك لي وحذفك لصفحات مدوناتي ينتقم منك ربنا بظلمك لي يا أرعن يا مُحدث يا ظالم أنصحك أن تعرض نفسك علي طبيب نفسي حاذق ليخضعك لعلاج علة النقص والتعقيد التي أصابتك لا أدري من كم سنة ؟

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 31 يناير 2024

3.صحيح البخاري{ من كتاب البيوع الي اخر الجهاد والسير }[| البيوع | المظالم | الوصايا | الجهاد والسير |]

3.صحيح البخاري

من البيوع الي الجهاد والسير

{ من كتاب البيوع الي اخر الجهاد والسير }[| البيوع | المظالم | الوصايا | الجهاد والسير |]

كتاب البيوع 

وقول الله عز وجل { وأحل الله البيع وحرم الربا } وقوله { إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم }

باب ما جاء في قول الله تعالى { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين }

 

وقوله { لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم }

 

[1942] حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ﷺ وتقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله ﷺ بمثل حديث أبي هريرة وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفق بالأسواق وكنت ألزم رسول الله ﷺ على ملء بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة أعي حين ينسون وقد قال رسول الله ﷺ: في حديث يحدثه إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى رسول الله ﷺ مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله ﷺ تلك من شيء

 

[1943] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال: قال عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه لما قدمنا المدينة آخى رسول الله ﷺ بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد بن الربيع إني أكثر الأنصار مالا فأقسم لك نصف مالي وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها فإذا حلت تزوجتها قال، فقال عبد الرحمن لا حاجة لي في ذلك هل من سوق فيه تجارة قال سوق قينقاع قال: فغدا إليه عبد الرحمن فأتى بأقط وسمن قال ثم تابع الغدو فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة، فقال رسول الله ﷺ: تزوجت قال: نعم قال ومن قال امرأة من الأنصار قال كم سقت قال زنة نواة من ذهب أو نواة من ذهب، فقال له النبي ﷺ أولم ولو بشاة

 

[1944] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة فآخى النبي ﷺ بينه وبين سعد بن الربيع الأنصارى وكان سعد ذا غنى، فقال لعبد الرحمن أقاسمك مالي نصفين وأزوجك قال بارك الله لك في أهلك ومالك دلوني على السوق فما رجع حتى استفضل أقطا وسمنا فأتى به أهل منزله فمكثنا يسيرا أو ما شاء الله فجاء وعليه وضر من صفرة، فقال له النبي ﷺ مهيم قال: يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار قال: ما سقت إليها قال نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب قال أولم ولو بشاة

 

[1945] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام فكأنهم تأثموا فيه فنزلت { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } في مواسم الحج قرأها بن عباس

باب الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات

 

[1946] حدثني محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن الشعبي سمعت النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنه سمعت النبي ﷺ ح وحدثنا علي بن عبد الله حدثنا ابن عيينة عن أبي فروة عن الشعبي قال: سمعت النعمان عن النبي ﷺ ح وحدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن أبي فروة سمعت الشعبي سمعت النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ ح وحدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي فروة عن الشعبي عن النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنه قال: قال النبي ﷺ الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهة فمن ترك ما شبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما استبان والمعاصي حمى الله من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه

باب تفسير المشبهات

 

وقال حسان بن أبي سنان ما رأيت شيئا أهون من الورع دع ما يريبك إلى ما لا يريبك

 

[1947] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين حدثنا عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث رضى الله تعالى عنه أن امرأة سوداء جاءت فزعمت أنها أرضعتهما فذكر للنبي ﷺ فأعرض عنه وتبسم النبي ﷺ قال: كيف وقد قيل وقد كانت تحته ابنة أبي إهاب التميمي

 

[1948] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص ان ابن وليدة زمعة مني فاقبضه قالت فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص، وقال ابن أخي قد عهد إلي فيه فقام عبد بن زمعة، فقال أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا إلى النبي ﷺ، فقال سعد يا رسول الله ابن أخي كان قد عهد إلي فيه، فقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه، فقال رسول الله ﷺ: هو لك يا عبد بن زمعة، ثم قال النبي ﷺ الولد للفراش وللعاهر الحجر، ثم قال لسودة بنت زمعة زوج النبي ﷺ احتجبي منه لما رأى من شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله

 

[1949] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال: أخبرني عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضى الله تعالى عنه قال: سألت النبي ﷺ عن المعراض، فقال إذا أصاب بحده فكل وإذا أصاب بعرضه فلا تأكل فإنه وقيذ قلت: يا رسول الله أرسل كلبي وأسمي فأجد معه على الصيد كلبا آخر لم أسم عليه ولا أدري أيهما أخذ قال لا تأكل إنما سميت على كلبك ولم تسم على الآخر

باب ما يتنزه من الشبهات

 

[1950] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن منصور عن طلحة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال مر النبي ﷺ بتمرة مسقوطة، فقال لولا أن تكون صدقة لأكلتها، وقال همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: أجد تمرة ساقطة على فراشي

باب من لم ير الوساوس ونحوها من المشبهات

 

[1951] حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال شكي إلى النبي ﷺ الرجل يجد في الصلاة شيئا أيقطع الصلاة قال لا حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا، وقال ابن أبي حفصة عن الزهري لا وضوء إلا فيما وجدت الريح أو سمعت الصوت

 

[1952] حدثني أحمد بن المقدام العجلي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن قوما قالوا يا رسول الله إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا، فقال رسول الله ﷺ: سموا الله عليه وكلوه

باب قول الله تعالى { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها }

 

[1953] حدثنا طلق بن غنام حدثنا زائدة عن حصين عن سالم قال: حدثني جابر رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن نصلي مع النبي ﷺ إذ أقبلت من الشام عير تحمل طعاما فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي ﷺ إلا اثنا عشر رجلا فنزلت { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها }

باب من لم يبال من حيث كسب المال

 

[1954] حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام

باب التجارة في البر وقوله عز وجل { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله }

 

وقال قتادة كان القوم يتبايعون ويتجرون ولكنهم إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى يؤدوه إلى الله

 

[1955] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار عن أبي المنهال قال: كنت أتجر في الصرف فسألت زيد بن أرقم رضى الله تعالى عنه، فقال: قال النبي ﷺ وحدثني الفضل بن يعقوب حدثنا الحجاج بن محمد قال ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار وعامر بن مصعب أنهما سمعا أبا المنهال يقول سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم عن الصرف فقالا كنا تاجرين على عهد رسول الله ﷺ فسألنا رسول الله ﷺ عن الصرف، فقال إن كان يدا بيد فلا بأس وإن كان نساء فلا يصلح

باب الخروج في التجارة وقول الله تعالى { فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله }

 

[1956] حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن عبيد الله بن عمير أن أبا موسى الأشعري استأذن على عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فلم يؤذن له وكأنه كان مشغولا فرجع أبو موسى ففرغ عمر، فقال ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس ائذنوا له قيل قد رجع فدعاه، فقال كنا نؤمر بذلك، فقال تأتيني على ذلك بالبينة فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم فقالوا لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري فذهب بأبي سعيد الخدري، فقال عمر أخفي هذا علي من أمر رسول الله ﷺ ألهاني الصفق بالأسواق يعني الخروج إلى تجارة

باب التجارة في البحر

 

وقال مطر لا بأس به وما ذكره الله في القرآن إلا بحق ثم تلا { وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله } والفلك السفن الواحد والجمع سواء، وقال مجاهد تمخر السفن الريح ولا تمخر الريح من السفن إلا الفلك العظام

 

[1957] وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل خرج في البحر فقضى حاجته وساق الحديث

باب { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها } وقوله جل ذكره { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله }

 

وقال قتادة كان القوم يتجرون ولكنهم كانوا إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى يؤدوه إلى الله

 

[1958] حدثني محمد قال: حدثني محمد بن فضيل عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر رضى الله تعالى عنه قال أقبلت عير ونحن نصلي مع النبي ﷺ الجمعة فانفض الناس إلا اثني عشر رجلا فنزلت هذه الآية { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما }

باب قول الله تعالى { أنفقوا من طيبات ما كسبتم }

 

[1959] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها قال: قال النبي ﷺ إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا

 

[1960] حدثني يحيى بن جعفر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام قال: سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها عن غير أمره فلها نصف أجره

باب من أحب البسط في الرزق

 

[1961] حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني حدثنا حسان حدثنا يونس حدثنا محمد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه

باب شراء النبي ﷺ بالنسيئة

 

[1962] حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال: ذكرنا عند إبراهيم الرهن في السلم، فقال: حدثني الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ اشترى طعاما من يهودي إلى أجل ورهنه درعا من حديد

 

[1963] حدثنا مسلم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس ح وحدثني محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا أسباط أبو اليسع البصري حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أنه مشى إلى النبي ﷺ بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد رهن النبي ﷺ درعا له بالمدينة عند يهودي وأخذ منه شعيرا لأهله ولقد سمعته يقول: ما أمسى عند آل محمد ﷺ صاع بر ولا صاع حب وإن عنده لتسع نسوة

باب كسب الرجل وعمله بيده

 

[1964] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما استخلف أبو بكر الصديق قال لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤونة أهلي وشغلت بأمر المسلمين فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال ويحترف للمسلمين فيه

 

[1965] حدثني محمد حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد قال: حدثني أبو الأسود عن عروة قال: قالت عائشة رضى الله تعالى عنها كان أصحاب رسول الله ﷺ عمال أنفسهم وكان يكون لهم أرواح فقيل لهم لو اغتسلتم رواه همام عن هشام عن أبيه عن عائشة

 

[1966] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن ثور عن خالد بن معدان عن المقدام رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال: ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده

 

[1967] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ أن داود عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده

 

[1968] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه

 

[1969] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه قال: قال النبي ﷺ لأن يأخذ أحدكم أحبله خير له من أن يسأل الناس

باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع ومن طلب حقا فليطلبه في عفاف

 

[1970] حدثنا علي بن عياش حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف قال: حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال: رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى

باب من أنظر موسرا

 

[1971] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور أن ربعي بن حراش حدثه أن حذيفة رضى الله تعالى عنه حدثه قال: قال النبي ﷺ تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم قالوا أعملت من الخير شيئا قال: كنت آمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجاوزوا عن الموسر قال: قال: فتجاوزوا عنه، وقال أبو مالك عن ربعي كنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر وتابعه شعبة عن عبد الملك عن ربعي، وقال أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي أنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر، وقال نعيم بن أبي هند عن ربعي فأقبل من الموسر وأتجاوز عن المعسر

باب من أنظر معسرا

 

[1972] حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه

باب إذا بين البيعان ولم يكتما ونصحا

 

ويذكر عن العداء بن خالد قال كتب لي النبي ﷺ هذا ما اشترى محمد رسول الله ﷺ من العداء بن خالد بيع المسلم المسلم لا داء ولا خبثة ولا غائلة، وقال قتادة الغائلة الزنا والسرقة والإباق وقيل لإبراهيم إن بعض النخاسين يسمي آري خراسان وسجستان فيقول جاء أمس من خراسان جاء اليوم من سجستان فكرهه كراهية شديدة، وقال عقبة بن عامر لا يحل لامر يبيع سلعة يعلم أن بها داء إلا أخبره

 

[1973] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث رفعه إلى حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما

باب بيع الخلط من التمر

 

[1974] حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال كنا نرزق تمر الجمع وهو الخلط من التمر وكنا نبيع صاعين بصاع، فقال النبي ﷺ لا صاعين بصاع ولا درهمين بدرهم

باب ما قيل في اللحام والجزار

 

[1975] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق عن أبي مسعود قال جاء رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب، فقال لغلام له قصاب اجعل لي طعاما يكفي خمسة فإني أريد أن أدعو النبي ﷺ خامس خمسة فإني قد عرفت في وجهه الجوع فدعاهم فجاء معهم رجل، فقال النبي ﷺ إن هذا قد تبعنا فإن شئت أن تأذن له فأذن له وإن شئت أن يرجع رجع، فقال لا بل قد أذنت له

باب ما يمحق الكذب والكتمان في البيع

 

[1976] حدثنا بدل بن المحبر حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا الخليل يحدث عن عبد الله بن الحارث عن حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما

باب قول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون }

 

[1977] حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام

باب آكل الربا وشاهده وكاتبه

 

وقوله تعالى { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }

 

[1978] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما نزلت آخر البقرة قرأهن النبي ﷺ عليهم في المسجد ثم حرم التجارة في الخمر

 

[1979] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم حدثنا أبو رجاء عن سمرة بن جندب رضى الله تعالى عنه قال: قال النبي ﷺ رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان فقلت: ما هذا، فقال الذي رأيته في النهر آكل الربا

باب موكل الربا لقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } قال ابن عباس هذه آخر آية نزلت على النبي ﷺ

 

[1980] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة قال: رأيت أبي اشترى عبدا حجاما فأمر بمحاجمه فكسرت فسألته، فقال نهى النبي ﷺ عن ثمن الكلب وثمن الدم ونهى عن الواشمة والموشومة وآكل الربا وموكله ولعن المصور

باب { يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم }

 

[1981] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال ابن المسيب إن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة

باب ما يكره من الحلف في البيع

 

[1982] حدثنا عمرو بن محمد حدثنا هشيم أخبرنا العوام عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنه أن رجلا أقام سلعة وهو في السوق فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعط ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا }

باب ما قيل في الصواغ

 

وقال طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال النبي ﷺ لا يختلى خلاها، وقال العباس إلا الإذخر فإنه لقينهم وبيوتهم، فقال إلا الإذخر

 

[1983] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي رضى الله تعالى عنهما أخبره أن عليا عليه السلام قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم وكان النبي ﷺ أعطاني شارفا من الخمس فلما أردت أن أبتني بفاطمة عليها السلام بنت رسول الله ﷺ واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين وأستعين به في وليمة عرسي

 

[1984] حدثنا إسحاق حدثنا خالد بن عبد الله عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال: إن الله حرم مكة ولم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي وإنما حلت لي ساعة من نهار لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها إلا لمعرف، وقال عباس بن عبد المطلب إلا الإذخر لصاغتنا ولسقف بيوتنا، فقال إلا الإذخر، فقال عكرمة هل تدري ما ينفر صيدها هو أن تنحيه من الظل وتنزل مكانه قال عبد الوهاب عن خالد لصاغتنا وقبورنا

باب ذكر القين والحداد

 

[1985] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال: كنت قينا في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه قال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد ﷺ فقلت لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث قال دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مالا وولدا فأقضيك فنزلت { أفرأيت الذي كفر بآياتنا، وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا }

باب ذكر الخياط

 

[1986] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول إن خياطا دعا رسول الله ﷺ لطعام صنعه قال أنس بن مالك فذهبت مع رسول الله ﷺ إلى ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله ﷺ خبزا ومرقا فيه دباء وقديد فرأيت النبي ﷺ يتتبع الدباء من حوالي القصعة قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ

باب ذكر النساج

 

[1987] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه قال جاءت امرأة ببردة قال أتدرون ما البردة فقيل له نعم هي الشملة منسوج في حاشيتها قالت: يا رسول الله إني نسجت هذه بيدي أكسوكها فأخذها النبي ﷺ محتاجا إليها فخرج إلينا وإنها إزاره، فقال رجل من القوم يا رسول الله اكسنيها، فقال: نعم فجلس النبي ﷺ في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم ما أحسنت سألتها إياه لقد علمت أنه لا يرد سائلا، فقال الرجل والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت قال سهل فكانت كفنه

باب النجار

 

[1988] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم قال أتى رجال إلى سهل بن سعد يسألونه عن المنبر، فقال بعث رسول الله ﷺ إلى فلانة امرأة قد سماها سهل أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن إذا كلمت الناس فأمرته يعملها من طرفاء الغابة ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله ﷺ بها فأمر بها فوضعت فجلس عليه

 

[1989] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله ﷺ يا رسول الله ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه فإن لي غلاما نجارا قال إن شئت قال: فعملت له المنبر فلما كان يوم الجمعة قعد النبي ﷺ على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق فنزل النبي ﷺ حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت قال بكت على ما كانت تسمع من الذكر

باب شراء الحوائج بنفسه

 

وقال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما اشترى النبي ﷺ جملا من عمر، وقال عبد الرحمن بن أبي بكر رضى الله تعالى عنهما جاء مشرك بغنم فاشترى النبي ﷺ منه شاة واشترى من جابر بعيرا

 

[1990] حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنهما قالت اشترى رسول الله ﷺ من يهودي طعاما بنسيئة ورهنه درعه

باب شراء الدواب والحمير وإذا اشترى دابة أو جملا وهو عليه هل يكون ذلك قبضا قبل أن ينزل

 

وقال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال النبي ﷺ لعمر بعنيه يعني جملا صعبا

 

[1991] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال: كنت مع النبي ﷺ في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيا فأتى علي النبي ﷺ، فقال جابر فقلت: نعم قال: ما شأنك قلت: أبطأ علي جملي وأعيا فتخلفت فنزل يحجنه بمحجنه، ثم قال اركب فركبت فلقد رأيته أكفه عن رسول الله ﷺ قال: تزوجت قلت: نعم قال بكر أم ثيبا قلت: بل ثيبا قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك قلت: إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال: أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس، ثم قال أتبيع جملك قلت: نعم فاشتراه مني بأوقية ثم قدم رسول الله ﷺ قبلي وقدمت بالغداة فجئنا إلى المسجد فوجدته على باب المسجد قال الآن قدمت قلت: نعم قال: فدع جملك فادخل فصل ركعتين فدخلت فصليت فأمر بلالا أن يزن لي أوقية فوزن لي بلال فأرجح في الميزان فانطلقت حتى وليت، فقال ادع لي جابرا قلت: الآن يرد علي الجمل ولم يكن شيء أبغض إلي منه قال خذ جملك ولك ثمنه

باب الأسواق التي كانت في الجاهلية فتبايع بها الناس في الإسلام

 

[1992] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها فأنزل الله { ليس عليكم جناح } في مواسم الحج قرأ بن عباس كذا

باب شراء الإبل الهيم أو الأجرب الهائم المخالف للقصد في كل شيء

 

[1993] حدثنا علي حدثنا سفيان قال: قال عمرو كان ها هنا رجل اسمه نواس وكانت عنده إبل هيم فذهب بن عمر رضى الله تعالى عنهما فاشترى تلك الإبل من شريك له فجاء إليه شريكه، فقال بعنا تلك الإبل، فقال ممن بعتها قال من شيخ كذا وكذا، فقال ويحك ذاك والله بن عمر فجاءه، فقال إن شريكي باعك إبلا هيما ولم يعرفك قال: فاستقها قال: فلما ذهب يستاقها، فقال دعها رضينا بقضاء رسول الله ﷺ لا عدوى سمع سفيان عمرا

باب بيع السلاح في الفتنة وغيرها وكره عمران بن حصين بيعه في الفتنة

 

[1994] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن ابن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة رضى الله تعالى عنه قال خرجنا مع رسول الله ﷺ عام حنين فأعطاه يعني درعا فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام

باب في العطار وبيع المسك

 

[1995] حدثني موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا أبو بردة بن عبد الله قال: سمعت أبا بردة بن أبي موسى عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة

باب ذكر الحجام

 

[1996] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن حميد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال حجم أبو طيبة رسول الله ﷺ فأمر له بصاع من تمر وأمر أهله أن يخففوا من خراجه

 

[1997] حدثنا مسدد حدثنا خالد هو ابن عبد الله حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال احتجم النبي ﷺ وأعطى الذي حجمه ولو كان حراما لم يعطه

باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء

 

[1998] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو بكر ابن حفص عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال أرسل النبي ﷺ إلى عمر رضى الله تعالى عنه بحلة حرير أو سيراء فرآها عليه، فقال إني لم أرسل بها إليك لتلبسها إنما يلبسها من لا خلاق له إنما بعثت إليك لتستمتع بها يعني تبيعها

 

[1999] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله ﷺ قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهية فقلت: يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ﷺ ماذا أذنبت، فقال رسول الله ﷺ: ما بال هذه النمرقة قلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله ﷺ: إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحيوا ما خلقتم، وقال إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة

باب صاحب السلعة أحق بالسوم

 

[2000] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس رضى الله تعالى عنه قال: قال النبي ﷺ يا بني النجار ثامنوني بحائطكم وفيه خرب ونخل

باب كم يجوز الخيار

 

[2001] حدثنا صدقة أخبرنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى قال: سمعت نافعا عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: إن المتبايعين بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا أو يكون البيع خيارا قال نافع وكان ابن عمر إذا اشترى شيئا يعجبه فارق صاحبه

 

[2002] حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: البيعان بالخيار ما لم يفترقا وزاد أحمد حدثنا بهز قال: قال همام فذكرت ذلك لأبي التياح، فقال: كنت مع أبي الخليل لما حدثه عبد الله بن الحارث بهذا الحديث

باب إذا لم يوقت في الخيار هل يجوز البيع

 

[2003] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: قال النبي ﷺ البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو يقول أحدهما لصاحبه اختر وربما قال أو يكون بيع خيار

باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا وبه قال ابن عمر وشريح والشعبي وطاوس وعطاء وابن أبي مليكة

 

[2004] حدثني إسحاق أخبرنا حبان حدثنا شعبة قال قتادة أخبرني عن صالح أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما

 

[2005] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال: المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار

باب إذا خير أحدهما صاحبه بعد البيع فقد وجب البيع

 

[2006] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن رسول الله ﷺ أنه قال إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا وكانا جميعا أو يخير أحدهما الآخر فتبايعا على ذلك فقد وجب البيع وإن تفرقا بعد أن يتبايعا ولم يترك واحد منهما البيع فقد وجب البيع

باب إذا كان البائع بالخيار هل يجوز البيع

 

[2007] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: كل بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا إلا بيع الخيار

 

[2008] حدثني إسحاق حدثنا حبان حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا قال همام وجدت في كتابي يختار ثلاث مرار فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما فعسى أن يربحا ربحا ويمحقا بركة بيعهما قال وحدثنا همام حدثنا أبو التياح أنه سمع عبد الله بن الحارث يحدث بهذا الحديث عن حكيم بن حزام عن النبي ﷺ

باب إذا اشترى شيئا فوهب من ساعته قبل أن يتفرقا ولم ينكر البائع على المشتري أو اشترى عبدا فأعتقه، وقال طاوس فيمن يشتري السلعة على الرضا ثم باعها وجبت له والربح له

 

[2009] وقال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا مع النبي ﷺ في سفر فكنت على بكر صعب لعمر فكان يغلبني فيتقدم أمام القوم فيزجره عمر ويرده ثم يتقدم فيزجره عمر ويرده، فقال النبي ﷺ لعمر بعنيه قال هو لك يا رسول الله قال بعنيه فباعه من رسول الله ﷺ، فقال النبي ﷺ هو لك يا عبد الله بن عمر تصنع به ما شئت

 

[2010] قال أبو عبد الله، وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال بعت من أمير المؤمنين عثمان مالا بالوادي بمال له بخيبر فلما تبايعنا رجعت على عقبي حتى خرجت من بيته خشية أن يرادني البيع وكانت السنة أن المتبايعين بالخيار حتى يتفرقا قال عبد الله فلما وجب بيعي وبيعه رأيت أني قد غبنته بأني سقته إلى أرض ثمود بثلاث ليال وساقني إلى المدينة بثلاث ليال

باب ما يكره من الخداع في البيع

 

[2011] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رجلا ذكر للنبي ﷺ أنه يخدع في البيوع، فقال إذا بايعت فقل لا خلابة

باب ما ذكر في الأسواق

 

وقال عبد الرحمن بن عوف لما قدمنا المدينة قلت: هل من سوق فيه تجارة قال سوق قينقاع، وقال أنس قال عبد الرحمن دلوني على السوق، وقال عمر ألهاني الصفق بالأسواق

 

[2012] حدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن سوقة عن نافع بن جبير بن مطعم قال: حدثتني عائشة رضى الله تعالى عنها قال: قال رسول الله ﷺ: يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت قلت: يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم

 

[2013] حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: صلاة أحدكم في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعا وعشرين درجة وذلك بأنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لا ينهزه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع بها درجة أو حطت عنه بها خطيئة والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه اللهم صل عليه اللهم ارحمه ما لم يحدث فيه ما لم يؤذ فيه، وقال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه

 

[2014] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال: كان النبي ﷺ في السوق، فقال رجل يا أبا القاسم فالتفت إليه النبي ﷺ، فقال إنما دعوت هذا، فقال النبي ﷺ سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

 

[2015] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه دعا رجل بالبقيع يا أبا القاسم فالتفت إليه النبي ﷺ، فقال لم أعنك قال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي

 

[2016] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي هريرة الدوسي رضى الله تعالى عنه قال خرج النبي ﷺ في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتى سوق بني قينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة، فقال أثم لكع أثم لكع فحبسته شيئا فظننت أنها تلبسه سخابا أو تغسله فجاء يشتد حتى عانقه وقبله، وقال اللهم أحبه وأحب من يحبه قال سفيان قال عبيد الله أخبرني أنه رأى نافع بن جبير أوتر بركعة

 

[2017] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى عن نافع حدثنا ابن عمر أنهم كانوا يشترون الطعام من الركبان على عهد النبي ﷺ فيبعث عليهم من يمنعهم أن يبيعوه حيث اشتروه حتى ينقلوه حيث يباع الطعام قال وحدثنا ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال نهى النبي ﷺ أن يباع الطعام إذا اشتراه حتى يستوفيه

باب كراهية السخب في السوق

 

[2018] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما قلت: أخبرني عن صفة رسول الله ﷺ في التوراة قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال، وقال سعيد عن هلال عن عطاء عن ابن سلام غلف كل شيء في غلاف سيف أغلف وقوس غلفاء ورجل أغلف إذا لم يكن مختونا

باب الكيل على البائع والمعطي لقول الله تعالى { وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } يعني كالوا لهم ووزنوا لهم كقوله { يسمعونكم } يسمعون لكم، وقال النبي ﷺ اكتالوا حتى تستوفوا ويذكر عن عثمان رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال له إذا بعت فكل وإذا ابتعت فاكتل

 

[2019] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال: من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه

 

[2020] حدثنا عبدان أخبرنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن جابر رضى الله تعالى عنه قال توفي عبد الله بن عمرو بن حرام وعليه دين فاستعنت النبي ﷺ على غرمائه أن يضعوا من دينه فطلب النبي ﷺ إليهم فلم يفعلوا، فقال لي النبي ﷺ اذهب فصنف تمرك أصنافا العجوة على حدة وعذق زيد على حدة ثم أرسل إلي ففعلت ثم أرسلت إلى النبي ﷺ فجلس على أعلاه أو في وسطه، ثم قال كل للقوم فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء، وقال: فراس عن الشعبي حدثني جابر عن النبي ﷺ فما زال يكيل لهم حتى أداه، وقال هشام عن وهب عن جابر قال النبي ﷺ جذ له فأوف له

باب ما يستحب من الكيل

 

[2021] حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا الوليد عن ثور عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: كيلوا طعامكم يبارك لكم

باب بركة صاع النبي ﷺ ومدهم فيه عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ

 

[2022] حدثنا موسى حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم الأنصارى عن عبد الله بن زيد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة

 

[2023] حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم يعني أهل المدينة

باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة

 

[2024] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن سالم عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال: رأيت الذين يشترون الطعام مجازفة يضربون على عهد رسول الله ﷺ أن يبيعوه حتى يؤووه إلى رحالهم

 

[2025] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ نهى أن يبيع الرجل طعاما حتى يستوفيه قلت لابن عباس كيف ذاك قال ذاك دراهم بدراهم والطعام مرجأ

 

[2026] حدثني أبو الوليد حدثنا شعبة حدثنا عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول: قال النبي ﷺ من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقبضه

 

[2027] حدثنا علي حدثنا سفيان كان عمرو بن دينار يحدثه عن الزهري عن مالك بن أوس أنه قال من عنده صرف، فقال طلحة أنا حتى يجيء خازننا من الغابة قال سفيان هو الذي حفظناه من الزهري ليس فيه زيادة، فقال أخبرني مالك بن أوس سمع عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يخبر عن رسول الله ﷺ قال: الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء

باب بيع الطعام قبل أن يقبض وبيع ما ليس عندك

 

[2028] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الذي حفظناه من عمرو بن دينار سمع طاوسا يقول: سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول أما الذي نهى عنه النبي ﷺ فهو الطعام أن يباع حتى يقبض قال ابن عباس ولا أحسب كل شيء إلا مثله

 

[2029] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ قال: من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه زاد إسماعيل من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقبضه

باب من رأى إذا اشترى طعاما جزافا أن لا يبيعه حتى يؤويه إلى رحله والأدب في ذلك

 

[2030] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم بن عبد الله ان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال لقد رأيت الناس في عهد رسول الله ﷺ يبتاعون جزافا يعني الطعام يضربون أن يبيعوه في مكانهم حتى يؤووه إلى رحالهم

باب إذا اشترى متاعا أو دابة فوضعه عند البائع أو مات قبل أن يقبض، وقال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ما أدركت الصفقة حيا مجموعا فهو من المبتاع

 

[2031] حدثنا فروة بن أبي المغراء أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لقل يوم كان يأتي على النبي ﷺ إلا يأتي فيه بيت أبي بكر أحد طرفي النهار فلما إذن له في الخروج إلى المدينة لم يرعنا إلا وقد أتانا ظهرا فخبر به أبو بكر، فقال: ما جاءنا النبي ﷺ في هذه الساعة إلا لأمر حدث فلما دخل عليه قال لأبي بكر أخرج من عندك قال: يا رسول الله إنما هما ابنتاي يعني عائشة وأسماء قال أشعرت أنه قد إذن لي في الخروج قال الصحبة يا رسول الله قال الصحبة قال: يا رسول الله إن عندي ناقتين أعددتهما للخروج فخذ إحداهما قال قد أخذتها بالثمن

باب لا يبيع على بيع أخيه ولا يسوم على سوم أخيه حتى يأذن له أو يترك

 

[2032] حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال لا يبيع بعضكم على بيع أخيه

 

[2033] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال نهى رسول الله ﷺ أن يبيع حاضر لباد ولا تناجشوا ولا يبيع الرجل على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها

باب بيع المزايدة، وقال عطاء أدركت الناس لا يرون بأسا ببيع المغانم فيمن يزيد

 

[2034] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا الحسين المكتب عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن رجلا أعتق غلاما له عن دبر فاحتاج فأخذه النبي ﷺ، فقال من يشتريه مني فاشتراه نعيم بن عبد الله بكذا وكذا فدفعه إليه

باب النجش ومن قال لا يجوز ذلك البيع

 

وقال ابن أبي أوفى الناجش آكل ربا خائن وهو خداع باطل لا يحل قال النبي ﷺ الخديعة في النار ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

 

[2035] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال نهى النبي ﷺ عن النجش

باب بيع الغرر وحبل الحبلة

 

[2036] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ نهى عن بيع حبل الحبلة وكان بيعا يتبايعه أهل الجاهلية كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم تنتج التي في بطنها

باب بيع الملامسة، وقال أنس نهى عنه النبي ﷺ

 

[2037] حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عامر بن سعد أن أبا سعيد رضى الله تعالى عنه أخبره أن رسول الله ﷺ نهى عن المنابذة وهي طرح الرجل ثوبه بالبيع إلى الرجل قبل أن يقلبه أو ينظر إليه ونهى عن الملامسة والملامسة لمس الثوب لا ينظر إليه

 

[2038] حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال نهي عن لبستين أن يحتبي الرجل في الثوب الواحد ثم يرفعه على منكبه وعن بيعتين اللماس والنباذ

باب بيع المنابذة، وقال أنس نهى عنه النبي ﷺ

 

[2039] حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن محمد بن يحيى بن حبان وعن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ نهى عن الملامسة والمنابذة

 

[2040] حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال نهى النبي ﷺ عن لبستين وعن بيعتين الملامسة والمنابذة

باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل والبقر والغنم وكل محفلة والمصراة التي صري لبنها وحقن فيه وجمع فلم يحلب أياما وأصل التصرية حبس الماء يقال منه صريت الماء إذا حبسته

 

[2041] حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ لا تصروا الإبل والغنم فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بعد أن يحتلبها إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاع تمر ويذكر عن أبي صالح ومجاهد والوليد بن رباح وموسى بن يسار عن أبي هريرة عن النبي ﷺ صاع تمر، وقال بعضهم عن ابن سيرين صاعا من طعام وهو بالخيار ثلاثا، وقال بعضهم عن ابن سيرين صاعا من تمر ولم يذكر ثلاثا والتمر أكثر

 

[2042] حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو عثمان عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال من اشترى شاة محفلة فردها فليرد معها صاعا من تمر ونهى النبي ﷺ أن تلقى البيوع

 

[2043] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا تلقوا الركبان ولا يبع بعضكم على بيع بعض ولا تناجشوا ولا يبع حاضر لباد ولا تصروا الغنم ومن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحتلبها إن رضيها أمسكها وإن سخطها ردها وصاعا من تمر

باب إن شاء رد المصراة وفي حلبتها صاع من تمر

 

[2044] حدثنا محمد بن عمرو حدثنا المكي أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني زياد أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: من اشترى غنما مصراة فاحتلبها فإن رضيها أمسكها وإن سخطها ففي حلبتها صاع من تمر

باب بيع العبد الزاني، وقال شريح إن شاء رد من الزنا

 

[2045] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال: حدثني سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه سمعه يقول: قال النبي ﷺ إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر

 

[2046] حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن قال إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير قال ابن شهاب لا أدري بعد الثالثة أو الرابعة

باب البيع والشراء مع النساء

 

[2047] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال عروة بن الزبير قالت عائشة رضى الله تعالى عنها دخل علي رسول الله ﷺ فذكرت له، فقال رسول الله ﷺ: اشتري وأعتقي فإن الولاء لمن أعتق ثم قام النبي ﷺ من العشي فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: ما بال أناس يشترطون شروطا ليس في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل وإن اشترط مائة شرط شرط الله أحق وأوثق

 

[2048] حدثنا حسان بن أبي عباد حدثنا همام قال: سمعت نافعا يحدث عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عائشة رضى الله تعالى عنها ساومت بريرة فخرج إلى الصلاة فلما جاء قالت إنهم أبوا أن يبيعوها إلا أن يشترطوا الولاء، فقال النبي ﷺ إنما الولاء لمن أعتق قلت لنافع حرا كان زوجها أو عبدا، فقال: ما يدريني

باب هل يبيع حاضر لباد بغير أجر وهل يعينه أو ينصحه، وقال النبي ﷺ إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له ورخص فيه عطاء

 

[2049] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس سمعت جريرا رضى الله تعالى عنه بايعت رسول الله ﷺ على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والسمع والطاعة والنصح لكل مسلم

 

[2050] حدثنا الصلت بن محمد حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: لا تلقوا الركبان ولا يبيع حاضر لباد قال: فقلت لابن عباس ما قوله لا يبيع حاضر لباد قال لا يكون له سمسارا

باب من كره أن يبيع حاضر لباد بأجر

 

[2051] حدثني عبد الله بن صباح حدثنا أبو علي الحنفي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار قال: حدثني أبي عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال نهى رسول الله ﷺ أن يبيع حاضر لباد وبه قال ابن عباس

باب لا يبيع حاضر لباد بالسمسرة وكرهه بن سيرين وإبراهيم للبائع والمشتري، وقال إبراهيم إن العرب تقول بع لي ثوبا وهي تعني الشراء

 

[2052] حدثنا المكي بن إبراهيم قال: أخبرني ابن جريج عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: لا يبتاع المرء على بيع أخيه ولا تناجشوا ولا يبيع حاضر لباد

 

[2053] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ حدثنا ابن عون عن محمد قال أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه نهينا أن يبيع حاضر لباد

باب النهي عن تلقي الركبان

 

[2054] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال نهى النبي ﷺ عن التلقي وأن يبيع حاضر لباد

 

[2055] حدثني عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: سألت بن عباس رضى الله تعالى عنهما ما معنى قوله لا يبيعن حاضر لباد، فقال لا يكن له سمسارا

 

[2056] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثني التيمي عن أبي عثمان عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال من اشترى محفلة فليرد معها صاعا قال ونهى النبي ﷺ عن تلقي البيوع

 

[2057] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال لا يبيع بعضكم على بيع بعض ولا تلقوا السلع حتى يهبط بها إلى السوق

باب منتهى التلقي

 

[2058] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال كنا نتلقى الركبان فنشتري منهم الطعام فنهانا النبي ﷺ أن نبيعه حتى يبلغ به سوق الطعام قال أبو عبد الله هذا في أعلى السوق يبينه حديث عبيد الله

 

[2059] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال: حدثني نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال: كانوا يبتاعون الطعام في أعلى السوق فيبيعونه في مكانهم فنهاهم رسول الله ﷺ أن يبيعوه في مكانه حتى ينقلوه

باب إذا اشترط شروطا في البيع لا تحل

 

[2060] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت جاءتني بريرة فقالت كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم فأبوا عليها فجاءت من عندهم ورسول الله ﷺ جالس فقالت إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع النبي ﷺ فأخبرت عائشة النبي ﷺ، فقال خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ففعلت عائشة ثم قام رسول الله ﷺ في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق

 

[2061] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عائشة أم المؤمنين أرادت أن تشتري جارية فتعتقها، فقال أهلها نبيعكها على أن ولاءها لنا فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فقال لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق

باب بيع التمر بالتمر

 

[2062] حدثنا أبو الوليد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن مالك بن أوس سمع عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: البر بالبر ربا إلا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء

باب بيع الزبيب بالزبيب والطعام بالطعام

 

[2063] حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ نهى عن المزابنة والمزابنة بيع الثمر بالتمر كيلا وبيع الزبيب بالكرم كيلا

 

[2064] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ نهى عن المزابنة قال والمزابنة أن يبيع الثمر بكيل إن زاد فلي وإن نقص فعلي قال وحدثني زيد بن ثابت أن النبي ﷺ رخص في العرايا بخرصها

باب بيع الشعير بالشعير

 

[2065] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن مالك بن أوس أخبره أنه التمس صرفا بمائة دينار فدعاني طلحة بن عبيد الله فتراوضنا حتى اصطرف مني فأخذ الذهب يقلبها في يده، ثم قال حتى يأتي خازني من الغابة وعمر يسمع ذلك، فقال والله لا تفارقه حتى تأخذ منه قال رسول الله ﷺ: الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء

باب بيع الذهب بالذهب

 

[2066] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا إسماعيل بن علية قال: حدثني يحيى بن أبي إسحاق حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أبو بكرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا سواء بسواء والفضة بالفضة إلا سواء بسواء وبيعوا الذهب بالفضة والفضة بالذهب كيف شئتم

باب بيع الفضة بالفضة

 

[2067] حدثنا عبيد الله بن سعد حدثنا عمي حدثنا ابن أخي الزهري عن عمه قال: حدثني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن أبا سعيد حدثه مثل ذلك حديثا عن رسول الله ﷺ فلقيه عبد الله بن عمر، فقال: يا أبا سعيد ما هذا الذي تحدث عن رسول الله ﷺ، فقال أبو سعيد في الصرف سمعت رسول الله ﷺ يقول: الذهب بالذهب مثلا بمثل والورق بالورق مثلا بمثل

 

[2068] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا منها غائبا بناجز

باب بيع الدينار بالدينار نساء

 

[2069] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار أن أبا صالح الزيات أخبره أنه سمع أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه يقول الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم فقلت له فإن بن عباس لا يقوله، فقال أبو سعيد سألته فقلت: سمعته من النبي ﷺ أو وجدته في كتاب الله قال كل ذلك لا أقول وأنتم أعلم برسول الله ﷺ مني ولكنني أخبرني أسامة أن النبي ﷺ قال لا ربا إلا في النسيئة

باب بيع الورق بالذهب نسيئة

 

[2070] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت أبا المنهال قال: سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضى الله تعالى عنهم واحد منهما يقول هذا خير مني فكلاهما يقول نهى رسول الله ﷺ عن بيع الذهب بالورق دينا

باب بيع الذهب بالورق يدا بيد

 

[2071] حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عباد بن العوام أخبرنا يحيى بن أبي إسحاق حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال نهى النبي ﷺ عن الفضة بالفضة والذهب بالذهب إلا سواء بسواء وأمرنا أن نبتاع الذهب بالفضة كيف شئنا والفضة بالذهب كيف شئنا

باب بيع المزابنة وهي بيع الثمر بالتمر وبيع الزبيب بالكرم وبيع العرايا قال أنس نهى النبي ﷺ عن المزابنة والمحاقلة

 

[2072] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه ولا تبيعوا الثمر بالتمر قال سالم وأخبرني عبد الله عن زيد بن ثابت أن رسول الله ﷺ رخص بعد ذلك في بيع العرية بالرطب أو بالتمر ولم يرخص في غيره

 

[2073] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ نهى عن المزابنة والمزابنة اشتراء الثمر بالتمر كيلا وبيع الكرم بالزبيب كيلا

 

[2074] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ نهى عن المزابنة والمحاقلة والمزابنة اشتراء الثمر بالتمر في رؤوس النخل

 

[2075] حدثنا مسدد حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال نهى النبي ﷺ عن المحاقلة والمزابنة

 

[2076] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنهم أن رسول الله ﷺ أرخص لصاحب العرية أن يبيعها بخرصها

باب بيع الثمر على رؤوس النخل بالذهب والفضة

 

[2077] حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرنا ابن جريج عن عطاء وأبي الزبير عن جابر رضى الله تعالى عنه قال نهى النبي ﷺ عن بيع الثمر حتى يطيب ولا يباع شيء منه إلا بالدينار والدرهم إلا العرايا

 

[2078] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: سمعت مالكا وسأله عبيد الله بن الربيع أحدثك داود عن أبي سفيان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ رخص في بيع العرايا في خمسة أوسق أو دون خمسة أوسق قال: نعم

 

[2079] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال: قال يحيى بن سعيد سمعت بشيرا قال: سمعت سهل بن أبي حثمة أن رسول الله ﷺ نهى عن بيع الثمر بالتمر ورخص في العرية أن تباع بخرصها يأكلها أهلها رطبا، وقال سفيان مرة أخرى إلا أنه رخص في العرية يبيعها أهلها بخرصها يأكلونها رطبا قال هو سواء قال سفيان فقلت ليحيى وأنا غلام إن أهل مكة يقولون إن النبي ﷺ رخص في بيع العرايا، فقال وما يدري أهل مكة قلت: إنهم يروونه عن جابر فسكت قال سفيان إنما أردت أن جابرا من أهل المدينة قيل لسفيان وليس فيه نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه قال لا

باب تفسير العرايا

 

وقال: مالك العرية أن يعري الرجل الرجل النخلة ثم يتأذى بدخوله عليه فرخص له أن يشتريها منه بتمر، وقال ابن إدريس العرية لا تكون إلا بالكيل من التمر يدا بيد لا يكون بالجزاف ومما يقويه قول سهل بن أبي حثمة بالأوسق الموسقة، وقال ابن إسحاق في حديثه عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كانت العرايا أن يعري الرجل في ماله النخلة والنخلتين، وقال يزيد عن سفيان بن حسين العرايا نخل كانت توهب للمساكين فلا يستطيعون أن ينتظروا بها رخص لهم أن يبيعوها بما شاؤوا من التمر

 

[2080] حدثنا محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنهم أن رسول الله ﷺ رخص في العرايا أن تباع بخرصها كيلا قال موسى بن عقبة والعرايا نخلات معلومات تأتيها فتشتريها

باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها

 

[2081] وقال الليث عن أبي الزناد كان عروة بن الزبير يحدث عن سهل بن أبي حثمة الأنصارى من بني حارثة أنه حدثه عن زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه قال: كان الناس في عهد رسول الله ﷺ يتبايعون الثمار فإذا جد الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع إنه أصاب الثمر الدمان أصابه مراض أصابه قشام عاهات يحتجون بها، فقال رسول الله ﷺ: لما كثرت عنده الخصومة في ذلك فإما لا فلا تتبايعوا حتى يبدو صلاح الثمر كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت لم يكن يبيع ثمار أرضه حتى تطلع الثريا فيتبين الأصفر من الأحمر قال أبو عبد الله رواه علي بن بحر حدثنا حكام حدثنا عنبسة عن زكريا عن أبي الزناد عن عروة عن سهل عن زيد

 

[2082] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها نهى البائع والمبتاع

 

[2083] حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا حميد الطويل عن أنس رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ نهى أن تباع ثمرة النخل حتى تزهو قال أبو عبد الله يعني حتى تحمر

 

[2084] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال نهى النبي ﷺ أن تباع الثمرة حتى تشقح فقيل ما تشقح قال تحمار وتصفار ويؤكل منها

باب بيع النخل قبل أن يبدو صلاحها

 

[2085] حدثني علي بن الهيثم حدثنا معلى حدثنا هشيم أخبرنا حميد حدثنا أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أنه نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها وعن النخل حتى يزهو قيل وما يزهو قال يحمار أو يصفار

باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها ثم أصابته عاهة فهو من البائع

 

[2086] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن حميد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ نهى عن بيع الثمار حتى تزهي فقيل له وما تزهي قال حتى تحمر، فقال رسول الله ﷺ: أرأيت إذا منع الله الثمرة بم يأخذ أحدكم مال أخيه

 

[2087] قال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال لو أن رجلا ابتاع ثمرا قبل أن يبدو صلاحه ثم أصابته عاهة كان ما أصابه على ربه أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال لا تتبايعوا الثمر حتى يبدو صلاحها ولا تبيعوا الثمر بالتمر

باب شراء الطعام إلى أجل

 

[2088] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال: ذكرنا عند إبراهيم الرهن في السلف، فقال لا بأس به ثم حدثنا عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ اشترى طعاما من يهودي إلى أجل فرهنه درعه

باب إذا أراد بيع تمر بتمر خير منه

 

[2089] حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب، فقال رسول الله ﷺ: أكل تمر خيبر هكذا قال لا والله يا رسول الله إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة، فقال رسول الله ﷺ: لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا

باب من باع نخلا قد أبرت أو أرضا مزروعة أو بإجارة قال أبو عبد الله، وقال لي إبراهيم أخبرنا هشام أخبرنا ابن جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة يخبر عن نافع مولى ابن عمر أنه قال أيما نخل بيعت قد أبرت لم يذكر الثمر فالثمر للذي أبرها وكذلك العبد والحرث سمى له نافع هؤلاء الثلاث

 

[2090] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال: من باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع

باب بيع الزرع بالطعام كيلا

 

[2091] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال نهى رسول الله ﷺ عن المزابنة أن يبيع ثمر حائطه إن كان نخلا بتمر كيلا وإن كان كرما أن يبيعه بزبيب كيلا أو كان زرعا أن يبيعه بكيل طعام ونهى عن ذلك كله

باب بيع النخل بأصله

 

[2092] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ قال: أيما امرئ أبر نخلا ثم باع أصلها فللذي أبر ثمر النخل إلا أن يشترطه المبتاع

باب بيع المخاضرة

 

[2093] حدثنا إسحاق بن وهب حدثنا عمر بن يونس قال: حدثني أبي قال: حدثني إسحاق بن أبي طلحة الأنصارى عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه قال نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة والمخاضرة والملامسة والمنابذة والمزابنة

 

[2094] حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ نهى عن بيع ثمر التمر حتى يزهو فقلنا لأنس ما زهوها قال تحمر وتصفر أرأيت إن منع الله الثمرة بم تستحل مال أخيك

باب بيع الجمار وأكله

 

[2095] حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: كنت عند النبي ﷺ وهو يأكل جمارا، فقال من الشجر شجرة كالرجل المؤمن فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أحدثهم قال هي النخلة

باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع والإجارة والمكيال والوزن وسنتهم على نياتهم ومذاهبهم المشهورة

 

وقال شريح للغزالين سنتكم بينكم ربحا، وقال عبد الوهاب عن أيوب عن محمد لا بأس العشرة بأحد عشر ويأخذ للنفقة ربحا، وقال النبي ﷺ لهند خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف، وقال تعالى { ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } واكترى الحسن من عبد الله بن مرداس حمارا، فقال بكم قال بدانقين فركبه ثم جاء مرة أخرى، فقال الحمار الحمار فركبه ولم يشارطه فبعث إليه بنصف درهم

 

[2096] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال حجم رسول الله ﷺ أبو طيبة فأمر له رسول الله ﷺ بصاع من تمر وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه

 

[2097] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن هشام عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت هند أم معاوية لرسول الله ﷺ أن أبا سفيان رجل شحيح فهل علي جناح أن آخذ من ماله سرا قال خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف

 

[2098] حدثني إسحاق حدثنا ابن نمير أخبرنا هشام وحدثني محمد قال: سمعت عثمان بن فرقد قال: سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه أنه سمع عائشة رضى الله تعالى عنها تقول { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } أنزلت في والي اليتيم الذي يقيم عليه ويصلح في ماله إن كان فقيرا أكل منه بالمعروف

باب بيع الشريك من شريكه

 

[2099] حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر رضى الله تعالى عنه جعل رسول الله ﷺ الشفعة في كل مال لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة

باب بيع الأرض والدور والعروض مشاعا غير مقسوم

 

[2100] حدثنا محمد بن محبوب حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال قضى النبي ﷺ بالشفعة في كل مال لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة

 

[2101] حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بهذا، وقال في كل ما لم يقسم تابعه هشام عن معمر قال عبد الرزاق في كل مال رواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري

باب إذا اشترى شيئا لغيره بغير إذنه فرضي

 

