عليك رب الجبروت والقهر يا بلوجر بظلمك لي وحذفك لصفحات تدويني يا طالم وغبي .

فوضت أمري الي الله الجبار فيك يا بلوجر هو وحده اللي حيهدَّك باضطهادك لي وحذفك لصفحات مدوناتي ينتقم منك ربنا بظلمك لي يا أرعن يا مُحدث يا ظالم أنصحك أن تعرض نفسك علي طبيب نفسي حاذق ليخضعك لعلاج علة النقص والتعقيد التي أصابتك لا أدري من كم سنة ؟

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 فبراير 2024

الجزء الرابع مصنف عبد الرزاق {كتاب الجهاد{من 9271 الي 9717.} وكتاب المغازي{من 9718 الي 9784.}

 

اول كتاب الجهاد ثم بعده كتاب المغازي

 كتاب الجهاد

  💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

  المقدمة 

 باب وجوب الغزو باب الرجل يغزو وأبوه كاره له باب الطعام يؤخذ بأرض العدو باب هبة الإمام باب السهام للخيل باب سهم المولود باب سهم الرجل يموت بعد ما يدرك أرض العدو باب سهمان أهل العهد باب النفل باب العسكر يرد على السرايا والسرايا ترد على العسكر باب لا نفل إلا من الخمس ولا نفل في الذهب والفضة باب المتاع يصيبه العدو ثم يجده صاحبه باب هل يقام الحد على المسلم في بلاد العدو باب عقر الشجر بأرض العدو باب البيات باب حمل السلاح والقرآن إلى أرض العدو باب القتل بالنار باب دعاء العدو باب الجوار وجوار العبد والمرأة باب سهم العبد باب هل يسهم للأجير باب الجعائل باب الشعار باب السلب والمبارزة باب ذكر الخمس وسهم ذي القربى باب بيع المغانم باب الغلول باب كيف يصنع بالذي يغل باب الفرار من الزحف باب فضل الجهاد باب من سأل الشهادة باب أجر الشهادة باب الشهيد باب الصلاة على الشهيد وغسله باب الغزو مع كل أمير باب الرباط باب الغزو في البحر باب عسقلان باب راية النبي ﷺ ولونها باب عقر الدواب في أرض العدو باب أول سيف في سبيل الله باب من دمي وجه النبي ﷺ باب إعقاب الجيوش باب المشرك يأتي المسلم بغير عهد باب كم غزا النبي ﷺ باب اسم سيف رسول الله ﷺ وما يعطي في سبيل الله باب جهاد النساء والقتل والفتك باب رقيق أهل الحرب والرجل يخرج من أرض العدو ومعه العبد باب الصيام في الغزو باب لمن الغنيمة باب سباق الخيل باب السرايا وأردية الغزاة وحمل الرؤوس باب من سب النبي ﷺ كيف يصنع به وعقوبة من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم باب جهاد الكبير ولا هجرة بعد الفتح والوفاء بالعهد باب الغنيمة والفيئ مختلفان باب الفرض مصنف الصنعاني/كتاب الجهاد كتاب الجهاد باب وجوب الغزو

= 9271 أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري قال أخبرنا عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء أواجب الغزو على الناس كلهم فقال هو وعمرو بن دينار ما علمنا 9272 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني داود بن أبي عاصم أن الغزو أواجب على الناس أجمعين فسكت فقد علم لو أنكر ما قلت لبين لي فقلت لابن المسيب تجهزت لا ينهزني إلا ذلك حتى رابطت قال قد أجزأت عنك 9273 عبد الرزاق عن معمر عن عبدالكريم الجزري قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال إني رجل جبان لا أطيق لقاء العدو فقال ألا أدلك على جهاد لا قتال فيه فقال بلى يا رسول الله قال عليك بالحج والعمرة 9274 عبد الرزاق عن بن جريج عن عبدالكريم الجزري قال أنبئت أن النبي ﷺ ثم ذكر مثل حديث معمر 9275 عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز قال سمعت مكحولا يقول قال رسول الله ﷺ ما من أهل بيت لا يخرج منهم غاز أو يجهزون غازيا أو يخلفونه في أهله إلا أصابهم الله بقارعة قبل الموت 9276 عبد الرزاق عن إسماعيل بن عبد الله عن بن عون عن إسحاق بن سويد عن حريث قال سمعت عمر بن الخطاب يقول كذب عليكم ثلاثة أسفار كذب عليكم الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله وأن يبتغي الرجل بفضل ماله والمتصدق يقول عليكم بالحج والعمرة والجهاد 9277 عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حيان وغيره قال كذب عليكم الحج والعمرة يقول عليكم بالحج والجهاد 9278 عبد الرزاق عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الحارث عن مكحول عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ قال عليكم بالجهاد في سبيل الله فانه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الغش والهم 9279 عبد الرزاق عن بن التيمي عن عبد الملك بن عمير قال حدثني الحواري بن زياد قال كنت جالسا عند عبد الله بن عمر فجاءه رجل شاب فقال ألا تجاهد فسكت وأعرض عنه فقال بن عمر إن الإسلام بني على أربع دعائم إقام الصلاة وإيتاء الزكاة لا يفرق بينهما وصيام شهر رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا وإن الجهاد والصدقة من العمل الحسن 9280 عبد الرزاق عن معمر والثوري عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال بني الإسلام على ثمانية أسهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد خاب من لا سهم له 9281 عبد الرزاق عن رجل عن مكحول أنه كان يستقبل القبلة ثم يحلف عشرة أيمان أن الغزو لواجب عليكم ثم يقول إن شئتم زدتكم قال عبد الرزاق وسمعت الأوزاعي أو أخبرت عنه أنه سمعه من مكحول 9282 عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة عن عمر قال إذا وضعتم السروج فشدوا الرحال إلى الحج والعمرة فإنه أحد الجهادين 9283 عبد الرزاق عن الثوري عن معاوية بن إسحاق عن عباية بن رفاعة عن علي بن حسين قال سأل رجل النبي ﷺ عن الجهاد فقال ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه الحج باب الرجل يغزو وأبوه كاره له 9284 عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال إني أريد الجهاد فقال أحي والداك قال نعم قال ففيهما جهاد 9285 عبد الرزاق عن الثوري عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال إني جئت لأبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان قال فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما 9286 عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن جحادة قال سمعت الحسن يقول جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال إني أريد الجهاد فقال هل لك من حوبة قال نعم قال فاجلس عندها 9287 عبد الرزاق عن الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مسلم بن يسار قال بعث النبي ﷺ سرية وعنده شاب كان يأخذ بيده إذا قام فسأله أن يبعثه في السرية فقال له النبي ﷺ هل تركت في أهلك من كهل قال لا إلا صبية صغارا قال فارجع إليهم فإن فيهم مجاهدا حسنا 9288 عبد الرزاق عن الثوري عن هشام عن الحسن في الوالدين إذا أذنا في الغزو قال إن كنت ترى هواهما في الجلوس فاجلس وسئل ما بر الوالدين قال أن تبذل لهما ما ملكت وأن تطيعهما في ما أمراك به إلا أن تكون معصية 9289 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال سألت عبيد الله بن عمير هل يغزو الرجل وأبواه كارهان ذلك أو أحدهما قال لا

= 9290 عبد الرزاق عن بن جريج عن محمد بن طلحة أن رجلا جاء للنبي ﷺ فقال يا رسول الله إني أريد الغزو وقد جئتك أستشيرك قال هل لك من قال نعم قال الزمها فإن الجنة عند رجلها ثم الثانية ثم الثالثة كذلك