[2102] حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: خرج ثلاثة يمشون فأصابهم المطر فدخلوا في غار في جبل فانحطت عليهم صخرة قال، فقال بعضهم لبعض ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه، فقال أحدهم اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب فآتي به أبوي فيشربان ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي فاحتبست ليلة فجئت فإذا هما نائمان قال: فكرهت أن أوقظهما والصبية يتضاغون عند رجلي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء قال: ففرج عنهم، وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أني كنت أحب امرأة من بنات عمي كأشد ما يحب الرجل النساء فقالت لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار فسعيت فيها حتى جمعتها فلما قعدت بين رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت وتركتها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة قال: ففرج عنهم الثلثين، وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا بفرق من ذرة فأعطيته وأبى ذاك أن يأخذ فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته حتى اشتريت منه بقرا وراعيها ثم جاء، فقال: يا عبد الله أعطني حقي فقلت: انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك، فقال أتستهزئ بي قال: فقلت: ما أستهزئ بك ولكنها لك اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فكشف عنهم

باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب

 

[2103] حدثنا أبو النعمان حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قال كنا مع النبي ﷺ ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي ﷺ بيعا أم عطية أو قال أم هبة قال لا بل بيع فاشترى منه شاة

باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه

 

وقال النبي ﷺ لسلمان كاتب وكان حرا فظلموه وباعوه وسبي عمار وصهيب وبلال، وقال الله تعالى { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون }

 

[2104] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال النبي ﷺ هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء فأرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التي معك قال أختي ثم رجع إليها، فقال لا تكذبي حديثي فإني أخبرتهم أنك أختي والله إن على الأرض مؤمن غيري وغيرك فأرسل بها إليه فقام إليها فقامت توضأ وتصلي فقالت اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر فغط حتى ركض برجله قال الأعرج قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن أبا هريرة قال: قالت اللهم إن يمت يقال هي قتلته فأرسل ثم قام إليها فقامت توضأ تصلي وتقول اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر فغط حتى ركض برجله قال عبد الرحمن قال أبو سلمة قال أبو هريرة فقالت اللهم إن يمت فيقال هي قتلته فأرسل في الثانية أو في الثالثة، فقال والله ما أرسلتم إلي إلا شيطانا أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها آجر فرجعت إلى إبراهيم عليه السلام فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة

 

[2105] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام، فقال سعد هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلي أنه ابنه انظر إلى شبهه، وقال عبد بن زمعة هذا أخي يا رسول الله ولد على فراش أبي من وليدته فنظر رسول الله ﷺ إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة، فقال هو لك يا عبد الولد للفراش وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة فلم تره سودة قط

 

[2106] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد عن أبيه قال عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه لصهيب اتق الله ولا تدع إلى غير أبيك، فقال صهيب ما يسرني أن لي كذا وكذا وأني قلت: ذلك ولكني سرقت وأنا صبي

 

[2107] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال: يا رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث أو أتحنث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة هل لي فيها أجر قال حكيم رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ: أسلمت على ما سلف لك من خير

باب جلود الميتة قبل أن تدبغ

 

[2108] حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح قال: حدثني ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله أخبره أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله ﷺ مر بشاة ميتة، فقال هلا استمتعتم بإهابها قالوا إنها ميتة قال إنما حرم أكلها

باب قتل الخنزير

 

وقال جابر حرم النبي ﷺ بيع الخنزير

 

[2109] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد

باب لا يذاب شحم الميتة ولا يباع ودكه

 

رواه جابر رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ

 

[2110] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني طاوس أنه سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول بلغ عمر أن فلانا باع خمرا، فقال قاتل الله فلانا ألم يعلم أن رسول الله ﷺ قال: قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها

 

[2111] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب سمعت سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: قاتل الله يهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها قال أبو عبد الله { قاتلهم الله } لعنهم { قتل } لعن { الخراصون } الكذابون

باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح وما يكره من ذلك

 

[2112] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا يزيد بن زريع أخبرنا عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس رضى الله تعالى عنهما إذ أتاه رجل، فقال: يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله ﷺ يقول: سمعته يقول من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه، فقال ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح قال أبو عبد الله سمع سعيد بن أبي عروبة من النضر بن أنس هذا الواحد

باب تحريم التجارة في الخمر، وقال جابر رضى الله تعالى عنه حرم النبي ﷺ بيع الخمر

 

[2113] حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها لما نزلت آيات سورة البقرة عن آخرها خرج النبي ﷺ، فقال حرمت التجارة في الخمر

باب إثم من باع حرا

 

[2114] حدثني بشر بن مرحوم حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: قال الله ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره

باب بيع العبيد والحيوان بالحيوان نسيئة واشترى بن عمر راحلة بأربعة أبعرة مضمونة عليه يوفيها صاحبها بالربذة، وقال ابن عباس قد يكون البعير خيرا من البعيرين واشترى رافع بن خديج بعيرا ببعيرين فأعطاه أحدهما، وقال آتيك بالآخر غدا رهوا إن شاء الله، وقال ابن المسيب لا ربا في الحيوان البعير بالبعيرين والشاة بالشاتين إلى أجل، وقال ابن سيرين لا بأس بعير ببعيرين نسيئة

 

[2115] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال: كان في السبي صفية فصارت إلى دحية الكلبي ثم صارت إلى النبي ﷺ

باب بيع الرقيق

 

[2116] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني ابن محيريز أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أخبره أنه بينما هو جالس عند النبي ﷺ قال: يا رسول الله إنا نصيب سبيا فنحب الأثمان فكيف ترى في العزل، فقال أو إنكم تفعلون ذلك لا عليكم أن لا تفعلوا ذلكم فإنها ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا هي خارجة

باب بيع المدبر

 

[2117] حدثنا ابن نمير حدثنا وكيع حدثنا إسماعيل عن سلمة بن كهيل عن عطاء عن جابر رضى الله تعالى عنه قال باع النبي ﷺ المدبر حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول باعه رسول الله ﷺ

 

[2118] حدثني زهير بن حرب حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال: حدث بن شهاب أن عبيد الله أخبره أن زيد بن خالد وأبا هريرة رضى الله تعالى عنهما أخبراه أنهما سمعا رسول الله ﷺ يسأل عن الأمة تزني ولم تحصن قال اجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها بعد الثالثة أو الرابعة

 

[2119] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: أخبرني الليث عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر

باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها ولم ير الحسن بأسا أن يقبلها أو يباشرها

 

وقال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما إذا وهبت الوليدة التي توطأ أو بيعت أو عتقت فليستبرأ رحمها بحيضة ولا تستبرأ العذراء، وقال عطاء لا بأس أن يصيب من جاريته الحامل ما دون الفرج، وقال الله تعالى { إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم }

 

[2120] حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال قدم النبي ﷺ خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله ﷺ لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الروحاء حلت فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير، ثم قال رسول الله ﷺ: إذن من حولك فكانت تلك وليمة رسول الله ﷺ على صفية ثم خرجنا إلى المدينة قال: فرأيت رسول الله ﷺ يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب

باب بيع الميتة والأصنام

 

[2121] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: عام الفتح وهو بمكة إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام فقيل: يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنها يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس، فقال لا هو حرام، ثم قال رسول الله ﷺ: عند ذلك قاتل الله اليهود إن الله لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه قال أبو عاصم حدثنا عبد الحميد حدثنا يزيد كتب إلي عطاء سمعت جابرا رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ

باب ثمن الكلب

 

[2122] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر ابن عبد الرحمن عن أبي مسعود الأنصارى رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن

 

[2123] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال: أخبرني عون بن أبي جحيفة قال: رأيت أبي اشترى حجاما فأمر بمحاجمه فكسرت فسألته عن ذلك قال إن رسول الله ﷺ نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب الأمة ولعن الواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله ولعن المصور

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب السلم

باب السلم في كيل معلوم

 

[2124] حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل بن علية أخبرنا ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قدم رسول الله ﷺ المدينة والناس يسلفون في الثمر العام والعامين أو قال عامين أو ثلاثة شك إسماعيل، فقال من سلف في تمر فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم حدثنا محمد أخبرنا إسماعيل عن ابن أبي نجيح بهذا في كيل معلوم ووزن معلوم

باب السلم في وزن معلوم

 

[2125] حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة أخبرنا ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قدم النبي ﷺ المدينة وهم يسلفون بالتمر السنتين والثلاث، فقال من أسلف في شيء ففي كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم حدثنا علي حدثنا سفيان قال: حدثني ابن أبي نجيح، وقال: فليسلف في كيل معلوم إلى أجل معلوم

 

[2126] حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال قال: سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول قدم النبي ﷺ، وقال في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم

 

[2127] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن ابن أبي المجالد وحدثنا يحيى حدثنا وكيع عن شعبة عن محمد بن أبي المجالد وحدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال: أخبرني محمد أو عبد الله بن أبي المجالد قال اختلف عبد الله بن شداد بن الهاد وأبو بردة في السلف فبعثوني إلى بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنه فسألته، فقال: أنا كنا نسلف على عهد رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر في الحنطة والشعير والزبيب والتمر وسألت بن أبزى، فقال مثل ذلك

باب السلم إلى من ليس عنده أصل

 

[2128] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني حدثنا محمد بن أبي المجالد قال بعثني عبد الله بن شداد وأبو بردة إلى عبد الله بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنهما فقالا سله هل كان أصحاب النبي ﷺ في عهد النبي ﷺ يسلفون في الحنطة قال عبد الله كنا نسلف نبيط أهل الشام في الحنطة والشعير والزيت في كيل معلوم إلى أجل معلوم قلت: إلى من كان أصله عنده قال: ما كنا نسألهم عن ذلك ثم بعثاني إلى عبد الرحمن بن أبزى فسألته، فقال: كان أصحاب النبي ﷺ يسلفون على عهد النبي ﷺ ولم نسألهم ألهم حرث أم لا

 

[2129] حدثنا إسحاق حدثنا خالد بن عبد الله عن الشيباني عن محمد بن أبي مجالد بهذا، وقال: فنسلفهم في الحنطة والشعير، وقال عبد الله بن الوليد عن سفيان حدثنا الشيباني، وقال والزيت حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الشيباني، وقال في الحنطة والشعير والزبيب

 

[2130] حدثنا آدم حدثنا شعبة أخبرنا عمرو قال: سمعت أبا البختري الطائي قال: سألت بن عباس رضى الله تعالى عنهما عن السلم في النخل قال نهى النبي ﷺ عن بيع النخل حتى يؤكل منه وحتى يوزن، فقال الرجل وأي شيء يوزن قال رجل إلى جانبه حتى يحرز، وقال معاذ حدثنا شعبة عن عمرو قال أبو البختري سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما نهى النبي ﷺ مثله

باب السلم في النخل

 

[2131] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي البختري قال: سألت بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن السلم في النخل، فقال نهي عن بيع النخل حتى يصلح وعن بيع الورق نساء بناجز وسألت بن عباس عن السلم في النخل، فقال نهى النبي ﷺ عن بيع النخل حتى يؤكل منه أو يأكل منه وحتى يوزن

 

[2132] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي البختري سألت بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن السلم في النخل، فقال نهى النبي ﷺ عن بيع الثمر حتى يصلح ونهى عن الورق بالذهب نساء بناجز وسألت بن عباس، فقال نهى النبي ﷺ عن بيع النخل حتى يأكل أو يؤكل وحتى يوزن قلت: وما يوزن قال رجل عنده حتى يحرز

باب الكفيل في السلم

 

[2133] حدثنا محمد حدثنا يعلى حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت اشترى رسول الله ﷺ طعاما من يهودي بنسيئة ورهنه درعا له من حديد

باب الرهن في السلم

 

[2134] حدثني محمد بن محبوب حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال تذاكرنا عند إبراهيم الرهن في السلف، فقال: حدثني الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ اشترى من يهودي طعاما إلى أجل معلوم وارتهن منه درعا من حديد

باب السلم إلى أجل معلوم

 

وبه قال ابن عباس وأبو سعيد والأسود والحسن، وقال ابن عمر لا بأس في الطعام الموصوف بسعر معلوم إلى أجل معلوم ما لم يك ذلك في زرع لم يبد صلاحه

 

[2135] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قدم النبي ﷺ المدينة وهم يسلفون في الثمار السنتين والثلاث، فقال أسلفوا في الثمار في كيل معلوم إلى أجل معلوم، وقال عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح، وقال في كيل معلوم ووزن معلوم

 

[2136] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا سفيان عن سليمان الشيباني عن محمد بن أبي مجالد قال أرسلني أبو بردة وعبد الله بن شداد إلى عبد الرحمن بن أبزى وعبد الله بن أبي أوفى فسألتهما عن السلف فقالا كنا نصيب المغانم مع رسول الله ﷺ فكان يأتينا أنباط من أنباط الشام فنسلفهم في الحنطة والشعير والزبيب إلى أجل مسمى قال: قلت: أكان لهم زرع أو لم يكن لهم زرع قالا ما كنا نسألهم عن ذلك

باب السلم إلى أن تنتج الناقة

 

[2137] حدثنا موسى بن إسماعيل أخبرنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال: كانوا يتبايعون الجزور إلى حبل الحبلة فنهى النبي ﷺ عنه فسره نافع أن تنتج الناقة ما في بطنها

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الشفعة

باب الشفعة في ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود فلا شفعة

 

[2138] حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال قضى رسول الله ﷺ بالشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة

باب عرض الشفعة على صاحبها قبل البيع

 

وقال الحكم إذا إذن له قبل البيع فلا شفعة له، وقال الشعبي من بيعت شفعته وهو شاهد لا يغيرها فلا شفعة له

 

[2139] حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا ابن جريج أخبرني إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد قال وقفت على سعد بن أبي وقاص فجاء المسور بن مخرمة فوضع يده على إحدى منكبي إذ جاء أبو رافع مولى النبي ﷺ، فقال: يا سعد ابتع مني بيتي في دارك، فقال سعد والله ما أبتاعهما، فقال المسور والله لتبتاعنهما، فقال سعد والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة أو مقطعة قال أبو رافع لقد أعطيت بها خمسمائة دينار ولولا أني سمعت النبي ﷺ يقول: الجار أحق بسقبه ما أعطيتكها بأربعة آلاف وأنا أعطى بها خمسمائة دينار فأعطاها إياه

باب أي الجوار أقرب

 

[2140] حدثنا حجاج حدثنا شعبة ح وحدثني علي بن عبد الله حدثنا شبابة حدثنا شعبة حدثنا أبو عمران قال: سمعت طلحة بن عبد الله عن عائشة رضى الله تعالى عنها قلت: يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك بابا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الإجارة

باب استئجار الرجل الصالح وقول الله تعالى { إن خير من استأجرت القوي الأمين } والخازن الأمين ومن لم يستعمل من أراده

 

[2141] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن أبي بردة قال: أخبرني جدي أبو بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال: قال النبي ﷺ الخازن الأمين الذي يؤدي ما أمر به طيبة نفسه أحد المتصدقين

 

[2142] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن قرة بن خالد قال: حدثني حميد بن هلال حدثنا أبو بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال أقبلت إلى النبي ﷺ ومعي رجلان من الأشعريين فقلت: ما عملت أنهما يطلبان العمل، فقال لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده

باب رعي الغنم على قراريط

 

[2143] حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمرو بن يحيى عن جده عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه وأنت، فقال: نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة

باب استئجار المشركين عند الضرورة أو إذا لم يوجد أهل الإسلام وعامل النبي ﷺ يهود خيبر

 

[2144] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها واستأجر النبي ﷺ وأبو بكر رجلا من بني الديل ثم من بني عبد بن عدي هاديا خريتا الخريت الماهر بالهداية قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما ووعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث فارتحلا وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الديلي فأخذ بهم أسفل مكة وهو طريق الساحل

باب إذا استأجر أجيرا ليعمل له بعد ثلاثة أيام أو بعد شهر أو بعد سنة جاز وهما على شرطهما الذي اشترطاه إذا جاء الأجل

 

[2145] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ قالت واستأجر رسول الله ﷺ وأبو بكر رجلا من بني الديل هاديا خريتا وهو على دين كفار قريش فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث

باب الأجير في الغزو

 

[2146] حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا إسماعيل بن علية أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن صفوان بن يعلى عن يعلى بن أمية رضى الله تعالى عنه قال غزوت مع النبي ﷺ جيش العسرة فكان من أوثق أعمالي في نفسي فكان لي أجير فقاتل إنسانا فعض أحدهما إصبع صاحبه فانتزع إصبعه فأندر ثنيته فسقطت فانطلق إلى النبي ﷺ فأهدر ثنيته، وقال أفيدع إصبعه في فيك تقضمها قال أحسبه قال كما يقضم الفحل قال ابن جريج وحدثني عبد الله بن أبي مليكة عن جده بمثل هذه الصفة أن رجلا عض يد رجل فأندر ثنيته فأهدرها أبو بكر رضى الله تعالى عنه

باب من استأجر أجيرا فبين له الأجل ولم يبين العمل

 

لقوله { إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين } إلى قوله { على ما نقول وكيل } يأجر فلانا يعطيه أجرا ومنه في التعزية أجرك الله

باب إذا استأجر أجيرا على أن يقيم حائطا يريد أن ينقض جاز

 

[2147] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف ان ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قال قد سمعته يحدثه عن سعيد قال: قال لي ابن عباس رضى الله تعالى عنهما حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ: فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض قال سعيد بيده هكذا ورفع يديه فاستقام قال يعلى حسبت أن سعيدا قال: فمسحه بيده فاستقام قال { لو شئت لاتخذت عليه أجرا } قال سعيد أجرا نأكله

باب الإجارة إلى نصف النهار

 

[2148] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء، فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود، ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى، ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى فقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء قال هل نقصتكم من حقكم قالوا لا قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء

باب الإجارة إلى صلاة العصر

 

[2149] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال: إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا، فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود على قيراط قيراط ثم عملت النصارى على قيراط قيراط ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين فغضبت اليهود والنصارى وقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا، فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء

باب إثم من منع أجر الأجير

 

[2150] حدثنا يوسف بن محمد قال: حدثني يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره

باب الإجارة من العصر إلى الليل

 

[2151] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا يوما إلى الليل على أجر معلوم فعملوا له إلى نصف النهار فقالوا لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل، فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجر أجيرين بعدهم، فقال لهما أكملا بقية يومكما هذا ولكما الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالا لك ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه، فقال لهما أكملا بقية عملكما ما بقي من النهار شيء يسير فأبيا واستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور

باب من استأجر أجيرا فترك أجره فعمل فيه المستأجر فزاد أو من عمل في مال غيره فاستفضل

 

[2152] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج قال النبي ﷺ، وقال الآخر اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي ﷺ، وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت: إني لا أستهزىء بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون

باب من آجر نفسه ليحمل على ظهره ثم تصدق به وأجرة الحمال

 

[2153] حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن شقيق عن أبي مسعود الأنصارى رضى الله تعالى عنه قال: كان رسول الله ﷺ إذا أمر بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فيحامل فيصيب المد وإن لبعضهم لمائة ألف قال: ما تراه يعني إلا نفسه

باب أجر السمسرة

 

ولم ير بن سيرين وعطاء وإبراهيم والحسن بأجر السمسار بأسا، وقال ابن عباس لا بأس أن يقول بع هذا الثوب فما زاد على كذا وكذا فهو لك، وقال ابن سيرين إذا قال بعه بكذا فما كان من ربح فهو لك أو بيني وبينك فلا بأس به، وقال النبي ﷺ المسلمون عند شروطهم2

 

[2154] حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما نهى رسول الله ﷺ أن يتلقى الركبان ولا يبيع حاضر لباد قلت: يا ابن عباس ما قوله لا يبيع حاضر لباد قال لا يكون له سمسارا

باب هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب

 

[2155] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق حدثنا خباب قال: كنت رجلا قينا فعملت للعاص بن وائل فاجتمع لي عنده فأتيته أتقاضاه، فقال لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت: أما والله حتى تموت ثم تبعث فلا قال وإني لميت ثم مبعوث قلت: نعم قال: فإنه سيكون لي ثم مال وولد فأقضيك فأنزل الله تعالى { أفرأيت الذي كفر بآياتنا، وقال لأوتين مالا وولدا }

باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، وقال ابن عباس عن النبي ﷺ أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله، وقال الشعبي لا يشترط المعلم إلا أن يعطى شيئا فليقبله، وقال الحكم لم أسمع أحدا كره أجر المعلم وأعطى الحسن دراهم عشرة ولم ير بن سيرين بأجر القسام بأسا، وقال: كان يقال السحت الرشوة في الحكم وكانوا يعطون على الخرص

 

[2156] حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال انطلق نفر من أصحاب النبي ﷺ في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء، فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ { الحمد لله رب العالمين } فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم اقسموا، فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي ﷺ فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله ﷺ فذكروا له، فقال وما يدريك أنها رقية، ثم قال قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما فضحك رسول الله ﷺ، وقال شعبة حدثنا أبو بشر سمعت أبا المتوكل بهذا

باب ضريبة العبد وتعاهد ضرائب الإماء

 

[2157] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال حجم أبو طيبة النبي ﷺ فأمر له بصاع أو صاعين من طعام وكلم مواليه فخفف عن غلته أو ضريبته

باب خراج الحجام

 

[2158] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال احتجم النبي ﷺ وأعطى الحجام

 

[2159] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال احتجم النبي ﷺ وأعطى الحجام أجره ولو علم كراهية لم يعطه

 

[2160] حدثنا أبو نعيم حدثنا مسعر عن عمرو بن عامر قال: سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول كان النبي ﷺ يحتجم ولم يكن يظلم أحدا أجره

باب من كلم موالي العبد أن يخففوا عنه من خراجه

 

[2161] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال دعا النبي ﷺ غلاما حجاما فحجمه وأمر له بصاع أو صاعين أو مد أو مدين وكلم فيه فخفف من ضريبته

باب كسب البغي والإماء

 

وكره إبراهيم أجر النائحة والمغنية وقول الله تعالى { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } فتياتكم إماؤكم

 

[2162] حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي مسعود الأنصارى رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن

 

[2163] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن محمد بن جحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال نهى النبي ﷺ عن كسب الإماء

باب عسب الفحل

 

[2164] حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث وإسماعيل بن إبراهيم عن علي بن الحكم عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال نهى النبي ﷺ عن عسب الفحل

باب إذا استأجر أرضا فمات أحدهما

 

وقال ابن سيرين ليس لأهله أن يخرجوه إلى تمام الأجل، وقال الحكم والحسن وإياس بن معاوية تمضى الإجارة إلى أجلها، وقال ابن عمر أعطى النبي ﷺ خيبر بالشطر فكان ذلك على عهد النبي ﷺ وأبي بكر وصدرا من خلافة عمر ولم يذكر أن أبا بكر وعمر جددا الإجارة بعد ما قبض النبي ﷺ

 

[2165] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال أعطى رسول الله ﷺ خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها وأن عمر حدثه أن المزارع كانت تكرى على شيء سماه نافع لا أحفظه وأن رافع بن خديج حدث أن النبي ﷺ نهى عن كراء المزارع، وقال عبيد الله عن نافع عن ابن عمر حتى أجلاهم عمر

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الحوالات

باب في الحوالة وهل يرجع في الحوالة

 

وقال الحسن وقتادة إذا كان يوم أحال عليه مليا جاز، وقال ابن عباس يتخارج الشريكان وأهل الميراث فيأخذ هذا عينا وهذا دينا فإن توي لأحدهما لم يرجع على صاحبه

 

[2166] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: مطل الغني ظلم فإذا أتبع أحدكم على ملي فليتبع

باب إذا أحال على ملي فليس له رد

 

[2167] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: مطل الغني ظلم ومن أتبع على ملي فليتبع

باب إن أحال دين الميت على رجل جاز

 

[2168] حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال كنا جلوسا عند النبي ﷺ إذ أتي بجنازة فقالوا صل عليها، فقال هل عليه دين قالوا لا قال: فهل ترك شيئا قالوا لا فصلى عليه ثم أتي بجنازة أخرى فقالوا يا رسول الله صل عليها قال هل عليه دين قيل نعم قال: فهل ترك شيئا قالوا ثلاثة دنانير فصلى عليها ثم أتي بالثالثة فقالوا صل عليها قال هل ترك شيئا قالوا لا قال: فهل عليه دين قالوا ثلاثة دنانير قال صلوا على صاحبكم قال أبو قتادة صل عليه يا رسول الله وعلي دينه فصلى عليه

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الكفالة

باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان وغيرها

 

وقال أبو الزناد عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي عن أبيه أن عمر رضى الله تعالى عنه بعثه مصدقا فوقع رجل على جارية امرأته فأخذ حمزة من الرجل كفيلا حتى قدم على عمر وكان عمر قد جلده مائة جلدة فصدقهم وعذره بالجهالة، وقال جرير والأشعث لعبد الله بن مسعود في المرتدين استتبهم وكفلهم فتابوا وكفلهم عشائرهم، وقال حماد إذا تكفل بنفس فمات فلا شيء عليه، وقال الحكم يضمن

 

[2169] قال أبو عبد الله، وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال كفى بالله شهيدا قال: فأتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر، فقال اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت: كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلت: كفى بالله شهيدا فرضي بك وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيفة ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار، فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه قال هل كنت بعثت إلي بشيء قال: أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بالألف دينار راشدا

باب قول الله تعالى { والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم }

 

[2170] حدثنا الصلت بن محمد حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما { ولكل جعلنا موالي } قال ورثة { والذين عاقدت أيمانكم } قال: كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصارى دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي ﷺ بينهم فلما نزلت { ولكل جعلنا موالي } نسخت، ثم قال { والذين عاقدت أيمانكم } إلا النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصي له

 

[2171] حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال قدم علينا عبد الرحمن بن عوف فآخى رسول الله ﷺ بينه وبين سعد بن الربيع

 

[2172] حدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل بن زكريا حدثنا عاصم قال: قلت لأنس رضى الله تعالى عنه أبلغك أن النبي ﷺ قال لا حلف في الإسلام، فقال قد حالف النبي ﷺ بين قريش والأنصار في داري

باب من تكفل عن ميت دينا فليس له أن يرجع وبه قال الحسن

 

[2173] حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ أتي بجنازة ليصلي عليها، فقال هل عليه من دين قالوا لا فصلى عليه ثم أتي بجنازة أخرى، فقال هل عليه من دين قالوا نعم قال صلوا على صاحبكم قال أبو قتادة علي دينه يا رسول الله فصلى عليه

 

[2174] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو سمع محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال: قال النبي ﷺ لو قد جاء مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلم يجئ مال البحرين حتى قبض النبي ﷺ فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر فنادى من كان له عند النبي ﷺ عدة أو دين فليأتنا فأتيته فقلت: إن النبي ﷺ قال لي كذا وكذا فحثى لي حثية فعددتها فإذا هي خمسمائة، وقال خذ مثليها

باب جوار أبي بكر في عهد النبي ﷺ وعقده

 

[2175] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ قالت لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، وقال أبو صالح حدثني عبد الله عن يونس عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله ﷺ طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة، فقال أين تريد يا أبا بكر، فقال أبو بكر أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي قال ابن الدغنة إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلادك فارتحل بن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش، فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فأنفذت قريش جوار بن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك بن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان قالت عائشة فأتى بن الدغنة أبا بكر، فقال قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسول الله ﷺ يومئذ بمكة، فقال رسول الله ﷺ: قد أريت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله ﷺ ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة وتجهز أبو بكر مهاجرا، فقال له رسول الله ﷺ على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي قال أبو بكر هل ترجو ذلك بأبي أنت قال: نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ﷺ ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر

باب الدين

 

[2176] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه فضلا فإن حدث أنه ترك لدينه وفاء صلى وإلا قال للمسلمين صلوا على صاحبكم فلما فتح الله عليه الفتوح قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الوكالة

باب وكالة الشريك في القسمة وغيرها

 

وقد أشرك النبي ﷺ عليا في هديه ثم أمره بقسمتها

 

[2177] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضى الله تعالى عنه قال أمرني رسول الله ﷺ أن أتصدق بجلال البدن التي نحرت وبجلودها

 

[2178] حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الليث عن يزيد عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ أعطاه غنما يقسمها على صحابته فبقي عتود فذكره للنبي ﷺ، فقال ضح به أنت

باب إذا وكل المسلم حربيا في دار الحرب أو في دار الإسلام جاز

 

[2179] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه قال كاتبت أمية بن خلف كتابا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة فلما ذكرت الرحمن قال لا أعرف الرحمن كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية فكاتبته عبد عمرو فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام الناس فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار، فقال أمية بن خلف لا نجوت إن نجا أمية فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه ثم أبوا حتى يتبعونا وكان رجلا ثقيلا فلما أدركونا قلت له ابرك فبرك فألقيت عليه نفسي للأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه وأصاب أحدهم رجلي بسيفه وكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه

باب الوكالة في الصرف والميزان

 

وقد وكل عمر وابن عمر في الصرف

 

[2180] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ استعمل رجلا على خيبر فجاءهم بتمر جنيب، فقال أكل تمر خيبر هكذا، فقال: أنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة، فقال لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا، وقال في الميزان مثل ذلك

باب إذا أبصر الراعي أو الوكيل شاة تموت أو شيئا يفسد ذبح وأصلح ما يخاف عليه الفساد

 

[2181] حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع المعتمر أنبأنا عبيد الله عن نافع أنه سمع ابن كعب بن مالك يحدث عن أبيه أنه كانت لهم غنم ترعى بسلع فأبصرت جارية لنا بشاة من غنمنا موتا فكسرت حجرا فذبحتها به، فقال لهم لا تأكلوا حتى أسأل النبي ﷺ أو أرسل إلى النبي ﷺ من يسأله وأنه سأل النبي ﷺ عن ذاك أو أرسل فأمره بأكلها قال عبيد الله فيعجبني أنها أمة وأنها ذبحت تابعه عبدة عن عبيد الله

باب وكالة الشاهد والغائب جائزة

 

وكتب عبد الله بن عمرو إلى قهرمانه وهو غائب عنه أن يزكي عن أهله الصغير والكبير

 

[2182] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: كان لرجل على النبي ﷺ سن من الإبل فجاءه يتقاضاه، فقال أعطوه فطلبوا سنه فلم يجدوا له إلا سنا فوقها، فقال أعطوه، فقال أوفيتني أوفى الله بك قال النبي ﷺ إن خياركم أحسنكم قضاء

باب الوكالة في قضاء الديون

 

[2183] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلا أتى النبي ﷺ يتقاضاه فأغلظ فهم به أصحابه، فقال رسول الله ﷺ: دعوه فإن لصاحب الحق مقالا، ثم قال أعطوه سنا مثل سنه قالوا يا رسول الله لا نجد إلا أمثل من سنه، فقال أعطوه فإن من خيركم أحسنكم قضاء

باب إذا وهب شيئا لوكيل أو شفيع قوم جاز لقول النبي ﷺ لوفد هوازن حين سألوه المغانم، فقال النبي ﷺ نصيبي لكم

 

[2184] حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال وزعم عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله ﷺ قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله ﷺ أحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت بهم وقد كان رسول الله ﷺ انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله ﷺ غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله ﷺ في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب بذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل، فقال الناس قد طيبنا ذلك لرسول الله ﷺ لهم، فقال رسول الله ﷺ: إنا لا ندري من إذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله ﷺ فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا

باب إذا وكل رجل أن يعطي شيئا ولم يبين كم يعطي فأعطى على ما يتعارفه الناس

 

[2185] حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وغيره يزيد بعضهم على بعض ولم يبلغه كلهم رجل واحد منهم عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال: كنت مع النبي ﷺ في سفر فكنت على جمل ثفال إنما هو في آخر القوم فمر بي النبي ﷺ، فقال من هذا قلت: جابر بن عبد الله قال: ما لك قلت: إني على جمل ثفال قال أمعك قضيب قلت: نعم قال أعطنيه فأعطيته فضربه فزجره فكان من ذلك المكان من أول القوم قال بعنيه فقلت: بل هو لك يا رسول الله قال بعنيه قد أخذته بأربعة دنانير ولك ظهره إلى المدينة فلما دنونا من المدينة أخذت أرتحل قال أين تريد قلت: تزوجت امرأة قد خلا منها قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك قلت: إن أبي توفي وترك بنات فأردت أن أنكح امرأة قد جربت خلا منها قال: فذلك فلما قدمنا المدينة قال: يا بلال اقضه وزده فأعطاه أربعة دنانير وزاده قيراطا قال جابر لا تفارقني زيادة رسول الله ﷺ فلم يكن القيراط يفارق جراب جابر بن عبد الله

باب وكالة المرأة الإمام في النكاح

 

[2186] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله إني قد وهبت لك من نفسي، فقال رجل زوجنيها قال قد زوجناكها بما معك من القرآن

باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل فهو جائز وإن أقرضه إلى أجل مسمى جاز

 

[2187] وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال وكلني رسول الله ﷺ بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله ﷺ قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال: فخليت عنه فأصبحت، فقال النبي ﷺ يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله ﷺ إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله ﷺ قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله ﷺ: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: أما إنه كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت: ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله ﷺ: ما فعل أسيرك البارحة قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: ما هي قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }، وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي ﷺ أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قال لا قال ذاك شيطان

باب إذا باع الوكيل شيئا فاسدا فبيعه مردود

 

[2188] حدثنا إسحاق حدثنا يحيى بن صالح حدثنا معاوية هو ابن سلام عن يحيى قال: سمعت عقبة بن عبد الغافر أنه سمع أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال جاء بلال إلى النبي ﷺ بتمر برني، فقال له النبي ﷺ من أين هذا قال بلال كان عندنا تمر ردي فبعت منه صاعين بصاع لنطعم النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ عند ذلك أوه أوه عين الربا عين الربا لا تفعل ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتر به

باب الوكالة في الوقف ونفقته وأن يطعم صديقا له ويأكل بالمعروف

 

[2189] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو قال في صدقة عمر رضى الله تعالى عنه ليس على الولي جناح أن يأكل ويؤكل صديقا غير متأثل مالا فكان ابن عمر هو يلي صدقة عمر يهدي لناس من أهل مكة كان ينزل عليهم

باب الوكالة في الحدود

 

[2190] حدثنا أبو الوليد أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عبيد الله عن زيد بن خالد وأبي هريرة رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: واغد يا أنيس اذهب إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها

 

[2191] حدثنا ابن سلام أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال جيء بالنعيمان أو بن النعيمان شاربا فأمر رسول الله ﷺ من كان في البيت أن يضربوه قال: فكنت أنا فيمن ضربه فضربناه بالنعال والجريد

باب الوكالة في البدن وتعاهدها

 

[2192] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك عن عبد الله بن أبي بكر ابن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته قالت عائشة رضى الله تعالى عنها أنا فتلت قلائد هدي رسول الله ﷺ بيدي ثم قلدها رسول الله ﷺ بيديه ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم على رسول الله ﷺ شيء أحله الله له حتى نحر الهدي

باب إذا قال الرجل لوكيله ضعه حيث أراك الله، وقال الوكيل قد سمعت ما قلت:

 

[2193] حدثني يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن إسحاق بن عبد الله أنه سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله ﷺ يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فلما نزلت { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } قام أبو طلحة إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله إن الله تعالى يقول: في كتابه { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال بخ ذلك مال رائح ذلك مال رائح قد سمعت ما قلت: فيها وأرى أن تجعلها في الأقربين قال أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه تابعه إسماعيل عن مالك، وقال روح عن مالك رابح

باب وكالة الأمين في الخزانة ونحوها

 

[2194] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: الخازن الأمين الذي ينفق وربما قال الذي يعطي ما أمر به كاملا موفرا طيب نفسه إلى الذي أمر به أحد المتصدقين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب المزارعة

باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه وقوله تعالى { أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما }

 

[2195] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة ح وحدثني عبد الرحمن بن المبارك حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة، وقال لنا مسلم حدثنا أبان حدثنا قتادة حدثنا أنس عن النبي ﷺ

باب ما يحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع أو مجاوزة الحد الذي أمر به

 

[2196] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي قال ورأى سكة وشيئا من آلة الحرث، فقال: سمعت النبي ﷺ يقول: لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل

باب اقتناء الكلب للحرث

 

[2197] حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: من أمسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حرث أو ماشية قال ابن سيرين وأبو صالح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ إلا كلب غنم أو حرث أو صيد، وقال أبو حازم عن أبي هريرة عن النبي ﷺ كلب صيد أو ماشية

 

[2198] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يزيد بن خصيفة أن السائب بن يزيد حدثه أنه سمع سفيان بن أبي زهير رجلا من أزد شنوءة وكان من أصحاب النبي ﷺ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص كل يوم من عمله قيراط قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ قال: إي ورب هذا المسجد

باب استعمال البقر للحراثة

 

[2199] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة قال آمنت به أنا وأبو بكر وعمر وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي، فقال الذئب من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري قال آمنت به أنا وأبو بكر وعمر قال أبو سلمة وما هما يومئذ في القوم

باب إذا قال اكفني مؤونة النخل أو غيره وتشركني في الثمر

 

[2200] حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قالت الأنصار للنبي ﷺ اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل قال لا فقالوا تكفوننا المؤونة ونشرككم في الثمرة قالوا سمعنا وأطعنا

باب قطع الشجر والنخل

 

وقال أنس أمر النبي ﷺ بالنخل فقطع

 

[2201] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أنه حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة ولها يقول حسان وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير

 

 

[2202] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يحيى بن سعيد عن حنظلة بن قيس الأنصارى سمع رافع بن خديج قال كنا أكثر أهل المدينة مزدرعا كنا نكري الأرض بالناحية منها مسمى لسيد الأرض قال: فمما يصاب ذلك وتسلم الأرض ومما يصاب الأرض ويسلم ذلك فنهينا وأما الذهب والورق فلم يكن يومئذ

باب المزارعة بالشطر ونحوه

 

وقال قيس بن مسلم عن أبي جعفر قال: ما بالمدينة أهل بيت هجرة إلا يزرعون على الثلث والربع وزارع علي وسعد بن مالك وعبد الله بن مسعود وعمر بن عبد العزيز والقاسم وعروة وآل أبي بكر وآل عمر وآل علي وابن سيرين، وقال عبد الرحمن بن الأسود كنت أشارك عبد الرحمن بن يزيد في الزرع وعامل عمر الناس على إن جاء عمر بالبذر من عنده فله الشطر وإن جاؤوا بالبذر فلهم كذا، وقال الحسن لا بأس أن تكون الأرض لأحدهما فينفقان جميعا فما خرج فهو بينهما ورأى ذلك الزهري، وقال الحسن لا بأس أن يجتنى القطن على النصف، وقال إبراهيم وابن سيرين وعطاء والحكم والزهري وقتادة لا بأس أن يعطي الثوب بالثلث أو الربع ونحوه، وقال معمر لا بأس أن تكون الماشية على الثلث والربع إلى أجل مسمى

 

[2203] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أخبره أن النبي ﷺ عامل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع فكان يعطي أزواجه مائة وسق ثمانون وسق تمر وعشرون وسق شعير فقسم عمر خيبر فخير أزواج النبي ﷺ أن يقطع لهن من الماء والأرض أو يمضي لهن فمنهن من اختار الأرض ومنهن من اختار الوسق وكانت عائشة اختارت الأرض

باب إذا لم يشترط السنين في المزارعة

 

[2204] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال عامل النبي ﷺ خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع

 

[2205] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو قلت لطاوس لو تركت المخابرة فإنهم يزعمون أن النبي ﷺ نهى عنه قال أي عمرو إني أعطيهم وأغنيهم وإن أعلمهم أخبرني يعني ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ لم ينه عنه ولكن قال أن يمنح أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ عليه خرجا معلوما

باب المزارعة مع اليهود

 

[2206] حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ أعطى خيبر اليهود على أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما خرج منها

باب ما يكره من الشروط في المزارعة

 

[2207] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن يحيى سمع حنظلة الزرقي عن رافع رضى الله تعالى عنه قال كنا أكثر أهل المدينة حقلا وكان أحدنا يكري أرضه فيقول هذه القطعة لي وهذه لك فربما أخرجت ذه ولم تخرج ذه فنهاهم النبي ﷺ

باب إذا زرع بمال قوم بغير إذنهم وكان في ذلك صلاح لهم

 

[2208] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم قال أحدهم اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم فإذا رحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني وإني استأخرت ذات يوم فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما ناما فحلبت كما كنت أحلب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما وأكره أن أسقي الصبية والصبية يتضاغون عند قدمي حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلته ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله فرأوا السماء، وقال الآخر اللهم إنها كانت لي بنت عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء فطلبت منها فأبت حتى أتيتها بمائة دينار فبغيت حتى جمعتها فلما وقعت بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت فإن كنت تعلم أني فعلته ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة ففرج، وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال أعطني حقي فعرضت عليه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا وراعيها فجاءني، فقال اتق الله فقلت: اذهب إلى ذلك البقر ورعاتها فخذ، فقال اتق الله ولا تستهزئ بي فقلت: إني لا أستهزئ بك فخذ فأخذه فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي ففرج الله قال أبو عبد الله، وقال ابن عقبة عن نافع فسعيت

باب أوقاف أصحاب النبي ﷺ وأرض الخراج ومزارعتهم ومعاملتهم، وقال النبي ﷺ لعمر تصدق بأصله لا يباع ولكن ينفق ثمره فتصدق به

 

[2209] حدثنا صدقة أخبرنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: قال عمر رضى الله تعالى عنه لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها كما قسم النبي ﷺ خيبر

باب من أحيا أرضا مواتا ورأى ذلك علي في أرض الخراب بالكوفة موات، وقال عمر من أحيا أرضا ميتة فهي له ويروى عن عمر وابن عوف عن النبي ﷺ، وقال في غير حق مسلم وليس لعرق ظالم فيه حق ويروى فيه عن جابر عن النبي ﷺ

 

[2210] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ قال: من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق قال عروة قضى به عمر رضى الله تعالى عنه في خلافته

 

[2211] حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ أري وهو في معرسه من ذي الحليفة في بطن الوادي فقيل له إنك ببطحاء مباركة، فقال موسى وقد أناخ بنا سالم بالمناخ الذي كان عبد الله ينيخ به يتحرى معرس رسول الله ﷺ وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي بينه وبين الطريق وسط من ذلك

 

[2212] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي قال: حدثني يحيى عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: الليلة أتاني آت من ربي وهو بالعقيق أن صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة

باب إذا قال رب الأرض أقرك ما أقرك الله ولم يذكر أجلا معلوما فهما على تراضيهما

 

[2213] حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى أخبرنا نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله ﷺ، وقال عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال: حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله ﷺ لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله ﷺ وللمسلمين وأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله ﷺ ليقرهم بها أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر، فقال لهم رسول الله ﷺ نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء

باب ما كان أصحاب النبي ﷺ يواسي بعضهم بعضا في الزراعة والثمرة

 

[2214] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي عن أبي النجاشي مولى رافع بن خديج سمعت رافع بن خديج بن رافع عن عمه ظهير بن رافع قال ظهير لقد نهانا رسول الله ﷺ عن أمر كان بنا رافقا قلت: ما قال رسول الله ﷺ: فهو حق قال دعاني رسول الله ﷺ قال: ما تصنعون بمحاقلكم قلت: نؤاجرها على الربع وعلى الأوسق من التمر والشعير قال لا تفعلوا ازرعوها أو أزرعوها أو أمسكوها قال رافع قلت: سمعا وطاعة

 

[2215] حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا الأوزاعي عن عطاء عن جابر رضى الله تعالى عنه قال: كانوا يزرعونها بالثلث والربع والنصف، فقال النبي ﷺ من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها فإن لم يفعل فليمسك أرضه

 

[2216] وقال الربيع بن نافع أبو توبة حدثنا معاوية عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فإن أبى فليمسك أرضه

 

[2217] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عمرو قال: ذكرته لطاوس، فقال يزرع قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما إن النبي ﷺ لم ينه عنه ولكن قال أن يمنح أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ شيئا معلوما

 

[2218] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع ان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كان يكري مزارعه على عهد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان وصدرا من إمارة معاوية ثم حدث عن رافع بن خديج أن النبي ﷺ نهى عن كراء المزارع فذهب بن عمر إلى رافع فذهبت معه فسأله، فقال نهى النبي ﷺ عن كراء المزارع، فقال ابن عمر قد علمت أنا كنا نكري مزارعنا على عهد رسول الله ﷺ بما على الأربعاء وبشيء من التبن

 

[2219] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: كنت أعلم في عهد رسول الله ﷺ أن الأرض تكرى ثم خشي عبد الله أن يكون النبي ﷺ قد أحدث في ذلك شيئا لم يكن يعلمه فترك كراء الأرض

باب كراء الأرض بالذهب والفضة

 

وقال ابن عباس إن أمثل ما أنتم صانعون أن تستأجروا الأرض البيضاء من السنة إلى السنة

 

[2220] حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الليث عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن حنظلة بن قيس عن رافع بن خديج قال: حدثني عماي أنهم كانوا يكرون الأرض على عهد النبي ﷺ بما ينبت على الأربعاء أو شيء يستثنيه صاحب الأرض فنهى النبي ﷺ عن ذلك فقلت لرافع فكيف هي بالدينار والدرهم، فقال رافع ليس بها بأس بالدينار والدرهم، وقال الليث وكان الذي نهي عن ذلك ما لو نظر فيه ذوو الفهم بالحلال والحرام لم يجيزوه لما فيه من المخاطرة

 

[2221] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال وحدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له ألست فيما شئت قال بلى ولكني أحب أن أزرع قال: فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال فيقول الله دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء، فقال الأعرابي والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصارىا فإنهم أصحاب زرع وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك النبي ﷺ

باب ما جاء في الغرس

 

[2222] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أنه قال: أنا كنا نفرح بيوم الجمعة كانت لنا عجوز تأخذ من أصول سلق لنا كنا نغرسه في أربعائنا فتجعله في قدر لها فتجعل فيه حبات من شعير لا أعلم إلا أنه قال ليس فيه شحم ولا ودك فإذا صلينا الجمعة زرناها فقربته إلينا فكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك وما كنا نتغدى ولا نقيل إلا بعد الجمعة

 

[2223] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال يقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث والله الموعد ويقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن أخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله ﷺ على ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون، وقال النبي ﷺ يوما لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئا أبدا فبسطت نمرة ليس علي ثوب غيرها حتى قضى النبي ﷺ مقالته ثم جمعتها إلى صدري فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم شيئا أبدا { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات } إلى قوله { الرحيم }

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب المساقاة الشرب

باب في الشرب وقول الله تعالى { وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون } وقوله جل ذكره { أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون } الأجاج المر المزن السحاب

باب في الشرب ومن رأى صدقة الماء وهبته ووصيته جائزة مقسوما كان أو غير مقسوم

 

وقال عثمان قال النبي ﷺ من يشتري بئر رومة فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين فاشتراها عثمان رضى الله تعالى عنه

 

[2224] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه قال أتي النبي ﷺ بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره، فقال: يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدا يا رسول الله فأعطاه إياه

 

[2225] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنها حلبت لرسول الله ﷺ شاة داجن وهي في دار أنس بن مالك وشيب لبنها بماء من البئر التي في دار أنس فأعطى رسول الله ﷺ القدح فشرب منه حتى إذا نزع القدح من فيه وعلى يساره أبو بكر وعن يمينه أعرابي، فقال عمر وخاف أن يعطيه الأعرابي أعط أبا بكر يا رسول الله عندك فأعطاه الأعرابي الذي على يمينه، ثم قال الأيمن فالأيمن

باب من قال إن صاحب الماء أحق بالماء حتى يروى لقول النبي ﷺ لا يمنع فضل الماء

 

[2226] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ

 

[2227] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به فضل الكلاء

باب من حفر بئرا في ملكه لم يضمن

 

[2228] حدثنا محمود أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: المعدن جبار والبئر جبار والعجماء جبار وفي الركاز الخمس

باب الخصومة في البئر والقضاء فيها

 

[2229] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ هو عليها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } الآية فجاء الأشعث، فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن في أنزلت هذه الآية كانت لي بئر في أرض ابن عم لي، فقال لي شهودك قلت: ما لي شهود قال: فيمينه قلت: يا رسول الله إذا يحلف فذكر النبي ﷺ هذا الحديث فأنزل الله ذلك تصديقا له

باب إثم من منع بن السبيل من الماء

 

[2230] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش قال: سمعت أبا صالح يقول: سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط ورجل أقام سلعته بعد العصر، فقال والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل ثم قرأ هذه الآية { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا }

باب سكر الأنهار

 

[2231] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال: حدثني ابن شهاب عن عروة عن عبد الله بن الزبير رضى الله تعالى عنهما أنه حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي ﷺ في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليه فاختصما عند النبي ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: للزبير اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري، فقال أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله ﷺ، ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر، فقال الزبير والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم }

باب شرب الأعلى قبل الأسفل

 

[2232] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة قال خاصم الزبير رجل من الأنصار، فقال النبي ﷺ يا زبير اسق ثم أرسل، فقال الأنصاري إنه بن عمتك، فقال عليه السلام اسق يا زبير ثم يبلغ الماء الجدر ثم أمسك، فقال الزبير فأحسب هذه الآية نزلت في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم }

باب شرب الأعلى إلى الكعبين

 

[2233] حدثنا محمد أخبرنا مخلد قال: أخبرني ابن جريج قال: حدثني ابن شهاب عن عروة بن الزبير أنه حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير في شراج من الحرة يسقي بها النخل، فقال رسول الله ﷺ: اسق يا زبير فأمره بالمعروف ثم أرسل إلى جارك، فقال الأنصارى آن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله ﷺ، ثم قال اسق ثم احبس حتى يرجع الماء إلى الجدر واستوعى له حقه، فقال الزبير والله إن هذه الآية أنزلت في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } قال لي ابن شهاب فقدرت الأنصار والناس قول النبي ﷺ اسق ثم احبس حتى يرجع إلى الجدر وكان ذلك إلى الكعبين