= { 9291} عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال نهى رسول الله ﷺ أصحابه أن يقاتلوا من ناحية من جبل فانصرف الرجال عنهم وبقي رجل فقاتلهم فرموه فقتلوه فجىء به إلى النبي ﷺ فقال ابعد ما نهينا عن القتال فقالوا نعم فتركه ولم يصل عليه 9292 عبد الرزاق عن بن عيينة عن الشيباني قال سمعت رجلا حين هزمنا الجماجم فذكرناه لأصحابنا فقالوا هذا المعرور بن سويد قال ذكر لعمر رجل خرج من الصف فقتل فقال عمر لأن أموت على فراشي خير لي من أن أقاتل أمام صف يعني أنه خرج من الصف إلى جماعة العدو يقاتل 9293 عبد الرزاق عن معمر عن رجل سمع الحسن يقول قال رجل والنبي ﷺ في الصف ألا أحمل عليهم يا رسول الله قال أتحمل لتقتلهم قال نعم قال إجلس حتى يحمل أصحابك 9294 عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال أشد حديث سمعناه عن النبي ﷺ قال قوله في سعد بن معاذ وقوله في أمر القبر لما كانت غزوة تبوك قال لا يخرج معنا إلا رجل مقو قال فخرج رجل على بكر له صعب فصرعه فمات فقال الناس الشهيد الشهيد فأمر النبي ﷺ بلالا أن ينادي في الناس لا يدخل الجنة عاص 9295 عبد الرزاق عن إبراهيم بن مالك بن أبي حمزة عن أبيه عن جده قال قال لنا رسول الله ﷺ يوم بدر من رأى المشركين ان أكثبوكم فارموهم بالنبل ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم يعني غشوكم 9296 عبد الرزاق عن بن جريج عن زيد بن أسلم أن رسول الله ﷺ قال لأصحابه ذات يوم وهو مستقبل العدو ولا يقاتل أحد منكم فعمد رجل منهم فرمى العدو وقاتلهم فقتلوه فقيل للنبي ﷺ أستشهد فلان فقال أبعد ما نهيت عن القتال قالوا نعم قال لا يدخل الجنة عاص باب الطعام يؤخذ بأرض العدو 9297 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري سمعته يقول لا يؤخذ الطعام بأرض العدو إلا بإذن الإمام قال الزهري فإن أذن له الإمام فأخذ منه شيئا فباعه بذهب أو ورق ففيه الخمس 9298 عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في أخذ الطعام بأرض العدو قال كانوا يرخصون لهم في الطعام والعلف ما لم يعقدوا به مالا 9299 عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن عون عن خالد بن الدريك عن بن محيريز عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال إن هؤلاء يريدون أن يستزلوني عن ديني ولا والله لأموتن وأنا على ديني ما بيع منه بذهب أو فضة من طعام أو غيره ففيه خمس الله وسهام المسلمين 9300 عبد الرزاق عن أبي جعفر عن ربيع بن أنس عن أبي العالية أن سلمان أتي بسلة فيها خبز وجبن يعني ومال قال فرفع المال وأكل الخبز والجبن 9301 عبد الرزاق عن الثوري عن عيسى عن الربيع عن أبي العالية عن سلمان مثله 9302 عبد الرزاق عن سفيان قال كان يقال إذا كانوا بأرض العدو أكلوا فإذا قدموا به أرض المسلمين دفعوه إلى الإمام ولا يبيعوه في أرض العدو فإن باعوه بذهب أو فضة ففيه الخمس 9303 عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لسليمان بن موسى رجل حمل إلى أهله طعاما قال لا بأس بذلك 9304 عبد الرزاق عن الثوري عن أشعث عن رجل عن عبد الله بن أبي أوفى قال لم يخمس الطعام يوم خيبر 9305 عبد الرزاق عن بن التيمي عن كهمس قال قلت للحسن ما كنتم تصيبون في الطريق قال التبن والحطب قال قلت الرجل يمر بالثمار قال يأكل ولا يحمل 9306 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني سليمان بن موسى قال لا يبقى الطعام في أرض العدو ولا يستأذن فيه الأمير يأخذه من سبق إليه إلا أن ينهى الأمير عنه فيترك بنهيه فإن باع من الطعام شيئا بورق أو ذهب فلا يحل له هو حينئذ من الغنائم قال هذه السنة والحق عندنا 9307 عبد الرزاق عن إبراهيم قال أخبرني سعيد بن إسحاق عن خالد بن أبي عمر أنه سأل بن المسيب والقاسم بن محمد عما يجد السرية في مطامير الروم قال أما الذهب والفضة والثياب والطعام فيطرح في المغانم وأما ما كان من طعام وإن كثر زيت أو سمن أو عسل فهو لتلك السرية دون الجيش يأكلون ويهدون ولا يبيعون 9308 عبد الرزاق عن بن التيمي عن كهمس أنه قال للحسن أيحمل الرجل على العدو أو يكون في الصف قال بل يكون في الصف فإذا نهضوا فانهض معهم قال وقال الحسن قال رسول الله ﷺ لرجل كن في الصف فإذا حمل المسلمون فاحمل معهم 9309 عبد الرزاق قال أخبرنا صالح بن محمد عن مكحول وأبي عون عن أبي الدرداء أنه سئل عما يصيب السرية من أطعمة الروم قال لهم يأكلون ويرجعون به إلى أهليهم فإن باعوا منه شيئا ففيه الخمس وهم فيه سواء باب هبة الإمام 9310 عبد الرزاق عن بن جريج عن بن أبي نجيح أن مجاهدا أخبره أن رجلا في غزوة خيبر مع النبي ﷺ والغنائم بين يديه فقال النبي ﷺ اعطني هذه لكبة غزل أشد بها عظم رجلي فقال رسول الله ﷺ أما نصيبي منها فهو لك 9311 عبد الرزاق عن بن جريج عن سليمان بن موسى قال لا يهب الأمير من الغنائم شيئا إلا بإذن صاحبه إلا أن يجعل لدليل أو راع 9312 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين أن أنسا كان مع عبيد الله بن أبي بكرة في غزوة غزاها فأصابوا سبيا فأراد أن يعطيه من السبي قبل أن تقسم فقال أنس لا ولكن اقسم وأعطني من الخمس فقال عبيد الله لا إلا من جميع الغنائم فأبى أنس أن يقبل منه وأبى عبيد الله أن يعطيه من الخمس شيئا باب السهام للخيل 9313 عبد الرزاق عن بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن بن الأقمر أو عن أبيه وعن الأسود بن قيس عن الأقمر قال أغارت الخيل بالشام فأدركت العراب من يومها وأدركت الكوادن من ضحى الغد فقال المنذر بن أبي حمصة الهمداني وهو على الناس لا أجعل سهم من أدرك كمن لم يدرك فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب عمر هبلت الوادعي أمه لقد أدركت به أمضوها على ما قال 9314 عبد الرزاق عن محمد بن راشد أنه سمع مكحولا يقول لا سهم إلا لفرسين وإن كان معه مئة فرس 9315 عبد الرزاق عن الثوري عن هشام عن الحسن قال لا سهم إلا لفرسين إذا كان مع الرجل أفراس فيكون لفرسين أربعة أسهم وللرجل سهم وسهام الخيل والبراذين سواء 9316 عبد الرزاق عن شيخ من أهل الشام أنه سمع مكحولا يرفعه إلى النبي ﷺ يقول لا سهم من الخيل إلا لفرسين وإن كان معه ألف فرس إذا دخل بها أرض العدو قال قسم النبي ﷺ يوم بدر للفارس سهمين وللراجل سهم 9317 عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال أسهم له في إمارة سعيد بن عثمان لفرسين لهما أربعة أسهم وله سهم 9318 عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول أن الخيل والبراذين سواء أحسبه رفعه 9319 عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن يزيد بن جابر أحسبه عن مكحول قال جعل رسول الله ﷺ للفرس العربي سهمين ولفارسه سهم يوم خيبر قال يزيد فحدثت معاوية بن هشام بهذا الحديث فقبله 9320 عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله ﷺ جعل للفارس سهمين وللراجل سهما 9321 عبد الرزاق عن بن جريج عن سليمان بن موسى قال إن أدرب الرجل بأفراس كان لكل فرس سهمان قلت وإن قاتل عليها العدو قال نعم أدرب يعني دخل بها أرض العدو 9322 عبد الرزاق عن معمر قال بلغني أنه جعل للفرس المقرف سهما وللرجالة سهما 9323 عبد الرزاق عن بن جريج عن صالح بن كيسان قال قسم النبي ﷺ لستة وثلاثين فرسا يوم النضير لكل فرس سهمين وقسم يوم خيبر لمئتي فرس لكل فرس سهمين قلت وإن قاتل 9324 عبد الرزاق عن إبراهيم قال أخبرني صالح بن محمد عن مكحول أن الزبير حضر خيبر بفرسين فأعطاه النبي ﷺ خمسة أسهم 9325 عبد الرزاق عن عبدالقدوس قال حدثنا الحسن قال كتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب أنه كان في الخيل العراب موت وشدة ثم كانت بعدها أشياء ليست تبلغ مبالغ العراب براذين وأشباهها فأحب أن ترى فيها رأيك فكتب إليه عمر أن يسهم للفرس العربي سهمان وللمقرف سهم وللبغل سهم باب سهم المولود 9326 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو عثمان بن يزيد قال يعمل به فينا ويرفعه إلى النبي ﷺ أنه إذا ولد للرجل ولد بعد ما يخرج من أرض المسلمين وأرض الصلح فإن لذلك المولود سهما قال وسموا الرجل الذي قضى به النبي ﷺ لولده باب سهم الرجل يموت بعد ما يدرك أرض العدو 9327 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو عثمان بن يزيد قال يعمل به فينا ويرفعه إلى النبي ﷺ أنه قال إذا مات الرجل بعد ما يدخل أرض العدو ويخرج من أرض المسلمين وأرض الصلح فإن سهمه لأهله باب سهمان أهل العهد 9328 عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت أبن شهاب يقول كان يهود يغزون مع النبي ﷺ فيسهم لهم كسهام المسلمين 9329 عبد الرزاق عن الثوري قال أخبرني يزيد بن يزيد بن جابر عن الزهري مثله 9330 عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن الشعبي قال سألته عن المشركين يغزون مع المسلمين ما لهم مع المسلمين قال لهم ما صالحوا عليه ما قيل لكم كذا وكذا فهو لهم باب النفل 9331 عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز أن مكحولا حدثه عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة الفهري قال شهدت مع رسول الله سألته ﷺ ينفل الثلث 9332 عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول أن حبيب بن مسلمة وكان مريضا كان ينفل السرايا حين يبدأ الثلث بعد الخمس 9333 عبد الرزاق عن الثوري عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن النبي ﷺ نفل بالثلث بعد الخمس 9334 عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة قال حدثني سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت أن النبي ﷺ كان ينفل في مبدأه الربع وإذا قفل الثلث 9335 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال كنا في سرية فبلغت سهماننا أحد عشر بعيرا لكل رجل منا ثم نفلنا رسول الله ﷺ بعد ذلك بعيرا بعيرا 9336 عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال بعث رسول الله ﷺ سرية قبل نجد فكنت فيهم فأصبنا إبلا كثيرا فبلغت سهماننا أحد عشر بعيرا لكل رجل منا ثم نفلنا رسول الله ﷺ بعد ذلك بعيرا بعيرا لكل إنسان 9337 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني سليمان بن موسى قال كان الناس ينفلون بأكثر من الثلث حتى إذا كان عمر بن عبد العزيز فكتب أنه لم يبلغنا أن النبي ﷺ نقل أكثر من الثلث فلم يزل يعمل به بعد باب العسكر يرد على السرايا والسرايا ترد على العسكر 9338 عبد الرزاق عن الثوري عن هشام عن الحسن قال إذا خرجت السرية بإذن الأمير فما أصابوا من شيء خمسه الإمام وما بقي فهو لتلك السرية وإذا خرجوا بغير إذنه خمسه الإمام وكان ما بقي بين الجيش كلهم 9339 عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال قلت الإمام يبعث السرية فيصيبوا المغنم قال إن شاء الإمام خمسه وإن شاء نفلهم كله 9340 عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال العسكر يرد على السرايا والسرايا ترد على العسكر باب لا نفل إلا من الخمس ولا نفل في الذهب والفضة 9341 عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد عن داود بن أبي عاصم عن بن المسيب قال لا نفل في غنائم المسلمين إلا في خمس الخمس 9342 عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن بن المسيب قال ما كانوا ينفلون إلا من الخمس 9343 عبد الرزاق عن الثوري عن بن عون عن بن سيرين عن أنس أن أميرا من ألأمراء أراد أن ينفله قبل أن يخمسه فأبى أن يقبله حتى يخمسه 9344 عبد الرزاق عن بن جريج قال اخبرني خالد بن يحيى بن سعيد عن بن المسيب أخبره أن النبي ﷺ لم يكن ينفل إلا من الخمس 9345 عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي سليمان بن موسى لا نفل حتى يقسم الخمس ولا نفل حتى يقسم أول المغنم في كتاب الله تعالى بين المؤمنين 9346 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني سليمان بن موسى قال لا نفل إلا في عين معلوم ذهب أو فضة 9347 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني سليمان بن موسى قال لا نفل في أول شيء يصاب من المغانم قال معلوم ذلك يعمل به فيما مضى حتى اليوم باب المتاع يصيبه العدو ثم يجده صاحبه 9348 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال ما أحرزه المشركون ثم أصابه المسلمون فهو لهم ما لم يكن حرا أو معاهدا لا يرد إلى صاحبه 9349 عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن مثل قول الزهري 9350 عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء المتاع يصيبه العدو من المسلمين ثم يفيئه الله عليهم قال إن لم يكن مضت فيه سنة رد إليه أحب ما لم يقسم فإن قسم فلا شيء له 9351 عبد الرزاق عن بن جريج عن عمرو بن دينار قال سمعنا أن ما أحرز العدو فهو للمسلمين يقتسمونه 9352 عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت نافعا مولى بن عمر يزعم أن عبد الله بن عمر ذهب العدو بفرسه فلما هزم العدو وجد خالد بن الوليد فرسه فرده إلى عبد الله بن عمر 9353 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال أبق لي غلام يوم اليرموك ثم ظهر عليه المسلمون فردوه إلي 9354 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال ما عرف قبل أن يقسم فإنه يرده إلى أهله وما لم يعرف حتى تجري فيه السهام لم يردوه 9355 عبد الرزاق عن معمر قال بلغني عن قتادة وما أدري لعلي قد سمعته منه أن عليا قال هو فيء المسلمين لا يرد 9356 عبد الرزاق عن معمر قال سمعت بعض أهل الكوفة يقول يرد إن عرف قبل القسم أو بعده 9357 عبد الرزاق عن الثوري عن رجل عن الحكم قال المسلم يرد على أخيه 9358 عبد الرزاق عن الثوري عن سماك بن حرب عن تميم بن طرفة أن العدو أصابوا ناقة رجل من المسلمين فاشتراها رجل من المسلمين من العدو فعرفها صاحبها وأقام عليها البينة فاختصما إلى النبي ﷺ فقضى النبي ﷺ أن يدفع إليه الثمن الذي اشتراها به من العدو وإلا خلى بينها وبين المشتري 9359 عبد الرزاق عن محمد بن راشد قال حدثنا مكحول أن عمر بن الخطاب قال ما أصاب المشركون من مال المسلمين ثم أصابه المسلمون بعد فإن أصابه صاحبه قبل أن تجري عليه سهام المسلمين فهو أحق به وإن جرت عليه سهام المسلمين فلا سبيل إليه إلا بالقيمة 9360 عبد الرزاق قال سمعت هشاما يحدث عن محمد أن رجلين احتكما إلى شريح في أمة سبيت من المسلمين ثم اشتراها رجل من العدو فقال شريح أحق من رد على المسلم أخوه قال الآخر إنها قد حبلت منى فقال شريح أعتقها قضاء الأمير يعني عمر بن الخطاب 9361 عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن بن سيرين مثله 9362 عبد الرزاق عن عثمان بن مطر وبن عيينة عن سعيد عن قتادة أن مكاتبا أسره العدو ثم اشتراه رجل فسأل بكر بن قرواش عنه عليا فقال علي عليه السلام قل فيها يا بكر بن قرواش قال الله أعلم فقال على أنا عبد الله وبن عم رسول الله ﷺ إن افتكه سيده فهو علي بقية كتابته وإن أبى سيده أن يفكه فهو للذي اشتراه 9363 عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم قال إذا أصاب العدو شيئا من متاع المسلمين فهو لصاحبه ما لم يقسم فإن اقتسموه فصاحبه أحق بثمنه 9364 عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة قال سئل إبراهيم عن أهل الذمة يسبيهم العدو ثم يصيبهم المسلمون قال لا يسترقوا 9365 عبد الرزاق عن الثوري في رجل يجد سلعته في يد رجل فيقول اشتريتها من العدو قال إذا اشتراها ببينة أخذها صاحبها بالثمن فإن أقام البينة على الشراء ولم يعلم كم الثمن فالقول قول المشتري 9366 عبد الرزاق عن الثوري قال في المشرك إذا أخذ شيئا من متاع المسلمين ثم باعه قبل أن يحرزه إلى أرض الشرك فبيعه باطل يأخذه صاحبه حيث وجده 9367 عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء نساء حرائر أصابهن العدو فابتاعهن رجل أيصيبهن قال ولا يسترقهن ولكن يعطيهن أنفسهن بالذي أخذه به لا يزاد عليهن قال وقال في ذلك عبدالكريم إن كانت من أهل الذمة فكذلك أيضا 9368 عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء في الحر يسبيه العدو ثم يبتاعه المسلمون مثل قوله في النساء وقال عمرو بن دينار مثل ذلك باب هل يقام الحد على المسلم في بلاد العدو 9369 عبد الرزاق عن بن جريج قال سئل عطاء عن المسلم يسبيه العدو فيقتل هنالك مسلما ثم يسبيه المسلمون بعد أو يزني هنالك قال ما أرى عليه من شيء فيما أحدث هنالك 9370 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني بعض أهل العلم أن عمر بن الخطاب كتب أن لا يحد أمير جيش ولا أمير سرية رجلا من المسلمين حتى يطلع الدرب قافلا فإني أخشى أن تحمله الحمية على أن يلحق بالمشركين 9371 عبد الرزاق عن إسرائيل بن يونس عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال كان شرحبيل بن السمط على جيش فقال لجيشه إنكم نزلتم أرضا كثيرة النساء والشراب يعني الخمر فمن أصاب منكم حدا فليأتنا فنطهره فأتاه ناس فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فكتب إليه أنت لا أم لك الذي يأمر الناس أن يهتكوا ستر الله الذي سترهم به 9372 عبد الرزاق عن بن عيينة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال اصاب أمير الجيش وهو الوليد بن عقبة شرابا فسكر فقال الناس لأبي مسعود وحذيفة بن اليمان أقيما عليه الحد فقالا لا نفعل نحن بإزاء العدو ونكره أن يعلموا فيكون جرأة منهم علينا وضعفا بنا 9373 عبد الرزاق عن رجل أنه سمع أبا بكر الهذلي أنه سمع الحسن قال سرق رجل من المسلمين فرسا فدخل أرض الروم فرجع مع المسلمين بها فأرادوا قطعه فقال علي بن أبي طالب لا تقطعوا حتى يخرج من أرض الروم باب عقر الشجر بأرض العدو 9374 عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي عطاء قد قال { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة } 3 وقاله عمرو بن دينار قال بن جريج وقال مجاهد { من لينة } النخلة نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل وقالوا إنما هي في مغانم المسلمين فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعها وتحليل من قطعها عن الإثم وإنما قطعها وتركها بإذنه 9375 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث الجيوش إلى الشام وبعث أمراء ثم بعث يزيد بن أبي سفيان فقال له وهو يمشي إما أن تركب وإما أن أنزل قال أبو بكر رضوان الله عليه ما أنا براكب وما أنت بنازل إني احتسبت خطاي في سبيل الله ويزيد يومئذ على ربع من الأرباع قال إنك ستجد قوما زعموا انهم حبسوا أنفسهم لله فدعهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وستجد قوما قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر وتركوا منها أمثال العصائب فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف و إني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا ولا تعقرن نخلا ولا تحرقنها ولا تجبن ولا تغلل الذين فحصوا عن رؤوسهم الشمامسة واللذين حبسوا أنفسهم الذين في الصوامع 9376 عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيع يزيد بن أبي سفيان ثم ذكر نحو حديث بن جريج 9377 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كان أبو بكر إذا بعث جيوشه إلى الشام قال إنكم ستجدون قوما قد فحصوا عن رؤوسهم بالسيوف وستجدون قوما قد حبسوا أنفسهم في الصوامع فذرهم بخطاياهم 9378 عبد الرزاق عن معمر عن أبي عمران الجوني أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان ثم ذكر نحو حديث معمر عن الزهري 9379 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب أن النبي ﷺ نهى عن قتل الوصفاء والعسفاء والعسيف الاجير 9380 عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع مثله وزاد ولها يقول حسان بن ثابت: وهان على سراة بني لوي * حريق بالبويرة مستطير 9381 عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه قال نهى النبي ﷺ عن عقر الشجر فإنه عصمة للدواب في الجدب 9382 عبد الرزاق عن الثوري عن أبي الزناد قال أخبرنا المرقع بن صيفي عن حنظلة الكاتب قال غزونا مع رسول الله ﷺ فمررنا بامرأة قد قتلت لها خلق والناس عليها ففرجوا للنبي ﷺ فقال ما كانت هذه لتقاتل ثم قال إذهب فالحق خالدا وقل له لاتقتل ذرية ولا عسيفا 9383 عبد الرزاق عن الثوري عن أبي فزارة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال مر النبي ﷺ يوم حنين بإمرأة مقتولة فقال ألم أنه عن هذا فقال رجل أردفتها فأرادت أن تقتلني فقتلتها فأمر النبي ﷺ بدفنها 9384 عبد الرزاق عن هشيم عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال نهى النبي ﷺ عن قتل النساء والولدان إلا من عدا منهم بالسيف باب البيات 9385 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال حدثني الصعب بن جثامة قال قلت يارسول الله إنا نصيب في البيات من ذراري المشركين قال هم منهم قال [ و ] أخبرني بن كعب بن مالك أن النبي ﷺ حين بعث إلى بن أبي حقيق نهى حينئذ عن قتل النساء والصبيان 9386 عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول بعث النبي ﷺ سرية إلى خيبر فأفضى القتل إلى الذرية فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال مايحملكم على قتل الذرية قالوا أو ليسوا أولاد المشركين قال أو ليس خياركم أولاد المشركين قال ثم خطبنا فقال ألا كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه 9387 عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز عمن حدثه عن حبيب بن مسلمة أنه بيت عدوا من الأعداء ليلا 9388 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن كعب بن مالك أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي ﷺ ويؤذيه فأمر النبي ﷺ سعد بن معاذ أن يبعث إليه خمسة نفر فجاؤوا به وهو في مجلس قومه بالعوالي فلما رأهم ذعر منهم فقال ماجاء بكم قالوا جئناك لحاجة قال فيدنوا بعضكم فيحدثني بحاجته قال فدنا منه بعضهم فقالوا جئناك نبايعك أدراعا عندنا فقال والله لئن فعلتم لقد جهدتم منذ نزل هذا الرجل بين أظهركم أو قال بكم قال فواعدوه أن يأتوه بعد هدوء من الليل قال فجاءوه فقام إليهم فقالت امرأته ماجاءك هؤلاء هذه الساعة بشيء مما تحب قال إنهم قد حدثوني بحاجتهم فلما دنا منهم اعتنقه أبو عبس وعلاه محمد بن مسلمة بالسيف فطعنه في خاصرته بخنجره فقتلوه فلما أصبحت يهود غدوا إلى النبي ﷺ فقالوا قتل صاحبنا غيلة فذكرهم النبي ﷺ ما كان يهجوه في أشعاره ويؤذيه قال ثم دعاهم النبي ﷺ إلى أن يكتب بينه وبينهم قال حسبته قال فذلك الكتاب مع علي وقال الزهري أو غيره فقال قائل ممن كان يدعي الاسلام لابي عبس قتلتم كعبا غيلة قال فحلف أبو عبس لايراه أبدا يقدر على قتله إلى قتله قال فكان إذا رآه عدا في أثره حتى يعجزه الآخر باب قتل أهل الشرك صبرا وفداء الأسرى 9389 عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء قال كان يكره قتل أهل الشرك صبرا ويتلو { فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء } 1 قال وأقول ثم نسختها { فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم } 2 ونزلت زعموا في العرب خاصة وقتل النبي ﷺ عقبة بن أبي معيط يوم بدر صبرا 9390 عبد الرزاق عن إسرائيل بن يونس قال أخبرني أبو الهيثم عن إبراهيم التيمي أن النبي ﷺ صلب عقبة بن أبي معيط إلى شجرة فقال أمن بين قريش قال نعم قال فمن للصبية قال النار 9391 عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري أنه بلغه عن أبي بكر الصديق أنه كتب إليه في الأمير يعطي به كذا وكذا فقال اقتلوه قتل رجل من المشركين أحب إلي من كذا وكذا 9392 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني رجل من أهل الشام ممن كان يحرس عمر بن عبد العزيز قال مارأيت عمر بن عبد العزيز قتل أسيرا قط إلا واحدا من الترك قال جيء بأسرى من الترك قال فأمر بهم أن يسترقوا فقال رجل ممن جاء بهم يا أمير المؤمنين لو كنت رأيت هذا لأحدهم وهو يقتل في المسلمين لكثر بكاؤك عليهم قال فدونك فاقتله قال فقام إليه فقتله 9393 عبد الرزاق عن معمر عن من سمع الحسن يقول لا يقتل الأسارى إلا في الحرب نهيب بهم 9394 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال وأخبرني عثمان الجزري عن مقسم عن بن عباس قال فادى النبي ﷺ بأساري بدر فكان فداء كل واحد منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء فقام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا قال من للصبية يا محمد قال النار 9395 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن بن المهلب عن عمران بن حصين قال كانت بنو عامر أسروا رجلين من أصحاب النبي ﷺ فأسر النبي ﷺ رجلا من ثقيف وأخذوا ناقة كانت تسبق عليها الحاج فمر به النبي ﷺ وهو موثق فقال يا محمد يا محمد فعطف عليه فقال على ما أحبس وتؤخذ سابقة الحاج قال بجريرة حلفائك من بني عامر وكانت بنو عامر من حلفاء ثقيف ثم أجاز النبي ﷺ فدعاه أيضا يا محمد فأجابه فقال إني مسلم فقال لو قلت ذلك وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح قال ثم أجاز النبي ﷺ فناداه أيضا فرجع إليه فقال أطعمني فإني جائع فقال النبي ﷺ هذه حاجتك فأمر له بطعام ثم أن النبي ﷺ فادى الرجل بالرجلين الذين أسرا من أصحابه قال فأغار ناس على ناحية من المدينة فأصابوا ناقة وأصابوا امرأة أيضا فذهبوا بهم إلى رحالهم فقامت المرأة من بعض الليل إلى إبلهم وكانوا يريحونها عند أفنيتهم فكلما دنت من بعير لتركبه رغا حتى جاءت إلى ناقة النبي ﷺ وهي ناقة ذلول فلم ترغ حتى قعدت في عجزها ثم صاحت بها قال ونذر بها القوم فركبوا في طلبها فنذرت وهي منطلقة وهم في أثرها إن الله أنجاها عليها لتنحرنها قال فنجت فلما قدمت المدينة أتي النبي ﷺ فقيل هذه ناقتك جاءت عليها فلانة أنجاها الله عليها فأتى النبي ﷺ بالمرأة فسألها كيف صنعت فأخبرته فنذرت وهم في طلبي إن الله أنجاني عليها أن أنحرها فقال النبي ﷺ بئس ما جزيتها إذا لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك بن آدم 9396 عبد الرزاق عن الثوري وإسرائيل أو أحدهما عن أبي إسحاق عن حارثه بن مضرب عن فرات بن حيان أنه أخذ أسيرا فأمر النبي ﷺ بقتله فقال إني مسلم فأخبر النبي ﷺ فتركه وقال إن منكم رجالا أكلهم إلى إيمانهم منهم فرات بن حيان 9397 عبد الرزاق عن عثمان الثقفي وسمعته يحدث معمرا قال كنت مع مجاهد في غزاة فأبق أسير لرجل ممن كان معنا فتبعه رجل فقتله فعاب ذلك عليه مجاهد 9398 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عبد الرحمن بن عبد الله عن القاسم بن عبد الرحمن قال قال النبي ﷺ لأساري بدر لا يقتلن أحدا منكم إلا بضربة رجل أو بفداء 9399 عبد الرزاق عن بن عيينة عن زكريا عن الشعبي عن عبد الله بن مطيع عن مطيع بن الأسود وكان اسمه العاص فسماه النبي ﷺ مطيعا قال قال رسول الله ﷺ يوم الفتح لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرا 9400 عبد الرزاق عن معمر عن بن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال النبي ﷺ لأسارى بدر لو كان المطعم بن عدي حيا فكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم 9401 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار قال لما أسر النبي ﷺ أسارى بدر فكان فيهم أبو وداعة بن صبارة السهمي فقال له النبي ﷺ إن له ابنا كيسا وهو بمكة وهو المطلب بن أبي وداعة فكان أول من جاء بفداء أبيه 9402 عبد الزراق عن معمر يعني عن أيوب عن بن سيرين عن عبيدة قال نزل جبريل عليه السلام على النبي ﷺ يوم بدر فقال إن ربك يخيرك إن شئت أن تقتل هؤلاء الأسارى وإن شئت أن تفادي بهم وتقتل من أصحابك مثلهم فاستشار أصحابه فقالوا نفاديهم ونتقوى بهم ويكرم الله بالشهادة من يشاء 9403 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت عمرو بن ميمون الأودي يقول اثنتان فعلهما رسول الل ﷺ إذنه للمنافقين وأخذه من الأسارى 9404 عبد الرزاق عن عباد بن كثير عن ليث قال قلت لمجاهد إنه بلغني أن بن عباس قال لا يحل الأسارى لأن الله تبارك وتعالى قال { فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها } 2 قال مجاهد لا يعبأ بهذا شيئا أدركت أصحاب محمد ﷺ كلهم ينكر هذا ويقول هذه منسوخة إنما كانت في المدة التي كانت بين نبي الله ﷺ والمشركين فأما اليوم فلقول الله تعالى { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } 3 فإن كانوا من مشركي العرب لم يقبل منهم إلا الإسلام وإن أبوا قتلوا فأما من سواهم فإذا أسروا فالمسلمون فيهم بالخيار إن شاءوا قتلوا وإن شاءوا استحيوا وإن شاءوا فادوا إذا لم يتحولوا عن دينهم فإن أظهروا الإسلام لم يفادوا 9405 عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد وجويبر عن الضحاك في قوله { فإما منا بعد وإما فداء } 1 قالا نسخها { فاقتلوا المشركين } 2 الآية وقاله السدي 9406 عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثت أن النبي ﷺ أعطى يوم بدر كل رجل من أصحابه الأسير الذي أسر فكان هو يفاديه بنفسه 9407 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو محمد أن عكرمة بن خالد حدثه أن سهيل بن عمرو حمل بفداء أسرى بدر وحمل النبي ﷺ أن يخبره بما تريد قريش في غزوه وكان فادى أبا وداعة بأربعة آلاف باب حمل السلاح والقرآن إلى أرض العدو 9408 عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء قال كره حمل السلاح إلى أرض العدو قلت أتحمل الخيل إليهم فأبى ذلك فقال أما ما تقووا به في القتال فلا يحمل إليهم وأما غيره فلا بأس وقاله عمرو بن دينار 9409 عبد الرزاق عن بن جريج قال نهى عمر بن عبد العزيز أن يحمل الخيل إلى أرض الهند 9410 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال نهى رسول الله أن ﷺ أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو 9411 عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن النبي ﷺ مثله قال وكتب فيه عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار باب القتل بالنار 9412 عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال حرق خالد بن الوليد ناسا من أهل الردة فقال عمر لأبي بكر أتدع هذا الذي يعذب بعذاب الله فقال أبو بكر لا أشيم سيفا سله الله على المشركين 9413 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة أن عليا قتل قوما كفروا بعد إسلامهم وأحرقهم بالنار فبلغ ذلك بن عباس فقال لو كنت لقتلتهم ولم أحرقهم لأن رسول الله ﷺ قال من بدل أو قال من رجع عن دينه فاقتلوه ولا تعذبوا بعذاب الله يعني النار قال فبلغ قول بن عباس عليا فقال ويح بن عباس 9414 عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله قال كنا مع النبي ﷺ فمررنا بقرية نمل قد أحرقت فقال النبي ﷺ إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله 9415 عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد عن عبيدبن عمير أو بن عمر عن النبي ﷺ قال قال رسول الله ﷺ كل الذباب في النار إلا النحل وكان ينهى عن قتلهن وإحراق الطعام 9416 عبد الرزاق عن منصور عن إبراهيم كره أن يحرق العقرب بالنار لأنه مثلة 9417 عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن جريج قال حسبت عن مجاهد قال بعث رسول الله ﷺ سرية فقال إن أخذتم هبار بن الأسود فاجعلوه بين شعبتين من حطب ثم ألقوا فيها النار ثم قال سبحان الله ما ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله إن وجدتموه فاقطعوا يده ثم رجله ثم اقطعوا يده ثم رجله قال فلم تصبه تلك السرية وأصابته نقلة إلى المدينة قال وكان رجلا سبابا فأتي النبي ﷺ فقيل هذا هبار بن الأسود يسب فما يسب قال فجاءه النبي ﷺ يمشي حتى قام عليه وكان هبار مسلما فقال له سب من سبك سب من سبك 9418 عبد الرزاق عن بن جريج عن أبي الزناد قال أخبرني حنظلة بن عبد الله الأسلمي أن حمزة بن عمرو الأسلمي صاحب رسول الله ﷺ حدثه أن رسول الله ﷺ بعثه ورهطا معه سرية إلى رجل من عدوه فقال لهم إن قدرتم على فلان فأحرقوه في النار فانطلقوا حتى إذا تواروا منه ناداهم فأرسل إليهم فردهم فقال لهم إن قدرتم عليه فاقتلوه ولا تحرقوه بالنار فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار 9419 عبد الرزاق عن بن جريج عن أبي الزناد قال أخبرني عامر الشعبي أن رسول الله ﷺ بعث بعثا إلى ناس وأمرهم أن يقتلوهم كلهم إن قدروا عليهم فجاء البشير إلى رسول الله ﷺ فأخبره أنهم صبحوهم فجعلوا يقتلونهم فجعل رسول الله ﷺ يبتشر ويبتسم لما هو يخبره فبينما هو كذلك قال الرجل فمر رجل فسعى حتى رقي في شجرة طويلة ضخمة فرميناه بالنبل وهو فيها ثم أوقدنا نارا وأحرقنا الشجرة قال فغضب رسول الله ﷺ حين ذكر له الإحراق بالنار قال الرجل فسقط الرجل فإذا هو قد كانت النبل قتلته باب دعاء العدو 9420 عبد الرزاق عن المثنى بن الصباح عن طاووس قال سمعته يقول أوصى النبي ﷺ معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن فقال إنك ستأتي على ناس من أهل الكتاب فادعهم إلى التوحيد فإن أقروا بذلك فقل إن الله قد فرض عليكم خمس صلوات بالليل والنهار فإن أقروا بذلك فقل إن الله قد فرض عليكم صيام شهر في إثني عشر شهرا فإن اقروا بذلك فقل إن الله قد فرض عليكم زكاة في أموالكم تؤخذ من أغنيائكم فإن أقروا بذلك فخذ من أموالهم واجتنب كرائم أموالهم وإياك ودعوة المظلوم فإنه لا حجاب لها دوني 9421 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب أن النبي ﷺ لم يقاتل بنى قريظة حتى دعاهم إلى الإسلام فأبوا فقاتلهم 9422 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن النبي ﷺ دعا بني النضير إلى أن يعطوا عهدا يعاهدونه عليه فأبوا فقاتلهم 9423 عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن أبي النجود قال كتب خالد بن الوليد إلى مهران بن زادان وآخر معه قد سماه أما بعد فإني أدعوكم إلى الإسلام فإن أبيتم فإني أدعوكم إلى إعطاء الجزية فإن أبيتم فإن عندي قوما يحبون القتال كما تحب فارس شرب الخمر 9424 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا عمر بن ذر عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن رسول الله ﷺ لما بعث عليا بعث خلفه رجلا فقال اتبع عليا ولا تدعه من ورائه ولكن اتبعه وخذ بيده وقل له قال رسول الله ﷺ أقم حتى يأتيك قال فأقام حتى جاء النبي ﷺ فقال لا تقاتل قوما حتى تدعوهم قال عبد الرزاق وسمعته أنا من يحيى بن إسحاق 9425 عبد الرزاق عن معمر والثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال كنا ندعو العدو وندع 9426 عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال قد علموا ما يدعون إليه 9427 عبد الرزاق عن الثوري عن صاحب له عن رجل عن بن عباس قال ما قاتل النبي ﷺ قوما إلا دعاهم 9428 عبد الرزاق عن الثوري ومعمر عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة الأسلمي عن أبيه قال كان رسول الله ﷺ إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا بسم الله في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا إذا أنت لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك منها فاقبل منهم وكف عنهم وادعهم إلى الإسلام فإن هم أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن هم أبوا أن يتحولوا من دارهم إلى دار المهاجرين فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا أن يدخلوا في الأسلام فسلهم إعطاء الجزية فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم وإن حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ﷺ فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمم أصحابكم فإنكم أن تخفروا ذمتكم وذمة آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله ﷺ وإن حاصرت أهل حصن فأرادوك على أن تنزلوهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا 9429 عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل قال كتب إلينا عمر ونحن بخانقين إذا حصرتم قصرا فلا تقولوا انزلوا على حكم الله وحكمنا ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم ما شئتم فإذا لقي رجل رجلا فقال له مترس فقد أمنه وإذا قال لا تدهل فقد أمنه وإذا قال لا تخف فقد أمنه فإن الله يعلم الألسنة 9430 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني حبيب الوليد أن النبي ﷺ كان إذا بعث جيشا قال انطلقوا بسم الله وبالله وفي سبيل الله تقاتلون من كفر بالله أبعثكم على أن لا تغلوا ولا تجبنوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا تحرقوا كنيسة ولا تعقروا نخلا وبعث إنسانا إلى إنسان أن يكذب عليه باليمن فقال حرقوه ثم قال لا تعذب بعذاب الله 9431 عبد الرزاق يعني عن معمر عن الأعمش عن شقيق قال كتب إلينا عمر ونحن بخانقين أن الأهلة بعضها أكبر من بعض فإذا رأيتم الهلال فلا تفطروا حتى يشهد رجلان أنهما رأياه بالأمس وإذا حاصرتم أهل حصن فلا تنزلوهم على حكم الله وحكم رسوله ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم احكموا فيهم بما شئتم ولا تقولوا لا تخف ولا تدهل ومترس فإن الله يعلم الألسنة 9432 عبد الرزاق عن بن عيينة عن أيوب بن موسى عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال أتى رجل من أهل الشام بن المسيب فقال له يا أبا محمد أحدثك بما نصنع في مغازينا قال لا قال فحدثني ما كان النبي ﷺ وأصحابه يصنعون قال كان رسول الله ﷺ إذا حل بالقرية دعا أهلها إلى الإسلام فإن اتبعوه خلطهم بنفسه وأصحابه وإن أبوا دعاهم إلى إعطاء الجزية فإن أعطوها قبلها منهم وإن أبوا آذنهم على سواء وكان أدناهم إذا اعطاهم العهد وفوا له أجمعون 9433 عبد الرزاق عن فضيل عن ليث عن مجاهد قال يقاتل أهل الأوثان على الإسلام ويقاتل أهل الكتاب على إعطاء الجزية 9434 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر أن النبي ﷺ بعث خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا وجعلوا يقولون صبأنا صبأنا وجعل خالد بهم قتلا وأسرا ودفع إلى كل رجل منا أسيرا حتى إذا كان يوم أمرنا أن يقتل كل رجل منا أسيره فقال عبد الله بن عمر فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره فقدمنا إلى النبي صلىالله عليه وسلم ورفع يعني يديه فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين 9435 عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال كتب عمر بن الخطاب أيما رجل دعا رجلا من المشركين وأشار إلى السماء فقد امنه الله فإنما نزل بعهد الله وميثاقه باب الجوار وجوار العبد والمرأة 9436 عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان عن فضيل الرقاشي قال شهدت قرية من قرى فارس يقال لها شاهرتا فحاصرناها شهرا حتى إذا كان ذات يوم وطمعنا أن نصبحهم انصرفنا عنهم عند المقيل فتخلف عبد بنا فاستأمنوه فكتب إليهم في سهم أمانا ثم رمى به إليهم فلما رجعنا إليهم خرجوا في ثيابهم ووضعوا أسلحتهم فقلنا ما شأنكم فقالوا أمنتمونا واخرجوا إلينا السهم فيه كتاب أمانهم فقلنا هذا عبد والعبد لا يقدر على شيء قالوا لا ندري عبدكم من حركم وقد خرجوا بأمان قلنا فارجعوا بأمان قالوا لا نرجع إليه أبدا فكتبنا إلى عمر بعض قصتهم فكتب عمر أن العبد المسلم من المسلمين أمانه أمانهم قال ففاتنا ما كنا أشرفنا عليه من غنائمهم 9437 عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت إن كانت المرأة لتأخذ على المسلمين تقول تؤمن 9438 عبد الرزاق عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري أن أم هانئ جاءت برجلين فأراد علي قتلهما فأتت النبي ﷺ فذكرت ذلك له فقال قد أجرنا ما أجارت أم هانئ 9439 عبد الرزاق عن مالك عن ميمون بن ميسرة عن أبي مرة مولى عقيل عن أم هانئ أنها دخلت على النبي ﷺ يوم الفتح فقالت أي رسول الله زعم بن أمي أنه قاتل فلانا رجلا أجرته فقال النبي ﷺ قد أجرنا ما أجارت أم هانئ 9440 عبد الرزاق عن الثوري عن وائل بن داود عن عبد الله البهى أن زينب قالت يا رسول الله إن أبا العاص بن الربيع إن أقرب فابن عم وإن أبعد فأبو ولد وإني قد أجرته فأجازه النبي ﷺ 9441 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أن حسن بن محمد بن علي أخبره أن أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف وكان زوجا لبنت خديجة فجيء به النبي ﷺ في قد فحلته زينب بنت النبي ﷺ 9442 عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى بن عباس أن زينب بنت النبي ﷺ أجارت زوجها أبا العاص بن الربيع فأمضى النبي ﷺ جوارها 9443 عبد الرزاق عن معمر قال سمعت الأعمش يقول التقت خيلان خيل للديلم وخيل للعرب فانكشفت الخيل فإذا صريع بينهم قال فأقبلت العرب وحسبت أنه منهم وقال لا بأس فلما غشوه إذا هم برجل من الديلم فقال بعضهم والله لقد آمناه وقال بعضهم والله ما آمناه وما كنا نرى إلا أنه منا فأجمع رأيهم على أنهم قد آمنوه 9444 عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن عجلان عن سعيد المقبري قال لما صلى النبي ﷺ الفجر قامت زينب فقالت إنه ذكر زوجي قد جيء به وإني قد أجرته فقال النبي ﷺ إن هذا الأمر مالي به من علم وإنه ليجير على القوم أدناهم 9445 عبد الرزاق عن بن جريج عن عمرو بن شعيب أن النبي ﷺ قال إن المسلمون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم وينعقد بذمتهم أدناهم لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده وأدناهم على أقصاهم والمتسري على القاعد والقوي على الضعيف يقول في الغنائم 9446 عبد الرزاق عن بن جريج عن بن شهاب وغيره أن النبي ﷺ أجاز جوار زينب ابنته باب سهم العبد 9447 عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لنا عمرو بن شعيب لا سهم لعبد مع المسلمين قال وأخبرنا عند ذلك عمرو بن شعيب أن عبدا وجد ركزة على زمن عمر بن الخطاب فأخذها منه عمر فابتاعه منه وأعتقه وأعطاه منها مالا وجعل سائرها في مال المسلمين 9448 عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي عطاء بلغنا أنه يقال لا يلحق عبد في ديوان ولا تؤخذ منه زكاة 9449 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أن حسن بن محمد أخبره أن بعض الغفاريين خالد بن الغفاري أخبره أن عبيدا لهم شهدوا بدرا فكان عمر بن الخطاب يعطيهم ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف كل سنة 9450 عبد الرزاق عن الثوري عن بن أبي ليلى عن فضالة بن عبيد أنهم كانوا مع النبي ﷺ في غزوة قال وفينا مملوكون قال فلم يقسم لهم 9451 عبد الرزاق عن الثوري عن بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد قال كتب نجدة إلى بن عباس يسأله عن المملوك والمرأة هل يعطون من الخمس قال ليس لهم من الخمس شيء 9452 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو بكر عمن أخبره عن بن المسيب قال كان يحد العبد والمرأة من غنائم القوم قال وأقول قول بن عباس في العبد والمرأة يحضران البأس ليس لهما سهم معلوم إلا أن يحذيا من غنائم القوم 9453 عبد الرزاق عن إبراهيم عن الحجاج عن عمرو بن شعيب عن بن المسيب عن عمر قال ليس للعبد نصيب من الغنائم قال الحجاج وأخبرني عطاء عن بن عباس مثله 9454 عبد الرزاق عن إبراهيم قال أخبرني محمد بن زيد عن عمير مولى آبي اللحم قال حضرت خيبر مع النبي ﷺ فلم يسهم لي وأعطاني من خرثى المتاع 9455 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وإسماعيل بن أمية أن نجدة كتب إلى بن عباس يسأله عن سهم ذي القربى وعن قتل الصبيان وعن العبيد هل كانوا يعطون من الغنائم شيئا فكتب إليه بن عباس كتبت لي في سهم ذي القربى فإنه كان لنا حتى حرمناه قومنا وكتبت في قتل الصبيان فإن كنت تعلم منهم ما كان صاحب موسى يعلم وإلا لا يحل لك قتلهم وكتبت في العبيد هل كانوا يعطون من الغنائم شيئا وإنهم كانوا يحذون الشيء من غير أن يضرب لهم سهم باب هل يسهم للأجير 9456 عبد الرزاق عن الثوري عن أشعث عن الحسن وبن سيرين قالا لا سهم للأجير 9457 عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي رواد قال أخبرني أبو سلمة الحمصي أن عبد الرحمن بن عوف قال لرجل من فقراء المهاجرين أتخرج معي يا فلان للغزو قال نعم فوعده فلما حضره الخروج دعاه فأبى أن يخرج معه فقال له عبد الرحمن أليس قد وعدتني أتكذبني وتخلفني قال ما أستطيع أن أخرج قال ما الذي يمنعك قال عيالي وأهلي قال فما الذي يرضيك حتى تخرج قال ثلاثة دنانير على أن يخرج معه فخرج معه فلما هزموا العدو وأصابوا الغنائم قال لعبدالرحمن أعطني نصيبي من الغنائم فقال له عبد الرحمن سأذكر أمرك لرسول الله ﷺ فذكره فقال رسول الله ﷺ هذه الثلاثة دنانير حظه ونصيبه من غزوه من أمر دنياه وآخرته باب الجعائل 9458 عبد الرزاق عن معمر قال سألت الزهري عن الجعائل قال إذا أخذه الرجل بدينه يتقوى به فلا بأس 9459 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين عن بن عمر قال كان القاعد يمنح الغازي فأما أن يبيع الرجل غزوه فلا أدري ما هو 9460 عبد الرزاق عن الثوري عن الزبير بن عدي عن شقيق بن العيزار الأسدي قال سألت بن عمر عن الجعائل فقال لم أكن لأرتشي إلا ما رشاني الله قال وسألت بن الزبير فقال تركها أفضل فإن أخذتها فأنفقها في سبيل الله 9461 عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن عبيد بن ألأعجم قال سألت بن عباس عن الجعائل فخرج علينا من كل أربعة واحد ومن كل ثلاثة واحد قال إن جعلتها في كراع أو سلاح فلا بأس وإن جعلته في عبد أو أمة أو غنم فهو غير طائل 9462 عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال كانوا يعطون أحب إليهم من أن يأخذوا هذا في الجعالة 9463 عبد الرزاق عن بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال كان مسروق يجعل عن نفسه إذا خرج البعث 9464 عبد الرزاق عن كثير بن عطاء الجندي قال حدثني عبد الله بن زبيب الجندي قال قال رسول الله ﷺ يا أبا الوليد يا عبادة بن الصامت إذا رأيت الصدقة كتمت وقلت واستؤجر في الغزو وعمر الخراب وخرب العامر والرجل يتمرس بأمانته كما يتمرس البعير بالشجر فإنك والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها باب الشعار 9465 عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان شعار أصحاب النبي ﷺ يوم مسيلمة يا أصحاب سورة البقرة 9466 عبد الرزاق عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه مثله 9467 عبد الرزاق عن معمر والثوري عن أبي إسحاق قال سمعت المهلب بن أبي صفرة يقول أخبرني من سمع النبي ﷺ يقول إن بيتم الليلة فقولوا حم لا ينصرون باب السلب والمبارزة 9468 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال بارز البراء بن مالك أخو أنس مرزبان الزأرة فقتله وأخذ سلبه فبلغ سلبه ثلاثين ألفا فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال لأبي طلحة إنا كنا لا نخمس السلب وإن سلب البراء قد بلغ مالا كثيرا ولا أراني إلا خامسه 9469 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال استلقى البراء بن مالك على ظهره فترنم فقال له أنس اذكر الله يا أخي فاستوى جالسا وقال أي أنس أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مئة من المشركين مبارزة سوى ما شاركت في قتله 9470 عبد الرزاق عن الثوري عن عبدالكريم عن عكروة قال قام رجل من بني قريظة فقال من يبارز فقال النبي ﷺ قم يا زبير فقالت صفية أوحيدي يا رسول الله فقال النبي ﷺ أيهما علا صاحبه قتله فعلاه الزبير فقتله فنفله رسول الله ﷺ سلبه 9471 عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت نافعا مولى عبد الله بن عمر يقول لم نزل نسمع منذ قط إذا التقى المسلمون والكفار فقتل رجل من المسلمين رجلا من الكفار فإن سلبه له إلا أن يكون في معمعة القتال 9472 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني محمد بن أبي ليلى أن النبي ﷺ لم يكن يخمس السلب 9473 عبد الرزاق عن الثوري عن الأسود بن قيس عن سحر بن علقمة العبدي قال أبو سعيد وجدت في كتاب غيري شبر وهو الصواب قال كنا بالقادسية فخرج رجل منهم عليه السلاح والهيئة قال مرد ومرد يقول رجل ورجل فعرضت على أصحابي أن يبارزوه فأبوا وكنت رجلا قصيرا قال فقدمت إليه فصاح صوتا وكبرت وهدر وكبرت فاحتمل بي فضرب قال ويميل به فرسه قال فأخذت خنجره فوثبت على صدره فذبحته قال وأخذت منطقة له وسيفا ورايتين ودراعا وسوارين فقوم اثني عشر ألفا فأتيت به سعد بن مالك فقال رح إلي ورح بالسلب قال فرحت إليه فقام على المنبر فقال هذا سلب شبر بن علقمة خذه هنيئا مريئا فنفلنيه كله 9474 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال لقي البراء بن مالك يوم بنى مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة وكان رجلا طوالا في يده سيف أبيض وكان البراء رجلا قصيرا فضرب البراء رجليه بالسيف فكأنه أخطاه فوقع على قفاه قال فأخذت سيفه وأغمدت سيفي 9475 عبد الرزاق عن الثوري قال إذا لم يكن معك سلاح إلا سلاح العدو فقاتل به ثم رده إلى المغانم 9476 عبد الرزاق عن بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى الأنصار قال سمعت أبا قتادة يقول بارزت رجلا يوم حنين فقتلته فأعطاني رسول الله ﷺ سلبه 9477 عبد الرزاق عن بن جريج عن رجل عن عكرمة مولى بن عباس أن النبي ﷺ سبه رجل من المشركين فقال من يكفيني عدوي فقال الزبير أنا فبارزه الزبير فقتله فأعطاه النبي ﷺ سلبه 9478 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال فتحت الأهواز وأميرهم أبو موسى أو غيره فدعا مجزأة أو شقيق بن ثور شك أبو بكر فقال انظر لي رجلا من قومك أبعثه في مبعث فقال لئن كان هذا الأمر الذي تريد خيرا ما أحب أن يسبقني إليه أحد من قومي ولئن كان غير ذلك ما أحب أن أوقع فيه أحدا من قومي فابعثني قال إنا دللنا على سرب يدخل منه إلى المدينة قال فبعثه في أناس قال ولا أعلمه إلا قال وعليهم البراء بن مالك قال فدخل مجزأة أو شقيق السرب فلما خرج رموه بصخرة فقتلوه ودخل الناس حتى كثروا وفتحها الله عليهم قال سمعنا أنه كان غلاما بن عشرين باب ذكر الخمس وسهم ذي القربى 9479 عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر قال سلك علي بالخمس طريقهما 9480 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن بن عباس سئل عن سهم ذي القربى قال كان لنا فمنعناه قومنا فدعانا عمر فقال ينكح فيه أياماكم ويعطي فيه غارمكم فأبينا فأبى عمر رضي الله عنه 9481 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله { فأن لله خمسه } 2 خمسه أخماس للرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وبن السبيل 9482 عبد الرزاق عن الثوري عن قيس بن مسلم الجدلي قال سألت الحسن بن محمد بن علي بن الحنفية عن قول الله تعالى { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه } 2 قال هذا مفتاح كلام لله الدنيا والآخره وللرسول ولذي القربى فاختلفوا بعد وفاة رسول الله ﷺ في هذين السهمين قال قائل سهم ذي القربى لقرابة النبي ﷺ وقال قائل سهم ذي القربى لقرابة الخليفة واجتمع رأي أصحاب محمد ﷺ أن يجعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله وكان ذلك في خلافة أبي بكر وعمر قلت له قال إنه كان يكره أن يدعى عليه خلافهما 9483 عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن بن عباس قال لما كان يوم بدر قال رسول الله ﷺ من قتل قتيلا فله كذا وكذا فقتلوا سبعين وأسروا سبعين فجاء أبو اليسر بن عمرو بأسيرين فقال يا رسول الله إنك وعدتنا من قتل قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا فقد جئت بأسيرين فقام سعد بن عبادة فقال يا رسول الله إنه لم تمنعنا زهادة في الآخرة ولا جبن عن العدو ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك المشركون وإنك إن تعط هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء قال فجعل هؤلاء يقولون وهؤلاء يقولون فنزلت { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } 3 قال فسلموا الغنيمة إلى رسول الله ﷺ قال ثم نزلت { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه } 9484 عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن السائب نحوه 9485 عبد الرزاق عن الثوري عن مطرف عن الشعبي قال كان سهم النبي ﷺ يدعى الصفي ( ) إن شاء عبدا وإن شاء فرسا يختاره قبل الخمس ويضرب له سهمه إن شهد وإن غاب وكانت صفية بنت حيي من الصفي 9486 عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة قال سمعت يحيى بن الجزار وسألت كم كان سهم النبي ﷺ فقال كان خمس الخمس باب بيع المغانم 9487 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول أكره بيع الخمس حتى يقسم 9488 عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن سعيد بن جبير رفعه إلى النبي ﷺ مثله إلا أنه قال يوم خيبر 9489 عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول قال نهى رسول الله ﷺ يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وعن الحبالى أن يقربن وعن بيع المغانم حتى تقسم وعن أكل كل ذي ناب من السباع 9490 عبد الرزاق عن الثوري عن عبدالكريم بن أبي المخارق عن مكحول عن النبي ﷺ مثله 9491 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني أبو عثمان بن يزيد أن النبي ﷺ دعى بالفاق باب الغلول 9492 عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ غزا نبي من الأنبياء فقال لا يغزو معي من تزوج امرأة لم يبن بها ولا رجل له غنم ينتظر ولادها ولا رجل بنى بناء لم يفرغ منه فلما أتى المكان الذي يريد وجاءه عند العصر فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي ساعة فحبسها الله عليه ساعة ثم فتح الله عليه ثم وضعت الغنيمة فجاءت النار فلم تأكلها فقال إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل قال فلصقت يده بيد رجلين أو ثلاثة فقال إن فيكم الغلول قال فأخرجوا مثل رأس بقرة من ذهب فألقوه في الغنيمة ثم جاءت النار فأكلتها قال فقال رسول الله ﷺ لم تحل لأحد قبلنا وذلك ان الله تعالى رأى ضعفنا فطيبها لنا وزعموا أن الشمس لم تحبس لأحد قبله ولا بعده 9493 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال كان النبي ﷺ إذا غنم مغنما بعث مناديا لا يغلن رجل مخيطا فما دونه ألا لا يغلن رجل بعيرا فيأتي به على ظهره يوم القيامة له رغاء ألا لا يغلن فرسا فيأتي به يوم القيامة على ظهره له حمحمة 9494 عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال جاء عقيل بن أبي طالب فقالت له أمرأته قد علمنا أنك قاتلت فهل جئتنا بشيء قال هذه إبرة خيطي بها ثيابك قال فبعث النبي ﷺ مناديا ألا لا يغلن رجل إبرة فما دونها فقال عقيل لامرأته ما أرى إبرتك إلا قد فاتتك 9495 عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله واعلموا أنما غنمتم من شيء قال المخيط من الشيء 9496 عبد الرزاق عن معمر عن بديل العقيلي عن عبد الله بن شقيق قال أخبرني من سمع رسول الله ﷺ وهو بوادي القرى وهو واقف على فرسه وجاءه رجل من بلقين وقال استشهد غلامك أو قال مولاك فلان قال بل هو الآن يجر إلى النار في عباءة غلها الله ورسوله 9497 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم عن محمد بن جبير بن مطعم أن أباه أخبره أنه بينا هو مع رسول الله ﷺ مقفله من حنين علقه الأعراب يسألونه فاضطر إلى سمرة فخطفت رداءه وهو على راحلته فوقف فقال ردوا علي ردائي أتخشون علي البخل فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوا بخيلا ولا جبانا ولا كذابا 9498 عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن عجلان عن عمرو بن شعيب قال لما كان عند قسم الخمس أتاه رجل يستحله خياطا أو مخيطا فقال ردوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار قال ثم رفع شعرات أو وبرة من بعيره فقال ما لي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلا الخمس وهو مردود عليكم 9499 عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن الحسن قال قال رسول الله ﷺ إن الله لا يقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول 9500 عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الملك بن عمير عن أبي مسلم الخولاني قال أربع في أربع لا يقبلن في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة الخبان والسرقة والغلول ومال اليتيم 9501 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد أن محمدا بن يحيى بن حبان الأنصاري أخبره أن أبا عمرة مولى الأنصار أخبره أنه سمع زيد بن خالد الجهني يقول كنا مع النبي رسول الله ﷺ بخيبر فمات رجل من أشجع فلم يصل النبي ﷺ عليه فذهبوا ينظرون في متاعه فوجدوا فيه خرزا من خرز يهود ما يساوي درهمين 9502 قال عبد الرزاق وأخبرنا بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أن أبا عمرة أخبره أنه سمع زيد بن خالد الجهني يحدث مثله 9503 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد أن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة قال إن النبي ﷺ يوم حنين أتى القبائل في منازلهم يدعو لهم ويسلم عليهم فترك قبيلة من تلك القبائل لم يأتها وإنهم التمسوا فيهم فوجدوا في برذعة رجل عقدا من جزع قد غله ثم إن رسول الله ﷺ أتاهم فصلى عليهم كما يصلي على الميت 9504 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال كان رجل على ثقل النبي ﷺ يقال له كركره فمات فقال النبي ﷺ هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عليه كساء قد غله 9505 عبد الرزاق عن بن جريج عن زيد بن أسلم أن النبي ﷺ قيل له في رجل كان يمسك برأس دابته عند القتال استشهد فلان فقال إنه الآن يتقلب في النار قيل ولم يا رسول الله فقال غل شملة يوم خيبر فقال رجل من القوم يا رسول الله إني أخذت شراكين يوم كذا وكذا قال شراكان من نار 9506 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار قال أتى رجل النبي ﷺ يوم أحد فقال يا رسول الله إن فلانا غل كذا وكذا فقال له النبي ﷺ أي فلان هل فعلت قال لا قال فنظر النبي ﷺ إلى الرجل الذي أخبره فقال يا رسول الله احفروا ها هنا فحفروا فاستخرجوا قطيفة فقالوا يا رسول الله استغفر له فقال دعونا من أبي خرء يعني العذرة 9507 عبد الرزاق عن بن عيينة عن مطرف عن الضحاك بن مزاحم في قوله { أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله } 2 قال من غل باب كيف يصنع بالذي يغل 9508 عبد الرزاق عن معمر عن عمرو عن الحسن قال كان يؤمر بالرجل إذا غل فيحرق رحله ويحرم نصيبه من الغنيمة 9509 عبد الرزاق عن الثوري عن يونس بن عبيد قال كان يؤمر بالرجل إذا غل يؤمر برحله فيبرز فيحرق قال وقال عمرو عن الحسن ويحرم نصيبه من المغنم 9510 عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد قال أخبرني صالح بن محمد أنه شهد رجلا يقال له زياد يتبع غلا في سبيل الله في أرض الروم فاستفتي فيه سالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة فكلهم أشاروا أن يجلد جلدا وجيعا ويجمع متاعه إلا الحيوان فيحرق ثم يخلى سبيله في سراويله ويعطى سيفه قط 9511 عبد الرزاق عن بن عيينة عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول قال يجمع رحله فيحرق 9512 عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول مثله 9513 عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير أن النبي ﷺ قال لا تتمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم واسألوا الله العافية فإذا جاءوكم يبرقون ويرجعون ويصيحون فالأرض الأرض جلوسا ثم تقولوا اللهم ربنا وربهم نواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت فإذا دنوا منكم فثوروا إليهم واعلموا أن الجنة تحت البارقة 9514 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن أبي النضر كاتب عن رجل من أسلم من أصحاب النبي ﷺ يقال له عبد الله بن أبي أوفى أنه كتب إلى عمر بن عبيد الله حين سار إلى الحرورية يخبره أن رسول الله النبي ﷺ في أيامه التي لقي فيها العدو ينتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإن لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قام النبي ﷺ فقال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وذكر أيضا أنه بلغه أن النبي ﷺ دعا في مثل ذلك فقال اللهم ربنا وربهم ونحن عبادك وهم عبادك ونواصينا ونواصيهم بيدك وانصرنا عليهم 9515 عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حيان عن شيخ من أهل المدينة قال حدثني كاتب عبيد الله بن معمر قال كتب عبد الله بن أبي أوفى إلى عبيد الله بن معمر ثم ذكر نحو حديث بن أبي أوفى عن موسى بن عقبة عن أبي النضر 9516 عبد الرزاق عن بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت بن أبي أوفى يقول قال رسول الله ﷺ يوم الأحزاب اللهم منزل الكتاب سريع الحساب مجري السحاب هازم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم 9517 عبد الرزاق عن بن التيمي عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال كان رسول الله ﷺ إذا لقي العدو قال اللهم أنت عضدي ونصيري وبك أحول وبك أصول وبك أقاتل 9518 عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله ﷺ لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا واذكروا الله وإن أجلبوا وصاحوا فعليكم بالصمت باب الفرار من الزحف 9519 عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء الفرار من الزحف قال الفار غير المتحرف للقتال ولا المتحيز للفئة قول الله قلت إن فر رجل في غير زحف قال لا بأس بذلك إنما ذلك في الزحف 9520 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله { إذا لقيتم الذين كفروا زحفا } 1 حتى { وبئس المصير } 1 قال يرون أن ذلك في يوم بدر ألا ترى أنه يقول { ومن يولهم يومئذ دبره } 2 9521 عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال إنما كان هذا يوم بدر ولم يكن للمسلمين فئة ينحازون إليها 9522 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن أبا عبيد الثقفي استعمله عمر على جيش فقتل في أرض فارس هو وجيشه فقال عمر لو انحازوا إلي كنت لهم فئة 9523 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير عن غير واحد أن عمر بن الخطاب قال للمسلمين أنا فئتكم فمن انحاز منكم فإلى الجيوش 9524 عبد الرزاق عن معمر والثوري عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال قال عمر أنا فئة كل مسلم 9525 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه بلغه أن بن عباس قال جعل على المسلمين على الرجل عشرة من الكفار في قوله { فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله } فإن لقي رجل رجلين ففر أو رجلا ففر فهي كبيرة وإن لقي ثلاثة ففر منهم فلا بأس 9526 عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم في قوله { إن يكن منكم عشرون صابرون } 2 قال كان هذا واجبا عليهم أن لا يفر واحد من عشرة فخفف الله عنهم 9527 عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن عطاء مثله باب فضل الجهاد 9528 عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ كل كلم يكلمها المسلم في سبيل الله يكون كهيئتها إذا أصيبت يفجر دما قال اللون لون الدم والريح ريح المسك 9529 عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله ﷺ لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي 9530 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كالقائم الصائم وتكفل الله للمجاهد في سبيله أن يتوفاه فيدخله الجنة أو يرجعه سالما بما أصاب من أجر أو غنيمة 9531 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن جابر قال قال رسول الله ﷺ من كلم في سبيل الله جاء يوم القيامة يدمى ريحه ريح المسك ولونه لون الدم 9532 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما خرجت سرية تغزو في سبيل الله إلا وأنا معهم والله لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى ثم أقتل 9533 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي إدريس قال قال أبو الدرداء القتل يغسل الدرن والقتل قتلان كفارة ودرجة 9534 عبد الرزاق عن بن جريج عن سليمان بن موسى قال حدثنا مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله ﷺ يقول ما قاتل في سبيل الله رجل مسلم فواق ناقة إلا وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقا ثم مات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنه يجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران وريحها كالمسك ومن خرج في سبيل الله فعليه طابع الشهداء 9535 عبد الرزاق عن بن جريج عن سليمان بن موسى قال حدثنا كثير بن مرة أن عبادة بن الصامت حدثهم أن رسول الله ﷺ قال ما على الأرض نفس منفوسة تموت لها عند الله تعالى خير تحب أن ترجع إليكم ولها الدنيا إلا القتيل في سبيل الله فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة واحدة 9536 عبد الرزاق عن بن جريج عن إسحاق بن رافع قال بلغني عن الثقة أن الغازي إذا خرج من بيته عدد ما خلف وراءه من أهل القبلة وأهل الذمة والبهائم يجري عليه بعدد كل واحد منهم قيراط قيراط كل ليلة مثل الجبل أو قال مثل أحد 9537 عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير يقول مثل الغازي مثل الذي يصوم الدهر ويقوم الليل 9538 عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال كان يصدق قوله فعله وكان يخطبنا فيقول اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن أثر نعمة الله عليكم لو ترون ما ارى من أخضر وأصفر وفي الرحال ما فيها قال كان يقال إذا صف الناس للقتال أو صفوا في الصلاة فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وزين حور العين فاطلعن فإذا هو أقبل قلن اللهم انصره وإذا هو أدبر احتجبن منه وقلن اللهم اغفر له فانهكوا وجوه القوم فدى لكم أبي وأمي ولا تخزوا الحور العين قال فأول قطرة تنضح من دمه يكفر الله به كل شيء عمله قال وتنزل إليه اثنتان من الحور العين تمسحان التراب عن وجهه وتقولان قد آن لك ويقول هو قد آن لكما ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعت بين إصبعين وسعته قال وكان يقول أنبئت أن السيوف مفاتيح الجنة فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان هذا نورك ويا فلان بن فلان لا نور لك 9539 عبد الرزاق عن عبدالقدوس أنه سمع مكحولا يقول حدثنا بعض الصحابة أن رسول الله ﷺ قال من قاتل في سبيل الله فواق ناقة قتل أو مات دخل الجنة ومن رمى بسهم بلغ العدو أو قصر كان كعدل رقبة ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن كلم كلمة جاءت يوم القيامة ريحها مثل المسك ولونها مثل الزعفران 9540 عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن عبد الله بن عمير قال إذا التقى الصفان أهبطت الحور العين إلى سماء الدنيا فإذا رأين الرجل يرضين مقدمه قلن اللهم ثبته وإن نكص احتجبن عنه فإن هو قتل نزلتا إليه فمسحتا التراب عن وجهه وقلن اللهم عفر من عفره وترب من تربه 9541 عبد الرزاق عن أبي معشر أنه سمع سعيد بن أبي سعيد يحدث عن أبي هريرة قال المكاتب معان والناكح معان والغازي معان ضامن على الله ما أصاب من أجر أو غنيمة حتى ينكفىء إلى أهله وإن مات دخل الجنة 9542 عبد الرزاق عن معمر عن بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ ثلاث حق على الله عونهم الغازي في سبيل الله والناكح يريد العفاف والمكاتب الذي ينوى الأداء 9543 عبد الرزاق عن هشام عن الحسن قال قال رسول الله ﷺ غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولوقوف أحدكم في الصف خير من عبادة رجل ستين سنة 9544 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن عبسة قال سمعت رسول الله ﷺ يقول من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله كان كعدل رقبة 9545 عبد الرزاق عن جعفر عن هشام عن جبلة بن عطية عن أبي مجلز قال كنا عند قارئ يقرأ فمر بهذه الآية { فضل الله المجاهدين } 5 { إلى } مغفرة ورحمة فقال للقارىء قف بلغني أنها سبعون درجة بين كل درجتين سبعون عاما للجواد المضمر 9546 عبد الرزاق عن الثوري عن آدم بن علي الشيباني قال سمعت بن عمر يقول لسفرة في سبيل الله أفضل من خمسين حجة قال وسمعت بن عمر يقول ليدعين أناس يوم القيامة المنقوصين قال قيل يا أبا عبد الرحمن ما المنقوصون قال ينقص أحدهم صلاته في وضوئه والتفاته 9547 عبد الرزاق عن معمر عن حميد الطويل عن أنس قال لما قفل رسول الله ﷺ من غزوة تبوك فأشرف على المدينة قال إن بالمدينة لقوما ما سلكتم طريقا ولا قطعتم واديا إلا وهم معكم حبسهم العذر 9548 عبد الرزاق عن جعفر عن أبان عن شهر بن حوشب قال أخبرني أبو أمامة أنه سمع النبي ﷺ يقول من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله أخطأ أو أصاب كان كعدل رقبة من ولد إسماعيل 9549 عبد الرزاق عن جعفر عن هشام عن الحسن قال قال رسول الله ﷺ روحة أو غدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها باب من سأل الشهادة 9550 عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال اللهم إني أسالك شهادة في سبيلك في مدينة رسولك ﷺ 9551 عبد الرزاق عن الثوري عن واصل الأحدب عن معرور بن سويد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأن أموت على فراشي قال واصل قال أراه قال صابرا محتسبا أحب إلي من أن أقدم على قوم لا أريد أن يقتلوني قال أو ليس الله يأتي بالشهادة والرجل عظيم العنا عن أصحابه محزي لمكانه 9552 عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن جدعان عن بن المسيب قال قال عبد الله بن جحش يوم أحد اللهم أقسم عليك أن ألقى العدو فإذا لقيت العدو يقتلوني ثم يبقروا بطني ثم يمثلوا بي فإذا لقيتك سألتني قلت فيم هذا قال فلقي العدو فقتل وفعل به ذلك فقال بن المسيب فإني لأرجو الله أن يبر آخر قسمه كما أبر أوله باب أجر الشهادة 9553 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال بلغنا أن ارواح الشهداء في صور طيور بيض تأكل من ثمار الجنة وقال الكلبي عن النبي ﷺ في صورة طيور بيض تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش 9554 عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الآية { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله } إلى { يرزقون } 2 قال ارواح الشهداء عند الله كطير لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت قال فاطلع إليهم ربك اطلاعة فقال هل تشتهون من شيء فأزيدكموه فقالوا ربنا ألسنا نسرح في الجنة في أيها شئنا ثم اطلع عليهم الثالثة فقال هل تشتهون من شيء فأزيدكموه قالوا تعيد أرواحنا في أجسادنا فنقاتل في سبيلك فنقتل مرة أخرى قال فسكت عنهم 9555 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عطاء بن السائب عن أبي عبيدة عن عبد الله أنه قال في الثالثة حين قال هل تشتهون من شيء فأزيد كموه قالوا تقرئ نبينا السلام وتبلغه أن قد رضينا ورضي عنا 9556 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك قال قال النبي ﷺ أرواح الشهداء في صور طير خضر معلقة في قناديل الجنة يرجعها الله يوم القيامة قال معمر والكلبي أرواح الشهداء في صور طيور خضر تسرح في الجنة تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش ذكره عن النبي ﷺ 9557 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال سمعت بن عباس يقول أرواح الشهداء تحول في طير خضر تعلق من ثمر الجنة 9558 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال بلغنا أن أرواح الشهداء في طير بيض تأكل من ثمر الجنة 9559 عبد الرزاق عن إسماعيل بن عياش عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب الكندي قال سمعت رسول الله ﷺ يقول إن للشهيد عند الله تسع خصال أنا أشك يغفر الله ذنبه في أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى بحلية الإيمان ويجار من عذاب القبر ويزوج من الحور العين ويؤمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار كل ياقوته خير من الدنيا وما فيها ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من حور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه 9560 عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال في الجنة دار لا ينزلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل أو مخير بين القتل والكفر يختار القتل على الكفر 9561 عبد الرزاق عن بن المبارك عن بن عون عن هلال بن أبي زينب عن رجل سماه عن أبي هريرة قال ذكر الشهيد عند رسول الله ﷺ قال لا تجف الأرض من دمه حتى تبتدراه زوجتاه كأنهما إبلان أضلا فصيليهما في براح من الأرض تبدو كل واحدة في حلة خير من الدنيا وما فيها 9562 عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن جدعان عن بن المسيب قال قال النبي ﷺ مثلوا لي في الجنة في خيمة من در كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا وبن رواحة في أعناقهما صدودا وأما جعفر فهو مستقيم ليس فيه صدود قال فسألت أو قيل إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما وأما جعفر فإنه لم يفعل قال بن عيينة فذلك حين يقول بن رواحة: أقسمت يا نفس لتنزلنه * بطاعة منك لتكرمنه فطالما قد كنت مطمئنة * جعفر ما أطيب ريح الجنة باب الشهيد 9563 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال مر عمر بن الخطاب بقوم وهم يذكرون سرية هلكت فقال بعضهم هم شهداءهم في الجنة وقال بعضهم لهم ما احتسبوا فقال عمر بن الخطاب ما تذكرون قالوا نذكر هؤلاء فمنا من يقول قتلوا في سبيل الله ومنا من يقول ما احتسبوا فقال عمر إن من الناس ناسا يقاتلون رياء ومن الناس ناس يقاتلون ابتغاء الدنيا ومن الناس ناس يقاتلون إذا رهقهم القتال فلم يجدوا غيره ومن الناس ناس يقاتلون حمية ومن الناس ناس يقاتلون ابتغاء وجه الله فأولئك هم الشهداء وإن كل نفس تبعث على ما تموت عليه إنها لا تدري نفس هذا الرجل الذي قتل بأن له إنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر 9564 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرنا ثمامة بن عبد الله بن أنس بن عبد الله بن مالك أن حرام بن ملحان وهو خال أنس بن مالك لما طعن يوم بئر معونة أخذ بيده من دمه فنضحه على وجهه ورأسه قال فزت ورب الكعبة فزت ورب الكعبة 9565 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة قال جاء رجل إلى أبي موسى الأشعري وحذيفة عنده فقال أرأيت رجلا أخذ سيفه فقاتل به حتى قتل أله الجنة قال الأشعري نعم قال فقال حذيفة استفهم الرجل وأفهمه قال كيف قلت فأعاد عليه مثل قوله الأول فقال له أبو موسى مثل قوله الأول قال فقال حذيفة أيضا استفهم الرجل وأفهمه قال كيف قلت فأعاد عليه مثل قوله فقال ما عندي إلا هذا فقال حذيفة ليدخلن النار من يفعل هذا كذا وكذا ولكن من ضرب بسيفه في سبيل الله يصيب الحق فله الجنة فقال أبو موسى صدق 9566 عبد الرزاق عن إبراهيم عن عمر بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن عبد الله بن نوفل قال قال لي رسول الله ﷺ الميت في سبيل الله شهيد 9567 عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى قال قالوا يا رسول الله رجل يقاتل حمية ورجل يقاتل شجاعة فأي ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله 9568 عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم عن ذكوان عن أبي هريرة قال إنما الشهيد الذي لو مات على فراشه دخل الجنة يعني الذي يموت على فراشه ولا ذنب له 9569 عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال هي خاصة للشهيد 9570 عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد قال كل مؤمن شهيد ثم تلا { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء } 1 9571 عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال لأن أحلف تسعا أن رسول الله ﷺ قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه إن يقل ذلك فإن الله جعله نبيا واتخذه شهيدا قال الأعمش فذكرته لإبراهيم فقال كانوا يرون أن اليهود سموه وأبا بكر 9572 عبد الرزاق عن الثوري عن إبراهيم بن المهاجر عن طارق بن شهاب عن بن مسعود قال إن من يتردى من رؤوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحر لشهيد عند الله 9573 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة قال شهدنا مع رسول الله ﷺ بخيبر أو قال لما كان رسول الله ﷺ بخيبر قال لرجل ممن كان معه يدعي الإسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل فأصابته جراح فقيل قد مات فأتى به النبي ﷺ فقيل الرجل الذي قلت هو من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات فقال النبي ﷺ إلى النار فكأن بعض الناس ارتاب قال فبينا هم كذلك إذ قيل لم يمت ولكن به جراح شديدة فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي ﷺ بذلك فقال الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالا فنادى لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة وأن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر قال معمر واخبرني من سمع الحسن يقول عن النبي ﷺ يؤيد هذا الدين بمن لا خلاق له 9574 عبد الرزاق عن معمر عن سهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ ما تعدون الشهيد فيكم قالوا من قتل في سبيل الله قال إن شهداء أمتى لقليل إذا القتل في سبيل الله شهادة والبطن شهادة والغرق شهادة والطاعون شهادة والنفساء شهادة 9575 عبد الرزاق عن معمر لعله عن أيوب عن بن سيرين عن امرأة مسروق بن الأجدع قال أربع هي شهادة المسلمين الطاعون والنفساء والغرق والبطن 9576 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن حفص قال قال النبي ﷺ ما تعدون الشهيد فيكم قالوا من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال إن شهداء أمتي إذا لقليل من قتل في سبيل الله فهو شهيد والمطعون شهيد والمبطون شهيد والغرق شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد 9577 عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء قال ويقولون معه يعني عطاء ويزيدون عليه الشهيد المطعون والمبطون والغرق والنفساء والمنهدم عليه 9578 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال أشرف على النبي ﷺ وأصحابه رجل من قريش من رأس تل فقالوا ما أجلد هذا الرجل لو كان جلده في سبيل الله فقال النبي ﷺ أو ليس في سبيل الله إلا من قتل ثم قال من خرج في الأرض يطلب حلالا يكف به أهله فهو في سبيل الله ومن خرج يطلب حلالا يكف به نفسه فهو في سبيل الله ومن خرج يطلب التكاثر فهو في سبيل الشيطان 9579 عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن عوف قال سمعت الحسن يقول قال رسول الله ﷺ قتل المؤمن من دون ماله شهادة باب الصلاة على الشهيد وغسله 9580 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن أبي الصعير عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم أحد أشرف النبي ﷺ على الشهداء الذين قتلوا يومئذ فقال إني شهدت على هؤلاء فزملوهم بدمائةم فكان يدفن الرجلان والثلاثة في قبر واحد ويسأل أيهم كان أقرأ للقرآن فيقدمونه قال جابر فدفن أبي وعمي في قبر واحد يومئذ 9581 عبد الرزاق عن معمر قال وأخبرني من سمع الحسن يقول قال النبي ﷺ للشهداء يوم أحد هؤلاء قد مضوا وقد شهدت عليهم ولم يأكلوا من أجورهم شيئا وإنكم تأكلون من أجوركم وإنكم لا أدري ما تحدثون بعدي 9582 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لم يصل على شهداء أحد 9583 عبد الرزاق عن الثوري عن الشيباني عن أبي مالك قال صلى النبي ﷺ على قتلى أحد 9584 عبد الرزاق عن الثوري عن بن جريج عن عطاء قال ما رأيتهم يغسلون الشهيد ولا يحنطونه ولا يكفن قلت أرأيت كيف يصلى عليهم قال كما يصلى على الآخرين الذين ليسوا شهداء 9585 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال أمر معاوية بقتل حجر بن عدي الكندي فقال حجر لا تحلوا عني قيدا أو قال حديدا وكفنوني بدمي وثيابي 9586 عبد الرزاق عن الثوري عن مخول عن العيزار بن حريث عن زيد بن صوحان قال لا تغسلوا عنى دما ولا تنزعوا عني ثوبا إلا الخفين وارمسوني في الأرض رمسا فإني رجل محاج أحاج يوم القيامة 9587 عبد الرزاق عن بن عيينة عن مسعر عن مصعب رجل من ولد زيد قال قال زيد ادفنونا وما اصاب الثرى من دمائنا قال وأخبرني عمار الدهني قال قال زيد شدوا علي ثيابي وادفنوني وبن أمي في قبر واحد يعني اخاه سرحان فإنا قوم مخاصمون 9588 عبد الرزاق عن الثوري عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سعد بن عبيد وكان يدعى في زمان النبي ﷺ القارىء وكان لقي عدوا فانهزم منهم فقال له عمر هل لك في الشام لعل الله يمن عليك قال لا إلا العدو الذي فررت منهم قال فخطبهم في القادسية فقال إنا لاقوا العدو إن شاء الله غدا وإنا مستشهدون لا تغسلوا عنا دماءنا ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا 9589 عبد الرزاق عن بن جريج قال سألنا سليمان بن موسى كيف الصلاة على الشهيد قال كهيئتها على غيره وسألناه عن دفن الشهيد قال أما إذا كان في المعركة فإنا ندفنه كما هو لا نغسله ولا نكفنه ولا نحنطه وأما إذا انقلبنا به وبه رمق فإنا نغسله ونكفنه ونحنطه وجدنا الناس على ذلك وكان عليه من مضى قبلنا من الناس 9590 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبدالكريم الجزري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد قال إذا مات الشهيد في المعركة دفن كما هو فإن مات بعد ما ينقلب به صنع به كما صنع بالآخر 9591 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال كان عمر من خير شهيد فغسل وكفن وصلي عليه لأنه عاش بعد طعنه 9592 قال عبد الرزاق وأخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر مثله 9593 عبد الرزاق عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار قال غسل علي وكفن وصلي عليه 9594 عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن عيسى عن الشعبي قال سئل عن رجل قتله اللصوص قال لا يغسل 9595 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني من سمع عكرمة يقول يصلى على الشهيد ولا يغسل فإن الله قد طيبه 9596 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن وبن المسيب قالا يغسل الشهيد فإن كل ميت يجنب 9597 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عكرمة بن خالد عن بن أبي عمار عن شداد بن الهادي أن رجلا من الأعراب جاء النبي ﷺ فآمن به واتبعه فقال أهاجر معك وأوصى النبي ﷺ به بعض أصحابه فلما كانت غزوة خيبر أو حنين غنم رسول الله ﷺ فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال ما هذا فقالوا قسم قسمه الله لك ورسول الله ﷺ فأخذه فجاء به إلى النبي ﷺ فقال ما هذا يا محمد قال قسم قسمته لك قال ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا وأشار إلى حلقه بسهم فأدخل الجنة قال إن تصدق الله يصدقك قال فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو فأتى به يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي ﷺ أهو هو صدق الله فصدقه فكفنه النبي ﷺ في جبة للنبي ﷺ ثم قدمه النبي ﷺ فصلى عليه فكان مما ظهر من صلاته عليه اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا وأنا عليه شهيد 9598 عبد الرزاق عن بن جريج قال سأل إنسان عطاء أيصلى على الشهيد قال نعم قال لم وهو في الجنة قال قد صلى على النبي ﷺ عبد الرزاق عن بن جريج وبلغني أن شهداء بدر دفنوا كما هم 9599 عبد الرزاق عن بن عيينة عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال صلى رسول الله ﷺ يوم أحد على حمزة سبعين صلاة كلما صلى فأتى برجل صلى عليه وحمزة موضوع يصلي عليه معه 9600 عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد قال يلقى عن الشهيد كل جلد يعني إذا قتل 9601 عبد الرزاق عن إسرائيل أو غيره عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال ينزع عن القتيل خفاه وسراويله وكمته أو قال عمامته ويزاد ثوبا أوينقص ثوبا حتى يكون وترا 9602 عبد الرزاق عن بن عيينة عن أبي الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال من كان له قتيل فليأت قتيله يعني قتلى أحد قال فأخرجهم رطابا يتثنون قال فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فانفطرت دما قال فقال أبو سعيد لا ينكر بعد هذا منكر أبدا 9603 عبد الرزاق عن بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رأى بعض أهل طلحة بن عبيد الله أنه رآه في المنام فقال إنكم دفنتموني في مكان قد آذاني فيه الماء فحولوني منه قال فحولوه فأخرجوه كأنه سلقة لم يتغير منه شيء إلا شعرات من لحيته 9604 عبد الرزاق عن الثوري عن الأسود بن قيس عن نبيح عن جابر بن عبد الله قال كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم فجاء منادي النبي ﷺ فقال ادفنوا القتلى في مصارعهم فرددناهم 9605 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لا يدفن الشهيد في حذائين ولا نعلين ولا سلاح ولا خاتم قال يدفن في المنطقة والثياب قال وبلغني عن إبراهيم النخعي قال لا يدفن برقعه 9606 عبد الرزاق عن الثوري عن صاعد اليشكري عن الشعبي قال إذا وجد بدن القتيل في دار أو مكان صلي عليه وعقل وإذا وجد رأس أو رجل لم يصل عليه ولم يعقل باب الغزو مع كل أمير 9607 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع أن أبا أيوب الأنصاري غزا مع يزيد بن معاوية الغزوة التي مات فيها 9608 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال كان أبو أيوب الأنصاري يغزو مع يزيد بن معاوية فمرض وهو معه فدخل عليه يزيد يعوده فقال له حاجتك قال إذا أنا مت فسر بي في أرض العدو ما استطعت ثم ادفني قال فلما مات سار به حتى أوغل في أرض الروم يوما أو بعض يوم ثم نزل فدفنه 9609 عبد الرزاق عن جعفر عن أبي عمران الجوني قال سألت جندب بن عبد الله هل كنتم تسخرون العجم قال كنا نسخرهم من قرية إلى قرية يدلونا على الطريق ثم نخليهم 9610 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي حمزة الضبعى قال قلت لابن عباس إنا نغزو مع هؤلاء الأمراء فإنهم يقاتلون على طلب الدنيا قال فقاتل أنت على نصيبك من الآخرة 9611 عبد الرزاق عن عبدالقدوس قال سمعت الحسن يقول قال النبي ﷺ لا تشهدوا على أمتكم بشرك ولا تكفروهم بذنب والجهاد لا يضره جور جائر ولا عدل عادل والجهاد ماض حتى يبعث آخر هذه الأمة والإيمان بالقدر خيره وشره قال وسمعت بن سيرين يذكر نحو هذا وزاد حتى يقاتل هذه الأمة الدجال 9612 عبد الرزاق عن الثوري عن جابر قال سألت الشعبي عن الغزو وعن أصحاب الديوان افضل أو المتطوع قال بل أصحاب اليوان أفضل أو المتطوع قال بل أصحاب الديوان المتطوع متى شاء رجع 9613 عبد الرزاق عن بن التيمي عن كهمس قال قلت للحسن نغزو مع الأمراء فما يطلعونا على أمرهم غير أنا نسالم إذا سالموا ونحارب إذا حاربوا قال قاتل مع المسلمين عدوهم باب الرباط 9614 عبد الرزاق عن داود بن قيس قال أخبرني عمرو بن عبد الرحمن بن قيس أن أبا هريرة قال من رابط أربعين ليلة فقد أكمل الرباط 9615 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني بن مكمل أنه سمع يزيد بن أبي حبيب يقول جاء رجل من الأنصار إلى عمر بن الخطاب فقال أين كنت قال في الرباط قال كم رابطت قال ثلاثين قال فهلا أتممت أربعين 9616 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني إسحاق بن رافع المديني عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي قال كان أبو هريرة يقول رباط ليلة إلى جانب البحر من وراء عورة المسلمين أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الكعبة أو مسجد رسول الله ﷺ بالمدينة ورباط ثلاثة أيام عدل السنة وتمام الرباط أربعون ليلة وسالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله بن معمر قائم لم يقعد حين ساق يخبر بهذا الحديث فقال له يحيى تعرف هذا الحديث يا أبا النضر فقال سالم نعم أشهد على معرفة هذا الحديث 9617 عبد الرزاق عن محمد بن راشد قال حدثنا مكحول قال مر سلمان الفارسي بشرحبيل بن السمط وهو مرابط على قلعة بأرض فارس فقال له سلمان ألا أحدثك حديثا لعله أن يكون عونا لك على ما أنت فيه سمعت رسول الله ﷺ يقول رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا في سبيل الله أجير من عذاب القبر ونمى له صالح عمله إلى يوم القيامة 9618 عبد الرزاق عن عبد الوهاب سمعه من هشام بن الغاز قال حدثني مكحول عن سلمان أن النبي ﷺ قال رباط يوم في سبيل الله خير من قيام شهر وصيامه يقام فلا يقعد ويصام فلا يفطر ومن مات مرابطا في سبيل الله نجا من عذاب القبر ويجري عليه صالح عمله إلى يوم القيامة 9619 عبد الرزاق عن الثوري عن يزيد بن جابر عن خالد بن معدان عن شرحبيل بن السمط قال كنا بأرض فارس فأصابنا أدل وشدة فجاءنا سلمان الفارسي فقال أبشروا ثم أبشروا ما من مسلم يرابط في سبيل الله إلا كان كصيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى عليه عمله إلى يوم القيامة وأجير من فتنة القبر 9620 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني مصعب بن محمد أن سلمان الفارسي مر بالسمط بن ثابت وهو في مرابط قد شق عليه وهم بالتحول عنه فقال ألا أخبرك حديثا سمعته من رسول الله ﷺ ثم ذكر مثل حديث محمد بن راشد 9621 عبد الرزاق عن بن عيينة عن موسى بن أبي علقمة عن عيسى قال قال عمر بن الخطاب عليكم بالجهاد ما دام حلوا خضرا قبل أن يكون ثماما أو يكون رماما أو يكون حطاما فإذا انتطات المغازي وأكلت الغنائم واستحلت الحرم فعليكم بالرباط فإنه أفضل غزوكم 9622 عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال من مات مرابطا مات شهيدا ووقي فتان القبر وغدي وريح برزقه من الجنة وجرى عليه عمله باب الغزو في البحر 9623 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب أو غيره قال كان عمر يكره أن يحمل المسلمين غزاة في البحر 9624 عبد الرزاق عن بن جريج قال سألت عطاء عن غزوة البحر فكرهه وقال أخشى 9625 عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد عن يونس بن يوسف عن بن المسيب قال بعث عمر بن الخطاب علقمة بن مجزز في أناس إلى الحبشة فأصيبوا في البحر فحلف عمر بالله لا يحمل فيها أبدا 9626 وعن بن المسيب كره للغزاة أن يركبوا في البحر 9627 عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال قال رسول الله ﷺ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن كان يؤمن بالله ورسوله فلا يعرض ذريته للمشركين 9628 عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن بن عمر أنه كان يكره ركوب البحر إلا لثلاث غاز أو حاج أو معتمر 9629 عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن امرأة حذيفة قالت نام رسول الله ﷺ ثم استيقظ وهو يضحك فقلت تضحك مني يا رسول الله قال لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم كمثل الملوك على الأسرة ثم نام ثم استيقظ أيضا فضحك فقلت تضحك مني يا رسول الله فقال لا ولكن من قوم يخرجون من أمتي غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفورا لهم قالت ادع الله لي أن يجعلني منهم قال فدعا لها قال فأخبرنا عطاء بن يسار قال فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا فماتت بأرض الروم 9630 عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن سعيد قال أخبرني مخبر عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال غزوة في البحر أفضل من عشر غزوات في البر ومن جاز البحر فكأنما جاز الأودية والمائد في السفينة كالمتشحط في دمه 9631 عبد الرزاق عن عبدالقدوس قال حدثنا علقمة بن شهاب القرشي قال قال رسول الله ﷺ من لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر فإن أجر يوم في البحر كأجر شهر في البر وإن القتل في البحر كالقتلين في البر وإن المائد في السفينة كالمتشحط في دمه وإن خيار شهداء أمتي أصحاب الكهف قالوا وما اصحاب الكهف يا رسول الله قال قوم تتفكونهم في مراكبهم في سبيل الله 9632 عبد الرزاق عن بن جريج قال قال مجاهد غزوة في البحر تعدل عشرا في البر والمائد في البحر كالمتشحط بدمه في سبيل الله 9633 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرت أن مسلمة بن مخلد قال لقوم ركبوا غزاة في البحر ما تركوا وراءهم من ذنوبهم شيئا 9634 عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن واصل عن لقيط عن أبي بردة أن أبا موسى الأشعري كان يغزو في البحر باب عسقلان 9635 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني إسحاق بن رافع قال بلغنا أن النبي ﷺ قال يرحم الله أهل المقبرة قالت عائشة اهل البقيع قال يرحم الله أهل المقبرة قالت عائشة اهل البقيع حتى قالها ثلاثا قال مقبرة عسقلان 9636 عبد الرزاق قال بن جريج وسمعت بن خالة محمد بن كعب يحدث أنه كان يذكر أن الأكل والشراب والطعام والنكاح بها أفضل بعسقلان باب راية النبي ﷺ ولونها 9637 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب أن النبي ﷺ قال يوم خيبر لأدفعن الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله قال فدعا عليا وإنه لأرمد فتفل في عينيه ثم دفعها إليه ففتحها الله عليه 9638 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة أن سعد بن عبادة كان حامل راية رسول الله ﷺ مع رسول الله ﷺ يوم بدر وغيره 9639 عبد الرزاق عن بن جريج عمن حدثه عن عامر أن راية النبي ﷺ كانت تكون مع علي بن أبي طالب وكانت في الأنصار حيث ما تولوا 9640 عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم أن راية النبي ﷺ كانت تكون مع علي بن أبي طالب وراية الأنصار مع سعد بن عبادة وكان إذا استحر القتال كان النبي ﷺ مما يكون تحت راية الأنصار 9641 عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثت عن شقيق بن مسلمة عن رجل رأى راية لرسول الله ﷺ عقدها لعمرو بن العاص سوداء 9642 عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثني سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد قال حدثنا أن راية النبي ﷺ كانت مع سعد بن عادة يوم الفتح فدفعها سعد إلى ابنه قيس 9643 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني رجل من أهل المدينة أن راية النبي ﷺ كانت تكون بيضاء ولواءه أسود باب عقر الدواب في أرض العدو 9644 عبد الرزاق قال أخبرت عن بن سيرين قال كان الرجل من المسلمين على عهد رسول الله ﷺ إذا خاف نزع سلاحه فأعطى هذا وأعطى هذا وأعطى هذا من سلاحه وكان أسفها عليهم الريح يعني حتى ينكران فلا يعرفان 9645 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبد الواحد أن عمر بن عبد العزيز نهى إذا أبطأت دابة في أرض العدو أن تعقر قال واما السلاح فليدفنه باب أول سيف في سبيل الله 9646 عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة قال كان الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله كان النبي ﷺ في أسفل مكة والزبير بمكة فأخبر أن النبي ﷺ قتل فخرج بسيفه قد سله يشق الناس به حتى اتى النبي ﷺ فوجده لم يهج قال فسأله النبي ﷺ عن ذلك فأخبره قال فدعا له ولسيفه 9647 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني هشام بن عروة أن أول رجل سل سيفا في سبيل الله الزبير نفخت نفخة من الشيطان أخذ رسول الله ﷺ والنبي ﷺ بأعلى مكة فخرج الزبير يشق الناس بسيفه فلقي النبي ﷺ فقال له ما لك يا زبير قال أخبرت أنك أخذت قال فدعا له ولسيفه باب من دمي وجه النبي ﷺ 9648 عبد الرزاق عن بن جريج قال اخبرني إبراهيم بن ميسرة أنه سمع يعقوب بن موسى يقول الذي دمى وجه النبي ﷺ يوم أحد رجل من هذيل يقال له بن القمئة فكان حتفه أن سلط الله عليه تيسا فنطحه فقتله قال إبراهيم اسمه عبد الله بن القمئة 9649 عبد الرزاق عن معمر عن الجزري عن مقسم قال معمر وسمعت الزبير يحدث ببعضه ان عتبة بن أبي وقاص كسر رباعية النبي ﷺ يوم أحد ودمى وجهه فدعا عليه النبي ﷺ فقال اللهم لا يحل عليه الحول حتى يموت كافرا فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار باب إعقاب الجيوش 9650 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن عمر بن الخطاب كان يعقب الغازية 9651 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال بعث عمر جيشا وكان يعقب الجيوش فمكثوا حينا لا يأتي لهم عقب فقفلوا فكتب أمير السرية إلى عمر أنهم قفلوا وتركوا ثغرهم وسنوا للناس سنة سوء فأرسل إليهم عمر ولم يشهد ذلك غيره فتغيظ عليهم واوعدهم وعيدا شرف عليهم فقالوا يا عمر بما تفرقنا تركت فينا أمر رسول الله ﷺ من إعقاب الغازية بعضها بعضا فقال لست أفرقكم بنفسي ولكن بأمور لم تكن من أصحاب النبي ﷺ من الأنصار باب المشرك يأتي المسلم بغير عهد 9652 عبد الرزاق عن بن جريج قال سئل عطاء عن الرجل من أهل الشرك يأتي المسلم بغير عهد قال خيره إما أن تقره وإما أن تبلغه مأمنه قال وزعم بعض أهل الشام عبد الله بن قيس في مجلس عطاء قال يأتي الرومي فإذا جاء المسلمين بغير سلاح ولا عهد لم يرب 9653 عبد الرزاق عن بن جريج قال اخبرني أبو بكر بن عبد الله عن محمد بن عمرو بن يحيى بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله وعن عمرو بن سليم عن سعيد بن المسيب وعن أبي النضر عن عروة بن الزبير أنهم قالوا في الرجل من أهل الحرب يدخل بأمان فيهلك بعض أوليائه في النسب الذي هو وارثه إن كان أظهر السكون في العرب قبل أن يموت فله ميراثه وإلا فلا وقالوا في المرأة من أهل الكتاب من أهل الحرب تدخل أرض العرب بأمان إذا أظهرت السكون في أرض العرب فلا بأس أن ينكحها المسلمون وإن لم تظهر ذلك إلا عند الخطبة فلا تنكح 9654 عبد الرزاق عن بن جريج قال سئل عطاء عن الرجل من أهل الذمة يؤخذ في أهل الشرك وقد اشترط عليهم أن لا يأتيهم فيقول لم أرد عونهم فكره قتله إلا ببينة فقال له بعض أهل العلم إذا نقض شيئا واحدا مما عليه فقد نقض الصلح 9655 عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى في رجل صالح عليه وعلى بنيه صغارا وكبارا ثم خانه هؤلاء فلا يختلف فيها يقولون يستحلون بما خان به هؤلاء إن يكونوا هم صولحوا على أنفسهم 9656 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عطاء الخرساني أن تستر كانت في صلح فكفر أهلها فغزاهم المهاجرون فقتلوهم فهزموهم فسبوهم فأصاب المسلمون نساءهم حتى ولد لهم أولاد منهم قال لقد رأيت أولادهن كانوا من تلك الولادة فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمن سبى منهم فرد فيها على جزيتهم وفرق بين سادتهم وبينهن 9657 عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم أن النبي ﷺ لما صالح أهل خيبر صالحهم على أن له أموالهم وأنهم آمنون على دمائةم وذراريهم ونسائهم فدعا النبي ﷺ ابني أبي الحقيق فقال أين المال الذي خرجتما به من النضير قالا استنفقناه وهلك قال أفرأيتما إن كنتما كاذبين فقد حلت لي دماؤكما وأموالكما ونساءكما قالا نعم وأشهد عليهما فقال إنكما قد خبأتماه في مكان كذا وكذا فأرسل معهما فوجد النبي ﷺ المال كما ذكر فضرب أعناقهما وأخذ أموالهما وسبى نساءهما وكانت صفية تحت أحدهما 9658 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كره أن يتزوج نساء أهل الكتاب إلا في عهد باب كم غزا النبي ﷺ 9659 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال سمعت بن المسيب يقول غزا النبي ﷺ ثماني عشرة غزوة قال وسمعت مرة أخرى يقول أربعة وعشرين غزوة فلا أدري أكان وهما منه أو شيئا سمعه بعد ذلك قال الزهري وكان الذي قاتل فيه النبي ﷺ كل شيء ذكر في القرآن 9660 عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم قال كانت السرايا أربعة وعشرين والمغازي ثمان عشرة أو تسع عشرة باب اسم سيف رسول الله ﷺ وما يعطي في سبيل الله 9661 عبد الرزاق عن الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه قال كان اسم جارية النبي ﷺ خضرة وحماره يعفر وناقته القصواء وبغلته الشهباء وسيفه ذا الفقار 9662 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني محمد بن ميسرة قال كان اسم سيف النبي ﷺ ذا الفقار واسم درعه ذات الفضول 9663 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه أن اسم سيف النبي ﷺ ذو الفقار قال جعفر رأيت سيف رسول الله ﷺ قائمه من فضة ونعله من فضة وبين ذلك حلق من فضة قال هو عند هؤلاء يعني بني العباس 9664 عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء عن جعفر عن ابيه نحو هذا قال أقماعه من ورق يعني رأسه قال وكان في درعه حلقتان من ورق 9665 عبد الرزاق عن معمر عن مالك بن مغول عن نافع عن بن عمر أن سيف عمر بن الخطاب كان محلى بالفضة 9666 عبد الرزاق عن بن جريج قال قال لي عطاء إن أعطى أنسان في سبيل الله فقضى غزوته فجاء به أو ببعضه فلا يأكله ولكن ليمضه في تلك السبيل قال وإن حبس ناقة في سبيل الله فنتجت فولدها بمنزلتها 9667 عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حمزة عن إبراهيم قال إن فضل شيء جعله في مثل ذلك 9668 عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع قال اعطى بن عمر بعيرا في سبيل الله فقال للذي أعطاه إياه لا تحدثن فيه شيئا حتى إذا جاوزت وادي القرى أو حذوه من طريق مصر فشأنك به 9669 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع مثله 9670 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال سألته عن ذلك فقال هو له إلا أن يكون جعله حبيسا 9671 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد قال سمعت بن المسيب يسئل عن الرجل يعطى الشيء في سبيل الله فقال سعيد إذا بلغ رأس مغزاه فهو كماله 9672 عبد الرزاق عن الثوري ومعمر عن يحيى بن سعيد عن بن المسيب مثله باب جهاد النساء والقتل والفتك 9673 عبد الرزاق عن معمر عن إبراهيم وسئل عن جهاد النساء فقال كن يشهدن مع رسول الله ﷺ فيداوين الجرحى ويسقين المقاتلة ولم أسمع معه بأمرأة قتلت وقد قاتلن نساء قريش يوم اليرموك حين رهقهم جموع الروم حتى خالطوا عسكر المسلمين فضرب النساء يومئذ بالسيوف في خلافة عمر رضي الله عنه 9674 عبد الرزاق عن بن جريج عن بن شهاب مثله 9675 عبد الرزاق عن عبدالقدوس قال سمعت الحسن قال قال رسول الله ﷺ على النساء ما على الرجال إلا الجمعة والجنائز والجهاد 9676 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني إسماعيل بن مسلم قال حسبت أنه عن الحسن أن رجلا جاء الزبير فقال أقتل عليا قال نعم قال وكيف تفعل قال أظهر له أني معه ثم أقتل به فأقتله قال الزبير إني سمعت رسول الله ﷺ يقول قيد الإيمان الفتك لا يفتك مؤمن 9677 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة نحوه قال الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن 9678 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال صحب المغيرة بن شعبة قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي ﷺ أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء قال معمر وسمعت أنهم كانوا أخذوا على المغيرة أن لا يغدر بهم حتى يؤذنهم فنزلوا منزلا فجعل يحفر بنصل سيفه فقالوا ما تصنع قال أحفر قبوركم فاستحلهم بذلك فشربوا ثم ناموا فقتلهم فلم ينج منهم أحد إلا الشريد فلذلك سمي الشريد 9679 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال دخل على المختار بن أبي عبيد رجل وقد اشتمل على سيفه قال فجعل المختار يكذب على الله وعلى رسوله ﷺ قال فهممت أن أضربه بسيفي فذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق أو عمرو بن فلان قال سمعت النبي ﷺ يقول ايما رجل أمن رجلا على دمه وماله فقتله فقد برئت من القاتل ذمة الله وإن كان المقتول كافرا باب رقيق أهل الحرب والرجل يخرج من أرض العدو ومعه العبد 9680 عبد الرزاق عن معمر قال سألت حمادا عن ناس من أهل الحرب صالحهم أهل الإسلام على ألف رأس كل سنة فكان يسبي بعضهم بعضا ويؤديه قال لا بأس بذلك يؤدونه من حيث شاءوا 9681 عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن قال إذا خرج الرجل من أرض العدوومعه عبد فإن أسلم فهو له وإن سبقه العبد فأسلم فهو حر 9682 عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان قال حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي بكرة أنه خرج إلى رسول الله ﷺ وهو محاصر أهل الطائف بثلاثة وعشرين عبدا فأعتقهم رسول الله ﷺ فهم الذين يقال لهم العتقاء باب الصيام في الغزو 9683 عبد الرزاق عن الحسن بن مهران عن المطرح عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي ﷺ قال من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار مسيرة مئة عام ركض الفرس الجواد المضمر 9684 عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن عمرو بن عبسة أن رسول الله ﷺ قال من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار مسيرة مئة عام 9685 عبد الرزاق عن بن جريج عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش يحدث عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله ﷺ يقول من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه من النار سبعين خريفا 9686 عبد الرزاق عن بن عيينة عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح عن النعمان عن أبي سعيد عن النبي ﷺ مثله 9687 عبد الرزاق عن معمر عن عبدالكريم الجزري عن سعيد بن جبير قال كتب عمر بن الخطاب إلى قوم محاصرين العدو في رمضان ألا تصوموا 9688 عبد الرزاق عن عبد الله بن شعبة قال حدثنا عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال قال النبي ﷺ يوم فتح مكة هذا يوم قتال فأفطروا باب لمن الغنيمة 9689 عبد الرزاق عن بن التيمي عن سعيد بن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن عمر كتب إلى عمار أن الغنيمة لمن شهد الوقعة 9690 عبد الرزاق عن حماد بن أسامة عن المجالد عن عامر قال كتب عمر أن اقسم لمن جاء ما لم يتفقأ القتلى يعني ما لم تتفطر بطون القتلى 9691 عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول أن سعد بن أبي وقاص قال يا رسول الله أرأيت رجلا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره قال النبي ﷺ ثكلتك أمك يا بن أم سعد وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم 9692 عبد الرزاق عن هشيم عن مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي قال كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص أن اقسم لمن وافاك من المسلمين ما لم يتفقأ قتلى فارس باب سباق الخيل 9693 عبد الرزاق عن معمر قال سألت الزهري عن أول من سبق بين الخيل قال عمر بن الخطاب أظن 9694 عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن ابيه أن النبي ﷺ سبق بين الخيل فأرسلها من الحفياء وكان أمدها إلى ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر وكان أمدها من الثنية إلى مسجد بني زريق قال وكان عبد الله بن عمر ممن ركب الخيل قال كنت على فرس قال فمر بجدر فطفف بي حتى كان من ورائه 9695 عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر مثله 9696 عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن الشعبي قال أجرى عمر بن الخطاب الخيل وسبق 9697 عبد الرزاق عن اسرائيل عن سماك بن حرب عن عبد الله بن حصين قال سابق حذيفة الناس على فرس له أشهب قال فسبقهم قال فدخلنا عليه داره قال فإذا هو على معلفه وهو على رملة يقطر عرقا على شملة له وحذيفة بن اليمان جالس عنده على قدميه ما تمس أليتاه الأرض قال فجعل الناس يدخلون عليه يهنئونه يقولون لهنئك السبق قال فدخل رجل ولم يقل شيئا فقال رجل ألا تهنئه قال بم قال سبق فرسه قال أخشى أن يبلغ ذلك الأمير قال وعلى الناس يومئذ سعد بن أبي وقاص فقال حذيفة تالله لا تقوم الساعة حتى يلي عليكم من لا يزن عشر بعوضة يوم القيامة 9698 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في الرجلين يرهنان على الفرس فيدخل معهما آخر بفرس قال إذا كان لا يأمنانه أن يسبقهما جميعا فلا بأس به وإن كان يأمنانه فهو قمار باب السرايا وأردية الغزاة وحمل الرؤوس 9699 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال رسول الله ﷺ خير الصحابة اربعة وخير السرايا اربع مئة وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يهزم اثنا عشر ألفا من قلة 9700 عبد الرزاق عن بن جريج عن زهير قال أخبرني رجل من الأنصار عن الحسن عن النبي ﷺ قال أردية الغزاة السيوف 9701 عبد الرزاق عن معمر عن عبدالكريم قال أتي أبو بكر برأس فقال بغيتم 9702 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لم يؤت النبي ﷺ برأس وأتي أبو بكر برأس فقال لا يؤتى بالجيف إلى مدينة رسول الله ﷺ وأول من أتي برأس بن الزبير 9703 عبد الرزاق عن زمعة بن صالح قال أخبرني زياد بن سعد أن بن شهاب أخبره قال لم يؤت النبي ﷺ برأس ولا يوم بدر وأتي أبو بكر برأس عظيم فقال ما لي ولجيفهم تحمل إلى بلد رسول الله ﷺ ثم لم تحمل بعده في زمان الفتنة إلى مروان ولا إلى غيره حتى كان زمان بن الزبير فهو أول من سن ذلك حمل إليه رأس زياد وأصحابه وطبخوا رؤوسهم في القدور باب من سب النبي ﷺ كيف يصنع به وعقوبة من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم 9704 عبد الرزاق عن بن جريج عن رجل عن عكرمة مولى بن عباس أن النبي ﷺ سبه رجل فقال من يكفيني عدوي فقال الزبير انا فبارزه فقتله الزبير فأعطاه النبي ﷺ سلبه 9705 عبد الرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل قال أخبرني عروة بن محمد عن رجل عن أو قال ألفين أن امرأة كانت تسب النبي ﷺ فقال النبي ﷺ من يكفيني عدوي فخرج إليها خالد بن الوليد فقتلها 9706 عبد الرزاق قال وأخبرني أبي أن أيوب بن يحيى خرج إلى عدن فرفع إليه رجل من النصارى سب النبي ﷺ فاستشار فيه فأشار عليه عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أن يقتله فقتله وروى له في ذلك حديثا قال وكان قد لقي عمر وسمع منه علما كثيرا قال فكتب في ذلك أيوب إلى عبد الملك أو إلى الوليد بن عبد الملك فكتب يحسن ذلك 9707 عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن سعيد بن جبير أن رجلا كذب النبي ﷺ فبعث عليا والزبير فقال اذهبا فإن أدركتماه فاقتلاه 9708 عبد الرزاق عن بن التيمي عن أبيه أن عليا قال فيمن كذب على النبي ﷺ يضرب عنقه باب جهاد الكبير ولا هجرة بعد الفتح والوفاء بالعهد 9709 عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثت عن يزيد بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ان النبي ﷺ قال جهاد الكبير وجهاد الضعيف وجهاد المرأة الحج والعمرة 9710 عبد الرزاق عن إبراهيم أنه سمع يزيد بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم عن النبي ﷺ مثله 9711 عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال إن الهجرة قد انقطعت بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا 9712 عبد الرزاق عن معمر عمن سمع أنس بن مالك يقول قال النبي ﷺ يقول لا هجرة بعد الفتح 9713 عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن طاووس عن بن عباس قال قال رسول الله ﷺ يوم فتح مكة إنه لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا 9714 عبد الرزاق عن بن عيينة قال حدثنا محمد بن سوقة قال سمعت رجلا قال عطاء قال رجل أسره الديلم فقالوا نرسلك وتعطينا عهدا وميثاقا على أن تبعث إلينا كذا وكذا فإن لم يفعل أتاهم بنفسه وإنه لا يجد فكيف تأمره قال يذهب إليهم قال إنهم أهل شرك قال يفي بالعهد قال إنهم أهل شرك قال يفي بالعهد لهم { إن العهد كان مسؤولا } باب الغنيمة والفيئ مختلفان 9715 عبد الرزاق عن الثوري قال الفيء والغنيمة مختلفان أما الغنيمة فما أخذ المسلمون فصار في أيديهم من الكفار والخمس في ذلك إلى الأمير يضعه حيث ما أمر الله والأربعة الأخماس الباقية للذين غنموا الغنيمة والفيء ما وقع من صلح بين الإمام والكفار في أعناقهم وأرضهم وزرعهم وفيما صولحوا عليه مما لم يأخذه المسلمون عنوة ولم يحوزوه ولم يقهروه عليه حتى وقع فيه بينهم صلح قال فذلك الصلح إلى الإمام يضعه حيث أمر الله باب الفرض 9716 عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال جاء بي أبي يوم أحد إلى النبي ﷺ وأنا بن أربع عشرة فلم يجزني النبي ﷺ ثم جاء بي يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة ففرض لي رسول الله ﷺ قال نافع فحدثت به عمر بن عبد العزيز فأمر أن لا يفرض إلا لابن خمس عشرة 9717 عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبيد الله عن نافع أن بن عمر قال عرضت على النبي ﷺ يوم أحد وأنا بن أربع عشرة سنة ثم ذكر نحو حديث عبد الله بن عمر قال فكان عمر لا يفرض لأحد حتى يبلغ ويحتلم إلا مئة درهم وكان لا يفرض لمولود حتى يفطم فبينا هو يطوف ذات ليلة بالمصلى بكى صبي فقال لأمه أرضعيه فقالت إن أمير المؤمنين لا يفرض لمولود حتى يفطم وإني قد فطمته فقال عمر إن كدت لأن أقتله أرضعيه فإن أمير المؤمنين سوف يفرض له ثم فرض بعد ذلك للمولود حين يولد (كمل كتاب الجهاد بحمد الله وحسن توفيقه)