باب فضل سقي الماء

 

[2234] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا قال في كل كبد رطبة أجر تابعه حماد بن سلمة والربيع بن مسلم عن محمد بن زياد

 

[2235] حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ صلى صلاة الكسوف، فقال دنت مني النار حتى قلت: أي رب وأنا معهم فإذا امرأة حسبت أنه قال تخدشها هرة قال: ما شأن هذه قالوا حبستها حتى ماتت جوعا

 

[2236] حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال: عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار قال، فقال والله أعلم لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستها ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض

باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه

 

[2237] حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه قال أتي رسول الله ﷺ بقدح فشرب وعن يمينه غلام هو أحدث القوم والأشياخ عن يساره قال: يا غلام أتأذن لي أن أعطي الأشياخ، فقال: ما كنت لأوثر بنصيبي منك أحدا يا رسول الله فأعطاه إياه

 

[2238] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: والذي نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض

 

[2239] حدثنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب وكثير بن كثير يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال النبي ﷺ يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت عينا معينا وأقبل جرهم فقالوا أتأذنين أن ننزل عندك قالت نعم ولا حق لكم في الماء قالوا نعم

 

[2240] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم ورجل منع فضل ماء فيقول الله اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك قال علي حدثنا سفيان غير مرة عن عمرو سمع أبا صالح يبلغ به النبي ﷺ

باب لا حمى إلا لله ولرسوله ﷺ

 

[2241] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن الصعب بن جثامة قال أن رسول الله ﷺ قال لا حمى إلا لله ولرسوله، وقال بلغنا أن النبي ﷺ حمى النقيع وأن عمر حمى الشرف والربذة

باب شرب الناس والدواب من الأنهار

 

[2242] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: الخيل لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال بها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنه انقطع طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي كان ذلك حسنات له فهي لذلك أجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر وسئل رسول الله ﷺ عن الحمر، فقال: ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }

 

[2243] حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فسأله عن اللقطة، فقال اعرف عفاصها ووكائها ثم عرفها سنة فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها قال: فضالة الغنم قال هي لك أو لأخيك أو للذئب قال: فضالة الإبل قال: مالك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها

باب بيع الحطب والكلاء

 

[2244] حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن هشام عن أبيه عن الزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لأن يأخذ أحدكم أحبلا فيأخذ حزمة من حطب فيبيع فيكف الله به وجهه خير من أن يسأل الناس أعطي أم منع

 

[2245] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه

 

[2246] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني ابن شهاب عن علي بن حسين بن علي عن أبيه حسين بن علي عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهم أنه قال أصبت شارفا مع رسول الله ﷺ في مغنم يوم بدر قال وأعطاني رسول الله ﷺ شارفا أخرى فأنختهما يوما عند باب رجل من الأنصار وأنا أريد أن أحمل عليها إذخرا لأبيعه ومعي صائغ من بني قينقاع فأستعين به على وليمة فاطمة وحمزة بن عبد المطلب يشرب في ذلك البيت معه قينة فقالت ألا يا حمز للشرف النواء فثار إليهما حمزة بالسيف فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما ثم أخذ من أكبادهما قلت لابن شهاب ومن السنام قال قد جب أسنمتهما فذهب بها قال ابن شهاب قال علي رضى الله تعالى عنه فنظرت إلى منظر أفظعني فأتيت نبي الله ﷺ وعنده زيد بن حارثة فأخبرته الخبر فخرج ومعه زيد فانطلقت معه فدخل على حمزة فتغيظ عليه فرفع حمزة بصره، وقال هل أنتم إلا عبيد لآبائي فرجع رسول الله ﷺ يقهقر حتى خرج عنهم وذلك قبل تحريم الخمر

 

باب القطائع

 

[2247] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه قال أراد النبي ﷺ أن يقطع من البحرين فقالت الأنصار حتى تقطع لإخواننا من المهاجرين مثل الذي تقطع لنا قال سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني

باب كتابة القطائع

 

[2248] وقال الليث عن يحيى بن سعيد عن أنس رضى الله تعالى عنه دعا النبي ﷺ الأنصار ليقطع لهم بالبحرين فقالوا يا رسول الله إن فعلت فاكتب لإخواننا من قريش بمثلها فلم يكن ذلك عند النبي ﷺ، فقال إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني

باب حلب الإبل على الماء

 

[2249] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح قال: حدثني أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: من حق الإبل أن تحلب على الماء

باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط أو في نخل

 

قال النبي ﷺ من باع نخلا بعد أن تؤبر فثمرتها للبائع فللبائع الممر والسقي حتى يرفع وكذلك رب العرية

 

[2250] أخبرنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من ابتاع نخلا بعد أن تؤبر فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع ومن ابتاع عبدا وله مال فماله للذي باعه إلا أن يشترط المبتاع وعن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر في العبد

 

[2251] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر عن زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنهم قال رخص النبي ﷺ أن تباع العرايا بخرصها تمرا

 

[2252] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن عطاء سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما نهى النبي ﷺ عن المخابرة والمحاقلة وعن المزابنة وعن بيع الثمر حتى يبدو صلاحها وأن لا تباع إلا بالدينار والدرهم إلا العرايا

 

[2253] حدثنا يحيى بن قزعة أخبرنا مالك عن داود بن حصين عن أبي سفيان مولى أبي أحمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال رخص النبي ﷺ في بيع العرايا بخرصها من التمر فيما دون خمسة أوسق أو في خمسة أوسق شك داود في ذلك

 

[2254] حدثنا زكريا بن يحيى أخبرنا أبو أسامة قال: أخبرني الوليد بن كثير قال: أخبرني بشير بن يسار مولى بني حارثة أن رافع بن خديج وسهل بن أبي حثمة حدثاه أن رسول الله ﷺ نهى عن المزابنة بيع الثمر بالتمر إلا أصحاب العرايا فإنه إذن لهم قال أبو عبد الله، وقال ابن إسحاق حدثني بشير مثله

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس

باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه أو ليس بحضرته

 

[2255] حدثنا محمد أخبرنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال غزوت مع النبي ﷺ قال: كيف ترى بعيرك أتبيعنيه قلت: نعم فبعته إياه فلما قدم المدينة غدوت إليه بالبعير فأعطاني ثمنه

 

[2256] حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال تذاكرنا عند إبراهيم الرهن في السلم، فقال: حدثني الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ اشترى طعاما من يهودي إلى أجل ورهنه درعا من حديد

باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها أو إتلافها

 

[2257] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله

باب أداء الديون

 

وقال الله تعالى { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا }

 

[2258] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال: كنت مع النبي ﷺ فلما أبصر يعني أحدا قال: ما أحب أنه يحول لي ذهبا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث إلا دينارا أرصده لدين، ثم قال إن الأكثرين هم الأقلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وأشار أبو شهاب بين يديه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم، وقال مكانك وتقدم غير بعيد فسمعت صوتا فأردت أن آتيه، ثم ذكرت قوله مكانك حتى آتيك فلما جاء قلت: يا رسول الله الذي سمعت أو قال الصوت الذي سمعت قال وهل سمعت قلت: نعم قال أتاني جبريل عليه السلام، فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت: وإن فعل كذا وكذا قال: نعم

 

[2259] حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد حدثنا أبي عن يونس قال ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ: لو كان لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن لا يمر علي ثلاث وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين رواه صالح وعقيل عن الزهري

باب استقراض الإبل

 

[2260] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أخبرنا سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا سلمة ببيتنا يحدث عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلا تقاضى رسول الله ﷺ فأغلظ له فهم أصحابه، فقال دعوه فإن لصاحب الحق مقالا واشتروا له بعيرا فأعطوه إياه وقالوا لا نجد إلا أفضل من سنه قال اشتروه فأعطوه إياه فإن خيركم أحسنكم قضاء

باب حسن التقاضي

 

[2261] حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: مات رجل فقيل له قال: كنت أبايع الناس فأتجوز عن الموسر وأخفف عن المعسر فغفر له قال أبو مسعود سمعته من النبي ﷺ

باب هل يعطى أكبر من سنه

 

[2262] حدثنا مسدد عن يحيى عن سفيان قال: حدثني سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلا أتى النبي ﷺ يتقاضاه بعيرا، فقال رسول الله ﷺ: أعطوه فقالوا ما نجد إلا سنا أفضل من سنه، فقال الرجل أوفيتني أوفاك الله، فقال رسول الله ﷺ: أعطوه فإن من خيار الناس أحسنهم قضاء

باب حسن القضاء

 

[2263] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: كان لرجل على النبي ﷺ سن من الإبل فجاءه يتقاضاه، فقال ﷺ أعطوه فطلبوا سنه فلم يجدوا له إلا سنا فوقها، فقال أعطوه، فقال أوفيتني أوفى الله بك قال النبي ﷺ إن خياركم أحسنكم قضاء

 

[2264] حدثنا خلاد حدثنا مسعر حدثنا محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال أتيت النبي ﷺ وهو في المسجد قال مسعر أراه قال ضحى، فقال صل ركعتين وكان لي عليه دين فقضاني وزادني

باب إذا قضى دون حقه أو حلله فهو جائز

 

[2265] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال: حدثني ابن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أباه قتل يوم أحد شهيدا وعليه دين فاشتد الغرماء في حقوقهم فأتيت النبي ﷺ فسألهم أن يقبلوا تمر حائطي ويحللوا أبى فأبوا فلم يعطهم النبي ﷺ حائطي، وقال سنغدو عليك فغدا علينا حين أصبح فطاف في النخل ودعا في ثمرها بالبركة فجددتها فقضيتهم وبقي لنا من تمرها

باب إذا قاص أو جازفه في الدين تمرا بتمر أو غيره

 

[2266] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس عن هشام عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه أخبره أن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود فاستنظره جابر فأبى أن ينظره فكلم جابر رسول الله ﷺ ليشفع له إليه فجاء رسول الله ﷺ وكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له فأبى فدخل رسول الله ﷺ النخل فمشى فيها، ثم قال لجابر جد له فأوف له الذي له فجده بعد ما رجع رسول الله ﷺ فأوفاه ثلاثين وسقا وفضلت له سبعة عشر وسقا فجاء جابر رسول الله ﷺ ليخبره بالذي كان فوجده يصلي العصر فلما انصرف أخبره بالفضل، فقال أخبر ذلك بن الخطاب فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال له عمر لقد علمت حين مشى فيها رسول الله ﷺ ليباركن فيها

باب من استعاذ من الدين

 

[2267] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح وحدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن رسول الله ﷺ كان يدعو في الصلاة ويقول اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم قال إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف

باب الصلاة على من ترك دينا

 

[2268] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: من ترك مالا فلورثته ومن ترك كلا فإلينا

 

[2269] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال: ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة اقرؤوا إن شئتم { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } فأيما مؤمن مات وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه

باب مطل الغني ظلم

 

[2270] حدثنا مسدد حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: مطل الغني ظلم

باب لصاحب الحق مقال ويذكر عن النبي ﷺ لي الواجد يحل عقوبته وعرضه قال سفيان عرضه يقول مطلتني وعقوبته الحبس

 

[2271] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن سلمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أتى النبي ﷺ رجل يتقاضاه فأغلظ له فهم به أصحابه، فقال دعوه فإن لصاحب الحق مقالا

باب إذا وجد ماله عند مفلس في البيع والقرض والوديعة فهو أحق به

 

وقال الحسن إذا أفلس وتبين لم يجز عتقه ولا بيعه ولا شراؤه، وقال سعيد بن المسيب قضى عثمان من اقتضى من حقه قبل أن يفلس فهو له ومن عرف متاعه بعينه فهو أحق به

 

[2272] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى بن سعيد قال: أخبرني أبو بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبره أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: أو قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من أدرك ماله بعينه عند رجل أو إنسان قد أفلس فهو أحق به من غيره

باب من أخر الغريم إلى الغد أو نحوه ولم ير ذلك مطلا

 

وقال جابر اشتد الغرماء في حقوقهم في دين أبي فسألهم النبي ﷺ أن يقبلوا ثمر حائطي فأبوا فلم يعطهم الحائط ولم يكسره لهم قال سأغدو عليك غدا فغدا علينا حين أصبح فدعا في ثمرها بالبركة فقضيتهم

باب من باع مال المفلس أو المعدم فقسمه بين الغرماء أو أعطاه حتى ينفق على نفسه

 

[2273] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حسين المعلم حدثنا عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال أعتق رجل غلاما له عن دبر، فقال النبي ﷺ من يشتريه مني فاشتراه نعيم بن عبد الله فأخذ ثمنه فدفعه إليه

باب إذا أقرضه إلى أجل مسمى أو أجله في البيع

 

قال ابن عمر في القرض إلى أجل لا بأس به وإن أعطي أفضل من دراهمه ما لم يشترط، وقال عطاء وعمرو بن دينار هو إلى أجله في القرض

 

[2274] وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه فدفعها إليه إلى أجل مسمى الحديث

باب الشفاعة في وضع الدين

 

[2275] حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن عامر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال أصيب عبد الله وترك عيالا ودينا فطلبت إلى أصحاب الدين أن يضعوا بعضا من دينه فأبوا فأتيت النبي ﷺ فاستشفعت به عليهم فأبوا، فقال صنف تمرك كل شيء منه على حدته عذق بن زيد على حدة واللين على حدة والعجوة على حدة ثم أحضرهم حتى آتيك ففعلت ثم جاء ﷺ فقعد عليه وكال لكل رجل حتى استوفى وبقي التمر كما هو كأنه لم يمس وغزوت مع النبي ﷺ على ناضح لنا فأزحف الجمل فتخلف علي فوكزه النبي ﷺ من خلفه قال بعنيه ولك ظهره إلى المدينة فلما دنونا استأذنت قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس قال ﷺ فما تزوجت بكرا أم ثيبا قلت: ثيبا أصيب عبد الله وترك جواري صغارا فتزوجت ثيبا تعلمهن وتؤدبهن، ثم قال ائت أهلك فقدمت فأخبرت خالي ببيع الجمل فلامني فأخبرته بإعياء الجمل وبالذي كان من النبي ﷺ ووكزه إياه فلما قدم النبي ﷺ غدوت إليه بالجمل فأعطاني ثمن الجمل والجمل وسهمي مع القوم

باب ما ينهى عن إضاعة المال وقول الله تعالى { والله لا يحب الفساد } { ولا يصلح عمل المفسدين }، وقال في قوله { أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء }، وقال { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم } والحجر في ذلك وما ينهى عن الخداع

 

[2276] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: قال رجل للنبي ﷺ إني أخدع في البيوع، فقال إذا بايعت فقل لا خلابة فكان الرجل يقوله

 

[2277] حدثنا عثمان حدثنا جرير عن منصور عن الشعبي عن وراد مولى المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة قال: قال النبي ﷺ إن الله حرم عليكم عقوق الأمةات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل، وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال

باب العبد راع في مال سيده ولا يعمل إلا بإذنه

 

[2278] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته قال: فسمعت هؤلاء من رسول الله ﷺ وأحسب النبي ﷺ قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الخصومات

باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي

 

[2279] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال عبد الملك بن ميسرة أخبرني قال: سمعت النزال سمعت عبد الله يقول: سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي ﷺ خلافها فأخذت بيده فأتيت به رسول الله ﷺ، فقال كلاكما محسن قال شعبة أظنه قال لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا

 

[2280] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة وعبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال استب رجلان رجل من المسلمين ورجل من اليهود قال المسلم والذي اصطفى محمدا على العالمين، فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي فذهب اليهودي إلى النبي ﷺ فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم فدعا النبي ﷺ المسلم فسأله عن ذلك فأخبره، فقال النبي ﷺ لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش جانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله

 

[2281] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال بينما رسول الله ﷺ جالس جاء يهودي، فقال: يا أبا القاسم ضرب وجهي رجل من أصحابك، فقال من قال رجل من الأنصار قال ادعوه، فقال أضربته قال: سمعته بالسوق يحلف والذي اصطفى موسى على البشر قلت: أي خبيث على محمد ﷺ فأخذتني غضبة ضربت وجهه، فقال النبي ﷺ لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من تنشق عنه الأرض فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أكان فيمن صعق أم حوسب بصعقة الأولى

 

[2282] حدثنا موسى حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين قيل من فعل هذا بك أفلان أفلان حتى سمي اليهودي فأومت برأسها فأخذ اليهودي فاعترف فأمر به النبي ﷺ فرض رأسه بين حجرين

باب من رد أمر السفيه والضعيف العقل وإن لم يكن حجر عليه الإمام

 

ويذكر عن جابر رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ رد على المتصدق قبل النهي ثم نهاه، وقال: مالك إذا كان لرجل على رجل مال وله عبد لا شيء له غيره فأعتقه لم يجز عتقه ومن باع على الضعيف ونحوه فدفع ثمنه إليه وأمره بالإصلاح والقيام بشأنه فإن أفسد بعد منعه لأن النبي ﷺ نهى عن إضاعة المال، وقال للذي يخدع في البيع إذا بايعت فقل لا خلابة ولم يأخذ النبي ﷺ ماله

 

[2283] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: كان رجل يخدع في البيع، فقال له النبي ﷺ إذا بايعت فقل لا خلابة فكان يقوله

 

[2284] حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه أن رجلا أعتق عبدا له ليس له مال غيره فرده النبي ﷺ فابتاعه منه نعيم بن النحام

باب كلام الخصوم بعضهم في بعض

 

[2285] حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان قال، فقال الأشعث في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي ﷺ، فقال لي رسول الله ﷺ: ألك بينة قلت لا قال، فقال لليهودي احلف قال: قلت: يا رسول الله إذا يحلف ويذهب بمالي فأنزل الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } إلى آخر الآية

 

[2286] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب رضى الله تعالى عنه أنه تقاضى بن أبي حدرد دينا كان له عليه في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله ﷺ وهو في بيته فخرج إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى يا كعب قال لبيك يا رسول الله قال ضع من دينك هذا فأومأ إليه أي الشطر قال لقد فعلت يا رسول الله قال قم فأقضه

 

[2287] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله ﷺ أقرأنيها وكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله ﷺ فقلت: إني سمعت هذا يقرأ على غير ما أقرأتنيها، فقال لي أرسله، ثم قال له اقرأ فقرأ قال هكذا أنزلت، ثم قال لي اقرأ فقرأت، فقال هكذا أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا منه ما تيسر

باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة

 

وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت

 

[2288] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم

باب دعوى الوصي للميت

 

[2289] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقاص اختصما إلى النبي ﷺ في بن أمة زمعة، فقال سعد يا رسول الله أوصاني أخي إذا قدمت أن أنظر بن أمة زمعة فأقبضه فإنه ابني، وقال عبد بن زمعة أخي وابن أمة أبي ولد على فراش أبي فرأى النبي ﷺ شبها بينا بعتبة، فقال هو لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش واحتجبي منه يا سودة

باب التوثق ممن تخشى معرته وقيد بن عباس عكرمة على تعليم القرآن والسنن والفرائض

 

[2290] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنهما يقول بعث رسول الله ﷺ خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله ﷺ قال: ما عندك يا ثمامة قال عندي يا محمد خير فذكر الحديث قال أطلقوا ثمامة

باب الربط والحبس في الحرم

 

واشترى نافع بن عبد الحارث دارا للسجن بمكة من صفوان بن أمية على أن عمر إن رضي فالبيع بيعه وإن لم يرض عمر فلصفوان أربعمائة وسجن بن الزبير بمكة

 

[2291] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال بعث النبي ﷺ خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد

باب الملازمة

 

[2292] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث حدثني جعفر بن ربيعة، وقال غيره حدثني الليث قال: حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصارى عن كعب بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه كان له على عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي دين فلقيه فلزمه فتكلما حتى ارتفعت أصواتهما فمر بهما النبي ﷺ، فقال: يا كعب وأشار بيده كأنه يقول النصف فأخذ نصف ما عليه وترك نصفا

باب التقاضي

 

[2293] حدثنا إسحاق حدثنا وهب بن جرير بن حازم أخبرنا شعبة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال: كنت قينا في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دراهم فأتيته أتقاضاه، فقال لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت لا والله لا أكفر بمحمد ﷺ حتى يميتك الله ثم يبعثك قال: فدعني حتى أموت ثم أبعث فأوتى مالا وولدا ثم أقضيك فنزلت { أفرأيت الذي كفر بآياتنا، وقال لأوتين مالا وولدا } الآية

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب في اللقطة

باب وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة دفع إليه

 

[2294] حدثنا آدم حدثنا شعبة وحدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سلمة سمعت سويد بن غفلة قال لقيت أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه، فقال أخذت صرة مائة دينار فأتيت النبي ﷺ، فقال عرفها حولا فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها ثم أتيته، فقال عرفها حولا فعرفتها فلم أجد ثم أتيه ثلاثا، فقال احفظ وعاءها وعددها ووكاءها فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها فاستمتعت فلقيته بعد بمكة، فقال لا أدري ثلاثة أحوال أو حولا واحدا

باب ضالة الإبل

 

[2295] حدثنا عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن ربيعة حدثني يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني رضى الله تعالى عنه قال جاء أعرابي النبي ﷺ فسأله عما يلتقطه، فقال عرفها سنة ثم احفظ عفاصها ووكاءها فإن جاء أحد يخبرك بها وإلا فاستنفقها قال: يا رسول الله فضالة الغنم قال لك أو لأخيك أو للذئب قال ضالة الإبل فتمعر وجه النبي ﷺ، فقال: ما لك ولها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر

باب ضالة الغنم

 

[2296] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني سليمان عن يحيى عن يزيد مولى المنبعث أنه سمع زيد بن خال رضى الله تعالى عنه يقول سئل النبي ﷺ عن اللقطة فزعم أنه قال اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة يقول يزيد إن لم تعرف استنفق بها صاحبها وكانت وديعة عنده قال يحيى فهذا الذي لا أدري أفي حديث رسول الله ﷺ هو أم شيء من عنده، ثم قال كيف ترى في ضالة الغنم قال النبي ﷺ خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب قال يزيد وهي تعرف أيضا، ثم قال كيف ترى في ضالة الإبل قال، فقال دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها

باب إذا لم يوجد صاحب اللقطة بعد سنة فهي لمن وجدها

 

[2297] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فسأله عن اللقطة، فقال اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها قال: فضالة الغنم قال هي لك أو لأخيك أو للذئب قال: فضالة الإبل قال: ما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها

باب إذا وجد خشبة في البحر أو سوطا أو نحوه

 

[2298] وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل وساق الحديث فخرج ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا هو بالخشبة فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيفة

باب إذا وجد تمرة في الطريق

 

[2299] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور عن طلحة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال مر النبي ﷺ بتمرة في الطريق قال لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها، وقال يحيى حدثنا سفيان حدثني منصور، وقال زائدة عن منصور عن طلحة حدثنا أنس

 

[2300] وحدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها

باب كيف تعرف لقطة أهل مكة

 

[2301] وقال طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال لا يلتقط لقطتها إلا من عرفها، وقال خالد عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال لا تلتقط لقطتها إلا لمعرف، وقال أحمد بن سعد حدثنا روح حدثنا زكريا حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال لا يعضد عضاهها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد ولا يختلى خلاها، فقال عباس يا رسول الله إلا الإذخر، فقال إلا الإذخر

 

[2302] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال لما فتح الله على رسوله ﷺ مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين فإنها لا تحل لأحد كان قبلي وإنها أحلت لي ساعة من نهار وإنها لا تحل لأحد بعدي فلا ينفر صيدها ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يفدى وإما أن يقيد، فقال العباس إلا الإذخر فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا، فقال رسول الله ﷺ: إلا الإذخر فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن، فقال اكتبوا لي يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: اكتبوا لأبي شاه قلت للأوزاعي ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله ﷺ

باب لا تحتلب ماشية أحد بغير إذن

 

[2303] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال لا يحلبن أحد ماشية امرئ بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته فينتقل طعامه فإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم فلا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه

باب إذا جاء صاحب اللقطة بعد سنة ردها عليه لأنها وديعة عنده

 

[2304] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني رضى الله تعالى عنه أن رجلا سأل رسول الله ﷺ عن اللقطة قال عرفها سنة ثم اعرف وكاءها وعفاصها ثم استنفق بها فإن جاء ربها فأدها إليه قالوا يا رسول الله فضالة الغنم قال خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب قال: يا رسول الله فضالة الإبل قال: فغضب رسول الله ﷺ حتى احمرت وجنتاه أو احمر وجهه، ثم قال: ما لك ولها معها حذاؤها وسقاؤها حتى يلقاها ربها

باب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع حتى لا يأخذها من لا يستحق

 

[2305] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت سويد بن غفلة قال: كنت مع سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان في غزاة فوجدت سوطا، فقال لي ألقه قلت لا ولكن إن وجدت صاحبه وإلا استمتعت به فلما حججنا فمررت بالمدينة فسألت أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه، فقال وجدت صرة على عهد النبي ﷺ فيها مائة دينار فأتيت بها النبي ﷺ، فقال عرفها حولا فعرفتها حولا ثم أتيت، فقال عرفها حولا فعرفتها حولا ثم أتيته، فقال عرفها حولا فعرفتها حولا ثم أتيته الرابعة، فقال اعرف عدتها ووكاءها ووعاءها فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها حدثنا عبدان قال: أخبرني أبي عن شعبة عن سلمة بهذا قال: فلقيته بعد بمكة، فقال لا أدري أثلاثة أحوال أو حولا واحدا

باب من عرف اللقطة ولم يدفعها إلى السلطان

 

 

[2306] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن ربيعة عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد رضى الله تعالى عنه أن أعرابيا سأل النبي ﷺ عن اللقطة قال عرفها سنة فإن جاء أحد يخبرك بعفاصها ووكائها وإلا فاستنفق بها وسأله عن ضالة الإبل فتمعر وجهه، وقال: ما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر دعها حتى يجدها ربها وسأله عن ضالة الغنم، فقال هي لك أو لأخيك أو للذئب

 

[2307] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: أخبرني البراء عن أبي بكر رضى الله تعالى عنهما حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء عن أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قال انطلقت فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه فقلت لمن أنت قال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت: هل في غنمك من لبن، فقال: نعم فقلت: هل أنت حالب لي قال: نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه، فقال هكذا ضرب إحدى كفيه بالأخرى فحلب كثبة من لبن وقد جعلت لرسول الله ﷺ إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فانتهيت إلى النبي ﷺ فقلت: اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت

 

=ثم المظالم=========

 

 

 

 

صحيح البخاري/كتاب المظالم

 

 

 

 

 

كتاب المظالم

 

باب في المظالم والغصب وقول الله تعالى { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم } رافعي المقنع والمقمح واحد ، وقال مجاهد { مهطعين } مديمي النظر ، ويقال مسرعين { لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء } يعني جوفا لا عقول لهم { وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام }

 

باب قصاص المظالم

 

[ 2308 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال : إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا إذن لهم بدخول الجنة فوالذي نفس محمد ﷺ بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا ، وقال يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أبو المتوكل

 

باب قول الله تعالى { ألا لعنة الله على الظالمين }

 

[ 2309 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام قال : أخبرني قتادة عن صفوان بن محرز المازني قال بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضى الله تعالى عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل ، فقال كيف سمعت رسول الله ﷺ في النجوى ، فقال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين }

 

باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه

 

[ 2310 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن سالما أخبره أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله ﷺ قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة

 

باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما

 

[ 2311 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا هشيم أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر ابن أنس وحميد الطويل سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله ﷺ : انصر أخاك ظالما أو مظلوما

 

[ 2312 ] حدثنا مسدد حدثنا معتمر عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه

 

باب نصر المظلوم

 

[ 2313 ] حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن الأشعث بن سليم قال : سمعت معاوية بن سويد سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال أمرنا النبي ﷺ بسبع ونهانا عن سبع فذكر عيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ورد السلام ونصر المظلوم وإجابة الداعي وإبرار المقسم

 

[ 2314 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه

 

باب الانتصار من الظالم لقوله جل ذكره { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما } { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } قال إبراهيم كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا

 

باب عفو المظلوم لقوله تعالى { إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا } { وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور } { وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل }

 

باب الظلم ظلمات يوم القيامة

 

[ 2315 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عبد العزيز الماجشون أخبرنا عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : الظلم ظلمات يوم القيامة

 

باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم

 

[ 2316 ] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا وكيع حدثنا زكريا بن إسحاق المكي عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ بعث معاذا إلى اليمن ، فقال اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب

 

باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته

 

[ 2317 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه قال أبو عبد الله قال إسماعيل بن أبي أويس إنما سمي المقبري لأنه كان نزل ناحية المقابر قال أبو عبد الله وسعيد المقبري هو مولى بني ليث وهو سعيد بن أبي سعيد واسم أبي سعيد كيسان

 

باب إذا حلله من ظلمه فلا رجوع فيه

 

[ 2318 ] حدثنا محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها فتقول أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية في ذلك

 

باب إذا إذن له أو أحله ولم يبين كم هو

 

[ 2319 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ، فقال الغلام والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا قال : فتله رسول الله ﷺ في يده

 

باب إثم من ظلم شيئا من الأرض

 

[ 2320 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني طلحة بن عبد الله أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره أن سعيد بن زيد رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : من ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين

 

[ 2321 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا حسين عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني محمد بن إبراهيم أن أبا سلمة حدثه أنه كانت بينه وبين أناس خصومة فذكر لعائشة رضى الله تعالى عنها فقالت : يا أبا سلمة اجتنب الأرض فإن النبي ﷺ قال : من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين

 

[ 2322 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين قال الفربري قال أبو جعفر ابن أبي حاتم قال أبو عبد الله هذا الحديث ليس بخراسان في كتاب ابن المبارك أملأت عليهم بالبصرة

 

باب إذا إذن إنسان لآخر شيئا جاز

 

[ 2323 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن جبلة كنا بالمدينة في بعض أهل العراق فأصابنا سنة فكان ابن الزبير يرزقنا التمر فكان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يمر بنا فيقول إن رسول الله ﷺ نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل منكم أخاه

 

[ 2324 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود أن رجلا من الأنصار يقال له أبو شعيب كان له غلام لحام ، فقال له أبو شعيب اصنع لي طعام خمسة لعلي أدعو النبي ﷺ خامس خمسة وأبصر في وجه النبي ﷺ الجوع فدعاه فتبعهم رجل لم يدع ، فقال النبي ﷺ إن هذا قد اتبعنا أتأذن له قال : نعم

 

باب قول الله تعالى { وهو ألد الخصام

 

[ 2325 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ قال : إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم

 

باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه

 

[ 2326 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أم سلمة أخبرته أن أمها أم سلمة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ أخبرتها عن رسول الله ﷺ أنه سمع خصومة بباب حجرته فخرج إليهم ، فقال إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو فليتركها

 

باب إذا خاصم فجر

 

[ 2327 ] حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد عن شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : أربع من كن فيه كان منافقا أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر

 

باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه ، وقال ابن سيرين يقاصه وقرأ { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به }

 

[ 2328 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا ، فقال لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف

 

[ 2329 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني يزيد عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال قلنا للنبي ﷺ إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقروننا فما ترى فيه ، فقال لنا إن نزلتم بقوم فأمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف

 

باب ما جاء في السقائف وجلس النبي ﷺ وأصحابه في سقيفة بني ساعدة

 

[ 2330 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني مالك وأخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان ابن عباس أخبره عن عمر رضى الله تعالى عنهم قال حين توفى الله نبيه ﷺ إن الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة فقلت لأبي بكر انطلق بنا فجئناهم في سقيفة بني ساعدة

 

باب لا يمنع جاره أن يغرز خشبه في جداره

 

[ 2331 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره ثم يقول أبو هريرة مالي أراكم عنها معرضين والله لأرمين بها بين أكتافكم

 

باب صب الخمر في الطريق

 

[ 2332 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى أخبرنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة وكان خمرهم يومئذ الفضيخ فأمر رسول الله ﷺ مناديا ينادي ألا إن الخمر قد حرمت قال ، فقال لي أبو طلحة اخرج فأهرقها فخرجت فهرقتها فجرت في سكك المدينة ، فقال بعض القوم قد قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل الله { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } الآية

 

باب أفنية الدور والجلوس فيها والجلوس على الصعدات وقالت عائشة فابتنى أبو بكر مسجدا بفناء داره يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه والنبي ﷺ يومئذ بمكة

 

[ 2333 ] حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إياكم والجلوس على الطرقات فقالوا ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها قال : فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها قالوا وما حق الطريق قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر

 

باب الآبار على الطرق إذا لم يتأذ بها

 

[ 2334 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجرا ، فقال في كل ذات كبد رطبة أجر

 

باب إماطة الأذى ، وقال همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ يميط الأذى عن الطريق صدقة

 

باب الغرفة والعلية المشرفة في السطوح وغيرها

 

[ 2335 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما قال أشرف النبي ﷺ على أطم من آطام المدينة ، ثم قال هل ترون ما أرى إني أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر

 

[ 2336 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لم أزل حريصا على أن أسأل عمر رضى الله تعالى عنه عن المرأتين من أزواج النبي ﷺ اللتين قال الله لهما { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } فحججت معه فعدل وعدلت معه بالإداوة فتبرز حتى جاء فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ فقلت : يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي ﷺ اللتان قال الله عز وجل لهما { إن تتوبا إلى الله } ، فقال واعجبي لك يا ابن عباس عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه ، فقال إني كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي ﷺ فينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره وإذا نزل فعل مثله وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار فصحت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني فقالت ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني فقلت : خابت من فعل منهن بعظيم ثم جمعت علي ثيابي فدخلت على حفصة فقلت : أي حفصة أتغاضب إحداكن رسول الله ﷺ اليوم حتى الليل فقالت نعم فقلت : خابت وخسرت أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسوله ﷺ فتهلكين لا تستكثري على رسول الله ﷺ ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه واسأليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله ﷺ يريد عائشة وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا فنزل صاحبي يوم نوبته فرجع عشاء فضرب بابي ضربا شديدا ، وقال أنائم هو ففزعت فخرجت إليه ، وقال : حدث أمر عظيم قلت : ما هو أجاءت غسان قال لا بل أعظم منه وأطول طلق رسول الله ﷺ نساءه قال قد خابت حفصة وخسرت كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون فجمعت علي ثيابي فصليت صلاة الفجر مع النبي ﷺ فدخل مشربة له فاعتزل فيها فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي قلت : ما يبكيك أو لم أكن حذرتك أطلقكن رسول الله ﷺ قالت لا أدري هو ذا في المشربة فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي هو فيها فقلت لغلام له أسود أستأذن لعمر فدخل فكلم النبي ﷺ ثم خرج ، فقال : ذكرتك له فصمت فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت فذكر مثله فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد الغلام فقلت : استأذن لعمر فذكر مثله فلما وليت منصرفا فإذا الغلام يدعوني قال إذن لك رسول الله ﷺ فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من آدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت : وأنا قائم طلقت نساءك فرفع بصره إلي ، فقال لا ثم قلت : وأنا قائم أستأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي ﷺ ثم قلت لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي ﷺ يريد عائشة فتبسم أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت : ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله وكان متكئا ، فقال أو في شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت : يا رسول الله استغفر لي فاعتزل النبي ﷺ من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة وكان قد قال : ما أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله فلما مضت تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها فقالت له عائشة إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا لتسع وعشرين ليلة أعدها عدا ، فقال النبي ﷺ الشهر تسع وعشرون وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين قالت عائشة فأنزلت آية التخيير فبدأ بي أول امرأة ، فقال إني ذاكر لك أمرا ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك ، ثم قال إن الله قال { يا أيها النبي قل لأزواجك } إلى قوله { عظيما } قلت : أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة

 

[ 2337 ] حدثنا ابن سلام حدثنا الفزاري عن حميد الطويل عن أنس رضى الله تعالى عنه قال إلى رسول الله ﷺ من نسائه شهرا وكانت انفكت قدمه فجلس في علية له فجاء عمر ، فقال أطلقت نساءك قال لا ولكني آليت منهن شهرا فمكث تسعا وعشرين ثم نزل فدخل على نسائه

 

باب من عقل بعيره على البلاط أو باب المسجد

 

[ 2338 ] حدثنا مسلم حدثنا أبو عقيل حدثنا أبو المتوكل الناجي قال أتيت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال دخل النبي ﷺ المسجد فدخلت إليه وعقلت : الجمل في ناحية البلاط فقلت : هذا جملك فخرج فجعل يطيف بالجمل قال الثمن والجمل لك

 

باب الوقوف والبول عند سباطة قوم

 

[ 2339 ] حدثنا سليمان بن حرب عن شعبة عن منصور عن أبي وائل عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال لقد رأيت رسول الله ﷺ أو قال لقد أتى النبي ﷺ سباطة قوم فبال قائما

 

باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به

 

[ 2340 ] حدثنا عبد الله أخبرنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخذه فشكر الله له فغفر له

 

باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء وهي الرحبة تكون بين الطريق ثم يريد أهلها البنيان فترك منها الطريق سبعة أذرع

 

[ 2341 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم عن الزبير بن خريت عن عكرمة سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال قضى النبي ﷺ إذا تشاجروا في الطريق بسبعة أذرع

 

باب النهبى بغير إذن صاحبه ، وقال عبادة بايعنا النبي ﷺ أن لا ننتهب

 

[ 2342 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا عدي بن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد الأنصارى وهو جده أبو أمه قال نهى النبي ﷺ عن النهبى والمثلة

 

[ 2343 ] حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن وعن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ﷺ مثله إلا النهبة قال الفربري وجدت بخط أبي جعفر قال أبو عبد الله تفسيره أن ينزع منه يريد الإيمان

 

باب كسر الصليب وقتل الخنزير

 

[ 2344 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم بن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد

 

باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق فإن كسر صنما أو صليبا أو طنبورا أو ما لا ينتفع بخشبه وأتي شريح في طنبور كسر فلم يقض فيه بشيء

 

[ 2345 ] حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ رأى نيرانا توقد يوم خيبر قال على ما توقد هذه النيران قالوا على الحمر الإنسية قال اكسروها وأهرقوها قالوا ألا نهريقها ونغسلها قال اغسلوا

 

[ 2346 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال دخل النبي ﷺ مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبا فجعل يطعنها بعود في يده وجعل يقول { جاء الحق وزهق الباطل } الآية

 

[ 2347 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها كانت اتخذت على سهوة لها سترا فيه تماثيل فهتكه النبي ﷺ فاتخذت منه نمرقتين فكانتا في البيت يجلس عليهما

 

باب من قاتل دون ماله

 

[ 2348 ] حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد هو ابن أبي أيوب قال : حدثني أبو الأسود عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت النبي ﷺ يقول : من قتل دون ماله فهو شهيد

 

باب إذا كسر قصعة أو شيئا لغيره

 

[ 2349 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ كان عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام فضربت بيدها فكسرت القصعة فضمها وجعل فيها الطعام ، وقال كلوا وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا فدفع القصعة الصحيحة وحبس المكسورة ، وقال ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثنا حميد حدثنا أنس عن النبي ﷺ

 

باب إذا هدم حائطا فليبن مثله

 

[ 2350 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلي فجاءته أمه فدعته فأبى أن يجيبها ، فقال أجيبها أو أصلي ثم أتته فقالت اللهم لا تمته حتى تريه المومسات وكان جريج في صومعته فقالت امرأة لأفتنن جريجا فتعرضت له فكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت هو من جريج فأتوه وكسروا صومعته فأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام ، فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا من طين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كتاب الشركة

 

باب الشركة في الطعام والنهد والعروض وكيف قسمة ما يكال ويوزن مجازفة أو قبضة لما لم ير المسلمون في النهد بأسا أن يأكل هذا بعضا وهذا بعضا وكذلك مجازفة الذهب والفضة والقران في التمر

 

[ 2351 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه قال بعث رسول الله ﷺ بعثا قبل الساحل فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة وأنا فيهم فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله فكان مزودي تمر فكان يقوتنا كل يوم قليلا حتى فني فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة فقلت : وما تغني تمرة ، فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت قال ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتهما فلم تصبهما

 

[ 2352 ] حدثنا بشر بن مرحوم حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضى الله تعالى عنه قال خفت أزواد القوم وأملقوا فأتوا النبي ﷺ في نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه ، فقال : ما بقاؤكم بعد إبلكم فدخل على النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم ، فقال رسول الله ﷺ : ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم فبسط لذلك نطع وجعلوه على النطع فقام رسول الله ﷺ فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا ، ثم قال رسول الله ﷺ : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله

 

[ 2353 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا أبو النجاشي قال : سمعت رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه قال كنا نصلي مع النبي ﷺ العصر فننحر جزورا فتقسم عشر قسم فنأكل لحما نضيجا قبل أن تغرب الشمس

 

[ 2354 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قال النبي ﷺ إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم

 

باب ما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية في الصدقة

 

[ 2355 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى قال : حدثني أبي قال : حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس أن أنسا حدثه أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه كتب له فريضة الصدقة التي فرض رسول الله ﷺ قال : وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية

 

باب قسمة الغنم

 

[ 2356 ] حدثنا علي بن الحكم الأنصارى حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده قال كنا مع النبي ﷺ بذي الحليفة فأصاب الناس جوع فأصابوا إبلا وغنما قال : وكان النبي ﷺ في أخريات القوم فعجلوا وذبحوا ونصبوا القدور فأمر النبي ﷺ بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعير فطلبوه فأعياهم وكان في القوم خيل يسيرة فأهوى رجل منهم بسهم فحبسه الله ، ثم قال إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا ، فقال جدي إنا نرجو أو نخاف العدو غدا وليست معنا مدى أفنذبح بالقصب قال : ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة

 

باب القران في التمر بين الشركاء حتى يستأذن أصحابه

 

[ 2357 ] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان حدثنا جبلة بن سحيم قال : سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول نهى النبي ﷺ أن يقرن الرجل بين التمرتين جميعا حتى يستأذن أصحابه

 

[ 2358 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن جبلة قال كنا بالمدينة فأصابتنا سنة فكان ابن الزبير يرزقنا التمر وكان ابن عمر يمر بنا فيقول لا تقرنوا فإن النبي ﷺ نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل منكم أخاه

 

باب تقويم الأشياء بين الشركاء بقيمة عدل

 

[ 2359 ] حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : من أعتق شقصا له من عبد أو شركا أو قال نصيبا وكان له ما يبلغ ثمنه بقيمة العدل فهو عتيق وإلا فقد عتق منه ما عتق قال لا أدري قوله عتق منه ما عتق قول من نافع أو في الحديث عن النبي ﷺ

 

[ 2360 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من أعتق شقيصا من مملوكه فعليه خلاصه في ماله فإن لم يكن له مال قوم المملوك قيمة عدل ثم استسعي غير مشقوق عليه

 

باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه

 

[ 2361 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا قال : سمعت عامرا يقول : سمعت النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا

 

باب شركة اليتيم وأهل الميراث

 

[ 2362 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله العامري الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عروة أنه سأل عائشة رضى الله تعالى عنها ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة رضى الله تعالى عنها عن قول الله تعالى { وإن خفتم } إلى { ورباع } فقالت : يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن قال عروة قالت عائشة ثم إن الناس استفتوا رسول الله ﷺ بعد هذه الآية فأنزل الله { ويستفتونك في النساء } إلى قوله { وترغبون أن تنكحوهن } والذي ذكر الله أنه يتلى عليكم في الكتاب الآية الأولى التي قال : فيها { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء } قالت عائشة وقول الله في الآية الأخرى { وترغبون أن تنكحوهن } يعني هي رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن

 

باب الشركة في الأرضين وغيرها

 

[ 2363 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال إنما جعل النبي ﷺ الشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة

 

باب إذا اقتسم الشركاء الدور أو غيرها فليس لهم رجوع ولا شفعة

 

[ 2364 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال قضى النبي ﷺ بالشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة

 

باب الاشتراك في الذهب والفضة وما يكون فيه الصرف

 

[ 2365 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم عن عثمان يعني ابن الأسود قال : أخبرني سليمان بن أبي مسلم قال : سألت أبا المنهال عن الصرف يدا بيد ، فقال اشتريت أنا وشريك لي شيئا يدا بيد ونسيئة فجاءنا البراء بن عازب فسألناه ، فقال : فعلت أنا وشريكي زيد بن أرقم وسألنا النبي ﷺ عن ذلك ، فقال : ما كان يدا بيد فخذوه وما كان نسيئة فذروه

 

باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة

 

[ 2366 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال أعطى رسول الله ﷺ خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها

 

باب قسمة الغنم والعدل فيها

 

[ 2367 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ أعطاه غنما يقسمها على صحابته ضحايا فبقي عتود فذكره لرسول الله ﷺ ، فقال ضح به أنت

 

باب الشركة في الطعام وغيره ويذكر أن رجلا ساوم شيئا فغمزه آخر فرأى عمر أن له شركة

 

[ 2368 ] حدثنا أصبغ بن الفرج قال : أخبرني عبد الله بن وهب قال : أخبرني سعيد عن زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي ﷺ وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله ﷺ فقالت : يا رسول الله بايعه ، فقال هو صغير فمسح رأسه ودعا له وعن زهرة بن معبد أنه كان يخرج به جده عبد الله بن هشام إلى السوق فيشتري الطعام فيلقاه بن عمر وابن الزبير رضى الله تعالى عنهم فيقولان له أشركنا فإن النبي ﷺ قد دعا لك بالبركة فيشركهم فربما أصاب الراحلة كما هي فيبعث بها إلى المنزل

 

باب الشركة في الرقيق

 

[ 2369 ] حدثنا مسدد حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : من أعتق شركا له في مملوك وجب عليه أن يعتق كله إن كان له مال قدر ثمنه يقام قيمة عدل ويعطى شركاؤه حصتهم ويخلى سبيل المعتق

 

[ 2370 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من أعتق شقصا له في عبد أعتق كله إن كان له مال وإلا يستسعى غير مشقوق عليه

 

باب الاشتراك في الهدي والبدن وإذا أشرك الرجل الرجل في هديه بعد ما أهدى

 

[ 2371 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد أخبرنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن جابر وعن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهم قال قدم النبي ﷺ صبح رابعة من ذي الحجة مهلين بالحج لا يخلطهم شيء فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة وأن نحل إلى نسائنا ففشت في ذلك القالة قال عطاء ، فقال جابر فيروح أحدنا إلى منى ، وذكره يقطر منيا ، فقال جابر بكفه فبلغ ذلك النبي ﷺ فقام خطيبا ، فقال بلغني أن أقواما يقولون كذا وكذا والله لأنا أبر وأتقى لله منهم ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت فقام سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال : يا رسول الله هي لنا أو للأبد ، فقال لا بل للأبد قال وجاء علي بن أبي طالب ، فقال أحدهما يقول لبيك بما أهل به رسول الله ﷺ ، وقال وقال الآخر لبيك بحجة رسول الله ﷺ فأمر النبي ﷺ أن يقيم على إحرامه وأشركه في الهدي

 

باب من عدل عشرا من الغنم بجزور في القسم

 

[ 2372 ] حدثنا محمد أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه قال كنا مع النبي ﷺ بذي الحليفة من تهامة فأصبنا غنما وإبلا فعجل القوم فأغلوا بها القدور فجاء رسول الله ﷺ فأمر بها فأكفئت ثم عدل عشرا من الغنم بجزور ثم إن بعيرا ند وليس في القوم إلا خيل يسيرة فرماه رجل فحبسه بسهم ، فقال رسول الله ﷺ : إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا قال : قال جدي يا رسول الله إنا نرجو أو نخاف أن نلقى العدو غدا وليس معنا مدى فنذبح بالقصب ، فقال اعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كتاب الرهن

 

باب في الرهن في الحضر وقوله تعالى { وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة }

 

[ 2373 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال ولقد رهن النبي ﷺ درعه بشعير ومشيت إلى النبي ﷺ بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد سمعته يقول : ما أصبح لآل محمد ﷺ إلا صاع ولا أمسى وإنهم لتسعة أبيات

 

باب من رهن درعه

 

[ 2374 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال تذاكرنا عند إبراهيم الرهن والقبيل في السلف ، فقال إبراهيم حدثنا الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ اشترى من يهودي طعاما إلى أجل ورهنه درعه

 

باب رهن السلاح

 

[ 2375 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول : قال رسول الله ﷺ : من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله ﷺ ، فقال محمد بن مسلمة أنا فأتاه ، فقال أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين ، فقال ارهنوني نساءكم قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال : فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهن أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللأمة قال سفيان يعني السلاح فوعده أن يأتيه فقتلوه ثم أتوا النبي ﷺ فأخبروه

 

باب الرهن مركوب ومحلوب ، وقال مغيرة عن إبراهيم تركب الضالة بقدر علفها وتحلب بقدر علفها والرهن مثله

 

[ 2376 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عامر عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أنه كان يقول الرهن يركب بنفقته ويشرب لبن الدر إذا كان مرهونا

 

[ 2377 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا زكريا عن الشعبي عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا ولبن الدر يشرب بنفقته إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب ويشرب النفقة

 

باب الرهن عند اليهود وغيرهم

 

[ 2378 ] حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت اشترى رسول الله ﷺ من يهودي طعاما ورهنه درعه

 

باب إذا اختلف الراهن والمرتهن ونحوه فالبينة على المدعي واليمين على المدعى عليه

 

[ 2379 ] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كتبت إلى بن عباس فكتب إلي إن النبي ﷺ قضى أن اليمين على المدعى عليه

 