  ==== ======                                   ======================

                                                                 ===

أول كتاب المغازي{من حديث  9718 الي 9784.}

  💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥 باب ما جاء في حفر زمزم وقد دخل في الحج أول ما ذكر من عبد المطلب

9718 -عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال إن أول ما ذكر من عبد المطلب جد رسول الله ﷺ أن قريشا خرجت من الحرم فارة من أصحاب الفيل وهو غلام شاب فقال والله لا أخرج من حرم الله أبتغي العز في غيره فجلس عند البيت وأجلت عنه قريش فقال اللهم إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك فلم يزل ثابتا حتى أهلك الله تبارك وتعالى الفيل وأصحابه فرجعت قريش وقد عظم فيهم بصبره وتعظيمه محارم الله فبينا هو على ذلك ولد له أكبر بنيه فأدرك وهو الحارث بن عبد المطلب فأتي عبد المطلب في المنام فقيل له احفر زمزم خبيئة الشيخ الأعظم قال فاستيقظ فقال اللهم بين لي فأري في المنام مرة أخرى احفر زمزم تكتم بين الفرث والدم في مبحث الغراب في قرية النمل مستقبلة الأنصاب الحمر قال فقام عبد المطلب فمشى حتى جلس في المسجد الحرام ينظر ما خبىء له من الآيات فنحرت بقرة بالحزورة فأفلتت من جازرها بحشاشة نفسها حتى غلبها الموت في المسجد في موضع زمزم فجزرت تلك البقرة في مكانها حتى احتمل لحمها فأقبل غراب يهوي حتى وقع في الفرث فبحث في قرية النمل فقام عبد المطلب يحفر هنالك فجاءته قريش فقالوا لعبد المطلب ما هذا الصنيع لم نكن نزنك بالجهل لم تحفر في مسجدنا فقال عبد المطلب إني لحافر هذه البئر ومجاهد من صدني عنها فطفق يحفر هو وابنه الحارث وليس له يومئذ ولد غيره فيسعى عليهما ناس من قريش فينازعونهما ويقاتلونهما وينهى عنه الناس من قريش لما يعلمون من عتق نسبه وصدقه واجتهاده في دينه يومئذ حتى إذا أمكن الحفر واشتد عليه الأذى نذر إن وفي له بعشرة من الولدان ينحر أحدهم ثم حفر حتى أدرك سيوفا دفنت في زمزم فلما رأت قريش أنه قد أدرك السيوف فقالوا لعبد المطلب أحذنا مما وجدت فقال عبد المطلب بل هذه السيوف لبيت الله ثم حفر حتى أنبط الماء فحفرها في القرار ثم بحرها حتى لا تنزف ثم بنى عليها حوضا وطفق هو وابنه ينزعان فيملآن ذلك الحوض فيشرب منه الحاج فيكسره ناس من حسدة قريش بالليل ويصلحه عبد المطلب حين يصبح فلما أكثروا إفساده دعا عبد المطلب ربه فأرى في المنام فقيل له قل اللهم إني لا أحلها لمغتسل ولكن هي لشارب حل وبل ثم كفيتهم فقام عبد المطلب حين أجفلت قريش بالمسجد فنادى بالذي أرى ثم انصرف فلم يكن يفسد عليه حوضه أحد من قريش إلا رمى بداء في جسده حتى تركوا له حوضه ذلك وسقايته ثم تزوج عبد المطلب النساء فولد له عشرة رهط فقال اللهم إني كنت نذرت لك نحر أحدهم وإني أقرع بينهم فأصب بذلك من شئت وفأقرع بينهم فصارت القرعة على عبد الله بن عبد المطلب وكان أحب ولده إليه فقال اللهم هو أحب إليك أو مئة من الإبل قال ثم أقرع بينه وبين مئة من الإبل فصارت القرعة على مئة من الإبل فنحرها عبد المطلب مكان عبد الله وكان عبد الله أحسن رجل رئي في قريش قط فخرج يوما على نساء من قريش مجتمعات فقالت امرأة منهن يا نساء قريش أيتكن يتزوجها هذا الفتى فنصطت النور الذي بين عينيه قال وكان بين عينيه نور فتزوجته آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة فجمعها فالتقت فحملت برسول الله ﷺ ثم بعث عبد المطلب عبد الله بن عبد المطلب يمتار له تمرا من يثرب فتوفي عبد الله بها وولدت آمنة رسول الله ﷺ فكان في حجر عبد المطلب فاسترضعه امرأة من بني سعد بن بكر فنزلت به التي ترضعه سوق عكاظ فرآه كاهن من الكهان فقال يا أهل عكاظ اقتلوا هذا الغلام فإن له ملكا فراعت به أمه التي ترضعه فنجاه الله ثم شب عندها حتى إذا سعى وأخته من الرضاعة تحضنه فجاءته أخته من أمه التي ترضعه فقالت أي أمتاه إني رأيت رهطا أخذوا أخي آنفا فشقوا بطنه فقامت أمه التي ترضعه فزعة حتى أتته فإذا هو جالس منتقعا لونه لا ترى عنده أحدا فارتحلت به حتى أقدمته على أمه فقالت لها اقبضي عني ابنك فإني قد خشيت عليه فقالت أمه لا والله ما بابني ما تخافين لقد رأيت وهو في بطني أنه خرج نور مني أضاءت منه قصور الشام ولقد ولدته حين ولدته فخر معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء فافتصلته أمه وجده عبد المطلب ثم توفيت أمه فهم في حجر جده فكان وهو غلام يأتي وسادة جده فيجلس عليها فيخرج جده وقد كبر فتقول الجارية التي تقوده انزل عن وسادة جدك فيقول عبد المطلب دعي ابني فإنه محسن بخير ثم توفي جده ورسول الله ﷺ غلام فكفله أبو طالب وهو أخو عبد الله لأبيه وأمه فلما ناهز الحلم ارتحل به أبو طالب تاجرا قبل الشام فلما نزلا تيماء رآه حبر من يهود تميم فقال لأبي طالب ما هذا الغلام منك فقال هو بن أخى قال له أشفيق أنت عليه قال نعم قال فوالله لئن قدمت به إلى الشام لا تصل به إلى أهلك أبدا ليقتلنه إن هذا عدوهم فرجع أبو طالب من تيماء إلى مكة فلما بلغ رسول الله ﷺ الحلم أجمرت امرأة الكعبة فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فأحرقتها ووهت فتشاورت قريش في هدمها وهابوا هدمها فقال لهم الوليد بن المغيرة ما تريدون بهدمها الإصلاح تريدون أم الإساءة فقالوا بل الإصلاح قال فإن الله لا يهلك المصلح قالوا فمن الذي يعلوها فيهدمها قال الوليد أنا أعلوها فأهدمها فارتقى الوليد بن المغيرة على ظهر البيت ومعه الفأس فقال اللهم إنا لا نريد إلا الإصلاح ثم هدم فلما رأته قريش قد هدم منها ولم يأتهم ما خافوا من العذاب هدموا معه حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل ترفعه حتى كاد يشجر بينهم فقالوا تعالوا نحكم أول من يطلع علينا من هذه السكة فاصطلحوا على ذلك فطلع عليهم رسول الله ﷺ وهو غلام عليه وشاح نمرة فحكموه فأمر بالركن فوضع في ثوب ثم أمر بسيد كل قبيلة فأعطاه بناحية الثوب ثم ارتقى ورفعوا إليه الركن فكان هو يضعه ثم طفق لا يزداد فيهم بمر السنين إلا رضى حتى سموه الأمين قبل أن ينزل عليه الوحي ثم طفقوا لا ينحرون جزورا لبيع إلا دروه فيدعو لهم فيها فلما استوى وبلغ أشده وليس له كثير مال استأجرته خديجة ابنة خويلد إلى سوق حباشة وهو سوق بتهامة واستأجرت معه رجلا آخر من قريش فقال رسول الله ﷺ وهو يحدث عنها ما رأيت من صاحبة أجير خيرا من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا قال فلما رجعنا من سوق حباشة قال رسول الله ﷺ قلت لصاحبي انطلق بنا نحدث عند خديجة قال فجئناها فبينا نحن عندها إذ دخلت علينا منتشية من مولدات قريش والمنتشية الناهد التي تشتهي الرجل قالت أمحمد هذا والذي يحلف به إن جاء لخاطبا فقلت كلا فلما خرجنا أنا وصاحبي قال أمن خطبة خديجة تستحي فوالله ما من قرشية إلا تراك لها كفوا قال فرجعت إليها مرة أخرى فدخلت علينا تلك المنتشية فقالت أمحمد هذا والذي يحلف به إن جاء لخاطبا قال قلت على حياء أجل قال فلم تعصنا خديجة ولا أختها فانطلقت إلى أبيها خويلد بن أسد وهو ثمل من الشراب فقالت هذا بن أخيك محمد بن عبد الله يخطب خديجة وقد رضيت خديجة فدعاه فسأله عن ذلك فخطب إليه فأنكحه قال فخلقت خديجة وحلت عليه حلة فدخل رسول الله ﷺ بها فلما أصبح صحا الشيخ من سكره فقال ما هذا الخلوق وما هذه الحلة قالت أخت خديجة هذه حلة كساك بن أخيك محمد بن عبد الله أنكحته خديجة وقد بنى بها فأنكر الشيخ ثم صار إلى أن سلم واستحيى وطفقت رجاز من رجاز قريش تقول % لا تزهدي خديج في محمد % % جلد يضيء كضياء الفرقد % فلبث رسول الله ﷺ مع خديجة حتى ولدت له بعض بناته وكان لها وله القاسم وقد زعم بعض العلماء أنها ولدت له غلاما آخر يسمى الطاهر قال وقال بعضهم ما نعلمها ولدت له إلا القاسم وولدت له بناته الأربع زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم وطفق رسول الله ﷺ بعد ما ولدت له بعض بناته يتحنث وحبب إليه الخلاء 9719 عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال أخبرنا الزهري قال أخبرني عروة عن عائشة قالت أول ما بدىء به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها فحين ما جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال له إقرأ يقول لرسول الله ﷺ إقرأ فقال رسول الله ﷺ قلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال إقرأ فقلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق } حتى بلغ { ما لم يعلم } فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة ما لي وأخبرها الخبر فقال قد خشيت علي فقالت كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن راشد بن عبد العزى بن قصي وهو بن عم خديجة أخو أبيها وكان تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمى فقالت خديجة أي بن عمي اسمع من بن أخيك فقال ورقة بن أخي ما ترى فقال رسول الله ﷺ ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام يا ليتني فيها جذعا حين يخرجك قومك فقال رسول الله ﷺ أو مخرجي هم فقال ورقة نعم لم يأت أحد بما أتيت به إلا عودي وأوذي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله ﷺ فيما بلغنا حزنا بدا منه أشد حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فلما ارتقى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام فقال يا محمد يا رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي عاد لمثل ذلك فإذا رقى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام فقال له مثل ذلك قال معمر قال الزهري فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله ﷺ وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعبا ثم رجعت فقلت زملوني زملوني ودثروني فأنزل الله تعالى { يا أيها المدثر } إلى { والرجز فاهجر } قبل أن تفرض الصلاة وهي الأوثان قال معمر قال الزهري واخبرني أن خديجة توفيت فقال رسول الله ﷺ أريت في الجنة بيتا لخديجة من قصب لا صخب فيه ولا نصب وهو قصب اللؤلؤ قال وسئل رسول الله ﷺ عن ورقة بن نوفل كما بلغنا فقال رأيته في المنام عليه ثياب بياض وقد أظن أن لو كان من أهل النار لم أر عليه البياض قال ثم دعا رسول الله ﷺ إلى الإسلام سرا وجهرا الأوثان قال معمر وأخبرنا قتادة عن الحسن وغيره فقال كان أول من آمن به علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بن خمس عشرة أو ست عشرة قال وأخبرني عثمان الجزري عن مقسم عن بن عباس قال علي أول من أسلم قال فسألت الزهري فقال ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة قال معمر فسألت الزهري قال فاستجاب له من شاء الله من أحداث الرجال وضعفاء الناس حتى كثر من آمن به وكفار قريش منكرين لما يقول يقولون إذا مر عليهم في مجالسهم فيشيرون إليه إن غلام بني عبد المطلب هذا ليكلم زعموا من السماء قال معمر قال الزهري ولم يتبعه من أشراف قومه غير رجلين أبي بكر وعمر رحمهما الله وكان عمر شديدا على رسول الله ﷺ وعلى المؤمنين فقال النبي ﷺ اللهم أيد دينك بابن الخطاب فكان أول إسلام عمر بعد ما أسلم قبله ناس كثير أن حدث أن أخته أم جميل ابنة الخطاب أسلمت وإن عندها كتفا اكتتبتها من القرآن تقرأه سرا وحدث أنها لا تأكل من الميتة التي يأكل منها عمر فدخل عليها فقال ما الكتف الذي ذكر لي عندك تقرئين فيها ما يقول بن أبي كبشة يريد رسول الله ﷺ فقالت ما عندي كتف فصكها أو قال فضربها عمر ثم قام فالتمس الكتف في البيت حتى وجدها فقال حين وجدها أما إني قد حدثت أنك لا تأكلين طعامي الذي آكل منه ثم ضربها بالكتف فشجها شجتين ثم خرج بالكتف حتى دعا قارئا فقرأ عليه وكان عمر لا يكتب فلما قرئت عليه تحرك قلبه حين سمع القرآن ووقع في نفسه الإسلام فلما أمسى انطلق حتى دنا من رسول الله ﷺ وهو يصلي ويجهر بالقراءة فسمع رسول الله ﷺ يقرأ { وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك } حتى بلغ { الظالمون } 2 وسمعه يقرأ { ويقول الذين كفروا لست مرسلا } حتى بلغ { علم الكتاب } قال فانتظر عمر رسول الله ﷺ حتى سلم من صلاته ثم انطلق رسول الله ﷺ إلى أهله فأسرع عمر المشي في أثره حين رآه فقال انظرني يا محمد فقال النبي ﷺ أعوذ بالله منك فقال عمر انظرني يا محمد يا رسول الله قال فانتظره رسول الله ﷺ فآمن به عمر وصدقه فلما أسلم عمر رضي الله عنه انطلق حتى دخل على خالد بن الوليد بن المغيرة فقال أي خالى اشهد أني أؤمن بالله ورسوله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ﷺ فأخبر بذلك قومك فقال الوليد بن أختي تثبت في أمرك فأنت على حال تعرف بالناس يصبح المرء فيها على حال ويمسي على حال فقال عمر والله قد تبين لي الأمر فأخبر قومك بإسلامي فقال الوليد لا أكون أول من ذكر ذلك عنك فدخل عمر فاستالناليا فلما علم عمر أن الوليد لم يذكر شيئا من شأنه دخل على جميل بن معمر الجمحي فقال أخبر أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال فقام جميل بن معمر يجر رداءه من العجلة جرا حتى تتبع مجالس قريش يقول صبأ عمر بن الخطاب فلم ترجع إليه قريش شيئا وكان عمر سيد قومه فهابوا الإنكار عليه فلما رآهم لا ينكرون ذلك عليه مشى حتى أتى مجالسهم أكمل ما كانت فدخل الحجر فأسند ظهره إلى الكعبة فقال يا معشر قريش أتعلمون أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فثاروا فقاتله رجال منهم قتالا شديدا وضربهم عامة يومه حتى تركوه واستعلن بإسلامه وجعل يغدو عليهم ويروح يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فتركوه فلم يتركوه بعد ثورتهم الأولى فاشتد ذلك على كفار قريش على كل رجل أسلم فعذبوا من المسلمين نفرا قال معمر قال الزهري وذكر هلال آباءهم الذين ماتوا كفارا فشقوا رسول الله ﷺ وعادوه فلما أسرى به إلى المسجد الأقصى أصبح الناس يخبر أنه قد أسرى به فارتد أناس ممن كان قد صدقه وآمن به وفتنوا وكذبوه به وسعى رجل من المشركين إلى أبي بكر فقال هذا صاحبك يزعم أنه قد أسرى به الليلة إلى بيت المقدس ثم رجع من ليلته فقال أبو بكر أو قال ذلك قالوا نعم فقال أبو بكر فإني أشهد إن كان قال ذلك لقد صدق فقالوا أتصدقه بأنه جاء الشام في ليلة واحدة ورجع قبل أن يصبح قال أبو بكر نعم إني أصدقه بأبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء بكرة وعشيا فلذلك سمي أبو بكر بالصديق قال معمر قال الزهري وأخبرني أنس بن مالك أن النبي ﷺ فرضت عليه الصلوات ليلة أسرى به خمسين ثم نقصت إلى خمس ثم نودي يا محمد { ما يبدل القول لدي } وإن لك بالخمس خمسين قال معمر قال الزهري وأخبرني أبو سلمة عن جابر بن عبد الله قال قال النبي ﷺ قمت في الحجر حين كذبني قومي فرفع لي بيت المقدس حتى جعلت أنعت لهم قال معمر قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال النبي ﷺ - حين أسرى به - لقيت موسى قال فنعته فإذا رجل - حسبته قال - مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال ولقيت عيسى عليه السلام فنعته فقال ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس قال ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال وأتي يإنائين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر فقال خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل لي هديت للفطرة - أو أصبت الفطرة - أما أنك لو أخذت الخمر غوت أمتك ======

 == غزوة الحديبية 9720 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم - صدق كل واحد منهما صاحبه - قالا خرج رسول الله ﷺ زمن الحديبية في بضع عشرة مئة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله ﷺ الهدى وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش وسار رسول الله ﷺ حتى إذا كانوا بغدير الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال إني قد تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي ﷺ أشيروا علي [ أترون ] أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين محروبين وإن يجيئوا تكن عنقا قطعها الله أم ترون أن نؤم البيت فمن صدنا قاتلناه فقالوا رسول الله أعلم يا نبي الله إنما جئنا معتمرين ولم نجيء لقتال أحد ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه قال النبي ﷺ فروحوا إذا قال معمر قال الزهري وكان أبو هريرة يقول ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله ﷺ قال الزهري في حديث مسور بن مخرمة ومروان فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي ﷺ إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد إذا هو بقترة الجيش فانطلق فإذا هو يركض نذيرا لقريش وسار النبي ﷺ حتى إذا كانوا بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل حل فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء فقال النبي ﷺ ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكنها حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت به قال فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس أن نزحوه فشكي إلى رسول الله ﷺ فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه قال فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه فبينا هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله ﷺ من أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي ﷺ إنا لم نجيء لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم لهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإن لا فقد جموا وإن أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفدن الله أمره فقال بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا فقال إنا جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء وقال ذو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي ﷺ فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال أي قومي ألستم بالولد قالوا بلى قال أو لست بالوالد قالوا بلى قال فهل تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال فإن هذا قد عرض عليكم خصلة رشد فاقبلوها ودعوني آته فقالوا فأته فأتاه قال فجعل يكلم النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت إن استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك وإن تكن الأخرى فإني لأرى وجوها وأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا عنك فقال أبو بكر رحمه الله ورضي عنه امصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه فقال من ذا قال أبو بكر قال أما والذي نفسي بيده لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك قال وجعل يكلم النبي ﷺ فكلما كلمه أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي ﷺ ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة يده إلى لحية النبي ﷺ ضرب يده بنعل السيف وقال أخر يدك عن لحية رسول الله ﷺ فرفع عروة رأسه فقال من هذا فقالوا المغيرة بن شعبة فقال أي غدر أو لست أسعى في غدرتك وكان المغيرة بن شعبة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم واخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال رسول الله ﷺ أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم إن عروة جعل يرمق صحابة النبي ﷺ بعينيه قال فوالله ما تنخم رسول الله ﷺ نخامة إلا وقعت في يد رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له قال فرجع عروة إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد ﷺ محمدا والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من كنانة دعوني آته فقالوا ائته فلما أشرف على النبي ﷺ وأصحابه قال رسول الله ﷺ هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له بعثوها له واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت قال فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصدوا عن البيت فقال رجل منهم يقال له مكرز بن حفص دعوني آته قالوا ائته فلما أشرف عليهم قال النبي ﷺ هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي ﷺ فبينا هو يكلمه إذ جاءه سهيل بن عمرو قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي ﷺ إنه قد سهل لكم من أمركم قال معمر قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا النبي ﷺ الكاتب فقال النبي ﷺ اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون والله لا يكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي ﷺ اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما فاصل عليه محمد رسول الله فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي ﷺ والله إني لرسول الله وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمة الله إلا أعطيتهم إياها فقال النبي ﷺ على ان تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به فقال سهيل لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك من العام المقبل فكتب فقال سهيل وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه ان ترده إلي فقال النبي ﷺ إنا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا فقال النبي ﷺ فأجزه لي فقال ما انا بمجيزه لك قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه لك فقال أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله فقال عمر بن الخطاب والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ قال فأتيت النبي ﷺ فقلت ألست نبي الله حقا قال بلى قال قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا فقال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلى فأخبرتك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه رسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه حتى تموت فوالله إنه لعلى الحق قلت أو ليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال فأخبرك أنه سيأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله ﷺ لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات قال فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فقام فخرج فلم يكلم احدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضهم حتى كاد يقتل بعضهم بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات } حتى بلغ { بعصم الكوافر } فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج أحدهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع النبي ﷺ إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا حتى إذا بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال رسول الله ﷺ حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي ﷺ قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي ﷺ ويل امه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي ﷺ تناشده الله والرحم إلا أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي ﷺ إليهم فأنزل الله { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم } 5 حتى بلغ { حمية الجاهلية } 7 وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينه وبين البيت 9721 عبد الرزاق عن عكرمة بن عمار قال أخبرنا أبو زميل سماك الحنفي أنه سمع بن عباس يقول كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب 9722 عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال سألت عنه الزهري فضحك وقال هو علي بن أبي طالب ولو سألت عنه هؤلاء قالوا عثمان يعني بني أمية 9723 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كان هرقل حزاء ينظر في النجوم فأصبح يوما وقد أنكر أهل مجلسه هيئته فقالوا ما شأنك فقال نظرت في النجوم الليلة فرأيت ملك الختان قد ظهر قالوا فلا يشق ذلك عليك فإنما يختتن اليهود فابعث إلى مدائنك فاقتل كل يهودي قال الزهري وكتب إلى نظير له حزاء أيضا ينظر في النجوم فكتب إليه بمثل قوله قال ورفع إليه ملك بصرى رجلا من العرب يخبره عن النبي ﷺ فقال انظروا أمختتن هو قالوا فنظروا فإذا هو مختتن فقالوا هذا ملك الختان قد ظهر 9724 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس قال حدثني أبو سفيان من فيه إلى في قال إنطلقت في المدة التي كانت بيننا وبين رسول الله ﷺ قال فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من رسول الله ﷺ إلى هرقل قال وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل فقال هرقل أهاهنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قالوا نعم قال فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فجلسنا إليه فقال أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان قلت أنا فأجلسوني بين يديه واجلسوا أصحابي خلفي ثم دعا بترجمانه فقال قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان وأيم الله لولا أن يؤثر علي الكذب لكذبت ثم قال لترجمانه سله كيف حسبه فيكم قال قلت هو فينا ذو حسب قال فهل كان من آبائه ملك قال قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقوله قال قلت لا قال فمن اتبعه أشرافكم أم ضعفائكم قلت بل ضعفاءنا قال هل يزيدون أم ينقصون قال قلت لا بل يزيدون قال هل يرتد أحد عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له قلت لا قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف يكون قتالكم إياه قال قلت يكون الحرب بيننا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب منه قال فهل يغدر قلت لا ونحن منه في هدنة لا ندري ما هو صانع فيها قال فوالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها غير هذه قال فهل قال هذا القول أحد قبله قلت لا قال لترجمانه قل له إني سألتكم عن حسبه فقلت إنه فينا ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك عن أتباعه أضعفاء هم أم أشداؤهم قال فقلت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فقد عرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخظة له فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان لا يزال إلى أن يتم وسألتك هل قاتلتموه فزعمت أنكم قاتلتموه فيكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان هذا القول قاله أحد قبله قلت رجل ائتم بقول قيل قبله قال بم يأمركم قلت يأمرنا بالصلاة والزكاة والعفاف والصلة قال إن يك ما تقوله حقا فإنه نبي وإني كنت أعلم أنه لخارج ولم أكن أظنه منكم ولو كنت أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي قال ثم دعا بكتاب رسول الله ﷺ فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله } إلى قوله { واشهد بأنا مسلمون } فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا قال فقلت لأصحابي حين خرجنا لقد أمر أمر بن أبي كبيشة حتى أدخل الله علي الإسلام قال الزهري فدعا هرقل عظماء الروم فجمعهم في دار له فقال يا معشر الروم هل لكم إلى الفلاح والرشد آخر الأبد وأن يثبت لكم ملككم قال فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت قال فدعاهم فقال إني اختبرت شدتكم على دينكم فقد رأيت منكم الذي أحببت فسجدوا له ورضوا عنه =========