[ 2380 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال : قال عبد الله رضى الله تعالى عنه من حلف على يمين يستحق بها مالا وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } فقرأ إلى { عذاب أليم } ثم إن الأشعث بن قيس خرج إلينا ، فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قال : فحدثناه قال ، فقال صدق لفي والله أنزلت كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله ﷺ ، فقال رسول الله شاهداك أو يمينه قلت : إنه إذا يحلف ولا يبالي ، فقال رسول الله ﷺ : من حلف على يمين يستحق بها مالا هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك ثم اقترأ هذه الآية { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } إلى { ولهم عذاب أليم }

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كتاب العتق

 

باب ما جاء في العتق وفضله وقوله تعالى { فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة }

 

[ 2381 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عاصم بن محمد قال : حدثني واقد بن محمد قال : حدثني سعيد بن مرجانة صاحب علي بن حسين قال : قال لي أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال النبي ﷺ أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار قال سعيد بن مرجانة فانطلقت به إلى علي بن حسين فعمد علي بن حسين رضى الله تعالى عنهما إلى عبد له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار فأعتقه

 

باب أي الرقاب أفضل

 

[ 2382 ] حدثنا عبيد الله بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : سألت النبي ﷺ أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت : فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قلت : فإن لم أفعل قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال : فإن لم أفعل قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك

 

باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف والآيات

 

[ 2383 ] حدثنا موسى بن مسعود حدثنا زائدة بن قدامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت أمر النبي ﷺ بالعتاقة في كسوف الشمس تابعه علي عن الدراوردي عن هشام

 

[ 2384 ] حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عثام حدثنا هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة

 

باب إذا أعتق عبدا بين اثنين أو أمة بين الشركاء

 

[ 2385 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم عن أبيه رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من أعتق عبدا بين اثنين فإن كان موسرا قوم عليه ثم يعتق

 

[ 2386 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : من أعتق شركا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد قوم العبد قيمة عدل فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه وإلا فقد عتق منه ما عتق

 

[ 2387 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال رسول الله ﷺ : من أعتق شركا له في مملوك فعليه عتقه كله إن كان له مال يبلغ ثمنه فإن لم يكن له مال يقوم عليه قيمة عدل فأعتق منه ما أعتق حدثنا مسدد حدثنا بشر عن عبيد الله اختصره

 

[ 2388 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : من أعتق نصيبا له في مملوك أو شركا له في عبد وكان له من المال ما يبلغ قيمته بقيمة العدل فهو عتيق قال نافع وإلا فقد عتق منه ما عتق قال أيوب لا أدري أشيء قاله نافع أو شيء في الحديث

 

[ 2389 ] حدثنا أحمد بن مقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة أخبرني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان يفتي في العبد أو الأمة يكون بين شركاء فيعتق أحدهم نصيبه منه يقول قد وجب عليه عتقه كله إذا كان للذي أعتق من المال ما يبلغ يقوم من ماله قيمة العدل ويدفع إلى الشركاء أنصباؤهم ويخلى سبيل المعتق يخبر ذلك بن عمر عن النبي ﷺ ، ورواه الليث وابن أبي ذئب وابن إسحاق وجويرية ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ مختصرا

 

باب إذا أعتق نصيبا في عبد وليس له مال استسعي العبد غير مشقوق عليه على نحو الكتابة

 

[ 2390 ] حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا يحيى بن آدم حدثنا جرير بن حازم سمعت قتادة قال : حدثني النضر بن أنس بن مالك عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ من أعتق شقيصا من عبد حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : من أعتق نصيبا أو شقيصا في مملوك فخلاصه عليه في ماله إن كان له مال وإلا قوم عليه فاستسعى به غير مشقوق عليه تابعه حجاج بن حجاج وأبان وموسى بن خلف عن قتادة اختصره شعبة

 

باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه ولا عتاقة إلا لوجه الله ، وقال النبي ﷺ لكل امرئ ما نوى ولا نية للناسي والمخطئ

 

[ 2391 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم

 

[ 2392 ] حدثنا محمد بن كثير عن سفيان حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الأعمال بالنية ولامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه

 

باب إذا قال رجل لعبده هو لله ونوى العتق والإشهاد في العتق

 

[ 2393 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر عن إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه لما أقبل يريد الإسلام ومعه غلامه ضل كل واحد منهما من صاحبه فأقبل بعد ذلك وأبو هريرة جالس مع النبي ﷺ ، فقال النبي ﷺ يا أبا هريرة هذا غلامك قد أتاك ، فقال : أما إني أشهدك أنه حر قال : فهو حين يقول

 

يا ليلة من طولها وعنائها

 

على أنها من دارة الكفر نجت

 

[ 2394 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لما قدمت على النبي ﷺ قلت : في الطريق

 

يا ليلة من طولها وعنائها

 

على أنها من دارة الكفر نجت قال وأبق مني غلام لي في الطريق قال : فلما قدمت على النبي ﷺ بايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام ، فقال لي رسول الله ﷺ : يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت : هو حر لوجه الله فأعتقته لم يقل أبو كريب عن أبي أسامة حر

 

[ 2395 ] حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس قال لما أقبل أبو هريرة رضى الله تعالى عنه ومعه غلامه وهو يطلب الإسلام فضل أحدهما صاحبه بهذا ، وقال : أما إني أشهدك أنه لله

 

باب أم الولد قال أبو هريرة عن النبي ﷺ من أشراط الساعة أن تلد الأمة ربها

 

[ 2396 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت إن عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن يقبض إليه بن وليدة زمعة قال عتبة إنه ابني فلما قدم رسول الله ﷺ زمن الفتح أخذ سعد بن وليد زمعة فأقبل به إلى رسول الله ﷺ وأقبل معه بعبد بن زمعة ، فقال سعد يا رسول الله هذا ابن أخي عهد إلي أنه ابنه ، فقال عبد بن زمعة يا رسول الله هذا أخي بن وليدة زمعة ولد على فراشه فنظر رسول الله ﷺ إلى بن وليدة زمعة فإذا هو أشبه الناس به ، فقال رسول الله ﷺ : هو لك يا عبد بن زمعة من أجل أنه ولد على فراش أبيه قال رسول الله ﷺ : احتجبي منه يا سودة بنت زمعة مما رأى من شبهه بعتبة وكانت سودة زوج النبي ﷺ

 

باب بيع المدبر

 

[ 2397 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن دينار سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال أعتق رجل منا عبدا له عن دبر فدعا النبي ﷺ به فباعه قال جابر مات الغلام عام أول

 

باب بيع الولاء وهبته

 

[ 2398 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال : أخبرني عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول نهى رسول الله ﷺ عن بيع الولاء وعن هبته

 

[ 2399 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت اشتريت بريرة فاشترط أهلها ولاءها فذكرت ذلك للنبي ﷺ ، فقال أعتقيها فإن الولاء لمن أعطى الورق فأعتقتها فدعاها النبي ﷺ فخيرها من زوجها فقالت لو أعطاني كذا وكذا ما ثبت عنده فاختارت نفسها

 

باب إذا أسر أخو الرجل أو عمه هل يفادى إذا كان مشركا ، وقال أنس قال العباس للنبي ﷺ فاديت نفسي وفاديت عقيلا وكان علي له نصيب في تلك الغنيمة التي أصاب من أخيه عقيل وعمه عباس

 

[ 2400 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى عن ابن شهاب قال : حدثني أنس رضى الله تعالى عنه أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله ﷺ فقالوا ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه ، فقال لا تدعون منه درهما

 

باب عتق المشرك

 

[ 2401 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام أخبرني أبي أن حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير فلما أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة قال : فسألت رسول الله ﷺ فقلت : يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها يعني أتبرر بها قال ، فقال رسول الله ﷺ : أسلمت على ما سلف لك من خير

 

باب من ملك من العرب رقيقا فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية وقوله تعالى { ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون }

 

[ 2402 ] حدثنا ابن أبي مريم قال : أخبرني الليث عن عقيل عن ابن شهاب ذكر عروة أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن النبي ﷺ قام حين جاءه وفد هوازن فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ، فقال إن معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما المال وإما السبي وقد كنت استأنيت بهم وكان النبي ﷺ انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن النبي ﷺ غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام النبي ﷺ في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم جاؤونا تائبين وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ، فقال الناس طيبنا ذلك قال : أنا لا ندري من إذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى النبي ﷺ فأخبروه أنهم طيبوا وأذنوا فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن ، وقال أنس قال عباس للنبي ﷺ فاديت نفسي وفاديت عقيلا

 

[ 2403 ] حدثنا علي بن الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا ابن عون قال كتبت إلى نافع فكتب إلي أن النبي ﷺ أغار على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وأصاب يومئذ جويرية حدثني به عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش

 

[ 2404 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز قال : رأيت أبا سعيد رضى الله تعالى عنه فسألته ، فقال خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبيا من سبي العرب فاشتهينا النساء فاشتدت علينا العزبة وأحببنا العزل فسألنا رسول الله ﷺ ، فقال : ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة

 

[ 2405 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لا أزال أحب بني تميم وحدثني ابن سلام أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة عن الحارث عن أبي زرعة عن أبي هريرة وعن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت من رسول الله ﷺ يقول : فيهم سمعته يقول هم أشد أمتي على الدجال قال وجاءت صدقاتهم ، فقال رسول الله ﷺ : هذه صدقات قومنا وكانت سبية منهم عند عائشة ، فقال أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل

 

باب فضل من أدب جاريته وعلمها

 

[ 2406 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل عن مطرف عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران

 

باب قول النبي ﷺ العبيد إخوانكم فأطعموهم مما تأكلون وقوله تعالى { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا } ذي القربى القريب والجنب الغريب الجار الجنب يعني الصاحب في السفر

 

[ 2407 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا واصل الأحدب قال : سمعت المعرور بن سويد قال : رأيت أبا ذر الغفاري رضى الله تعالى عنه وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألناه عن ذلك ، فقال إني ساببت رجلا فشكاني إلى النبي ﷺ ، فقال لي النبي ﷺ أعيرته بأمه ، ثم قال إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم

 

باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده

 

[ 2408 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين

 

[ 2409 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن صالح عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال النبي ﷺ أيما رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران وأيما عبد أدى حق الله وحق مواليه فله أجران

 

[ 2410 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا يونس عن الزهري سمعت سعيد بن المسيب يقول : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ : للعبد المملوك الصالح أجران والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك

 

[ 2411 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ نعم ما لأحدهم يحسن عبادة ربه وينصح لسيده

 

باب كراهية التطاول على الرقيق وقوله عبدي أو أمتي ، وقال الله تعالى { والصالحين من عبادكم وإمائكم } ، وقال عبدا مملوكا { وألفيا سيدها لدى الباب } ، وقال { من فتياتكم المؤمنات } ، وقال النبي ﷺ قوموا إلى سيدكم و { اذكرني عند ربك } سيدك ومن سيدكم

 

[ 2412 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثني نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إذا نصح العبد سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين

 

[ 2413 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي له عليه من الحق والنصيحة والطاعة له أجران

 

[ 2414 ] حدثنا محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يحدث عن النبي ﷺ أنه قال لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك اسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي

 

[ 2415 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ من أعتق نصيبا له من العبد فكان له من المال ما يبلغ قيمته يقوم عليه قيمة عدل وأعتق من ماله وإلا فقد عتق منه ما عتق

 

[ 2416 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : حدثني نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

 

[ 2417 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا سفيان عن الزهري حدثني عبيد الله سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه وزيد بن خالد عن النبي ﷺ قال : إذا زنت الأمة فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها في الثالثة أو الرابعة بيعوها ولو بضفير

 

باب إذا أتاه خادمه بطعامه

 

[ 2418 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال : أخبرني محمد بن زياد سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه

 

باب العبد راع في مال سيده ونسب النبي ﷺ المال إلى السيد

 

[ 2419 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع ومسؤول عن رعيته الرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته قال : فسمعت هؤلاء من النبي ﷺ وأحسب النبي ﷺ قال : والرجل في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

 

باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه

 

[ 2420 ] حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا ابن وهب قال : حدثني مالك بن أنس قال وأخبرني ابن فلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ وحدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه

 

باب إثم من قذف مملوكه وباب المكاتب ونجومه في كل سنة نجم وقوله { والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } ، وقال روح عن ابن جريج قلت لعطاء أواجب علي إذا علمت له مالا أن أكاتبه قال : ما أراه إلا واجبا وقاله عمرو بن دينار قلت لعطاء تأثره عن أحد قال لا ثم أخبرني أن موسى بن أنس أخبره أن سيرين سأل أنسا المكاتبة وكان كثير المال فأبى فانطلق إلى عمر رضى الله تعالى عنه ، فقال كاتبه فأبى فضربه بالدرة ويتلو عمر { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا } فكاتبه

 

[ 2421 ] وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال عروة قالت عائشة رضى الله تعالى عنها إن بريرة دخلت عليها تستعينها في كتابتها وعليها خمسة أواق نجمت عليها في خمس سنين فقالت لها عائشة ونفست فيها أرأيت إن عددت لهم عدة واحدة أيبيعك أهلك فأعتقك فيكون ولاؤك لي فذهبت بريرة إلى أهلها فعرضت ذلك عليهم فقالوا لا إلا أن يكون لنا الولاء قالت عائشة فدخلت على رسول الله ﷺ فذكرت ذلك له ، فقال لها رسول الله ﷺ اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله ﷺ ، فقال : ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل شرط الله أحق وأوثق

 

باب ما يجوز من شروط المكاتب ومن اشترط شرطا ليس في كتاب الله فيه بن عمر عن النبي ﷺ

 

[ 2422 ] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن بريرة جاءت تستعينها في كتابتها ولم تكن قضت من كتابتها شيئا قالت لها عائشة ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت فذكرت ذلك بريرة لأهلها فأبوا وقالوا إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون ولاؤك لنا فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال لها رسول الله ﷺ ابتاعي فأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق قال ثم قام رسول الله ﷺ ، فقال : ما بال أناس يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق

 

[ 2423 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال أرادت عائشة أم المؤمنين أن تشتري جارية لتعتقها ، فقال أهلها على أن ولاءها لنا قال رسول الله ﷺ : لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق

 

باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس

 

[ 2424 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت جاءت بريرة فقالت إني كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقالت عائشة إن أحب أهلك أن أعدها لهم عدة واحدة وأعتقك فعلت ويكون ولاؤك لي فذهبت إلى أهلها فأبوا ذلك عليها فقالت إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع بذلك رسول الله ﷺ فسألني فأخبرته ، فقال خذيها فأعتقيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق قالت عائشة فقام رسول الله ﷺ في الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فما بال رجال منكم يشترطون شروطا ليست في كتاب الله فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق يا فلان ولي الولاء إنما الولاء لمن أعتق

 

باب بيع المكاتب إذا رضي وقالت عائشة هو عبد ما بقي عليه شيء ، وقال زيد بن ثابت ما بقي عليه درهم ، وقال ابن عمر هو عبد إن عاش وإن مات وإن جنى ما بقي عليه شيء

 

[ 2425 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن بريرة جاءت تستعين عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها فقالت لها إن أحب أهلك أن أصب لهم ثمنك صبة واحدة فأعتقك فعلت فذكرت بريرة ذلك لأهلها فقالوا لا إلا أن يكون ولاؤك لنا قال : مالك قال يحيى فزعمت عمرة أن عائشة ذكرت ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال اشتريها وأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق

 

باب إذا قال المكاتب اشترني وأعتقني فاشتراه لذلك

 

[ 2426 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال : حدثني أبي أيمن قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها فقلت : كنت لعتبة بن أبي لهب ، ومات وورثني بنوه وإنهم باعوني من ابن أبي عمرو فأعتقني بن أبي عمرو واشترط بنو عتبة الولاء فقالت دخلت بريرة وهي مكاتبة فقالت اشتريني وأعتقيني قالت نعم قالت لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي فقالت لا حاجة لي بذلك فسمع بذلك النبي ﷺ أو بلغه فذكر لعائشة فذكرت عائشة ما قالت لها ، فقال اشتريها وأعتقيها ودعيهم يشترطون ما شاؤوا فاشترتها عائشة فأعتقتها واشترط أهلها الولاء ، فقال النبي ﷺ الولاء لمن أعتق وإن اشترطوا مائة شرط

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كتاب الهبة وفضلها

 

باب فضلها والتحريض عليها

 

[ 2427 ] حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة

 

[ 2428 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت لعروة بن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله ﷺ نار فقلت : يا خالة ما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول الله ﷺ جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله ﷺ من ألبانهم فيسقينا

 

باب القليل من الهبة

 

[ 2429 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت

 

باب من استوهب من أصحابه شيئا ، وقال أبو سعيد قال النبي ﷺ اضربوا لي معكم سهما

 

[ 2430 ] حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال : حدثني أبو حازم عن سهل رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ أرسل إلى امرأة من المهاجرين وكان لها غلام نجار قال لها مري عبدك فليعمل لنا أعواد المنبر فأمرت عبدها فذهب فقطع من الطرفاء فصنع له منبرا فلما قضاه أرسلت إلى النبي ﷺ أنه قد قضاه قال ﷺ أرسلي به إلي فجاؤوا به فاحتمله النبي ﷺ فوضعه حيث ترون

 

[ 2431 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني محمد بن جعفر عن أبي حازم عن عبد الله بن أبي قتادة السلمي عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : كنت يوما جالسا مع رجال من أصحاب النبي ﷺ في منزل في طريق مكة ورسول الله ﷺ نازل أمامنا والقوم محرمون وأنا غير محرم فأبصروا حمارا وحشيا وأنا مشغول أخصف نعلي فلم يؤذنوني به وأحبوا لو أني أبصرته والتفت فأبصرته فقمت إلى الفرس فأسرجته ثم ركبت ونسيت السوط والرمح فقلت لهم ناولوني السوط والرمح فقالوا لا والله لا نعينك عليه بشيء فغضبت فنزلت فأخذتهما ثم ركبت فشددت على الحمار فعقرته ثم جئت به وقد مات فوقعوا فيه يأكلونه ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم فرحنا وخبأت العضد معي فأدركنا رسول الله ﷺ فسألناه عن ذلك ، فقال معكم منه شيء فقلت : نعم فناولته العضد فأكلها حتى نفدها وهو محرم فحدثني به زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة

 

باب من استسقى ، وقال سهل قال لي النبي ﷺ اسقني

 

[ 2432 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني أبو طوالة اسمه عبد الله بن عبد الرحمن قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول أتانا رسول الله ﷺ في دارنا هذه فاستسقى فحلبنا له شاة لنا ثم شبته من ماء بئرنا هذه فأعطيته وأبو بكر عن يساره وعمر تجاهه وأعرابي عن يمينه فلما فرغ قال عمر هذا أبو بكر فأعطى الأعرابي فضله ، ثم قال الأيمنون الأيمنون ألا فيمنوا قال أنس فهي سنة فهي سنة ثلاث مرات

 

باب قبول هدية الصيد وقبل النبي ﷺ من أبي قتادة عضد الصيد

 

[ 2433 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك عن أنس رضى الله تعالى عنه قال أنفجنا أرنبا بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فأدركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى رسول الله ﷺ بوركها أو فخذيها قال : فخذيها لا شك فيه فقبله قلت : وأكل منه قال وأكل منه ، ثم قال بعد قبله

 

[ 2434 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس عن الصعب بن جثامة رضى الله تعالى عنهم أنه أهدى لرسول الله ﷺ حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان فرد عليه فلما رأى ما في وجهه قال : أما إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم

 

باب قبول الهدية

 

[ 2435 ] حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا عبدة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بها أو يبتغون بذلك مرضاة رسول الله ﷺ

 

[ 2436 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا جعفر بن إياس قال : سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال أهدت أم حفيد خالة بن عباس إلى النبي ﷺ أقطا وسمنا وأضبا فأكل النبي ﷺ من الأقط والسمن وترك الضب تقذرا قال ابن عباس فأكل على مائدة رسول الله ﷺ ولو كان حراما ما أكل على مائدة رسول الله ﷺ

 

[ 2437 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال : حدثني إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله ﷺ إذا أتي بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة فإن قيل صدقة قال لأصحابه كلوا ولم يأكل وإن قيل هدية ضرب بيده ﷺ فأكل معهم

 

[ 2438 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال أتي النبي ﷺ بلحم فقيل تصدق على بريرة قال هو لها صدقة ولنا هدية

 

[ 2439 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم قال : سمعته منه عن القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها أرادت أن تشتري بريرة وأنهم اشترطوا ولاءها فذكر للنبي ﷺ ، فقال النبي ﷺ اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق وأهدي لها لحم فقيل للنبي ﷺ هذا تصدق على بريرة ، فقال النبي ﷺ هو لها صدقة ولنا هدية وخيرت قال عبد الرحمن زوجها حر أو عبد قال شعبة سألت عبد الرحمن عن زوجها قال لا أدري أحر أم عبد

 

[ 2440 ] حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت دخل النبي ﷺ على عائشة رضى الله تعالى عنها ، فقال عندكم شيء قالت لا إلا شيء بعثت به أم عطية من الشاة التي بعثت إليها من الصدقة قال إنها قد بلغت محلها

 

باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض

 

[ 2441 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان الناس يتحرون بهداياهم يومي وقالت أم سلمة إن صواحبي اجتمعن فذكرت له فأعرض عنها

 

[ 2442 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني أخي عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن نساء رسول الله ﷺ كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله ﷺ وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله ﷺ عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله ﷺ أخرها حتى إذا كان رسول الله ﷺ في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله ﷺ في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله ﷺ يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله ﷺ هدية فليهدها إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن لها فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته ، فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله ﷺ فأرسلت إلى رسول الله ﷺ تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته ، فقال : يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت بن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله ﷺ لينظر إلى عائشة هل تكلم قال : فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي ﷺ إلى عائشة ، وقال إنها بنت أبي بكر قال البخاري : الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن ، وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي ﷺ فاستأذنت فاطمة

 

باب ما لا يرد من الهدية

 

[ 2443 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عزرة بن ثابت الأنصارى قال : حدثني ثمامة بن عبد الله قال دخلت عليه فناولني طيبا قال : كان أنس رضى الله تعالى عنه لا يرد الطيب قال وزعم أنس أن النبي ﷺ كان لا يرد الطيب

 

باب من رأى الهبة الغائبة جائزة

 

[ 2444 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : ذكر عروة أن المسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما ومروان أخبراه أن النبي ﷺ حين جاءه وفد هوازن قام في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم جاؤونا تائبين وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا ، فقال الناس طيبنا لك

 

باب المكافأة في الهبة

 

[ 2445 ] حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يقبل الهدية ويثيب عليها لم يذكر وكيع ومحاضر عن هشام عن أبيه عن عائشة

 

باب الهبة للولد وإذا أعطى بعض ولده شيئا لم يجز حتى يعدل بينهم ويعطي الآخرين مثله ولا يشهد عليه ، وقال النبي ﷺ اعدلوا بين أولادكم في العطية وهل للوالد أن يرجع في عطيته وما يأكل من مال ولده بالمعروف ولا يتعدى واشترى النبي ﷺ من عمر بعيرا ثم أعطاه بن عمر ، وقال اصنع به ما شئت

 

[ 2446 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان بن بشير أنهما حدثاه عن النعمان بن بشير أن أباه أتى به إلى رسول الله ﷺ ، فقال إني نحلت ابني هذا غلاما ، فقال أكل ولدك نحلت مثله قال لا قال : فارجعه

 

باب الإشهاد في الهبة

 

[ 2447 ] حدثنا حامد بن عمر حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عامر قال : سمعت النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما وهو على المنبر يقول أعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله ﷺ فأتى رسول الله ﷺ ، فقال إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله قال أعطيت سائر ولدك مثل هذا قال لا قال : فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم قال : فرجع فرد عطيته

 

باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها قال إبراهيم جائزة ، وقال عمر بن عبد العزيز لا يرجعان واستأذن النبي ﷺ نساءه في أن يمرض في بيت عائشة ، وقال النبي ﷺ العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ، وقال الزهري فيمن قال لامرأته هبي لي بعض صداقك أو كله ثم لم يمكث إلا يسيرا حتى طلقها فرجعت فيه قال يرد إليها إن كان خلبها وإن كانت أعطته عن طيب نفس ليس في شيء من أمره خديعة جاز قال الله تعالى { فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا }

 

[ 2448 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله قالت عائشة رضى الله تعالى عنها لما ثقل النبي ﷺ فاشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين العباس وبين رجل آخر ، فقال عبيد الله فذكرت لابن عباس ما قالت عائشة ، فقال لي وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة قلت لا قال هو علي بن أبي طالب

 

[ 2449 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه

 

باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو جائز إذا لم تكن سفيهة فإذا كانت سفيهة لم يجز قال الله تعالى { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم }

 

[ 2450 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله عن أسماء رضى الله تعالى عنها قالت قلت : يا رسول الله ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير فأتصدق قال تصدقي ولا توعي فيوعى عليك

 

[ 2451 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء أن رسول الله ﷺ قال : أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك

 

[ 2452 ] حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن يزيد عن بكير عن كريب مولى ابن عباس أن ميمونة بنت الحارث رضى الله تعالى عنها أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي ﷺ فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي قال أو فعلت قالت نعم قال : أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ، وقال بكر بن مضر عن عمرو عن بكير عن كريب إن ميمونة أعتقت

 

[ 2453 ] حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي ﷺ تبتغي بذلك رضا رسول الله ﷺ

 

باب بمن يبدأ بالهدية

 

[ 2454 ] وقال بكر عن عمرو عن بكير عن كريب مولى ابن عباس إن ميمونة زوج النبي ﷺ أعتقت وليدة لها ، فقال لها ولو وصلت بعض أخوالك كان أعظم لأجرك

 

[ 2455 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم بن مرة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قلت : يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك بابا

 

باب من لم يقبل الهدية لعلة ، وقال عمر بن عبد العزيز كانت الهدية في زمن رسول الله ﷺ هدية واليوم رشوة

 

[ 2456 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أنه سمع الصعب بن جثامة الليثي وكان من أصحاب النبي ﷺ يخبر أنه أهدى لرسول الله ﷺ حمار وحش وهو بالأبواء أو بودان وهو محرم فرده قال صعب فلما عرف في وجهي رده هديتي قال ليس بنا رد عليك ولكنا حرم

 

[ 2457 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي رضى الله تعالى عنه قال استعمل النبي ﷺ رجلا من الأزد يقال له بن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي قال : فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر يهدى له أم لا والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاه تيعر ثم رفع بيده حتى رأينا عفرة إبطيه اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ثلاثا

 

باب إذا وهب هبة أو وعد ثم مات قبل أن تصل إليه ، وقال عبيدة إن مات وكانت فصلت الهدية والمهدى له حي فهي لورثته وإن لم تكن فصلت فهي لورثة الذي أهدى ، وقال الحسن أيهما مات قبل فهي لورثة المهدى له إذا قبضها الرسول

 

[ 2458 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن المنكدر سمعت جابرا رضى الله تعالى عنه قال : قال لي النبي ﷺ لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا ثلاثا فلم يقدم حتى توفي النبي ﷺ فأمر أبو بكر مناديا فنادى من كان له عند النبي ﷺ عدة أو دين فليأتنا فأتيته فقلت : إن النبي ﷺ وعدني فحثى لي ثلاثا

 

باب كيف يقبض العبد والمتاع ، وقال ابن عمر كنت على بكر صعب فاشتراه النبي ﷺ ، وقال هو لك يا عبد الله

 

[ 2459 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما قال قسم رسول الله ﷺ أقبية ولم يعط مخرمة منها شيئا ، فقال مخرمة يا بني انطلق بنا إلى رسول الله ﷺ فانطلقت معه ، فقال ادخل فادعه لي قال : فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها ، فقال خبأنا هذا لك قال : فنظر إليه ، فقال رضي مخرمة

 

باب إذا وهب هبة فقبضها الآخر ولم يقل قبلت

 

[ 2460 ] حدثنا محمد بن محبوب حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى رسول الله ﷺ ، فقال هلكت ، فقال وما ذاك قال وقعت بأهلي في رمضان قال تجد رقبة قال لا قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال : فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا قال : فجاء رجل من الأنصار بعرق والعرق المكتل فيه تمر ، فقال اذهب بهذا فتصدق به قال على أحوج منا يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا قال اذهب فأطعمه أهلك

 

باب إذا وهب دينا على رجل قال شعبة عن الحكم هو جائز ووهب الحسن بن علي عليهما السلام لرجل دينه ، وقال النبي ﷺ من كان له عليه حق فليعطه أو ليتحلله منه ، فقال جابر قتل أبي وعليه دين فسأل النبي ﷺ غرماءه أن يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبي

 

[ 2461 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني ابن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أباه قتل يوم أحد شهيدا فاشتد الغرماء في حقوقهم فأتيت رسول الله ﷺ فكلمته فسألهم أن يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبي فأبوا فلم يعطهم رسول الله ﷺ حائطي ولم يكسره لهم ولكن قال سأغدو عليك فغدا علينا حين أصبح فطاف في النخل ودعا في ثمره بالبركة فجددتها فقضيتهم حقوقهم وبقي لنا من ثمرها بقية ثم جئت رسول الله ﷺ وهو جالس فأخبرته بذلك ، فقال رسول الله ﷺ : لعمر اسمع وهو جالس يا عمر ، فقال ألا يكون قد علمنا أنك رسول الله والله إنك لرسول الله

 

باب هبة الواحد للجماعة وقالت أسماء للقاسم بن محمد وابن أبي عتيق ورثت عن أختي عائشة بالغابة وقد أعطاني به معاوية مائة ألف فهو لكما

 

[ 2462 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ أتي بشراب فشرب وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام إن أذنت لي أعطيت هؤلاء ، فقال : ما كنت لأوثر بنصيبي منك يا رسول الله أحدا فتله في يده

 

باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة والمقسومة وغير المقسومة وقد وهب النبي ﷺ وأصحابه لهوازن ما غنموا منهم وهو غير مقسوم ، وقال ثابت بن محمد حدثنا مسعر عن محارب عن جابر رضى الله تعالى عنه أتيت النبي ﷺ في المسجد فقضاني وزادني

 

[ 2463 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محارب سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول بعت من النبي ﷺ بعيرا في سفر فلما أتينا المدينة قال ائت المسجد فصل ركعتين فوزن قال شعبة أراه فوزن لي فأرجح فما زال معي منها شيء حتى أصابها أهل الشام يوم الحرة

 

[ 2464 ] حدثنا قتيبة عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ أتي بشراب وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ ، فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ، فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله في يده

 

[ 2465 ] حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة قال : أخبرني أبي عن شعبة عن سلمة قال : سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : كان لرجل على رسول الله ﷺ دين فهم به أصحابه ، فقال دعوه فإن لصاحب الحق مقالا ، وقال اشتروا له سنا فأعطوها إياه فقالوا إنا لا نجد سنا إلا سنا هي أفضل من سنه قال : فاشتروها فأعطوها إياه فإن من خيركم أحسنكم قضاء

 

باب إذا وهب جماعة لقوم

 

[ 2466 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه أن النبي ﷺ قال : حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ، فقال لهم معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت وكان النبي ﷺ انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن النبي ﷺ غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا ، فقال في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء جاؤونا تائبين وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ، فقال الناس طيبنا يا رسول الله لهم ، فقال لهم إنا لا ندري من إذن منكم فيه ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى النبي ﷺ فأخبروه أنهم طيبوا وأذنوا وهذا الذي بلغنا من سبي هوازن هذا آخر قول الزهري يعني فهذا الذي بلغنا

 

باب من أهدي له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق ويذكر عن ابن عباس أن جلساءه شركاء ولم يصح

 

[ 2467 ] حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أنه أخذ سنا فجاء صاحبه يتقاضاه ، فقال إن لصاحب الحق مقالا ثم قضاه أفضل من سنه ، وقال أفضلكم أحسنكم قضاء

 

[ 2468 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان مع النبي ﷺ في سفر فكان على بكر لعمر صعب فكان يتقدم النبي ﷺ فيقول أبوه يا عبد الله لا يتقدم النبي ﷺ أحد ، فقال له النبي ﷺ بعنيه ، فقال عمر هو لك فاشتراه ، ثم قال هو لك يا عبد الله فاصنع به ما شئت

 

باب إذا وهب بعيرا لرجل وهو راكبه فهو جائز

 

[ 2469 ] وقال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا مع النبي ﷺ في سفر وكنت على بكر صعب ، فقال النبي ﷺ لعمر بعنيه فابتاعه ، فقال النبي ﷺ هو لك يا عبد الله

 

باب هدية ما يكره لبسه

 

[ 2470 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال رأى عمر بن الخطاب حلة سيراء عند باب المسجد ، فقال : يا رسول الله لو اشتريتها فلبستها يوم الجمعة وللوفد قال إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ثم جاءت حلل فأعطى رسول الله ﷺ عمر منها حلة ، وقال أكسوتنيها وقلت : في حلة عطارد ما قلت : ، فقال إني لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر أخا له بمكة مشركا

 

[ 2471 ] حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال أتى النبي ﷺ بيت فاطمة فلم يدخل عليها وجاء علي فذكرت له ذلك فذكره للنبي ﷺ قال إني رأيت على بابها سترا موشيا ، فقال : ما لي وللدنيا فأتاها علي فذكر ذلك لها فقالت ليأمرني فيه بما شاء قال ترسل به إلى فلان أهل بيت بهم حاجة

 

[ 2472 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال : أخبرني عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت زيد بن وهب عن علي رضى الله تعالى عنه قال أهدى إلي النبي ﷺ حلة سيراء فلبستها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي

 

باب قبول الهدية من المشركين ، وقال أبو هريرة عن النبي ﷺ هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة فدخل قرية فيها ملك أو جبار ، فقال أعطوها آجر وأهديت للنبي ﷺ شاة فيها سم ، وقال أبو حميد أهدى ملك أيلة للنبي ﷺ بغلة بيضاء وكساه بردا وكتب له ببحرهم

 

[ 2473 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس رضى الله تعالى عنه قال أهدي للنبي ﷺ جبة سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها ، فقال والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ، وقال سعيد عن قتادة عن أنس إن أكيدر دومة أهدى إلى النبي ﷺ

 

[ 2474 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن يهودية أتت النبي ﷺ بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها فقيل ألا نقتلها قال لا فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله ﷺ

 

[ 2475 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قال كنا مع النبي ﷺ ثلاثين ومائة ، فقال النبي ﷺ هل مع أحد منكم طعام فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها ، فقال النبي ﷺ بيعا أم عطية أو قال أم هبة قال لا بل بيع فاشترى منه شاة فصنعت وأمر النبي ﷺ بسواد البطن أن يشوى وايم الله ما في الثلاثين والمائة إلا قد حز النبي ﷺ له حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاها إياه وإن كان غائبا خبأ له فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا ففضلت القصعتان فحملناه على البعير أو كما قال

 

باب الهدية للمشركين وقول الله تعالى { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن لتبروهم وتقسطوا إليهم }

 

[ 2476 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال رأى عمر حلة على رجل تباع ، فقال للنبي ﷺ ابتع هذه الحلة تلبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفد ، فقال إنما يلبس هذا من لا خلاق له في الآخرة فأتي رسول الله ﷺ منها بحلل فأرسل إلى عمر منها بحلة ، فقال عمر كيف ألبسها وقد قلت : فيها ما قلت : قال إني لم أكسكها لتلبسها تبيعها أو تكسوها فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم

 

[ 2477 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله ﷺ فاستفتيت رسول الله ﷺ قلت : إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي قال : نعم صلي أمك

 

باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته

 

[ 2478 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام وشعبة قالا : حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ العائد في هبته كالعائد في قيئه

 

[ 2479 ] حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ ليس لنا مثل السوء الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه

 

[ 2480 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه منه وظننت أنه بائعه برخص فسألت عن ذلك النبي ﷺ ، فقال لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه

 

[ 2481 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف ان ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أن بني صهيب مولى ابن جدعان ادعوا بيتين وحجرة أن رسول الله ﷺ أعطى ذلك صهيبا ، فقال مروان من يشهد لكما على ذلك قالوا بن عمر فدعاه فشهد لأعطى رسول الله ﷺ صهيبا بيتين وحجرة فقضى مروان بشهادته لهم

 

باب ما قيل في العمرى والرقبى أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له { استعمركم فيها } جعلكم عمارا

 

[ 2482 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن جابر رضى الله تعالى عنه قال قضى النبي ﷺ بالعمرى أنها لمن وهبت له

 

[ 2483 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام حدثنا قتادة قال : حدثني النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : العمرى جائزة ، وقال عطاء حدثني جابر عن النبي ﷺ نحوه

 

باب من استعار من الناس الفرس

 

[ 2484 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة قال : سمعت أنسا يقول كان فزع بالمدينة فاستعار النبي ﷺ فرسا من أبي طلحة يقال له المندوب فركب فلما رجع قال : ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا

 

باب الاستعارة للعروس عند البناء

 

[ 2485 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال : حدثني أبي قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها وعليها درع قطر ثمن خمسة دراهم فقالت ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها تزهى أن تلبسه في البيت وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله ﷺ فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره

 

باب فضل المنيحة

 

[ 2486 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفي تغدو بإناء وتروح بإناء حدثنا عبد الله بن يوسف وإسماعيل عن مالك قال : نعم الصدقة

 

[ 2487 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب حدثنا يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال لما قدم المهاجرون المدينة من مكة وليس بأيديهم يعني شيئا وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على أن يعطوهم ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمؤونة وكانت أمه أم أنس أم سليم كانت أم عبد الله بن أبي طلحة فكانت أعطت أم أنس رسول الله ﷺ عذاقا فأعطاهن النبي ﷺ أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد قال ابن شهاب فأخبرني أنس بن مالك أن النبي ﷺ لما فرغ من قتل أهل خيبر فانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم فرد النبي ﷺ إلى أمه عذاقها وأعطى رسول الله ﷺ أم أيمن مكانهن من حائطه ، وقال أحمد بن شبيب أخبرنا أبي عن يونس بهذا ، وقال مكانهن من خالصه

 

[ 2488 ] حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي سمعت عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما يقول : قال رسول الله ﷺ : أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة قال حسان فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة

 

[ 2489 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي قال : حدثني عطاء عن جابر رضى الله تعالى عنه قال : كانت لرجال منا فضول أرضين فقالوا نؤاجرها بالثلث والربع والنصف ، فقال النبي ﷺ من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فإن أبى فليمسك أرضه

 

[ 2490 ] وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثني الزهري حدثني عطاء بن يزيد حدثني أبو سعيد قال جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فسأله عن الهجرة ، فقال ويحك إن الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل قال : نعم قال : فتعطي صدقتها قال : نعم قال : فهل تمنح منها شيئا قال : نعم قال : فتحلبها يوم وردها قال : نعم قال : فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا

 

[ 2491 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن عمرو عن طاوس قال : حدثني أعلمهم بذاك يعني ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ خرج إلى أرض تهتز زرعا ، فقال لمن هذه فقالوا اكتراها فلان ، فقال : أما إنه لو منحها إياه كان خيرا له من أن يأخذ عليها أجرا معلوما

 

باب إذا قال أخدمتك هذه الجارية على ما يتعارف الناس فهو جائز ، وقال بعض الناس هذه عارية وإن قال كسوتك هذا الثوب فهو هبة

 

[ 2492 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : هاجر إبراهيم بسارة فأعطوها آجر فرجعت فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة ، وقال ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي ﷺ فأخدمها هاجر

 

باب إذا حمل رجل على فرس فهو كالعمرى والصدقة ، وقال بعض الناس له أن يرجع فيها

 

[ 2493 ] حدثنا الحميدي أخبرنا سفيان قال : سمعت مالكا يسأل زيد بن أسلم قال : سمعت أبي يقول : قال عمر رضى الله تعالى عنه حملت على فرس في سبيل الله فرأيته يباع فسألت رسول الله ﷺ ، فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كتاب الشهادات

 

باب ما جاء في البينة على المدعي لقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى أن لا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح أن لا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم } قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا }

 

باب إذا عدل رجل أحدا ، فقال لا نعلم إلا خيرا أو قال : ما علمت إلا خيرا

 

[ 2494 ] حدثنا حجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا ثوبان ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة وابن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله عن حديث عائشة رضى الله تعالى عنها وبعض حديثهم يصدق بعضا حين قال لها أهل الإفك فدعا رسول الله ﷺ عليا وأسامة حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله فأما أسامة ، فقال أهلك ولا نعلم إلا خيرا وقالت بريرة إن رأيت عليها أمرا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله ، فقال رسول الله ﷺ : من يعذرنا من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا

 

باب شهادة المختبي وأجازه عمرو بن حريث قال وكذلك يفعل بالكاذب الفاجر ، وقال الشعبي وابن سيرين وعطاء وقتادة السمع شهادة ، وقال الحسن يقول لم يشهدوني على شيء وإني سمعت كذا وكذا

 

[ 2495 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال سالم سمعت عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول انطلق رسول الله ﷺ وأبي بن كعب الأنصارى يؤمان النخل التي فيها بن صياد حتى إذا دخل رسول الله ﷺ طفق رسول الله ﷺ يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمرمة أو زمزمة فرأت أم بن صياد النبي ﷺ وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد أي صاف هذا محمد فتناهى بن صياد قال رسول الله ﷺ : لو تركته بين

 

[ 2496 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها جاءت امرأة رفاعة القرظي النبي ﷺ فقالت كنت عند رفاعة فطلقني فأبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير إنما معه مثل هدبة الثوب ، فقال أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك وأبو بكر جالس عنده وخالد بن سعيد بن العاص بالباب ينتظر أن يؤذن له ، فقال : يا أبا بكر ألا تسمع إلى هذه ما تجهر به عند النبي ﷺ

 

باب إذا شهد شاهد أو شهود بشيء ، فقال آخرون ما علمنا ذلك يحكم بقول من شهد قال الحميدي هذا كما أخبر بلال أن النبي ﷺ صلى في الكعبة ، وقال الفضل لم يصل فأخذ الناس بشهادة بلال كذلك إن شهد شاهدان أن لفلان على فلان ألف درهم وشهد آخران بألف وخمسمائة يقضى بالزيادة

 

[ 2497 ] حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال : أخبرني عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت قد أرضعت عقبة والتي تزوج ، فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فأرسل إلى آل أبي إهاب يسألهم فقالوا ما علمنا أرضعت صاحبتنا فركب إلى النبي ﷺ بالمدينة فسأله ، فقال رسول الله ﷺ : كيف وقد قيل ففارقها ونكحت زوجا غيره

 

باب الشهداء العدول وقول الله تعالى { وأشهدوا ذوي عدل منكم } { وممن ترضون من الشهداء }

 

[ 2498 ] حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الله بن عتبة قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله ﷺ وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة

 

باب تعديل كم يجوز

 

[ 2499 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال مر على النبي ﷺ بجنازة فأثنوا عليها خيرا ، فقال وجبت ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرا أو قال غير ذلك ، فقال وجبت فقيل : يا رسول الله قلت لهذا وجبت ولهذا وجبت قال شهادة القوم المؤمنون شهداء الله في الأرض

 

[ 2500 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود قال أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا ذريعا فجلست إلى عمر رضى الله تعالى عنه فمرت جنازة فأثني خيرا ، فقال عمر وجبت ثم مر بأخرى فأثني خيرا ، فقال وجبت ثم مر بالثالثة فأثني شرا ، فقال وجبت فقلت : ما وجبت يا أمير المؤمنين قال : قلت : كما قال النبي ﷺ أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة قلنا وثلاثة قال وثلاثة قلت : واثنان قال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد

 

باب الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيض والموت القديم ، وقال النبي ﷺ أرضعتني وأبا سلمة ثويبة والتثبيت فيه

 

[ 2501 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة أخبرنا الحكم عن عراك بن مالك عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت استأذن علي أفلح فلم إذن له ، فقال أتحتجبين مني وأنا عمك فقلت : وكيف ذلك قال أرضعتك امرأة أخي بلبن أخي فقالت سألت عن ذلك رسول الله ﷺ ، فقال صدق أفلح ائذني له

 

[ 2502 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا همام حدثنا قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ في بنت حمزة لا تحل لي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب هي بنت أخي من الرضاعة

 

[ 2503 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ أخبرتها أن رسول الله ﷺ كان عندها وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة قالت عائشة فقلت : يا رسول الله أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة فقالت عائشة يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك قالت ، فقال رسول الله ﷺ : أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة فقالت عائشة لو كان فلان حيا لعمها من الرضاعة دخل علي ، فقال رسول الله ﷺ : نعم إن الرضاعة تحرم ما يحرم من الولادة

 

[ 2504 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان بن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دخل علي النبي ﷺ وعندي رجل قال : يا عائشة من هذا قلت : أخي من الرضاعة قال : يا عائشة انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة تابعه بن مهدي عن سفيان

 

باب شهادة القاذف والسارق والزاني وقول الله تعالى { ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا } وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم ، وقال من تاب قبلت شهادته وأجازه عبد الله بن عتبة وعمر بن عبد العزيز وسعيد بن جبير وطاوس ومجاهد والشعبي وعكرمة والزهري ومحارب بن دثار وشريح ومعاوية بن قرة ، وقال أبو الزناد الأمر عندنا بالمدينة إذا رجع القاذف عن قوله فاستغفر ربه قبلت شهادته ، وقال الشعبي وقتادة إذا أكذب نفسه جلد وقبلت شهادته ، وقال الثوري إذا جلد العبد ثم أعتق جازت شهادته وإن استقضي المحدود فقضاياه جائزة ، وقال بعض الناس لا تجوز شهادة القاذف وإن تاب ، ثم قال لا يجوز نكاح بغير شاهدين فإن تزوج بشهادة محدودين جاز وإن تزوج بشهادة عبدين لم يجز وأجاز شهادة المحدود والعبد والأمة لرؤية هلال رمضان وكيف تعرف توبته وقد نفى النبي ﷺ الزاني سنة ونهى النبي ﷺ عن كلام كعب بن مالك وصاحبيه حتى مضى خمسون ليلة

 

[ 2505 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني ابن وهب عن يونس ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن امرأة سرقت في غزوة الفتح فأتي بها رسول الله ﷺ ثم أمر فقطعت يدها قالت عائشة فحسنت توبتها وتزوجت وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله ﷺ

 

[ 2506 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ أنه أمر فيمن زنى ولم يحصن بجلد مائة وتغريب عام

 

باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد

 

[ 2507 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا أبو حيان التيمي عن الشعبي عن النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما قال : سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله ثم بدا له فوهبها لي فقالت لا أرضى حتى تشهد النبي ﷺ فأخذ بيدي وأنا غلام فأتى بي النبي ﷺ ، فقال إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا قال ألك ولد سواه قال : نعم قال : فأراه قال لا تشهدني على جور ، وقال أبو حريز عن الشعبي لا أشهد على جور

 

[ 2508 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال : سمعت زهدم بن مضرب قال : سمعت عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران لا أدري أذكر النبي ﷺ بعد قرنه قرنين أو ثلاثة قال النبي ﷺ إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن

 

[ 2509 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته قال إبراهيم وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد

 

باب ما قيل في شهادة الزور لقول الله عز وجل { والذين لا يشهدون الزور } وكتمان الشهادة { ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم } { تلووا } النساء ألسنتكم بالشهادة

 

[ 2510 ] حدثنا عبد الله بن منير سمع وهب بن جرير وعبد الملك بن إبراهيم قالا : حدثنا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر ابن أنس عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : وسئل النبي ﷺ عن الكبائر قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور تابعه غندر وأبو عامر وبهز وعبد الصمد عن شعبة

 

[ 2511 ] حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئا ، فقال ألا وقول الزور قال : فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ، وقال إسماعيل بن إبراهيم حدثنا الجريري حدثنا عبد الرحمن

 

باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه وإنكاحه ومبايعته وقبوله في التأذين وغيره وما يعرف بالأصوات وأجاز شهادته قاسم والحسن وابن سيرين والزهري وعطاء ، وقال الشعبي تجوز شهادته إذا كان عاقلا ، وقال الحكم رب شيء تجوز فيه ، وقال الزهري أرأيت ابن عباس لو شهد على شهادة أكنت ترده وكان ابن عباس يبعث رجلا إذا غابت الشمس أفطر ويسأل عن الفجر فإذا قيل له طلع صلى ركعتين ، وقال سليمان بن يسار استأذنت على عائشة فعرفت صوتي قالت سليمان ادخل فإنك مملوك ما بقي عليك شيء وأجاز سمرة بن جندب شهادة امرأة منتقبة

 

[ 2512 ] حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سمع النبي ﷺ رجلا يقرأ في المسجد ، فقال رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا وزاد عباد بن عبد الله عن عائشة تهجد النبي ﷺ في بيتي فسمع صوت عباد يصلي في المسجد ، فقال : يا عائشة أصوت عباد هذا قلت : نعم قال اللهم ارحم عبادا

 

[ 2513 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة أخبرنا ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن أو قال حتى تسمعوا أذان بن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى لا يؤذن حتى يقول له الناس أصبحت

 

[ 2514 ] حدثنا زياد بن يحيى حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما قال قدمت على النبي ﷺ أقبية ، فقال لي أبي مخرمة انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئا فقام أبي على الباب فتكلم فعرف النبي ﷺ صوته فخرج النبي ﷺ ومعه قباء وهو يريه محاسنه وهو يقول خبأت هذا لك خبأت هذا لك

 

باب شهادة النساء وقوله تعالى { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان }

 

[ 2515 ] حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال : أخبرني زيد عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال : فذلك من نقصان عقلها

 

باب شهادة الإماء والعبيد ، وقال أنس شهادة العبد جائزة إذا كان عدلا وأجازه شريح وزرارة بن أوفى ، وقال ابن سيرين شهادته جائزة إلا العبد لسيده وأجازه الحسن وإبراهيم في الشيء التافه ، وقال شريح كلكم بنو عبيد وإماء