 ==== وقعة بدر 9725 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } قال استفتح أبو جهل بن هشام فقال اللهم أينا كان أفجر لك وأقطع للرحم فأحنه اليوم يعني محمدا ونفسه فقتله الله يوم بدر كافرا إلى النار 9726 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة بن الزبير قال أمر رسول الله ﷺ بعد بالقتال في آي من القرآن فكان أول مشهد شهده رسول الله ﷺ بدرا وكان رأس المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فالتقوا ببدر يوم الجمعة لسبع أو ست عشرة ليلة مضت من رمضان وأصحاب رسول الله ﷺ ثلاث مئة وبضع عشرة رجلا والمشركون بين الألف والتسع مائة وكان ذلك يوم الفرقان وهزم الله يومئذ المشركين فقتل منهم زيادة على سبعين مهج وأسر منهم مثل ذلك قال الزهري ولم يشهد بدرا إلا قرشي أو أنصاري أو حليف لأحد الفريقين 9727 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني أيوب عن عكرمة أن أبا سفيان أقبل من الشام في عير لقريش وخرج المشركون مغوثين لعيرهم وخرج النبي ﷺ يريد أبا سفيان وأصحابه فأرسل رسول الله ﷺ رجلين من أصحابه عينا طليعة ينظران بأي ماء هو فانطلقا حتى إذا علما علمه وخبرا خبره جاءا سريعين فأخبرا النبي ﷺ وجاء أبو سفيان حتى نزل على الماء الذي كان به الرجلان فقال لأهل الماء هل أحسستم أحدا من أهل يثرب قال فهل مر بكم أحد قالوا ما رأينا إلا رجلين من أهل كذا وكذا قال أبو سفيان فأين كان مناخهما فدلوه عليه فانطلق حتى أتى بعرا لهما ففته فإذا فيه النوى فقال أني لبنى فلان هذا النوى هذي نواضح أهل يثرب فترك الطريق وأخذ سيف البحر وجاء الرجلان فأخبرا النبي ﷺ خبره فقال أيكم أخذ هذه الطريق قال أبو بكر رحمه الله أنا هو بماء كذا وكذا ونحن بماء كذا وكذا فيرتحل فينزل بماء كذا وكذا وننزل بماء كذا وكذا ثم ينزل بماء كذا وكذا وننزل بماء كذا وكذا ثم نلتقي بماء كذا وكذا كأنا فرسان رهان فسار النبي ﷺ حتى نزل بدرا فوجد على ماء بدر بعض رقيق قريش ممن خرج يغيث أبا سفيان فأخذهم أصحابه فجعلوا يسألونهم فإذا صدقوهم ضربوهم وإذا كذبوهم تركوهم فمر بهم النبي ﷺ وهم يفعلون ذلك فقال النبي ﷺ إن صدقوكم ضربتموهم وإذا كذبوكم تركتموهم ثم دعا واحدا منهم فقال من يطعم القوم قال فلان وفلان فعد رجالا يطعمهم كل رجل منهم يوما قال فكم ينحر لهم قال عشرا من الجزور فقال النبي ﷺ الجزور بمئة وهم بين الألف والتسع مئة قال فلما جاء المشركون وصافوهم وكان النبي ﷺ قد استشار قبل ذلك في قتالهم فقام أبو بكر يشير عليه فأجلسه النبي ﷺ ثم استشار فقام عمر يشير عليه فأجلسه النبي ﷺ ثم استشارهم فقام سعد بن عبادة فقال يا نبي الله لكأنك تعرض بنا اليوم لتعلم ما في نفوسنا والذي نفسي بيده لو ضربت أكبادها حتى برك الغماد من ذي يمن لكنا معك فوطن رسول الله ﷺ أصحابه على الصبر والقتال وسر بذلك منهم فلما التقوا سار في قريش عتبة بن ربيعة فقال أي قومي أطيعوني ولا تقاتلوا محمدا ﷺ وأصحابه فإنكم إن قاتلتموهم لم يزل بينكم إحنة ما بقيتم وفساد لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أخيه وإلى قاتل بن عمه فإن يكن ملكا أكلتم في ملك أخيكم وإن يك نبيا فأنتم أسعد الناس به وإن يك كاذبا كفتكموه ذوبان العرب فأبوا أن يسمعوا مقالته وأبوا أن يطيعوه فقال أنشدكم الله في هذه الوجوه التي كأنها المصابيح أن تجعلوها أندادا لهذه الوجوه التي كأنها عيون الحيات فقال أبو جهل لقد ملئت سحرك رعبا ثم سار في قريش ثم قال إن عتبة بن ربيعة إنما يشير عليكم بهذا لأن ابنه مع محمد ﷺ ومحمد ﷺ بن عمه فهو يكره أن يقتل ابنه وبن عمه فغضب عتبة بن ربيعة فقال أي مصفر استه ستعلم أينا أجبن وألم وأفشل لقومه اليوم ثم نزل ونزل معه أخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة فقالوا أبرز إلينا أكفئنا فثار ناس من بني الخزرج فأجلسهم النبي ﷺ فقام علي وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف فاختلف كل رجل منهم وقرينه ضربتين فقتل كل واحد منهم صاحبه وأعان حمزة عليا على صاحبه فقتله وقطعت رجل عبيدة فمات بعد ذلك وكان أول قتيل قتل من المسلمين مهجع مولى عمر ثم أنزل الله نصره وهزم عدوه وقتل أبو جهل بن هشام فأخبر النبي ﷺ فقال أفعلتم قالوا نعم يا نبي الله فسر بذلك وقال إن عهدي به في ركبتيه حور فاذهبوا فانظروا هل ترون ذلك قال فنظروا فرأوه قال وأسر يومئذ ناس من قريش ثم أمر النبي ﷺ بالقتلى فجروا حتى ألقوا في قليب ثم أشرف عليهم رسول الله ﷺ فقال أي عتبة بن ربيعة أي أمية بن خلف فجعل يسميهم بأسمائةم رجلا رجلا هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا يا نبي الله ويسمعون ما تقول فقال النبي ﷺ ما أنتم بأعلم بما أقول منهم أي إنهم قد رأوا أعمالهم قال معمر وسمعت هشام بن عروة يحدث أن النبي ﷺ بعث يومئذ زيد بن حارثه بشيرا يبشر أهل المدينة فجعل ناس لا يصدقونه ويقولون والله ما رجع هذا إلا فارا وجعل يخبرهم بالأسارى ويخبرهم بمن قتل فلم يصدقوه حتى جيء بالأسارى مقرنين في قد ثم فاداهم النبي ﷺ من أسر النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بدر 9728 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة وعثمان الجزري قالا فادى رسول الله ﷺ أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء وقام عليه علي بن أبي طالب فقتله فقال يا محمد فمن للصبية قال النار 9729 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال لما أسر العباس في الأسارى يوم بدر سمع رسول الله ﷺ أنينه وهو في الوثاق جعل النبي ﷺ لا ينام تلك الليلة ولا يأخذه نوم ففطن له رجل من الأنصار فقال يا رسول الله إنك لتؤرق منذ الليلة فقال العباس أوجعه الوثاق فذلك أرقني قال أفلا أذهب فأرخي عنه شيئا قال إن شئت فعلت ذلك من قبل نفسك فانطلق الأنصاري فأرخى عن وثاقه فسكن وهدأ فنام رسول الله ﷺ وقعة هذيل بالرجيع والرجيع موضع 9730 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة قال بعث رسول الله ﷺ سرية عينا له وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة نزولا فذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقريب من مئة رجل رام حتى رأوا آثارهم حتى نزلوا منزلا يرونه فوجدوا فيه نوى تمر يرونه من تمر المدينة فقالوا هذا من تمر يثرب فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما أحسهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجأوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا لا نقتل منكم رجلا فقال عاصم بن ثابت أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر اللهم أخبر عنا رسولك قال فقاتلوهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر وبقي خبيب بن عدي وزيد بن دثنة ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق إن نزلوا إليهم فنزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث الذي كان معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجروه فأبى أن يتبعهم وقال لي في هؤلاء أسوة فضربوا عنقه وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن دثنة حتى باعوهما بمكة فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن بن نوفل وكان هو قتل الحارث يوم بدر فمكث عندهم أسيرا حتى إذا أجمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث ليستحد بها فأعارته قالت فغفلت عن صبي لي فدرج إليه حتى أتاه قالت فأخذه فوضعه على فخذه فلما رأيته فزعت فزعا عرفه في والموسى بيده قال أتخشين أن أقتله ما كنت لأن أفعل إن شاء الله قال فكانت تقول ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزق رزقه الله إياه ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال دعوني أصل ركعتين فصلى ركعتين ثم قال لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو ثم قال اللهم أحصهم عددا ثم قال: ولست أبالي حين أقتل مسلما * على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع ثم قال إليه عقبة بن الحارث فقتله قال وبعث قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه وكان قتل عظيما من عظمائهم فبعث الله مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا على شيء منه 9731 عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى بن عباس قال معمر وحدثني الزهري ببعضه قال إن بن أبي معيط وأبي بن خلف الجمحي التقيا فقال عقبة بن أبي معيط لأبي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية وكان أبي بن خلف أتى النبي ﷺ فعرض عليه الإسلام فلما سمع ذلك عقبة قال لا أرضى عنك حتى تأتي محمدا فتتفل في وجهه وتشتمه وتكذبه قال فلم يسلطه الله على ذلك فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبي معيط فى الأسارى فأمر النبي ﷺ علي بن أبي طالب أن يقتله فقال عقبة يا محمد من بين هؤلاء أقتل قال نعم قال لم قال بكفرك وفجورك وعتوك على الله ورسوله قال معمر وقال مقسم فبلغنا والله أعلم أنه قال فمن للصبية قال النار قال فقام إليه علي بن أبي طالب فضرب عنقه وأما أبي بن خلف فقال والله لأقتلن محمدا فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقال بل أنا أقتله إن شاء الله قال فانطلق رجل ممن سمع ذلك من النبي ﷺ إلى أبي بن خلف فقيل إنه لما قيل لمحمد ﷺ ما قلت قال بل أنا أقتله إن شاء الله فأفزعه ذلك وقال أنشدك بالله أسمعته يقول ذلك قال نعم فوقعت في نفسه لأنهم لم يسمعوا رسول الله ﷺ يقول قولا إلا كان حقا فلما كان يوم أحد خرج أبي بن خلف مع المشركين فجعل يلتمس غفلة النبي ﷺ ليحمل عليه فيحول رجل من المسلمين بينه وبين النبي ﷺ فلما رأى ذلك رسول الله ﷺ قال لأصحابه خلوا عنه فأخذ الحربة فجزله بها يقول رماه بها فيقع في ترقوته تحت تسبغة البيضة وفوق الدرع فلم يخرج منه كبير دم واحتقن الدم في جوفه فجعل يخور كما يخور الثور فأقبل أصحابه حتى احتملوه وهو يخور وقالوا ما هذا فوالله ما بك إلا خدش فقال والله لو لم يصبني إلا بريقه لقتلني أليس قد قال أنا أقتله إن شاء الله والله لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز لقتلهم قال فما لبث إلا يوما أو نحو ذلك حتى مات إلى النار فأنزل الله فيه { ويوم يعض الظالم على يديه } إلى قوله { الشيطان للإنسان خذولا } وقعة بني النضير 9732 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة ثم كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكانت منازلهم ونخلهم بناحية من المدينة فحاصرهم رسول الله ﷺ حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال إلا الحلقة يعني السلاح فأنزل الله فيهم { سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر } 1 فقاتلهم النبي ﷺ حتى صالحهم على الجلاء فأجلاهم إلى الشام فكانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما خلا وكان الله قد كتب عليهم الجلاء ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسباء وأما قوله لأول الحشر فكان جلاءهم ذلك أول حشر في الدنيا إلى الشام 9733 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال وأخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن كفار قريش كتبوا إلى عبد الله بن أبي بن سلول ومن كان يعبد الأوثان من الأوس والخزرج ورسول الله ﷺ يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر يقولون إنكم آويتم صاحبنا وإنكم أكثر أهل المدينة عددا وإنا نقسم بالله لتقتلنه أو لتخرجنه أو لنستعن عليكم العرب ثم لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم فلما بلغ ذلك بن أبي ومن معه من عبدة الأوثان تراسلوا فاجتمعوا وأرسلوا وأجمعوا لقتال النبي ﷺ وأصحابه فلمكا بلغ ذلك النبي ﷺ فلقيهم في جماعة فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت لتكيد بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم فأنتم هؤلاء تريدون أن تقتلوا أبناءكم وإخوانكم فلما سمعوا ذلك من النبي ﷺ تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش وكانت وقعة بدر قكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود أنكم أهل الحلقة والحصون وأنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء وهو الخلاخل فلما بلغ كتابهم اليهود أجمعت بنو النضير على الغدر فأرسلت إلى النبي ﷺ أخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك ولنخرج في ثلاثين حبرا حتى نلتقي في مكان كذا نصف بيننا وبينكم فيسمعوا منك فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا كلنا فخرج النبي ﷺ في ثلاثين من أصحابه وخرج إليه ثلاثون حبرا من يهود حتى إذا برزوا في براز من الأرض قال بعض اليهود لبعض كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلا من أصحابه كلهم يحب أن يموت قبله فأرسلوا إليه كيف تفهم ونفهم ونحن ستون رجلا أخرج في ثلاثة من أصحابك ويخرج إليك ثلاثة من علمائنا فليسمعوا منك فإن آمنوا بك آمنا كلنا وصدقناك فخرج النبي ﷺ في ثلاثة نفر من أصحابه واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله ﷺ فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى بني أخيها وهو رجل مسلم من الأنصار فأخبرته خبر ما أرادت بنو النضير من الغدر برسول الله ﷺ فأقبل أخوها سريعا حتى أدرك النبي ﷺ فساره بخبرهم قبل أن يصل النبي ﷺ إليهم فرجع النبي ﷺ فلما كان من الغد غدا عليهم رسول الله ﷺ بالكتائب فحاصرهم وقال لهم إنكم لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك هو والمسلمون ثم غدا الغد على بني قريظة بالخيل والكتائب وترك بني النضير ودعاهم إلى ان يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم وغدا إلى بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة والحلقة السلاح فجاءت بنو النضير واحتملوا ما أقلت إبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها فكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها فيحملون ما وافقهم من خشبها وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام وكان بنو النضير من سبط من أسباط بني اسرائيل لم يصبهم جلاء منذ كتب الله على بني إسرائيل الجلاء فلذلك أجلاهم رسول الله ﷺ فلولا ما كتب الله عليهم من الجلاء لعذبهم في الدنيا كما عذبت بنو قريظة فأنزل الله { سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم } حتى بلغ { والله على كل شيء قدير } 2 وكانت نخل بني النضير لرسول الله ﷺ خاصة فأعطاه الله إياها وخصه بها فقال { وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } 3 يقول بغير قتال قال فأعطى النبي ﷺ أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم و لرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجة لم يقسم لرجل من الأنصار غيرهما وبقي منها صدقة رسول الله ﷺ في يد بني فاطمة 9734 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني من سمع عكرمة يقول مكث النبي ﷺ بمكة خمس عشرة سنة منها أربع أو خمس يدعو إلى الإسلام سرا وهو خائف حتى بعث الله على الرجال الذين أنزل فيهم { إنا كفيناك المستهزئين } 2 { الذين جعلوا القرآن عضين } والعضين بلسان قريش السحر يقال للساحرة عاضهة فأمر بعداوتهم فقال { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين } 6 ثم أمر بالخروج إلى المدينة فقدم في ثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول ثم كانت وقعة بدر ففيهم أنزل الله { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين } 7 وفيهم نزلت { سيهزم الجمع } وفيهم نزلت { حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب } 1 وفيهم نزلت { ليقطع طرفا من الذين كفروا } 2 وفيهم نزلت { ليس لك من الأمر شيء } 3 أراد الله القوم وأراد رسول الله ﷺ العير وفيهم نزلت { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا } 4 الآية وفيهم نزلت { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم } 5 الآية وفيهم نزلت { قد كان لكم آية في فئتين التقتا } 6 في شأن العير { والركب أسفل منكم } 7 أخذوا أسفل الوادي هذا كله في أهل بدر وكانت قبل بدر بشهرين سرية يوم قتل الحضرمي ثم كانت أحد ثم يوم الأحزاب بعد أحد بسنتين ثم كانت الحديبية وهو يوم الشجرة فصالحهم النبي ﷺ على أن يعتمر في عام قابل في هذا الشهر ففيها أنزلت { الشهر الحرام بالشهر الحرام } 8 فشهر عام الأول بشهر العام الثاني فكانت { والحرمات قصاص } 8 ثم كانت الفتح بعد العمرة ففيها نزلت { حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون } وذلك أن نبي الله ﷺ غزاهم ولم يكونوا أعدوا له أهبة القتال ولقد قتل من قريش أربعة رهط ومن حلفائهم من بني بكر خمسين أو زيادة وفيهم نزلت لما دخلوا في دين الله { وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار } ثم خرج إلى حنين بعد عشرين ليلة ثم إلى الطائف ثم رجع إلى المدينة ثم أمر أبا بكر على الحج ثم حج رسول الله ﷺ العام المقبل ثم ودع الناس ثم رجع فتوفي في ليلتين خلتا من شهر ربيع ولما رجع أبو بكر من الحج غزا رسول الله ﷺ تبوكا وقعة أحد 9735 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة قال كانت وقعة أحد في شوال على رأس ستة أشهر من وقعة بني النضير قال الزهري عن عروة في قوله { وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون } 3 إن النبي ﷺ قال يوم أحد حين غزا أبو سفيان وكفار قريش إني رأيت كأني لبست درعا حصينة فأولتها المدينة فاجلسوا في ضيعتكم وقاتلوا من ورائها وكانت المدينة قد شبكت بالبنيان فهي كالحصن فقال رجل ممن لم يشهد بدرا يا رسول الله اخرج بنا إليهم فلنقاتلهم وقال عبد الله بن أبي بن سلول نعم والله يا نبي الله ما رأيت إنا والله ما نزل بنا عدو قط فخرجنا إليه فأصاب فينا ولا تنينا في المدينة وقاتلنا من ورائها إلا هزمنا عدونا فكلمه أناس من المسلمين فقالوا بلى يا رسول الله أخرج بنا إليهم فدعا بلأمته فلبسها ثم قال ما أظن الصرعى إلا ستكثر منكم ومنهم إني أرى في النوم منحورة فأقول بقر والله بخير فقال رجل يا رسول الله بأبي أنت وأمي فاجلس بنا فقال إنه لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يلقى الناس فهل من رجل يدلنا الطريق على القوم من كثب فانطلقت به الأدلاء بين يديه حتى إذا كان بالشوط من الجبانة انخزل عبد الله بن أبي بثلث الجيش أو قريب من ثلث الجيش فانطلق النبي ﷺ حتى لقوهم بأحد وصافوهم وقد كان النبي ﷺ عهد إلى أصحابه إن هم هزموهم أن لا يدخلوا لهم عسكرا ولا يتبعوهم فلما التقوا هزموا وعصوا النبي ﷺ وتنازعوا واختلفوا ثم صرفهم الله عنهم ليبتليهم كما قال الله وأقبل المشركون وعلى خيلهم خالد بن الوليد بن المغيرة فقتل من المسلمين سبعين رجلا وأصابهم جراح شديدة وكسرت رباعية رسول الله ﷺ ودمي وجهه حتى صاح الشيطان بأعلى صوته قتل محمد قال كعب بن مالك فكنت أول من عرف النبي ﷺ عرفت عينيه من وراء المغفر فناديت بصوتي الأعلى هذا رسول الله ﷺ فأشار إلي أن اسكت وكف الله المشركين والنبي ﷺ وأصحابه وقوف فنادى أبو سفيان بعد ما مثل ببعض أصحاب رسول الله ﷺ وجدعوا ومنهم من بقر بطنه فقال أبو سفيان إنكم ستجدون في قتلاكم بعض المثل فإن ذلك لم يكن عن ذوي رأينا ولا سادتنا ثم قال أبو سفيان أعل هبل فقال عمر بن الخطاب الله أعلى وأجل فقال أنعمت عينا قتلى بقتلى بدر فقال عمر لا يستوي القتلى قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار فقال أبو سفيان لقد خبنا إذا ثم انصرفوا راجعين وندب النبي ﷺ أصحابه في طلبهم حتى بلغوا قريبا من حمراء الأسد وكان فيمن طلبهم يومئذ عبد الله بن مسعود وذلك حين قال الله { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } 9736 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه فلما دخل رسول الله ﷺ المسجد دعا المسلمين لطلب الكفار فاستجابوا فطلبوهم عامة يومهم ثم رجع بهم رسول الله ﷺ فأنزل الله الذين استجابوا لله وللرسوله من بعد ما أصابهم القرح الآية ولقد أخبرنا عبد الرزاق أن وجه رسول الله ﷺ ضرب يومئذ بالسيف سبعين ضربة وقاه الله شرها كلها وقعة الأحزاب وبني قريظة 9737 عبد الرزاق ثم كانت وقعة الأحزاب بعد وقعة أحد بسنتين وذلك يوم الخندق ورسول الله ﷺ جانب المدينة ورأس المشركين يومئذ أبو سفيان فحاصر رسول الله ﷺ وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب وحتى قال النبي ﷺ كما أخبرني بن المسيب اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إنك إن تشأ أن لا تعبد فبينا هم على ذلك إذ أرسل النبي ﷺ إلى عيينة بن حصن بن بدر الفزاري وهو يومئذ رأس المشركين من غطفان وهو مع أبي سفيان أرأيت إن جعلت لك ثلث ثمر الأنصار أترجع بمن معك من غطفان وتخذل بين الأحزاب فأرسل إليه عيينة إن جعلت لي الشطر فعلت فأرسل إلى سعد بن معاذ وهو سيد الأوس وإلى سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج فقال لهما إن عيينة بن حصن قد سألني نصف ثمركما على أن ينصرف بمن معه من غطفان ويخذل بين الأحزاب وإني قد أعطيته الثلث فأبى إلا الشطر فماذا تريان قالا يا رسول الله إن كنت أمرت بشيء فامض لأمر الله فقال رسول الله ﷺ لو كنت أمرت بشيء لم أستأمركما ولكن هذا رأيي أعرضه عليكما قالا فإنا لا نرى أن نعطيه إلا السيف قال فنعم إذا قال معمر فأخبرني بن أبي نجيح أنهما قالا له والله يا رسول الله لقد كان أفلان حين جاء الله بالإسلام نعطيهم ذلك قال النبي ﷺ فنعم أذا قال الزهري في حديثه عن بن المسيب فبينا هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان كان موادعا لهما فقال إني كنت عند عيينة وأبي سفيان إذ جاءهم رسول بني قريظة أن اثبتوا فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم قال النبي ﷺ فلعلنا أمرناهم بذلك وكان نعيم رجلا لا يكتم الحديث فقام بكلمة النبي ﷺ فجاءه عمر فقال يا رسول الله إن كان هذا الأمر من الله فأمضه وإن كان رأيا منك فإن شأن قريش وبني قريظة أهون من أن يكون لأحد عليك فيه مقال فقال النبي ﷺ علي الرجل ردوه فردوه فقال انظر الذي ذكرنا لك فلا تذكره لأحد فإنما أغراه فانطلق حتى أتى عيينة وأبا سفيان فقال هل سمعتم من محمد يقول قولا إلا كان حقا قالا لا قال فإني لما ذكرت له شأن قريظة قال فلعلنا أمرناهم بذلك قال أبو سفيان سنعلم ذلك إن كان مكرا فأرسل إلى بني قريظة أنكم قد أمرتمونا أن نثبت وأنكم ستخالفون المسلمين إلى بيضتهم فأعطونا بذلك رهينة فقالوا إنها قد دخلت ليلة السبت وإنا لا نقضي في السبت شيئا فقال أبو سفيان إنكم في مكر من بني قريظة فارتحلوا وأرسل الله عليهم الريح وقذف في قلوبهم الرعب فأطفأت نيرانهم وقطعت أرسان خيولهم وانطلقوا منهزمين من غير قتال قال فذلك حين يقول { وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا } 3 قال فندب النبي ﷺ أصحابه في طلبهم فطلبوهم حتى بلغوا حمراء الأسد قال فرجعوا قال فوضع النبي ﷺ لأمته واغتسل واستجمر فنادى النبي ﷺ جبريل عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة ولم نضعها نحن بعد فقام النبي ﷺ فزعا فقال لأصحابه عزمت عليكم ألا تصلوا العصر حتى تأتوا بني قريظة فغربت الشمس قبل أن يأتوها فقالت طائفة من المسلمين إن النبي ﷺ لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا وقالت طائفة إنا لفي عزيمة رسول الله ﷺ وما علينا من بأس فصلت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا وإحتسابا قال فلم يعنف النبي ﷺ واحدا من الفريقين وخرج النبي ﷺ فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة فقال هل مر بكم من أحد فقالوا نعم مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج فقال النبي ﷺ ليس ذلك ولكنه جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزل حصونهم ويقذف في قلوبهم الرعب فحاصرهم أصحاب النبي ﷺ فلما انتهى أصحاب النبي ﷺ أمرهم أن يستروه بجحفهم ليقوه الحجارة حتى يسمع كلامهم ففعلوا فناداهم يا إخوة القردة والخنازير فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فاحشا فدعاهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم فأبوا أن يجيبوه إلى الإسلام فقاتلهم رسول الله ﷺ ومن معه من المسلمين حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وأبوا أن ينزلوا على حكم النبي ﷺ فنزلوا على داء فأقبلوا بهم وسعد بن معاذ أسيرا على أتان حتى انتهوا إلى رسول الله ﷺ فأخذت قريظة تذكره بحلفهم وطفق سعد بن معاذ ينفلت إلى رسول الله ﷺ مستأمرا ينتظره فيما يريد أن يحكم به فيجيب به رسول الله ﷺ يريد أن يقول انفر بما أنا حاكم وطفق رسول الله ﷺ يقول بقول نعم قال سعد فإني أحكم بأن يقتل مقاتلتهم وتقسم أموالهم وتسبى ذراريهم فقال النبي ﷺ أصاب الحكم قال وكان حيي بن أخطب استجاش المشركين على رسول الله ﷺ فجلاك لبني قريظة فاستفتح عليهم ليلا فقال سيدهم إن هذا رجل مشئوم فلا يشأمنكم حيي فناداهم يا بني قريظة ألا تستجيبوا ألا تلحقوني ألا تضيفوني فإني جامع مغرور فقالت بنو قريظة والله لنفتحن له فلم يزالوا حتى فتحوا له فلما دخل عليهم أطمهم قال يا بني قريظة جئتكم في عز الدهر جئتكم في عارض برد لا يقوم لسبيله شيء فقال له سيدهم اتعدنا عارض برد ينكشف عنا وتدعنا عند بحر دائم لا يفارقنا إنما تعدنا الغرور قال فواثقهم وعاهدهم لأن انفضت جموع الأحزاب أن يجيء حتى يدخل معهم أطمهم فأطاعوه حينئذ بالغدر بالنبي ﷺ والمسلمين فلما فض الله جموع الأحزاب انطلق حتى إذا كان بالروحاء ذكر العهد والميثاق الذي أعطاهم فرجع حتى دخل معهم فلما أقبلت بنو قريظة أتي به مكتوفا بقد فقال حيي للنبي ﷺ أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل فأمر به النبي ﷺ فضربت عنقه وقعة خيبر 9738 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لما انصرف رسول الله حتى أتي المدينة فغزا خيبر من الحديبية فأنزل الله عليه { وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه } إلى { ويهديكم صراطا مستقيما } 4 فلما فتحت خيبر جعلها لمن غزا معه الحديبية وبايع تحت الشجرة ممن كان غائبا وشاهدا من أجل أن الله كان وعدهم إياها وخمس رسول الله ﷺ خيبر مم قسم سائرها مغانم بين من شهدها من المسلمين ومن غاب عنها ثن أهل الحديبية ولم يكن لرسول الله ﷺ ولا لأصحابه عمال يعملون خيبر ولا يزرعونها قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب أن رسول الله ﷺ دعا يهود خيبر وكانوا خرجوا على أن يسيروا منها فدفع إليهم خيبر على أن يعملوها على النصف فيؤدونه إلى رسول الله ﷺ وإلى أصحابه وقال لهم رسول الله ﷺ أقركم على ذلك ما أقركم الله فكان رسول الله ﷺ يبعث إليهم عبد الله بن رواحة الأنصاري فيخرص عليهم النخل حين يطيب أول شيء من تمرها قبل أن يؤكل منه شيء ثم يخير اليهود أ يأخذونها بذلك الخرص أم يدفعونها بذلك الخرص قال الزهري ثم اعتمر رسول الله ﷺ في ذي القعدة من المدة التي كانت بينه وبين قريش وخلوها لرسول الله ﷺ وخلفوا حويطب بن عبد العزى القرشي ثم العدوي وأمروا إذا طاف رسول الله ﷺ ثلاثا أن يأتيه فيأمره أن يرتحل وكان رسول الله ﷺ صالحهم على أن يمكث ثلاثا يطوف بالبيت فأتى رسول الله ﷺ حويطب بعد ثلاث فكلمه في الرحيل فارتحل رسول الله ﷺ قافلا إلى المدينة ثم غزا رسول الله ﷺ الفتح فتح مكة قال الزهري فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس أن النبي ﷺ خرج في شهر رمضان من المدينة معه عشرة آلاف من المسلمين وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة فسار بمن معه من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد وهو ما بين عسفان وقديد فأفطر وأفطر المسلمون معه فلم يصوموا من بقية رمضان شيئا قال الزهري فكان الفطر آخر الأمرين وإنما يؤخذ من أمر رسول الله ﷺ الآخر فالآخر قال ففتح رسول الله ﷺ مكة ليلة ثلاث عشرة خلت من رمضان غزوة الفتح 9739 عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم قال معمر وكان يقال لعثمان الجزري المشاهد عن مقسم مولى بن عباس قال لما كانت المدة التي كانت بين رسول الله ﷺ وبين قريش زمن الحديبية وكانت سنين ذكر أنها كانت حرب بين بني بكر وهم حلفاء قريش وبين خزاعة وهم حلفاء رسول الله ﷺ فأعانت قريش حلفاءه على خزاعة فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقال والذي نفسي بيده لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي وأهل بيتي وأخذ في الجهاز إليهم فبلغ ذلك قريشا فقالوا لأبي سفيان ما تصنع وهذه الجيوش تجهز إلينا انطلق فجدد بيننا وبين محمد كتابا وذلك مقدمه من الشام فخرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فكلم رسول الله ﷺ فقال هلم فلنجدد بيننا وبينك كتابا فقال النبي ﷺ فنحن على أمرنا الذي كان وهل أحدثتم ما حدث فقال أبو سفيان لا فقال النبي ﷺ فنحن على امرنا الذي كان وهل أحدثتم من حدث فقال أبو سفيان لا فقال النبي ﷺ فنحن على أمرنا الذي كان بيننا فجاء علي بن أبي طالب فقال هل لك على أن تسود العرب وتمن على قومك فتجيرهم وتجدد لهم كتابا فقال ما كنت لأفتات على رسول الله الله ﷺ بأمر ثم دخل على فاطمة فقال هل لك أن تكوني خير سخلة في العرب أن تجيري بين الناس فقد أجارت أختك على رسول الله ﷺ زوجها أبا العاص بن الربيع فلم يغير ذلك فقالت فاطمة ما كنت لأفتات على رسول الله ﷺ بأمر ثم قال ذلك للحسن والحسين أجيرا بين الناس قولا نعم فلم يقولا شيئا ونظرا إلى أمهما وقالا نقول ما قالت أمنا فلم ينجح من واحد منهم ما طلب فخرج حتى قدم على قريش فقالوا ماذا جئت به قال جئتكم من عند قوم قلوبهم على قلب واحد والله ما تركت منهم صغيرا ولا كبيرا ولا أنثى ولا ذكرا إلا كلمته فلم أنجح منهم شيئا قالوا ما صنعت شيئا ارجع فرجع وخرج رسول الله ﷺ يريد قريشا حتى إذا كان ببعض الطريق قال رسول الله ﷺ لناس من الأنصار انظروا أبا سفيان فإنكم ستجدونه فنظروه فوجدوه فلما دخل العسكر جعل المسلمون يجأونه ويسرعون إليه فنادى يا محمد إني لمقتول فأمر بي إلى العباس وكان العباس له خدنا وصديقا في الجاهلية فأمر به النبي ﷺ إلى العباس فبات عنده فلما كان عند صلاة الصبح وأذن المؤذن تحرك الناس فظن أنهم يريدونه قال يا عباس ما شأن الناس قال تحركوا للمنادي للصلاة قال فكل هؤلاء إنما تحركوا لمنادي محمد ﷺ قال نعم قال فقام العباس للصلاة وقام معه فلما فرغوا قال يا عباس ما يصنع محمد شيئا إلا صنعوا مثله قال نعم ولو أمرهم أن يتركوا الطعام والشراب حتى يموتوا جوعا لفعلوا وإني لأراهم سيهلكون قومك غدا قال يا عباس فادخل بنا عليه فدخل إلى النبي ﷺ وهو في قبة من أدم وعمر بن الخطاب خلف القبة فجعل النبي ﷺ يعرض عليه الإسلام فقال أبو سفيان كيف أصنع بالعزى فقال عمر من خلف القبة تخرأ عليها فقال وأبيك إبك لفاحش إني لم آتك يا بن الخطاب إنما جئت لابن عمي وإياه أكلم قال فقال العباس يا رسول الله إن أبا سفيان رجل من أشراف قومنا وذوي أسنانهم وأنا أحب أن تجعل له شيئا يعرف ذلك له فقال النبي ﷺ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن قال فقال أبو سفيان أداري أداري فقال النبي ﷺ نعم ومن وضع سلاحه فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن فانطلق مع العباس حتى إذا كان ببعض الطريق فخاف منه العباس بعض الغدر فجلسه على أكمة حتى مرت به الجنود قال فمرت به كبكبة فقال من هؤلاء يا عباس فقال هذا الزبير بن العوام على المجنبة اليمنى قال ثم مرت كبكبة أخرى فقال من هؤلاء يا عباس قال هم قضاعة وعليهم أبو عبيدة بن الجراح قال ثم مرت به كبكبة أخرى فقال من هؤلاء يا عباس قال هذا خالد بن الوليد على المجنبة اليسرى قال ثم مرت به قوم يمشون في الحديد فقال من هؤلاء يا عباس التي كأنها حرة سوداء قال هذه الأنصار عندها الموت الأحمر فيهم رسول الله ﷺ والأنصار حوله فقال أبو سفيان سر يا عباس فلم أر كاليوم صباح قوم في ديارهم قال ثم انطلق فلما أشرف على مكة نادى وكان شعار قريش يا آل غالب أسلموا تسلموا فلقيته امرأته هند فأخذت بلحيته وقالت يا آل غالب اقتلوا الشيخ الأحمق فإنه قد صبأ فقال والذي نفسي بيده لتسلمن أو ليضربن عنقك قال فلما أشرف النبي ﷺ على مكة كف الناس أن يدخلوها حتى يأتيه رسول العباس فأبطأ عليه فقال النبي ﷺ لعلهم يصنعون بالعباس ما صنعت ثقيف بعروة بن مسعود فوالله إذا لا أستبقي منهم أحدا قال ثم جاءه رسول العباس فدخل رسول الله ﷺ فأمر أصحابه بالكف فقال كفوا السلاح إلا خزاعة عن بكر ساعة ثم أمرهم فكفوا فأمن الناس كلهم إلا بن أبي سرح وبن خطل ومقيس الكناني وامرأة أخرى ثم قال النبي ﷺ إني لم أحرم مكة ولكن حرمها الله وإنها لم تحلل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي إلى يوم القيامة وإنما أحلها الله لي في ساعة من نهار قال ثم جاءه عثمان بن عفان بابن أبي سرح فقال بايعه يا رسول الله فأعرض عنه ثم جاء من ناحية أخرى فأعرض عنه ثم جاءه أيضا فقال بايعه يا رسول الله فقال رسول الله ﷺ لقد أعرضت عنه وإني لأظن بعضكم سيقتله فقال رجل من الأنصار فهلا أومضت إلي يا رسول الله قال إن النبي لا يومض وكأنه رآه غدرا قال الزهري فبعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم الله ثم أمر رسول الله ﷺ فرفع عنهم فدخلوا في الدين فأنزل الله { إذا جاء نصر الله والفتح } 2 حتى ختمها قال معمر قال الزهري ثم رجع رسول الله ﷺ بمن معه من قريش وهي كنانة ومن أسلم يوم الفتح قبل حنين وحنين واد في قبل الطائف ذو مياه وبه من المشركين يومئذ عجز هوازن ومعهم ثقيف ورأس المشركين يومئذ مالك بن عوف النضري فاقتتلوا بحنين فنصر الله نبيه ﷺ والمسلمين وكان يوما شديدا على الناس فأنزل الله { لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين } الآية قال معمر قال الزهري وكان رسول الله ﷺ يتألفهم فلذلك بعث خالد بن الوليد يومئذ 9740 عبد الرزاق عن مالك بن أنس عن بن شهاب أن رسول الله ﷺ دخل مكة يوم الفتح وعليه المغفر وقعة حنين 9741 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني كثير بن العباس بن عبد المطلب عن أبيه العباس قال شهدت مع رسول الله ﷺ يوم حنين قال فلقد رأيت النبي ﷺ وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فلزمنا رسول الله ﷺ فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء وربما قال معمر بيضاء أهداها له فروة بن نعامة الجذامي قال فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين وطفق رسول الله ﷺ يركض بغلته نحو الكفار قال العباس وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله ﷺ ألقفها وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله ﷺ فقال يا عباس ناد أصحاب السمرة قال وكنت رجلا صيتا فناديت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها يقولون يا لبيك يا لبيك يا لبيك وأقبل المسلمون فاقتتلوهم والكفار فنادت الأنصار ويقولون يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنادوا يا بني الحارث بن الخزرج قال فنظر رسول الله ﷺ وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال رسول الله ﷺ هذا حين حمى الوطيس قال ثم أخذ رسول الله ﷺ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب الكعبة قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى قال فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله ﷺ بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا حتى هزمهم الله تعالى قال وكأني أنظر إلى النبي ﷺ يركض خلفهم على بغلة له قال الزهري وكان عبد الرحمن بن أزهر يحدث أن خالد بن الوليد بن المغيرة يومئذ كان على الخيل خيل رسول الله ﷺ فقال بن أزهر فلقد رأيت رسول الله ﷺ بعد ما هزم الله الكفار ورجع المسلمون إلى رحالهم يمشي في المسلمين ويقول من يدلني على رحل خالد بن الوليد فمشيت أو قال فسعيت بين يديه وأنا غلام محتلم أقول من يدل على رحل خالد حتى دللنا عليه فإذا خالد مستند إلى مؤخرة رحله فأتاه رسول الله ﷺ فنظر إلى جرحه قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب أن النبي ﷺ سبى يومئذ ستة الآف سبي من امرأة وغلام فجعل عليهم رسول الله ﷺ أبا سفيان بن حرب قال الزهري وأخبرني عروة بن الزبير قال لما رجعت هوازن إلى رسول الله ﷺ قالوا أنت أبر الناس وأوصلهم وقد سبي موالينا ونساؤنا وأخذت أموالنا فقال رسول الله ﷺ إني كنت استأنيت بكم ومعي من ترون وأحب القول إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما المال وإما السبي فقالوا يا رسول الله أما خيرتنا بين المال وبين الحسب فإنا نختار الحسب أو قال ما كنا نعدل بالحسب شيئا فاختاروا نساءهم وابناءهم فقام رسول الله ﷺ وخطب في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤوا مسلمين أو مستسلمين وإنا قد خيرناهم بين الذراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب وإني قد رأيت أن تردوا لهم أبناءهم ونساءهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكتب علينا حصته من ذلك حتى نعطيه من بعض ما يفيئه الله علينا فليفعل قال فقال المسلمون طيبنا ذلك لرسول الله ﷺ قال إني لا أدري من أذن في ذلك ممن لم يأذن فأمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا فلما رفعت العرفاء إلى رسول الله ﷺ أن الناس قد سلموا ذلك وأذنوا فيه رد رسول الله ﷺ إلى هوازن نساءهم وأبناءهم وخير رسول الله ﷺ نساء كان أعطاهن رجالا من قريش بين أن يلبثن عند من عنده وبين أن يرجعن إلى أهلهن قال الزهري فبلغني أن امرأة منهم كانت تحت عبد الرحمن بن عوف فخيرت فاختارت أن ترجع إلى أهلها وتركت عبد الرحمن وكان معجبا بها وأخرى عند صفوان بن أمية فاختارت أهلها قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب قال قسم رسول الله ﷺ ما قسم بين المسلمين ثم اعتمر من الجعرانة بعد ما قفل من غزوة حنين ثم انطلق إلى المدينة ثم أمر أبا بكر على تلك الحجة قال معمر عن الزهري قال أخبرني بن كعب بن مالك قال جاء ملاعب الأسنة إلى النبي ﷺ بهدية فعرض عليه الإسلام فأبى أن يسلم فقال النبي ﷺ إني لا أقبل هدية مشرك قال فابعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار فبعث إليهم نفرا المنذر بن عمرو وهو الذي كان يقال المعنق ليموت وفيهم عامرا بن فهيرة فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بنى عامر فأبوا أن يطيعوه وأبو أن يخفروا ملاعب الأسنة قال فاستجاش عليهم بني سليم فأطاعوه فاتبعوهم بقريب من مئة رجل رام فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم إلا عمرو بن أمية الضمري فأرسلوه قال الزهري فأخبرني عروة بن الزبير أنه لما رجع إلى النبي ﷺ قال له النبي ﷺ أمن بينهم قال الزهري وبلغني أنهم لما دفنوا التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه فيرون أن الملائكة دفنته 9742 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرنا ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك أن حرام بن ملحان وهو خال أنس طعن يومئذ فتلقى دمه بكفه ثم نضحه على رأسه ووجهه وقال فزت ورب الكعبة قال معمر وأخبرني عاصم أن أنس بن مالك قال ما رأيت رسول الله ﷺ وجد على شيء قط ما وجد على أصحاب بئر معونة أصحاب سرية المنذر بن عمرو فمكث شهرا يدعو على الذين اصابوهم في قنوت صلاة الغداة يدعو على رعل وذكوان وعصية ولحيان وهم من بني سليم من هاجر إلى الحبشة 9743 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه عن عروة قال فلما كثر المسلمون وظهر الإيمان فتحدث به المشركون من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم يعذبونهم ويسجنونهم وأرادوا فتنتهم عن دينهم قال فبلغنا أن رسول الله ﷺ قال للذين آمنوا به تفرقوا في الأرض قالوا فأين نذهب يا رسول الله قال ها هنا وأشار بيده إلى أرض الحبشة وكانت أحب الأرض إلى رسول الله ﷺ يهاجر قبلها فهاجر ناس ذو عدد منهم من هاجر بأهله ومنهم من هاجر بنفسه حتى قدموا أرض الحبشة قال الزهري فخرج في الهجرة جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس الخثعمية وعثمان بن عفان رحمه الله بامرأته رقية ابنة رسول الله ﷺ وخرج فيها خالد بن سعيد بن العاص بامرأته أميمة ابنة خلف وخرج فيها أبو سلمة بامرأته أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة ورجل من قريش خرجوا بنسائهم فولد بها عبد الله بن جعفر وولدت بها أمة ابنة خالد بن سعيد أم عمرو بن الزبير وخالد بن الزبير وولد بها الحارث بن حاطب في ناس من قريش ولدوا بها قال الزهري وأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله ﷺ طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا قبل أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة فقال بن الدغنة أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي فقال بن الدغنة مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلدك فارتحل بن الدغنة ورجع مع أبي بكر فطاف بن الدغنة في كفار قريش فقال إن أبا بكر خرج ولا يخرج مثله أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فأنفذت قريش جوار بن الدغنة وأمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره وليصل فيها ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ففعل ثم بدا لأبي بكر فبنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناءهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنما أجرنا أبا بكر على أن يعبد الله في داره وإنه قد جاوز ذلك وبنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فأته فأمره فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد الله في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فاسأله أن يرد عليك ذمتك فإنا قد كرهنا خفرك ولسنا مقرين لأبي بكر بالاستعلان قالت عائشة فأتى بن الدغنة أبا بكر فقال يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك إما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتى فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عهد رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله ورسول الله ﷺ يومئذ بمكة فقال رسول الله ﷺ للمسلمين إني قد أريت دار هجرتكم إني اريت دارا سبخة ذات نخل بين لا بتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رسول الله ﷺ ذلك ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا فقال رسول الله ﷺ على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر أترجو ذلك يا نبي الله قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ﷺ لصحبته وعلف أبو بكر راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر قال الزهري قال عروة قالت عائشة فبينا نحن يوما جلوسا في بيتنا في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله ﷺ مقبلا متقنعا رأسه في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر فدا له أبي وأمي إن جاء به في هذه الساعة إلا أمر قالت فجاء رسول الله ﷺ فاستأذن فأذن له فدخل فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله فقال النبي ﷺ فإنه قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر فالصحابة بأبي أنت يا رسول الله فقال النبي ﷺ نعم فقال أبو بكر فخذ بأبي أنت يا رسول الله وأمي إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله ﷺ بالثمن قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز فصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها فأوكت به الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين ثم لحق رسول الله ﷺ وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور فمكثا فيه ثلاث ليال قال معمر وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى بن عباس أخبره في قوله { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك } 5 قال تشاورت قريش بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي ﷺ وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم أن أخرجوه فأطلع الله نبيه على ذلك فبات علي على فراش النبي ﷺ تلك الليلة وخرج النبي ﷺ حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبون أنه النبي ﷺ فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا قال لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الأمر فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل ها هنا لم يكن بنسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاثا قال معمر قال قتادة دخلوا في دار الندوة يأتمرون بالنبي ﷺ فقالوا لا يدخل معكم أحد ليس منكم فدخل معهم الشيطان في صورة شيخ من أهل نجد فقال بعضهم ليس عليكم من هذا عين هذا رجل من أهل نجد قال فتشاوروا فقال رجل منهم أرى أن تركبوه بعيرا ثم تخرجوه فقال الشيطان بئس ما رأي هذا هو هذا قد كان يفسد ما بينكم وهو بين أظهركم فكيف إذا أخرجتموه فأفسد الناس ثم حملهم عليكم يقاتلوكم فقالوا نعم ما رأي هذا الشيخ فقال قائل آخر فإني أري أن تجعلوه في بيت وتطينوا عليه بابه وتدعوه فيه حتى يموت فقال الشيطان بئس ما رأى هذا أفترى قومه يتركونه فيه أبدا لا بد أن يغضبوا له فيخرجوه فقال أبو جهل أرى أن تخرجوا من كل قبيلة رجلا ثم يأخذوا أسيافهم فيضربونه ضربة واحدة فلا يدري من قتله فتدونه فقال الشيطان نعم ما رأى هذا فأطلع الله نبيه ﷺ على ذلك فخرج هو وأبو بكر إلى غار في الجبل يقال له ثور ونام علي على فراش النبي ﷺ وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي ﷺ فلما أصبحوا قام علي لصلاة الصبح بادروا إليه فإذا هم بعلي فقالوا أين صاحبك قال لا أدري فاقتصوا أثره حتى بلغوا الغار ثم رجعوا فمكث فيه هو وأبو بكر ثلاث ليال قال معمر قال الزهري في حديثه عن عروة فمكثا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب لقن ثقف فيخرج من عندهما سحرا فيصبح عند قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكاد ان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين يذهب ساعة من الليل فيبيتان في رسلها حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك كل ليلة من الليالي الثلاث واستأجر رسول الله ﷺ وأبو بكر رجلا من بني الديل من بني عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث فأتى غارهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث فارتحلا وانطلق معهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر والدليل الديلي فأخذ بهم طريق أذاحر وهو طريق الساحل قال معمر قال الزهري فأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو بن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله ﷺ وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتلهما أو أسرهما قال فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي من بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا فقال يا سراقة إني رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بغاة