 

[ 2516 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث وحدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال : سمعت ابن أبي مليكة قال : حدثني عقبة بن الحارث أو سمعته منه أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب قال : فجاءت أمة سوداء فقالت قد أرضعتكما فذكرت ذلك للنبي ﷺ فأعرض عني قال : فتنحيت فذكرت ذلك له قال وكيف وقد زعمت أن قد أرضعتكما فنهاه عنها

 

باب شهادة المرضعة

 

[ 2517 ] حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال تزوجت امرأة فجاءت امرأة فقالت إني قد أرضعتكما فأتيت النبي ﷺ ، فقال وكيف وقد قيل دعها عنك أو نحوه

 

باب تعديل النساء بعضهن بعضا

 

[ 2518 ] حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود وأفهمني بعضه أحمد بن يونس حدثنا فليح بن سليمان عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها منه قال الزهري وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا أن عائشة قالت كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله ﷺ من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة إذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه فأقبل الذين يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأممت منزلي الذي كنت به فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطىء يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا يفيضون من قول أصحاب الإفك ويريبني في وجعي أني لا أرى من النبي ﷺ اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف تيكم لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع متبرزنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزه فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت : أتسبين رجلا شهد بدرا فقالت : يا هنتاه ألم تسمعي ما قالوا فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله ﷺ فسلم ، فقال كيف تيكم فقلت : ائذن لي إلى أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله ﷺ فأتيت أبوي فقلت لأمي ما يتحدث به الناس فقالت : يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها فقلت : سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا قالت فبت الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت فدعا رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم ، فقال أسامة أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب ، فقال : يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فدعا رسول الله ﷺ بريرة ، فقال : يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك فقالت بريرة لا والذي بعثك بالحق وإن رأيت منها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله ﷺ من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول ، فقال رسول الله ﷺ : من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ ، فقال : يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية ، فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك فقام أسيد بن الحضير ، فقال كذبت لعمر الله والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ورسول الله ﷺ على المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي قد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي قالت فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله ﷺ فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء قالت فتشهد ، ثم قال : يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله ﷺ مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي أجب عني رسول الله ﷺ قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله ﷺ فيما قال : قالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ قالت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن فقلت : إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في النوم رؤيا يبرئني الله فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات فلما سري عن رسول الله ﷺ وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله فقالت لي أمي قومي إلى رسول الله ﷺ فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله فأنزل الله تعالى { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } الآيات فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة فأنزل الله تعالى { ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة } إلى قوله { ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } ، فقال أبو بكر بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه وكان رسول الله ﷺ يسأل زينب بنت جحش عن أمري ، فقال : يا زينب ما علمت ما رأيت فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيرا قالت وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع قال وحدثنا فليح عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله قال وحدثنا فليح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله

 

باب إذا زكى رجل رجلا كفاه ، وقال أبو جميلة وجدت منبوذا فلما رآني عمر قال عسى الغوير أبؤسا كأنه يتهمني قال عريفي إنه رجل صالح قال كذاك اذهب وعلينا نفقته

 

[ 2519 ] حدثنا ابن سلام أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال أثنى رجل على رجل عند النبي ﷺ ، فقال ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك مرارا ، ثم قال من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه

 

باب ما يكره من الإطناب في المدح وليقل ما يعلم

 

[ 2520 ] حدثنا محمد بن صباح حدثنا إسماعيل بن زكريا حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال سمع النبي ﷺ رجلا يثني على رجل ويطريه في مدحه ، فقال أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل

 

باب بلوغ الصبيان وشهادتهم وقول الله تعالى { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا } ، وقال مغيرة احتلمت وأنا بن ثنتي عشرة سنة وبلوغ النساء في الحيض لقوله عز وجل { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم } إلى قوله { أن يضعن حملهن } ، وقال الحسن بن صالح أدركت جارة لنا جدة بنت إحدى وعشرين سنة

 

[ 2521 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة قال : حدثني عبيد الله قال : حدثني نافع قال : حدثني ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة فأجازني قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته هذا الحديث ، فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة

 

[ 2522 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه يبلغ به النبي ﷺ قال : غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم

 

باب سؤال الحاكم المدعي هل لك بينة قبل اليمين

 

[ 2523 ] حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : من حلف على يمين وهو فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان قال ، فقال الأشعث بن قيس في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي ﷺ ، فقال لي رسول الله ﷺ : ألك بينة قال : قلت لا قال ، فقال لليهودي احلف قال : قلت : يا رسول الله إذن يحلف ويذهب بمالي قال : فأنزل الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } إلى آخر الآية

 

باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود ، وقال النبي ﷺ شاهداك أو يمينه ، وقال قتيبة حدثنا سفيان عن ابن شبرمة كلمني أبو الزناد في شهادة الشاهد ويمين المدعي فقلت : قال الله تعالى { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } قلت : إذا كان يكتفى بشهادة شاهد ويمين المدعي فما يحتاج أن تذكر إحداهما الأخرى ما كان يصنع بذكر هذه الأخرى

 

[ 2524 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كتب بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ قضى باليمين على المدعى عليه

 

[ 2525 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال : قال عبد الله من حلف على يمين يستحق بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان ثم أنزل الله تصديق ذلك { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم } إلى { عذاب أليم } ثم إن الأشعث بن قيس خرج إلينا ، فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فحدثناه بما قال ، فقال صدق لفي أنزلت كان بيني وبين رجل خصومة في شيء فاختصمنا إلى رسول الله ﷺ ، فقال شاهداك أو يمينه فقلت له إنه إذن يحلف ولا يبالي ، فقال النبي ﷺ من حلف على يمين يستحق بها مالا وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك ثم اقترأ هذه الآية

 

باب إذا ادعى أو قذف فله أن يلتمس البينة وينطلق لطلب البينة

 

[ 2526 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن هشام حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي ﷺ بشريك بن سحماء ، فقال النبي ﷺ البينة أو حد في ظهرك ، فقال : يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل يقول البينة وإلا حد في ظهرك فذكر حديث اللعان

 

باب اليمين بعد العصر

 

[ 2527 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه بن السبيل ورجل بايع رجلا لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه ما يريد وفي له وإلا لم يف له ورجل ساوم رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا فأخذها

 

باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين ولا يصرف من موضع إلى غيره قضى مروان باليمين على زيد بن ثابت على المنبر ، فقال أحلف له مكاني فجعل زيد يحلف وأبى أن يحلف على المنبر فجعل مروان يعجب منه ، وقال النبي ﷺ شاهداك أو يمينه فلم يخص مكانا دون مكان

 

[ 2528 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من حلف على يمين ليقتطع بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان

 

باب إذا تسارع قوم في اليمين

[ 2529 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ عرض على قوم اليمين فأسرعوا فأمر أن يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف

باب قول الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا }

 

[ 2530 ] حدثني إسحاق أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام قال : حدثني إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي سمع عبد الله بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنهما يقول أقام رجل سلعته فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعطها فنزلت { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } ، وقال ابن أبي أوفى الناجش آكل ربا خائن

 

[ 2531 ] حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من حلف على يمين كاذبا ليقتطع مال رجل أو قال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان وأنزل الله تصديق ذلك في القرآن { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } الآية فلقيني الأشعث ، فقال : ما حدثكم عبد الله اليوم قلت : كذا وكذا قال في أنزلت

باب كيف يستحلف قال تعالى { يحلفون بالله لكم } وقوله عز وجل { ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا } يقال بالله وتالله ووالله ، وقال النبي ﷺ ورجل حلف بالله كاذبا بعد العصر ولا يحلف بغير الله

 

[ 2532 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني مالك عن عمه أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فإذا هو يسأله عن الإسلام ، فقال رسول الله ﷺ : خمس صلوات في اليوم والليلة ، فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع ، فقال رسول الله ﷺ : وصيام رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله ﷺ الزكاة قال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله ﷺ : أفلح إن صدق

 

[ 2533 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية قال : ذكر نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت

 

باب من أقام البينة بعد اليمين ، وقال النبي ﷺ لعل بعضكم ألحن بحجته من بعض ، وقال طاوس وإبراهيم وشريح البينة العادلة أحق من اليمين الفاجرة

 

[ 2534 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب عن أم سلمة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله ﷺ قال : إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها

 

باب من أمر بإنجاز الوعد وفعله الحسن وذكر إسماعيل { إنه كان صادق الوعد } وقضى بن الأشوع بالوعد وذكر ذلك عن سمرة بن جندب ، وقال المسور بن مخرمة سمعت النبي ﷺ وذكر صهرا له قال وعدني فوفى لي قال أبو عبد الله ورأيت إسحاق بن إبراهيم يحتج بحديث ابن أشوع

 

[ 2535 ] حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره قال : أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له سألتك ماذا يأمركم فزعمت أنه أمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال وهذه صفة نبي

 

[ 2536 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف

 

[ 2537 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهم قال لما مات النبي ﷺ جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي ، فقال أبو بكر من كان له على النبي ﷺ دين أو كانت له قبله عدة فليأتنا قال جابر فقلت : وعدني رسول الله ﷺ أن يعطيني هكذا وهكذا وهكذا فبسط يديه ثلاث مرات قال جابر فعد في يدي خمسمائة ثم خمسمائة ثم خمسمائة

 

[ 2538 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا سعيد بن سليمان حدثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال سألني يهودي من أهل الحيرة أي الأجلين قضى موسى قلت لا أدري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله فقدمت فسألت بن عباس ، فقال قضى أكثرهما وأطيبهما إن رسول الله ﷺ إذا قال : فعل

باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها ، وقال الشعبي لا تجوز شهادة أهل الملل بعضهم على بعض لقوله تعالى { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء } ، وقال أبو هريرة عن النبي ﷺ لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم و { قولوا آمنا بالله وما أنزل } الآية

 

[ 2539 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه ﷺ أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله { ليشتروا به ثمنا قليلا } أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم

 

باب القرعة في المشكلات وقوله { إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم } ، وقال ابن عباس اقترعوا فجرت الأقلام مع الجرية وعال قلم زكريا الجرية فكفلها زكريا وقوله { فساهم } أقرع { فكان من المدحضين } من المسهومين ، وقال أبو هريرة عرض النبي ﷺ على قوم اليمين فأسرعوا فأمر أن يسهم بينهم أيهم يحلف

 

[ 2540 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال : حدثني الشعبي أنه سمع النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما يقول : قال النبي ﷺ مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا ما لك قال تأذيتم بي ولابد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم

 

[ 2541 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني خارجة بن زيد الأنصارى أن أم العلاء امرأة من نسائهم قد بايعت النبي ﷺ أخبرته أن عثمان بن مظعون طار لهم سهمه في السكنى حين أقرعت الأنصار سكنى المهاجرين قالت أم العلاء فسكن عندنا عثمان بن مظعون فاشتكى فمرضناه حتى إذا توفي وجعلناه في ثيابه دخل علينا رسول الله ﷺ فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال لي النبي ﷺ وما يدريك أن الله أكرمه فقلت لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فقال رسول الله ﷺ : أما عثمان فقد جاءه والله اليقين وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به قالت فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا وأحزنني ذلك قالت فنمت فأريت لعثمان عينا تجري فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته ، فقال ذلك عمله

 

[ 2542 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : أخبرني عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي ﷺ تبتغي بذلك رضا رسول الله ﷺ

 

[ 2543 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الصلح

 

باب ما جاء في الإصلاح بين الناس وقول الله تعالى { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } وخروج الإمام إلى المواضع ليصلح بين الناس بأصحابه

 

[ 2544 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال : حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن أناسا من بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء فخرج إليهم النبي ﷺ في أناس من أصحابه يصلح بينهم فحضرت الصلاة ولم يأت النبي ﷺ فجاء بلال فأذن بلال بالصلاة ولم يأت النبي ﷺ فجاء إلى أبي بكر ، فقال إن النبي ﷺ حبس وقد حضرت الصلاة فهل لك أن تؤم الناس ، فقال : نعم إن شئت فأقام الصلاة فتقدم أبو بكر ثم جاء النبي ﷺ يمشي في الصفوف حتى قام في الصف الأول فأخذ الناس بالتصفيح حتى أكثروا وكان أبو بكر لا يكاد يلتفت في الصلاة فالتفت فإذا هو بالنبي ﷺ وراءه فأشار إليه بيده فأمره يصلي كما هو فرفع أبو بكر يده فحمد الله ثم رجع القهقري وراءه حتى دخل في الصف وتقدم النبي ﷺ فصلى بالناس فلما فرغ أقبل على الناس ، فقال : يا أيها الناس ما لكم إذا نابكم شيء في صلاتكم أخذتم بالتصفيح إنما التصفيح للنساء من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله فإنه لا يسمعه أحد إلا التفت يا أبا بكر ما منعك حين أشرت إليك لم تصل بالناس ، فقال : ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي النبي ﷺ

[ 2545 ] حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال : سمعت أبي أن أنسا رضى الله تعالى عنه قال قيل للنبي ﷺ لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق إليه النبي ﷺ وركب حمارا فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة فلما أتاه النبي ﷺ قال : إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك ، فقال رجل من الأنصار منهم والله لحمار رسول الله ﷺ أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتمه فغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنها أنزلت { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما }

 

باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس

 

[ 2546 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول : ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا

باب قول الإمام لأصحابه اذهبوا بنا نصلح

[ 2547 ] حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وإسحاق بن محمد الفروي قالا : حدثنا محمد بن جعفر عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله ﷺ بذلك ، فقال اذهبوا بنا نصلح بينهم

باب قول الله تعالى { أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير }

[ 2548 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } قالت هو الرجل يرى من امرأته ما لا يعجبه كبرا أو غيره فيريد فراقها فتقول أمسكني واقسم لي ما شئت قالت فلا بأس إذا تراضيا

باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود

[ 2549 ] حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضى الله تعالى عنهما قالا جاء أعرابي ، فقال : يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله فقام خصمه ، فقال صدق اقض بيننا بكتاب الله ، فقال الأعرابي إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فقالوا لي على ابنك الرجم ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم فقالوا إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام ، فقال النبي ﷺ لأقضين بينكما بكتاب الله أما الوليدة والغنم فرد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام وأما أنت يا أنيس لرجل فاغد على امرأة هذا فارجمها فغدا عليها أنيس فرجمها

 

[ 2550 ] حدثنا يعقوب حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة رضى الله تعالى عنها قال : قال رسول الله ﷺ : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد رواه عبد الله بن جعفر المخرمي وعبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم

 

باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان وفلان بن فلان وإن لم ينسبه إلى قبيلته أو نسبه

 

[ 2551 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال لما صالح رسول الله ﷺ أهل الحديبية كتب علي بينهم كتابا فكتب محمد رسول الله ﷺ ، فقال المشركون لا تكتب محمد رسول الله لو كنت رسولا لم نقاتلك ، فقال لعلي امحه ، فقال علي ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله ﷺ بيده وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح فسألوه ما جلبان السلاح ، فقال القراب بما فيه

[ 2552 ] حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال اعتمر النبي ﷺ في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ﷺ فقالوا لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك لكن أنت محمد بن عبد الله قال : أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله ، ثم قال لعلي امح رسول الله قال لا والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله ﷺ الكتاب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي ﷺ فتبعتهم ابنة حمزة يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها ، وقال لفاطمة عليها السلام دونك ابنة عمك احمليها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر ، فقال علي أنا أحق بها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد ابنة أخي فقضى بها النبي ﷺ لخالتها ، وقال الخالة بمنزلة الأم ، وقال لعلي أنت مني وأنا منك ، وقال لجعفر أشبهت خلقي وخلقي ، وقال لزيد أنت أخونا ومولانا

 

باب الصلح مع المشركين فيه عن أبي سفيان ، وقال عوف بن مالك عن النبي ﷺ ثم تكون هدنة بينكم وبين بني الأصفر وفيه سهل بن حنيف وأسماء والمسور عن النبي ﷺ

 

[ 2553 ] وقال موسى بن مسعود حدثنا سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال صالح النبي ﷺ المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم قال لم يذكر مؤمل عن سفيان أبا جندل ، وقال إلا بجلب السلاح

[ 2554 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا سريج بن النعمان حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل سلاحا عليهم إلا سيوفا ولا يقيم بها إلا ما أحبوا فاعتمر من العام المقبل فدخلها كما كان صالحهم فلما أقام بها ثلاثا أمروه أن يخرج فخرج

[ 2555 ] حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا يحيى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح

 

باب الصلح في الدية

[ 2556 ] حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى قال : حدثني حميد أن أنسا حدثهم أن الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية فطلبوا الأرش وطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص ، فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها ، فقال : يا أنس كتاب الله القصاص فرضي القوم وعفوا ، فقال النبي ﷺ إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره زاد الفزاري عن حميد عن أنس فرضي القوم وقبلوا الأرش

 

باب قول النبي ﷺ للحسن بن علي رضى الله تعالى عنهما ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين وقوله جل ذكره فأصلحوا بينهما

[ 2557 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن أبي موسى قال : سمعت الحسن يقول استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال ، فقال عمرو بن العاص إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها ، فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس من لي بنسائهم من لي بضيعتهم فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز ، فقال اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له فطلبا إليه ، فقال لهما الحسن بن علي إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها قالا فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك قال : فمن لي بهذا قالا نحن لك به فما سألهما شيئا إلا قالا نحن لك به فصالحه ، فقال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة يقول رأيت رسول الله ﷺ على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين قال لي علي بن عبد الله إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث

باب هل يشير الإمام بالصلح

 

[ 2558 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني أخي عن سليمان عن يحيى بن سعيد عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أن أمه عمرة بنت عبد الرحمن قالت سمعت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول سمع رسول الله ﷺ صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول والله لا أفعل فخرج عليهما رسول الله ﷺ ، فقال أين المتألي على الله لا يفعل المعروف ، فقال : أنا يا رسول الله وله أي ذلك أحب

[ 2559 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال : حدثني عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أنه كان له على عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي مال فلقيه فلزمه حتى ارتفعت أصواتهما فمر بهما النبي ﷺ ، فقال : يا كعب فأشار بيده كأنه يقول النصف فأخذ نصف ما عليه وترك نصفا

باب فضل الإصلاح بين الناس والعدل بينهم

[ 2560 ] حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الناس صدقة

 

باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم البين

 

[ 2561 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير أن الزبير كان يحدث أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى رسول الله ﷺ في شراج من الحرة كانا يسقيان به كلاهما ، فقال رسول الله ﷺ : للزبير اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصارى ، فقال : يا رسول الله آن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله ﷺ ، ثم قال اسق ثم احبس حتى يبلغ الجدر فاستوعى رسول الله ﷺ حينئذ حقه للزبير وكان رسول الله ﷺ قبل ذلك أشار على الزبير برأي سعة له وللأنصارى فلما أحفظ الأنصارى رسول الله ﷺ استوعى للزبير حقه في صريح الحكم قال عروة قال الزبير والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } الآية

 

باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث والمجازفة في ذلك ، وقال ابن عباس لا بأس أن يتخارج الشريكان فيأخذ هذا دينا وهذا عينا فإن توي لأحدهما لم يرجع على صاحبه

 

[ 2562 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال توفي أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمر بما عليه فأبوا ولم يروا أن فيه وفاء فأتيت النبي ﷺ فذكرت ذلك له ، فقال إذا جددته فوضعته في المربد آذنت رسول الله ﷺ فجاء ومعه أبو بكر وعمر فجلس عليه ودعا بالبركة ، ثم قال ادع غرماءك فأوفهم فما تركت أحدا له على أبي دين إلا قضيته وفضل ثلاثة عشر وسقا سبعة عجوة وستة لون أو ستة عجوة وسبعة لون فوافيت مع رسول الله ﷺ المغرب فذكرت ذلك له فضحك ، فقال ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما فقالا لقد علمنا إذ صنع رسول الله ما صنع أن سيكون ذلك ، وقال هشام عن وهب عن جابر صلاة العصر ولم يذكر أبا بكر ولا ضحك ، وقال وترك أبي عليه ثلاثين وسقا دينا ، وقال ابن إسحاق عن وهب عن جابر صلاة الظهر

 

باب الصلح بالدين العين

[ 2563 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن كعب أن كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى بن أبي حدرد دينا كان له عليه في عهد رسول الله ﷺ في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله ﷺ وهو في بيت فخرج رسول الله ﷺ إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى كعب بن مالك ، فقال : يا كعب ، فقال لبيك يا رسول الله فأشار بيده أن ضع الشطر ، فقال كعب قد فعلت يا رسول الله ، فقال رسول الله ﷺ : قم فاقضه

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الشروط

باب ما يجوز من الشروط في الإسلام والأحكام والمبايعة

 

[ 2564 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع مروان والمسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما يخبران عن أصحاب رسول الله ﷺ قال لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على النبي ﷺ أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا وخليت بيننا وبينه فكره المؤمنون ذلك وامتعضوا منه وأبى سهيل إلا ذلك فكاتبه النبي ﷺ على ذلك فرد يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة وإن كان مسلما وجاء المؤمنات مهاجرات وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله ﷺ يومئذ وهي عاتق فجاء أهلها يسألون النبي ﷺ أن يرجعها إليهم فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن { إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن } إلى قوله { ولا هم يحلون لهن } قال عروة فأخبرتني عائشة أن رسول الله ﷺ كان يمتحنهن بهذه الآية { يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن } إلى { غفور رحيم } قال عروة قالت عائشة فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله ﷺ قد بايعتك كلاما يكلمها به والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة وما بايعهن إلا بقوله

[ 2565 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن زياد بن علاقة قال : سمعت جريرا رضى الله تعالى عنه يقول بايعت رسول الله ﷺ فاشترط علي والنصح لكل مسلم

[ 2566 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال بايعت رسول الله ﷺ على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم

باب إذا باع نخلا قد أبرت

[ 2567 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : من باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع

باب الشروط في البيع

 

[ 2568 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن بريرة جاءت عائشة تستعينها في كتابتها ولم تكن قضت من كتابتها شيئا قالت لها عائشة ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت فذكرت ذلك بريرة إلى أهلها فأبوا وقالوا إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون لنا ولاؤك فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال لها ابتاعي فأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق

باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى جاز

[ 2569 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا قال : سمعت عامرا يقول حدثني جابر رضى الله تعالى عنه أنه كان يسير على جمل له قد أعيا فمر النبي ﷺ فضربه فدعا له فسار بسير ليس يسير مثله ، ثم قال بعنيه بوقية قلت لا ، ثم قال بعنيه بوقية فبعته فاستثنيت حملانه إلى أهلي فلما قدمنا أتيته بالجمل ونقدني ثمنه ثم انصرفت فأرسل على إثري قال : ما كنت لآخذ جملك فخذ جملك فهو مالك قال شعبة عن مغيرة عن عامر عن جابر أفقرني رسول الله ﷺ ظهره إلى المدينة ، وقال إسحاق عن جرير عن مغيرة فبعته على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة ، وقال عطاء وغيره لك ظهره إلى المدينة ، وقال محمد بن المنكدر عن جابر شرط ظهره إلى المدينة ، وقال زيد بن أسلم عن جابر ولك ظهره حتى ترجع ، وقال أبو الزبير عن جابر أفقرناك ظهره إلى المدينة ، وقال الأعمش عن سالم عن جابر تبلغ عليه إلى أهلك ، وقال عبيد الله وابن إسحاق عن وهب عن جابر اشتراه النبي ﷺ بوقية وتابعه زيد بن أسلم عن جابر ، وقال ابن جريج عن عطاء وغيره عن جابر أخذته بأربعة دنانير وهذا يكون وقية على حساب الدينار بعشرة دراهم ولم يبين الثمن مغيرة عن الشعبي عن جابر وابن المنكدر وأبو الزبير عن جابر ، وقال الأعمش عن سالم عن جابر وقية ذهب ، وقال أبو إسحاق عن سالم عن جابر بمائتي درهم ، وقال داود بن قيس عن عبيد الله بن مقسم عن جابر اشتراه بطريق تبوك أحسبه قال بأربع أواق ، وقال أبو نضرة عن جابر اشتراه بعشرين دينارا وقول الشعبي بوقية أكثر الاشتراط أكثر وأصح عندي قاله أبو عبد الله

باب الشروط في المعاملة

 

[ 2570 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قالت الأنصار للنبي ﷺ اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل قال لا ، فقال تكفوننا المؤونة ونشرككم في الثمرة قالوا سمعنا وأطعنا

 

[ 2571 ] حدثنا موسى حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه قال أعطى رسول الله ﷺ خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها

باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح ، وقال عمر إن مقاطع الحقوق عند الشروط ولك ما شرطت ، وقال المسور سمعت النبي ﷺ ذكر صهرا له فأثنى عليه في مصاهرته فأحسن قال : حدثني وصدقني ووعدني فوفى لي

[ 2572 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج

باب الشروط في المزارعة

[ 2573 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة حدثنا يحيى بن سعيد قال : سمعت حنظلة الزرقي قال : سمعت رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه يقول كنا أكثر الأنصار حقلا فكنا نكري الأرض فربما أخرجت هذه ولم تخرج ذه فنهينا عن ذلك ولم ننه عن الورق

باب ما لا يجوز من الشروط في النكاح

[ 2574 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لا يبع حاضر لباد ولا تناجشوا ولا يزيدن على بيع أخيه ولا يخطبن على خطبته ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتستكفئ إناءها

باب الشروط التي لا تحل في الحدود

[ 2575 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضى الله تعالى عنهما أنهما قالا إن رجلا من الأعراب أتى رسول الله ﷺ ، فقال : يا رسول الله أنشدك الله إلا قضيت لي بكتاب الله ، فقال الخصم الآخر وهو أفقه منه نعم فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لي ، فقال رسول الله ﷺ : قل قال إني ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم ، فقال رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها قال : فغدا عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله ﷺ فرجمت

باب ما يجوز من شروط المكاتب إذا رضي بالبيع على أن يعتق

[ 2576 ] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن المكي عن أبيه قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دخلت علي بريرة وهي مكاتبة فقالت : يا أم المؤمنين اشتريني فإن أهلي يبيعونني فأعتقيني قالت نعم قالت إن أهلي لا يبيعونني حتى يشترطوا ولائي قالت لا حاجة لي فيك فسمع ذلك النبي ﷺ أو بلغه ، فقال : ما شأن بريرة ، فقال اشتريها فأعتقيها وليشترطوا ما شاؤوا قالت فاشتريتها فأعتقتها واشترط أهلها ولاءها ، فقال النبي ﷺ الولاء لمن أعتق وإن اشترطوا مائة شرط

باب الشروط في الطلاق ، وقال ابن المسيب والحسن وعطاء إن بدا بالطلاق أو أخر فهو أحق بشرطه

[ 2577 ] حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال نهى رسول الله ﷺ عن التلقي وأن يبتاع المهاجر للأعرابي وأن تشترط المرأة طلاق أختها وأن يستام الرجل على سوم أخيه ونهى عن النجش وعن التصرية تابعه معاذ وعبد الصمد عن شعبة ، وقال غندر وعبد الرحمن نهي ، وقال آدم نهينا ، وقال النضر وحجاج بن منهال نهى

باب الشروط مع الناس بالقول

[ 2578 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبره قال : أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد بن جبير قال : أنا لعند بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : حدثني أبي بن كعب قال : قال رسول الله ﷺ : موسى رسول الله فذكر الحديث { قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا } كانت الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا { قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } { لقيا غلاما فقتله } فانطلقا فوجدا { جدارا يريد أن ينقض فأقامه } قرأها بن عباس أمامهم ملك

باب الشروط في الولاء

[ 2579 ] حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءتني بريرة فقالت كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقالت إن أحبوا أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم فأبوا عليها فجاءت من عندهم ورسول الله ﷺ جالس فقالت إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع النبي ﷺ فأخبرت عائشة النبي ﷺ ، فقال خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ففعلت عائشة ثم قام رسول الله ﷺ في الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق

باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك

[ 2580 ] حدثنا أبو أحمد حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر قام عمر خطيبا ، فقال إن رسول الله ﷺ كان عامل يهود خيبر على أموالهم ، وقال نقركم ما أقركم الله وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه وليس لنا هناك عدو غيرهم هم عدونا وتهمتنا وقد رأيت إجلاءهم فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق ، فقال : يا أمير المؤمنين أتخرجنا وقد أقرنا محمد ﷺ وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا ، فقال عمر أظننت أني نسيت قول رسول الله ﷺ كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة ، فقال : كانت هذه هزيلة من أبي القاسم قال كذبت يا عدوالله فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله أحسبه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي ﷺ اختصره

باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط

[ 2581 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال : أخبرني الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا خرج رسول الله ﷺ زمن الحديبية حتى كانوا ببعض الطريق قال النبي ﷺ إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار النبي ﷺ حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته ، فقال الناس حل حل فألحت فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء ، فقال النبي ﷺ ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ، ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت قال : فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكي إلى رسول الله ﷺ العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله ﷺ من أهل تهامة ، فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ، فقال رسول الله ﷺ : إنا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره ، فقال بديل سأبلغهم ما تقول قال : فانطلق حتى أتى قريشا قال : أنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا ، فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول : قال : سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي ﷺ فقام عروة بن مسعود ، فقال أي قوم ألستم بالوالد قالوا بلى قال أو لست بالولد قالوا بلى قال : فهل تتهمونني قالوا لا قال ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال : فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آتيه قالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي ﷺ ، فقال النبي ﷺ نحوا من قوله لبديل ، فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك ، فقال له أبو بكر امصص ببظر اللات أنحن نفر عنه وندعه ، فقال من ذا قالوا أبو بكر قال : أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك قال وجعل يكلم النبي ﷺ فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي ﷺ ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي ﷺ ضرب يده بنعل السيف ، وقال له أخر يدك عن لحية رسول الله ﷺ فرفع عروة رأسه ، فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة ، فقال أي غدر ألست أسعى في غدرتك وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم ، فقال النبي ﷺ أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي ﷺ بعينيه قال : فوالله ما تنخم رسول الله ﷺ نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد ﷺ محمدا والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ، فقال رجل من بني كنانة دعوني آتيه فقالوا ائته فلما أشرف على النبي ﷺ وأصحابه قال رسول الله ﷺ : هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال : رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصدوا عن البيت فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص ، فقال دعوني آتيه فقالوا ائته فلما أشرف عليهم قال النبي ﷺ هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي ﷺ فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي ﷺ لقد سهل لكم من أمركم قال معمر قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو ، فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا النبي ﷺ الكاتب ، فقال النبي ﷺ بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب ، فقال المسلمين والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال النبي ﷺ اكتب باسمك اللهم ، ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ، فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله ، فقال النبي ﷺ والله إني لرسول الله وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ، فقال له النبي ﷺ على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به ، فقال سهيل والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك من العام المقبل فكتب ، فقال سهيل وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا قال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي ، فقال النبي ﷺ إنا لم نقض الكتاب بعد قال : فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا قال النبي ﷺ فأجزه لي قال : ما أنا بمجيزه لك قال بلى فافعل قال : ما أنا بفاعل قال مكرز بل قد أجزناه لك قال أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله قال ، فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله ﷺ فقلت : ألست نبي الله حقا قال بلى قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت : أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام قال : قلت لا قال : فإنك آتيه ومطوف به قال : فأتيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه لرسول الله ﷺ وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال : فإنك آتيه ومطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا قال : فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله ﷺ : لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن } حتى بلغ { بعصم الكوافر } فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع النبي ﷺ إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر ، فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت ، فقال أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو ، فقال رسول الله ﷺ : حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي ﷺ قال : قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير ، فقال : يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم قال النبي ﷺ ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي ﷺ تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي ﷺ إليهم فأنزل الله تعالى { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم } حتى بلغ { الحمية حمية الجاهلية } وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت قال أبو عبد الله معرة العر الجرب تزيلوا تميزوا حميت القوم منعتهم حماية وأحميت الحمى جعلته حمى لا يدخل

[ 2582 ] وقال عقيل عن الزهري قال عروة فأخبرتني عائشة أن رسول الله ﷺ كان يمتحنهن وبلغنا أنه لما أنزل الله تعالى أن يردوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا بعصم الكوافر أن عمر طلق امرأتين قريبة بنت أبي أمية وابنة جرول الخزاعي فتزوج قريبة معاوية وتزوج الأخرى أبو جهم فلما أبى الكفار أن يقروا بأداء ما أنفق المسلمون على أزواجهم أنزل الله تعالى { وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم } والعقب ما يؤدي المسلمون إلى من هاجرت امرأته من الكفار فأمر أن يعطى من ذهب له زوج من المسلمين ما أنفق من صداق نساء الكفار اللائي هاجرن وما نعلم أحدا من المهاجرات ارتدت بعد إيمانها وبلغنا أن أبا بصير بن أسيد الثقفي قدم على النبي ﷺ مؤمنا مهاجرا في المدة فكتب الأخنس بن شريق إلى النبي ﷺ يسأله أبا بصير فذكر الحديث

باب الشروط في القرض

[ 2583 ] وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ أنه ذكر رجلا سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فدفعها إليه إلى أجل مسمى ، وقال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما وعطاء إذا أجله في القرض جاز

باب المكاتب وما لا يحل من الشروط التي تخالف كتاب الله ، وقال جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما في المكاتب شروطهم بينهم ، وقال ابن عمر أو عمر كل شرط خالف كتاب الله فهو باطل وإن اشترط مائة شرط ، وقال أبو عبد الله يقال عن كليهما عن عمر وابن عمر

[ 2584 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن يحيى عن عمرة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي فلما جاء رسول الله ﷺ ذكرته ذلك قال النبي ﷺ ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله ﷺ على المنبر ، فقال : ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط

باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار والشروط التي يتعارفها الناس بينهم وإذا قال : مائة إلا واحدة أو ثنتين ، وقال ابن سيرين قال رجل لكريه أدخل ركابك فإن لم أرحل معك يوم كذا وكذا فلك مائة درهم فلم يخرج ، فقال شريح من شرط على نفسه طائعا غير مكره فهو عليه ، وقال أيوب عن ابن سيرين إن رجلا باع طعاما ، وقال إن لم آتك الأربعاء فليس بيني وبينك بيع فلم يجئ ، فقال شريح للمشتري أنت أخلفت فقضى عليه

[ 2585 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة

باب الشروط في الوقف

[ 2586 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى حدثنا ابن عون قال : أنبأني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب أصاب أرضا بخيبر فأتى النبي ﷺ يستأمره فيها ، فقال : يا رسول الله إني أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا قط أنفس عندي منه فما تأمر به قال إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها قال : فتصدق بها عمر أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث وتصدق بها في الفقراء وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم غير متمول قال : فحدثت به بن سيرين ، فقال غير متأثل مالا .

 

كتاب الوصايا

كتاب الوصايا باب الوصايا وقول النبي ﷺ وصية الرجل مكتوبة عنده وقول الله تعالى { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم } { جنفا } ميلا متجانف مائل [ 2587 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده تابعة محمد بن مسلم عن عمرو عن ابن عمر عن النبي ﷺ [ 2588 ] حدثنا إبراهيم بن الحارث حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زهير بن معاوية الجعفي حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله ﷺ أخي جويرية بنت الحارث قال : ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة [ 2589 ] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مالك هو ابن مغول حدثنا طلحة بن مصرف قال : سألت عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما هل كان النبي ﷺ أوصى ، فقال لا فقلت : كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية قال أوصى بكتاب الله [ 2590 ] حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال : ذكروا عند عائشة أن عليا رضى الله تعالى عنهما كان وصيا فقالت متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري فما شعرت أنه قد مات فمتى أوصى إليه

باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس [ 2591 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنه قال جاء النبي ﷺ يعودني وأنا بمكة وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها قال يرحم الله بن عفراء قلت : يا رسول الله أوصي بمالي كله قال لا قلت : فالشطر قال لا قلت : الثلث قال : فالثلث والثلث كثير إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك وعسى الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويضر بك آخرون ولم يكن له يومئذ إلا ابنة

باب الوصية بالثلث ، وقال الحسن لا يجوز للذمي وصية إلا الثلث ، وقال الله تعالى { وأن احكم بينهم بما أنزل الله } [ 2592 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لو غض الناس إلى الربع لأن رسول الله ﷺ قال : الثلث والثلث كثير أو كبير [ 2593 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا زكريا بن عدي حدثنا مروان عن هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال مرضت فعادني النبي ﷺ فقلت : يا رسول الله ادع الله أن لا يردني على عقبي قال لعل الله يرفعك وينفع بك ناسا قلت : أريد أن أوصي وإنما لي ابنة قلت : أوصي بالنصف قال النصف كثير قلت : فالثلث قال الثلث والثلث كثير أو كبير قال : فأوصى الناس بالثلث فجاز ذلك لهم

باب قول الموصي لوصيه تعاهد ولدي وما يجوز للوصي من الدعوى [ 2594 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ أنها قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص ان ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك فلما كان عام الفتح أخذه سعد ، فقال ابن أخي قد كان عهد إلي فيه فقام عبد بن زمعة ، فقال أخي وابن أمة أبي ولد على فراشه فتساوقا إلى رسول الله ﷺ ، فقال سعد يا رسول الله ابن أخي كان عهد إلي فيه ، فقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ، وقال رسول الله ﷺ : هو لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش وللعاهر الحجر ، ثم قال لسودة بنت زمعة احتجبي منه لما رأى من شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله

باب إذا أومأ المريض برأسه إشارة بينة جازت [ 2595 ] حدثنا حسان بن أبي عباد حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين فقيل لها من فعل بك أفلان أو فلان حتى سمي اليهودي فأومأت برأسها فجيء به فلم يزل حتى اعترف فأمر النبي ﷺ فرض رأسه بالحجارة

باب لا وصية لوارث [ 2596 ] حدثنا محمد بن يوسف عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس وجعل للمرأة الثمن والربع وللزوج الشطر والربع

باب الصدقة عند الموت [ 2597 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رجل للنبي ﷺ يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل الغنى وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان

باب قول الله تعالى { من بعد وصية يوصي بها أو دين } ويذكر أن شريحا وعمر بن عبد العزيز وطاوسا وعطاء وابن أذينة أجازوا إقرار المريض بدين ، وقال الحسن أحق ما تصدق به الرجل آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة ، وقال إبراهيم والحكم إذا أبرأ الوارث من الدين برئ وأوصى رافع بن خديج أن لا تكشف امرأته الفزارية عما أغلق عليه بابها ، وقال الحسن إذا قال لمملوكه عند الموت كنت أعتقتك جاز ، وقال الشعبي إذا قالت المرأة عند موتها إن زوجي قضاني وقبضت منه جاز ، وقال بعض الناس لا يجوز إقراره لسوء الظن به للورثة ثم استحسن ، فقال يجوز إقراره بالوديعة والبضاعة والمضاربة وقد قال النبي ﷺ إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا يحل مال المسلمين لقول النبي ﷺ آية المنافق إذا أؤتمن خان ، وقال الله تعالى { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } فلم يخص وارثا ولا غيره فيه عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ [ 2598 ] حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان وإذا وعد أخلف

باب تأويل قول الله تعالى { من بعد وصية يوصي بها أو دين } ويذكر أن النبي ﷺ قضى بالدين قبل الوصية وقوله { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } فأداء الأمانة أحق من تطوع الوصية ، وقال النبي ﷺ لا صدقة إلا عن ظهر غني ، وقال ابن عباس لا يوصي العبد إلا بإذن أهله ، وقال النبي ﷺ العبد راع في مال سيده [ 2599 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير أن حكيم بن جزام رضى الله تعالى عنه قال : سألت رسول الله ﷺ فأعطاني ثم سألته فأعطاني ، ثم قال لي يا حكيم إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله ، فقال : يا معشر المسلمين إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي ﷺ حتى توفي رحمه الله [ 2600 ] حدثنا بشر بن محمد السختياني أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : أخبرني سالم عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : كلكم راع ومسؤول عن رعيته والإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع ومسؤول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه

باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه ومن الأقارب ، وقال ثابت عن أنس قال النبي ﷺ لأبي طلحة اجعلها لفقراء أقاربك فجعلها لحسان وأبي بن كعب ، وقال الأنصارى حدثني أبي عن ثمامة عن أنس مثل حديث ثابت قال اجعلها لفقراء قرابتك قال أنس فجعلها لحسان وأبي بن كعب وكانا أقرب إليه مني وكان قرابة حسان وأبي من أبي طلحة واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام فيجتمعان إلى حرام وهو الأب الثالث وحرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار فهو يجامع حسان وأبا طلحة وأبيا إلى ستة آباء إلى عمرو بن مالك وهو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار فعمرو بن مالك يجمع حسان وأبا طلحة وأبيا ، وقال بعضهم إذا أوصى لقرابته فهو إلى آبائه في الإسلام [ 2601 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنسا رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لأبي طلحة أرى أن تجعلها في الأقربين قال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ، وقال ابن عباس لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } جعل النبي ﷺ ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش ، وقال أبو هريرة لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } قال النبي ﷺ يا معشر قريش

باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب [ 2602 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال قام رسول الله ﷺ حين أنزل الله عز وجل { وأنذر عشيرتك الأقربين } قال : يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب

باب هل ينتفع الواقف بوقفه وقد اشترط عمر رضى الله تعالى عنه لا جناح على من وليه أن يأكل منها وقد يلي الواقف وغيره وكذلك من جعل بدنة أو شيئا لله فله أن ينتفع بها كما ينتفع غيره وإن لم يشترط [ 2603 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ رأى رجلا يسوق بدنة ، فقال له اركبها ، فقال : يا رسول الله إنها بدنة قال في الثالثة أو الرابعة اركبها ويلك أو ويحك [ 2604 ] حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ رأى رجلا يسوق بدنة ، فقال اركبها قال : يا رسول الله إنها بدنة قال اركبها ويلك في الثانية أو في الثالثة

باب إذا وقف شيئا فلم يدفعه إلى غيره فهو جائز لأن عمر رضى الله تعالى عنه أوقف ، وقال لا جناح على من وليه أن يأكل ولم يخص إن وليه عمر أو غيره قال النبي ﷺ لأبي طلحة أرى أن تجعلها في الأقربين ، فقال أفعل فقسمها في أقاربه وبني عمه باب إذا قال داري صدقة لله ولم يبين للفقراء أو غيرهم فهو جائز ويضعها في الأقربين أو حيث أراد قال النبي ﷺ لأبي طلحة حين قال أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله فأجاز النبي ﷺ ذلك ، وقال بعضهم لا يجوز حتى يبين لمن والأول أصح باب إذا قال أرضي أو بستاني صدقة عن أمي فهو جائز وإن لم يبين لمن ذلك [ 2605 ] حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني يعلي أنه سمع عكرمة يقول أنبأنا ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن سعد بن عبادة رضى الله تعالى عنه توفيت أمه وهو غائب عنها ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أينفعها شيء إن تصدقت به عنها قال : نعم قال : فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها

باب إذا تصدق أو أوقف بعض ماله أو بعض رقيقه أو دوابه فهو جائز [ 2606 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أن عبد الله بن كعب قال : سمعت كعب بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله ﷺ قال أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك قلت : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر

باب من تصدق إلى وكيله ثم رد الوكيل إليه [ 2607 ] وقال إسماعيل أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لا أعلمه إلا عن أنس رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } جاء أبو طلحة إلى رسول الله ﷺ ، فقال : يا رسول الله يقول الله تبارك وتعالى في كتابه { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } وإن أحب أموالي إلي بيرحاء قال : وكانت حديقة كان رسول الله ﷺ يدخلها ويستظل بها ويشرب من مائها فهي إلى الله عز وجل وإلى رسوله ﷺ أرجو بره وذخره فضعها أي رسول الله حيث أراك الله ، فقال رسول الله ﷺ : بخ يا أبا طلحة ذلك مال رابح قبلناه منك ورددناه عليك فاجعله في الأقربين فتصدق به أبو طلحة على ذوي رحمه قال : وكان منهم أبي وحسان قال وباع حسان حصته منه من معاوية فقيل له تبيع صدقة أبي طلحة ، فقال ألا أبيع صاعا من تمر بصاع من دراهم قال : وكانت تلك الحديقة في موضع قصر بني حديلة الذي بناه معاوية

باب قول الله تعالى { وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه } [ 2608 ] حدثنا محمد بن الفضل أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت ولا والله ما نسخت ولكنها مما تهاون الناس هما واليان وال يرث وذاك الذي يرزق ووال لا يرث فذاك الذي يقول بالمعروف يقول لا أملك لك أن أعطيك

باب ما يستحب لمن يتوفى فجأة أن يتصدقوا عنه وقضاء النذور عن الميت [ 2609 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رجلا قال للنبي ﷺ إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت أفأتصدق عنها قال : نعم تصدق عنها [ 2610 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن سعد بن عبادة رضى الله تعالى عنه استفتى رسول الله ﷺ ، فقال إن أمي ماتت وعليها نذر ، فقال اقضه عنها

باب الأشهاد في الوقف والصدقة [ 2611 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف ان ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني يعلي أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول أنبأنا ابن عباس أن سعد بن عبادة رضى الله تعالى عنه أخا بني ساعدة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتى النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها شيء إن تصدقت به عنها قال : نعم قال : فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها

باب قول الله تعالى { وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } [ 2612 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : كان عروة بن الزبير يحدث أنه سأل عائشة رضى الله تعالى عنها { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } قالت هي اليتيمة في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق وأمروا بنكاح من سواهن من النساء قالت عائشة ثم استفتى الناس رسول الله ﷺ بعد فأنزل الله عز وجل { ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن } قالت فبين الله في هذه أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ولم يلحقوها بسنتها بإكمال الصداق فإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها والتمسوا غيرها من النساء قال : فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها الأوفى من الصداق ويعطوها حقها

باب قول الله تعالى { وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا } { حسيبا } يعني كافيا باب وما للوصي أن يعمل في مال اليتيم وما يأكل منه بقدر عمالته [ 2613 ] حدثنا هارون حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر تصدق بمال له على عهد رسول الله ﷺ وكان يقال له ثمغ وكان نخلا ، فقال عمر يا رسول الله إني استفدت مالا وهو عندي نفيس فأردت أن أتصدق به ، فقال النبي ﷺ تصدق بأصله لا يباع ولا يوهب ولا يورث ولكن ينفق ثمره فتصدق به عمر فصدقته ذلك في سبيل الله وفي الرقاب والمساكين والضيف وابن السبيل ولذي القربى ولا جناح على من وليه أن يأكل منه بالمعروف أو يؤكل صديقه غير متمول به [ 2614 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } قالت أنزلت في والي اليتيم أن يصيب من ماله إذا كان محتاجا بقدر ما له بالمعروف

باب قول الله تعالى { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } [ 2615 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد المدني عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات

باب قول الله تعالى { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم } { لأعنتكم } لأحرجكم وضيق { وعنت } خضعت ، وقال لنا سليمان حدثنا حماد عن أيوب عن نافع قال : ما رد بن عمر على أحد وصية وكان ابن سيرين أحب الأشياء إليه في مال اليتيم أن يجتمع إليه نصحاؤه وأولياؤه فينظروا الذي هو خير له وكان طاوس إذا سئل عن شيء من أمر اليتامى قرأ { والله يعلم المفسد من المصلح } ، وقال عطاء في يتامى الصغير والكبير ينفق الولي على كل إنسان بقدره من حصته باب استخدام اليتيم في السفر والحضر إذا كان صلاحا له ونظر الأم وزوجها لليتيم [ 2616 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا ابن علية حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال قدم رسول الله ﷺ المدينة ليس له خادم فأخذ أبو طلحة بيدي فأنطلق بي إلى رسول الله ﷺ ، فقال : يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك قال : فخدمته في السفر والحضر ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا

باب إذا وقف أرضا ولم يبين الحدود فهو جائز وكذلك الصدقة [ 2617 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول كان أبو طلحة أكثر أنصارى بالمدينة مالا من نخل أحب ماله إليه بيرحاء مستقبلة المسجد وكان النبي ﷺ يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } قام أبو طلحة ، فقال : يا رسول الله إن الله يقول { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها حيث أراك الله ، فقال بخ ذلك مال رابح أو رايح شك بن مسلمة وقد سمعت ما قلت : وإني أرى أن تجعلها في الأقربين قال أبو طلحة أفعل ذلك يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وفي بني عمه ، وقال إسماعيل وعبد الله بن يوسف ويحيى بن يحيى عن مالك رايح [ 2618 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق قال : حدثني عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رجلا قال لرسول الله ﷺ إن أمه توفيت أينفعها إن تصدقت عنها قال : نعم قال : فإن لي مخرافا وأشهدك أني قد تصدقت به عنها

باب إذا أوقف جماعة أرضا مشاعا فهو جائز [ 2619 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس رضى الله تعالى عنه قال أمر النبي ﷺ ببناء المسجد ، فقال : يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله

باب الوقف كيف يكتب [ 2620 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال أصاب عمر بخيبر أرضا فأتى النبي ﷺ ، فقال أصبت أرضا لم أصب مالا قط أنفس منه فكيف تأمرني به قال إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها فتصدق عمر أنه لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يورث في الفقراء والقربى والرقاب وفي سبيل الله والضيف وابن السبيل لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقا غير متمول فيه

باب الوقف للغني والفقير والضيف [ 2621 ] حدثنا أبو عاصم حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضى الله تعالى عنه وجد مالا بخيبر فأتى النبي ﷺ فأخبره قال إن شئت تصدقت بها فتصدق بها في الفقراء والمساكين وذي القربى والضيف

باب وقف الأرض للمسجد [ 2622 ] حدثنا إسحاق حدثنا عبد الصمد قال : سمعت أبي حدثنا أبو التياح قال : حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه لما قدم رسول الله ﷺ المدينة أمر بالمسجد ، وقال : يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله

باب وقف الدواب والكراع والعروض والصامت قال الزهري فيمن جعل ألف دينار في سبيل الله ودفعها إلى غلام له تاجر يتجر بها وجعل ربحه صدقة للمساكين والأقربين هل للرجل أن يأكل من ربح ذلك الألف شيئا وإن لم يكن جعل ربحها صدقة في المساكين قال ليس له أن يأكل منها [ 2623 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله قال : حدثني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر حمل على فرس له في سبيل الله أعطاها رسول الله ﷺ ليحمل عليها رجلا فأخبر عمر أنه قد وقفها يبيعها فسأل رسول الله ﷺ أن يبتاعها ، فقال لا تبتعها ولا ترجعن في صدقتك

باب نفقة القيم للوقف [ 2624 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة [ 2625 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر اشترط في وقفه أن يأكل من وليه ويؤكل صديقه غير متمول مالا

باب إذا وقف أرضا أو بئرا واشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين وأوقف أنس دارا فكان إذا قدمها نزلها وتصدق الزبير بدوره ، وقال للمردودة من بناته أن تسكن غير مضرة ولا مضر بها فإن استغنت بزوج فليس لها حق وجعل بن عمر نصيبه من دار عمر سكنى لذوي الحاجة من آل عبد الله [ 2626 ] وقال عبدان أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن عثمان رضى الله تعالى عنه حيث حوصر أشرف عليهم ، وقال : أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي ﷺ ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ قال : من حفر رومة فله الجنة فحفرتها ألستم تعلمون أنه قال من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزته قال : فصدقوه بما قال ، وقال عمر في وقفة لا جناح على من وليه أن يأكل وقد يليه الواقف وغيره فهو واسع لكل

باب إذا قال الواقف لا نطلب ثمنه إلا إلى الله فهو جائز [ 2627 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس رضى الله تعالى عنه قال النبي ﷺ يا بني النجار ثامنوني بحائطكم قالوا لا نطلب ثمنه إلا إلى الله

باب قول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين } { عثر } ظهر { أعثرنا } أظهرنا [ 2628 ] وقال لي علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا من ذهب فأحلفهما رسول الله ﷺ ثم وجد إلجام بمكة فقالوا ابتعناه من تميم وعدي فقام رجلان من أوليائه فحلفا { لشهادتنا أحق من شهادتهما } وإن إلجام لصاحبهم قال وفيهم نزلت هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم

باب قضاء الوصي ديون الميت بغير محضر من الورثة [ 2629 ] حدثنا محمد بن سابق أو الفضل بن يعقوب عنه حدثنا شيبان أبو معاوية عن فراس قال : قال الشعبي حدثني جابر بن عبد الله الأنصارى رضى الله تعالى عنهما أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات وترك عليه دينا فلما حضر جداد النخل أتيت رسول الله ﷺ فقلت : يا رسول الله قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا كثيرا وإني أحب أن يراك الغرماء قال اذهب فبيدر كل تمر على ناحيته ففعلت ثم دعوته فلما نظروا إليه أغروا بي تلك الساعة فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات ثم جلس عليه ، ثم قال ادع أصحابك فما زال يكيل لهم حتى أدى الله أمانة والدي وأنا والله راض أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة فسلم والله البيادر كلها حتى أني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله ﷺ كأنه لم ينقص تمرة واحدة قال أبو عبد الله أغروا بي يعني هيجوا بي { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء }

====

صحيح البخاري/كتاب الجهاد والسير

بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الجهاد والسير باب فضل الجهاد والسير وقول الله تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به } إلى قوله { وبشر المؤمنين } قال ابن عباس الحدود الطاعة [ 2630 ] حدثنا الحسن بن صباح حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال : سمعت الوليد بن العيزار ذكر عن أبي عمرو الشيباني قال : قال عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه سألت رسول الله ﷺ قلت : يا رسول الله أي العمل أفضل قال الصلاة على ميقاتها قلت : ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت : ثم أي قال الجهاد في سبيل الله فسكت عن رسول الله ﷺ ولو استزدته لزادني [ 2631 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان قال : حدثني منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا [ 2632 ] حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت : يا رسول الله ترى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد قال لكن أفضل الجهاد حج مبرور [ 2633 ] حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عفان حدثنا همام حدثنا محمد بن جحادة قال : أخبرني أبو حصين أن ذكوان حدثه أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه حدثه قال جاء رجل إلى رسول الله ﷺ ، فقال دلني على عمل يعدل الجهاد قال لا أجده قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك قال أبو هريرة إن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له حسنات

باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله وقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم } [ 2634 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه حدثه قال قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل ، فقال رسول الله مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله قالوا ثم من قال مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره [ 2635 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة

باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء ، وقال عمر اللهم ارزقني شهادة في بلد رسولك [ 2636 ] حدثنا عبد الله بن يوسف عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله ﷺ يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله ﷺ فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله ﷺ ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت : وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة شك إسحاق قالت فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله ﷺ ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت : وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأول قالت فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت

 

 

باب درجات المجاهدين في سبيل الله يقال هذه سبيلي وهذا سبيلي قال أبو عبد الله غزى وأحدها غاز { هم درجات } لهم درجات [ 2637 ] حدثنا يحيى بن صالح حدثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها فقالوا يا رسول الله أفلا نبشر الناس قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة أراه فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة قال محمد بن فليح عن أبيه وفوقه عرش الرحمن [ 2638 ] حدثنا موسى حدثنا جرير حدثنا أبو رجاء عن سمرة قال النبي ﷺ رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها قالا أما هذه الدار فدار الشهداء

باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة [ 2639 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب حدثنا حميد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها [ 2640 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح قال : حدثني أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب ، وقال لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب [ 2641 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها

باب الحور العين وصفتهن يحار فيها الطرف شديدة سواد العين شديدة بياض العين وزوجناهم أنكحناهم [ 2642 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى [ 2643 ] قال وسمعت أنس بن مالك عن النبي ﷺ لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد يعني سوطه خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها

باب تمني الشهادة [ 2644 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول : والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل [ 2645 ] حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال خطب النبي ﷺ ، فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح له ، وقال : ما يسرنا أنهم عندنا قال أيوب أو قال : ما يسرهم أنهم عندنا وعيناه تذرفان

باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم وقول الله تعالى { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } وقع وجب [ 2646 ] حدثنا عبد الله بن يوسف قال : حدثني الليث حدثنا يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت نام النبي ﷺ يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم فقلت : ما أضحكك قال أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة قالت فادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت مثل قولها فأجابها مثلها فقالت ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال أنت من الأولين فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت

باب من ينكب في سبيل الله[ 2647 ] حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا همام عن إسحاق عن أنس رضى الله تعالى عنه قال بعث النبي ﷺ أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين فلما قدموا قال لهم خالي أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله ﷺ وإلا كنتم مني قريبا فتقدم فأمنوه فبينما يحدثهم عن النبي ﷺ إذ أومئوا إلى رجل منهم فطعنه فأنقذه ، فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل قال همام فأراه آخر معه فأخبر جبريل عليه السلام النبي ﷺ أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم فكنا نقرأ أن بلغو قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله تعالى ورسوله ﷺ [ 2648 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان أن رسول الله ﷺ كان في بعض المشاهد وقد دميت إصبعه ، فقال هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت

 

 

باب من يجرح في سبيل الله عز وجل [ 2649 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك

 

 

باب قول الله تعالى { هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } والحرب سجال [ 2650 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال : حدثني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان أخبره أن هرقل قال له سألتك كيف كان قتالكم إياه فزعمت أن الحرب سجال ودول فكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة

 

 

باب قول الله تعالى { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } [ 2651 ] حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد الأعلى عن حميد قال : سألت أنسا حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال : حدثني حميد الطويل عن أنس رضى الله تعالى عنه قال غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنه برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفة أحد إلا أخته ببنانه قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } إلى آخر الآية ، وقال إن أخته وهي تسمى الربيع كسرت ثنية امرأة فأمر رسول الله ﷺ بالقصاص ، فقال أنس يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فرضوا بالأرش وتركوا القصاص ، فقال رسول الله ﷺ : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره [ 2652 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني إسماعيل قال : حدثني أخي عن سليمان أراه عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه قال نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله ﷺ يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصارى الذي جعل رسول الله ﷺ شهادته شهادة رجلين وهو قوله { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }

 

 

باب عمل صالح قبل القتال ، وقال أبو الدرداء إنما تقاتلون بأعمالكم وقوله { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } [ 2653 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا شبابة بن سوار الفزاري حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول أتى النبي ﷺ رجل مقنع بالحديد ، فقال : يا رسول الله أقاتل وأسلم قال أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل ، فقال رسول الله ﷺ : عمل قليلا وأجر كثيرا

 

 

باب من أتاه سهم غرب فقتله [ 2654 ] حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا حسين بن محمد أبو أحمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي ﷺ فقالت : يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء قال : يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى

 

 

باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا [ 2655 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي ﷺ ، فقال الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله

 

 

باب من اغبرت قدماه في سبيل الله وقول الله تعالى { ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله } إلى قوله { إن الله لا يضيع أجر المحسنين } [ 2656 ] حدثنا إسحاق أخبرنا محمد بن المبارك حدثنا يحيى بن حمزة قال : حدثني يزيد بن أبي مريم أخبرنا عباية بن رافع بن خديج قال : أخبرني أبو عبس هو عبد الرحمن بن جبر أن رسول الله ﷺ قال : ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار

 

 

باب مسح الغبار عن الناس في السبيل [ 2657 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة ان ابن عباس قال له ولعلي بن عبد الله ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما يسقيانه فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس ، فقال كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي ﷺ ومسح عن رأسه الغبار ، وقال ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار

 

 

باب الغسل بعد الحرب والغبار [ 2658 ] حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله ﷺ لما رجع يوم الخندق ووضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار ، فقال وضعت السلاح فوالله ما وضعته ، فقال رسول الله ﷺ : فأين قال ها هنا وأومأ إلى بني قريظة قالت فخرج إليهم رسول الله ﷺ

 

 

باب فضل قول الله تعالى { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين } [ 2659 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال دعا رسول الله ﷺ على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة على رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله قال أنس أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه [ 2660 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول اصطبح ناس الخمر يوم أحد ثم قتلوا شهداء فقيل لسفيان من آخر ذلك اليوم قال ليس هذا فيه

 

 

باب ظل الملائكة على الشهيد [ 2661 ] حدثنا صدقة بن الفضل قال : أخبرنا ابن عيينة قال : سمعت محمد بن المنكدر أنه سمع جابرا يقول جيء بأبي إلى النبي ﷺ وقد مثل به ووضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع صوت صائحة فقيل ابنه عمرو أو أخت عمرو ، فقال لم تبكي أو لا تبكي ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها قلت لصدقة أفيه حتى رفع قال ربما قاله

 

 

باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا [ 2662 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة

 

 

باب الجنة تحت بارقة السيوف ، وقال المغيرة بن شعبة أخبرنا نبينا ﷺ عن رسالة ربنا من قتل منا صار إلى الجنة ، وقال عمر للنبي ﷺ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى [ 2663 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبه قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف تابعه الأويسي عن ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة

 

 

باب من طلب الولد للجهاد [ 2664 ] وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز قال : سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال : قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون

 

 

باب الشجاعة في الحرب والجبن [ 2665 ] حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي ﷺ أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس ولقد فزع أهل المدينة فكان النبي ﷺ سبقهم على فرس ، وقال وجدناه بحرا [ 2666 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عمر بن محمد بن جبير بن مطعم أن محمد بن جبير قال : أخبرني جبير بن مطعم أنه بينما يسير هو مع رسول الله ﷺ ومعه الناس مقفله من حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النبي ﷺ ، فقال أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا

 

 

باب ما يتعوذ من الجبن [ 2667 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك بن عمير سمعت عمرو بن ميمون الأودي قال : كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول إن رسول الله ﷺ كان يتعوذ منهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر فحدثت به مصعبا فصدقه [ 2668 ] حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال : سمعت أبي قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي ﷺ يقول : اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من عذاب القبر

 

 

باب من حدث بمشاهده في الحرب قاله أبو عثمان عن سعد [ 2669 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدا والمقداد بن الأسود وعبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنهم فما سمعت أحدا منهم يحدث عن رسول الله ﷺ إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد

 

 

باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية وقوله { انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله } الآية وقوله { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } إلى قوله { على كل شيء قدير } يذكر عن ابن عباس انفرا ثبات سرايا متفرقين يقال أحد الثبات ثبة [ 2670 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان قال : حدثني منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ قال : يوم الفتح لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا

 

 

باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل [ 2671 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد [ 2672 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال : أخبرني عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتيت رسول الله ﷺ وهو بخيبر بعد ما افتتحوها فقلت : يا رسول الله أسهم لي ، فقال بعض بني سعيد بن العاص لا تسهم له يا رسول الله ، فقال أبو هريرة هذا قاتل بن قوقل ، فقال ابن سعيد بن العاص وا عجبا لوبر تدلي علينا من قدوم ضان ينعى على قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه قال : فلا أدري أسهم له أم لم يسهم له قال سفيان وحدثنيه السعيدي عن جده عن أبي هريرة قال أبو عبد الله السعيدي عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص

 

 

باب من اختار الغزو على الصوم [ 2673 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت البناني قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي ﷺ من أجل الغزو فلما قبض النبي ﷺ لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى

 

 

باب الشهادة سبع سوى القتل [ 2674 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله [ 2675 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم عن حفصة بنت سيرين عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الطاعون شهادة لكل مسلم

 

 

باب قول الله تعالى { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين } إلى قوله { غفورا رحيما [ 2676 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } دعا رسول الله ﷺ زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا بن أم مكتوم ضرارته فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } [ 2677 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد الزهري قال : حدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال : رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله ﷺ أملى عليه { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } { والمجاهدون في سبيل الله } قال : فجاء بن أم مكتوم وهو يملها علي ، فقال : يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلا أعمى فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله ﷺ وفخذه على فخذي فثقلت : علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله عز وجل { غير أولي الضرر

 

 

باب الصبر عند القتال [ 2678 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر أن عبد الله بن أبي أوفى كتب فقرأته أن رسول الله ﷺ قال : إذا لقيتموهم فاصبروا

 

 

باب التحريض على القتال وقوله تعالى { حرض المؤمنين على القتال } [ 2679 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول خرج رسول الله ﷺ إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة فقالوا مجيبين له نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا

 

 

باب حفر الخندق [ 2680 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم ويقولون نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبدا والنبي ﷺ يجيبهم ويقول اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فبارك في الأنصار والمهاجرة [ 2681 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول كان النبي ﷺ ينقل ويقول لولا أنت ما اهتدينا [ 2682 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله ﷺ يوم الأحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا

 

 

باب من حبسه العذر عن الغزو [ 2683 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا حميد أن أنسا حدثهم قال رجعنا من غزوة تبوك مع النبي ﷺ [ 2684 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ كان في غزاة ، فقال إن أقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه حبسهم العذر ، وقال موسى حدثنا حماد عن حميد عن موسى بن أنس عن أبيه قال النبي ﷺ قال : أبو عبد الله الأول أصح

 

 

باب فضل الصوم في سبيل الله [ 2685 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول : من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا

 

 

باب فضل النفقة في سبيل الله [ 2686 ] حدثني سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب أي فل هلم قال أبو بكر يا رسول الله ذاك الذي لا توى عليه ، فقال النبي ﷺ إني لأرجو أن تكون منهم [ 2687 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قام على المنبر ، فقال إنما أخشى عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من بركات الأرض ، ثم ذكر زهرة الدنيا فبدأ بإحداهما وثني بالأخرى فقام رجل ، فقال : يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت عنه النبي ﷺ قلنا يوحى إليه وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير ثم إنه مسح عن وجهه الرحضاء ، فقال أين السائل آنفا أو خير هو ثلاثا إن الخير لا يأتي إلا بالخير وإنه كل ما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر كلما أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضرة حلوة ونعم صاحب المسلم لمن أخذه بحقه فجعله في سبيل الله واليتامى والمساكين ومن لم يأخذه بحقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة

 

 

باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير [ 2688 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا الحسين قال : حدثني يحيى قال : حدثني أبو سلمة قال : حدثني بسر بن سعيد قال : حدثني زيد بن خالد رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا [ 2689 ] حدثنا موسى حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه فقيل له ، فقال إني أرحمها قتل أخوها معي

 

 

باب التحنط عند القتال [ 2690 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا ابن عون عن موسى بن أنس قال وذكر يوم اليمامة قال أتى أنس ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط ، فقال : يا عم ما يحبسك أن لا تجيء قال الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط يعني من الحنوط ثم جاء فجلس فذكر في الحديث انكشافا من الناس ، فقال هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله ﷺ بئس ما عودتم أقرانكم رواه حماد عن ثابت عن أنس

 

 

باب فضل الطليعة [ 2691 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب قال الزبير أنا ، ثم قال من ياتيني بخبر القوم قال الزبير أنا ، فقال النبي ﷺ إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير

 

 

باب هل يبعث الطليعة وحده [ 2692 ] حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة حدثنا ابن المنكدر سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال ندب النبي ﷺ الناس قال صدقة أظنه يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندب الناس فانتدب الزبير ثم ندب الناس فانتدب الزبير ، فقال النبي ﷺ إن لكل نبي حواريا وأن حواري الزبير بن العوام

 

 

باب سفر الإثنين [ 2693 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال انصرفت من عند النبي ﷺ ، فقال لنا أنا وصاحب لي أذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما

 

 

باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة [ 2694 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة [ 2695 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن حصين وابن أبي السفر عن الشعبي عن عروة بن الجعد عن النبي ﷺ قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة قال سليمان عن شعبة عن عروة بن أبي الجعد تابعه مسدد عن هشيم عن حصين عن الشعبي عن عروة بن أبي الجعد [ 2696 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : البركة في نواصي الخيل

 

باب الجهاد ماض مع البر والفاجر لقول النبي ﷺ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة[ 2697 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عامر حدثنا عروة البارقي أن النبي ﷺ قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم

 

 

باب من احتبس فرسا لقوله تعالى { ومن رباط الخيل [ 2698 ] حدثنا علي بن حفص حدثنا ابن المبارك أخبرنا طلحة بن أبي سعيد قال : سمعت سعيدا المقبري يحدث أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال النبي ﷺ من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة

 

 

باب اسم الفرس والحمار [ 2699 ] حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان عن أبي حازم عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنه خرج مع النبي ﷺ فتخلف أبو قتادة مع بعض أصحابه وهم محرمون وهو غير محرم فرأوا حمارا وحشيا قبل أن يراه فلما رأوه تركوه حتى رآه أبو قتادة فركب فرسا له يقال له الجرادة فسألهم أن يناولوه سوطه فأبوا فتناوله فحمل فعقره ثم أكل فأكلوا فقدموا فلما أدركوه قال هل معكم منه شيء قال معنا رجله فأخذها النبي ﷺ فأكلها [ 2700 ] حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر حدثنا معن ابن عيسى حدثنا أبي بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده قال : كان للنبي ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف قال أبو عبد الله ، وقال بعضهم اللخيف [ 2701 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم سمع يحيى بن آدم حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ رضى الله تعالى عنه قال : كنت ردف النبي ﷺ على حمار يقال له عفير ، فقال : يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت : يا رسول الله أفلا أبشر به الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا [ 2702 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان فزع بالمدينة فاستعار النبي ﷺ فرسا لنا يقال له مندوب ، فقال : ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا

 

 

باب ما يذكر من شؤم الفرس [ 2703 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت النبي ﷺ يقول : إنما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار [ 2704 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : إن كان في شيء ففي المرأة والفرس والمسكن

 

 

باب الخيل لثلاثة وقوله تعالى { والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينه ويخلق ما لا تعلمون } [ 2705 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت أرواثها وآثارها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له ورجل ربطها فخرا ورئاء ونواء لأهل الإسلام فهي وزر على ذلك وسئل رسول الله ﷺ عن الحمر ، فقال : ما أنزل علي فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }

 

 

باب من ضرب دابة غيره في الغزو [ 2706 ] حدثنا مسلم حدثنا أبو عقيل حدثنا أبو المتوكل الناجي قال أتيت جابر بن عبد الله الأنصارى فقلت له حدثني بما سمعت من رسول الله ﷺ قال : سافرت معه في بعض أسفاره قال أبو عقيل لا أدري غزوة أو عمرة فلما أن أقبلنا قال النبي ﷺ من أحب أن يتعجل إلى أهله فليعجل قال جابر فأقبلنا وأنا على جمل لي أرمك ليس فيه شية والناس خلفي فبينا أنا كذلك إذ قام علي ، فقال لي النبي ﷺ يا جابر استمسك فضربه بسوطه ضربة فوثب البعير مكانه ، فقال أتبيع الجمل قلت : نعم فلما قدمنا المدينة ودخل النبي ﷺ المسجد في طوائف أصحابه فدخلت إليه وعقلت : الجمل في ناحية البلاط فقلت له هذا جملك فخرج فجعل يطيف بالجمل ويقول الجمل جملنا فبعث النبي ﷺ أواق من ذهب ، فقال أعطوها جابرا ، ثم قال استوفيت الثمن قلت : نعم قال الثمن والجمل لك

 

 

باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل ، وقال راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر [ 2707 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن قتادة سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان بالمدينة فزع فاستعار النبي ﷺ فرسا لأبي طلحة يقال له مندوب فركبه ، وقال : ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا

 

 

باب سهام الفرس [ 2708 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ جعل للفرس سهمين ولصاحبه سهما ، وقال : مالك يسهم للخيل والبراذين منها لقوله { والخيل والبغال والحمير لتركبوها } ولا يسهم لأكثر من فرس

 

 

باب من قاد دابة غيره في الحرب [ 2709 ] حدثنا قتيبة حدثنا سهل بن يوسف عن شعبة عن أبي إسحاق قال رجل للبراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما أفررتم عن رسول الله ﷺ يوم حنين قال لكن رسول الله لم يفر إن هوازن كانوا قوما رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام فأما رسول الله ﷺ فلم يفر فلقد رأيته وإنه لعلي بغلته البيضاء وإن أبا سفيان آخذ بلجامها والنبي ﷺ يقول : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

 

 

باب الركاب والغرز للدابة [ 2710 ] حدثني عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه كان إذا أدخل رجله في الغرز واستوت به ناقته قائمة أهل من عند مسجد ذي الحليفة

 

 

باب ركوب الفرس العري [ 2711 ] حدثنا عمرو بن عون حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه استقبلهم النبي ﷺ على فرس عري ما عليه سرج في عنقه سيف

 

 

باب الفرس القطوف [ 2712 ] حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن أهل المدينة فزعوا مرة فركب النبي ﷺ فرسا لأبي طلحة كان يقطف أو كان فيه قطاف فلما رجع قال وجدنا فرسكم هذا بحرا فكان بعد ذلك لا يجارى

 

 

باب السبق بين الخيل [ 2713 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال أجرى النبي ﷺ ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع وأجرى ما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق قال ابن عمر وكنت فيمن أجرى قال عبد الله حدثنا سفيان قال : حدثني عبيد الله قال سفيان بين الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة وبين ثنية إلى مسجد بني زريق ميل

 

 

باب إضمار الخيل للسبق [ 2714 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الليث عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ سابق بين الخيل التي لم تضمر وكان أمدها من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبد الله بن عمر كان سابق بها قال أبو عبد الله أمدا غاية { فطال عليهم الأمد }

 

 

باب غاية السبق للخيل المضمرة [ 2715 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت فأرسلها من الحفياء وكان أمدها ثنية الوداع فقلت لموسى فكم كان بين ذلك قال ستة أميال أو سبعة وسابق بين الخيل التي لم تضمر فأرسلها من ثنية الوداع وكان أمدها مسجد بني زريق قلت : فكم بين ذلك قال ميل أو نحوه وكان ابن عمر ممن سابق فيها

 

 

باب ناقة النبي ﷺ قال : ابن عمر أردف النبي ﷺ أسامة على القصواء ، وقال المسور قال النبي ﷺ ما خلأت القصواء [ 2716 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول كانت ناقة النبي ﷺ يقال لها العضباء [ 2717 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان للنبي ﷺ ناقة تسمى العضباء لا تسبق قال حميد أو لا تكاد تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ، فقال حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه طوله موسى عن حماد عن ثابت عن أنس عن النبي ﷺ

 

 

باب بغلة النبي ﷺ البيضاء قاله أنس ، وقال أبو حميد أهدى ملك أيله للنبي ﷺ بغله بيضاء [ 2718 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان قال : حدثني أبو إسحاق قال : سمعت عمرو بن الحارث قال : ما ترك النبي ﷺ إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا تركها صدقة [ 2719 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال له رجل يا أبا عمارة وليتم يوم حنين قال لا والله ما ولى النبي ﷺ ولكن ولى سرعان الناس فلقيهم هوازن بالنبل والنبي ﷺ على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والنبي ﷺ يقول : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

 

 

باب جهاد النساء [ 2720 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها قالت استأذنت النبي ﷺ في الجهاد ، فقال جهادكن الحج ، وقال عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن معاوية بهذا [ 2721 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن معاوية بهذا وعن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين عن النبي ﷺ سأله نساؤه عن الجهاد ، فقال : نعم الجهاد الحج

 

 

باب غزو المرأة في البحر [ 2722 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصارى قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول دخل رسول الله ﷺ على ابنه ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله ، فقال ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعلها منهم ثم عاد فضحك فقالت له مثل أو مم ذلك ، فقال لها مثل ذلك فقالت ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين ولست من الآخرين قال : قال أنس فتزوجت عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظه فلما قفلت ركبت دابتها فوقصت بها فسقطت عنها فماتت

 

 

باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه [ 2723 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس قال : سمعت الزهري قال : سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة كل حدثني طائفة من الحديث قالت كان النبي ﷺ إذا أراد أن يخرج أقرع بين نسائه فأيتهن يخرج سهمها خرج بها النبي ﷺ فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع النبي ﷺ بعد ما أنزل الحجاب

 

 

باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال [ 2724 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم أحد أنهزم الناس عن النبي ﷺ قال : ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب ، وقال غيره تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملأنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم

 

 

باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو [ 2725 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال ثعلبة بن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة فبقي مرط جيد ، فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا ابنة رسول الله ﷺ التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي ، فقال عمر أم سليط أحق وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله ﷺ قال : عمر فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد قال أبو عبد الله تزفر تخيط

 

باب مداواة النساء الجرحى في الغزو[ 2726 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت كنا مع النبي ﷺ نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة

 

 

باب رد النساء الجرحى والقتلى [ 2727 ] حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت كنا نغزو مع النبي ﷺ فنسقي القوم ونخدمهم ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة

 

 

باب نزع السهم من البدن [ 2728 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال رمي أبو عامر في ركبته فانتهيت إليه قال انزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء فدخلت على النبي ﷺ فأخبرته ، فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر

 

 

باب الحراسة في الغزو في سبيل الله [ 2729 ] حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : سمعت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول كان النبي ﷺ سهر فلما قدم المدينة قال ليت رجلا من أصحابي صالحا يحرسني الليلة إذ سمعنا صوت سلاح ، فقال من هذا ، فقال : أنا سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك ونام النبي ﷺ [ 2730 ] حدثنا يحيى بن يوسف أخبرنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض لم يرفعه إسرائيل عن أبي حصين وزادنا عمرو قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع قال أبو عبد الله لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين ، وقال تعسا كأنه يقول : فأتعسهم الله طوبى فعلى من كل شيء طيب وهي ياء حولت إلى الواو وهي من يطيب

 

 

باب فضل الخدمة في الغزو [ 2731 ] حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال صحبت جرير بن عبد الله فكان يخدمني وهو أكبر من أنس قال جرير إني رأيت الأنصار يصنعون شيئا لا أجد أحدا منهم إلا أكرمته [ 2732 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول خرجت مع رسول الله ﷺ إلى خيبر أخدمه فلما قدم النبي ﷺ راجعا وبدا له أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه ثم أشار بيده إلى المدينة قال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها كتحريم إبراهيم مكة اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا [ 2733 ] حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع عن إسماعيل بن زكريا حدثنا عاصم عن مورق العجلي عن أنس رضى الله تعالى عنه قال كنا مع النبي ﷺ أكثرنا ظلا الذي يستظل بكسائه وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا وأما الذين افطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا ، فقال النبي ﷺ ذهب المفطرون اليوم بالأجر

 

 

باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر [ 2734 ] حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : كل سلامي عليه صدقة كل يوم يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع متاعه صدقة والكلمة الطيبة وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ودل الطريق صدقة

 

 

باب فضل رباط يوم في سبيل الله وقول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اصبروا } إلى آخر الآية [ 2735 ] حدثنا عبد الله بن منير سمع أبا النضر حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها

 

 

باب من غزا بصبي للخدمة [ 2736 ] حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب عن عمرو عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال لأبي طلحة التمس غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم فكنت أخدم رسول الله ﷺ إذا نزل فكنت أسمعه كثيرا يقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ثم قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله ﷺ لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ، ثم قال رسول الله ﷺ : إذن من حولك فكانت تلك وليمة رسول الله ﷺ على صفية ثم خرجنا إلى المدينة قال : فرأيت رسول الله ﷺ يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد ، فقال هذا جبل يحبنا ونحبه ثم نظر إلى المدينة ، فقال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم

 

 

باب ركوب البحر [ 2737 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : حدثتني أم حرام أن النبي ﷺ قال : يوما في بيتها فاستيقظ وهو يضحك قالت : يا رسول الله ما يضحكك قال عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال أنت معهم ثم نام فاستيقظ وهو يضحك ، فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثا قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فيقول أنت من الأولين فتزوج بها عبادة بن الصامت فخرج بها إلى الغزو فلما رجعت قربت دابة لتركبها فوقعت فاندقت عنقها

 

باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب[ 2738 ] وقال ابن عباس أخبرني أبو سفيان قال لي قيصر سألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فزعمت ضعفاءهم وهم أتباع الرسل [ 2739 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا محمد بن طلحة عن طلحة عن مصعب بن سعد قال رأى سعد رضى الله تعالى عنه أن له فضلا على من دونه ، فقال النبي ﷺ هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم [ 2740 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابرا عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنهم عن النبي ﷺ قال : يأتي زمان يغزو فئام من الناس فيقال فيكم من صحب النبي ﷺ فيقال : نعم فيفتح عليه ثم يأتي زمان فيقال فيكم من صحب أصحاب النبي ﷺ فيقال : نعم فيفتح ثم يأتي زمان فيقال فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي ﷺ فيقال : نعم فيفتح

 

 

باب لا يقول : فلان شهيد [ 2741 ] قال أبو هريرة عن النبي ﷺ الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله [ 2742 ] حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله ﷺ إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله ﷺ رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ، فقال رسول الله ﷺ : أما إنه من أهل النار ، فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال : فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال : فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله ﷺ ، فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت : أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه ، فقال رسول الله ﷺ : عند ذلك إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة

 

 

باب التحريض على الرمي وقول الله تعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم } [ 2743 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد قال : سمعت سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال مر النبي ﷺ على نفر من أسلم ينتضلون ، فقال النبي ﷺ ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع بني فلان قال : فأمسك أحد الفريقين بأيديهم ، فقال رسول الله ﷺ : ما لكم لا ترمون قالوا كيف نرمي وأنت معهم ، فقال النبي ﷺ ارموا فأنا معكم كلكم [ 2744 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه قال : قال النبي ﷺ يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل

 

 

باب اللهو بالحراب ونحوها [ 2745 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينا الحبشة يلعبون عند النبي ﷺ بحرابهم دخل عمر فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها ، فقال دعهم يا عمر وزاد علي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر في المسجد

 

 

باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه [ 2746 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان أبو طلحة يتترس مع النبي ﷺ بترس واحد وكان أبو طلحة حسن الرمي فكان إذا رمى تشرف النبي ﷺ فينظر إلى موضع نبله [ 2747 ] حدثنا سعيد بن عفير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل قال لما كسرت بيضة النبي ﷺ على رأسه وأدمي وجهه وكسرت رباعيته وكان علي يختلف بالماء في المجن وكانت فاطمة تغسله فلما رأت الدم يزيد على الماء كثرة عمدت إلى حصير فأحرقتها وألصقتها على جرحه فرقأ الدم [ 2748 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر رضى الله تعالى عنه قال : كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله ﷺ مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله ﷺ خاصة وكان ينفق على أهله نفقة سنته ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله [ 2749 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال : حدثني سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم قال : حدثني عبد الله بن شداد قال : سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول : ما رأيت النبي ﷺ يفدي رجلا بعد سعد سمعته يقول ارم فداك أبي وأمي

 

باب الدرق[ 2750 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني ابن وهب قال عمرو حدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها دخل علي رسول الله ﷺ وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني ، وقال مزمارة الشيطان عند رسول الله ﷺ فأقبل عليه رسول الله ﷺ ، فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا قالت وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله ﷺ وإما قال تشتهين تنظرين فقالت نعم فأقامني وراءه خدي على خده ويقول دونكم بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت : نعم قال : فاذهبي قال أحمد عن ابن وهب فلما غفل

 

 

باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق [ 2751 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي ﷺ أحسن الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت فاستقبلهم النبي ﷺ وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبي طلحة عري وفي عنقه السيف وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا ، ثم قال وجدناه بحرا أو قال إنه لبحر

 

 

باب حلية السيوف [ 2752 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي قال : سمعت سليمان بن حبيب قال : سمعت أبا أمامة يقول لقد فتح الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة إنما كانت حليتهم العلابي والآنك والحديد

 

 

باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة [ 2753 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني سنان بن أبي سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أخبر أنه غزا مع رسول الله ﷺ قبل نجد فلما قفل رسول الله ﷺ قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه فنزل رسول الله ﷺ وتفرق الناس يستظلون بالشجر فنزل رسول الله ﷺ تحت سمرة وعلق بها سيفه ونمنا نومة فإذا رسول الله ﷺ يدعونا وإذا عنده أعرابي ، فقال إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا ، فقال من يمنعك مني ، فقال الله ثلاثا ولم يعاقبه وجلس

 

 

باب لبس البيضة [ 2754 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل رضى الله تعالى عنه أنه سئل عن جرح النبي ﷺ يوم أحد ، فقال جرح وجه النبي ﷺ وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة عليها السلام تغسل الدم وعلي يمسك فلما رأت أن الدم لا يزيد إلا كثرة أخذت حصيرا فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألزقته فاستمسك الدم

 

 

باب من لم ير كسر السلاح عند الموت [ 2755 ] حدثنا عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الحارث قال : ما ترك النبي ﷺ إلا سلاحه وبغلة بيضاء وأرضا جعلها صدقة

 

باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر[ 2756 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سنان بن أبي سنان وأبو سلمة أن جابرا أخبره حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب عن سنان بن أبي سنان الدؤلي أن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أخبره أنه غزا مع النبي ﷺ فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه فتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر فنزل النبي ﷺ تحت شجرة فعلق بها سيفه ثم نام فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر به ، فقال النبي ﷺ إن هذا اخترط سيفي ، فقال من يمنعك قلت : الله فشام السيف فها هو ذا جالس ثم لم يعاقبه

 

 

باب ما قيل في الرماح ويذكر عن ابن عمر عن النبي ﷺ جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري [ 2757 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن نافع مولى أبي قتادة الأنصارى عن أبي قتادة رضى الله تعالى عنه أنه كان مع رسول الله ﷺ حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير محرم فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا فسألهم رمحه فأبوا فأخذه ثم شد على الحمار فقتله فأكل منه بعض أصحاب النبي ﷺ وأبى بعض فلما أدركوا رسول الله ﷺ سألوه عن ذلك قال إنما هي طعمة أطعمكموها الله وعن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة في الحمار الوحشي مثل حديث أبي النضر قال هل معكم من لحمه شيء

 

 

باب ما قيل في درع النبي ﷺ والقميص في الحرب ، وقال النبي ﷺ أما خالد فقد احتبس أدراعه في سبيل الله [ 2758 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ وهو في قبة اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم فأخذ أبو بكر بيده ، فقال حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول { سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } ، وقال وهيب حدثنا خالد يوم بدر [ 2759 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت توفي رسول الله ﷺ ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير ، وقال يعلي حدثنا الأعمش درع من حديد ، وقال معلى حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش ، وقال رهنه درعا من حديد [ 2760 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما فكلما هم المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفي أثره وكلما هم البخيل بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى صاحبتها وتقلصت عليه وانضمت يداه إلى تراقيه فسمع النبي ﷺ يقول : فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع

 

 

باب الجبة في السفر والحرب [ 2761 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن أبي الضحى مسلم هو ابن صبيح عن مسروق قال : حدثني المغيرة بن شعبة قال انطلق رسول الله ﷺ لحاجته ثم أقبل فلقيته بماء وعليه جبه شامية فمضمض واستنشق وغسل وجهه فذهب يخرج يديه من كميه فكانا ضيقين فأخرجهما من تحت فغسلهما ومسح برأسه وعلى خفيه

 

 

باب الحرير في الحرب [ 2762 ] حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا خالد حدثنا سعيد عن قتادة أن أنسا حدثهم أن النبي ﷺ رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميص من حرير من حكة كانت بهما [ 2763 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا همام عن قتادة عن أنس حدثنا محمد بن سنان حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن عبد الرحمن بن عوف والزبير شكوا إلى النبي ﷺ يعني القمل فأرخص لهما في الحرير فرأيته عليهما في غزاة [ 2764 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة أخبرني قتادة أن أنسا حدثهم قال رخص النبي ﷺ لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام في حرير حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت قتادة عن أنس رخص أو رخص لحكة بهما

 

 

باب ما يذكر في السكين [ 2765 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال : رأيت النبي ﷺ يأكل من كتف يحتز منها ثم دعي إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري وزاد فألقى السكين

 

 

باب ما قيل في قتال الروم [ 2766 ] حدثنا إسحاق بن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال : حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام قال عمير فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي ﷺ يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام قلت : يا رسول الله أنا فيهم قال أنت فيهم ، ثم قال النبي ﷺ أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم فقلت : أنا فيهم يا رسول الله قال لا

 

 

باب قتال اليهود [ 2767 ] حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول يا عبد الله هذا يهودي ورائي فأقتله [ 2768 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله

 

 

باب قتال الترك [ 2769 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يقول : حدثنا عمرو بن تغلب قال : قال النبي ﷺ إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال الشعر وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة [ 2770 ] حدثنا سعيد بن محمد حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح عن الأعرج قال : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر

 

 

باب قتال الذين ينتعلون الشعر [ 2771 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة قال سفيان وزاد فيه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة

 

 

باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر [ 2772 ] حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت البراء وسأله رجل أكنتم فررتم يا أبا عمارة يوم حنين قال لا والله ما ولى رسول الله ﷺ ولكنه خرج شبان أصحابه وإخفاؤهم حسرا ليس بسلاح فأتوا قوما رماة جمع هوازن وبني نصر ما يكاد يسقط لهم سهم فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فأقبلوا هنالك إلى النبي ﷺ وهو على بغلته البيضاء وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر ، ثم قال أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ثم صف أصحابه

 

باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة[ 2773 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى حدثنا هشام عن محمد عن عبيدة عن علي رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم الأحزاب قال رسول الله ﷺ : ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس [ 2774 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي ﷺ يدعو في القنوت اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم سنين كسني يوسف [ 2775 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد أنه سمع عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما يقول دعا رسول الله ﷺ يوم الأحزاب على المشركين ، فقال اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اللهم اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم [ 2776 ] حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا جعفر بن عون حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي ﷺ يصلي في ظل الكعبة ، فقال أبو جهل وناس من قريش ونحرت جزور بناحية مكة فأرسلوا فجاءوا من سلاها وطرحوه عليه فجاءت فاطمة فألقته عنه ، فقال اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش لأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط قال عبد الله فلقد رأيتهم في قليب بدر قتلى قال أبو إسحاق ونسيت السابع ، وقال يوسف بن إسحاق عن أبي إسحاق أمية بن خلف ، وقال شعبة أمية أو أبي والصحيح أمية [ 2777 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن اليهود دخلوا على النبي ﷺ فقالوا السام عليك فلعنتهم ، فقال : ما لك قلت : أو لم تسمع ما قالوا قال : فلم تسمعي ما قلت : وعليكم

 

 

باب هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب [ 2778 ] حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي بن شهاب عن عمه قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله ﷺ كتب إلى قيصر ، وقال : فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين

 

 

باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم [ 2779 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد أن عبد الرحمن قال : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي ﷺ فقالوا يا رسول الله إن دوسا عصت وأبت فادع الله عليها فقيل هلكت دوس قال اللهم اهد دوسا وأت بهم

 

 

باب دعوة اليهود والنصارى وعلى ما يقاتلون عليه وما كتب النبي ﷺ إلى كسرى وقيصر والدعوة قبل القتال [ 2780 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن قتادة قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول لما أراد النبي ﷺ أن يكتب إلى الروم قيل له إنهم لا يقرؤون كتابا إلا أن يكون مختوما فاتخذ خاتما من فضة فكأني أنظر إلى بياضه في يده ونقش فيه محمد رسول الله [ 2781 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس أخبره أن رسول الله ﷺ بعث بكتابه إلى كسرى فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى حرقه فحسبت أن سعيد بن المسيب قال : فدعا عليهم النبي ﷺ أن يمزقوا كل ممزق

 

 

باب دعاء النبي ﷺ إلى الإسلام والنبوة وأن لا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله وقوله تعالى { ما كان لبشر أن يوتيه الله } إلى آخر الآية [ 2782 ] حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه أخبره أن رسول الله ﷺ كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله ﷺ أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله فلما جاء قيصر كتاب رسول الله ﷺ قال : حين قرأه التمسوا لي ها هنا أحدا من قومه لأسألهم عن رسول الله ﷺ قال : ابن عباس فأخبرني أبو سفيان أنه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارا في المدة التي كانت بين رسول الله ﷺ وبين كفار قريش قال أبو سفيان فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام فأنطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج وإذا حوله عظماء الروم ، فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان فقلت : أنا أقربهم إليه نسبا قال : ما قرابة ما بينك وبينه فقلت : هو ابن عمي وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري ، فقال قيصر أدنوه وأمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ، ثم قال لترجمانه قل لأصحابه إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان والله لولا الحياء يومئذ من أن يأثر أصحابي عني الكذب لكذبته حين سألني عنه ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته ، ثم قال لترجمانه قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم قلت : هو فينا ذو نسب قال : فهل قال هذا القول أحد منكم قبله قلت لا ، فقال كنتم تتهمونه على الكذب قبل أن يقول : ما قال : قلت لا قال : فهل كان من آبائه من ملك قلت لا قال : فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم قلت : بل ضعفاؤهم قال : فيزيدون أو ينقصون قلت : بل يزيدون قال : فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال : فهل يغدر قلت لا ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف أن يغدر قال أبو سفيان ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا أنتقصه به لا أخاف أن تؤثر عني غيرها قال : فهل قاتلتموه أو قاتلكم قلت : نعم قال : فكيف كانت حربه وحربكم قلت : كانت دولا وسجالا يدال علينا المرة وندال عليه الأخرى قال : فماذا يأمركم قال يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة ، فقال لترجمانه حين قلت : ذلك له قل له إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله قلت : رجل يأتم بقول قد قيل قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول : ما قال : فزعمت أن لا فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت : يطلب ملك آبائه وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك هل يزيدون أو ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا يغدرون وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أن قد فعل وأن حربكم وحربه تكون دولا ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة وسألتك بماذا يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال وهذه صفة النبي قد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أظن أنه منكم وإن يك ما قلت : حقا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت قدميه قال أبو سفيان ثم دعا بكتاب رسول الله ﷺ فقرئ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فعليك إثم الأريسيين و { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } قال أبو سفيان فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدري ماذا قالوا وأمر بنا فأخرجنا فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم لقد أمر أمر بن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر يخافه قال أبو سفيان والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره [ 2783 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه سمع النبي ﷺ يقول : يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال أين علي فقيل يشتكي عينيه فأمر فدعي له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء ، فقال نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم [ 2784 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول كان رسول الله ﷺ إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح فإن سمع أذانا أمسك وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح فنزلنا خيبر ليلا حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس أن النبي ﷺ كان إذا غزا بنا [ 2785 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ خرج إلى خيبر فجاءها ليلا وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد والله محمد والخميس ، فقال النبي ﷺ الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم { فساء صباح المنذرين [ 2786 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله رواه عمر وابن عمر عن النبي ﷺ

 

 

باب من أراد غزوة فورى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس [ 2787 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب رضى الله تعالى عنه وكان قائد كعب من بنيه قال : سمعت كعب بن مالك حين تخلف عن رسول الله ﷺ ولم يكن رسول الله ﷺ يريد غزوة إلا ورى بغيرها [ 2788 ] وحدثني أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال : سمعت كعب بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول كان رسول الله ﷺ قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله ﷺ في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل غزو عدو كثير فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبه عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريد [ 2789 ] وعن يونس عن الزهري قال : أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك رضى الله تعالى عنه كان يقول لقلما كان رسول الله ﷺ يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس [ 2790 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ خرج يوم الخميس في غزوة تبوك وكان يحب أن يخرج يوم الخميس

 

 

باب الخروج بعد الظهر [ 2791 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ صلى بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين وسمعتهم يصرخون بهما جميعا

 

باب الخروج آخر الشهر[ 2792 ] وقال كريب عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما انطلق النبي ﷺ من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة وقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة [ 2793 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول خرجنا مع رسول الله ﷺ لخمس ليال بقين من ذي القعدة ولا نرى إلا الحج فلما دنونا من مكة أمر رسول الله ﷺ من لم يكن معه هدي إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أن يحل قالت عائشة فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت : ما هذا ، فقال نحر رسول الله ﷺ عن أزواجه قال يحيى فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد ، فقال أتتك والله بالحديث على وجهه

 

 

باب الخروج في رمضان [ 2794 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : حدثني الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خرج النبي ﷺ في رمضان فصام حتى بلغ الكديد أفطر قال سفيان قال الزهري أخبرني عبيد الله عن ابن عباس وساق الحديث

 

 

باب التوديع [ 2795 ] وقال ابن وهب أخبرني عمرو عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال بعثنا رسول الله ﷺ في بعث ، وقال لنا إن لقيتم فلانا وفلانا لرجلين من قريش سماهما فحرقوهما بالنار قال ثم أتيناه نودعه حين أردنا الخروج ، فقال إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن أخذتموهما فاقتلوهما

 

 

باب السمع والطاعة للإمام [ 2796 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : حدثني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ وحدثني محمد بن صباح حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بالمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة

 

 

باب يقاتل من وراء الإمام ويتقي به [ 2797 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد أن الأعرج حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : نحن الآخرون السابقون وبهذا الإسناد من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه

 

 

باب البيعة في الحرب أن لا يفروا ، وقال بعضهم على الموت لقول الله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } [ 2798 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع قال : قال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها كانت رحمة من الله فسألت نافعا على أي شيء بايعهم على الموت قال لا بل بايعهم على الصبر [ 2799 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد رضى الله تعالى عنه قال لما كان زمن الحرة أتاه آت ، فقال له ان ابن حنظلة يبايع الناس على الموت ، فقال لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله ﷺ [ 2800 ] حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضى الله تعالى عنه قال بايعت النبي ﷺ ثم عدلت إلى ظل الشجرة فلما خف الناس قال : يا ابن الأكوع ألا تبايع قال : قلت : قد بايعت يا رسول الله قال وأيضا فبايعته الثانية فقلت له يا أبا مسلم على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ قال على الموت [ 2801 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن حميد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول كانت الأنصار يوم الخندق تقول نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما حيينا أبدا فأجابهم النبي ﷺ ، فقال اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فأكرم الأنصار والمهاجرة [ 2802 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان عن مجاشع رضى الله تعالى عنه قال أتيت النبي ﷺ أنا وأخي فقلت : بايعنا على الهجرة ، فقال مضت الهجرة لأهلها فقلت : علام تبايعنا قال على الإسلام والجهاد

 

 

باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون [ 2803 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال : قال عبد الله رضى الله تعالى عنه لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه ، فقال أرأيت رجلا مؤديا نشيطا يخرج مع أمرائنا في المغازي فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها فقلت له والله ما أدري ما أقول لك إلا أنا كنا مع النبي ﷺ فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلا فشفاه منه وأوشك أن لا تجدوه والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه وبقي كدره

 

 

باب كان النبي ﷺ إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس [ 2804 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما فقرأته إن رسول الله ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس خطيبا قال أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ، ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم

 

 