قال ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة حتى قمت فدخلت بيتي فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي وهي من وراء أكمة تحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزجي بالأرض وخفضت عليه الرمح حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى رأيت أسودتهم حتى إذا دنوت منهم حيث يسمعون الصوت عثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت منها أي الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره لا أضرهم فركبت فرسي وعصيت الأزلام فرفعتها تقرب بي أيضا حتى إذا دنوت وسمعت قراءة رسول الله ﷺ وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغت الركبتين فخررت عنها فزجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يداها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان قال معمر قلت لأبي عمرو بن العلاء ما العثان فسكت ساعة ثم قال هو الدخان من غير نار قال معمر قال الزهري في حديثه فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره لا أضرهم فناديتهما بالأمان فوقفا وركبت فرسي حتى جئتهم وقد وقع في نفسي حين لقيت منهم ما لقيت من الحبس عنهم أنه سيظهر أمر رسول الله ﷺ فقلت له إن قومك جعلوا فيك الدية وأخبرتهم من أخبار سفري وما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزءوني شيئا ولم يسألوني إلا أن أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به فأمر عامر بن فهيرة فكتبه لي في رقعة من أدم ثم مضى قال معمر قال الزهري وأخبرني عروة بن الزبير أنه لقي الزبير وركبا من المسلمين كانوا تجار المدينة بالشام قافلين إلى مكة فعرضوا للنبي ﷺ وأبي بكر ثياب بياض يقال كسوهم أعطوهم وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله ﷺ فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يؤذيهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظاره فلما انتهوا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود أطما من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يتناهى اليهودي أن نادى بأعلى صوته يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرونه فثار المسلمون إلى السلاح فلقوا رسول الله ﷺ حتى أتوه بظاهر الحرة فعدل بهم رسول الله ﷺ ذات اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول وأبو بكر يذكر الناس وجلس رسول الله ﷺ صامتا وطفق من جاء من الأنصار ممن لم يكن رأى رسول الله ﷺ يحسبه أبا بكر حتى أصابت رسول الله ﷺ الشمس فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله ﷺ عند ذلك فلبث رسول الله ﷺ في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وابتنى المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه ثم ركب رسول الله ﷺ راحلته فسار ومشى الناس حتى بركت به عند مسجد الرسول ﷺ بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين وكان مربدا للتمر لسهل وسهيل غلامين يتيمين أخوين في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة من بني النجار فقال رسول الله ﷺ حين بركت به راحلته هذا المنزل إن شاء الله ثم دعا رسول الله ﷺ الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى النبي ﷺ أن يقبله هبة حتى ابتاعه منهما وبناه مسجدا وطفق رسول الله ﷺ ينقل معهم اللبن في ثيابه وهو يقول: هذا الحمال لا حمال خيبر * هذا أبر ربنا وأطهر ويقول: اللهم إن الأجر أجر الآخرة * فارحم الأنصار والمهاجره يتمثل رسول الله ﷺ بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي ولم يبلغني في الأحاديث أن رسول الله ﷺ تمثل ببيت قط من شعر تام غير هؤلاء الأبيات ولكن كان يرجزهم لبناء المسجد فلما قاتل رسول الله ﷺ كفار قريش حالت الحرب بين مهاجرة أرض الحبشة وبين القدوم على رسول الله ﷺ حتى لقوه بالمدينة زمن الخندق فكانت أسماء بنت عميس تحدث أن عمر بن الخطاب كان يعيرهم بالمكث في أرض الحبشة فذكرت ذلك زعمت أسماء لرسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ لستم كذلك وكان أول آية أنزلت في القتال { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير } حديث الثلاثة الذين خلفوا 9744 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال لم أتخلف عن النبي ﷺ في غزاة غزاها حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا ولم يعاتب النبي ﷺ أحدا تخلف عن بدر إنما خرج يريد العير فخرجت قريش مغوثين لعيرهم فالتقوا عن غير موعد كما قال الله ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله ﷺ في الناس لبدر وما أحب أني كنت شهدت مكان بيعتي ليلة العقبة حيث تواثقنا على الإسلام ثم لم أتخلف بعد عن النبي ﷺ في غزاة غزاها حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها وآذن النبي ﷺ الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم وذلك حين طاب الظلال وطابت الثمار وكان قل ما أراد غزوة إلا وري بغيرها وكان يقول الحرب خدعة فأراد النبي ﷺ في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وأنا أيسر ما كنت قد جمعت راحلتي وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاد وخفة الحاذ وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار فلم أزل كذلك حتى قام النبي ﷺ غاديا بغداة وذلك يوم الخميس [ وكان يحب أن يخرج يوم الخميس ] فأصبح غاديا فقلت أنطلق غدا إلى السوق فأشتري جهازي ثم ألحقهم فانطلقت إلى السوق من الغد فعسر علي بعض شأني أيضا فقلت أرجع غدا إن شاء الله فلم أزل كذلك حتى التبس بي الذنب وتخلفت عن رسول الله ﷺ فجعلت أمشي في الأسواق وأطوف بالمدينة فيحزنني أني لا أرى أحدا إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق وكان ليس أحد تخلف إلا رأى أن ذلك سيخفى له وكان الناس كثيرا لا يجمعهم ديوان وكان جميع من تخلف عن النبي ﷺ بضعة وثمانين رجلا ولم يذكرني النبي ﷺ حتى بلغ تبوكا فلما بلغ تبوكا قال ما فعل كعب بن مالك قال رجل من قومي خلفه يا رسول الله برداه والنظر في عطفيه فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا نبي الله ما نعلم [ عليه ] إلا خيرا قال فبينا هم كذلك إذا هم برجل يزول به السراب فقال النبي ﷺ كن يا أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة قال فلما قضى النبي ﷺ غزوة تبوك وقفل ودنا من المدينة جعلت أنظر بماذا أخرج من سخط النبي ﷺ وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي حتى إذا قيل النبي ﷺ هو مصبحكم غدا بالغداة زاح عني الباطل وعرفت ألا أنجو إلا بالصدق فدخل النبي ﷺ ضحى فصلى في المسجد ركعتين وكان إذا جاء من سفر فعل ذلك دخل المسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فجعل يأتيه من تخلف فيحلفون له ويعتذرون إليه فيستغفر لهم ويقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله فدخلت المسجد فإذا هو جالس فلما رآني تبسم تبسم المغضب فجئت فجلست بين يديه فقال ألم تكن ابتعت ظهرك فقلت بلى يا نبي الله قال فما خلفك فقلت والله لو بين [ يدي ] أحد غيرك من الناس جلست لخرجت من سخطه علي بعذر لقد أوتيت جدلا ولقد علمت يا نبي الله أني إن أخبرتك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق فإني أرجو عقبي الله وإن حدثتك اليوم حديثا ترضى عني فيه وهو كذب أوشك أن يطلعك الله عليه والله يا نبي الله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك قال أما هذا فقد صدقكم الحديث قم حتى يقضي الله فيك فقمت فثار على أثري أناس من قومي يؤنبوني فقالوا والله ما نعلمك أذنبت ذنبا قط قبل هذا فهلا اعتذرت إلى نبي الله ﷺ بعذر رضى عنك فيه وكان استغفار رسول الله ﷺ سيأتي من وراء ذلك ولم تقف موقفا لا تدري ما يقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنبوني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي فقلت هل قال هذا القول أحد غيري قالوا نعم قاله هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة فذكروا رجلين صالحين قد شهدا بدرا لي فيهما أسوة فقلت لا والله لا أرجع إليه في هذا أبدا ولا أكذب نفسي قال ونهى النبي ﷺ الناس عن كلامنا أيها الثلاثة قال فجعلت أخرج إلى السوق فلا يكلمني أحد وتنكر لنا الناس حتى ما هم بالذين نعرف وتنكرت لنا الحيطان حتى ما هي بالحيطان التي تعرف لنا وتنكرت لنا الأرض حتى ما هي بالأرض التي نعرف وكنت أقوى الناس فكنت أخرج في السوق وآتي المسجد فأدخل وآتي النبي ﷺ فأسلم عليه فأقول هل حرك شفتيه بالسلام فإذا قمت أصلي إلى سارية فأقبلت قبل صلاتي نظر إلي بمؤخر عينيه وإذا نظرت إليه أعرض عني قال واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رءوسهما فبينا أنا أطوف في السوق إذا رجل نصراني جاء بطعام له يبيعه يقول من يدلني على كعب بن مالك قال فطفق الناس يشيرون له إلي فأتاني وأتاني بصحيفة من ملك غسان فإذا فيها ( أما بعد فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ولست بدار مضيعة ولا هوان فالحق بنا نواسك ) قال فقلت هذا أيضا من البلاء والشر فسجرت بها التنور فأحرقتها فيه فلما مضت أربعون ليلة إذا رسول من النبي ﷺ قد أتاني فقال اعتزل امرأتك فقلت أطلقها قال لا ولكن لا تقربها قال فجاءت امرأة هلال بن أمية فقالت يا نبي الله إن هلال بن أمية شيخ كبير ضعيف فهل تأذن لي أن أخدمه قال نعم ولكن لا يقربك قالت يا نبي الله والله ما به من حركة لشيء ما زال مكبا يبكي الليل والنهار منذ كان من أمره ما كان قال كعب فلما طال علي البلاء اقتحمت على أبي قتادة حائطه [ وهوابن عمي فسلمت عليه فلم يرد علي فقلت أنشدك الله يا أبا قتادة ] أتعلم أني أحب الله ورسوله فسكت ثم قلت أنشدك الله يا أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله فسكت ثم قلت أنشدك الله يا أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله قال الله ورسوله أعلم قال فلم أملك نفسي أن بكيت ثم اقتحمت الحائط خارجا حتى إذا مضت خمسون ليلة من حين نهى النبي ﷺ عن كلامنا صليت على ظهر بيت لنا صلاة الفجر ثم جلست وأنا في المنزلة التي قال الله { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت }{ وضاقت عليهم أنفسهم } 2 إذ سمعت نداء من ذروة سلع أن أبشر يا كعب بن مالك فخررت ساجدا وعرفت أن الله قد جاءنا بالفرح ثم جاء رجل يركض على فرس يبشرني فكان الصوت أسرع من فرسه فأعطيته ثوبي بشارة ولبست ثوبين آخرين قال وكانت توبتنا نزلت على النبي ﷺ ثلث الليل فقالت أم سلمة يا نبي الله ألا نبشر كعب بن مالك قال إذا يحطمكم الناس ويمنعونكم النوم سائر الليلة قال وكانت أم سلمة محسنة في شأني تحزن بأمري فانطلقت إلى النبي ﷺ فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون وهو يستنير كاستنارة القمر وكان إذا سر بالأمر استنار فجئت فجلست بين يديه فقال أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك قال قلت يا نبي الله أمر من عند الله أم من عندك قال بل من عند الله ثم تلا عليهم { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار } حتى بلغ { التواب الرحيم } 1 قال وفيما أنزلت أيضا { اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } 2 قال قلت يا نبي الله إن من توبتي إذا ألا أحدث إلا صدقا وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك فقلت إني أمسك سهمي الذي بخيبر قال فما أنعم الله علي نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله ﷺ حين صدقته أنا وصاحباي أن لا نكون كذبناه فهلكنا كما هلكوا وإني لأرجو أن [ لا ] يكون الله عز وجل ابتلى أحدا في الصدق مثل الذي ابتلاني ما تعمدت لكذبة بعد وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى قال الزهري فهذا ما انتهى إلينا من حديث كعب بن مالك من تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك 9745 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني قتادة وعلي بن زيد بن جدعان أنهما سمعا سعيد بن المسيب يقول حدثني سعد بن أبي وقاص أن رسول الله ﷺ لما خرج إلى تبوك استخلف علينا إلى المدينة علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا وأنا معك فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي قال معمر فأخبرني الزهري قال كان أبو لبابة ممن تخلف عن رسول الله ﷺ في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية ثم قال والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا حتى كان يخر مغشيا عليه قال ثم تاب الله عليه فقيل له قد تيب عليك يا أبا لبابة فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله ﷺ يحلني بيده قال فجاء النبي ﷺ فحله بيده ثم قال أبو لبابه يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله قال يجزيك الثلث يا أبا لبابة 9746 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني كعب بن مالك قال أول أمر عتب على أبي لبابة أنه كان بينه وبين يتيم عذق فاختصما إلى النبي ﷺ فقضي به النبي ﷺ لأبي لبابة فبكى اليتيم فقال النبي ﷺ دعه له فأبى قال فأعطه إياه ولك مثله في الجنة فأبى فانطلق بن الدحداحة فقال لأبي لبابة بعني هذا العذق بحديقتين قال نعم ثم انطلق [ إلى ] النبي ﷺ فقال يا رسول الله أرأيت إن أعطيت هذا اليتيم هذا العذق ألي مثله في الجنة قال نعم فأعطاه إياه قال فكان النبي ﷺ يقول كم من عذق مدلك لابن الدحداحة في الجنة قال وأشار إلى بني قريظة حين نزلوا على حكم سعد فأشار إلى حلقه الذبح وتخلف عن النبي ﷺ في غزوة تبوك ثم تاب الله عليه بعد ذلك حديث الأوس والخزرج 9747 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال إن مما صنع الله لنبيه أن هذين الحيين من الأنصار - الأوس والخزرج - كانا يتصاولان في الإسلام كتصاول الفحلين لا يصنع الأوس شيئا إلا قالت الخزرج والله لا تذهبون به أبدا فضلا علينا في الإسلام فإذا صنعت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك فلما أصابت الأوس كعب بن الأشرف قالت الخزرج والله لا ننتهي حتى نجزىء عن رسول الله ﷺ مثل الذي أجزءوا عنه فتذاكروا أوزن رجل من اليهود فاستأذنوا النبي ﷺ في قتله وهو سلام بن أبي الحقيق الأعور أبو رافع بخيبر فأذن لهم في قتله وقال لا تقتلوا وليدا ولا امرأة فخرج إليهم رهط فيهم عبد الله بن عتيك وكان أمير القوم أحد بني سلمة وعبد الله بن أنيس ومسعود بن سنان وأبو قتادة وخزاعي بن أسود رجل من أسلم حليف لهم ورجل آخر يقال له فلان بن سلمة فخرجوا حتى جاؤوا خيبر فلما دخلوا البلد عمدوا إلى كل بيت منها فغلقوه من خارجه على أهله ثم أسندوا إليه في مشربة له في عجلة من نخل فأسندوا فيها حتى ضربوا عليه بابه فخرجت إليهم امرأته فقالت ممن أنتم فقالوا نفر من العرب أردنا الميرة قالت هذا الرجل فادخلوا عليه فلما دخلوا عليه أغلقوا عليهما الباب ثم ابتدروه بأسيافهم قال قائلهم والله ما دلني عليه إلا بياضه على الفراش في سواد الليل كأنه قبطية ملقاة قال وصاحت بنا امرأته قال فيرفع الرجل منا السيف ليضربها به ثم يذكر نهى النبي ﷺ قال ولولا ذلك فرغنا منها بليل قال وتحامل عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه [ وكان ] سيء البصر فوقع من فوق العجلة فوثيت رجله وثيا منكرا قال فنزلنا فاحتملناه فانطلقنا به معنا حتى انتهينا إلى منهر عين من تلك العيون فمكثنا فيه قال وأوقدوا النيران وأشعلوها في السعف وجعلوا يلتمسون ويشتدون وأخفى الله عليهم مكاننا قال ثم رجعوا قال فقال بعض أصحابنا أنذهب فلا ندري أمات عدو الله أم لا قال فخرج رجل منا حتى حشر في الناس فدخل معهم فوجد امرأته مكبة وفي يدها المصباح وحوله رجال يهود فقال قائل منهم أما والله لقد سمعت صوت بن عتيك ثم أكذبت نفسي فقلت وأني بن عتيك بهذه البلاد فقالت شيئا ثم رفعت رأسها فقالت فاظ وإله يهود تقول مات قال فما سمعت كلمة كانت ألذ منها إلى نفسي قال ثم خرجت فأخبرت أصحابي أنه قد مات فاحتملنا صاحبنا فجئنا إلى رسول الله ﷺ فأخبرناه بذلك قال وجاءوه يوم الجمعة والنبي ﷺ يومئذ على المنبر يخطب فلما رآهم قال أفلحت الوجوه حديث الإفك 9748 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبي ﷺ حين قال لها أهل الإفك ما قالوا قال فبرأها الله وكلهم حدثني بطائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضا ذكروا أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله ﷺ معه قالت عائشة فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله ﷺ وذلك بعد ما أنزل الله علينا الحجاب وأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله ﷺ من غزوه قفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى [ رحلي فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي ] فحبسني ابتغاؤه واقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي فحملوا الهودج فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه قال وكانت النساء إذ ذاك خفافا فلم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا به ووجدت عقدي بهما بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت حتى أصبحت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش فأدلج فأصبح عندي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان رآني قبل أن يضرب علي الحجاب فما استيقظت إلا باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما كلمني كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطىء على يديها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول فقدمت المدينة فتشكيت حين قدمتها شهرا والناس يخوضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله ﷺ اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله ﷺ فيسلم ويقول كيف تيكم فذلك [ الذي ] يريبني ولا أشعر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وهي ابنة أبي رهم بن عبد المطلب بن عبد مناف وأمها أم صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف فأقبلت أنا وابنة أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال قالت قلت وماذا قال قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله ﷺ فسلم ثم قال كيف تيكم قلت أتأذن لي أن آتي أبوي قالت وأنا حينئذ أريد [ أن ] أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله ﷺ فجئت أبوي فقلت لأمي يا أمه ما يتحدث الناس فقالت أي بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها قلت سبحان الله أو قد يحدث الناس بهذا قالت نعم قالت فبكيت تلك الليلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي ودعا رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة فأشار على رسول الله ﷺ بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه من الود لهم فقال [ يا ] رسول الله ﷺ هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثيرة وإن تسأل الجارية تصدقك قالت فدعا رسول الله ﷺ بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من أمر عائشة فقالت له بريرة والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله قالت فقام رسول الله ﷺ فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول قالت فقال رسول الله ﷺ وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهل بيتي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكنه حملته الجاهلية فقال لسعد بن معاذ لعمر الله لا تقتلنه ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو بن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين قالت فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله ﷺ قائم على المنبر فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت النبي ﷺ قالت ومكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي قالت فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله ﷺ ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ ما قيل وقد لبث شهرا لا يوحى إليه قالت فتشهد رسول الله ﷺ حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه قالت فلما قضى رسول الله ﷺ مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله ﷺ فيما قال فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله ﷺ قالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ - فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا - إني والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا الأمر حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم براءتي لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بذنب والله يعلم أني بريئة لتصدقوني وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } 6 قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن الله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في المنام رؤيا يبرئني الله بها قالت فوالله ما رام رسول الله ﷺ مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله علي نبيه ﷺ فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان في اليوم الشات من ثقل الوحي الذي أنزل عليه قالت فلما سري عن رسول الله ﷺ [ سري عنه ] وهو يضحك وكان أول كلمة تكلم بها أن قال أبشري يا عائشة أما والله قد أبرأك الله فقالت لي أمي قومي إليه فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي قالت فأنزل الله تبارك وتعالى { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } 8 عشر آيات فأنزل الله هذه الآيات في براءتي قالت فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة } إلى قوله { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } فقال أبو بكر والله إنيلأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها أبدا قالت عائشة وكان رسول الله ﷺ سأل زينب ابنة جحش زوج النبي ﷺ عن أمري ما علمت أو ما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرا قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي ﷺ فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة ابنة جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك قال الزهري فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط 9749 عبد الرزاق عن أبي يحيى عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت لما أنزل الله براءتها حد النبي ﷺ هؤلاء النفر الذين قالوا فيها ما قالوا 9750 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رسول الله ﷺ حدهم حديث أصحاب الأخدود 9751 عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال كان رسول الله ﷺ إذا صلى العصر همس - والهمس في قول بعضهم يحرك شفتيه كأنه يتكلم بشيء - فقيل له يا نبي الله إنك إذا صليت العصر همست فقال إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى إليه أن خيرهم بين أن أنتقم منهم أو أسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة فسلط الله عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا قال وكان إذا حدث بهذا الحديث حدث بهذا الآخر قال وكان ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن يتكهن له فقال ذلك الكاهن انظروا لي غلاما فطنا - أو قال لقنا - أعلمه علمي هذا فإني أخاف أن أموت فينقطع منكم [ هذا ] العلم ولا يكون فيكم من يعلمه قال فنظروا له غلاما على ما وصف فأمروه أن يحضر ذلك الكاهن وأن يختلف إليه قال وكان على طريق الغلام راهب في صومعة قال معمر وأحسب أن أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين قال فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب كلما مر به فلم يزل حتى أخبره فقال إنما أعبد الله وجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطىء عن الكاهن قال فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام أنه لا يكاد يحضرني فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب إذا قال الكاهن أين كنت فقل كنت عند أهلي وإذا قال لك أهلك أين كنت فقل كنت عند الكاهن قال فبينا الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كبيرة قد حبستهم دابة قال بعضهم إن تلك الدابة يعني الأسد وأخذ الغلام حجرا فقال اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا فأسألك أن أقتل هذه الدابة وإن كان ما يقول الكاهن حقا فأسألك أن لا أقتلها قال ثم رماها فقتل الدابة فقالوا الناس من قتلها فقالوا الغلام ففزع إليه الناس وقالوا قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد فسمع به أعمى فجاءه فقال له إن أنت رددت علي بصري فلك كذا وكذا فقال له الغلام لا أريد منك هذا ولكن إن رد إليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك قال نعم قال فدعا الله فرد عليه بصره قال فآمن الأعمى فبلغ ذلك الملك أمرهم فبعث إليهم فأتي بهم فقال لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتلها صاحبها قال فأمر بالراهب وبالرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتل وقتل الآخر بقتلة أخرى ثم أمر بالغلام فقال انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا فألقوه من رأسه فلما انطلقوا به إلى ذلك المكان الذي أرادوا جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ويتردون منه حتى لم يبق إلا الغلام فرجع فأمر به الملك فقال انطلقوا به إلى البحر فألقوه فيه فانطلق به إلى البحر فغرق الله من كان معه وأنجاه الله فقال الغلام إنك لن تقتلني حتى تصلبني وترميني وتقول إذا رميتني باسم رب الغلام أو قال بسم الله رب الغلام فأمر به فصلب ثم رماه وقال بسم الله رب الغلام قال فوضع الغلام يده على صدغه ثم مات فقال الناس لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد فإنا نؤمن برب هذا الغلام قال فقيل للملك أجزعت أن خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك قال فخد الأخدود ثم ألقى فيها الحطب والنار ثم جمع الناس فقال من رجع إلى دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في النار فجعل يلقيهم في تلك ألأخدود قال فذلك قول الله { قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود } حتى بلغ { العزيز الحميد } قال فأما الغلام فإنه دفن قال فيذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب - رحمه - الله وإصبعه على صدغه كما كان وضعها قال عبد الرزاق والأخدود بنجران حديث أصحاب الكهف 9752 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني إسماعيل بن شروس عن وهب بن منبه قال جاء رجل من حواري عيسى بن مريم إلى مدينة أصحاب الكهف فأراد أن يدخلها فقيل إن على بابها صنما لا يدخلها أحد إلا سجد له فكره أن يدخله فأتى حماما فكان قريبا من تلك المدينة وكان يعمل فيه يواجر نفسه من صاحب الحمام ورأى صاحب الحمام في حمامه البركة والرفق وفوض إليه وجعل يسترسل إليه وعلقه فتية من أهل المدينة فجعل يخبرهم عن خبر السماء والأرض وخبر الآخرة حتى آمنوا به وصدقوه وكانوا على مثل حاله في حسن الهيئة وكان يشترط على صاحب الحمام أن الليل لي ولا تحول بيني وبين الصلاة إذا حضرت حتى جاء بن الملك بامرأة يدخل بها الحمام فعيره الحواري فقال أنت بن الملك وتدخل معك هذه الكذا وكذا فاستحيى فذهب فرجع مرة أخرى [ فقال له مثل ذلك ] فسبه وانتهره ولم يلتفت حتى دخل ودخلت معه المرأة فباتا في الحمام فماتا فيه [ فأتي الملك فقيل له قتل صاحب الحمام ابنك ] فالتمس فلم يقدر [ عليه ] وهرب [ فقال ] من كان يصحبه فسموا الفتية فخرجوا من المدينة فمروا بصاحب لهم في زرع له وهو على مثل أمرهم فذكروا له أنهم التمسوا فانطلق معهم ومعه كلب حتى أواهم الليل إلى كهف فدخلوا فيه فقالوا نبيت ها هنا الليلة ثم نصبح إن شاء الله ثم ترون رأيكم قال فضرب على آذانهم فخرج الملك باصحابه يتبعونهم حتى وجدوهم فدخلوا الكهف فكلما أراد الرجل منهم أن يدخل أرعب فلم يطق أحد أن يدخل فقال له قائل ألست قلت لو كنت قدرت عليهم قتلتهم قال بلى قال فابن عليهم باب الكهف ودعهم [ فيه ] يموتوا عطاشا وجوعا ففعل ثم غبروا زمانا ثم إن راعي غنم أدركه المطر عند الكهف فقال لو فتحت هذا الكهف وأدخلت غنمي من المطر فلم يزل يعالجه حتى فتح لغنمه فأدخلها فيه ورد الله أرواحهم في أجسادهم من الغد حين أصبحوا فبعثوا أحدهم بورق ليشتري لهم طعاما فلما أتى باب مدينتهم جعل لا يرى أحدا من ورقه شيئا إلا استنكرها حتى جاء رجلا فقال بعني بهذه الدراهم طعاما قال ومن أين هذه الدراهم قال خرجت أنا وأصحاب لي أمس فأوانا الليل ثم أصبحنا فأرسلوني فقال هذه الدراهم كانت على عهد ملك فلان فأنى لك هذه الدراهم فرفعه إلى الملك وكان رجلا صالحا فقال من أين لك هذه الورق قال خرجت أنا وأصحاب لي أمس حتى أدركنا الليل في كهف كذا وكذا [ ثم ] أمروني أصحابي أن أشتري لهم طعاما قال وأين أصحابك قال في الكهف فانطلق معه حتى أتى باب الكهف فقال دعوني حتى أدخل على أصحابي قبلكم فلما رأوه ودنا منهم ضرب على أذنه وآذانهم فأرادوا أن يدخلوا عليهم فجعل كلما دخل رجل رعب فلم يقدروا أن يدخلوا عليهم فبنوا كنيسة وبنوا مسجدا يصلون فيه بنيان بيت المقدس 9753 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله { وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب } 7 قال كان على كرسيه شيطان أربعين ليلة حتى رد الله إليه ملكه قال معمر ولم يسلط على نسائه قال معمر قال قتادة إن سليمان قال للشياطين إني أمرت أن أبني مسجدا يعني بيت المقدس لا أسمع فيه صوت مقفار ولا منشار قالت الشياطين إن في البحر شيطانا فلعلك إن قدرت عليه يخبرك بذلك وكان ذلك الشيطان يرد كل سبعة أيام عينا يشرب منها فعمدت الشياطين إلى تلك العين فنزحتها ثم ملأتها خمرا فجاء الشيطان قال إنك لطيبة الريح ولكنك تسفهين الحليم وتزيدين السفيه سفها ثم ذهب فلم يشرب فأدركه العطش فرجع فقال مثل ذلك ثلاث مرات ثم كرع فشرب فسكر أخذوه فجاؤوا به إلى سليمان فأراه سليمان خاتمه فلما رآه ذلك وكان ملك سليمان في خاتمه فقال له سليمان إني قد أمرت أن أبني مسجدا لا أسمع فيه صوت مقفار ولا منشار فأمر الشيطان بزجاجة فصنعت ثم وضعت على بيض الهدهد فجاء الهدهد للربض على بيضه فلم يقدر عليه فذهب فقال الشيطان انظروا ما يأتي به الهدهد فخذوه فجاء بالماس فوضعه على الزجاجة ففلقها فأخذوا الماس فجعلوا يقطعون به الحجارة قطا حتى بنى بيت المقدس قال وانطلق سليمان يوما إلى الحمام وقد كان فارق بعض نسائه في بعض المأثم فدخل الحمام ومعه ذلك الشيطان فلما دخل ذلك أخذ الشيطان خاتمه فألقاه في البحر وألقى على كرسيه جسدا السرير شبه سليمان فخرج سليمان وقد ذهب ملكه فكان الشيطان على سرير سليمان أربعين ليلة فاستنكره أصحابه وقالوا لقد فتن سليمان من تهاونه بالصلاة وكان ذلك الشيطان يتهاون بالصلاة وبأشياء من أمر الدين وكان معه من صحابة سليمان رجل يشبه بعمر بن الخطاب في الجلد والقوة فقال إني سائله لكم فجاءه فقال يا نبي الله ما تقول في أحدنا يصيب من امرأته في الليلة الباردة ثم ينام حتى تطلع الشمس لا يغتسل ولا يصلي هل ترى عليه في ذلك بأسا قال لا بأس عليه فرجع إلى أصحابه فقال لقد افتتن سليمان قال فبينا سليمان ذاهب في الأرض إذ أوى إلى امرأة فصنعت له حوتا أو قال فجاءته بحوت فشقت بطنه فرأى سليمان خاتمه في بطن الحوت فرفعه فأخذه فلبسه فسجد له كل شيء لقيه من دابة أو طير أو شيء ورد الله إليه ملكه فقال عند ذلك { رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } قال قتادة يقول لا تسلبنه مرة أخرى قال معمر قال الكلبي فحينئذ سخرت له الشياطين معا والطير بدء مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم 9754 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال اخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عميس قالت أول ما اشتكى رسول الله ﷺ في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمي عليه قال فتشاور نساؤه في لده فلدوه فلما أفاق قال هذا فعل نساء جئن من هؤلاء - وأشار إلى أرض الحبشة - وكانت أسماء بنت عميس فيهن قالوا كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله قال إن ذلك لداء ما كان الله ليقذفني به لا يبقين في البيت أحد إلا التد إلا عم رسول الله ﷺ يعني - عباسا - قال فلقد التدت ميمونة يومئذ وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله ﷺ قال الزهري وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة أخبرته قالت أول ما اشتكى رسول الله ﷺ في بيت ميمونة فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له قالت فخرج ويد له على الفضل بن عباس ويد أخرى على يد رجل آخر وهو يخط برجليه في الأرض فقال عبيد الله فحدثت به بن عباس فقال أتدري من الرجل الذي لم تسم عائشة هو علي بن أبي طالب ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا بخير قال الزهري أخبرني عروة عن غيره عن عائشة قالت قال رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أستريح فأعهد إلى الناس قالت عائشة فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس وسكبنا عليه الماء حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج قال الزهري وأخبرني عبد الرحمن بن كعب بن - مالك وكان أبوه أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن النبي ﷺ قام يومئذ خطيبا فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد قال إنكم يا معشر المهاجرين إنكم تزيدون والأنصار لا يزيدون الأنصار عيبتي التي أويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم قال الزهري سمعت رجلا يذكر أن النبي ﷺ قال إن عبدا خيره ربه بين الدنيا والآخرة فاختار ما عند ربه ففطن أبو بكر أنه يريد نفسه فبكى فقال له النبي ﷺ على رسلك ثم قال سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر رحمه الله فإني لا أعلم رجلا أحسن يدا عندي من الصحابة من أبي بكر قال الزهري وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وبن عباس أخبراه أن النبي ﷺ حين نزل به جعل يلقي خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه وهو يقول لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قال تقول عائشة يحذر مثل الذى فعلوا قال معمر قال الزهري وقال النبي ﷺ لعبدالله بن زمعة مر الناس فليصلوا فخرج عبد الله بن زمعة فلقي عمر بن الخطاب فقال صل بالناس فصلى عمر بالناس فجهر بصوته - وكان جهير الصوت - فسمع رسول الله ﷺ فقال أليس هذا صوت عمر قالوا بلى يا رسول الله فقال يأبى الله ذلك والمؤمنون ليصل بالناس أبو بكر فقال عمر لعبد الله بن زمعة بئس ما صنعت كنت أرى أن رسول الله ﷺ أمرك أن تأمرني قال لا والله ما أمرني أن آمر أحدا قال الزهري وأخبرني عبد الله بن عمر عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله ﷺ قال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت قلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه فلو أمرت غير أبا بكر قالت والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله ﷺ قالت فراجعته مرتين أو ثلاثا فقال ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف قال الزهري وأخبرني أنس بن مالك قال لما كان يوم الإثنين كشف رسول الله ﷺ ستر الحجرة فرأى أبا بكر وهو يصلي بالناس قال فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف وهو يتبسم قال وكدنا أن نفتتن في صلاتنا فرحا برؤية رسول الله ﷺ فإذا أبو بكر دار ينكص فأشار إليه النبي ﷺ أن كما أنت ثم أرخى الستر فقبض من يومه ذلك وقام عمر فقال إن رسول الله ﷺ لم يمت ولكن ربه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى أربعين ليلة عن أربعين ليلة والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله ﷺ حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون - أو قال يقولون - أن رسول الله ﷺ قد مات قال معمر وأخبرني أيوب عن عكرمة قال قال العباس بن عبد المطلب والله لأعلمن ما بقاء رسول الله ﷺ فينا فقلت يا رسول الله لو اتخذت شيئا تجلس عليه يدفع عنك الغبار ويرد عنك الخصم فقال النبي ﷺ لأدعنهم ينازعوني ردائي ويطؤن عقبي ويغشاني غبارهم حتى يكون الله يريحني منهم فعلمت أن بقاءه فينا قليل قال فلما توفي رسول الله ﷺ قام عمر فقال إن رسول الله ﷺ لم يمت ولكن صعق كما صعق موسى والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله ﷺ حتى يقطع أيدي رجال وألسنتهم من المنافقين يقولون إن رسول الله ﷺ قد مات فقام العباس بن عبد المطلب فقال أيها الناس هل عند أحد منكم عهد أو عقد من رسول الله ﷺ قالوا اللهم لا قال فإن رسول الله ﷺ لم يمت حتى وصل الحبال ثم حارب وواصل وسالم ونكح النساء وطلق وترككم عن حجة بينة وطريق ناهجة فإن يك ما يقول بن الخطاب حقا فإنه لن يعجز الله أن يحثو عنه فيخرجه إلينا وإلا فخل بيننا وبين صاحبنا فإنه يأسن كما يأسن الناس قال الزهري وأخبرني بن كعب بن مالك عن بن عباس قال خرج العباس وعلي من عند رسول الله ﷺ في مرضه فلقيهما رجل فقال كيف أصبح رسول الله ﷺ يا أبا حسن فقال أصبح رسول الله ﷺ بارئا فقال العباس لعلي بن أبي طالب أنت بعد ثلاث لعبد العصا ثم حل به فقال إنه يخيل إلي إنه لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت وإني خائف ألا يقوم رسول الله ﷺ من وجعه هذا فاذهب بنا إليه فلنسأله فإن يك هذا الأمر إلينا علمنا ذلك وإلا يك إلينا أمرناه أن يستوصي بنا خيرا فقال له علي أرأيت إذ جئناه فلم يعطناها أترى الناس أن يعطوها والله لا أسأله إياها أبدا قال الزهري قالت عائشة فلما اشتد مرض رسول الله ﷺ قال في الرفيق الأعلى ثلاث مرات ثم قبض قال معمر وسمعت قتادة يقول آخر شيء تكلم به رسول الله ﷺ اتقوا الله في النساء وما ملكت أيمانكم 9755 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن قال كان بن عباس يحدث أن أبا بكر الصديق دخل المسجد وعمر يحدث الناس فمضى حتي البيت الذي توفي فيه رسول الله ﷺ وهو في بيت عائشة فكشف عن وجهه برد حبرة كان مسجى عليه فنظر إلى وجه النبي ﷺ ثم أكب عليه فقبله ثم قال والله لا يجمع الله عليك موتتين لقد مت الموتة التي لا تموت بعدها أبدا ثم خرج أبو بكر إلى المسجد وعمر يكلم الناس فقال له أبو بكر إجلس يا عمر فأبى أن يجلس فكلمه مرتين أو ثلاثا فأبى أن يجلس فقام أبو بكر فتشهد فأقبل الناس على أبي بكر وتركوا عمر فلما قضى أبو بكر تشهده قال أما بعد فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لم يمت ثم تلا هذه الآية { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } 1 الآية كلها فلما تلاها أبو بكر رحمه الله أيقن الناس بموت رسول الله ﷺ وتلقوها من أبي بكر حتى قال قائل من الناس فلم يعلموا أن هذه الآية أنزلت حتى تلاها أبو بكر قال الزهري وأخبرني سعيد بن المسيب قال قال عمر والله ما هو إلا أن تلاها أبو بكر وأنا قائم خررت إلى الأرض وأيقنت أن رسول الله ﷺ قد مات 9756 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أنه سمع خطبة عمر - رحمه الله - الآخرة حين جلس على منبر النبي ﷺ وذلك الغد من يوم توفي رسول الله ﷺ قال فتشهد عمر وأبو بكر صامت لا يتكلم ثم قال عمر أما بعد فإني قلت مقالة وإنها لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدت المقالة التي قلت في كتاب الله تعالى ولا في عهد عهده إلي رسول الله ﷺ ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله ﷺ حتى يدبرنا - يريد بذلك حتى يكون آخرهم - فإن يك محمد قد مات فإن الله قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به هذا كتاب الله فاعتصموا به تهتدون لما هدى الله به محمدا ﷺ ثم إن أبا بكر رحمه الله صاحب رسول الله ﷺ وثاني اثنين وإنه أولى الناس بأموركم فقوموا فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة على المنبر قال الزهري وأخبرني أنس قال لقد رأيت عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجا 9757 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال لما احتضر رسول الله ﷺ وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال النبي ﷺ هل أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر إن رسول الله ﷺ قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله ﷺ كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله ﷺ قال رسول الله ﷺ قوموا قال عبد الله فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ﷺ وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم بيعة أبي بكر رضي الله تعالى عنه في سقيفة بني ساعدة 9758 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف في خلافة عمر فلما كان آخر حجة حجها عمر ونحن بمنى أتاني عبد الرحمن بن عوف في منزلي عشيا فقال لو شهدت أمير المؤمنين اليوم أتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين إني سمعت فلانا يقول لو قد مات أمير المؤمنين قد بايعت فلانا فقال عمر إني لقائم عشية في الناس فنحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا المسلمين أمرهم قال فقلت يا أمير المؤمنين إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وإنهم الذين يغلبون على مجلسك وإني أخشى إن قلت فيهم اليوم مقالة أن يطيروا بها كل مطير ولا يعوها ولا يضعوها على مواضعها ولكن أمهل يا أمير المؤمنين حتى تقدم المدينة فإنها دار السنة والهجرة وتخلص بالمهاجرين والأنصار فتقول ما قلت متمكنا فيعوا مقالتك ويضعوها على مواضعها قال فقال عمر أما والله إن شاء الله لأقومن به في أول مقام أقومه في المدينة قال فلما قدمنا المدينة وجاء الجمعة هجرت لما حدثني عبد الرحمن بن عوف فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير جالسا إلى جنب المنبر فجلست إلى جنبه تمس ركبتي ركبته قال فلما زالت الشمس خرج علينا عمر رحمه الله قال فقلت وهو مقبل أما والله ليقولن أمير المؤمنين على هذا المنبر مقالة لم يقل قبله قال فغضب سعيد بن زيد وقال وأي مقالة يقول لم يقل قبله قال فلما ارتقى عمر المنبر أخذ المؤذن في أذانه فلما فرغ من أذانه قام عمر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي إن الله بعث محمدا ﷺ بالحق وأنزل معه الكتاب فكان مما أنزل الله عليه آية الرجم فرجم رسول الله ﷺ ورجمنا بعده وإني خائف أن يطول بالناس زمان فيقول قائل والله ما الرجم في كتاب الله فيضل أو يترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق على من زنى إذا أحصن وقامت البينة وكان الحمل أو الاعتراف ثم قد كنا نقرأ ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أو فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ثم إن رسول الله ﷺ قال لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم صلوات الله عليه فإنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله ثم أنه بلغني أن فلانا منكم يقول إنه لو قد مات أمير المؤمنين قد بايعت فلانا فلا يغرن امرأ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقد 9وقد كانت كذلك إلا أن الله وقى شرها وليس فيكم من يقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر إنه كان من خيرنا حين توفي رسول الله ﷺ وإن عليا والزبير ومن معه تخلفوا عنه في بيت فاطمة وتخلفت عنا الأنصار بأسرها في سقيفة بني ساعدة واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر رحمه الله فقلت يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فانطلقنا نؤمهم فلقينا رجلين صالحين من الأنصار قد شهدا بدرا فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين قلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار قالا فارجعوا فاقضوا أمركم بينكم قال قلت فاقضوا لنأتينهم فأتيناهم فإذا هم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة بين أظهرهم رجل مزمل قلت من هذا فقالوا هذا سعد بن عبادة قلت وما شأنه قالوا هو وجع قال فقام خطيب الأنصار فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فنحن الأنصار وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر قريش رهط منا وقد دفت إلينا دافة منكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ويحضونا من الأمر وكنت قد رويت في نفسي وكنت أريد أن أقوم بها بين يدي أبي بكر وكنت أدارىء من أبي بكر بعض الحد وكان هو أوقر منى وأجل فلما أردت الكلام قال على رسلك فكرهت أن أعصيه فحمد الله أبو بكر رضي الله عنه وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال والله ما ترك كلمة كنت رويتها في نفسي إلا جاء بها أو بأحسن منها في بديهته ثم قال أما بعد فما ذكرتم فيكم من خير يا معشر الأنصار فأنتم له أهل ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش فهم أوسط العرب دارا ونسبا وإني قد رضيت لكم هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم قال فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح قال فوالله ما كرهت مما قال شيئا إلا هذه الكلمة كنت لأن أقدم فيضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر فلما قضى أبو بكر مقالته قام رجل من الأنصار فقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش وإلا أجلبنا الحرب فيما بيننا وبينكم جذعا قال معمر قال قتادة فقال عمر بن الخطاب لا يصلح سيفان في غمد واحد ولكن منا الأمراء ومنكم الوزراء قال معمر قال الزهري في حديثه بالإسناد فارتفعت الأصوات بيننا وكثر اللغط حتى أشفقت الإختلاف فقلت يا أبا بكر أبسط يدك أبايعك قال فبسط يده فبايعته فبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار قال ونزونا على سعد حين قال قائل قتلتم سعدا قال قلت قتل الله سعدا وإنا والله ما رأينا فيما حضرنا من أمرنا أمرا كان أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم أن يحدثوا بيعة بعدنا فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فسادا فلا يغرن امرأ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فقد كانت كذلك غير أن الله وقي شرها وليس فيكم من يقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر فمن بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فإنه لا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا قال معمر قال الزهري وأخبرني عروة أن الرجلين الذين لقياهم من الأنصار عويم بن ساعدة ومعن بن عدي والذي قال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب الحباب بن المنذر 9759 عبد الرزاق عن معمر عن ليث عن واصل الأحدب عن المعرور بن سويد عن عمر بن الخطاب قال من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره من غير مشورة من المسلمين فلا يحل لكم إلا أن تقتلوه 9760 عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه عن بن عباس قال قال عمر اعقل عني ثلاثا الإمارة شورى وفي فداء العرب مكان كل عبد عبد وفي بن الأمة عبدان وكتم بن طاووس الثالثة 9761 عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن القارىء عن أبيه أن عمر بن الخطاب ورجلا من الأنصار كانا جالسين فجاء عبد الرحمن بن عبد القارىء فجلس إليهما فقال عمر إنا لا نحب أن يجالسنا من يرفع حديثنا فقال له عبد الرحمن لست أجالس أولئك يا أمير المؤمنين فقال عمر بلى فجالس هؤلاء وهؤلاء ولا ترفع حديثنا ثم قال عمر للأنصاري من ترى الناس يقولون يكون الخليفة بعدي قال فعدد رجالا من المهاجرين ولم يسم عليا فقال عمر فما لهم من أبي الحسن فوالله إنه لأحراهم إن كان عليهم أن يقيهم على طريقة من الحق قال معمر وأخبرني أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي قال كنت عند عمر بن الخطاب حين ولى الستة الأمر فلما جازوا أتبعهم بصره ثم قال لئن ولوها الأجيلح ليركبن بهم الطريق يريد عليا قول عمر في أهل الشورى 9762 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال اجتمع نفر فيهم المغيرة بن شعبة فقالوا من ترون أمير المؤمنين مستخلفا فقال قائل علي وقال قائل عثمان وقال قائل عبد الله بن عمر فإن فيه خلفا فقال المغيرة أفلا أعلم لكم ذلك قالوا بلى قال وكان عمر يركب كل سبت إلى أرض له فلما كان يوم السبت ذكر المغيرة ابنه فوقف على الطريق فمر به على أتان له تحته كساء قد عطفه عليها فسلم عمر فرد عليه المغيرة ثم قال يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أسير معك قال نعم فلما اتى عمر ضيعته نزل عن الأتان وأخذ الكساء فبسطه واتكأ عليه وقعد المغيرة بين يديه فحدثه ثم قال المغيرة يا أمير المؤمنين إنك والله ما تدري ما قدر أجلك فلما حددت لناس حدا أو علمت لهم علما يبهتون إليه قال فاستوى عمر جالسا ثم قال هيه اجتمعتم فقلتم من ترون أمير المؤمنين مستخلفا فقال قائل عليا وقال قائل عبد الله بن عمر فإن فيه خلفا قال فلا يأمنوا يسأل عنها رجلان من آل عمر فقلت أنا لا أعلم لك ذلك قال قلت فاستخلف قال من قلت عثمان قال أخشى عقده وأثرته قال قلت عبد الرحمن بن عوف قال مؤمن ضعيف قال قلت فالزبير قال ضرس قال قلت طلحة بن عبيد الله قال رضاؤه رضاء مؤمن وغضبه غضب كافر أما إني لو وليتها إياه لجعل خاتمه في يد امرأته قال قلت فعلي قال أما إنه أحراهم إن كان أن يقيهم على سنة نبيهم ﷺ وقد كنا نعيب عليه مزاحة كانت فيه 9763 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال دخلت على حفصة فقالت علمت أن أباك غير مستخلف قال قلت ما كان ليفعل قالت إنه فاعل قال فحلفت أن أكلمه في ذلك فسكت حتى غدوت ولم أكلمه قال وكنت كأنما أحمل بيميني جبلا حتى رجعت فدخلت عليه فسألني عن حال الناس وأنا أخبره ثم قلت له إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لك زعموا أنك غير مستخلف وإنه لو كان لك راعي إبل و راعي غنم ثم جاءك وتركها رأيت أن قد ضيع فرعاية الناس أشد قال فوافقه قولي فوضع رأسه ساعة ثم رفعه إلي فقال إن الله يحفظ دينه وإني إن لا أستخلف فإن رسول الله ﷺ لم يستخلف وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال فماهو إلا أن ذكر رسول الله ﷺ وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله ﷺ وأنه غير مستخلف استخلاف أبي بكر عمر رحمهما الله 9764 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد عن أسماء بنت عميس قالت دخل رجل من المهاجرين على أبي بكر رحمه الله وهو شاك فقال استخلفت عمر وقد كان عتا علينا ولا سلطان له فلو قد ملكنا لكان أعتى علينا وأعتى فكيف تقول لله إذا لقيته فقال أبو بكر أجلسوني فأجلسوه فقال هل تفرقني إلا بالله فإني أقول إذا لقيته استخلفت عليهم خير أهلك قال معمر فقلت للزهري ماقوله خير أهلك قال خير أهل مكة بيعة أبي بكر رضي الله عنه 9765 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال لما بويع لأبي بكر تخلف علي في بيته فلقيه عمر فقال تخلفت عن بيعة أبي بكر فقال إني آليت بيمين حين قبض رسول الله ﷺ ألا أرتدي برداء إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى أجمع القرآن فإني خشيت أن يتفلت القرآن ثم خرج فبايعه 9766 عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن العلاء بن عيزار قال سألت بن عمر عن علي وعثمان فقال أما على فهذا بيته يعني بيته قريب من بيت النبي ﷺ في المسجد وسأحدثك عنه يعني عثمان وأما عثمان رحمه الله فانه أذنب فيما بينه وبين الله ذنبا عظيما فغفر له واذنب فيما بينه وبينكم ذنبا صغيرا فقتلتموه 9767 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن مبارك عن مالك بن مغول عن بن أبجر قال لما بويع لأبي بكر رضي الله عنه جاء أبو سفيان إلى علي فقال غلبكم على هذا الأمر أذل أهل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلا ورجالا قال فقلت مازلت عدوا للاسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئا إنا رأينا أبا بكر لها أهلا 9768 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن بن سيرين قال قال رجل لعلي أخبرني عن قريش قال أرزننا أحلاما إخوتنا بني أمية وأنجدنا عند اللقاء وأسخانا بما ملكت اليمين بنو هاشم وريحانة قريش التي نشم بينها بني المغيرة اليك عني سائر اليوم 9769 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال قال رجل لعلي أخبرني عن قريش قال أما نحن بنو هاشم فأنجاد أمجاد أهداة أجواد وأما إخواننا بنو أمية فأدبة ذادة وريحانة قريش التي نشم بينها بني المغيرة غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية 9770 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال ثم إن رسول الله ﷺ بعد ما هاجر وجاء الذين كانوا بأرض الحبشة بعث بعثين قبل الشام إلى كلب وبلقين وغسان وكفار العرب الذين في مشارف الشام فأمر رسول الله ﷺ على أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح وهو أحد بني فهر وأمر على البعث الآخر عمرو بن العاص فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر فلما كان عند خروج البعثين دعا رسول الله ﷺ أبا عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص فقال لهما لاتعاصيا فلما فصلا عن المدينة جاء أبو عبيدة فقال لعمرو بن العاص إن رسول الله ﷺ عهد إلينا أن لا نتعاصيا فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك فقال عمرو بن العاص بل أطعني فأطاعه أبو عبيدة فكان عمرو أمير البعثين كليهما فوجد من ذلك عمر بن الخطاب وجدا شديدا فكلم أبا عبيدة فقال أتطيع بن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ما هذا الرأي فقال أبو عبيدة لعمر بن الخطاب بن أم إن رسول الله ﷺ عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا فخشيت إن لم أطعه أن أعصي رسول الله ﷺ وشكى إليه ذلك فقال رسول الله ﷺ ما أنا بمؤمريها عليكم إلا بعدكم يريد المهاجرين وكانت تلك الغزوة تسمى ذات السلاسل أسر فيها ناس كثير من العرب وسبوا ثم أمر رسول الله ﷺ بعد ذلك أسامة بن زيد وهو غلام شاب فانتدب في بعثه عمر بن الخطاب والزبير بن العوام فتوفي رسول الله ﷺ قبل أن يصل ذلك البعث فأنفذه أبو بكر الصديق بعد رسول الله ﷺ ثم بعث أبو بكر حين ولي الأمر بعد وفاة رسول الله ﷺ ثلاث أمراء إلى الشام وأمر خالد بن سعيد على جند وأمر عمرو بن العاص على جند وأمر شرحبيل بن حسنة على جند وبعث خالد بن الوليد على جند قبل العراق ثم إن عمر كلم أبا بكر فلم يزل يكلمه حتى أمر يزيد بن أبي سفيان على خالد بن سعيد وجنده وذلك من موجدة وجدها عمر بن الخطاب على خالد بن سعيد حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله ﷺ فلقي علي بن أبي طالب خالد بن سعيد فقال أغلبتم يابني عبد مناف على أمركم فلم يحملها عليه أبو بكر وحملها عليه عمر فقال عمر فإنك لتترك إمرته على الثعالب فلما استعمله أبو بكر ذكر ذلك فكلم أبا بكر فاستعمل مكانه يزيد بن أبي سفيان فأدركه يزيد أميرا بعد أن وصل الشام بذي المروة وكتب أبو بكر [ إلى ] خالد بن الوليد فأمره بالمسير إلى الشام بجنده ففعل فكانت الشام على أربعة أمراء حتى توفي أبو بكر فلما استخلف عمر نزع خالد بن الوليد وأمر مكانه أبا عبيدة بن الجراح ثم قدم الجابية فنزع شرحبيل بن حسنة وأمر جنده أن يتفرقوا في الامراء الثلاثة فقال شرجبيل بن حسنة يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت قال لم تعجز ولم تخن قال ففيم عزلتني قال تحرجت أن أؤمرك وأنا أجد أقوى منك قال فاعذرني يا أمير المؤمنين قال سأفعل ولو علمت غير ذلك لم أفعل قال فقام عمر فعذره ثم أمر عمرو بن العاص بالمسير إلى مصر وبقي الشام على أميرين أبي عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان ثم توفي أبو عبيدة بن الجراح فاستخلف خالدا وبن عمه عياض بن غنم فأقره عمر فقيل لعمر كيف تقر عياض بن غنم وهو رجل جواد لا يمنع شيئا يسئله وقد نزعت خالد بن الوليد في أن كان يعطي دونك فقال عمر إن هذه شيمة عياض في ماله حتى يخلص إلى ماله وإني مع ذلك لم أكن لأغير أمرا قضاه أبو عبيدة بن الجراح قال ثم توفي يزيد بن أبي سفيان فأمر مكانه معاوية فنعاه عمر إلى أبي سفيان فقال احتسب يزيد يا أبا سفيان قال يرحمه الله فمن أمرت مكانه قال معاوية قال وصلتك رحم قال ثم توفي عياض بن غنم فأمر مكانه عمير بن سعد الآنصاري فكانت الشام على معاوية وعمير حتى قتل عمير فاستخلف عثمان بن عفان فعزل عميرا وترك الشام لمعاوية ونزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة وأمر مكانه سعد بن أبي وقاص ونزع عمرو بن العاص عن مصر وأمر مكانه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ونزع أبا موسى الأشعري وأمر مكانه عبد الله بن عامر بن كريز ثم نزع سعد بن أبي وقاص من الكوفة وأمر الوليد بن عقبة ثم شهد على الوليد فجلده ونزعه وأمر سعيد بن العاص مكانه ثم قال الناس ونشبوا في الفتنة فحج سعيد بن العاص ثم قفل من حجه فلقيه خيل العراق فرجعوه من العذيب وأخرج أهل مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح وأقر أهل البصرة عبد الله بن عامر بن كريز فكان كذلك أول الفتنة حتى اذا قتل عثمان رحمه الله بايع الناس على بن أبي طالب فأرسل إلى طلحة والزبير إن شئتما فبايعاني وإن شئتما بايعت احدكما قالا بل نبايعك ثم [ هربا ] إلى مكة وبمكة عائشة زوج النبي ﷺ بما يتكلما به فأعانتهما على رأيهما فأطاعهم ناس كثير من قريش فخرجوا قبل البصرة يطلبون بدم بن عفان وخرج معهم عبد الرحمن بن أبي بكر وخرج معهم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وعبد الله بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم في أناس من قريش كلموا أهل البصرة وحدثوهم أن عثمان قتل مظلوما وأنهم جاؤوا تائبين مما كانوا غلوا به في أمر عثمان فأطاعهم عامة أهل البصرة واعتزل الأحنف من تميم وخرج عبدالقيس إلى علي بن أبي طالب بعامة من أطاعه وركبت عائشة جملا لها يقال له عسكر وهي في هودج قد ألبسته الدفوف يعني جلود البقر فقالت إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني قالت ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبدا قالت فلم يسمع الناس كلامي ولم يلتفتوا إلى وكان القتال فقتل يومئذ سبعون من قريش كلهم يأخذ بخطام جمل عائشة حتى يقتل ثم حملوا الهودج حتى أدخلوه منزلا من تلك المنازل وجرح مروان جراحا شديدة وقتل طلحة بن عبيد الله يومئذ وقتل الزبير بعد ذلك بوادي السباع وقفلت عائشة ومروان بمن بقي من قريش فقدموا المدينة وانطلقت عائشة فقدمت مكة فكان مروان والأسود بن أبي البختري على المدينة واهلها يغلبان عليها وهاجت الحرب بين علي [ ومعاوية ] فكانت بعوثهما تقدم المدينة وتقدم مكة للحج فأيهما سبق فهو أمير الموسم أيام الحج للناس ثم أنها أرسلت أم حبيبة زوج النبي ﷺ [ إلى أم سلمة ] قالت أحداهما للأخرى تعال نكتب إلى معاوية وعلي أن يعتقا من هذه البعوث التي تروع الناس حتى تجتمع الأمة على أحدهما فقالت أم حبيبة كفيتك أخي معاوية وقالت أم سلمة كفيتك عليا فكتبت كل واحدة منهما إلى صاحبها وبعثت وفدا من قريش والأنصار فأما معاوية فأطاع أم حبيبة وأما علي فهم أن يطيع أم سلمة فنهاه الحسن بن علي عن ذلك فلم يزل بعوثهما وعمالهما يختلفون إلى المدينة ومكه حتى قتل علي رحمة الله تعالى ثم اجتمع الناس على معاوية ومروان وبن البختري يغلبان على أهل المدينة في تلك الفتنة وكانت مصر في سلطان علي بن أبي طالب فأمر عليها قيس بن سعد بن عبادة الانصاري وكانت حامل راية الانصار مع رسول الله ﷺ يوم بدر وغيره سعد بن عبادة وكان قيس من ذوي الرأي من الناس إلا ما غلب عليه من أمر الفتنة فكان معاوية وعمرو بن العاص جاهدين على إخراجه من مصر ويغلبان على مصر وكان قد امتنع منهما بالدهاء والمكيدة فلم يقدرا على أن يفتحا مصر حتى كاد معاوية قيس بن سعد من قبل علي قال فكان معاوية يحدث رجالا من ذوي الرأي من قريش فيقول ما ابتدعت من مكيدة قط أعجب عندي من مكيدة كايدت بها قيس بن سعد من قبل على وهو بالعراق حين امتنع مني قيس فقلت لاهل الشام لاتسبوا قيسا ولاتدعوني إلى غزوة فإن قيسا لنا شيعة تأتينا كتبه ونصيحته ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا يجري عليهم أعطيتهم وأرزاقهم ويؤمن سربهم ويحسن إلى كل راغب قدم عليه فلا نستنكره في نصيحته قال معاوية وطفقت أكتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق فسمع بذلك من جواسيس على الذين هدى من أهل العراق فلما بلغ ذلك عليا ونماه إليه عبد الله بن جعفر ومحمد بن أبي بكر الصديق اتهم قيس بن سعد وكتب أليه يأمره بقتال أهل خربتا وأهل خربتا يومئذ عشرةآلاف فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي أنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وذوي الحفاظ منهم وقد رضوا مني بأن أؤمن سربهم وأجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم وقد علمت أن هواهم مع معاوية فلست مكايدهم بأمر أهون علي وعليك من أن نفعل ذلك بهم اليوم ولو دعوتهم إلى قتالي كانوا قرناهم أسوادان لعرب وفيهم بسر بن أرطاه ومسلمة بن مخلد ومعاوية بن خديج الخولاني فذرني ورأيي فيهم وأنا أعلم بما أداري منهم فأبى عليه علي إلا قتالهم فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب قيس ألى علي إن كنت تتهمني فاعتزلني عن عملك وأرسل إليه غيري فأرسل الاشتر أميرا على مصر حتى إذا بلغ القلزم شرب بالقلزم شربة من عسل فكان فيها حتفه فبلغ ذلك معاوية وعمرو بن العاص فقال عمرو بن العاص إن لله جنودا من عسل فلما بلغت عليا وفاة الأشتر بعث محمد بن أبي بكر أميرا على مصر فلما حدث به قيس بن سعد قادما أميرا عليه تلقاه فخلا به وناجاه وقال إنك قد جئت من عند امرئ لاراي له في الحرب وإنه ليس عزلكم إياي بما نعى أن أنصح لكم وإني من أمركم على بصيرة وإني أدلك على الذي كنت أكايد به معاوية وعمرو بن العاص وأهل خربتا فكايدهم به فإنك إن كايدتهم بغيره تهلك فوصف له قيس المكايدة التي كايدهم بها فاغتشه محمد بن أبي بكر وخالفه في كل شيء أمره به فلما قدم محمد بن أبي بكر مصر خرج قيس قبل المدينة فأخافه مروان والأسود بن أبي البختري حتى إذا خاف أن يؤخذ ويقتل ركب راحلته فظهر إلى علي فكتب معاوية إلى مروان والأسود بن أبي البختري يتغيظ عليهما ويقول أمددتما عليا بقيس بن سعد وبرأيه ومكايدته فوالله لو أمددتماه بثمانية آلاف مقاتل ما كان ذلك بأغيظ لي من إخراجكما قيس بن سعد إلى علي فقدم قيس بن سعد إلى علي فلما بانه الحديث وجاءهم قتل محمد بن أبي بكر عرف علي أن قيس بن سعد كان يداري منهم أمورا عظاما من المكايدة التي قصر عنها رأي علي ورأي من كان يوآزره على عزل قيس فأطاع علي قيسا في الأمر كله وجعله على مقدمة أهل العراق ومن كان بأذربيجان وارضها وعلى شرطة الخمسين الذين انتدبوا للموت وبايع أربعون الفا كانوا بايعوا عليا على الموت فلم يزل قيس بن سعد يسد ذلك الثغر حتى قتل علي واستخلف أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة وكان الحسن لا يريد القتال ولكنه كان يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ثم يدخل في الجماعة ويبايع فعرف الحسن أن قيس بن سعد لايوافقه على ذلك فنزعه وأمر مكانه عبيد الله بن العباس فلما عرف عبيد الله بن العباس الذي يريد الحسن أن يأخذ لنفسه كتب عبيد الله إلى معاوية يسأله الآمان ويشترط لنفسه على الاموال التي اصاب فشرط ذلك معاوية [ له ] وبعث إليه بن عامر في خيل عظيمة فخرج إليهم عبيد الله ليلا حتى لحق بهم وترك جنده الذين هو عليهم لا أمير لهم ومعهم قيس بن سعد فأمرت شرطة الخمسين قيس بن سعد وتعاهدوا وتعاقدوا على قتال معاوية وعمرو بن العاص حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائةم وما أصابوا من الفتنة فخلص معاوية حين فرغ من عبيد الله والحسن إلى مكايدة رجل هو أهم الناس عنده مكيدة وعنده أربعون ألفا فنزل بهم معاوية وعمرو [ و ] أهل الشام أربعين ليلة يرسل معاوية إلى قيس ويذكره الله ويقول على طاعة من تقاتلني ويقول قد بايعني الذي تقاتل على طاعته فأبى قيس أن يقر له حتى أرسل معاوية بسجل قد ختم له في اسفله فقال أكتب في هذا السجل فما كتبت فهو لك فقال عمرو لمعاوية لاتعطه هذا وقاتله فقال معاوية وكان خير الرجلين على رسلك يا أبا عبد الله فإنا لن نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يقتل عددهم من أهل الشام فما خير الحياة بعد ذلك وأني والله لا أقاتله حتى [ لا ] اجد من ذلك بدا فلما بعث إليه معاوية بذلك السجل اشترط قيس بن سعد لنفسه ولشيعة علي الآمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ولم يسأل معاوية في ذلك مالا فأعطاه معاوية ما اشترط عليه ودخل قيس ومن معه في الجماعة وكان يعد في العرب حتى ثارت الفتنة الأولى خمسة يقال لهم ذوو رأي العرب ومكيدتهم يعد من قريش معاوية وعمرو ويعد من الأنصار قيس بن سعد ويعد من المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ويعد من ثقيف المغيرة بن شعبة فكان مع علي منهم رجلان قيس بن سعد وعبد الله بن بديل وكان المغيرة معتزلا بالطائف وأرضها فلما حكم الحكمان فاجتمعا بأذرح وافاهما المغيرة بن شعبه وأرسل الحكمان إلى عبد الله بن عمر وإلى عبد الله بن الزبير ووافى أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص وهما الحكمان وأبى علي وأهل العراق أن يوافوا فقال المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي رأي أهل قريش هل ترون احدا يقدر على أن يستطيع أن يعلم أيجتمع هذان الحكمان أم لا فقالوا له لانرى أن أحدا يعلم ذلك قال فوالله أني لاظنني سأعلمه منهما حين أخلو بهما فأراجعهما فدخل على عمرو بن العاص فبدأ به فقال يا أبا عبد الله أخبرني عما أسالك عنه كيف ترانا معشر المعتزلة فإنا فد شككنا في هذا الأمر الذي قد تبين لكم في هذا القتال ورأينا نستأني ونتثبت حتى تجتمع الأمه على رجل فندخل في صالح ما دخلت فيه الأمه فقال عمرو أراكم معشر المعتزله خلف الأبرار ومعشر الفجار فانصرف المغيرة ولم يسأله عن غير ذلك حتى دخل على أبي موسى الأشعري فخلا به فقال له نحوا مما قال لعمرو فقال أبو موسى أراكم أثبت الناس رأيا وأرى فيكم بقية المسلمين فانصرف فلم يسأله عن غير ذلك قال فلقي أصحابه الذين قال لهم ما قال من ذوي رأي قريش قال أقسم لكم لايجتمع هذان على رجل واحد وليدعون كل واحد منهما إلى رأيه فلما اجتمع الحكمان وتكلما خاليين فقال عمرو يا أبا موسى أرأيت أول ما نقضي به في الحق علينا أن نقضي لأهل الوفاء بالوفاء ولاهل الغدر بالغدر فقال أبو موسى وما ذاك قال ألست تعلم أن معاوية وأهل الشام قد وافوا للموعد الذي وعدناهم اياه فقال فاكتبها فكتبها أبو موسى فقال عمرو قد اخلصت أنا وأنت أن نسمي رجلا يلي أمر هذه الأمة فسم يا أبا موسى فإني اقدر على ان أبايعك منك على أن تبايعني فقال أبو موسى أسمي عبد الله بن عمر بن الخطاب وكان عبد الله بن عمر بن الخطاب فيمن اعتزل فقال عمرو فأنا أسمي لك معاوية بن أبي سفيان فلم يبرحا من مجلسهما ذلك حتى اختلفا واستبا ثم خرجا إلى الناس ثم قال أبو موسى يا أيها الناس إني قد وجدت مثل عمرو بن العاص مثل الذي قال الله تبارك وتعالى { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها } 1 حتى بلغ { لعلهم يتفكرون } 2 وقال عمرو بن العاص يا أيها الناس إني قد وجدت مثل أبي موسى مثل الذي قال الله تبارك وتعالي { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا } حتى بلغ { الظالمين } ثم كتب كل واحد منهما بالمثل الذي ضرب لصاحبه إلى الأمصار وقال الزهري عن سالم عن بن عمر قال معمر وأخبرني بن طاووس عن عكرمة بن خالد عن بن عمر قال فقام معاوية عشية فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فمن كان متكلما في هذا الأمر فليطلع لي قرنه فوالله لايطلع فيه أحد إلا كنت أحق به منه ومن أبيه قال يعرض بعبدالله بن عمر قال عبد الله بن عمر فأطلقت حبوتي فأردت أن أقوم إليه فأقول يتكلم فيه رجال قاتلوك وأباك على الاسلام ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك فيه الدماء وأحمل فيه على غير رأي فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك قال فلما انطلقت إلى منزلي أتاني حبيب بن مسلمة فقال ما الذي منعك أن تتكلم حين سمعت الرجل أن يتكلم فقلت له لقد أردت ذلك ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك فيها الدماء وأحمل فيها على غير رأي فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك كله فقال حبيب بن مسلمة لعبد الله بن عمر فداك أبي وأمي فإنك عصمت وحفظت مما خفت عرته حديث الحجاج بن علاط 9771 عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال لما افتتح رسول الله ﷺ خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا فأذن له رسول الله ﷺ على أن يقول ماشاء فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك فإني اريد أن أشتري من غنائم محمد ﷺ وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم وفشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا قال وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فقعد وجعل لايستطيع أن يقوم قال معمر فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال فأخذ ابنا له يشبه رسول الله ﷺ يقال له قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم نبي رب ذي النعم برغم أنف من رغم قال ثابت قال أنس ثم أرسل غلاما له إلى الحجاج ماذا جئت به وماذا تقوم فما وعد الله خير مما جئت به قال فقال الحجاج بن علاط اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له فليخل في بعض بيوته لاتيه فإن الخبر على مايسره قال فجاءه غلامه فلما بلغ باب الدار قال أبشر يا أبا الفضل قال فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه قال ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله ﷺ قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله تبارك وتعالى في أموالهم واصطفى رسول الله ﷺ صفية ابنة حيي فأخذها لنفسه وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجه أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة ولكني جئت لما كان لي ها هنا أردت أن أجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله صلىالله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت وأخف عني ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلى ومتاع فدفعته إليه ثم انشمر به فلما كان بعد ثلاث أتي العباس امرأة الحجاج فقال ما فعل زوجك فأخبرته أن قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت لايخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال أجل فلا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله تبارك وتعالى خيبر على رسول الله ﷺ وجرت سهام الله تعالى في أموالهم واصطفى رسول الله ﷺ صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت أظنك والله صادقا قال فإني والله صادق والأمر على ما أخبرتك قال ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش هم يقولون إذا مر بهم لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل قال لم يصيبني إلا خير بحمد الله قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله ﷺ وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله ﷺ صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا وانما جاء ليأخذ ماله وماله من شيء ها هنا ثم يذهب قال فرد الله تبارك وتعالى الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون ممن كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فاخبرهم الخبر وسر المسلمون ورد الله تبارك وتعالى ما كان [ من ] كآبه أو غيظ أو حزن على المشركين خصومة علي والعباس 9772 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري قال أرسل إلي عمر بن الخطاب أنه قد حضر المدينة أهل أبيات من قومك وإنا قد أمرنالهم برضح فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين مر بذلك غيري قال اقبضه أيها المرء قال فبينا أنا كذلك جاءه مولاه فقال هذا عثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام - قال ولا أدري اذكر طلحة أم لا - يستأذنون عليك قال ائذن لهم قال ثم مكث ساعة ثم جاء فقال هذا العباس وعلي يستأذنان عليك قال ائذن لهما قال ثم مكث ساعة قال فلما دخل العباس قال يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا - وهما يومئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله ﷺ من أموال بني النضير - فقال القوم اقض بينهما يا أمير المؤمنين وأرح كل واحد منهما من صاحبه فقد طالت خصومتهما فقال عمر أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماوات والارض أتعلمون أن رسول الله ﷺ قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا قد قال ذلك ثم قال لهما مثل ذلك فقالا نعم قال لهم فإني سأخبركم عن هذا الفيء إن الله تبارك وتعالى خص نبيه ﷺ منه بشيء لم يعطه غيره فقال { وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء } 2 فكانت هذه لرسول الله ﷺ خاصة ثم والله ما احتازها دونكم ولااستأثر بها عليكم لقد قسم الله بينكم وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان ينفق على أهله منه سنة قال وربما قال ويحبس قوت أهله منه سنة ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله فلما قبض رسول الله ﷺ قال أبو بكر أنا ولي رسول الله ﷺ بعده أعمل فيه بما كان يعمل رسول الله ﷺ فيها ثم أقبل على علي والعباس فقال وأنتما تزعمان أنه فيها ظالم فاجر والله يعلم أنه فيها صادق بار تالع للحق ثم وليتها بعد أبي بكر سنتين من إمارتي فعملت فيها بما عمل رسول الله ﷺ وأبو بكر وأنتما تزعمان أني فيها ظالم فاجر والله يعلم أني فيها صادق بار تابع [ للحق ] ثم جئتماني جاءني هذا يعني - العباس - يسألني ميراثه من بن أخيه وجاءني هذا - يعني عليا - يسألني ميراث امرأته من أبيها فقلت لكما أن رسول الله ﷺ قال لانورث ما تركنا صدقة ثم بدا لي أن أدفعها إليكما فأخذت عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله ﷺ وأبو بكر وأنا ما وليتها فقلتما ادفعها إلينا على ذلك أتريدان منا قضاء غير هذا والذي بإذنه تقوم السماء والارض لا أقضي بينكما بقضاء غير هذا إن كنتما عجزتما عنها فادفعاها إلي قال فغلبه علي عليها فكانت بيد علي ثم بيد حسن ثم بيد حسين ثم بيد علي بن حسين ثم بيد ثم بيد حسن بن حسن ثم بيد زيد بن حسن قال معمر ثم بيد عبد الله بن حسن ثم أخذها هؤلاء يعني بني العباس 9773 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة وعمرة قالا إن أزواج النبي ﷺ أرسلن إلى أبي بكر يسألن ميراثهن من رسول الله ﷺ فأرسلت إليهن عائشه ألا تتقين الله ألم يقل رسول الله ﷺ لانورث ما تركنا صدقة قال فرضين بقولها وتركن ذلك 9774 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشه أن فاطمة والعباس اتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله ﷺ وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله ﷺ يقول لانورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد ﷺ من هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله ﷺ يصنعه إلا صنعته قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه في ذلك حتي ماتت فدفنها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر قالت عائشة وكان لعلي من الناس حياة فاطمة حبوة فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عنه فمكثت فاطمة ستة أشهر بعد رسول الله ﷺ ثم توفيت قال معمر فقال رجل للزهري فلم يبايعه علي ستة أشهر قال لا ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه أسرع إلى مصالحة أبي بكر فأرسل إلي أبي بكر أن ائتنا ولا تأتنا معك بأحد وكره أن يأتيه عمر لما يعلم من شدته فقال عمر لاتأتهم وحدك فقال أبو بكر والله لآتينهم وحدي وما عسى أن يصنعوا بي قال فانطلق أبو بكر فدخل على علي وقد جمع بني هاشم عنده فقام علي فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد يا أبا بكر فإنه لم يمنعنا أن نبايعك إنكار لفضيلتك ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك ولكنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا فاستبدتم به علينا قال ثم ذكر قرابته من رسول الله ﷺ وحقهم فلم يزل يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر فلما صمت علي تشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فوالله لقرابة رسول الله ﷺ أحرى إلي أن أصل من قرابتي والله ما ألوت في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم عن الخير ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول لا نورث ما تركنا صدقة وإنما يأكل آل محمد ﷺ في هذا المال واني والله لا أذكر أمرا صنعه رسول الله ﷺ فيه إلا صنعته إن شاء الله ثم قال علي موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس ثم عذر عليا ببعض ما اعتذر به ثم قام علي فعظم من حق أبي بكر رضي الله عنه وفضيلته وسابقيته ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه فأقبل الناس إلى علي فقالوا أصبت وأحسنت قالت فكانوا قريبا إلى علي حين قارب الامر والمعروف حديث أبي لؤلؤة قاتل عمر رضي الله عنه 9775 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كان عمر بن الخطاب لايترك أحدا من العجم يدخل المدينة فكتب المغيرة بن شعبة إلى عمر أن عندي غلاما نجارا نقاشا حدادا فيه منافع لأهل المدينة فإن رأيت أن تأذن لي أن أرسل به فعلت فأذن له وكان قد جعل عليه كل يوم درهمين وكان يدعي أبا لؤلؤة وكان مجوسيا في أصله فلبث ما شاء الله ثم إنه أتى عمر يشكو إليه كثرة خراجه فقال له عمر ما تحسن من الأعمال قال نجار نقاش حداد فقال عمر ما خراجك بكبير في كنه ما تحسن من الأعمال قال فمضى وهو يتذمز ثم مر بعمر وهو قاعد فقال ألم أحدث أنك تقول لو شئت أن أصنع رحى تطحن بالريح فعلت فقال أبو لؤلؤة لأصنعن رحى يتحدث بها الناس قال ومضى أبو لؤلؤة فقال عمر أما العبد فقد أوعدني آنفا فلما أزمع بالذي أزمع به أخذ خنجرا فاشتمل عليه ثم قعد لعمر في زاوية من زوايا المسجد وكان عمر يخرج بالسحر فيوقظ الناس بالصلاة فمر به فثار إليه فطعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت سرته وهي التي قتلته وطعن اثنا عشر رجلا من أهل المسجد فمات منهم ستة وبقي منهم ستة ثم نحر نفسه بخنجره فمات قال معمر وسمعت غير الزهري يقول ألقي رجل من أهل العراق عليه برنسا فلما أن اغتم فيه نحر نفسه قال معمر قال الزهري فلما خشي عمر النزف قال ليصل بالناس عبد الرحمن بن عوف قال الزهري فأخبرني عبد الله بن عباس قال فاحتملنا عمر أنا ونفر من الأنصار حتى أدخلناه منزله فلم يزل في غشية واحدة حتى أسفر فقال رجل إنكم لن تفزعوه بشيء إلا بالصلاة قال فقلنا الصلاة يا أمير المؤمنين قال ففتح عينيه ثم قال أصلي الناس قلنا نعم قال أما أنه لا حظ في الاسلام لاحد ترك الصلاة - قال وربما قال معمر اضاع الصلاة - ثم صلى وجرحه يثعب دما قال بن عباس ثم قال لي عمر أخرج فاسأل الناس من طعنني فانطلقت فإذا الناس مجتمعون فقلت من طعن أمير المؤمنين فقالوا طعنه أبو لؤلؤة عدو الله غلام المغيرة بن شعبه فرجعت إلى عمر وهو يستأني أن آتيه بالخبر فقلت يا أمير المؤمنين طعنك عدو الله أبو لؤلؤة فقال عمر الله أكبر الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يخاصمني يوم القيامة في سجدة سجدها لله قد كنت أظن أن العرب لن يقتلني ثم أتاه طبيب فسقاه نبيذا فخرج منه فقال الناس هذه حمرة الدم ثم جاءه آخر فسقاه لبنا فخرج اللبن يصلد فقال له الذي سقاه اللبن اعهد عهدك يا أمير المؤمنين فقال عمر صدقني أخو بني معاوية قال الزهري عن سالم عن بن عمر ثم دعا النفر الستة عليا وعثمان وسعدا وعبد الرحمن والزبير - ولا أدري أذكر طلحة أم لا - فقال إني نظرت في الناس فلم أر فيهم شقاقا فإن يكن شقاق فهو فيكم قوموا فتشاوروا ثم أمروا أحدكم قال معمر قال الزهري فأخبرني حميد بن عبد الرحمن عن المسور بن مخرمة قال أتاني عبد الرحمن بن عوف ليلة الثالثة من أيام الشورى بعد ما ذهب من الليل ماشاء الله فوجدني نائما فقال أيقظوه فأيقظوني فقال ألا أراك نائما والله ما اكتحلت بكثير نوم منذ هذه الثلاث اذهب فادع لي فلانا وفلانا ناسا من أهل السابقة من الأنصار فدعوتهم فخلا بهم في المسجد طويلا ثم قاموا ثم قال اذهب فادع لي الزبير وطلحه وسعدا فدعوتهم فناجاهم طويلا ثم قاموا من عنده ثم قال ادع لي عليا فدعوته فناجاه طويلا ثم قام من عنده ثم قال ادع لي عثمان فدعوته فجعل يناجيه فما فرق بينهما إلا أذان الصبح ثم صلى صهيب بالناس فلما فرغ اجتمع الناس إلى عبد الرحمن فحمدالله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني نظرت في الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعل يا علي على نفسك سبيلا ثم قال عليك يا عثمان عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله ﷺ أن تعمل بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ وبما عمل به الخليفتان من بعده قال نعم فمسح على يده فبايعه ثم بايعه الناس ثم بايعه علي ثم خرج فلقيه بن عباس فقال خدعت فقال علي أو خديعة هي قال فعمل بعمل صاحبيه ستا لا يخرم شيئا إلى ست سنين ثم إن الشيخ رق وضعف فغلب على أمره قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب أن عبد الرحمن بن أبي بكر - ولم نجرب عليه كذبة قط - قال حين قتل عمر انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجي فبغتهم فثاروا وسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه فقال عبد الرحمن فانظروا بما قتل عمر فنظروا فوجدوه خنجرا على النعت الذي نعت عبد الرحمن قال فخرج عبيد الله بن عمر مشتملا على السيف حتى أتي الهرمزان فقال أصحبني حتى ننظر إلى فرس لي وكان الهرمزان بصيرا بالخيل فخرج يمشي بين يديه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حر السيف قال لا إله إلا الله فقتله ثم أتى جفينة وكان نصرانيا فدعاه فلما أشرف له علاه بالسيف فصلب [ بين ] عينيه ثم أتي ابنه أبي لؤلؤة جارية صغيرة تدعي الإسلام فقتلها فأظلمت المدينة يومئذ على أهلها ثم أقبل بالسيف صلتا في يده وهو يقول والله لاأترك في المدينة سبيا إلا قتلته وغيرهم وكأنه يعرض بناس من المهاجرين فجعلوا يقولون له ألق السيف ويأبى ويهابونه أن يقربوا منه حتى أتاه عمرو بن العاص فقال أعطني السيف يا بن أخي فأعطاه اياه ثم ثار إليه عثمان فأخذ برأسه فتناصيا حتى حجز الناس بينهما فلما ولي عثمان قال اشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الاسلام ما فتق يعني عبيد الله بن عمر فأشار عليه المهاجرون أن يقتله وقال جماعة من الناس اقتل عمر أمس وتريدون ان تتبعوه ابنه اليوم ابعد الله الهرمزان وجفينه قال فقام عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر ولك على الناس من سلطان إنما كان هذا الأمر ولا سلطان لك فاصفح عنه يا أمير المؤمنين قال فتفرق الناس على خطبة عمرو وودى عثمان الرجلين والجارية قال الزهري وأخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر قال يرحم الله حفصة إن كانت لممن شجع عبيد الله على قتل الهرمزان وجفينة قال الزهري وأخبرني عبد الله بن ثعلبة أو قال بن خليفة الخزاعي قال رأيت الهرمزان رفع يده يصلي خلف عمر قال معمر وقال غير الزهري فقال عثمان أنا ولي الهرمزان وجفينة والجارية وإني قد جعلتهم دية حديث الشورى 9776 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال دعا عمر حين طعن عليا وعثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير قال وأحسبه قال وسعد بن أبي وقاص فقال إني نظرت في أمر الناس فلم أر عندهم شقاقا فإن يك شقاق فهو فيكم ثم إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة فإن كنت على شيء من أمر الناس يا علي فاتق الله ولا تحمل بني هاشم على رقاب الناس قال معمر وقال غير الزهري لا تحمل بني أبي ركانة على رقاب الناس قال معمر وقال الزهري في حديثه عن سالم عن بن عمر قال وإن كنت يا عثمان على شيء فاتق الله ولا تحمل بني أبي معيط على رقاب الناس فتشاورا ثم أمروا أحدكم قال فقاموا ليتشاوروا قال عبد الله بن عمر فدعاني عثمان فتشاورني ولم يدخلني عمر في الشورى فلما أكثر أن يدعوني قلت ألا تتقون الله أتؤمرون وأمير المؤمنين حي بعد قال فكأنما أيقظت عمر فدعاهم فقال أمهلوا ليصل بالناس صهيب ثم تشاوروا ثم أجمعوا أمركم في الثلاث واجمعوا أمراء الأجناد فمن تأمر منكم من غير مشورة من المسلمين فاقتلوه قال بن عمر والله ما أحب أني كنت معهم لأني قل ما رأيت عمر يحرك شفتيه إلا كان بعض الذي يقول قال الزهري فلما مات عمر اجتمعوا فقال لهم عبد الرحمن بن عوف إن شئتم اخترت لكم منكم فولوه ذلك قال المسور فما رأيت مثل عبد الرحمن والله ما ترك أحدا من المهاجرين والأنصار ولا ذوي غيرهم من ذوي الرأي إلا استشارهم تلك الليلة غزوة القادسية وغيرها 9777 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أمر رسول الله ﷺ أسامة بن زيد على جيش فيهم عمر بن الخطاب والزبير فقبض النبي ﷺ قبل أن يمضي ذلك الجيش فقال أسامة لأبي بكر حين بويع له ولم يبرح أسامة حتى بويع لأبي بكر فأمر فقال إن النبي ﷺ وجهني لما وجهني له وإني أخاف أن ترتد العرب فإن شئت كنت قريبا منك حتى تنظر فقال أبو بكر ما كنت لأرد أمرا أمر به رسول الله ﷺ ولكن إن شئت أن تأذن لعمر فافعل فأذن له وانطلق أسامة بن زيد حتى أتى المكان الذي أمره رسول الله ﷺ قال فأخذتهم الضبابة حتى جعل الرجل منهم لا يكاد يبصر صاحبه قال فوجدوا رجلا من أهل تلك البلاد قال فأخذوه يدلهم الطريق حيث أرادوا وأغاروا على المكان الذي أمروا قال فسمع بذلك الناس فجعل بعضهم يقول لبعض تزعمون أن العرب قد اختلفت وخيلهم بمكان كذا وكذا قال فرد الله تبارك وتعالى بذلك عن المسلمين فكان يدعى بالإمارة حتى مات يقولون بعثه رسول الله ﷺ ولم ينزعه حتى مات 9778 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لما استخلف عمر نزع خالد بن الوليد فأمر أبا عبيدة بن الجراح وبعث إليه بعهده وهو بالشام يوم اليرموك فمكث العهد مع أبي عبيدة شهرين لا يعرفه إلى خالد حياء منه فقال خالد أخرج أيها الرجل عهدك نسمع لك ونطيع فلعمري لقد مات [ أحب ] الناس إلينا وولي أبغض الناس إلينا فكان أبو عبيدة على الخيل 9779 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال معمر وأخبرني بن طاووس عن عكرمة بن خالد عن بن عمر قال دخلت على حفصة ونوساتها تنطف فقلت قد كان من أمر الناس ما ترين ولم يجعل لي من الأمر شيء قالت فالحق بهم فإنهم ينتظرونك والذي أخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة فلم تدعه حتى يذهب فلما تفرق الحكمان خطب معاوية فقال من كان متكلما فليطلع قرنه 9780 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن حميد بن هلال قال لما كان يوم القادسية كان على الخيل قيس بن مكشوح العبسي وعلى الرجالة المغيرة بن شعبة الثقفي وعلى الناس سعد بن أبي وقاص فقال قيس قد شهدت يوم اليرموك ويوم أجنادين ويوم عبس ويوم فحل فلم أر كاليوم عديدا ولا حديدا ولا صنعة لقتال والله ما يرى طرفاهم فقال المغيرة بن شعبة إن هذا زبد من زبد الشيطان وإنا لو قد حملنا عليهم قد جعل الله بعضهم على بعض فلا الفينك إذا حملت عليهم برجالتي أن تحمل عليهم بخيلك في أقفيتهم ولكن تكف عنا خيلك واحمل على من يليك قال فقام رجل فقال الله أكبر إني لأرى الأرض من ورائهم فقال المغيرة إجلس فإن القيام والكلام عند القتال فشل وإذا أراد أحدكم أن صل فالصل في مركز رمحه ثم قال إني هاز دابتي ثلاثا فإذا هززتها المرة الأولى فتهيؤا ثم إذا هززتها الثالثة فتهيؤا للحملة - أو قال احملوا - فإني حامل قال فهزها الثالثة ثم حمل وإن عليه لدرعين قال فما وصلنا لنفسه حتى صافيهم بطعنتين وقلت بينه وكان الفتح قال فجعل الله بعضهم على بعض حتى يكونوا ركاما فما نشاء أن نأخذ رجلين واحد منهم فنقتله إلا فعلت تزويج فاطمة رحمة الله عليها 9781 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة وأبي يزيد المديني أو أحدهما - شك أبو بكر - أن أسماء ابنة عميس قالت لما أهديت فاطمة [ إلى ] علي لم نجد في بيته إلا رملا مبسوطا ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزا فأرسل النبي ﷺ إلى [ علي ] لا تحدثن حدثا - أو قال لا تقربن أهلك - حتى آتيك فجاء النبي ﷺ فقال أثم أخي فقالت أم أيمن - وهي أم أسامة بن زيد - وكانت حبشية وكانت امرأة صالحة يا نبي الله هو أخوك وزوجته ابنتك - وكان النبي ﷺ آخى بين أصحابه وآخى بين علي ونفسه فقال إن ذلك يكون يا أم أيمن قال فدعا النبي ﷺ بإناء فيه ماء فقال فيه ما شاء الله أن يقول ثم نضح [ على ] صدر علي ووجهه ثم دعا فاطمة فقامت إليه تعثر في مرطها من الحياء فنضح عليها من ذلك الماء وقال لها ما شاء الله أن يقول ثم قال لها أما أني لم آلك أنكحتك أحب أهلي إلي ثم رأى رسول الله ﷺ سوادا من وراء الستر - أو من وراء الباب - فقال من هذا [ قالت أسماء ] قال أسماء ابنة عميس قالت نعم يا رسول الله قال أجئت كرامة لرسول الله ﷺ مع ابنته قالت نعم إن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبا [ منها ] إن عرضت حاجة أفضت بذلك إليها قالت فدعا لي دعاء إنه لأوثق عملي عندي ثم قال لعلي دونك أهلك ثم خرج فولى قالت فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره 9782 عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء البجلي عن عمه شعيب بن خالد عن حنظلة بن سمرة بن المسيب عن أبيه عن جده عن بن عباس قال كانت فاطمة تذكر لرسول الله ﷺ فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها فلقي سعد بن معاذ عليا فقال إني والله ما أرى رسول الله ﷺ يحبسها إلا عليك قال فقال له علي لم تر ذلك قال فوالله ما أنا بواحد من الرجلين ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي وقد علم مالي صفراء ولا بيضاء ولا أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه - يعني يتألفه بها - إني لأول من أسلم فقال سعد فإني أعزم عليك لتفرجنها عني فإن في ذلك فرجا قال فأقول ماذا قال تقول جئت خاطبا إلى الله وإلى رسوله ﷺ فاطمة بنت محمد ﷺ قال فانطلق علي فعرض على النبي ﷺ وهو يصلي بنفل حصر فقال النبي ﷺ كأن لك حاجة يا علي قال أجل جئت خاطبا إلى الله ورسوله فاطمة ابنة محمد [ ﷺ ] فقال له النبي ﷺ مرحبا كلمة ضعيفة ثم رجع علي إلى سعد بن معاذ فقال له ما فعلت قال فعلت الذي أمرتني به فلم يزد على أن رحب بي كلمة ضعيفة فقال سعد أنكحك والذي بعثه بالحق إنه لا خلف الآن ولا كذب عنده عزمت عليك لتأتينه غدا فتقولن يا نبي الله متى تبنيني قال علي هذه أشد من الأولى أو لا أقول يا رسول [ الله ] حاجتي قال قل كما أمرتك فانطلق علي فقال يا رسول الله متى تبنيني قال الثالثة إن شاء الله ثم دعا بلالا فقال يا بلال إني زوجت ابنتي بن عمي وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي إطعام الطعام عند النكاح فأت الغنم فخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة فاجعل لي قصعة لعلي أجمع عليها المهاجرين والأنصار فإذا فرغت منها فآذني بها فانطلق ففعل ما أمره ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله ﷺ في رأسها ثم قال أدخل علي الناس زفة زفة ولا تغادرن زفة إلى غيرها يعني إذا فرغت زفة لم تعد ثانية فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخرى حتى فرغ الناس ثم عمد النبي ﷺ إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال يا بلال احملها إلى أمهاتك وقل لهن كلن وأطعمن من غشيكن ثم إن النبي ﷺ قام حتى دخل على النساء فقال إني قد زوجت ابنتي بن عمي وقد علمتن منزلتها منى وإني دافعها إليه الآن إن شاء الله فدونكن ابنتكن فقام النساء فغلفنها من طيبهن وحليهن ثم إن النبي ﷺ دخل فلما رآه النساء ذهبن وبينهن وبين النبي ﷺ سترة وتخلفت أسماء ابنة عميس فقال لها النبي ﷺ على رسلك من أنت قالت أنا الذي حرس ابنتك فإن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبا منها إن عرضت لها حاجة وإن أرادت شيئا أفضت بذلك إليها قال فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ثم صرخ بفاطمة فأقبلت فلما رأت عليا جالسا إلى جنب النبي ﷺ خفرت وبكت فأشفق النبي ﷺ أن يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له فقال النبي ﷺ ما يبكيك فما ألوتك في نفسي وقد طلبت لك خير أهلي والذي نفسي بيده لقد زوجتكه سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين فلازمها فقال النبي ﷺ ائتيني بالمخضب فأمليه ماء فأتت أسماء بالمخضب فملئته ماءا ثم مج النبي ﷺ فيه وغسل فيه قدميه ووجهه ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها وكفا بين ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال اللهم إنها منى وأنا منها اللهم أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرها ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا عليا فصنع به كما صنع بها ودعا له كما دعا لها ثم قال أن قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما وبارك في سركما وأصلح بالكما ثم قام فأغلق عليهما بابه بيده قال بن عباس فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول الله ﷺ فلم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجره 9783 عبد الرزاق عن وكيع بن الجراح قال أخبرني شريك عن أبي إسحاق أن عليا لما تزوج فاطمة قالت للنبي ﷺ زوجتنيه أعيمش عظيم البطن فقال النبي ﷺ لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما

9784 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير أن أسامة بن زيد أخبره أن النبي ﷺ ركب حمارا على إكاف تحته قطيفة فدكية وأردف وراءه أسامة بن زيد وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج وذلك قبل وقعة بدر حتى مر بمخلط فيه من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود وفيهم عبد الله بن أبي [ بن ] سلول وفي المجلس عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال لا تغبروا علينا فسلم عليهم النبي ﷺ ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال له عبد الله بن أبي أيها المرء لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجلسنا وارجع إلى رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه فقال بن رواحة اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا أن يتواثبوا فلم يزل رسول الله ﷺ يخفضهم ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال أي سعد ألم تسمع ما يقول أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال كذا وكذا قال سعد اعف عنه يا رسول الله ﷺ واصفح فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحرة أن يتوجوه يعني يملكوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله تبارك وتعالى ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق بذلك فلذلك فعل بك ما رأيت فعفا عنه رسول الله ﷺ (آخر كتاب المغازي والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج11. فهرست تاريخ الطبري

  فهرست تاريخ الطبري    فهرست تاريخ الطبري فهرس رئيسي الزمان | بدء الخلق | خلق آدم | آدم في الأرض | نوح | قصة عيسى ومريم | ملوك الفرس |...