باب استئذان الرجل الإمام لقوله { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك } إلى آخر الآية [ 2805 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال غزوت مع رسول الله ﷺ قال : فتلاحق بي النبي ﷺ وأنا على ناضح لنا قد أعيا فلا يكاد يسير ، فقال لي ما لبعيرك قال : قلت : عيي قال : فتخلف رسول الله ﷺ فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير ، فقال لي كيف ترى بعيرك قال : قلت : بخير قد أصابته بركتك قال أفتبيعنيه قال : فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره قال : فقلت : نعم قال : فبعنيه فبعته إياه على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة قال : فقلت : يا رسول الله إني عروس فاستأذنته فأذن لي فتقدمت الناس إلى المدينة فلقيني خالي فسألني عن البعير فأخبرته بما صنعت فيه فلامني قال وقد كأن رسول الله ﷺ قال لي حين استأذنته هل تزوجت بكرا أم ثيبا فقلت : تزوجت ثيبا ، فقال هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك قلت : يا رسول الله توفي والدي أو استشهد ولي أخوات صغار فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن قال : فلما قدم رسول الله ﷺ المدينة غدوت عليه بالبعير فأعطاني ثمنه ورده علي قال المغيرة هذا في قضائنا حسن لا نرى به بأسا

 

باب من غزا

 

وهو حديث عهد بعرسه فيه جابر عن النبي ﷺ

باب من اختار الغزو بعد البناء

 

فيه أبو هريرة عن النبي ﷺ

باب مبادرة الإمام عند الفزع[ 2806 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثني قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان بالمدينة فزع فركب رسول الله ﷺ فرسا لأبي طلحة ، فقال : ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا

 

 

باب السرعة والركض في الفزع [ 2807 ] حدثنا الفضل بن سهل حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير بن حازم عن محمد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : فزع الناس فركب رسول الله ﷺ فرسا لأبي طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلفه ، فقال لم تراعوا إنه لبحر فما سبق بعد ذلك اليوم

 

 

باب الجعائل والحملان في السبيل ، وقال مجاهد قلت لابن عمر الغزو قال إني أحب أن أعينك بطائفة من مالي قلت : أوسع الله علي قال إن غناك لك وإني أحب أن يكون من مالي في هذا الوجه ، وقال عمر إن ناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا ثم لا يجاهدون فمن فعله فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه ما أخذ ، وقال طاوس ومجاهد إذا دفع إليك شيء تخرج به في سبيل الله فاصنع به ما شئت وضعه عند أهلك [ 2808 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال : سمعت مالك بن أنس سأل زيد بن أسلم ، فقال زيد سمعت أبي يقول : قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه حملت على فرس في سبيل الله فرأيته يباع فسألت النبي ﷺ اشتريه ، فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك [ 2809 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله فوجده يباع فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله ﷺ ، فقال لا تبتعه ولا تعد في صدقتك [ 2810 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن سعيد الأنصارى قال : حدثني أبو صالح قال : سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية ولكن لا أجد حمولة ولا أجد ما أحملهم عليه ويشق علي أن يتخلفوا عني ولوددت أني قاتلت في سبيل الله فقتلت ثم أحييت ثم قتلت ثم أحييت

 

 

باب ما قيل في لواء النبي ﷺ [ 2811 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم قال : حدثني الليث قال : أخبرني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن قيس بن سعد الأنصارى رضى الله تعالى عنه وكان صاحب لواء رسول الله ﷺ أراد الحج فرجل [ 2812 ] حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال : كان علي رضى الله تعالى عنه تخلف عن النبي ﷺ في خيبر وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله ﷺ فخرج علي فلحق بالنبي ﷺ فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها ، فقال رسول الله ﷺ : لأعطين الراية أو قال ليأخذن غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله ﷺ ففتح الله عليه [ 2813 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن نافع بن جبير قال : سمعت العباس يقول للزبير رضى الله تعالى عنهما ها هنا أمرك النبي ﷺ أن تركز الراية

 

 

باب الأجير ، وقال الحسن وابن سيرين يقسم للأجير من المغنم وأخذ عطية بن قيس فرسا على النصف فبلغ سهم الفرس أربعمائة دينار فأخذ مائتين وأعطى صاحبه مائتين [ 2814 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان حدثنا ابن جريج عن عطاء عن صفوان بن يعلي عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال غزوت مع رسول الله ﷺ غزوة تبوك فحملت على بكر فهو أوثق أعمالي في نفسي فاستأجرت أجيرا فقاتل رجلا فعض أحدهما الآخر فانتزع يده من فيه ونزع ثنيته فأتى النبي ﷺ فأهدرها ، فقال أيدفع يده إليك فتقضمها كما يقضم الفحل

 

باب قول النبي ﷺ نصرت بالرعب مسيرة شهر

 

وقوله جل وعز { سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله } قاله جابر عن النبي ﷺ [ 2815 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب فبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي قال أبو هريرة وقد ذهب رسول الله ﷺ وأنتم تنتثلونها [ 2816 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله ان ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه وهم بإيلياء ثم دعا بكتاب رسول الله ﷺ فلما فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب فارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر بن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر

 

 

باب حمل الزاد في الغزو وقول الله تعالى { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } [ 2817 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام قال : أخبرني أبي وحدثتني أيضا فاطمة عن أسماء رضى الله تعالى عنها قالت صنعت سفرة رسول الله ﷺ في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة قالت فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي قال : فشقيه باثنين فاربطيه بواحد السقاء وبالآخر السفرة ففعلت فلذلك سميت ذات النطاقين [ 2818 ] حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان عن عمرو قال : أخبرني عطاء سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال كنا نتزود لحوم الأضاحي على عهد النبي ﷺ إلى المدينة [ 2819 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال : سمعت يحيى قال : أخبرني بشير بن يسار أن سويد بن النعمان رضى الله تعالى عنه أخبره أنه خرج مع النبي ﷺ عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء وهي من خيبر وهي أدنى خيبر فصلوا العصر فدعا النبي ﷺ بالأطعمة فلم يؤت النبي ﷺ إلا بسويق فلكنا فأكلنا وشربنا ثم قام النبي ﷺ فمضمض ومضمضنا وصلينا [ 2820 ] حدثنا بشر بن مرحوم حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضى الله تعالى عنه قال خفت أزواد الناس وأملقوا فأتوا النبي ﷺ في نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه ، فقال : ما بقاؤكم بعد إبلكم فدخل عمر على النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم قال رسول الله ﷺ : ناد في الناس يأتون بفضل ازوادهم فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا ، ثم قال رسول الله ﷺ : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله

 

 

باب حمل الزاد على الرقاب [ 2821 ] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا عبدة عن هشام عن وهب بن كيسان عن جابر رضى الله تعالى عنه قال خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا ففني زادنا حتى كان الرجل منا يأكل في كل يوم تمرة قال رجل يا أبا عبد الله وأين كانت التمرة تقع من الرجل قال لقد وجدنا فقدها حين فقدناها حتى أتينا البحر فإذا حوت قد قذفه البحر فأكلنا منه ثمانية عشر يوما ما أحببنا

 

 

باب إرداف المرأة خلف أخيها [ 2822 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا عثمان بن الأسود حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت : يا رسول الله يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة ولم أزد على الحج ، فقال لها اذهبي وليردفك عبد الرحمن فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم فانتظرها رسول الله ﷺ بأعلى مكة حتى جاءت [ 2823 ] حدثني عبد الله حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما قال أمرني النبي ﷺ أن أردف عائشة وأعمرها من التنعيم

 

 

باب الارتداف في الغزو والحج [ 2824 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كنت رديف أبي طلحة وإنهم ليصرخون بها جميعا الحج والعمرة

 

باب الردف على الحمار[ 2825 ] حدثنا قتيبة حدثنا أبو صفوان عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ ركب على حمار على إكاف عليه قطيفة وأردف أسامة وراءه [ 2826 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال يونس أخبرني نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح ودخل رسول الله ﷺ ومعه أسامة وبلال وعثمان فمكث فيها نهارا طويلا ثم خرج فاستبق الناس وكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد بلالا وراء الباب قائما فسأله أين صلى رسول الله ﷺ فأشار له إلى المكان الذي صلى فيه قال عبد الله فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة

 

 

باب من أخذ بالركاب ونحوه [ 2827 ] حدثني إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الإثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوه يخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة

 

 

باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو وكذلك يروى عن محمد بن بشر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ وتابعه بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ وقد سافر النبي ﷺ وأصحابه في أرض العدو وهم يعلمون القرآن [ 2828 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو

 

 

باب التكبير عند الحرب [ 2829 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال صبح النبي ﷺ خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم فلما رأوه قالوا هذا محمد والخميس محمد والخميس فلجؤوا إلى الحصن فرفع النبي ﷺ يديه ، وقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين وأصبنا حمرا فطبخناها فنادى منادي النبي ﷺ إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فأكفئت القدور بما فيها تابعه علي عن سفيان رفع النبي ﷺ يديه

 

 

باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير [ 2830 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله ﷺ فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا ، فقال النبي ﷺ يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده

 

 

باب التسبيح إذا هبط واديا [ 2831 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا

 

باب التكبير إذا علا شرفا[ 2832 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حصين عن سالم عن جابر رضى الله تعالى عنه قال كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا تصوبنا سبحنا [ 2833 ] حدثنا عبد الله قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن صالح بن كيسان عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبي ﷺ إذا قفل من الحج أو العمرة ولا أعلمه إلا قال الغزو يقول كلما أوفي على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا ، ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده قال صالح فقلت له ألم يقل عبد الله إن شاء الله قال لا

 

 

باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة [ 2834 ] حدثنا مطر بن الفضل حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي قال : سمعت أبا بردة واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر فكان يزيد يصوم في السفر ، فقال له أبو بردة سمعت أبا موسى مرارا يقول : قال رسول الله ﷺ : إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا

 

 

باب السير وحده [ 2835 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن المنكدر قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول ندب النبي ﷺ الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير قال النبي ﷺ إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير قال سفيان الحواري الناصر [ 2836 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا عاصم بن محمد قال : حدثني أبي عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ حدثنا أبو نعيم حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده

 

باب السرعة في السير

 

قال أبو حميد قال النبي ﷺ إني متعجل إلى المدينة فمن أراد أن يتعجل معي فليتعجل [ 2837 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال : أخبرني أبي قال : وسئل أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما وكان يحيى يقول وأنا أسمع فسقط عني عن مسير النبي ﷺ في حجة الوداع قال : فكان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص والنص فوق العنق [ 2838 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال : أخبرني زيد هو ابن أسلم عن أبيه قال : كنت مع عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما بطريق مكة فبلغه عن صفية بنت أبي عبيد شدة وجع فأسرع السير حتى إذا كان بعد غروب الشفق ثم نزل فصلى المغرب والعتمة يجمع بينهما ، وقال إني رأيت النبي ﷺ إذا جد به السير أخر المغرب وجمع بينهما [ 2839 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله

 

باب إذا حمل على فرس فرآها تباع[ 2840 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله فوجده يباع فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله ﷺ ، فقال لا تبتعه ولا تعد في صدقتك [ 2841 ] حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول حملت على فرس في سبيل الله فابتاعه أو فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه وظننت أنه بائعه برخص فسألت النبي ﷺ ، فقال لا تشتره وإن بدرهم فإن العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه

 

 

باب الجهاد بإذن الأبوين [ 2842 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال : سمعت أبا العباس الشاعر وكان لا يتهم في حديثه قال : سمعت عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما يقول جاء رجل إلى النبي ﷺ فاستأذنه في الجهاد ، فقال أحي والداك قال : نعم قال : ففيهما فجاهد

 

 

باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل [ 2843 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصارى رضى الله تعالى عنه أخبره أنه كان مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره قال عبد الله حسبت أنه قال والناس في مبيتهم فأرسل رسول الله ﷺ رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت

 

 

باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة وكان له عذر هل يؤذن له [ 2844 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي معبد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه سمع النبي ﷺ يقول : لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم فقام رجل ، فقال : يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة قال اذهب فحج مع امرأتك

 

 

باب الجاسوس وقول الله تعالى { لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } التجسس التبحث [ 2845 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال : أخبرني حسن بن محمد قال : أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال : سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله ﷺ فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله ﷺ ، فقال رسول الله ﷺ : يا حاطب ما هذا قال : يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله ﷺ : لقد صدقكم قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال سفيان وأي إسناد هذا

 

باب الكسوة للأسارى[ 2846 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال لما كان يوم بدر أتى بأسارى وأتى بالعباس ولم يكن عليه ثوب فنظر النبي ﷺ له قميصا فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه فكساه النبي ﷺ إياه فلذلك نزع النبي ﷺ قميصه الذي ألبسه قال ابن عيينة كانت له عند النبي ﷺ يد فأحب أن يكافئه

 

باب فضل من أسلم على يديه رجل[ 2847 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري عن أبي حازم قال : أخبرني سهل رضى الله تعالى عنه يعني ابن سعد قال : قال النبي ﷺ يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات الناس ليلتهم أيهم يعطي فغدوا كلهم يرجونه ، فقال أين علي فقيل يشتكي عينيه فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه ، فقال أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم

 

 

باب الأسارى في السلاسل [ 2848 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل

 

باب فضل من أسلم من أهل الكتابين[ 2849 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا صالح بن حي أبو حسن قال : سمعت الشعبي يقول حدثني أبو بردة أنه سمع أباه عن النبي ﷺ قال : ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين الرجل تكون له الأمة فيعلمها فيحسن تعليمها ويؤدبها فيحسن أدبها ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران ومؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمنا ثم آمن بالنبي ﷺ فله أجران والعبد الذي يؤدي حق الله وينصح لسيده ، ثم قال الشعبي وأعطيتكها بغير شيء وقد كان الرجل يرحل في أهون منها إلى المدينة

 

 

باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري { بياتا } ليلا { لنبيتنه } ليلا { بيت } ليلا [ 2850 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة رضى الله تعالى عنهم قال مر بي النبي ﷺ بالأبواء أو بودان وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين فيصاب من نسائهم وذراريهم قال هم منهم وسمعته يقول لا حمى إلا لله تعالى ولرسوله ﷺ وعن الزهري أنه سمع عبيد الله عن ابن عباس حدثنا الصعب في الذراري كان عمرو يحدثنا عن ابن شهاب عن النبي ﷺ فسمعناه من الزهري قال : أخبرني عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب قال هم منهم ولم يقل كما قال عمرو هم من آبائهم

 

باب قتل الصبيان في الحرب[ 2851 ] حدثنا أحمد بن يونس أخبرنا الليث عن نافع أن عبد الله رضى الله تعالى عنه أخبره أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي ﷺ مقتولة فأنكر رسول الله ﷺ قتل النساء والصبيان

 

 

باب قتل النساء في الحرب [ 2852 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : قلت لأبي أسامة حدثكم عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله ﷺ فنهى رسول الله ﷺ عن قتل النساء والصبيان

 

 

باب لا يعذب بعذاب الله [ 2853 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال بعثنا رسول الله ﷺ في بعث ، فقال إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ، ثم قال رسول الله ﷺ : حين أردنا الخروج إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما [ 2854 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة أن عليا رضى الله تعالى عنه حرق قوما فبلغ بن عباس ، فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي ﷺ قال لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي ﷺ من بدل دينه فاقتلوه

 

 

باب { فإما منا بعد وإما فداء } فيه حديث ثمامة وقوله عز وجل { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } يعني يغلب { في الأرض تريدون عرض الدنيا } الآية باب هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة فيه المسور عن النبي ﷺ باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق [ 2855 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رهطا من عكل ثمانية قدموا على النبي ﷺ فاجتووا المدينة فقالوا يا رسول الله ابغنا رسلا قال : ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذود وكفروا بعد إسلامهم فأتى الصريخ النبي ﷺ فبعث الطلب فما ترجل النهار حتى أتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحرة يستسقون فما يسقون حتى ماتوا قال أبو قلابة قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله ﷺ وسعوا في الأرض فسادا [ 2856 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح

 

باب حرق الدور والنخيل[ 2857 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس بن أبي حازم قال : قال لي جرير قال لي رسول الله ﷺ : ألا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية قال : فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل قال وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري ، وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله ﷺ يخبره ، فقال رسول جرير والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب قال : فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات [ 2858 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال حرق النبي ﷺ نخل بني النضير

 

 

باب قتل النائم المشرك [ 2859 ] حدثنا علي بن مسلم حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال : حدثني أبي عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال بعث رسول الله ﷺ رهطا من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم قال : فدخلت في مربط دواب لهم قال وأغلقوا باب الحصن ثم إنهم فقدوا حمارا لهم فخرجوا يطلبونه فخرجت فيمن خرج أريهم أنني أطلبه معهم فوجدوا الحمار فدخلوا ودخلت وأغلقوا باب الحصن ليلا فوضعوا المفاتيح في كوة حيث أراها فلما ناموا أخذت المفاتيح ففتحت باب الحصن ثم دخلت عليه فقلت : يا أبا رافع فأجابني فتعمدت الصوت فضربته فصاح فخرجت ثم جئت ثم رجعت كأني مغيث فقلت : يا أبا رافع وغيرت صوتي ، فقال : ما لك لأمك الويل قلت : ما شأنك قال لا أدري من دخل علي فضربني قال : فوضعت سيفي في بطنه ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم ثم خرجت وأنا دهش فأتيت سلما لهم لأنزل منه فوقعت فوثئت رجلي فخرجت إلى أصحابي فقلت : ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز قال : فقمت وما بي قلبة حتى أتينا النبي ﷺ فأخبرناه [ 2860 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال بعث رسول الله ﷺ رهطا من الأنصار إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا فقتله وهو نائم

 

باب لا تمنوا لقاء العدو[ 2861 ] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة قال : حدثني سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله كنت كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفي حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه أن رسول الله ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس ، فقال أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ، ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم [ 2862 ] وقال موسى بن عقبة حدثني سالم أبو النضر كنت كاتبا لعمر بن عبيد الله فأتاه كتاب عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال لا تمنوا لقاء العدو [ 2863 ] وقال أبو عامر حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا

 

 

باب الحرب خدعة [ 2864 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله وسمى الحرب خدعة [ 2865 ] حدثنا أبو بكر ابن أصرم أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سمى النبي ﷺ الحرب خدعة [ 2866 ] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ الحرب خدعة

 

 

باب الكذب في الحرب [ 2867 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ قال : من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله قال محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله يا رسول الله قال : نعم قال : فأتاه ، فقال إن هذا يعني النبي ﷺ قد عنانا وسألنا الصدقة قال وأيضا والله لتملنه قال : فإنا قد اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر إلى ما يصير أمره قال : فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله

 

باب الفتك بأهل الحرب[ 2868 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر عن النبي ﷺ قال : من لكعب بن الأشرف ، فقال محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله قال : نعم قال : فأذن لي فأقول قال قد فعلت

 

 

باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته [ 2869 ] قال الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه قال انطلق رسول الله ﷺ ومعه أبي بن كعب قبل بن صياد فحدث به في نخل فلما دخل عليه رسول الله ﷺ النخل طفق يتقي بجذوع النخل وابن صياد في قطيفة له فيها رمرمة فرأت أم بن صياد رسول الله ﷺ فقالت : يا صاف هذا محمد فوثب بن صياد ، فقال رسول الله ﷺ : لو تركته بين

 

 

باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق فيه سهل وأنس عن النبي ﷺ وفيه يزيد عن سلمة [ 2870 ] حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أبو إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال : رأيت النبي ﷺ يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الأعداء قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا يرفع بها صوته

 

 

باب من لا يثبت على الخيل [ 2871 ] حدثني محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن جرير رضى الله تعالى عنه قال : ما حجبني النبي ﷺ منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري ، وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا

 

باب دواء الجرح بإحراق الحصير

 

وغسل المرأة عن أبيها الدم عن وجهه وحمل الماء في الترس [ 2872 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو حازم قال سألوا سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه بأي شيء دووي جرح النبي ﷺ ، فقال : ما بقي من الناس أحد أعلم به مني كان علي يجيء بالماء في ترسه وكانت يعني فاطمة تغسل الدم عن وجهه وأخذ حصير فأحرق ثم حشي به جرح رسول الله ﷺ

 

 

باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه ، وقال الله تعالى { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } قال قتادة الريح الحرب [ 2873 ] حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا [ 2874 ] حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما يحدث قال جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله بن جبير ، فقال إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطاناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم فهزموهم قال : فأنا والله رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون ، فقال عبد الله بن جبير أنسيتم ما قال لكم رسول الله ﷺ قالوا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع النبي ﷺ غير اثني عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان النبي ﷺ وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسيرا وسبعين قتيلا ، فقال أبو سفيان أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهاهم النبي ﷺ أن يجيبوه ، ثم قال أفي القوم بن أبي قحافة ثلاث مرات ، ثم قال أفي القوم بن الخطاب ثلاث مرات ثم رجع إلى أصحابه ، فقال : أما هؤلاء فقد قتلوا فما ملك عمر نفسه ، فقال كذبت والله يا عدوالله إن الذين عددت لأحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوؤك قال يوم بيوم بدر والحرب سجال إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل قال النبي ﷺ ألا تجيبونه قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل قال إن لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال النبي ﷺ ألا تجيبونه قال قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم

 

باب إذا فزعوا بالليل[ 2875 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس قال وقد فزع أهل المدينة ليلة سمعوا صوتا قال : فتلقاهم النبي ﷺ على فرس لأبي طلحة عري وهو متقلد سيفه ، فقال لم تراعوا لم تراعوا ، ثم قال رسول الله ﷺ : وجدته بحرا يعني الفرس

 

باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس[ 2876 ] حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة أنه أخبره قال خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف قلت : ويحك ما بك قال أخذت لقاح النبي ﷺ قلت : من أخذها قال غطفان وفزارة فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها يا صباحاه يا صباحاه ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها فجعلت أرميهم وأقول أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا فأقبلت بها أسوقها فلقيني النبي ﷺ فقلت : يا رسول الله إن القوم عطاش وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم فابعث في أثرهم ، فقال : يا ابن الأكوع ملكت فأسجح إن القوم يقرون في قومهم

 

 

باب من قال خذها وأنا بن فلان ، وقال سلمة خذها وأنا بن الأكوع [ 2877 ] حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال سأل رجل البراء رضى الله تعالى عنه ، فقال : يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين قال البراء وأنا أسمع أما رسول الله ﷺ لم يول يومئذ كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب قال : فما رئي من الناس يومئذ أشد منه

 

 

باب إذا نزل العدو على حكم رجل [ 2878 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة هو ابن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد هو ابن معاذ بعث رسول الله ﷺ وكان قريبا منه فجاء على حمار فلما دنا قال رسول الله ﷺ : قوموا إلى سيدكم فجاء فجلس إلى رسول الله ﷺ ، فقال له إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال : فإني أحكم أن تقتل المقاتلة وأن تسبي الذرية قال لقد حكمت فيهم بحكم الملك

 

باب قتل الأسير وقتل الصبر[ 2879 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل ، فقال ان ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال اقتلوه

 

 

باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل [ 2880 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال بعث رسول الله ﷺ عشرة رهط سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصارى جد عاصم بن عمر فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة وهو بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا قال عاصم بن ثابت أمير السرية أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب الأنصارى وابن دثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم ، فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن في هؤلاء لأسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعه بدر فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي ، فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال لو لا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع فقتله بن الحارث فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النبي ﷺ أصحابه خبرهم وما أصيبوا وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا

 

 

باب فكاك الأسير فيه عن أبي موسى عن النبي ﷺ [ 2881 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : فكوا العاني يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض [ 2882 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مطرف أن عامرا حدثهم عن أبي جحيفة رضى الله تعالى عنه قال : قلت لعلي رضى الله تعالى عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت : وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر

 

 

باب فداء المشركين [ 2883 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال : حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله ﷺ فقالوا يا رسول الله ائذن فلنترك لابن أختنا عباس فداءه ، فقال لا تدعون منها درهما [ 2884 ] وقال إبراهيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال أتى النبي ﷺ بمال من البحرين فجاءه العباس ، فقال : يا رسول الله أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا ، فقال خذ فأعطاه في ثوبه [ 2885 ] حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه وكان جاء في أسارى بدر قال : سمعت النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالطور

 

 

باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان [ 2886 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو العميس عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال أتى النبي ﷺ عين من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل ، فقال النبي ﷺ اطلبوه واقتلوه فقتله فنفله سلبه

 

 

باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون [ 2887 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون عن عمر رضى الله تعالى عنه قال وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله ﷺ أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم

 

 

باب جوائز الوفد هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم [ 2888 ] حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال اشتد برسول الله ﷺ وجعه يوم الخميس ، فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله ﷺ قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة ، وقال يعقوب بن محمد سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب ، فقال مكة والمدينة واليمامة واليمن ، وقال يعقوب والعرج أول تهامة

 

 

باب التجمل للوفود [ 2889 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله ان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال وجد عمر حلة استبرق تباع في السوق فأتى بها رسول الله ﷺ ، فقال : يا رسول الله ابتع هذه الحلة فتجمل بها للعيد وللوفود ، فقال رسول الله ﷺ : إنما هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له فلبث ما شاء الله ثم أرسل إليه النبي ﷺ بجبة ديباج فأقبل بها عمر حتى أتى بها رسول الله ﷺ ، فقال : يا رسول الله قلت : إنما هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له ثم أرسلت إلي بهذه ، فقال تبيعها أو تصيب بها بعض حاجتك

 

باب كيف يعرض الإسلام على الصبي[ 2890 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه أخبره أن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي ﷺ مع النبي ﷺ قبل بن صياد حتى وجدوه يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وقد قارب يومئذ بن صياد يحتلم فلم يشعر حتى ضرب النبي ﷺ ظهره بيده ، ثم قال النبي ﷺ أتشهد أني رسول الله ﷺ فنظر إليه بن صياد ، فقال أشهد أنك رسول الأميين ، فقال ابن صياد للنبي ﷺ أتشهد أني رسول الله قال له النبي ﷺ آمنت بالله ورسله قال النبي ﷺ ماذا ترى قال ابن صياد يأتيني صادق وكاذب قال النبي ﷺ خلط عليك الأمر قال النبي ﷺ إني قد خبأت لك خبيئا قال ابن صياد هو الدخ قال النبي ﷺ اخسأ فلن تعدو قدرك قال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال النبي ﷺ إن يكنه فلن تسلط عليه إن لم يكنه فلا خير لك في قتله [ 2891 ] قال ابن عمر انطلق النبي ﷺ وأبي بن كعب يأتيان النخل الذي فيه بن صياد حتى إذا دخل النخل طفق النبي ﷺ يتقي بجذوع النخل وهو يختل بن صياد أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمزة فرأت أم بن صياد النبي ﷺ وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد أي صاف وهو اسمه فثار بن صياد ، فقال النبي ﷺ لو تركته بين [ 2892 ] وقال سالم قال ابن عمر ثم قام النبي ﷺ في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال ، فقال إني أنذركموه وما من نبي إلا قد أنذره قومه لقد أنذره نوح قومه ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور

 

 

باب قول النبي ﷺ لليهود أسلموا تسلموا قاله المقبري عن أبي هريرة باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم [ 2893 ] حدثنا محمود أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد قال : قلت : يا رسول الله أين تنزل غدا في حجته قال وهل ترك لنا عقيل منزلا ، ثم قال نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة المحصب حيث قاسمت قريش على الكفر وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يبايعوهم ولا يؤووهم قال الزهري والخيف الوادي [ 2894 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه استعمل مولى له يدعى هنيا على الحمى ، فقال : يا هني اضمم جناحك عن المسلمين واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مستجابة وأدخل رب الصريمة ورب الغنيمة وإياي ونعم بن عوف ونعم بن عفان فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعا إلى نخل وزرع إن رب الصريمة ورب الغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول يا أمير المؤمنين أفتاركهم أنا لا أبا لك فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق وأيم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم إنها لبلادهم فقاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا

 

 

باب كتابة الإمام الناس [ 2895 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل فقلنا نخاف ونحن ألف وخمسمائة فلقد رأيتنا ابتلينا حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش فوجدناهم خمسمائة قال أبو معاوية ما بين ستمائة إلى سبعمائة [ 2896 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي معبد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال جاء رجل إلى النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله إني كتبت في غزوة كذا وكذا وامرأتي حاجة قال ارجع فحج مع امرأتك

 

 

باب إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر [ 2897 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح وحدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال شهدنا مع رسول الله ﷺ خيبر ، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة فقيل : يا رسول الله الذي قلت : إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات ، فقال النبي ﷺ إلى النار قال : فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي ﷺ بذلك ، فقال الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالا فنادى بالناس إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر

 

 

باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو [ 2898 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال خطب رسول الله ﷺ ، فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح عليه وما يسرني أو قال : ما يسرهم أنهم عندنا ، وقال وإن عينيه لتذرفان

 

 

باب العون بالمدد [ 2899 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي وسهل بن يوسف عن سعيد عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان فزعموا أنهم قد أسلموا واستمدوه على قومهم فأمدهم النبي ﷺ بسبعين من الأنصار قال أنس كنا نسميهم القراء يحطبون بالنهار ويصلون بالليل فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان قال قتادة وحدثنا أنس أنهم قرؤوا بهم قرآنا ألا بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم رفع ذلك بعد

 

باب من غلب العدو فأقام عل عرصتهم ثلاثا[ 2900 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال تابعه معاذ وعبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة عن النبي ﷺ

 

 

باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره ، وقال رافع كنا مع النبي ﷺ بذي الحليفة فأصبنا غنما وإبلا فعدل عشرة من الغنم ببعير [ 2901 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة أن أنسا أخبره قال اعتمر النبي ﷺ من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين

 

 

باب إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم [ 2902 ] قال ابن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال ذهب فرس له فأخذه العدو فظهر عليه المسلمون فرد عليه في زمن رسول الله ﷺ وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي ﷺ [ 2903 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : أخبرني نافع أن عبدا لابن عمر أبق فلحق بالروم فظهر عليه خالد بن الوليد فرده على عبد الله وأن فرسا لابن عمر عار فلحق بالروم فظهر عليه فردوه على عبد الله قال أبو عبد الله عار مشتق من العير وهو حمار وحش أي هرب [ 2904 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان على فرس يوم لقي المسلمون وأمير المسلمين يومئذ خالد بن الوليد بعثه أبو بكر فأخذه العدو فلما هزم العدو رد خالد فرسه

 

 

باب من تكلم بالفارسية والرطانة وقوله تعالى { واختلاف ألسنتكم وألوانكم } { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } [ 2905 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قلت : يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر فصاح النبي ﷺ ، فقال : يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم [ 2906 ] حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن خالد بن سعيد عن أبيه عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت أتيت رسول الله ﷺ مع أبي وعلي قميص أصفر قال رسول الله ﷺ : سنه سنه قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي قال رسول الله ﷺ : دعها ، ثم قال رسول الله ﷺ : أبلي واخلقي ثم أبلي واخلقي ثم أبلي واخلقي قال عبد الله فبقيت حتى ذكر [ 2907 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال النبي ﷺ بالفارسية كخ كخ أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة

 

باب الغلول وقول الله تعالى { ومن يغلل يأت بما غل }[ 2908 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن أبي حيان قال : حدثني أبو زرعة قال : حدثني أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال قام فينا النبي ﷺ فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره قال لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء على رقبته فرس لها حمحمة يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك وعلى رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك وعلى رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك أو على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ، وقال أيوب عن أبي حيان فرس له حمحمة

 

 

باب القليل من الغلول ولم يذكر عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ أنه حرق متاعه وهذا أصح [ 2909 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال : كان على ثقل النبي ﷺ رجل يقال له كركرة فمات ، فقال رسول الله ﷺ : هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها قال أبو عبد الله قال ابن سلام كركرة يعني بفتح الكاف وهو مضبوط كذا

 

 

باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم [ 2910 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع قال كنا مع النبي ﷺ بذي الحليفة فأصاب الناس جوع وأصبنا إبلا وغنما وكان النبي ﷺ في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعير وفي القوم خيل يسير فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه الله ، فقال هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش فما ند عليكم فاصنعوا به هكذا ، فقال جدي إنا نرجو أو نخاف أن نلقى العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب ، فقال : ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة

 

باب البشارة في الفتوح[ 2911 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل قال : حدثني قيس قال : قال لي جرير بن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لي رسول الله ﷺ : ألا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتا فيه خثعم يسمى كعبة اليمانية فانطلقت في خمسين ومائة من أحمس وكانوا أصحاب خيل فأخبرت النبي ﷺ أني لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري ، فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها فأرسل إلى النبي ﷺ يبشره ، فقال رسول جرير يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب فبارك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات قال مسدد بيت في خثعم

 

 

باب ما يعطى البشير وأعطى كعب بن مالك ثوبين حين بشر بالتوبة باب لا هجرة بعد الفتح [ 2912 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شيبان عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ يوم فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا [ 2913 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد عن أبي عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود قال جاء مجاشع بأخيه مجالد بن مسعود إلى النبي ﷺ ، فقال هذا مجالد يبايعك على الهجرة ، فقال لا هجرة بعد فتح مكة ولكن أبايعه على الإسلام [ 2914 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو وابن جريج سمعت عطاء يقول ذهبت مع عبيد بن عمير إلى عائشة رضى الله تعالى عنها وهي مجاورة بثبير فقالت لنا انقطعت الهجرة منذ فتح الله على نبيه ﷺ مكة

 

 

باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن [ 2915 ] حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن وكان عثمانيا ، فقال لابن عطية وكان علويا إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء سمعته يقول بعثني النبي ﷺ والزبير ، فقال ائتوا روضة كذا وتجدون بها امرأة أعطاها حاطب كتابا فأتينا الروضة فقلنا الكتاب قالت لم يعطني فقلنا لتخرجن أو لأجردنك فأخرجت من حجزتها فأرسل إلى حاطب ، فقال لا تعجل والله ما كفرت ولا ازددت للإسلام إلا حبا ولم يكن أحد من أصحابك إلا وله بمكة من يدفع الله به عن أهله وماله ولم يكن لي أحد فأحببت أن اتخذ عندهم يدا فصدقه النبي ﷺ قال : عمر دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق ، فقال : ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فهذا الذي جرأه

 

 

باب استقبال الغزاة [ 2916 ] حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا يزيد بن زريع وحميد بن الأسود عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير لابن جعفر رضى الله تعالى عنهم أتذكر إذ تلقينا رسول الله ﷺ أنا وأنت وابن عباس قال : نعم فحملنا وتركك [ 2917 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة عن الزهري قال : قال السائب بن يزيد رضى الله تعالى عنه ذهبنا نتلقى رسول الله ﷺ مع الصبيان إلى ثنية الوداع

 

 

باب ما يقول إذا رجع من الغزو [ 2918 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ كان إذا قفل كبر ثلاثا قال آيبون إن شاء الله تائبون عابدون حامدون لربنا ساجدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده [ 2919 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال : حدثني يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال كنا مع النبي ﷺ مقفله من عسفان ورسول الله ﷺ على راحلته وقد أردف صفية بنت حيي فعثرت ناقته فصرعا جميعا فاقتحم أبو طلحة ، فقال : يا رسول الله جعلني الله فداءك قال عليك المرأة فقلب ثوبا على وجهه وأتاها فألقاه عليها وأصلح لهما مركبهما فركبا واكتنفنا رسول الله ﷺ فلما أشرفنا على المدينة قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة [ 2920 ] حدثنا علي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي ﷺ ومع النبي ﷺ صفية مردفها على راحلته فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة فصرع النبي ﷺ والمرأة وإن أبا طلحة قال أحسب قال اقتحم عن بعيره فأتى رسول الله ﷺ ، فقال : يا نبي الله جعلني الله فداءك هل أصابك من شيء قال لا ولكن عليك بالمرأة فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما فركبا فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة أو قال أشرفوا على المدينة قال النبي ﷺ آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة

 

 

باب الصلاة إذا قدم من سفر [ 2921 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن محارب بن دثار قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : كنت مع النبي ﷺ في سفر فلما قدمنا المدينة قال لي ادخل المسجد فصل ركعتين [ 2922 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب عن كعب رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس

 

 

باب الطعام عند القدوم وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه [ 2923 ] حدثني محمد أخبرنا وكيع عن شعبة عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ لما قدم المدينة نحر جزورا أو بقرة زاد معاذ عن شعبة عن محارب سمع جابر بن عبد الله اشترى مني النبي ﷺ بعيرا بوقيتين ودرهم أو درهمين فلما قدم صرارا أمر ببقرة فذبحت فأكلوا منها فلما قدم المدينة أمرني أن آتي المسجد فأصلي ركعتين ووزن لي ثمن البعير [ 2924 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن محارب بن دثار عن جابر قال قدمت من سفر ، فقال النبي ﷺ صل ركعتين صرار موضع ناحية بالمدينة

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أبواب الخمس

باب فرض الخمس[ 2925 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي عليهما السلام أخبره أن عليا قال : كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي ﷺ أعطاني شارفا من الخمس فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله ﷺ واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين وأستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار رجعت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد اجتب أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما فقلت : من فعل هذا فقالوا فعل حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار فانطلقت حتى أدخل على النبي ﷺ وعنده زيد بن حارثة فعرف النبي ﷺ في وجهي الذي لقيت ، فقال النبي ﷺ ما لك فقلت : يا رسول الله ما رأيت كاليوم قط عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب فدعا النبي ﷺ بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذنوا لهم فإذا هم شرب فطفق رسول الله ﷺ يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى رسول الله ﷺ ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى سرته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ، ثم قال حمزة هل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف رسول الله ﷺ أنه قد ثمل فنكص رسول الله ﷺ على عقبيه القهقري وخرجنا معه [ 2926 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها أخبرته أن فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله ﷺ سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله ﷺ أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله ﷺ مما أفاء الله عليه ، فقال أبو بكر أن رسول الله ﷺ قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله ﷺ فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله ﷺ ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله ﷺ من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك ، وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله ﷺ يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر ، وقال هما صدقة رسول الله ﷺ كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال : فهما على ذلك إلى اليوم [ 2927 ] حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك فانطلقت حتى أدخل على مالك بن أوس فسألته عن ذلك الحديث ، فقال : مالك بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني ، فقال أجب أمير المؤمنين فانطلقت معه حتى أدخل على عمر فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من آدم فسلمت عليه ثم جلست ، فقال : يا مال إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فأقبضه فاقسمه بينهم فقلت : يا أمير المؤمنين لو أمرت به غيري قال أقبضه أيها المرء فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ ، فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص يستأذنون قال : نعم فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا ثم جلس يرفأ يسيرا ، ثم قال هل لك في علي وعباس قال : نعم فأذن لهما فدخلا فسلما فجلسا ، فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله ﷺ من بني النضير ، فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر قال عمر تيدكم أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله ﷺ قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول الله ﷺ نفسه قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس ، فقال : أنشدكما الله أتعلمان أن رسول الله ﷺ قد قال ذلك قالا قد قال ذلك قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله قد خص رسوله ﷺ في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ { وما أفاء الله على رسوله منهم } إلى قوله { قدير } فكانت هذه خالصة لرسول الله ﷺ والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله ﷺ ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل رسول الله ﷺ بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك قالوا نعم ، ثم قال لعلي وعباس أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك قال عمر ثم توفى الله نبيه ﷺ ، فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله ﷺ فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله ﷺ والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فكنت أنا ولي أبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي أعمل فيها بما عمل رسول الله ﷺ وما عمل فيها أبو بكر والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة وأمركما واحد جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا يريد عليا يريد نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما أن رسول الله ﷺ قال لا نورث ما تركنا صدقة فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت : إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله ﷺ وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها فقلتما ادفعها إلينا فبذلك دفعتها إليكما فأنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك قال الرهط نعم ثم أقبل على علي وعباس ، فقال : أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال : فتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فإني أكفيكماها

 

 

باب أداء الخمس من الدين [ 2928 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أبي حمزة الضبعي قال : سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول قدم وفد بن عبد القيس فقالوا يا رسول الله إنا هذا الحي من ربيعة بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نصل إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر نأخذ به وندعو إليه من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وعقد بيده وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تؤدوا لله خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت

 

باب نفقة نساء النبي ﷺ بعد وفاته[ 2929 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة [ 2930 ] حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت توفي رسول الله ﷺ وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني [ 2931 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق قال : سمعت عمرو بن الحارث قال : ما ترك النبي ﷺ إلا سلاحه وبغلته البيضاء وأرضا تركها صدقة

 

 

باب ما جاء في بيوت أزواج النبي ﷺ وما نسب من البيوت إليهن وقول الله تعالى { وقرن في بيوتكن } و { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم } [ 2932 ] حدثنا حبان بن موسى ومحمد قالا : أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر ويونس عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ قالت لما ثقل رسول الله ﷺ استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له [ 2933 ] حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع سمعت ابن أبي مليكة قال : قالت عائشة رضى الله تعالى عنها توفي النبي ﷺ في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي ﷺ عنه فأخذته فمضغته ثم سننته به [ 2934 ] حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث قال : حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن صفية زوج النبي ﷺ أخبرته أنها جاءت رسول الله ﷺ تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ثم قامت تنقلب فقام معها رسول الله ﷺ حتى إذا بلغ قريبا من باب المسجد عند باب أم سلمة زوج النبي ﷺ مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله ﷺ ثم نفذا ، فقال لهما رسول الله ﷺ على رسلكما قالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ذلك ، فقال رسول الله ﷺ : إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا [ 2935 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حبان عن واسع بن حبان عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال ارتقيت فوق بيت حفصة فرأيت النبي ﷺ يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام [ 2936 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن هشام عن أبيه أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها [ 2937 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قام النبي ﷺ خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة ، فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان [ 2938 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرتها أن رسول الله ﷺ كان عندها وأنها سمعت صوت إنسان يستأذن في بيت حفصة فقلت : يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك ، فقال رسول الله ﷺ : أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة

 

 

باب ما ذكر من درع النبي ﷺ وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم تذكر قسمته ومن شعره ونعله وآنيته مما يتبرك به أصحابه وغيرهم بعد وفاته [ 2939 ] حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى قال : حدثني أبي عن ثمامة عن أنس أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه لما استخلف بعثه إلى البحرين وكتب له هذا الكتاب وختمه بخاتم النبي ﷺ وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله سطر [ 2940 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا عيسى بن طهمان قال أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين لهما قبالآن فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس أنهما نعلا النبي ﷺ [ 2941 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة رضى الله تعالى عنها كساء ملبدا وقالت في هذا نزع روح النبي ﷺ وزاد سليمان عن حميد عن أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من هذه التي يدعونها الملبدة [ 2942 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن عاصم عن ابن سيرين عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن قدح النبي ﷺ انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة قال عاصم رأيت القدح وشربت فيه [ 2943 ] حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي أن الوليد بن كثير حدثه عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي حدثه ان ابن شهاب حدثه أن علي بن حسين حدثه أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمه الله عليه لقيه المسور بن مخرمة ، فقال له هل لك إلي من حاجة تأمرني بها فقلت له لا ، فقال له فهل أنت معطي سيف رسول الله ﷺ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام فسمعت رسول الله ﷺ يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم ، فقال إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها ، ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه قال : حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله ﷺ وبنت عدوالله أبدا [ 2944 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن منذر عن ابن الحنفية قال لو كان علي رضى الله تعالى عنه ذاكرا عثمان رضى الله تعالى عنه ذكره يوم جاءه ناس فشكوا سعاة عثمان ، فقال لي علي اذهب إلى عثمان فأخبره أنها صدقة رسول الله ﷺ فمر سعاتك يعملون فيها فأتيته بها ، فقال أغنها عنا فأتيت بها عليا فأخبرته ، فقال ضعها حيث أخذتها قال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن سوقة قال : سمعت منذرا الثوري عن ابن الحنفية قال أرسلني أبي خذ هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان فإن فيه أمر النبي ﷺ في الصدقة

 

باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله ﷺ والمساكين

 

وإيثار النبي ﷺ أهل الصفة والأرامل حين سألته فاطمة وشكت إليه الطحن والرحى أن يخدمها من السبي فوكلها إلى الله [ 2945 ] حدثنا بدل بن المحبر أخبرنا شعبة قال : أخبرني الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى حدثنا علي أن فاطمة عليها السلام اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن فبلغها أن رسول الله ﷺ أتى بسبي فأتته تسأله خادما فلم توافقه فذكرت لعائشة فجاء النبي ﷺ فذكرت ذلك عائشة له فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم ، فقال على مكانكما حتى وجدت برد قدميه على صدري ، فقال ألا أدلكما على خير مما سألتماه إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين فإن ذلك خير لكما مما سألتماه

 

 

باب قول الله تعالى { فأن لله خمسه وللرسول } يعني للرسول قسم ذلك قال رسول الله ﷺ : إنما أنا قاسم وخازن والله يعطي [ 2946 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور وقتادة سمعوا سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : ولد لرجل منا من الأنصار غلام فأراد أن يسميه محمدا قال شعبة في حديث منصور إن الأنصارى قال حملته على عنقي فأتيت به النبي ﷺ وفي حديث سليمان ولد له غلام فأراد أن يسميه محمدا قال سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني إنما جعلت قاسما أقسم بينكم ، وقال حصين بعثت قاسما أقسم بينكم قال عمرو أخبرنا شعبة عن قتادة قال : سمعت سالما عن جابر أراد أن يسميه القاسم ، فقال النبي ﷺ سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي [ 2947 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال : ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا فأتى النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله ولد لي غلام فسميته القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا ، فقال النبي ﷺ أحسنت الأنصار سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم [ 2948 ] حدثنا حبان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية قال : قال رسول الله ﷺ : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والله المعطي وأنا القاسم ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون [ 2949 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : ما أعطيكم ولا أمنعكم إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت [ 2950 ] حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال : حدثني أبو الأسود عن ابن أبي عياش واسمه نعمان عن خولة الأنصارية رضى الله تعالى عنها قالت سمعت النبي ﷺ يقول : إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة

 

 

باب قول النبي ﷺ أحلت لكم الغنائم ، وقال الله تعالى { وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه } وهي للعامة حتى يبينه الرسول ﷺ [ 2951 ] حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا حصين عن عامر عن عروة البارقي رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الخيل معقود في نواصيها الخير الأجر والمغنم إلى يوم القيامة [ 2952 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله [ 2953 ] حدثنا إسحاق سمع جريرا عن عبد الملك عن جابر بن سمرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله [ 2954 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا هشيم أخبرنا سيار حدثنا يزيد الفقير حدثنا جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : أحلت لي الغنائم [ 2955 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة [ 2956 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : غزا نبي من الأنبياء ، فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك ، فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها ، فقال إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده ، فقال : فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده ، فقال : فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ثم أحل الله لنا الغنائم رأي ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا

 

 

باب الغنيمة لمن شهد الوقعة [ 2957 ] حدثنا صدقة أخبرنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال عمر رضى الله تعالى عنه لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها كما قسم النبي ﷺ خيبر

 

باب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره[ 2958 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو قال : سمعت أبا وائل قال : حدثنا أبو موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : قال أعرابي للنبي ﷺ الرجل الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه من في سبيل الله ، فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله

 

 

باب قسمة الإمام ما يقدم عليه ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه [ 2959 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي ﷺ أهديت له أقبية من ديباج مزررة بالذهب فقسمها في ناس من أصحابه وعزل منها واحدا لمخرمة بن نوفل فجاء ومعه ابنه المسور بن مخرمة فقام على الباب ، فقال ادعه لي فسمع النبي ﷺ صوته فأخذ قباء فتلقاه به واستقبله بإزرارة ، فقال : يا أبا المسور خبأت هذا لك يا أبا المسور خبأت هذا لك وكان في خلقه شدة ، ورواه ابن علية عن أيوب قال حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن ابن أبي ملكية عن المسور قدمت على النبي ﷺ أقبية تابعه الليث عن ابن أبي مليكة

 

 

باب كيف قسم النبي ﷺ قريظة والنضير وما أعطى من ذلك في نوائبه [ 2960 ] حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معتمر عن أبيه قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول كان الرجل يجعل للنبي ﷺ النخلات حتى افتتح قريظة والنضير فكان بعد ذلك يرد عليهم

 

 

باب بركة الغازي في ماله حيا وميتا مع النبي ﷺ وولاة الأمر [ 2961 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : قلت لأبي أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه ، فقال : يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني افترى يبقي ديننا من مالنا شيئا ، فقال : يا بني بع ما لنا فاقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه يعني بني عبد الله بن الزبير يقول ثلث الثلث فإن فضل من ما لنا فضل بعد قضاء الدين فثلثه لولدك قال هشام وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعباد وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات قال عبد الله فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي قال : فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبت من مولاك قال الله قال : فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه فقتل الزبير رضى الله تعالى عنه ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا بمصر قال إنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئا إلا أن يكون في غزوة مع النبي ﷺ أو مع أبي بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم قال عبد الله بن الزبير فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف قال : فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير ، فقال : يا ابن أخي كم على أخي من الدين فكتمه ، فقال : مائة ألف ، فقال حكيم والله ما أرى أموالكم تسع لهذه ، فقال له عبد الله أفرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف قال : ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي قال : وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف ثم قام ، فقال من كان له على الزبير حق فليوافنا بالغابة فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على الزبير أربعمائة ألف ، فقال لعبد الله إن شئتم تركتها لكم قال عبد الله لا قال : فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم ، فقال عبد الله لا قال : قال : فاقطعوا لي قطعة ، فقال عبد الله لك من ها هنا إلى ها هنا قال : فباع منها فقضى دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة ، فقال له معاوية كم قومت الغابة قال كل سهم مائة ألف قال كم بقي قال أربعة أسهم ونصف قال المنذر بن الزبير قد أخذت سهما بمائة ألف قال عمرو بن عثمان قد أخذت سهما بمائة ألف ، وقال ابن زمعة قد أخذت سهما بمائة ألف ، فقال معاوية كم بقي ، فقال سهم ونصف قال أخذته بخمسين ومائة ألف قال وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف فلما فرغ بن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا قال لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه قال : فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم قال : فكان للزبير أربع نسوة ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف

 

باب إذا بعث الإمام رسولا في حاجة أو أمره بالمقام هل يسهم له[ 2962 ] حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان بن موهب عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال إنما تغيب عثمان عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله ﷺ وكانت مريضة ، فقال له النبي ﷺ إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه

 

 

باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي ﷺ برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين وما كان النبي ﷺ يعد الناس أن يعطيهم من الفيء والأنفال من الخمس وما أعطى الأنصار وما أعطى جابر بن عبد الله تمر خيبر [ 2963 ] حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال وزعم عروة أن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله ﷺ قال : حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ، فقال لهم رسول الله ﷺ أحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت بهم وقد كان رسول الله ﷺ انتظر آخرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله ﷺ غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله ﷺ في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم من أحب أن يطيب فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ، فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم ، فقال لهم رسول الله ﷺ إنا لا ندري من إذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله ﷺ فأخبروه أنهم قد طيبوا فأذنوا فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن [ 2964 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة قال وحدثني القاسم بن عاصم الكليبي وأنا لحديث القاسم أحفظ عن زهدم قال كنا عند أبي موسى فأتي وذكر دجاجة وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي فدعاه للطعام ، فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت لا آكل ، فقال هلم فلأحدثكم عن ذاك إني أتيت النبي ﷺ في نفر من الأشعريين نستحمله ، فقال والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم وأتي رسول الله ﷺ بنهب إبل فسأل عنا ، فقال أين النفر الأشعريون فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى فلما انطلقنا قلنا ما صنعنا لا يبارك لنا فرجعنا إليه فقلنا إنا سألناك أن تحملنا فحلفت أن لا تحملنا أفنسيت قال لست أنا حملتكم ولكن الله حملكم وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها [ 2965 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة فكانت سهامهم اثني عشر بعيرا أو أحد عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا [ 2966 ] أخبرنا يحيى بن بكير أخبرنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة سوى قسم عامة الجيش [ 2967 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال بلغنا مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي فركبنا سفينة فالقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده ، فقال جعفر إن رسول الله ﷺ بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي ﷺ حتى افتتح خيبر فأسهم لنا أو قال : فأعطانا منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم [ 2968 ] حدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن المنكدر سمع جابرا رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لو قد جاءني مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلم يجئ حتى قبض النبي ﷺ فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر مناديا فنادى من كان له عند رسول الله ﷺ دين أو عدة فليأتنا فأتيته فقلت : أن رسول الله ﷺ قال لي كذا وكذا فحثا لي ثلاثا وجعل سفيان يحثوا بكفيه جميعا ، ثم قال لنا هكذا قال ابن المنكدر ، وقال مرة فأتيت أبا بكر فسألت فلم يعطني ثم أتيته فلم يعطني ثم أتيته الثالثة فقلت : سألتك فلم تعطني ثم سألتك فلم تعطني ثم سألتك فلم تعطني فإما أن تعطيني وإما أن تبخل عني قال : قلت : تبخل عني ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك قال سفيان وحدثنا عمرو عن محمد بن علي عن جابر فحثا لي حثية ، وقال عدها فوجدتها خمسمائة قال : فخذ مثلها مرتين ، وقال يعني ابن المنكدر وأي داء أدوأ من البخل [ 2969 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال بينما رسول الله ﷺ يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل اعدل ، فقال له لقد شقيت إن لم أعدل

 

 

باب ما من النبي ﷺ على الأسارى من غير أن يخمس [ 2970 ] حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال في أسارى بدر لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له

 

 

باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام وأنه يعطي بعض قرابته دون بعض ما قسم النبي ﷺ لبني المطلب وبني هاشم من خمس خيبر قال عمر بن عبد العزيز لم يعمهم بذلك ولم يخص قريبا دون من هو أحوج إليه وإن كان الذي أعطى لما يشكو إليه من الحاجة ولما مسهم في جنبه من قومهم وحلفائهم [ 2971 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله ﷺ فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة ، فقال رسول الله ﷺ : إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد قال الليث حدثني يونس وزاد قال جبير ولم يقسم النبي ﷺ لبني عبد شمس ولا لبني نوفل ، وقال ابن إسحاق عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم وأمهم عاتكة بنت مرة وكان نوفل أخاهم لأبيهم

 

 

باب من لم يخمس الأسلاب ومن قتل قتيلا فله سلبه من غير أن يخمس وحكم الإمام فيه [ 2972 ] حدثنا مسدد حدثنا يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال بينا أنا واقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما ، فقال : يا عم هل تعرف أبا جهل قلت : نعم ما حاجتك إليه يا ابن أخي قال : أخبرت أنه يسب رسول الله ﷺ والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك فغمزني الآخر ، فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس قلت : ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله ﷺ فأخبراه ، فقال أيكما قتله قال كل واحد منهما أنا قتلته ، فقال هل مسحتما سيفيكما قالا لا فنظر في السيفين ، فقال كلاكما قتله سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح قال محمد سمع يوسف صالحا وإبراهيم أباه [ 2973 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن ابن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة رضى الله تعالى عنه قال خرجنا مع رسول الله ﷺ عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت : ما بال الناس قال أمر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي ﷺ ، فقال من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه فقمت فقلت : من يشهد لي ثم جلست ، ثم قال من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه فقمت فقلت : من يشهد لي ثم جلست ، ثم قال الثالثة مثله فقمت ، فقال رسول الله ﷺ : ما لك يا أبا قتادة فاقتصصت عليه القصة ، فقال رجل صدق يا رسول الله وسلبه عندي فأرضه عني ، فقال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه لا ها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله ﷺ يعطيك سلبه ، فقال النبي ﷺ صدق فأعطاه فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام

 

 

باب ما كان النبي ﷺ يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه رواه عبد الله بن زيد عن النبي ﷺ [ 2974 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير أن حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه قال : سألت رسول الله ﷺ فأعطاني ثم سألته فأعطاني ، ثم قال لي يا حكيم إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه ، فقال : يا معشر المسلمين إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس شيئا بعد النبي ﷺ حتى توفي [ 2975 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال : يا رسول الله إنه كان علي اعتكاف يوم في الجاهلية فأمره أن يفي به قال وأصاب عمر جاريتين من سبي حنين فوضعهما في بعض بيوت مكة قال : فمن رسول الله ﷺ على سبي حنين فجعلوا يسعون في السكك ، فقال عمر يا عبد الله انظر ما هذا ، فقال من رسول الله ﷺ على السبي قال اذهب فأرسل الجاريتين قال نافع ولم يعتمر رسول الله ﷺ من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على عبد الله وزاد جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال من الخمس ، ورواه معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر في النذر ولم يقل يوم [ 2976 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن قال : حدثني عمرو بن تغلب رضى الله تعالى عنه قال أعطى رسول الله ﷺ قوما ومنع آخرين فكأنهم عتبوا عليه ، فقال إني أعطي قوما أخاف ظلعهم وجزعهم وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغناء منهم عمر بن تغلب ، فقال عمر بن تغلب ما أحب أن لي بكلمة رسول الله ﷺ حمر النعم وزاد أبو عاصم عن جرير قال : سمعت الحسن يقول : حدثنا عمرو بن تغلب أن رسول الله ﷺ أتى بمال أو بسبي فقسمه بهذا [ 2977 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ إني أعطي قريشا أتألفهم لأنهم حديث عهد بجاهلية [ 2978 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك أن ناسا من الأنصار قالوا لرسول الله ﷺ حين أفاء الله على رسوله ﷺ من أموال هوازن ما أفاء فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله ﷺ يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس فحدث رسول الله ﷺ بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم ولم يدع معهم أحدا غيرهم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله ﷺ ، فقال : ما كان حديث بلغني عنكم قال له فقهاؤهم أما ذوو آرائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله ﷺ يعطي قريشا ويترك الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم ، فقال رسول الله ﷺ : إني أعطي رجالا حديث عهدهم بكفر أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله ﷺ فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا بلى يا رسول الله قد رضينا ، فقال لهم إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله تعالى ورسوله ﷺ على الحوض قال أنس فلم نصبر [ 2979 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عمر بن محمد بن مطعم أن محمد بن جبير قال : أخبرني جبير بن مطعم أنه بينا هو مع رسول الله ﷺ ومعه الناس مقبلا من حنين علقت رسول الله ﷺ الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله ﷺ ، فقال أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا [ 2980 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كنت أمشي مع النبي ﷺ وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي ﷺ قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء [ 2981 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم حنين آثر النبي ﷺ أناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك وأعطى أناسا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة قال رجل والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله فقلت : والله لأخبرن النبي ﷺ فأتيته فأخبرته ، فقال : فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر [ 2982 ] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام قال : أخبرني أبي عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت كنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله ﷺ على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ ، وقال أبو ضمرة عن هشام عن أبيه أن النبي ﷺ أقطع الزبير أرضا من أموال بني النضير [ 2983 ] حدثني أحمد بن المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة قال : أخبرني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله ﷺ لما ظهر على أهل خيبر أراد أن يخرج اليهود منها وكانت الأرض لما ظهر عليها لليهود وللرسول وللمسلمين فسأل اليهود رسول الله ﷺ أن يتركهم على أن يكفوا العمل ولهم نصف الثمر ، فقال رسول الله ﷺ : نقركم على ذلك ما شئنا فأقروا حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تيماء وأريحا

 

 

باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب [ 2984 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضى الله تعالى عنه قال كنا محاصرين قصر خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي ﷺ فاستحييت منه [ 2985 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه [ 2986 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني قال : سمعت ابن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما يقول أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت القدور نادى منادي رسول الله ﷺ اكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئا قال عبد الله فقلنا إنما نهى النبي ﷺ لأنها لم تخمس قال ، وقال آخرون حرمها ألبته وسألت سعيد بن جبير ، فقال حرمها ألبته بسم الله الرحمن الرحيم

 

أبواب الجزية والموادعة

باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب

 

وقول الله تعالى { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } أذلاء والمسكنة ومصدر المسكين يقال فلان أسكن من فلان أحوج منه ولم يذهب إلى السكون وما جاء في أخذ الجزية من اليهود والنصارى والمجوس والعجم ، وقال ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قلت لمجاهد ما شأن أهل الشام عليهم أربعة دنانير وأهل اليمن عليهم دينار قال جعل ذلك من قبل اليسار [ 2987 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : سمعت عمرا قال : كنت جالسا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة سنة سبعين عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم قال : كنت كاتبا لجزء ابن معاوية عم الأحنف فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله ﷺ أخذها من مجوس هجر [ 2988 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة أنه أخبره أن عمر بن عوف الأنصارى وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان شهد بدرا أخبره أن رسول الله ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله ﷺ هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت صلاة الصبح مع النبي ﷺ فلما صلى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله ﷺ حين راهم ، وقال أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء قالوا أجل يا رسول الله قال : فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم [ 2989 ] حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي حدثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين فأسلم الهرمزان ، فقال إني مستشيرك في مغازي هذه قال : نعم مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس فالرأس كسرى والجناح قيصر والجناح الآخر فارس فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى ، وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال : فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا فقام ترجمان ، فقال ليكلمني رجل منكم ، فقال المغيرة سل عما شئت قال : ما أنتم قال نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء شديد نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نبينا رسول ربنا ﷺ أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية وأخبرنا نبينا ﷺ عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ومن بقي منا ملك رقابكم ، فقال النعمان ربما أشهدك الله مثلها مع النبي ﷺ فلم يندمك ولم يخزك ولكني شهدت القتال مع رسول الله ﷺ كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات

 

 

باب إذا وادع الإمام ملك القرية هل يكون ذلك لبقيتهم [ 2990 ] حدثنا سهل بن بكار حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباس الساعدي عن أبي حميد الساعدي قال غزونا مع النبي ﷺ تبوك وأهدى ملك آيلة للنبي ﷺ بغلة بيضاء وكساه بردا وكتب له ببحرهم

 

باب الوصايا بأهل ذمة رسول الله ﷺ والذمة العهد والإل القرابة[ 2991 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال : سمعت جويرية بن قدامة التميمي قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قلنا أوصنا يا أمير المؤمنين قال أوصيكم بذمة الله فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم

 

 

باب ما أقطع النبي ﷺ من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية ولمن يقسم الفيء والجزية [ 2992 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن يحيى بن سعيد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه قال دعا النبي ﷺ الأنصار ليكتب لهم بالبحرين فقالوا لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها ، فقال ذاك لهم ما شاء الله على ذلك يقولون له قال : فإنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني [ 2993 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : أخبرني روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله ﷺ قال لي لو قد جاءنا مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلما قبض رسول الله ﷺ وجاء مال البحرين قال أبو بكر من كانت له عند رسول الله ﷺ عدة فليأتني فأتيته فقلت : إن رسول الله ﷺ قد كان قال لي لو قد جاءنا مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا ، فقال لي احثه فحثوت حثية ، فقال لي عدها فعددتها فإذا هي خمسمائة فأعطاني ألفا وخمسمائة [ 2994 ] وقال إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أتى النبي ﷺ بمال من البحرين ، فقال انثروه في المسجد فكان أكثر مال أتى به رسول الله ﷺ إذ جاءه العباس ، فقال : يا رسول الله أعطني إني فاديت نفسي وفاديت عقيلا قال خذ فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع ، فقال مر بعضهم يرفعه إلي قال لا قال : فارفعه أنت علي قال لا فنثر منه ثم ذهب يقله فلم يرفعه ، فقال : فمر بعضهم يرفعه علي قال لا قال : فارفعه أنت علي قال لا فنثر منه ثم احتمله على كاهله ثم انطلق فما زال يتبعه بصره حتى خفي علينا عجبا من حرصه فما قام رسول الله ﷺ وثم منها درهم

 

 

باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم [ 2995 ] حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن بن عمرو حدثنا مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما

 

 

باب إخراج اليهود من جزيرة العرب ، وقال عمر عن النبي ﷺ أقركم ما أقركم الله به [ 2996 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن في المسجد خرج النبي ﷺ ، فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا حتى جئنا بيت المدارس ، فقال أسلموا تسلموا واعلموا أن الأرض لله ورسوله وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله [ 2997 ] حدثنا محمد حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول سمع سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت : يا أبا عباس ما يوم الخميس قال اشتد برسول الله ﷺ وجعه ، فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما له أهجر استفهموه ، فقال ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه فأمرهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم والثالثة خير إما أن سكت عنها وإما أن قالها فنسيتها قال سفيان هذا من قول سليمان

 

باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم[ 2998 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لما فتحت خيبر أهديت للنبي ﷺ شاة فيها سم ، فقال النبي ﷺ اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود فجمعوا له ، فقال إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه فقالوا نعم قال لهم النبي ﷺ من أبوكم قالوا فلان ، فقال كذبتم بل أبوكم فلان قالوا صدقت قال : فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا ، فقال لهم من أهل النار قالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها ، فقال النبي ﷺ اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ، ثم قال هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم قال هل جعلتم في هذه الشاة سما قالوا نعم قال : ما حملكم على ذلك قالوا أردنا إن كنت كاذبا نستريح وإن كنت نبيا لم يضرك

 

 

باب دعاء الإمام على من نكث عهدا [ 2999 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم قال : سألت أنسا رضى الله تعالى عنه عن القنوت قال قبل الركوع فقلت : إن فلانا يزعم أنك قلت : بعد الركوع ، فقال كذب ثم حدثنا عن النبي ﷺ أنه قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من بني سليم قال بعث أربعين أو سبعين يشك فيه من القراء إلى أناس من المشركين فعرض لهم هؤلاء فقتلوهم وكان بينهم وبين النبي ﷺ عهد فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم

 

 

باب أمان النساء وجوارهن [ 3000 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول ذهبت إلى رسول الله ﷺ عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه ، فقال من هذه فقلت : أنا أم هانئ بنت أبي طالب ، فقال مرحبا بأم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد فقلت : يا رسول الله زعم بن أمي علي أنه قاتل رجلا قد أجرته فلان بن هبيرة ، فقال رسول الله ﷺ : قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ قالت أم هانئ وذلك ضحى

 

 

باب ذمة المسلمين وجوارهم واحدة يسعى بها أدناهم [ 3001 ] حدثني محمد أخبرنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال خطبنا علي ، فقال : ما عندنا كتاب نقرأه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة ، فقال : فيها الجراحات وأسنان الإبل والمدينة حرم ما بين عير إلى كذا فمن أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه مثل ذلك

 

 

باب إذا قالوا صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا ، وقال ابن عمر فجعل خالد يقتل ، فقال النبي ﷺ اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ، وقال عمر إذا قال مترس فقد آمنه إن الله يعلم الألسنة كلها ، وقال تكلم لا بأس باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره وإثم من لم يف بالعهد وقوله { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } الآية [ 3002 ] حدثنا مسدد حدثنا بشر هو ابن المفضل حدثنا يحيى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي ﷺ فذهب عبد الرحمن يتكلم ، فقال كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما ، فقال تحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم قالوا وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر قال : فتبرئكم يهود بخمسين فقالوا كيف نأخذ أيمان قوم كفار فعقله النبي ﷺ من عنده

 

 

باب فضل الوفاء بالعهد [ 3003 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أخبره أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش كانوا تجارا بالشام في المدة التي ماد فيها رسول الله ﷺ أبا سفيان في كفار قريش

 

 

باب هل يعفي عن الذمي إذا سحر ، وقال ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب سئل أعلى من سحر من أهل العهد قتل قال بلغنا أن رسول الله ﷺ قد صنع له ذلك فلم يقتل من صنعه وكان من أهل الكتاب [ 3004 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا هشام قال : حدثني أبي عن عائشة أن النبي ﷺ سحر حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئا ولم يصنعه

 

 

باب ما يحذر من الغدر وقوله تعالى { وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله } الآية [ 3005 ] حدثنا الحميدي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال : سمعت بسر بن عبيد الله أنه سمع أبا إدريس قال : سمعت عوف بن مالك قال أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم ، فقال اعدد ستا بين يدي الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية أثنا عشر ألفا

 

 

باب كيف ينبذ إلى أهل وقوله { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء } الآية [ 3006 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرنا حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال بعثني أبو بكر رضى الله تعالى عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي ﷺ مشرك

 

باب إثم من عاهد ثم غدر

 

وقوله { الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون } [ 3007 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها [ 3008 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضى الله تعالى عنه قال : ما كتبنا عن النبي ﷺ إلا القرآن وما في هذه الصحيفة قال النبي ﷺ المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا فمن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن والي قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل [ 3009 ] قال أبو موسى حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال كيف أنتم إذا لم تجتبوا دينارا ولا درهما فقيل له وكيف ترى ذلك كائنا يا أبا هريرة قال إي والذي نفس أبي هريرة بيده عن قول الصادق المصدوق قالوا عم ذاك قال تنتهك ذمة الله وذمة رسوله ﷺ فيشد الله عز وجل قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم [ 3010 ] حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة قال : سمعت الأعمش قال : سألت أبا وائل شهدت صفين قال : نعم فسمعت سهل بن حنيف يقول اتهموا رأيكم رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر النبي ﷺ لرددته وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير أمرنا هذا [ 3011 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن أبيه حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال : حدثني أبو وائل قال كنا بصفين فقام سهل بن حنيف ، فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم فإنا كنا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء عمر بن الخطاب ، فقال : يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل ، فقال بلى ، فقال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا أنرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ، فقال : يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا فانطلق عمر إلى أبي بكر ، فقال له مثل ما قال للنبي ﷺ ، فقال إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا فنزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله ﷺ على عمر إلى آخرها ، فقال عمر يا رسول الله أو فتح هو قال : نعم [ 3012 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت قدمت على أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله ﷺ ومدتهم مع أبيها فاستفتت رسول الله ﷺ فقالت : يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها قال : نعم صليها

 

 

باب المصالحة على ثلاثة أيام أو وقت معلوم [ 3013 ] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق قال : حدثني أبي عن أبي إسحاق قال : حدثني البراء رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ولا يدعو منهم أحدا قال : فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك ولكن اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، فقال : أنا والله محمد بن عبد الله وأنا والله رسول الله قال : وكان لا يكتب قال ، فقال لعلي امح رسول الله ، فقال علي والله لا أمحاه أبدا قال : فأرنيه قال : فأراه إياه فمحاه النبي ﷺ بيده فلما دخل ومضى الأيام أتوا عليا فقالوا مر صاحبك فليرتحل فذكر ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال : نعم ثم ارتحل

 

 

باب الموادعة من غير وقت وقول النبي ﷺ أقركم ما أقركم الله به

باب طرح جيف المشركين في البئر ولا يؤخذ لهم ثمن[ 3014 ] حدثنا عبدان بن عثمان قال : أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال بينا رسول الله ﷺ ساجد وحوله ناس من قريش من المشركين إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلي جزور فقذفه على ظهر النبي ﷺ فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة عليها السلام فأخذت من ظهره ودعت على من صنع ذلك ، فقال النبي ﷺ اللهم عليك الملأ من قريش اللهم عليك أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف أو أبي بن خلف فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر غير أمية أو أبي فإنه كان رجلا ضخما فلما جروه تقطعت أوصاله قبل أن يلقي في البئر

 

 

باب إثم الغادر للبر والفاجر [ 3015 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله وعن ثابت عن أنس عن النبي ﷺ قال لكل غادر لواء يوم القيامة قال أحدهما ينصب ، وقال الآخر يرى يوم القيامة يعرف به [ 3016 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت النبي ﷺ يقول : لكل غادر لواء ينصب بغدرته [ 3017 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : يوم فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا ، وقال يوم فتح مكة إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلى خلاه ، فقال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم قال إلا الأذخر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كتاب بدء الخلق

 

باب ما جاء في قول الله تعالى { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } قال الربيع بن خثيم والحسن كل عليه هين وهين وهين مثل لين ولين وميت وميت وضيق وضيق { أفعيينا } أفأعيا علينا حين أنشأكم وأنشأ خلقكم { لغوب } النصب { أطوارا } طورا كذا وطورا كذا عدا طوره أي قدره [ 3018 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما قال جاء نفر من بني تميم إلى النبي ﷺ ، فقال : يا بني تميم أبشروا قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاءه أهل اليمن ، فقال : يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا فأخذ النبي ﷺ يحدث بدء الخلق والعرش فجاء رجل ، فقال : يا عمران راحلتك تفلتت ليتني لم أقم [ 3019 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز أنه حدثه عن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما قال دخلت على النبي ﷺ وعقلت : ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم ، فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن ، فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الأمر قال : كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها [ 3020 ] وروي عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : سمعت عمر رضى الله تعالى عنه يقول قام فينا النبي ﷺ مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه [ 3021 ] حدثني عبد الله بن أبي شيبة عن أبي أحمد عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ أراه قال الله تعالى يشتمني بن آدم وما ينبغي له أن يشتمني ويكذبني وما ينبغي له أما شتمه فقوله إن لي ولدا وأما تكذيبه فقوله ليس يعيدني كما بدأني [ 3022 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي

 

 

باب ما جاء في سبع أرضين وقول الله تعالى { الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما } { والسقف المرفوع } { السماء } سمكها بناءها كان فيها حيوان { الحبك } استواؤها وحسنها { وأذنت } سمعت وأطاعت { وألقت } أخرجت ما فيها من الموتى { وتخلت } عنهم { طحاها } دحاها { بالساهرة } وجه الأرض كان فيها الحيوان نومهم وسهرهم [ 3023 ] حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا ابن علية عن علي بن المبارك حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وكانت بينه وبين أناس خصومة في أرض فدخل على عائشة فذكر لها ذلك فقالت : يا أبا سلمة اجتنب الأرض فأن رسول الله ﷺ قال : من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين [ 3024 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه قال : قال النبي ﷺ من أخذ شيئا من الأرض بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين [ 3025 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان [ 3026 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أنه خاصمته أروي في حق زعمت أنه انتقصه لها إلى مروان ، فقال سعيد أنا أنتقص من حقها شيئا أشهد لسمعت رسول الله ﷺ يقول : من أخذ شبرا من الأرض ظلما فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين قال ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه قال : قال لي سعيد بن زيد دخلت على النبي ﷺ

 

 

باب في النجوم ، وقال قتادة { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } خلق هذه النجوم لثلاث جعلها زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف مالا علم له به ، وقال ابن عباس هشيما متغيرا والأب ما يأكل الأنعام الأنام الخلق برزخ حاجب ، وقال مجاهد ألفافا ملتفة والغلب الملتفة فراشا مهادا كقوله ولكم في الأرض مستقر نكدا قليلا

باب صفة الشمس والقمر ( بحسبان )

 

قال مجاهد كحسبان الرحى ، وقال غيره بحساب ومنازل لا يعدوانها حسبان جماعة حساب مثل شهاب وشهبان ضحاها الشمس ضوؤها أن تدرك القمر لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك سابق النهار يتطالبان حثيثان نسلخ نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما واهية وهنها تشققها أرجائها ما لم ينشق منها فهم على حافتيها كقولك على أرجاء البئر أغطش و { جن } أظلم ، وقال الحسن { كورت } تكور حتى يذهب ضوؤها { والليل وما وسق } جمع من دابة { اتسق } استوى { بروجا } منازل الشمس والقمر الحرور بالنهار مع الشمس ، وقال ابن عباس ورؤبة الحرور بالليل والسموم بالنهار يقال { يولج } يكور وليجة كل شيء أدخلته في شيء [ 3027 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لأبي ذر حين غربت الشمس تدري أين تذهب قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز } العلم [ 3028 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله الداناج قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الشمس والقمر مكوران يوم القيامة [ 3029 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان يخبر عن النبي ﷺ قال : إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا [ 3030 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله [ 3031 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن رسول الله ﷺ يوم خسفت الشمس قام فكبر وقرأ قراءة طويلة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه ، فقال سمع الله لمن حمده وقام كما هو فقرأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى ثم ركع ركوعا طويلا وهي أدنى من الركعة الأولى ثم سجد سجودا طويلا ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك ثم سلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس ، فقال في كسوف الشمس والقمر إنهما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة [ 3032 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس عن أبي مسعود رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا

 

 

باب ما جاء في قوله { وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته } قاصفا { تقصف كل شيء } لواقح ملاقح ملقحة { إعصار } ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار { صر } برد { نشرا } متفرقة [ 3033 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور [ 3034 ] حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان النبي ﷺ إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه فإذا أمطرت السماء سري عنه فعرفته عائشة ذلك ، فقال النبي ﷺ ما أدري لعله كما قال قوم { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم } الآية

 

 

باب ذكر الملائكة ، وقال أنس قال عبد الله بن سلام للنبي ﷺ إن جبريل عليه السلام عدو اليهود من الملائكة ، وقال ابن عباس { لنحن الصافون } الملائكة [ 3035 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة ، وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام قالا : حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان وذكر يعني رجلا بين الرجلين فأتيت بطست من ذهب ملئ حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراق البطن ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملئ حكمة وإيمانا وأتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار البراق فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على آدم فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من ابن ونبي فأتينا السماء الثانية قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قال محمد ﷺ قيل أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على عيسى ويحيى فقالا مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا السماء الثالثة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على يوسف فسلمت عليه قال مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا السماء الرابعة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد ﷺ قيل وقد أرسل إليه قيل نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على إدريس فسلمت عليه ، فقال مرحبا من أخ ونبي فأتينا السماء الخامسة قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتينا على هارون فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا على السماء السادسة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد ﷺ قيل وقد أرسل إليه مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على موسى فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من أخ ونبي فلما جاوزت بكى فقيل ما أبكاك قال : يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي فأتينا السماء السابعة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه مرحبا به ونعم المجيء جاء فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من ابن ونبي فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل ، فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم ورفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر وورقها كأنه آذان الفيول في أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فسألت جبريل ، فقال : أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران النيل والفرات ثم فرضت علي خمسون صلاة فأقبلت حتى جئت موسى ، فقال : ما صنعت قلت : فرضت علي خمسون صلاة قال : أنا أعلم بالناس منك عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا تطيق فأرجع إلى ربك فسله فرجعت فسألته فجعلها أربعين ثم مثله ثم ثلاثين ثم مثله فجعل عشرين ثم مثله فجعل عشرا فأتيت موسى ، فقال مثله فجعلها خمسا فأتيت موسى ، فقال : ما صنعت قلت : جعلها خمسة ، فقال مثله قلت : سلمت بخير فنودي إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي الحسنة عشرا ، وقال همام عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ في البيت المعمور [ 3036 ] حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن زيد بن وهب قال عبد الله حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق قال إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات ، ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة [ 3037 ] حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني موسى بن عقبة عن نافع قال : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ وتابعه أبو عاصم عن ابن جريج قال : أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض [ 3038 ] حدثنا محمد حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا الليث حدثنا ابن أبي جعفر عن محمد بن عبد الرحمن عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم [ 3039 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن أبي سلمة والأغر عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر [ 3040 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب قال مر عمر في المسجد وحسان ينشد ، فقال : كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة ، فقال : أنشدك بالله أسمعت رسول الله ﷺ يقول : أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال : نعم [ 3041 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لحسان اهجهم أو هاجهم وجبريل معك [ 3042 ] حدثنا إسحاق أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال : سمعت حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كاني أنظر إلى غبار ساطع في سكة بني غنم زاد موسى موكب جبريل [ 3043 ] حدثنا فروة حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن الحارث بن هشام سأل النبي ﷺ كيف يأتيك الوحي قال كل ذاك يأتي الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت ما قال وهو أشده علي ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا فيكلمني فأعي ما يقول [ 3044 ] حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول : من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة أي فل هلم ، فقال أبو بكر ذاك الذي لا توى عليه قال النبي ﷺ أرجو أن تكون منهم [ 3045 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ قال لها يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد النبي ﷺ [ 3046 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذر ح قال : حدثني يحيى بن جعفر حدثنا وكيع عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : لجبريل ألا تزورنا أكثر مما تزورنا قال : فنزلت { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا } الآية [ 3047 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني سليمان عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : أقرأني جبريل على حرف فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف [ 3048 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله ﷺ أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وعن عبد الله حدثنا معمر بهذا الإسناد نحوه وروي أبو هريرة وفاطمة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أن جبريل كان يعارضه القرآن [ 3049 ] حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا ، فقال له عروة أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله ﷺ ، فقال عمر اعلم ما تقول يا عروة قال : سمعت بشير بن أبي مسعود يقول : سمعت أبا مسعود يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول : نزل جبريل فأمني فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه يحسب بأصابعه خمس صلوات [ 3050 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن [ 3051 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم فيقول كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم يصلون وأتيناهم يصلون

 

 

باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه [ 3052 ] حدثنا محمد أخبرنا مخلد أخبرنا ابن جريج عن إسماعيل بن أمية أن نافعا حدثه أن القاسم بن محمد حدثه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت حشوت للنبي ﷺ وسادة فيها تماثيل كأنها نمرقة فجاء فقام بين البابين وجعل يتغير وجهه فقلت : ما لنا يا رسول الله قال : ما بال هذه الوسادة قالت وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها قال : أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة وأن من صنع الصورة يعذب يوم القيامة يقول أحيوا ما خلقتم [ 3053 ] حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أنه سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول : سمعت أبا طلحة يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول : لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل [ 3054 ] حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو أن بكير بن الأشج حدثه أن بسر بن سعيد حدثه أن زيد بن خالد الجهني رضى الله تعالى عنه حدثه ومع بسر بن سعيد عبيد الله الخولاني الذي كان في حجر ميمونة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ حدثهما زيد بن خالد أن أبا طلحة حدثه أن النبي ﷺ قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة قال بسر فمرض زيد بن خالد فعدناه فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير فقلت لعبيد الله الخولاني ألم يحدثنا في التصاوير ، فقال إنه قال إلا رقم في ثوب ألا سمعته قلت لا قال بلى قد ذكره [ 3055 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني عمرو عن سالم عن أبيه قال وعد النبي ﷺ جبريل ، فقال : أنا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب [ 3056 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه [ 3057 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه ما لم يقم من صلاته أو يحدث [ 3058 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن صفوان بن يعلي عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك } قال سفيان في قراءة عبد الله ونادوا يا مال [ 3059 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ حدثته أنها قالت للنبي ﷺ هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على بن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني ، فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي ﷺ بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا [ 3060 ] حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال : سألت زر بن حبيش عن قول الله تعالى { فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى } قال : حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له ستمائة جناح [ 3061 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قال رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء [ 3062 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى عن ابن عون أنبأنا القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه ساد ما بين الأفق [ 3063 ] حدثني محمد بن يوسف حدثنا أبو أسامة حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن ابن الأشوع عن الشعبي عن مسروق قال : قلت لعائشة رضى الله تعالى عنها فأين قوله { ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى } قالت ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته فسد الأفق [ 3064 ] حدثنا موسى حدثنا جرير حدثنا أبو رجاء عن سمرة قال : قال النبي ﷺ رأيت الليلة رجلين أتياني قالا الذي يوقد النار مالك خازن النار وأنا جبريل وهذا ميكائيل [ 3065 ] حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح تابعه شعبة وأبو حمزة وابن داود وأبو معاوية عن الأعمش [ 3066 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : سمعت أبا سلمة قال : أخبرني جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه سمع النبي ﷺ يقول : ثم فتر عني الوحي فترة فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت : زملوني زملوني فأنزل الله تعالى { يا أيها المدثر } إلى { فاهجر } قال أبو سلمة والرجز الأوثان [ 3067 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة ، وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العالية حدثنا ابن عم نبيكم يعني ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه { فلا تكن في مرية من لقائه } قال أنس وأبو بكرة عن النبي ﷺ تحرس الملائكة المدينة من الدجال

 

 

باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة قال أبو العالية { مطهرة } من الحيض والبول والبزاق كلما رزقوا أتوا بشيء ثم أتوا بآخر { قالوا هذا الذي رزقنا من قبل } أتينا من قبل { وآتوا به } متشابها يشبه بعضه بعضا ويختلف في الطعوم { قطوفها } يقطفون كيف شاؤوا { دانية } قريبة { الأرائك } السرر ، وقال الحسن النضرة في الوجوه والسرور في القلب ، وقال مجاهد { سلسبيلا } حديدة الجرية { غول } وجع البطن { ينزفون } لا تذهب عقولهم ، وقال ابن عباس { دهاقا } ممتلئا { كواعب } نواهد الرحيق الخمر التسنيم يعلو شراب أهل الجنة { ختامه } طينه { مسك } { نضاختان } فياضتان يقال { موضونة } منسوجة منه وضين الناقة والكوب ما لا إذن له ولا عروة والأباريق ذوات الآذان والعرى { عربا } مثقلة واحدها عروب مثل صبور وصبر يسميها أهل مكة العربة وأهل المدينة الغنجة وأهل العراق الشكلة ، وقال مجاهد { روح } جنة ورخاء والريحان الرزق والمنضود الموز والمخضود الموقر حملا ، ويقال أيضا لا شوك له والعرب المحببات إلى أزواجهن ، ويقال { مسكوب } جار { وفرش مرفوعة } بعضها فوق بعض لغوا باطلا { تأثيما } كذبا { أفنان } أغصان { وجنى الجنتين دان } ما يجتنى قريب { مدهامتان } سوداوان من الري [ 3068 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار [ 3069 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا سلم بن زرير حدثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين عن النبي ﷺ قال : اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء [ 3070 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينا نحن عند رسول الله ﷺ إذ قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر ، فقال لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر ، وقال أعليك أغار يا رسول الله [ 3071 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام قال : سمعت أبا عمران الجوني يحدث عن أبي بكر ابن عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه أن النبي ﷺ قال : الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون قال أبو عبد الصمد والحارث بن عبيد عن أبي عمران ستون ميلا [ 3072 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فاقرؤوا إن شئتم { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ 3073 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون آنيتهم فيها الذهب أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا [ 3074 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض لكل امرئ منهم زوجتان كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن يسبحون الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا يمتخطون ولا يبصقون آنيتهم الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب وقود مجامرهم الألوة قال أبو اليمان يعني العود ورشحهم المسك ، وقال مجاهد الابكار أول الفجر والعشي ميل الشمس إلى أن أراه تغرب [ 3075 ] حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال ليدخلن من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر [ 3076 ] حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس رضى الله تعالى عنه قال أهدي للنبي ﷺ جبة سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها ، فقال والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا [ 3077 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال أتى رسول الله ﷺ بثوب من حرير فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه ، فقال رسول الله ﷺ : لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا [ 3078 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله ﷺ : موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها [ 3079 ] حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها [ 3080 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة واقرؤوا إن شئتم { وظل ممدود } ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب [ 3081 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا تباغض بينهم ولا تحاسد لكل امرئ زوجتان من الحور العين يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم [ 3082 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال عدي بن ثابت أخبرني قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لما مات إبراهيم قال إن له مرضعا في الجنة [ 3083 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين

 

 

باب صفة أبواب الجنة ، وقال النبي ﷺ من أنفق زوجين دعي من باب الجنة فيه عبادة عن النبي ﷺ [ 3084 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن مطرف قال : حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون

 

 

باب صفة النار وأنها مخلوقة { غساقا } يقال غسقت عينه ويغسق الجرح وكأن الغساق والغسق واحد { غسلين } كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين فعلين من الغسل من الجرح والدبر ، وقال عكرمة { حصب جهنم } حطب بالحبشية ، وقال غيره { حاصبا } الريح العاصف والحاصب ما ترمي به الريح ومنه حصب جهنم يرمى به في جهنم هم حصبها ، ويقال حصب في الأرض ذهب والحصب مشتق من حصباء الحجارة { صديد } قيح ودم { خبت } طفئت تورون تستخرجون أوريت أوقدت { للمقوين } للمسافرين والقي القفر ، وقال ابن عباس صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم { لشوبا من حميم } يخلط طعامهم ويساط بالحميم { زفير وشهيق } صوت شديد وصوت ضعيف { وردا } عطاشا { غيا } خسرانا ، وقال مجاهد { يسجرون } توقد بهم النار { ونحاس } الصفر يصب على رؤوسهم يقال { ذوقوا } باشروا وجربوا وليس هذا من ذوق الفم { مارج } خالص من النار مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض { مريج } ملتبس مرج أمر الناس اختلط { مرج البحرين } مرجت دابتك تركتها [ 3085 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن مهاجر أبي الحسن قال : سمعت زيد بن وهب يقول : سمعت أبا ذر رضى الله تعالى عنه يقول كان النبي ﷺ في سفر ، فقال أبرد ، ثم قال أبرد حتى فاء الفيء يعني للتلول ، ثم قال أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم [ 3086 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم [ 3087 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله ﷺ : اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير [ 3088 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا همام عن أبي جمرة الضبعي قال : كنت أجالس بن عباس بمكة فأخذتني الحمى ، فقال أبردها عنك بماء زمزم فأن رسول الله ﷺ قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم شك همام [ 3089 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة قال : أخبرني رافع بن خديج قال : سمعت النبي ﷺ يقول : الحمى من فور جنهم فأبردوها عنكم بالماء [ 3090 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير حدثنا هشام عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء [ 3091 ] حدثنا مسدد عن يحيى عن عبيد الله قال : حدثني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء [ 3092 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قيل : يا رسول الله إن كانت لكافية قال : فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها [ 3093 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو سمع عطاء يخبر عن صفوان بن يعلى عن أبيه أنه سمع النبي ﷺ يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك } [ 3094 ] حدثنا علي حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قيل لأسامة لو أتيت فلانا فكلمته قال إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ولا أقول لرجل أن كان علي أميرا إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله ﷺ قالوا وما سمعته يقول : قال : سمعته يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه رواه غندر عن شعبة عن الأعمش

 

 

باب صفة إبليس وجنوده ، وقال مجاهد { يقذفون } يرمون { دحورا } مطرودين { واصب } دائم ، وقال ابن عباس { مدحورا } مطرودا يقال { مريدا } متمردا بتكه قطعه { واستفزر } استخف { بخيلك } الفرسان والرجل الرجالة واحدها راجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر { لأحتنكن } لأستأصلن { قرين } شيطان [ 3095 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سحر النبي ﷺ ، وقال الليث كتب إلي هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي ﷺ حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ، ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال : فيما ذا قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال : فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي ﷺ ثم رجع ، فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنه رؤوس الشياطين فقلت : استخرجته ، فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر [ 3096 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان [ 3097 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال : ذكر عند النبي ﷺ رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه [ 3098 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : أما إن أحدكم إذا أتى أهله ، وقال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فرزقا ولدا لم يضره الشيطان [ 3099 ] حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني شيطان أو الشيطان لا أدري أي ذلك قال هشام [ 3100 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن حميد بن هلال عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال النبي ﷺ إذا مر بين يدي أحدكم شيء وهو يصلي فليمنعه فإن أبى فليمنعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان [ 3101 ] وقال عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال وكلني رسول الله ﷺ بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثوا من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله ﷺ فذكر الحديث ، فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي ﷺ صدقك وهو كذوب ذاك شيطان [ 3102 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ : يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته [ 3103 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : حدثني ابن أبي أنس مولى التيميين أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله ﷺ : إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين [ 3104 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال : أخبرني سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس ، فقال : حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : إن موسى قال لفتاه أتنا غداءنا ، وقال { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به [ 3105 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : رأيت رسول الله ﷺ يشير إلى المشرق ، فقال ها إن الفتنة ها هنا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان [ 3106 ] حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى حدثنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء عن جابر رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا [ 3107 ] حدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت كان رسول الله ﷺ معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي ﷺ أسرعا ، فقال النبي ﷺ على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال شيئا [ 3108 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبي ﷺ ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه ، فقال النبي ﷺ إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد فقالوا له إن النبي ﷺ قال : تعوذ بالله من الشيطان ، فقال وهل بي جنون [ 3109 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس قال : قال النبي ﷺ لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه قال وحدثنا الأعمش عن سالم عن كريب عن ابن عباس مثله [ 3110 ] حدثنا محمود حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أنه صلى صلاة ، فقال إن الشيطان عرض لي فشد علي يقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذكره [ 3111 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط فإذا قضي أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو [ 3112 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب [ 3113 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قدمت الشام فقلت : من ها هنا قالوا أبو الدرداء قال أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه ﷺ حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن مغيرة ، وقال الذي أجاره الله على لسان نبيه ﷺ يعني عمارا [ 3114 ] قال ، وقال الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الأسود أخبره عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ قال : الملائكة تتحدث في العنان والعنان الغمام بالأمر يكون في الأرض فتسمع الشياطين الكلمة فتقرها في إذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة [ 3115 ] حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان [ 3116 ] حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام أخبرنا عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما كان يوم أحد هزم المشركون فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان ، فقال أي عباد الله أبي أبي فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه ، فقال حذيفة غفر الله لكم قال عروة فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق بالله [ 3117 ] حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن أشعث عن أبيه عن مسروق قال : قالت عائشة رضى الله تعالى عنها سألت النبي ﷺ عن التفات الرجل في الصلاة ، فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم [ 3118 ] حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي ﷺ وحدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير قال : حدثني عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : قال النبي ﷺ الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره [ 3119 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي عن مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك [ 3120 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره أن أباه سعد بن أبي وقاص قال استأذن عمر على رسول الله ﷺ وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ﷺ ورسول الله ﷺ يضحك ، فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله قال عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ، ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ﷺ قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ﷺ قال : رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك [ 3121 ] حدثني إبراهيم بن حمزة قال : حدثني ابن أبي حازم عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه

 

 

باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم لقوله { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي } إلى قوله { عما يعملون } { بخسا } نقصا قال مجاهد { وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا } قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجن قال الله { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون } ستحضر للحساب { جند محضرون } عند الحساب [ 3122 ] حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصارى عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد سمعته من رسول الله

 

 

باب قول الله جل وعز { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن } إلى قوله { أولئك في ضلال مبين } { مصرفا } معدلا صرفنا أي وجهنا باب قول الله تعالى { وبث فيها من كل دابة } قال ابن عباس الثعبان الحية الذكر منها يقال الحيات أجناس الجان والأفاعي والأساود { آخذ بناصيتها } في ملكه وسلطانه يقال { صافات } بسط أجنحتهن { يقبضن } يضربن بأجنحتهن [ 3123 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه سمع النبي ﷺ يخطب على المنبر يقول اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل قال عبد الله فبينا أنا أطارد حية لأقتلها فناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت : إن رسول الله ﷺ قد أمر بقتل الحيات قال إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر ، وقال عبد الرزاق عن معمر فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي ، وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب

 

 

باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال [ 3124 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن [ 3125 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم [ 3126 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال أشار رسول الله ﷺ بيده نحو اليمن ، فقال الإيمان يمان ها هنا ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر [ 3127 ] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا [ 3128 ] حدثنا إسحاق أخبرنا روح أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال رسول الله ﷺ : إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا قال وأخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله نحو ما أخبرني عطاء ولم يذكر واذكروا اسم الله [ 3129 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن خالد عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت وإني لا أراها إلا الفأر إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت فحدثت كعبا ، فقال أنت سمعت النبي ﷺ يقوله قلت : نعم قال لي مرارا فقلت : أفأقرأ التوراة [ 3130 ] حدثنا سعيد بن عفير عن ابن وهب قال : حدثني يونس عن ابن شهاب عن عروة يحدث عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ قال للوزغ الفويسق ولم أسمعه أمر بقتله وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي ﷺ أمر بقتله [ 3131 ] حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة حدثنا عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب أن أم شريك أخبرته أن النبي ﷺ أمرها بقتل الأوزاغ [ 3132 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قال : قال النبي ﷺ اقتلوا ذا الطفيتين فإنه يطمس البصر ويصيب الحبل تابعه حماد بن سلمة أبا أسامة [ 3133 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام قال : حدثني أبي عن عائشة قالت أمر النبي ﷺ بقتل الأبتر ، وقال إنه يصيب البصر ويذهب الحبل [ 3134 ] حدثني عمرو بن علي حدثنا ابن أبي عدي عن أبي يونس القشيري عن ابن أبي مليكة ان ابن عمر كان يقتل الحيات ثم نهى قال إن النبي ﷺ هدم حائطا له فوجد فيه سلخ حية ، فقال انظروا أين هو فنظروا ، فقال اقتلوه فكنت أقتلها لذلك فلقيت أبا لبابة فأخبرني أن النبي ﷺ قال لا تقتلوا الجنان إلا كل أبتر ذي طفيتين فإنه يسقط الولد ويذهب البصر فاقتلوه [ 3135 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقتل الحيات فحدثه أبو لبابة أن النبي ﷺ نهى عن قتل جنان البيوت فأمسك عنها

 

 

باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم [ 3136 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ قال : خمس فواسق يقتلن في الحرم الفأرة والعقرب والحديا والغراب والكلب العقور [ 3137 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : خمس من الدواب من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه العقرب والفأرة والكلب العقور والغراب والحدأة [ 3138 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن كثير عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما رفعه قال خمروا الآنية وأوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وأكفتوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت قال ابن جريج وحبيب عن عطاء فإن الشيطان [ 3139 ] حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا مع رسول الله ﷺ في غار فنزلت والمرسلات عرفا فإنا لنتلقاها من فيه إذ خرجت حية من جحرها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا فدخلت جحرها ، فقال رسول الله ﷺ : وقيت شركم كما وقيتم شرها وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله قال وإنا لنتلقاها من فيه رطبة وتابعه أبو عوانة عن مغيرة ، وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله [ 3140 ] حدثنا نصر بن علي أخبرنا عبد الأعلى حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض قال وحدثنا عبيد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ مثله [ 3141 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة

 

 

باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء [ 3142 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني عتبة بن مسلم قال : أخبرني عبيد بن حنين قال : سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال النبي ﷺ إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء [ 3143 ] حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا عوف عن الحسن وابن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال : غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك [ 3144 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظته من الزهري كما أنك ها هنا أخبرني عبيد الله عن ابن عباس عن أبي طلحة رضى الله تعالى عنهم عن النبي ﷺ قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة [ 3145 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الكلاب [ 3146 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن يحيى قال : حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه حدثه قال : قال رسول الله ﷺ : من أمسك كلبا ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث أو كلب ماشية [ 3147 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا سليمان قال : أخبرني يزيد بن خصيفة قال : أخبرني السائب بن يزيد سمع سفيان بن أبي زهير الشنئي أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل يوم قيراط ، فقال السائب أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ قال : إي ورب هذه القبلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج11. فهرست تاريخ الطبري

  فهرست تاريخ الطبري    فهرست تاريخ الطبري فهرس رئيسي الزمان | بدء الخلق | خلق آدم | آدم في الأرض | نوح | قصة عيسى ومريم | ملوك الفرس |...